-->

غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد اقتباس مقدم

 

رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية




غِنى بيجاد

نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد


اقتباس مقدم
❈-❈-❈

بعد مرور عدة شهور من آخر لقاء بين غنى وبيجاد.. 
ذات مساء رجعت من الخارج وجدت والدها يتحدث بحزن لوالدتها 
ضيقت عيناها وتسائلت
- فيه ايه مالكم 

ازالت والدتها دمعاتها الخائنة... ثم ابتسمت لها 
- مفيش ياقلبي.. كنا بنتكلم عن سافرنا للقاهرة 
قطبت مابين جبينها واردفت متسائلة
- سفر القاهرة.. انتوا هتسافروا تاني 

اتجه طارق وجلس بجوارها ضامما اياها بأحضانه 
- احنا خلاص هننقل القاهرة حبيبتي 
انا اتنقلت تاني لجامعة عين شمس... كمان هحولك ورق الجامعة هناك 

اوكيه ياداد اعمل اللي يريحك... انا عارف مش بيفرق معايا المكان اد مابيفرق وجودكم في حياتي... ثم وقفت واتجهت لتهاني 
- بس ليه مامي حزينة.. ايه ياتاهي مش هاين عليكي طنطا... بس متنسيش اننا مااقعدناش فيها خمس سنين على بعض 

مسدت تهاني على شعرها بحنان أموي
- طنطا فيها ذكريات حلوة زيها زي تركيا كدا 

مطت شفتيها وتحدثت 
- والله ياتاهي انت ينطبق عليكي المثل المرأة المصرية 

لكمتها بخفة على كتفها 
- انا ست مصرية ياغنى
ضحكت بصوتها الانثوي الناعم 
- مامOf course 
قالتها بشقاوتها المحببة لقلوبهما 

في غرفة تمتاز بالهدوء وطبعها الرجولى والوانها الداكنة 
يجلس امام حاسوبه يرتدي نظارته الطبية 
دلف والده وهو يحمل كوب قهوته 
- احلى فنجان قهوة لانشط شاب في الدنيا.. وقف سريعا متقدما... يتناول كوب القهوة من والده 

اتفضل ياحبيبي... حضرتك اللي جايب القهوة بنفسك 
مسد على خصلاته الحريرية 
- ايه رأيك نرغي شوية 
وضع خديه على كفيه ونظر بشقاوة لوالده
- سامعك ياحضرة اللوا... كلي آذان صاغية 

- لسة مصر تدخل حربية ياياسين
مامتك ياحبيبي مش موافقة خالص... ثم اكمل حديثه مفسرا
- والدتك عانت وتعبت كتير من الفراق... بلاش نتعب قلبها 

اتجه بجسده لوالده 
- يابابا فين ايمانكوا ان كل مايصيبنا إلا ماكتبه الله لنا 

لمس وجهه بيديه وتحدث لإقناعه
- احنا عمرنا مااعترضنا على قضاء ربنا... وزي ماقولت كل مايصيبنا إلا ماكتب لنا 

بس الفراق صعب يابني.. صعب اوي ربنا مايكتبه عليك ياحبيبي ... اختنق صوته بالحديث 

اخذ نفس طويل خرج من رئتيه عندما سالت قطرة ضعف من عينيه كلما تذكر قرة عينيها 

- لسة قلوبنا واجعانا ياحبيبي على اختك.. بلاش توجع قلوبنا تاني 

امسك أيدي والده بين راحتيه وقبلها
- بابا حبيبي.. انا من صغري نفسي اكون ظابط في الحربية.. لو سمحت متحرمنيش من الامنية دي... وهرجع اقولك كل مايصيبنا إلا ماكتب لنا 

اومأ جواد رأسه ثم وقف متجها لباب الغرفة... تقدم بخطوات هذيلة لا يعلم كيف يقنع زوجته بقرار ابنه 

بعد عدة شهور 

يجلس جواد برفقة الدكتور طارق عزيز في المستشفى الخيري الذي اقاموه صدقة لأمواتهم 

تناول قهوته ثم نظر للدكتور
- يعني كل الاجهزة الطبية متاحة مش محتاجين حاجة 

ابتسم له طارق 
- والله ياجواد كل حاجه موجودة ربنا يزيدكم يارب... لو كنت عرفتني على المشروع العظيم دا كنت شاركت لو بجزء بسيط فيه 

وضع جواد فنجانه الخاص 
- والله احنا بنبني مبنى تاني في الصعيد بس مش للأمراض المستعصية دا هيكون بالمجان للكشوفات والعمليات المتاحة 

أومأ برأسه 
- تمام ان شاء الله... هكلم الدكتورة تهاني وأشوف لو هتدخل هي كمان 

قاطع حديثهما اتصال هاتفي 
بعد إذنك دي بنتي لو ماردتش هتفضل تزن اتصالات 
ضحك جواد ورفع يديه 
- لا هتقولي عارف البنات دول طباعهم صعابين 

- ايوة حبيبتي... انا في المستشفي الخيري
خلاص عدي عليا 

وضع هاتفه ونظر متأسفا 
- آسف ياجواد 
هز رأسه وتحدث 
- مفيش حاجة يادكتور.. بتعتذر على ايه 
- دي ياسيدي غنى بنتي الوحيدة وكل طلباتها أوامر مستحيل ارفضلها طلب 

"غنى" رددها جواد بقلبه قبل لسانه 
ناظر اليه سريعا 
- بنتك اسمها غنى 
أومأ برأسه واكمل حديثه
-غنى وهي غنى عن كل حاجة 

ترقرقت عيناه على ذكر محبوبته وتحدث 
- غنى عن الحب وحرب الحياة ربنا يباركلك فيها... بعد فترة من حديثهما الذي كان الحاضر الغائب بعد ذكره لقرة عينيه الغائبة 

قطع شروده دلوفها 
- بابابي أنا جيت 
هنا ارتفعت دقات قلبه كدقة عاشق غاب حبيبه ثم رجع بعد فترة... أغمض عيناه وسحب نفسا قبل ان يستدير للتي خطفت قلبه من صوتها الذي يشبه صوت والدتها 

بفيلا صهيب 
وقف بغضب امام ابنه الاصغر فارس
-  كنت فين لحد دلوقتى 

نظر للأسفل وتحدث بخجل
- آسف يابابا سهرت مع صحابي ونسيت نفسي
اقترب منه بعدما اشتم رائحة سجائره 
- انت بتشرب سجاير 
هز رأسه بلا وبدأ يتلعثم بالكلمات 
- انا انا لا ابدا دا هو بس 

رفع صهيب يديه وصفعه بقوة 
- اطلع اوضتك وبعدين نتحاسب 

بفيلا ريان 
تجلس امام التلفاز تشاهد بعض البرامج الأخبارية... دلف ريان إليها وهو ينظر بخبث 

- حبيبي اللي، قاعد وبيسمع تطورات البلد 
رفعت حاجبها بسخريه 
- لا والله لسة فاكر.. انسى يابن المنشاوي مهما تقول مش هصالحك 
قهقه عليها واقترب يلامس ثغرها مقبلا إياه
- يهون عليكي استاذك تزعليه. 

استدارت للجانب الأخر
- متحاولش ياريان مهما تعمل 
لامس وجنتيها بخديه واردف بصوت متهدج ممزوج بمشاعره التي لم تتغير على مدى مرور السنوات 
- وحياة نغمتي ماأقدر ازعلها.يارب أموت لو زعلتها 
وضعت يديها على شفتيه 
اسكت بتقول ايه...ربنا مايحرمني منك  . اقترب مقبلا خديها ولامسه باصبعه 
- ولا يحرمني منك حبيبي 
لا مست كلماته اوتار قلبها الذي سرى به تيار كهربي نابع من عشقها الذي ألهب جميع حواسها بهيئته الجذابة لقلبها المسكين ثم تذكرت مافعله وتحدثت
- زعلانة برضو 
رجع بجسده للخلف وهو يحاوطها بنظرته
- طيب اللي زعلان من حبيبه يلبس اللون اللي حبيبه بيحبه ويقعد يستناه 

هبت واقفة وتحدثت بغضب مصتنع
- اولا انا مش مستنياك ثانيا بقى انا بحب اللون دا وعن اذنك 

جذبها بقوة حتى أصبحت فوق ساقيه.. ثم رفع خصلاتها ومقبلا عنقها
- اللي زعلان من حبيبه هو هيصالحه ايه رأيك... بس حبيبه يذاكر كويس علشان تعبت من كتر النظري ياحبيبي 

- لا والله نظري اومال لو عملي هتعمل إيه.. دا إحنا عندنا فريق كورة 

ضحك بصوت مرتفع ثم فجأة التقط شفتيها حتى تلاشت انفاسهما 
- لسة الكوتش والجماهير ياقلبي بس دول عايزين عملي ونظري يعني فيزيا مع فلسفة 

وضعت يديها على وجهها 
- ريان اتجننت انت مش عايز تعقل دا انت عندك خمسة وخمسين سنة 

حملها متجها للفراش بعدما صرخ بوجهها 
- نعم يا ختي بتقولي كام... طيب هعرفك الخمسة والخمسين دول ايه 

في فيلا عمر المصري 
- يعني ايه يامرام مش فاهم 
ربتت على يديه 
- لو سمحت ياعمر ممكن تهدى علشان نعرف نتكلم
مسح على وجهه بعنف 
- اهدى... ودي حاجة ممكن أهدى فيها.. ثم تحرك مغادر... وتسائل هي فين 

- ياعمر استنى لازم نفكر الموضوع دا لازم نفكر علشان مانخصرش البنت 

توجه إليها سريعا وطالعها بغضب
- مش عايز أقولك معرفتيش تربي بناتك يامرام 

تجلس بغرفتها تطالع ألبوم صورها هي وابنائها.. تبتسم بذكرياتها الجميلة بطفولتهما... ثم فجأة توقفت وبدأت دموعها تتساقط بغزارة عندما وقعت عيناها على تلك الصورة التي سقطت أمامها بالصدفة بعدما جمع جواد كل الصور المتعلقة بها واخفاها 

دلفت إبنتها الصغيرة التي تبلغ من العمر ستة عشر عاما
- مامي ممكن اتكلم معاكي شوية 
أزالت دمعاتها سريعا ونظرت تبتسم لها 
- تعالي حبيبتي 

عودة إلى المستشفى الخيري
دلفت إلى المكتب بخطوات متمهلة بعدما أشار والدها لجواد 
- غنى تعالي اعرفك على صديق بابا من عشرين سنه 

استدار ينظر لها ولكن

يتبع...



إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية تمرد عاشق، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة