-->

رواية جديدة أرهقته حر با لتوتا محمود - الفصل 13

 

رواية أرهقته حربًا الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل الثالث عشر

ماذا لو أصبح الحلم حقيقة ، ماذا لو جميع مخاوفك أصبحت حقيقة أمام عينك ، ماذا لو كل شئ تفكر به في خيالك أصبحت مقيد بها ، في إذا فكرت بهذا الحديث قد يجعلك ترتعب من فكره حديث في تمهلوا جيداً يا اعزائي أن هذه الرحله سوف ترى الجحيم الذي لم تروا بعد …



صفعتها صفعة لطمت وجهها أمام الجميع الذي كانوا في المشفي نظرت إلى جدتها بصدمة وهي تضع يدها على خدها التي صفعتها للتو اجتمعت عينيه بريق من الغيوم التي كانت ممتلئة بالدموع كادت أن تتحدث صفعتها للمرة الثانية مما شهقوا الجميع الذي كانوا يقفون يتابعون هذا المشهد في أول مرة يروا الجدة ' حميدة ' بكامل قسوتها مع أحفادها ومع مدللة العائله ' يمن '  كادت أن تلطمه للمرة الثالثة ولكن وقفت ' والدة نوح ' أمامها وهي تهتف بخوف وذعر على ابنتها التي ربت على يـ ـدها مما زمجرت بقسوة وشراسة وهي تهتف بصوت منخفض الحفاظ على جمودها أمام الجميع الذين ينظرون لها : 


ـ ابعدي عن وشي يا لبني دلوقتي .


اختبئت يمن خلفها وكأنها تحتمي بطوق النجاة الذي ينجيها في كل مرة : 


ـ يا خالتي انا معرفش هي عملتلك ايه بس استهدي بالله حتى استني لما وعد تتطلع من اوضه العمليات .


زمجرت بقسوة وشراسة وهي تتخيل أن حفيدتها المحبه الي قلبها تصارع الموت في هذه الغرفة فهي لن ولِم تسمح لحفيدتها أن تذهب بعيداً عنها في يكفي أن اولادها قد فارقوا الحياة والذي قوي قلبها هم أحفادها ، أحفاد النويري .


جلست على أقرب كرسي بضعف وهي تدعي من كل قلبها أن حفيدتها تكون سالمة ولم يصيبها مكروه يأذيها فـ ' وعد '  إذا تأذت فهي سوف تتأذى أغمضت عينيها وهي تتذكر موت إبنها والد ' وعد ' فهو أصاب بحادث هو زوجته ونقلوهم إلى المشفى ولكن قد فات الأوان  وفارقوا الحياة سقطت دموع تحرق وجنتيها وهي تتذكر هذا الحادث الأليم فـ الجده ' حميدة ' بكل جمودها وقسوة قلبها تبكي بحرقه علي حفيدتها الغالية وما هي إلا ' وعد ' .


نظرت لها وهي تجلس بجانبها وتحاول أن لا تبكي حتي تقوها وتقف مرة أخرى وضعت يـ ـدها على كتفها وسرعان ما أسرعت الجده الي داخل أعنـ ـاقها تبكي بحرقة على حفيدتها وهي قلقه عليها بقوة لم تستطيع أن تقوي قلبها ولو قليلاً .


أما والده ' نوح ' كانت تعـ ـانقها وتقول لها كلمات مطمئنة علي الأقل تهدء كادت ' يمن ' تقترب منهم حتى تشرح لجدتها الأمر الذي كان واضح أنها تعرف أنها من فعلت بـ ' وعد ' هكذا ولكن توقفت حين وقفت ' كاميليا ' أمامها تزمجر بقسوة وشراسة وهي تدفعها بعيداً : 


ـ اوعي تقربي اياكي تقربي مننا تاني .


هتفت بصوت منخفض مكبوت : 


ـ انتي ايه الشر مالي عنيكي حاولتي تقتلي وعد عشان خاطر ايه .


كادت أن تتحدث وهي تشرح لها الأمر أنهم تشاجروا ولم تقصد أبداً دفعها بهذه الطريقة ولكن أوقفتها ' كاميليا  ' وهي تهتف بشر : 


ـ أنتِ لحد دلوقتي مشوفتيش وش كاميليا النويري اللي كل الناس بترفض تشوفه لكن أنا لو حطاتك في دماغي في هتشوفي الويل يا يمَن في أحسن ليكى تبعدي عن طريق وعد .


في ' كاميليا ' منذ أن كانت صغيرة لم يقترب منها أحد وكان ليس لديها أصدقاء منذ أن كانت صغيرة ، فهي منذ أن كانت صغيرة أصبحت صامتة لا تتحدث ولا تجلس مع أحد عدا جدتها التي ربتها  ، الوحيدة التي اقتربت منها هي ' وعد ' والتي أصبحت كل أصدقائها نعم فهي كانت من البدايه صامتة معها ولكن ' وعد ' لم تيأس بلا ظلت بجانبها وتتحدث دون رد على حديثها  ، وذات مرة من المرات مرضت وعد وهي صغيره وغابت يومان عنها جالسه في فراشها من التعب ولم تستطيع وعد التحدث ، لأول مرة ' كاميليا ' تحدثت معها وهي كانت بجانبها وبعد  شفاء ' وعد ' أصبحت ' وعد ' قريبه من كاميليا بشده ، وذات يوم سافرت ' وعد ' مع عمتها حتي تكمل دراستها في الخارج تاركه ' كاميليا ' وحدها ولكن بعد أيام كونت أصدقاء فاسدين أفسدونها وافسدوا سلوكها ، وبعد ثلاث سنوات رجعت ' وعد ' إلي  مصر الحبيبه حاولت التقرب من كاميليا أكثر من مره ولكن كاميليا تعاملها بجفاء وقسوة حتي تبتعد عنها فهي حزينه أن لم تتواصل معها منذ أن غادرت فهي تعرف أخبارها من جدتها وظلوا علي هذا الحال سنه تقريباً في هذا الوقت يأست ' وعد ' وأصبحت تبتعد عنها بكامل رغبه ' كاميليا '  ،  تظن  ' وعد ' أن ' كاميليا ' أصبحت تكرها ولكن ' كاميليا ' لم تكرهه ' وعد ' ابداً يوما ،  بلا لها مكانة خاصه لم يأخذها أحد حد الأن .



ظلت تنظر لـ ' يمَن ' نظرات غضب ، شراره ، حارقه تحرقها وهي على قيد الحياة .


بكت ' يمَن ' من هذا الاتهام ومن هذه النظرات التي تقتلها والتي تجرح قلبها إلي نصفين : 


ـ أنتِ مش فاهمه حاجه يا كاميليا ، أنا مشوفتش السلم اللي وراها أنا ..أنا….


هتفت بنبرة غاضبة وهي تخرج منها نظرات نـ ـاريه : 


ـ أنتِ تخرسي خالص وادعي أن وعد تكون كويسه وإلا ورحمه أبويا لكون قتلاكي لو ' وعد ' حصلتلها حاجه  امشي من هنا يا يمن امشي .


ختمت أخر كلمه وهي تصك على اسنانها من الغضب مما زرع الخوف بداخلها وهي تغادر تحت نظراتها التى تحرقها .


نظرت إلي الغرفة التي دخلت منها ' وعد ' وهي تتذكرها وهي غارقة بدمائها مما اجتمعت غيوم ممتلئه بالدموع رمشت عدة مرات وهي تحاول أن لا تبكي أمامهم وأخرجت تنهيدة قوية محملة على صـ ـدرها كأنها تقبض روحها .



❈-❈-❈



دخل إلى القصر وهو وجه ممتلئ بالقلق والتوتر على حبيبه قلبها ركض بسرعة كبيرة وهو يتجه نحو غرفته تحت نظرات العاملين في المنزل .


دخل الى الغرفة وجدها ساكنة نظر إلي ' نور ' التي كانت تنام بعمق كبير لا تشعر بأي شئ من حولها نظر إلي الهاتف وجده ملقى أسفل الفراش نحو الأرضيه أقترب منها وهو يجلس على ركبته ويضع يـ ـده الكبيره علي وجهها يطمئن أنها بخير و أمام عيـ ـنه التي تفترس تفاصيل وجهها هتف بصوت عالي وهو شارد ويفكر : 


ـ أكيد نامت والموبايل وقع منها وهي بتكلمني اهم حاجه انها كويسه .


ختم أخر جمله بأطمئنان شديد كأنه يريد أن يطمئن نفسه ويطمئن قلبه التي يطرق كالطبول والتي كان منذ قليل يصرخ من الخوف الشديد عليها خوفاً أن يصيبها مكروة يؤلم قلبه بشدة .


وضع الغطاء الثقيل فوق جـ ـسدها فهي كانت ترتدي منامه خفيفه في هذه الأيام الجو أصبح بارد بشدة فـ  قد اقترب فصل الشتاء قريبا قبلـ ـها بحُب علي جبينها وهو يخرج ولكن قبل أن يخرج نظره لها نظره أخيره وهو يطمئن حاله أنها بخير اتجهه إلي الأسفل بعد أن أوصى الخادمه ' منال ' أن لا أحد يقيظها ويزعجها وأن تراعيها في غيابه وإذا حدث تقصير فهي المسئوله أمامه فهو حد الأن لا يعرف متي يذهب إلي القصر مرة أخرى اتجهه الي سيارته وهو يدعو من الله أن تكون ' وعد ' علي ما يرام وأن لا يصيبها مكروة فـ قلبه مازال يؤلمه بشدة بسبب رفيقه قلبه وإبنته التي ربها علي يـ ـده فهو لا يستطيع العيش بدونها أبداً .




❈-❈-❈


كان ينام بعمق كبير كأنه لم ينام مسبقاً ولكن صوت صراخ طفلته أزعج نومته كأنه تريد أن تيقظه افتح عينيه نصفها وهو يراها علي الفراش بجانبه تحاول أن تقترب منه بحث عينيه علي ' ديما ' بحيره فهو منذ أكثر من سنة ينام في غرفته واحده والغرفه المجاوره تنام فيها ' ديما ' هي وصغيرته أخرج تنهيدة حاره وملل وهو يقترب من طفلته فهو منذ أكثر من يومان لم يغمض له جفن من النوم بسبب صفقه العمل الذي انهيه الأمس واخيراً حمل الطفله وهو يهتف بنبرة أجش من أثر النوم : 


ـ أنتِ ايه اللي جابك هنا .


نظرت له الصغيره وهي تتضحك  ببسمتها الصغيره وتحاول أن تمسك ذقنة حتي تتلاعب بها ولكن هو ابتسم وقبلها فوق فروة رأسها وجنتيها التي كانت ممتلئه بشكل محب : 


ـ روح بابا وقلب بابا وعقل بابا وحياه بابا ولله .


ختم جملته وهو يحملها وهو يقف حتي يتجهه إلي الأسفل يأخذها حتي يعطيها لديما أو عمه حتي ينام مره أخرى ولكن لم يجد أحد مما هتفت ملامحه بحيره وهو لا يري أي أحد في القصر حتي العاملين في هذا القصر سمع أصوات متجهه نحو المطبخ اتجهه له ومازال يحمل صغيرته ولكن ما اصدمه حقاً أن ديما تقف وتحاول أن تصنع طعام وهي متمسكه بالهاتف كأنها تشاهد وتعمل نظر حوله وجد المطبخ رأسا علي عقباً نظر إلي الأرضيه وجد الأرضيه متسخه بسبب بواقي الطعام الذي وقعت مما أغضبه بشده كاد أن يتحدث معها ولكن نظرت إلي أسر ورفعت رأسها حتي اصدم للمرة الذي لا يعرف عددها وهو يري وجهها المضحك التي ملئ بالدقيق وأشياء أخرى لا يعلم ما هي .


فلتت ضحكه من فمه علي شكلها المضحك فهو يعرف جيداً أن ' ديما ' لا تجيد الطعام أبداً ويظن أنها مجرد محاوله ولكنها ستندم كثيراً علي هذه المحاوله هتفت بتذمر وهي تري ضحكاته وضحكات الصغيرة التي تتضحك مع الداها كأنه تقلده في ضحكته : 


ـ ايوا ايوا اضحك انت وبنتك مهي ناقصك هي ، ده بدل ما تشجعني وتقولي برفوا يا ديما .


هتف بأستنكار وملامح السخرية واضحه علي وجهه : 


ـ برافو ايه يا هانم ، ديما انتِ بجد مش شايفه المطبخ عامل ازاي ؟؟.


رأت حولها ورأت " المطبخ " رأساً علي عقباً مما حاولت أن ترسم ملامح البرود علي وجهها : 


ـ مالو يعني فدايا .


ـ فداكي! ، أنتِ اتجننتي يا ديما ، أنتِ عارفه وكويس اوي أني مش بحب كركبه اللي أنتِ عاملها دي ، عشان كده نص ساعه بالظبط يا ديما تؤمري حد يروق المطبخ عشان مش بحب اشوف حاجه مش منظمه مفهوم .


قالها آسر بعصبيه مكبوته فهو يكره المكان الفوضوي والذي غير منظم وبعد ما أن ختم حديثه رأى التردد على ملامحها والتوتر مما أقترب منها وهو يرفع حاجبه الأيسر وهو يهتف بنبرة هدوء مميتة خلفها عاصفة تغرقها هي : 


ـ  في ايه ؟؟.


هتفت بارتباك واضح وهي تغمض عينيه تستعد لغضبه : 


ـ اصلا أنا اديت الشغالين كلهم أجازه .


ـ آية ؟.

قالها أسر بصدمة وهو يحاول أن يجمع أفكاره حتى لا يغضب منها ويتهور 


ابتعدت عنه بارتباك وخوف من غضبه هتفت بخوف وهي ترى اقترابه المهلك لقلبها : 


ـ مين قالك تتدي للشغالين اجازه ؟ ، ولما اديتهم أجازه مين اللي هيعمل أكل ؟.



رفعت عينيه نحو مقلتيه التي تشع شرارة تحرقها وهي واقفه أمامها بلعت بما جوافها وهي تهتف بنبرة متقطعه رغم عنها : 


ـ يعني …يعني فكرت أني أعمل الأكل ..يعني …و…



قطعها آسر وهو يصك علي أسنانه بغضب :


ـ تعملى أكل ايه أنتِ بتعرفي اصلا تعملي أكل .


نظر حوله وجد " المطبخ " رآسا علي عقباً وهو يغمض عينيه متفادي الغضب الذي يتجدد من داخله يريد أن يخنقها بيده بسبب غضبه هذا : 


ـ نص ساعه يا ديما والأقي المطبخ جاهز أنتِ فاهمه ؟، وأنتِ اللي هتروقي المطبخ .


ختم جملته وهو ينظر إلي ساعته الذي بيده وهو يهتف بحزم واقتضاب : 


ـ وقتك بدأ من دلوقتي الساعه دلوقتي واحده ونص هدخل المطبخ الساعة اتنين لو ملقتهوش متروق في هتتعقبي و يا ويلك يا ديما من عقابي .


ختم جملته وغادر وهو يحمل ابنته علي الفور دون أضافه أي كلمه واحده بعد حديثه تاركها تركض سريعا حتي تنفذ ما قاله بسرعه كبيرة وبداخلها جـ ـسدها يرتعش من الخوف .


❈-❈-❈


كان يشاهد التلفاز وهو يشرب كأس الفوديكا التي كانت رائحتها تملئ المكان ولكن عقله ليس هنا ..


بلا عقله معها فهي اتخذت قلبه وعقله معاً بطالتها الرقيقه والشراسه التي كانت تقف أمام ' أيان ' بدون خوف فهو منذ أن رأها غير مجرى حياته عليها هي ..


فـ ' شهاب الشورى ' بغروره وطالته المتكبره والذي لا يفكر بأي فتاه وفي لحظه أقل من الثانيه لفتت انتباه بعينيه التي كانت بلون القهوة وبشرتها الحلبيه التي تشع بياض ناصع ورموشها التي كانت ستار تغطي عينيه بشكل مُحب إلي قلبه ، فهو منذ أن رأي ' أيان ' مسك معصمها جن جنونه وهو يحاول أن يخرج حتي يدفن ' ايان ' مكانه ، فهي له هو ملكه هو وسوف يحارب الجميع حتي تكون له  .



أفاق من شروده علي اهتزاز هاتف والمتصل هو ' أيان ' نظر إلي المتصل وهو لم يعير اهتمام بالأتصال فهو مازال غاضب منه ولم ينسي مشهد أن يوجع حبيبته من يدها ، نعم حبيبته هو فهي أصبحت حبيبته منذ أن وقعت عينه عليها أصبحت من ممتلكاته التي لا يستطيع أحد النظر الي ممتلكات ' شهاب الشورى ' .


ظل يرن مرار وتكرار ولكن شهاب لم يرد وبعد مده من الأتصالات جاءت له أشعار يعلن عن وصول رسالة نظر إلي الرساله ولكن توقفت نبضات قلبه وهو يقرأ محتوى الرساله بصدمة


 " رد عليا يا شهاب وعد في المستشفي وفي اوضه العمليات ولسه مطلعتش انت لازم ترد عليا دلوقتي " 


رن عليه وسرعان ما أتاه الرد وهو يهتف شهاب بغضب اعمي وهو لا يصدق أن حبيبته في المشفي : 


ـ الكلام اللي بتقوله ده صح ولا من تأليفك انت عشان ارد عليك ؟


هتف بتوتر من رده فعل ' شهاب ' الجنونيه :


ـ لا هو فعلا الكلام ده صح وعد في المستشفي واوضه العمليات .


هتف بخوف لاول مره علي فتاه وما هي إلا ' وعد ' التي تخطف الأنظار بهيئتها :


ـ في مستشفي ايه ؟.


هتف ملامحه بحيرة وهو يهتف بشك : 


ـ في مستشفي … بس ليه بتسأل علي أسم المستشفي هو أنت هتنزل ؟.



هتف بخوف وسرعه وهو يتحرك من البيت راكضاً : 


ـ ساعتان وهكون عندك .


هتف بذعر وخوف من فشل خطته فهو إذا جاء في سوف تفشل خطتهم لا محالٍ لها : 


ـ أنت اتجننت ، أنت لو نزلت وروحت المستشفي الخطه هتبوظ و …


قطع حديثه قفل الهاتف ظل يحاول أن يتصل به من جديد ولكن لا يرد مما صرخ بضيق علي أفعال ابن خاله المجنونة اتجهه الي المشفي وهو يحاول أن ينقذ خطته حتي لا تفشل علي يده هو .



❈-❈-❈


جاء إلي المشفي وجد جدته في حالة لا يرثى لها والدته التي كانت تجلس بجانبها تحاول أن تهدئها تطمئنها أن ' وعد ' سوف تصبح بخير وجد ' كاميليا ' تنظر بشرود واضح كأنه ليست موجوده في هذا الواقع 


أقترب من جدته وحين رفعت أنظاره نحو ' نوح ' اتجهت له وعانقته وهي تبكي وتبكي بكل حرقه علي قلبها الذي يتألم أكثر بسبب الخوف الذي لم يتركها أبداً فهي ليس لها استعداد أن تخسر أحدهما من أحفادها ظل يربت يـ ـده علي جـ ـسدها يحاول أن يهدأ ولو قليلا فهو ليس خائف ، خائف كلمه قليله علي الذي يشعر به الآن فهو مجنون من الخوف عليها فهي إبنته التي ربها على يـ ـده وصديقته وشقيقته وحبيبه قلبه منذ صغره فـ إذا سألوا بإحدى أيام ماهي نقطة ضعفك سيقول عائلته ، نعم عائلته ، لذلك االذئاب تستغل نقاط ضعفه وهي عائلته ..


أخرج صوته بنبرة ثابته خلفها امواج ممتلئه من الحزن والبكاء الشديد علي إبنته : 


ـ هتبقي كويسه يا تيته ، وعد قويه وأن شاء الله تقوم بسلامة .


كانت نبرته ممتلئ بالدفء والطمأنينة كأنه يطمئن نفسه لا يطمئن جدته .


عند هذه الجملة خرج الطبيب من غرفة العمليات واضح على وجهه الإرهاق الشديد وسرعان ما اقترب منه ' نوح ' حتى يطمئن قلبه الذي يصرخ من الخوف : 


ـ دكتور هي كويسه .


أجابه بنبرة اطمئنان وجديه : 


ـ كويسه الحمد لله مفيش حاجه خطيره ، دراعها  أتكسر وعندها كدمات في ضهرها نتيجه الواقعة ، وعندها جرح في رأسها نتيجة ارتطام رأسها أكتر من مرة على السلم  ، وحطيناها تحت الملاحظه لو في حاجه وبعد 24 ساعه هتفوق باذن الله .


مازال قلبه يصرخ من الخوف من الذي تعرضت له : 


ـ يعني في حاجه خطيره يا دكتور ؟.


ـ 95 في الميه  لا ، والخامسه التانيه هيكون فيه انا مش هعرف اجاوبك على أي حاجه غير لما تفوق بس .


ختم جملته وتركه مُشتت يلملم أفكاره حتي يصل إلي حل كيف حدث هذا الحادث ؟؟.



طرد هذه الأفكار من عقله فهو الأهم الأن أن يطمئن عليها وسوف يعرف بطريقته كيف حدث هذا الحادث .



نظر إلي عائلته نظرة هادئة وتحدث بنفس النظره الذي ينظر به لهم  : 


ـ امشوا وانا هبيت معها وبكره ابقوا تعالوا .


اعترضت ' كاميليا ' بشراسة فهي قد أفاقت من حديث الطبيب : 


ـ أنا اللي هبيت معها مش هسيبها لوحدها وهمشي .


أجابها  ' نوح ' بهدوء مميت عكس العاصفة التي تموج بداخله : 


ـ أنا قولت كلمه ، انا اللي هبات معها ومحدش يتناقش تاني .


كادت أن تتحدث هي الأخرى بشراسة ولكن الجده أمسكت يدها بنظرة بمعنى أن تسكت ولا تعترض أبداً فهي تعرف حفيدها وتعرف غضبه وهي الأن أدركت أنه غاضب ، غاضب بشدة وغضبه ذلك سوف يحرق الجميع .


ـ يلا يا كاميليا ومتقلقيش احنا هنيجي بكره ومتنسيش وعد مش هتفوق غير بكره يلا نمشي .


ختمت جملتها وامسكت يد كاميليا وغادرت من أمام عين حفيدها الذي تشعل أكثر فـ أكثر وهو ينظر بشرود آفاق علي يـ ـد تربت علي كتفه بمعني أن يهدأ قليلا وبعد أقل من الثانية غادرت خلف الجدة ' حميدة ' و ' كاميليا ' 



في السيارة كانت الجدة ' حميدة ' و ' كاميليا ' جالسين في السيارة منتظرون ' لبني والده نوح ' حتي خرجت نبره ' كاميليا ' بغضب مكبوت : 


ـ أنتِ هتسكتلها للمرة التانية ؟ .


نظرت لها بشر وهتفت بنبرة جحيم : 


ـ هو انا سكت ليها مره أولي عشان اسكت للمره التانيه أنتِ مشوفتيش انا عملت فيها ايه ؟؟.


ضحكت بسخرية واضحة على ثغرة من حديث جدتها التي يثير غضبها أكثر : 


ـ أنتِ عايزه تفهميني أن الضرب اللي ضربتي ليها ده اسمه عقاب ؟.


بينما أكملت بغضب أكثر وصوتها يعلو رغم عنها متناسيا تماما أن في فرد معاهم في السيارة وهو ' قائد السيارة الذي يقودها ' : 


ـ أنتِ عايزه تجنيني يا تيته ، أنتِ عايزة تفهميني أن الضرب اللي ضربتي ليها اتعلمت منه اصلا ، البت دي مبتخفش والدليل علي كده انها اتخنقت مع وعد ، واديكي شوفتي الخناقة بينها وبين وعد كانت عامله ازاى فى التليفون .


نظرت لها الجدة بحذر والي الراجـ ـل الذي كان يجلس أمامهم وأمام مقود السيارة نظرت له الجدة بتحذير : 


ـ عصام انزل دقيقة عقبال ما لبني هانم تيجي .


هز رأسه وخرج على الفور تركهم وبعد مغادره من السيارة حتي انفجرت الجدة فيها ورفعت سبابتها أمام وجهها بتحذير : 


ـ قولتلك ميه مره متتكلميش عن حاجه تخصنا صح ولا لا .


اشتعلت أكثر من برود جدتتها حتي هتفت بنبرة غاضبة ممتلئة بالشر : 


ـ أنتِ ليه بتتصرفي كده ، ليه يا تيته دي وعد ويمَن عملت فيها كده واديكي شوفتي بعينك .


نعم في الجدة ' حميدة ' رأت بعينها سقوط ' وعد ' فهي كانت تضع كاميرات في كل مكان في القصر ولا أحد يعلم عنها شئ الوحيدة الذي تعرف هي ' كاميليا ' لم يعرف احد شئ عن هذه الكاميرات فهي وضعت هذه الكاميرات خوفا على أحفادها ليس إلا .


ـ أنا عارفه أنا بعمل ايه كويس يا كاميليا ، يمَن هتتعاقب هتتعاقب بس أنا مستنية الوقت المناسب عشان يبقي عقاب ميتنسيش .


هتفت ملامحها باستنكار من حديث جدتها الذي لم يعجبها بتاتاً : 


ـ الوقت المناسب !


نظرت لها بشر هذه المرة وعينيه تحكي الكثير والكثير : 


ـ ايوا الوقت المناسب وحياه أحفاد النويري واحد واحد لكون معاقبها عقاب يخليها تندم انها عملت كده في وعد وبكره الايام تثبتلك .


ضحكت بشر هي الأخرى على حديث جدتها فهي تعرف هذه حالنظرة جيداً ، فهي تعرف جحيم جدتها الذي يحرق الجميع واولهم الذي تسبب في بدايه جحيمها وما هي إلا ' يمَن ' .



❈-❈-❈


دخل إلى المستشفى سريعاً وهو يركض إلى الأعلى نحو الردهة التي توجد بها غرفة والده حتى يقابل خاله حتي يحكي له عن تصرفات إبنه التي غير قابلة .


وفي ثواني وصل الردهة ولكن لم يجد خاله حتى أسرع في غرفة والده ، وجد خاله ينظر إلى والديه بهدوء كأنه شارد ، نظر إلى والده وجد الأجهزة الطبية على جـ ـسده ويجلس على الفراش لا حول ولا قوة ، فهو في ' غيبوبة ' لا يعرفون الأطباء متي يستيقظ ، فهو جاءت له هذا الغيبوبة بسبب الحادث الأليم الذي كان من ستة سنوات ولم يفيق بعد  .


جلس بجانب خاله يربت يـ ـده على كتفه حتى يفيق من شروده وبالفعل آفاق حين وجد ' أيان ' بجانبه ابتسم له بخفة : 


ـ اقعد يا أيان تعالي .


ـ كُنت عايز اتكلم معاك في حاجة مهمة بخصوص الشغل .


قالها أيان في حالة هدوء وجمود كأنه ليس الشخص الذي كان متوتراً منذ قليلاً .


وبعد أن ختم جملته نظر إلي خاله ونظر إلى والده وهو ينظر إلى خارج الغرفة بمعني يوضحه جيداً " أنه لم يستطيع التحدث هنا أمام والده "


نعم والده بغيبوبة ولكن يسمع كل شئ من حوله ويشعر بهم قال الطبيب هذا الحديث منذ فترة طويلة وهما يكونوا أكثر حرصاً حتى والده لا يعرف عن خطتهم شئ .



فهم خاله جيداً علامات رأسه وملامحه جيداً فهو رباه علي يـ ـده هو ويعرفه أكثر من أي أحد أخر فهو في معزه شهاب أبنه وأكثر .


خرج من الغرفة و أيان خلفه كاد أن يسأل ما به ؟ ، ولكن قاطعه أيان الذي كان يهتف بغيظ شديد : 


ـ عجبك ابنك اللي بيعمله ده اول ما عرف وعد في العمليات جاه جري من فرنسا ، مش بعيد دلوقتي يكون في الطياره .


هتف ملامحه بحيرة وهو لا يفهم حديثه : 


ـ أنا مش فاهم حاجه ، وبعدان ابني ماله ومال وعد ؟


نظر له عدة دقائق بهدوء فهو الآن أدرك أن خاله لم يعرف شئ عن قرار ' شهاب ' الأخير وإذا أدركه فـ سوف يفعل شئ بالتأكيد فهو والده لذلك بدون سابق أنذار قص له عن كل شئ دار بينه وبين ' وعد ' وقص له عن كل شئ دار بينه وبين ' شهاب ' بعد ما غادرت ' وعد ' وعن قراره أنه زوجته ، ملكه هو ، وبعد ما أختم حديث أيان حتي صاح به خاله محدثأً إياها بقسوة : 


ـ ابني أنا حبها ؟ ، شهاب الشورى البنات كلها بتجري تحت رجله حب حفيده النويري ؟ ، حب عدو بدل ما يكرهه ويخطط ازاي ينتقم منها ؟ .


بينما أكمل بغموض لم يفهمه أيان بعد : 


ـ الزمان بيرجع من التاني وانا مش هسمح للماضي ينعاد من تاني ، ابني مش هيكون نسخه تاني مني  ، حتى لو اضطريت اكسر قلب ابني .


نظر إلي ايان الذي كان ينظر له بحيره وغير فهم من حديثه تجاهل هذه النظره وهو يهتف بنبرة لعوبة ممتلئة بالخبث : 


ـ سيبه يعمل اللي هو عايزه عشان هيتكسر قلبه وهينتقم منها ومن عائله النويري بس الصبر .


هتف أيان  بهدوء وغرابة من نبرته : 


ـ يعني أنت عندك حل ، عندك حل شهاب يبعد عن وعد ويرجع لكاميليا زي ما خططنا ؟؟ .


نظر له و ابتسامة شيطانية تحتل ثغره : 


ـ مين قالك أن شهاب هيبعد عن وعد ؟ ، بالعكس شهاب المناسب لوعد ، اللي عرفته أن وعد هي نقطة ضعف لنوح ، وأكيد هتبقى ضربه قاسيه عليه ، لما يشوف بنت عمه اللي ربها بتتعذب قدامه و بتموت ببطئ يا عيني .



نظر له أيان بغيظ وسخرية : 


ـ خالو أمجد انا لسه بقولك علي تصرفات ابنك المجنونة علي وعد ، ده لما عرف أن وعد في المستشفى اتجنن ونازل مصر دلوقتي ، تقولي دلوقتي ينتقم منها ، ينتقم منها ازاى ووعد واكله عقل ابنك ، فوق يا خالو أمجد ، ابنك حب البنت دي واستحالة ياذيها .


ضحك بسخرية على حديث ابن شقيقته الساذجه : 


ـ تعرف أنا كل مرة بعتمد عليك بتثبتلي عكس كده ، شهاب هينتقم من البنت دي ، اه حبها بس احنا قادرين أن يخليه يكرهها .


ختم جملته وابتسم ابتسامة مجنونة على وجهه وهمس بصوت منخفض لم يكاد يصل ألي ' أيان ' : 


ـ سامحني يا ابني بس انا مش هسمح اللي اتعمل فيه يتعمل فيك مش هسمح أبداً انك تكون أمجد تاني .



❈-❈-❈


في الصباح ..


افتحت عينها الخضراء بانزعاج واضح وهي ترى اهتزاز الهاتف الذي استيقظها نظرت إلى شاشة الهاتف وجدته ' كمال ' تأؤبت بكسل وهي تجلس نصف جلسة علي الفراش وهي ترد علي الهاتف بصوتها الناعس : 


ـ ايه يا كمال .


أجابها بنبرته التي كانت تصرخ من القلق والخوف : 


ـ نور ، هي وعد كويسه ، طمنيني عليها ، مالها .


هتفت ملامحها بحيرة من نبرته المقلقة ولكن لم تضعه في داخل عقله ، تظن أنه قلقاً عليها بسبب عمله لا أكثر وسرعان ما تذكرت وقوع ' وعد ' وأنها لم تطمئن عليها ولا تعرف شئ عنها ، غرزت أسنانها نحو شفتـ ـيها السفلية فـ ماذا يقول عنها ' نوح ' فهي لا تصدق أنها غفت تحاول أن تتذكر شئ ولكن لم تتذكر أي شئ ابداً كادت أن تجيب ' كمال ' ولكن قاطعها دخول ' نوح ' الذي كان وجهه منهك ومتعب ويبدو عليه أثر التعب الشديد ، لم تتدري بأي شئ سوى أنها أغلقت الهاتف في وجهه ' كمال ' واسرعت نحو ' نوح ' 


ـ مالك يا نوح ؟.


ارفع عينه السوداء عليها التي كانت محيطة بخيوط حمراء اللون دلاله علي أنه لم ينام منذ الأمس ولم يغمض له جفن لا يدري بنفسه إلا هو يعانقها بشدة ، شهقت ' نور ' من ردة فعله التي كانت مفاجأة بالنسبة لها ولم تكن بحسبان كادت أن تبتعد عنه ولكن توقفت حين سمعت صوته التي كان ممتلئ بالحزن الدفين داخل صـ ـدره :  


ـ نور سبني في حضنك دقيقتين بس دقيقتين .


توقفت يـ ـدها في الهواء التي كانت تعترض عنـ ـاقه لا تدري بنفسها وهي تعانـ ـقه وهي تربت يـ ـدها على ظهره وهي تغمض عينيه مستمتعه بشعور الأمان الذي يتخلخل جـ ـسدها ولكن توقفت يـ ـدها فجأه حين تذكرت حديث الجده بينها وبين ' كاميليا ' وأنه لم يحبها وأنه علي اتفاق مع جدتها حتى تثق بها أكثر حتى يأخذ أبنه ويطردها من حياته للابد ، أفاقت علي هذه الذكرى كأنها تلقت صفعة للتو تفيقها من هذا الشعور الذي كان خطراً عليها ، فهو سيصبح بالأخير عدوها ليست حبيبها ، استيقظي يا نور من هذه المشاعر اللعينة التي تؤلم قلبك بقوة ، فهي لم تسمح بأن الماضي يتكرر ابدا لم تسمح .


ابتعدت عن أحـ ـضانه بقوة ونجحت في ذلك وهي تبعد ' نوح ' عنها ولكن قلبها تألم حين رأت حالته المنهكة والمتعبة التي تؤلم قلبها كأنه سيف أصاب قلبها من ملامح ' نوح ' المتعبة اخرجت نبرتها بصعوبة وهي تحاول أن تتجاهل ملامحه حتى لا يرق قلبها مرة ثانية : 


ـ وعد عامله ايه دلوقتي .


أجابها بنبرته المتعبة مثل ملامحه تماما : 


ـ كويسة ، جابتها الصبح ، وهي في اوضتتها دلوقتي صحيت اخدت الادوية بتاعتها و نامت .


ختم جملته وغادر من جانبها وهو يتجه الى المرحاض حتي يأخذ حماما ساخناً  حتى يريح جـ ـسده قليلاً  من تعب اليوم ولكنه توقف وهو يكمل نبرته ولكنها جعلها هذه المرة بهدوء : 


ـ واه انا كلمت والدك عشان اخد منه الأذن عشان ياسين يعيش معانا هنا و وافق وخليت عماد يجيب حاجته يديها لام عمر وجهزت الأوضه اللي جنبنا عشانه وهو بعد School هيوصل علي هنا خليت عماد يستناها قدام School عشان ياخده ويجي علي هنا علطول .


بينما أكمل نبرته وهو ينظر له بهدوء : 


ـ أنا وعدتك من فتره أن احنا هنجيب ياسين ، بس انا انشغلت زي ما أنتِ شايفه ، مره تعب يمَن ، ومره تعب تيته ، والسفرية اللي جات و مروحتهاش ، وتعب وعد ، في زي ما أنتِ شايفة لو انا اتاخرت عليك فـ ده غصب عني .



ختم جملته ودخل إلى المرحاض حتى ينعم بحمام دافئ وتركها مُشتته من تصرفات ' نوح ' ولكنها الآن تشعر بروحها قد عادت في " ياسين " قد يعيش معها ولا تبتعد عنه أبداً 


تعترف أن " ياسين " ليس أبنها وأنه تبنته بالتبني ولكنها أحبته بقوة تشعر أنه أبنها حقاً ،  في إذا لديها إبناً فلا تفرق بينهم أبداً في الحُب ، فـ " ياسين " أبنها له مكانه خاصة في قلبها ، الآن تشعر أنها فراشة محلقة ، الأبتسامة زينت ثغرها بقوة وصاحت بحماسة وكل هذا أمام مرمى عين  ' نوح ' الذي خرج حتى ياخذ منشفته وجدها تكاد تطير من الفرح الذي بداخلها ، ابتسم ابتسامة زينت ثغرة بقوة كأنه ارتوى من العطش ، كأنه مريض أخذ دوائه وشفي بالتأكيد فهو كان متعب بقوة شديد بسبب سهره بجانب وعد ، لذلك اتصل بعمه عدلي حتى يستأذن منه أن يأخذ ' ياسين ' هو فعل هذا الشئ فقط حتى يفرح قلبها ويعتذر ليها أنه غادر في وقت كانت تحتاجه بشدة لذلك فعل هذا الشئ حتى يرى ضحكاتها التي ترنرن قلبه بقوة .


دخلت إلى غرفة الثياب حتى تتجهز وتأخذه هي من " المدرسة " فهي لا تستطيع أن تنتظر أكثر فهي قررت أن تأخذه هي من " المدرسة " أمام مرمر عين ' نوح ' الذي يبتسم أبتسامة عاشقة وبعد ما دخلت إلي غرفة الثياب تحرك أمام الفراش حتى ياخذ منشفته ودخل إلى المرحاض بكل هدوء والأبتسامة مازالت تزين ثغره .



❈-❈-❈


نظرت إلى المرأءه  نظرة أخيرة برضا فهي كانت ترتدي بلوزة خضراء مثل لون عينيها تبين بياض ذراعها وبنطلون ابيض وفعلت خصلات شعرها على هيئة ذيل حصان يبين ملامح وجهها وهيئتها التي تخطف الأنفاس ولا تضع أي شئ علي وجهها فـ كان وجهها يشبه الوجهه الملاكي .



خرجت من الغرفة سمعت أصوات سقوط الماء في المرحاض فـ أدركت أن ' نوح ' مازال في الداخل ، خرجت من الغرفة واتجهت إلى غرفة ' وعد ' دقت إلى غرفة بابها وانتظرت قليلا ولكن لم تجد رد أبداً مما استولى القلق علي قلبها بشدة مما فتحت الباب بدون أنذار وجدتها ساكنة و " وعد " نائمة على الفراش بهدوء اقتربت منها وجدت ملامحها المتعبة علي وجهها والشاش الأبيض على رأسها مكان الجرح نظرت بجانبها وجدتته " كاميليا " نائمة بجانبها ابتسمت بهدوء لهم وضعت الغطاء الكثيف عليهم بخفة حتي ينعموا بالدفء ، زفرت تنهيدة قوية فهي الأن تذكرت حديث ' نوح ' أن وعد اتخذت ادويتها وذهبت في سباق عميق من النوم  .



خرجت من الغرفة واوصدت الباب خلفها واتجهت إلي الأسفل وبعد ثوانى معدودة كانت أمام السيارة كادت أن تفتح باب السيارة وتقيد ولكن هناك من أمنع طريقها وهو حارس من الحُرس عمله أن يحرص ويقيد السيارة رفعت حاجبها الأيسر بحيرة : 


ـ نعم في حاجه ؟؟ .


هتف بحزم واحترام : 


ـ ممنوع يا فندم تسوقي العربية وتروحي أي حتة من غيري .


هتفت ملامحها بحزم هي الأخرى ونبرة لا تقبل النقاش : 


ـ من غيرك ؟؟ ، لا أنا اروح المشوار ده لوحدى .


بينما أكملت بنبرة استفزاز : 


ـ وحط مليون خط ناحية كلمه لوحدي دي .


هتف باعتراض وخوفاً من ' نوح ' : 


ـ مش هينفع يا فندم دي أوامر من نوح باشا ولو عرف هيضايق مني جداً .


أبعدته عنها وهي تفتح باب السيارة وهتفت بنبرة هادئة قبل أن تغادر من القصر بهدوء : 


ـ متخفش اوى كده هبقى اقوله اني قولتلك كده وده بناء على تعليماتى .


ختمت جملتها وابتسمت له ابتسامة صفراء وغادرت بالسيارة أمام مرمر عينيه الذي يهتفون بخوف .



وبعد نصف ساعة .


كانت أمام المدرسة تبتسم الأطفال الذين يخرجون من المدرسة وهي تنتظر خروج ' ياسين ' وبعد ثواني خرج ' ياسين ' وقع عينيه على ' نور ' التي كانت تنتظره وتبتسم له بقوة ركض نحوها وعانـ ـقها بقوة أما هي استقبلت عنـ ـاقته بشدة وتقبل وجنتيها بشدة خرجت من اعنـ ـاقه وهي تهتف بمشاكسة : 


ـ ايه رائيك في المفاجأة الحلوة دي .


ابتسم لها وهو يتجه إلي السيارة حتى يركب بجانبها  : 


ـ  حلوة اوي ، أنا لسه كُنت بقول لبابا كمال أنك وحشتيني اوى .


اتجهت إليه وركبت السيارة وهي تنظر له وهي تهتف بمشاكسة : 


ـ عشان كده قررت أنك هتعيش معايا في البيت .


ابتسم لها بقوة وهو يهتف بنبرة غير تصديق : 


ـ بجد .


ـ طبعا بجد هتعيش معايا ومش هنتفرق أبداً .


عانـ ـقها للمرة الثانية وهو يهتف بحُب : 


ـ أنا بحبك اوي يا ماما 


أبتسمت وهي تهتف بحُب أيضا : 


ـ أنا أكتر يا قلب ماما .


خرجت من اعانـ ـقه وهي وحركت مفاتيح السيارة وكانت على وشك أن تحرك السيارة ولكن توقفت حين رأت سيارة ' نوح ' تمانع طريقها خرج ' نوح ' من السيارة بخطواته الثاقبة وهو ينظر لـ ' نور ' نظرة اشتـ ـعال جعلت قلبها ينبض بجنون ولا تعرف لما ، قلبها ينبض من الخوف أم شئ أخر ؟؟.


اتجهه ناحية ' ياسين ' الذي كان يبتسم له بقوة حمله وعانـ ـقه بمحبة وسرعان ما عانـ ـقه ' ياسين ' أيضا خرج من أعنـ ـاقه وهو يهتف باشتياق وما زال يحمله : 


ـ وحشتني .


ابتسم له أيضا بحُب  : 


ـ و أنت كمان اوي .


هتفت بتساؤل وعينيه تنظر له بحيرة : 


ـ نوح ؟ ، انت بتعمل ايه هنا ؟؟ ، وايه اللى جابك ؟ .


تجاهلها وهو يهمس في أذن ' ياسين ' لا يصل إلى مسامعها مما هتفت ملامحها بحيرة حاولت أن تقترب منهم حتى تسمع شيئا ولكن لم تسمع أي شئ وبعد ما انتهي غادر وهو مازال يحمل ' ياسين ' مما هتفت بغضب وهي تنظر له بشراره تخرج من عينيه : 


ـ انت واخد ياسين علي فين يا نوح 


تجاهلها كالعادة وهو يدخل ' ياسين ' سيارته التي جاء بها مما غضبت منه كثيرا وهي تخرج من السيارة ودفعت المرأب بشدة مما حدث صوت عالي بفعل عصبيتها المكبوتة اتجهت بقرب منه ولكن هتف بغيظ وصوت منخفض : 


ـ قدامك دقيقة بالظبط وتتدخلي العربية انا لحد دلوقتي صابر عليكي وخروجك من البيت من غير اذني فيها عقاب وعقاب اوي كمان خليكي فاكره .


ارتعشت من كلماته التي كانت ممتلئه بالهدوء المريب التي تجعلها أن تخاف لا محالٍ لها ولكن رغم ذلك هتفت بشراسة عكس بما تشعر بداخلها : 


ـ بقولك ايه ؟؟ ، أنا هاخد ياسين يعني هاخده وهخليه يركب معايا أنا مش أنت وكمان بموافقته وهتشوف .


هتف بمرواغة وهو يعقد ساعديه امام صـ ـدره : 


ـ وريني هتاخدي ياسين ازاي .


بينما أكمل بسخرية وهو يقترب منها : 


ـ بموافقته .


ابتعدت عنه وهي تبلع بما جوفها بخوف شديد ولكن رغم ذلك لم تهتز أبداً واقتربت من الكرسي الذي كان يجلس فيه ' ياسين ' فتحت المرآب وهي تهتف بهدوء : 


ـ ياسين يلا عشان نروح القصر أنا وأنت .


نظر له بهدوء وهو يهتف بنبرة طفولية ممتلئة بالمشاكسة : 


ـ ايه ده هو أنا قولتلك انى عايزه اروح معاكي ، انا هروح مع بابا نوح .


نظرت له بصدمة من حديثه ، ماذا قال له حتى يغير قراره بهذه السرعة ؟؟ وشعرت بالصدمة في خلايا جـ ـسدها تضربها بقوة عند نطق ' ياسين ' بوالده ولكنها لا تهتم فهي أدركت الأن أن ' ياسين ' يغيظها ويستحيل أن يتغير عن قراره أبداً …



أفاقت من شرودها علي نبرة نوح التي كانت ممتلئة بالحده : 


ـ يبقي ليكي أقل من الثانية يا تروحي معانا ، يا تروحي لوحدك .


اشتد وجهها غيظاً أكثر من ملامح ' نوح ' الباردة في نبرته كانت ممتلئة بالحدة نعم ولكن ملامحه يصرخون بالبرود ليس إلا ، نظرت إلي نوح وبعد ذلك نظرت إلي ' ياسين ' الجالس من الخلف الذي ينظر لها بفضول يعرف قراره ، اخرجت تنهيدة محملة على صـ ـدره  من الغيظ الشديد من ' ياسين ' ومن كتلة البرود تلك وما هو إلا ' نوح ' 


دخلت إلي السيارة تجلس بجانب كرسي القيادة وهي تشتد غيظا أكثر وأكثر فهي لا تحب أن أحدهم يتحكم بها ولو كان من ! .


ابتسم ابتسامة هادئة على ثغره واقترب من الشخص الذي جاء معه هتف بنبرة جدية : 


ـ هات عربية نور هانم وتعالي ورايا والمفاتيح جوا العربية 


ـ تمام يا فندم 


ختم جملته واتجه إلى السيارة حتى ينفذ حديث سيده أما هو اتجه الى سيارته وقاد بها تحت مشاكسه ' نوح ' و ' ياسين ' و ' نور ' التي كانت صامتة و لا تتحدث بأي شيء ، أدركت الأن أن المعركة ليس هين ابداً مع كتلة البرود تلك ' 


وصلوا الى القصر أما ' نوح ' في كان يحمل ' ياسين ' وهو يهتف بنبرة هادئة : 


ـ دلوقتي بقي غير هدومك و يلا ننام سوا ولما نصحي نلعب بلايستيشن سوا ونوع البلايستيشن اللي على زوقك ياعم .


صرخت نور بغيظ فهي لا تتحمل ابداً حجم الغيظ هذا : 


ـ أنت مرضتش تيجي معايا يا ياسين عشان البلايستيشن ؟.


هتف بمشاكسة وهو يبتسم لها ابتسامة طفولية : 


ـ أنا لا طبعا ده أنتِ ماما حبيبتي اللي ماليش غيرها بس ده برضوا بابا نوح .


صرخت بعصبية هذه المرة جعلت ' ياسين ' يرتعش في اعنـ ـاق ' نوح ' : 


ـ نوح مش ابوك أنت فاهم بطل تقول بابا .


نظر لها بحده وهو يهتف بنبرة ممتلئة بالغضب : 


ـ نور في ايه ؟؟ ، أنا أبوه وهفضل ابوه لحد ما يموت .


صرخت هي بغضب وعينيه تخرج منها شراره ممتلئة بالغضب تحرقهم : 


ـ لا مش أبوه ولا انا هفضل مراتك ولا ياسين هيفضل ابنك بطل تعلق حد بحاجه وانت مش هتعملها ، ياسين ابني أنا وهيفضل ابني أنا .


نظر إلي ' ياسين ' الذي يخبئ وجهه نحو أحضـ ـانه حتي لا يري غضب والدته ويخاف أكثر اغمض عينه محاوله أن يتفادي غضبة حتي هتف بصوت هادئ حتى لا يجعل الصغير يخاف أكثر من ذلك : 


ـ أم حياة ، يا أم حياة .


جاءت له تلك الخادمة على الفور وهو يهتف بصوت هادئ : 


ـ خدي ياسين أوضته خليه يغير هدومه ولما يغير هدومه خليه يدخل اوضتنا ومتسبهوش غير لما اجي عندك أنتِ فاهمه .


حركت أنامله رأسها سريعاً ولكن قبل أن تأخذه همس في أذنه كلمات مطمئنة لم تكاد تصل إلى مسامعهم وسرعان ما هز رأسه بنعم وقبل ' ياسين ' قبلة فوق خدود ' نوح ' بحب وتحرك مع الخادمة الى الاعلى وبعد ما غادر هتف ' نوح ' بشراسه وهو يقبض علي رسغ يـ ـدها بقسوة : 


ـ اسمعك تقولي ياسين مش ابني تاني أنتِ فاهمه ، أنتِ ولا ياسين هتبعدوا عني .


ختم جملته وغادر على الفور من أمامها وتركها مُشتتة فهي لا تعرف أي طريق سوف يسلك و أي طريق لا ، أي طريق الخطأ و أي الطريق الصحيح .


 


بعد ثلاث أيام من بعد هذه المحادثة وهو يتجاهلها دائما ولا تحتك بها أبداً 


وفي أحد الأيام 



جاء من عمله فهو ينشغل دائما من عمله ومن بعد هذه المحادثة وهو لا يتحدث معها لا يعرف كيفيه أن تجعلها تصدقه ، تصدق حبه ، تصدق أنها يريدها دائما ليس إلا 


دخل إلى غرفته وهو ينظر لها شوقاً فهو حقاً اشتاق إليها ، اشتاق إلي عبيرها ، اشتاق إلي أحضانها التي ينعم بها دائما .


اقترب منها بهدوء عكس العاصفة الذي بداخله ، نعم عاصفة تموج من كثر التفكير بهذه المرأة القوية التي دخلت على عرش قلبه بدون حسبان ، رفع يـ ـده وهو يملس على جذور شعرها كفراشات ترفرف قلبه قبل قلبها ، ماذا فعل بحياته حتي رزقه بهذه الملاك التي تحيي حياته وقلبه ، يعترف أنه يتشاجر معها كثيرا هذه الأيام ولكن هو ليس بـ ـيده شئ فهى قالت إنها سوف تبتعد عنه فهو يقفد جنونه حين ذكر كلمة البعد عنها ، فهو لم ولن يستطيع أن يعيش بدونها فهو قد أصبح مهوس بها يريد أن يراها في كل مكان وأن تكون معه دائما يريد أن يخبئها بداخل أحضانه حتي لا أحد يراها ويعشقها مثل ما يعشقها ، فهو أناني نعم اناني بها لا يحب أحد يشاركها بها ، اتجهت عينـ ـه على الطفل الصغير وهو في احضانـ ـها ، فهو يغار عليها من كل شئ حتي من هذا الطفل التي تخفيه بداخل احـ ـضانها فهو يريد أن يكون مكانه وأن لا احد يشاركه بها لا أحد .




اتجاه إلى الغرفة الثياب حتى بغير ثيابه الي ثياب مريحة في اليوم قد أتعب وكثيراً بسبب هذه الصفقه ولكن بالأخير انهيه بنجاح ، في وجود ' وعد ' بجانبه يساعده كثيراً ولكن انهيه اليوم بدون مساعدة أحد فهو ليس أي أحد إنما هو ' نوح النويري ' الذي الجميع يخاف منه ومن عداوته .



اتجه الى الفراش وسرعان ما اتخذ ' نور ' بداخل أعنـ ـاقه اقترب رأسه من تجويف عنـ ـقها وهو يضمـ ـها بقوة لدرجة أنها تأؤهت بين نومها قبـ ـلها فوق فروة رأسها وسرعان ما واستسلم لسلطان النوم ..



بعد ساعتين ..


شعرت بصوت عالي بجانبها مما استيقظت بقوة وفزع من ذلك الصوت العالي ولكن تجمدت وهي تشعر بأنفـ ـاسه الساخـ ـنة  تلفح عنـ ـقها مما قلبها دق بقوة حاولت أن تبتعد عنه ولكن تلك اليد الحديديه لا تترك خصرها أبداً سمعت صوت عالي وتكسير اكبر مما حاولت مرة أخرى ولكن فشلت حاولت مرة ثالثة بقوة ونجحت بالأخير ابتعدت عن الفراش وهي تحاول أن تبحث عن ' الروب ' خاصتها فهي كانت تلبس فستان قصير اعلي افخاذها بقليل لبسته بسرعة بعد أن وجدته وهي تخرج من الغرفة بهدوء وهي تنوى أن تعرف ما سر هذا الصوت العالي والتكسير ولكن لم تجد أحد مما هتفت ملامحها بحيرة اتجهت الى الأسفل ولكن لم تجد شئ والقصر مظلم ويوجد بها ضوء خفيف .



وبعد أن بحثت في القصر خرجت تنهيدة قوية وهي تهتف بحيرة : 


ـ اكيد صوت قطه أو حاجه وقعت .


ختمت جملتها وهي تتجه الى الدرج حتي تصعد الى غرفتها ولكن سمعت همسات بصوت منخفض مما نظرت خلفها وسرعان ما اختفت تلك الهمسات ، اتجهت الى الكبل حتى تضئ القصر ولكن فشلت في إدراكت أن الكهرباء انقطعت .



شعرت بالخوف يسير على جـ ـسدها بقوة بلعت بما جوافيها فهي تشعر بالخوف الشديد في الظلام الدامس فهي نعم كانت تسكن في غرفة مظلمة في  بيت والدها لكنها كانت تعرف جيداً أن والداها مستيقظ وإذا حدث شئ هو بجانبها ولكن لا أحد مستيقظ أبداً في هذا القصر حتى يطمئنها ولو قليلا .


بحثت كثيرا على هاتفها حتى تشغل الضوء من خلال هاتفها ولكن قد تنسات هاتفها في الغرفة لعنت غبائها للمرة الألف وهي لا تستطيع التنفس من كثر الخوف حاولت أن تنظم أنفـ ـاسها العالية  ولكن تفشل فهو الخوف سيطر على جميع جـ ـسدها وصعب أن تتنفس بشكل جيداً كادت سوف تقع الي الأرضيه ولكن يـ ـد حديديه أحاطت كتفها بقوة مما عانقته بقوة وهي لا ترى من الظلام الدامس شعرت أنه ' نوح ' منقذها دائما لهذا عانقته وهي تحاول أن تتنفس بشكل جيداً حتي رفع يـ ـده ويخفضها أسفل إلي أعلي حتي تجعلها تهدأ همس بصوت منخفض يصل إلي أذنيها : 


ـ أهدى وحاولي تتنفسي انا جنبك .


حاولت أن تتنفس بشكل منتظم وقد نجح في بث الأمان بداخلها اتجه بها إلى الأعلى ومازال يحاوط أكتافها بـ ـيده الكبيرة كادت أن تدخل الي الغرفة ولكن توقفت حين توقف هو وهو يهتف بنبرة يمازجها الندم الشديد الذي كان ممتلئ بالحزن  :


ـ سامحيني يا نور ، سامحيني .


قالها بنبرة غريبة شعرت أنها سمعت هذه النبرة من قبل ولكن أين ، فهو قد فهمت لما يعتذر منها علي مشاجرتهم الأيام الماضية ولكن قلبها يسامحه دائما ولكن لحظه هذه ليست نبرة ' نوح ' شعرت بدموع ساخـ ـنه تسقط على يـ ـدها اقتربت أمامه وهي مازالت حد الأن لم ترى وجهه ولكن رأت الضعف الشديد والندم الذي كان واضحاً على نبرته رفعت يـ ـدها وهي تزيل تلك الدموع وهي لا تصدق أن ' نوح ' يبكي فهي لأول مرة ترى أن ' نوح ' يبكي بهذا الضعف هتفت ملامحها بحنان لا يوضحها الضوء ولكن وضحتها في نبرتها : 


ـ مش زعلانه منك ابداً ، كفايه عياط ، اهدأ انا جنبك .


هتف بنبرة غريبة ممتلئ بالثقة والحُب بداخله : 


ـ وأنا جنبك انا علطول جنبك يا نور .


قال الكلمة الأخيرة ' نور ' بغرابة فهي ليست طريقة لفظ نوح أبداً بتاتا فهي سمعت لفظ اسمها من شخص ولكن لم تتذكر ابتسمت بقوة وهي تتدخل الغرفه وتتجاهل تلك المشاعر التي تريدها اليوم وبعد ما دخلت الغرفة النور قد جاء ابتسمت بقوة ولكن تلاشت هذة الابتسامة إلى صدمة كبيرة وهي ترى ' نوح ' ينام على الفراش بعمق مثل ما تركته شهقت شهقة خافتة وهي تنظر خلفها بصدمة إلي الشخص الذي يتحدث معها والتي قال عقلها أنه ' نوح ' ولكن الأمر ليست كذلك أنما هو شخص أخر غير نوح تملك الخوف جـ ـسدها وهي تنظر يميناً ويساراً وتبحث عنه بعينيه ولكن لم تجده كأنه لم يكن ، دخلت إلى الغرفة بسرعة كبيرة وهي تغلق الغرفة جيداً ودموع تحرق وجنتيها وتقترب من نوح وهي ترتعش بقوه من الشخص الذي كان يتحدث معها ؟؟ ، ارتعش جـ ـسدها وهي تعانق ' نوح ' بقوة كأنه تبحث عن طوق الأمان الذي ينجدها دائما ظلت تبكي بقوة وجـ ـسدها كله يرتعش وبعد دقائق استيقظ ' نوح ' وهي يشعر بـ ـجسد يرتعش بقوة ويعانـ ـقه افتح عينيه براحة ولكن انصدم كلياً وهو يرى حالة ' نور ' الغريبة عانـ ـقها بقوة هو الآخر وهو يهتف بقلق وخوف عليها : 


ـ مالك يا حبيبي فيك ايه ، انتي كويسة ؟.


هزت راسها بلا وهي مازالت تبكي بقوه وشهقتها تعلو الغرفة : 


ـ لا مش كويسة احضني جامد يا نوح انا خايفه اوي .


عانـ ـقها بقوة وهو يربت يـ ـده الآخرة على شعرها وهو يقول لها كلمات اطمئنان وأنه هنا بجانبها طوال الوقت ولن يتركها ابداً وبعد مرور الوقت بعد ذكر كلمات نوح والتي كانت تبث الأمان بحد ذاته لها غفت في احضـ ـانه وهي تستلم لسلطان النوم بتعب قام نصف جلسه حتى يدثرها بالاغطيه الكثيفة حتى تنعم براحة في جـ ـسدها نظر لها ونظر الي ' ياسين ' الذي كان ينام بجانبها ناحية الأيمن وجده ينام بعمق مما أحمد ربه أنه مازال ينام ولا يستيقظ مفزوع  مثله ،  نظر إلى وجهه ' نور ' مرة أخرى  قبـ ـلها قـ ـبلة فوق فروة رأسها وهو يعانـ ـقها أكثر حتى يشعرها بالأمان و حتى يشعرها أنه بجانبها ولكن ما الذي اخافها بتلك الطريقة فهو يعرف جيداً أنها لم تنسي ماضيها يظن أن ماضيها يخفيها بتلك الدرجة أي كان خوفها فهو يظل بجانبها وسوف يعرف ما سبب خوفها عاجلا أم آجلاً .


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية أرهقته حر با، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة