-->

الفصل 13 من رواية مقيدة في بحور عشقه للكاتبة توتا محمود


قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود



الفصل الثالث عشر 

مقيدة في بحور عشقه 



 لقد سَرق قلبي ، وجهٌ قمحي مُلتحي ،

بعينانِ كالنجومِ والشُهب ، 

في إدراكت أنى مقيدة بقيد لا أعرف الخُلاص منه أبداً

 فى استسلمت لعشقه الذى يصلح هذا القيد .




كانت تذهب إياها وأياباً وهى لا تعرف الخروج من هذه الغرفه أبداً ، تسمع صراخ " شريف " الذي يصرخ بألم صرخه هدت أسوار القصر بأكمله بلا لم تهتز القصر فقط بلا يهتز جسدها مع كل صرخه يخرج منها لا تعرف أبداً ما يفعل " بيجاد " معه 


اتجهت الى الباب وهي تضربه بعنف شديد وتصرخ بـ " بيجاد " زوجها على الأقل يتركه :


ـ بيجاد افتح الباب ، بيجاد افتح الباب وانا هفهمك.


ظلت تطرق الباب بعنف شديد على الأقل يترك " شريف " ويتجه لها 


اجتمعت عينيه بغيوم من الدموع وجسدها يرتعش بقوة بصراخ  " شريف " جلست على الأرضية تضع يدها على أذنيها تكتم صوت صراخه الذي يخفيها بشدة ..


ظلت هكذا بعد مدة طويلة كانت كالدهر بنسبة لها واختفى الصوت صراخ مرة واحدة رفعت رأسها نحو الباب بعد ما شعرت أن أحد يفتحه وقفت بفزع حين وقعت عينيه على " بيجاد " الذي كان في حاله لا يرثى لها ابداً ابتعدت عنه بعد ما رأت مقلتيه التى تخرج منها شرارة الغضب ليس إلا 


ـ صدقنى يا بيجاد انت فاهم غلط ولله فاهم غلط انا …انـ …انا 


كانت ' سلا ' تبتعد عنه ولكن الحقيقة فهى كانت تبتعد من غضبه ليس منه ، كل ما تبتعد خطوة يقترب منها خطوة تحرك قلبها بعنف وجسدها يرتعش بخوف شديد من غضبه فهى لاول مره ترى بهذه الحالة .


أما هو تجاهل حديثها وظل يقترب منها كلاسد الذي يقترب من فريسته وعلى وشك الأنقاض عليها وهو ينظر لها بغضب مكبوت يحاول أن يسيطر عليه بصعوبة 


ـ كدبتى عليا ليه يا سلا ؟


بكَت مثل الطفله الصغيره التي كانت تخاف من عقاب والداها حاولت أن تهتف بشئ ولكن شفتيه لِم تساعدها أبداً ، تراجعت الى الخلف ولكن توقفت حين شعرت بالحائط خلفها يضرب ظهرها رفعت عينيه الضبابية التى كانت ممتلئة بالدموع رأته أمامها يحاصرها ، شهقت بقوة وهى ترى وجهه عن قرب الذي كان ممتلئ بالغضب ، الغضب الذي يحرقها أشلاء .


هتف بصوت جهوري عالي مما ارتعد جسدها بخوف : 


ـ ليه عملتى كده ، لييييه يا سلا ليبيه .


بكَت بخوف وهي تنزل عينـ ـيه بخوف نحو الأرضية تخاف أن تنظر إليه التى يخفيها بشدة أما هو أحتـرق بشدة من سكوتها الواضح ، أمسك وجهها بغضب جعلها تنظر إليها بخوف هتف بعصبية أكبر ويده الأخرى ظل يضرب في الحائط بغضب شديد بجانب رأسها مما بكَت بقوة فهى ما بيدها حيلة غير البكاء : 


ـ اتكلمى يا سلا ليه عملتى كده ؟


ظلت صامته و هربت الكلمات من شفتيه لا تعرف كيفية التحدث وهى بهذا الخوف حاولت أن تتحدث ولكن هو كان يمسك بوجهها بغضب أغمضت عينـيه بألِم وهي مازالت تبكي 


أما هو جن جنونه مما توقفت يـ ـده عن ضرب الحائط وهو يمسك جذور شعرها بغضب مما صرخت بألم أما هو هتف بنبرة جحيم جعلتها تتمنى أن تموت والأن : 


ـ معقولة لسه بتحبي معقولة لسة بتحبى شريف.


ختم جملته ونظر لها نظرة نـ ـارية  جعلت جسدها كالصنم وشفتيه مازالت لم تساعدها على التحدث نظرت له نظره صدمه كيف يفكر فيها هكذا..


هو لم يعرف أنها تحبه ؟


نعم أحببته ، أحبت أمانه ، أحبت قلبه الذي تعرف جيداً أنه يحبها ، تحب هو ويحارب من أجل الوصول إلى قلبها ، أحبت ضحكته ، أحبت اغظته أيضاً .


فهي تعرف جيداً أنها أخطأت ولكن كانت تريد التأكد أن " بيجاد " ليس له دخل أبداً في أمر قتل " تمارا " 


لم يدرى بنفسه هو إلا وهو يدفعها بجانب المرأة جعلت زجاج المرآة ينكسر فوق رأسها مما تأوهت بألِم شديد كادت أن تسقط ولكن امسك جذور شعرها التى كانت ممتلئ بالدماء وهو يدفعها على الفراش بقسوة فهو لم يرى الدماء ولم يراها أيضا وهى تتألم فقط يرى المشهد الذى جعل عروق رقبته بارزت والتى جعل قلبه يتألم للمرة الألف هذا المشهد جعلت جسده يحترق ليس قلبه فقط.


يرى المشهد وشريف وهو يحملها بين يده كيف يحملها وهو ملك له ، كيف كان على وشك أن يقبلها وهو له وكل خليه في جسده يطلبها ويركع لها ، وبعد كل هذا ومحاربته لأجل الوصول إلى قلبها فشل كل هذا فشل ، وهى بعد كل هذا تحب المدعو ' شريف ' فهو لم ولن يسمح أن تكون مع ' شريف '  فهي بالأصل له هو ، ملكاً له فقط .


فهو مهوس ، مجنون بها هى فقط ، هى الذي حركت قلبه كالعنة ، فهو ' بيجاد الجمالي ' الذين كثير من النساء يتمنون نظرة فقط منه ، وهو لا يهتم بذلك بلا كل اهتمامه بها هى منذ أن وقعت عينه عليها ..


اقترب منها وهو يهمس بفحيح اعمى لا يرى أي شئ سوى أنها كانت فى احضان ذلك الرجل الذي على وشك تقبيلها : 


ـ أنا لحد دلوقتى صابر عليكى ومرضتش المسك غير برضيكي بس انا دلوقتى عايز حقوقي بس عشان اثبتلك أنتِ تخصي مين .


هزت رأسها بـ ' لا ' وهى تتراجع الى الخلف برعب واضح في عينـ ـيه ، فهى تحبه بكل تأكيد وتريد ذلك ولكن ليس بهذه الطريقة ليست هذه الطريقه التى تحلم بها أى فتاة فى احضان حبيبها 


هتفت بصراخ وهي مازالت تتراجع الى الخلف برعب : 


ـ لا يا بيجاد اوعى تعمل كده اوعى .


اقترب منها وهو يقيد يدها بعنف وهو يقترب منها حتى شعرت بانفأسه الساخنـة تلفح وجهها وهو يهتف بغضب جحيمي شعر بالغضب أكثر وأكثر حتى جاءته فكرة أنها لا تريد لمـساته وأنه ترفضها مما أصر على الأمر أكثر وهو يتجاهل حديثها ويقبـ ـلها بعنف كأنه يفرغ فيها كل غضبه وعصبيته المكبوته ، ظل يقبلها بغضب حتى أصبحت قبلة دمية ، نعم فهو شعر بدمائها و لكن لا يبالي وظل يقبلها بغضب حتى كادت أن تموت من قلة التنفس و ظلت  تقاومه أن يبتعد عنها ولكن لا تستطيع أمام قوته ، ابتعد عنها بعد ما شعر بجسدها يقل قوتها بسبب قله التنفس التى تحتاجها واقترب من عنقها ظل يقبلها بعنف حتى يضع علمته الملكيه وأنها تخصه هو ..


أما هى كانت تصرخ حتى شعرت بأن أحبالها الصوتية لِم تعد موجوده بسبب الصراخ التى صرخته بألِم على الأقل أحدهم ينجدها ولكن لا تعرف أن لا أحد يتجرأ ويدخل مملكه ' بيجاد ' الخاصة فى الجميع يهبون منه وهو ليس غاضب  و إذا غاضب في كيف يشعرون تجاهه؟ ..


ولكن الله استجاب لدعائها وهو يشعر أن أحد يدق على الباب بعنف شديد ورنين هاتفه ظل يرن بلا توقف حتى شعر بغضب أكثر وأكثر وغضبه يتصاعد أكثر من قبل وهو يبتعد عنها وهو يفتح الباب ويخرج بسرعه ويغلق الباب حتى لا أحد يرى ' سلا ' هكذا 


نظر ' بيجاد ' بغضب إلى رئيس الحرس الذي ارتعب وهو يرى منظره هكذا هتف بنبرة سريعة قبل أن يقترب ' بيجاد ' منه ويلكمه بعنف واضح : 


ـ شريف هرب يا باشا .


وقف ' بيجاد ' كالصنم وهو لا يصدق أذنيه ، كيف هرب وهو حالته لم تسمح لها بالهروب ، إذا ما الذي فعل ذلك به وهروبه هكذا ؟؟ ، ومن الذي سيتجرأ ويفعل هذا الخطأ ؟


ـ هرب ازاي ؟؟


قالها بيجاد بصدمة وهو لا يصدق أنه هرب 


ـ مش عارف يا باشا والله ، احنا دخلنا ننفذ زي ما حضرتك طلبت مننا ملقنهوش موجود .


تحرك ' بيجاد ' بسرعة إلى الأسفل حتى يرى كيف هرب هذا الخبيث وتركها ، كانت سلا تستمع إلى كل شئ وهى تقرر هى الأخرى أن تهرب ، فـ  إذا جاء ' بيجاد ' ويفعل ما كان يفعله فهى سوف ستموت حتماً 


وقفت من الفراش بصعوبة وهى تشعر بغمامة سوداء ولكن تحاول أن تتغلب عليها حتى لا تستسلم لها اخذت جاكيتها بسرعة كبيرة وهي تشعر بألِم فى رأسها وضعت يدها على رأسها وجدت دماء غزيرة فى رأسها مما ارتعبت بقوة لا تدرى أن تجلس وأن تداوي جراحها أم أن تهرب ، واتخذت القرار سريعاً أن تهرب وبعد ما تخرج من هذا القصر سوف تداوي جرحها الأهم أن تهرب من غضب ' بيجاد ' الذي سيحرقها ..


اتجهت الى الأسفل ولم تجد أحد ركضت بسرعة قبل أن تستسلم لغمامة السوداء التي تحاربها وبشدة ، اتجهت إلى الباب الخلفى وهى لم تجد أحد اتخذت سيارتها وهى تهرب بعيداً عن كل هذا ..


أما في الداخل ..


كان بيجاد ورجاله موجودين في أسفل البدروم وهو يعنفهم بشدة ويفهم كيف هرب ' شريف ' ولكن توقف وهو يسمع صوت ذهاب سيارة تجاهلهم وهو يركض نحو السيارة وهو يدعى من ربه أن لا تكون ' سلا ' 


ولكن من حظه السئ لم يرى ولكن رأى سياره سلا من بعيد نسبيا وهي تذهب اتجه بسرعة إلى الغرفة فى الاعلى حتى يتأكد أنه ليست بالاعلى ولكن دخل الغرفة ونظر إلى الفراش وجد دماء كثير في الفراش نظر إلى المرأة وجد زجاج فى الأرضية ودماء أيضا مما قلبه توقف عن النبض بقوة كأنه أحدهم صفعه وللتو آفاق من غضبه ركض بسرعه وهو يأمر رجاله أن يلحقوه خلفه وهو يفتح هاتفه حتى يرى ' سلا ' أين ذهبت فهو وضع جهاز تتبع من خلفها فى سيارتها حتى يكون معها اينما ذهبت ..


اتجه الى سيارته سريعاً وهو يتجه طريق سياره " سلا " من جهاز التتبع ظل يعنف نفسه ويسب نفسه بقوة وهو يقود بسرعة ، فهو قلقاً عليها وبشده ويتمنى أن تكون بخير اينما ذهبت يالله  .


ولكن هتف بحيرة وهو يرى أن سيارة سلا توقفت ولم تعد تتحرك وفى أقل من عشر ثوانى بعد قيادة ' بيجاد ' المجنونة وصل إلى جسر والسيارات متوقفة في الجسر والأفراد ينظرون إلى النهر الذي كان تحت الجسر بصدمة مما أنزل إلى سيارته وهو يتبع جهاز التتبع ولكن توقف فى سياره ' سلا ' لا يبدو عليها أي أثر في الجسر سأل أحد الأفراد الذين ينظرون إلى النهر بصدمة كأنه في شئ سقط للتو حتى أجابه الرجل بحزن على ' بيجاد ' وهو مازال ينظر إلى النهر بصدمه :  


ـ عربيه هنا يا بيه وقعت من على النهر والبنت اللى كانت فيها كانت عماله تصوت مرة واحدة الصوت اختفى تقريبا ماتت .


قلبه توقف عن النبض كاد أن يسقط ولكن أحد حراسه أسنده بوهن شديد سأل ' بيجاد ' الرجل وهو يتمنى أن لا تكون هى نفس سيارة ' سلا '


ـ شكلها ايه العربيه دى ؟؟


تذكر هذا الرجل وهو يهتف بنبرة سريعه وثقه : 


ـ عربيه جيم ولونها أزرق ومش كبيره اوى معقوله .


صدم وهو يشعر أن قلبه سقط بين قدميها فهى نفس سيارة ' سلا '  لا يشعر بنفسه وهو يصرخ قبل أن يسقط على النهر : 


ـ لااا سلا ، سلا مبتعرفش تعوم ، سلاااا 


ختم هذه الجملة بألم وهو يسقط في النهر بعد أن ختمها  .



❈-❈-❈



دخل إلى القصر بوقت متأخر كثيرا فهو بعد حديث ' فريدة ' شعر بالضيق الذي يستولي على صـ ـدره بقوة وقلبه توقف عن الحياة ويشعر أن الهواء نفذ من حوله ويتنفس بصعوبة فهو لا يعرف ابداً ، ماذا عليه أن يفعل مع زوجـ ـته ، فهي قد أرهقت كبريائه ورجولته وغروره وقلبه اللعين الذي مازال يحبها بعد كل شئ لا يستطيع أن يفكر بشكل جيدا ً ، في حديثها مازال بداخل عقله ولا يخرج من عقله أبداً ، أخرج تنهيدة قوية محملة على صـ ـدره لا يعرف عددها ابداً 



اقترب من الأريكة التي كانت بالأسفل واقترب رأسه من المخدات القطنية ويغمض عينه بتعب من ألم رأسه التي تؤلمه بقوة بسبب خيوط أفكاره التي لم تنتهي أبداً ، أما هي كانت جالسة في الأسفل تنتظره وحين رأته يدخل بسيارته ، كانت جالسه مكانها وتنتظره ولكن حين وقعت عينيه عليه شعرت بألم حاد يغرز قلبها بقوة وهي ترى شارد ويجلس بتعب وجهه شاحب بقوة امتلئت عينيه بغيوم من الدموع وهي تري تعبه والمُسبب بهذا الأذه ' هي ' ، نعم هي المسئولة فهي جرحت كرامته وكبريائه بلا رجولته أيضا لا تعرف كيف تصلح الأمر ولكن تريد أن تعتذر وأن تفعل أي شئ حتى يسامحها ويغفر لها فهي لم ترى منه إلا كل جميلاً .


اقتربت منه وهو مازال يغمض عينه بتعب جلست على ركبتها وجلست أمامه رفعت يـ ـدها نحو وجهه الذي يسرق قلبه وعينيه أيضا ولكنه آفاق وهو ينظر له بجمود ليس نفس النظرة التي ينظر لها في كل مرة  ابتعد عنها وعن يـ ـدها التي كانت على وجهه هتف ببرود وهو ينظر لها نظرة جامدة وهو على وشك المغادرة من أمامها  : 


ـ فريدة أنا عايز أنام بعد اذنك .


ختم جملته وكاد أن يغادر ولكن أمسكت يـ ـده واقتربت منه وهي تشهق من البكاء بقوة أمام مرمر عينه التي كان ينظر له بألم ليس ألم من جرح كرامته وكبريائه بلا ألم من هطول دموعها فهو يتعذب حين يرى دموعها التي تصيب قلبه بقوة : 


ـ أنا آسفة والله العظيم ، مكنتش اقصد ، مكنتش اقصد أني …..


قطعت عن الحديث وهي تشهق من البكاء بقوة كبير حتى لا تعرف كيفية الحديث جيداً ، اغمض عينه وهو يقترب منها وهو يهتف بكلمات مطمئنة يحاول أن يبث الأمان والاطمئنان حتى يجعلها تهدء ولو قليلا : 


ـ اهدي يا فريدة خدي نفس واهدي ، اهدي يا حبيبتي انا جنبك متخافيش اهدي.


وبعد مدة ليست كثير هدأت بكلماته الحنونة والمطمئنه لقلبها المُحب نظرت له وجدته ينظر لها بقلق وبدون سابق انذار لعنت عقلها واستجابت لحديث قلبها وعانـ ـقته بقوة ج أما هو ظل جامد لا يبدلها العنـ ـاق وحديثها لا يغادر من عقله أبداً ..


ظلت مده كثيرا في اعنـ ـاقه تريد أن تشعر بالأمان الذي يتغلغل أنحاء جـ ـسدها بقوة ظل واقف جامدا متصارعاً مع أفكاره التي لا تخرج من داخل عقله ، حاول أن يخرجها من داخل اعنـ ـاقه ونجح في ذلك هتف بهدوء مميت عكس ما كان يتصرف منذ قليل  : 


ـ فريدة يلا علي النوم أنتِ محتاجة تنامي .


حركت أنامله رأسها وهتفت بحيرة : 


ـ وأنت ؟ ، هتنام ؟


حرك أنامل رأسه هو الآخر وهو يهتف بهدوء : 


ـ بس هنام فى الاوضة التانية .


كادت أن تعترض برفض أما هو قاطعها بجموده : 


ـ هكون مرتاح أكتر ، يلا تصبحي علي خير 


ختم جملته وغادر على الفور متجهة إلى الغرفة غير غرفته حتى ينفذ حديثه ، خرجت تنهيدة قوية محملة على صـ ـدرها  والشعور بالذنب يأكلها فهي لو تدرك ماذا يشعر وكيف يصارع أفكاره لـ قتلت نفسها من الذنب الذي ارتكبته بحق الراجـ ـل الذي يعشقها بجنون .




❈-❈-❈




كان يتأوه بصوت عالى وأمامه الطبيب الذي يضمد جرحه الذي ينزف بشدة وبجانبه ' ياسمين ' وبعد ما انتهي الطبيب هتف بجدية : 


ـ مفيش حاجه خطيره بس رجلك اتكسرت ودراعك الشمال ودول دبستهم ليك ومتفكهومش غير بعد شهر ، والمُسكنات دي لازم تتاخد في موعدها ، ولو في حاجه حصلت ابقوا كلموني عن اذنكم .


وقفت ' ياسمين ' وهي تهتف بنبرة هادئه :


ـ اتفضل يا دكتور وأنا هوصلك  .


ختمت جملتها وغادرت هي والطبيب وبعد أقل من الثانية دخلت إلي الغرفة وهي تهتف بنبرة عصبيه وعينيه يصرخون بالشراسة التي بداخلها  ليس إلا : 


ـ أنا عايزه اعرف حاجه ؟ ، هو انا مش قولتلك قبل كده لما تخطط ترجعلي أنا واقولك إذا كانت تنفع ولا متنفعش ، ياخي علي الأقل شاركني فيها وعرفني هتعمل ايه 



بينما أكملت بنبرة عصبيه أكبر من ذو قبل وصوتها ارتفع بسبب عصبيتها المكبوته فهي كانت تكبت عصبيتها بسبب وجود الطبيب : 


ـ لكن لا عامل زي الطور يعمل ويعمل ويخرب الدنيا عمره الطور ما يصلح حاجه علطول بيخرب الدنيا ، اهو بيجاد بقى عايزك وهيدور عليك في كل حته ومش هسيبك غير بموتك .



هتف بعصبية هو الأخر وعينيه ينظرون لـ مقلتيها بغضب : 


ـ يعني اعملك ايه أنتِ كُنتِ مشغولة بالشغل وأنا كُنت عايز اخرب حياتهم .


نظرت لها بغضب وهتفت  بنبرة نفاذ صبر منه : 


ـ و أنا سبق وقولتلك أنا هدمر حياتهم وهفضل وراهم لحد ما يتفرقوا ، لكن أنت تسكت ازاي  ، انت دمرت كل حاجه يا شريف .


هتف بنبرة ثقة رغم خوفه الشديد من ' بيجاد ' : 


ـ مش هيقدر يعملي حاجه أنتِ ناسيه الاتفاق .


اقتربت منه وهمست هذه  المرة بثقة : 


ـ محدش يعرف بيجاد أكتر مني تلاقيه بيخطط دلوقتي عشان يجيبك ويقتلك بطريقه محدش هيتكلم عليها  ، متنساش ده بيجاد الجمالي اللى قتل عشرين واحد في دقيقتين بسكنته كمان مش بسلاحه ، اصحي يا شريف ،  بيجاد ذكي اوي ويعرف يجيبك تحت رجله .



هرب عينه من مقلتيها حتي لا تقرء خوفه الشديد منه ولكن خانته نبرته وهو يهتف بارتعاش  : 


ـ طـ .. طيب هنعمل ايه ؟ .


هتفت بنبرة هادئة عكس بما تشعر من الداخل : 


ـ هفكر في حل اكيد و…..



قاطعها رنين هاتفها رأت المتصل وجدت اسم ' صفيه ' ينير شاشه هاتفها ، فـ ' صفيه ' بنت رئيسة الخدم في القصر ' بيجاد الجمالي ' وتعمل أيضا مع والدته وتعمل معها حتي تنقل لها الأخبار فتحت الهاتف وهي تهتف بنفاذ صبر : 


ـ لو عندك حاجه تقوليها اخلصي  وقولي بسرعة ، لكن لو معندكيش اقفلي عشان انا مش فايقالك .


ـ في ايه بس يا هانم ده انا جيبالك أخبار عسل .


نظرت إلي ' شريف ' الذي ينظر لها بحيرة وهتفت بنفس النبرة : 


ـ قولي وخلصيني .


ـ سلا هربت من البيت .


نظرت بصدمة وهتفت بنبرة غير تصديق : 


ـ ايه ، أنتِ متأكده ! .


ـ ايوا طبعا متأكدة يا هانم بيجاد بيه كان بيدور علي شريف ، عشان شريف بيه هرب في سمع صوت العربية وهي بتمشي وعرف أنها سلا ، والحاجه اللي مجنناه بقي أنه هو كان ضربها جامد لدرجة أنها كانت بتعرج وهي ماشيه انا شوفتها بعيني وهي بتركب العربية ، في قولت اقولك الأخبار دي ، وانا هقفل دلوقتى عشان القصر مقلوب وبكلمك بصعوبة .


هتفت بنبرة هادئة والابتسامة تزين ثغرها : 


ـ طيب سلام لوقتي يا صفية وانا هبعتلك الفلوس وحلاوة الأخبار الحلوه دي 


ختمت جملتها وغلقت الهاتف أمام عين ' شريف ' الذي لم يفهم أي شئ اقتربت منه وهي تقص له عن كل شئ ما أدركته من ' صفية ' حتى شهق ' شريف ' وهو يهتف بغضب : 


ـ كمان ضربها ؟ 


صاحت هي بحده جعلته يدرك الوضع الذي هو فيه : 


ـ أنا ميهمنيش دلوقتي ضربها أو مش ضربها ، انا يهمني لازم سلا نلاقيها قبل بيجاد عشان لو ملقنهاش في احنا ضيعنا فرصة كبيرة اوي علينا .


هتفت بنبرة حيره وغير فهم وهو ينظر لها على الأقل يعرف ما الذي تفكر بها ؟ : 


ـ ايه اللي في دماغك بالظبط وبتخططي لأيه ؟


ابتسمت ابتسامة شيطانية وعينيه تحكي الكثير والكثير عن الجحيم : 


ـ هنشوف ، الأيام الجاية هنشوف أنا هعمل ايه .



❈-❈-❈



كانت ثيابه غارقة في الماء وهو ينظر إلي البحيرة بضياع وخوف فهو بحث عنها أكثر من ساعتين ولم يجدها أين ذهبت وتركته وحيدا بلا مأوي ، فهو ليس له مأوى غير أحضانها  التي ينعم بها بالأمان فهو لا يستطيع أن يعيش بدونها ، فهي إدمانه بحد ذاته .



افاق من شروده على صوت الغواص الذي جاء بناء على تعليماته وهو يهتف بنبرة أسف وحزن : 


ـ احنا لقينها .


ارفع نظره سريعا وهو يبتسم له كأنه ارجعت روحه ولكن الأبتسامة تلاشت حين هتف الغواص بنبرة حزن : 


ـ احنا لقينها في العربية تحت لكن للاسف كانت ميته .


توقف قلبه عن النبض والرؤية أصبحت ضبابية وهو يهتف بنبرة هادئة عكس العاصفة التي تحدث بداخله : 


ـ يعني ايه ؟ 


اخفض رأسه الغواص والفريق جاء حاملين تلك الجسد الذي فارق الحياة : 


ـ احنا اسفين جداً ، البقاء لله .


غادر هو والغواص تاركين ذلك الجسد ارفع عينه بنبرة غير تصديق عن ذلك الجسد وهو يثق تماما أنها ليست سلا ولكن اختفت الحروف بداخل عقله وهو يشهق بقوة من الصدمة حينما رأي …..




يُتبع…