رواية جديدة رزان والمجهول لمايسة الألفي - الفصل 15
قراءة رواية رزان والمجهوول كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية رزان والمجهول
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة مايسة الألفي
الفصل الخامس عشر
دق جرس الباب فكان الحج شرف ينوي الدخول، ويريد أن يخبرهم بشيء ما، تفاجئت نعمات وراحت تهمس بكلام غير مريح.
لكن عبد الله رحب به ودعاه ليتناول الافطار معه، وسأله في عجالة هل هناك شيء جديد في أمر الإعلان، حيث قال في حزن:
-أراك يا حج شرف قد أعلنت عن اختفاء ابنتي منذ يومين، فهل هناك جديد؟ أم سأظل هكذا شارد اللب، حزين عليها، إني والله أتجرع كؤس الحزن عليها، لهذا أريد منك خبر ما.
حاول الحج شرف أن يثبت له أن الأمر لا زال في أوله حيث قال:
-أرى أننا لا زلنا في البداية وإن أمر إيجادها سيستغرق وقتًا، لهذا لا تتعب نفسك في الحزن عليها، حتما سيؤتي الإعلان ثماره قريبًا لهذا لا تقلق على هذا الأمر.
وإني والله قد تعبت أنا أيضًا من التفكير في أمر غيابها، أود أن أسألك هل بلغت الشرطة لتبحث معنا؟ إن الشرطة لها أساليب في البحث.
ولربما تكون لا سمح الله قد تعرضت لحادثة أفقدتها ذاكرتها، لهذا كنت أود أن تعلن عنها عن طريق الشرطة، أريد أن أخبرك بشيء، لابد أن تتماسك قليلًا لأننا من الجائز أنها قد تعرضت لحادث ما.
لأن غيابها كل هذه المدة، وعد العثور على أي شيء يخصها، أمر مقلق ومحير، لهذا أريدك أن تأتي معي لنبلغ الشرطة عن أمر اختفائها، لأن الشرطة أسرع منا في البحث.
أحس عبد الله باليأس من كلام الحج شرف، لهذا حاول أن ينفذ ما رآه الحج شرف أمرًا حسنًا، رغم أنه حين سمع كلمة شرطة أحس أن ابنته قد أصابها مكروه ما، لكنه تماسك وقال:
-إني لم أبلغ الشرطة، ظنًا مني أن أمر الإعلان سيكفي، لكني سوف أخبر الشرطة بالأمر، فربما حقًا قد أصابها مكروه ما، وإني أدعو الله ألا تكون قد أصيبت أو أصبحت في تعداد الأموات.
وإني والله قلق جدًا فإن أمر الشرطة سيفتح علي بابًا كبيرًا من الأسئلة، والقلق الذي سيخيم علي، لكن ما باليد حيلة، وسوف أذهب حالًا إلى الشرطة.
❈-❈-❈
في منزل باهر حيث إنه يتصفح بعض مواقع التواصل الاجتماعي، فرأى أن هناك إعلان عن تغيب فتاة رأى صورتها فأعجب بها كثيرًا، وراح يتسائل، لماذا تهرب فتاة بهذا الجمال؟
أيكون هناك داعي لأن تترك والدها حائر يبحث عنها في كل مكان، إنه قد أحس تجاه صورتها بشيء من الإنجذاب.
فراح يؤكد أن أمر اختفائها فيه لغز كبير، ولعل الأمر كله مجرد حادث أليم في حياتها، فقد أحس أن هذه الفتاة قد تعرضت لأمر ما قد جعلها تهرب، في ظروف غامضة جدًا، لهذا راح يقول لأمه الذي كانت جالسه تشاهد التلفاز:
-أمي الحبيبة هل رأيت هذا الخبر من قبل؟ إن هناك فتاة ما قد تغيبت عن أسرتها، وإني أرى أن الأمر ورائه لغز ما.
وأحبذ أن أبحث عنها فيمن أراهم لعلي أجد ما يرشد هذا الأب المصاب بالحزن على ابنته، وأراه قد تمكن منه الجزع، وراح يبكي فراقها، فإن من يفقد فتاة مثلها لا بد أن يتمكن منه الحزن.
نظرت الأم لصورة رزان المنشورة وراحت تتحسر على حال أبيها الذي بالتأكيد قد أصابه مكروه من كثرة حزنه على ابنته، وبدأت تقول في حسرة:
-إنها فتاة بارعة الجمال، وإني والله أشعر بالألفة تجاه هذه الفتاة، وأرى أن الأمر به لغز ما، لأن الفناة بارعة الجمال، وصغيرة في السن، فربما أن هناك شخص ما قد أغراها وهربت معه.
وإنه لا بد من الحذر في أمر هذه الفتاة الجميلة، وأدعو الله أن ينير وجه أبيها بخبر العثور عليها، لأنها والله قد أحسستني بالقلق عليها، وأدعو الله ألا تكون قد حدث لها مكروه ما.
لأن الفتاة فعلًا جميلة جدًا، ومن المؤكد أن أحدًا قد رآها، فإن فتاة بتمبز جمالها لن تخفى على أحدٍ، وإني والله قد أيقنت تمامًا أن أحدًا قد أغراها فذهبت معه.
وإني أرى أن فتاة في مثل عمرها يجب أن تكون قد وقعت في حب أحدهم، الذي قد يكون قد حرضها على الهرب معه.
حاول باهر أن يقول لأمه أمرًا ما، حيث قال:
-أمي الحبيبة، إني والله أشعر بشيء تجاه هذه الفتاة، وإني والله قد أحسست أنها قد أصابت قلبي بالتعلق بها، فإن نظرة عينها تقول لي شيئا هامًا لا أدري ما هو.
فلقد تعلق جدًا بملامحها الجذابة وأشعر أن هناك أمر ما وراء اختفائها، فربما قد تعرضت للإيزاء من أحد أهلها جعلها تهرب دون أن تترك أي شيء يجعل أهلها يطمئنون عليها، وإن فتاة جميلة جدا كهذه الفتاة.
أمر مثير للتعجب، وإني والله قد تحرق قلبي ناحيته كأني أعرفها منذ زمن طويل، لأني أريد أن أتصل بوالد هذه الفتاة لمعرفة سبب غيابها، لعلي قد أخففت عنه بعض الحزن، وأرى أنها ستظهر قريبًا جدًا.
حاولت الأم أن تغير الموضوع لأنها شعرت بتعلق ابنها بصورة هذه الفتاة المسكينة، الضائعة، فبدأت تقول في رقة وحنان:
-أرى أنك قد تعلقت بهذه الفتاة يا باهر، وإني والله قد أحببتها كأني أعرفها منذ سنين طويلة، لكن هل أحببتها لهذه الدرجة من مجرد صورة، إنك فعلًا شاب غريب الأطوار.
وإني والله قد أصيبت بفزع عليها عندما قرأت الخبر، وأحسست بمعناة أبيها الذي قد أعلن عن الخبر، وإني والله أريد أن أذهب إليه وأواسيه، لعلي بفعلي هذا أقدر أن أخفف عنه عبء حزنه عليها.
ولقد أحسست أن هذا الرجل مق هور من أمر ما، ولا بد أن هناك شيئًا قد جعله في هذا المأزق، وإني أرى أن أمها لا بد أنها قد أصيبت بالج نون، فإن من تفقد فتاة في مثل جمال وعمر هذه الفتاة، تفقد عقلها حزنًا عليها.
حاول باهر أن يواسي أمه فيما رأت من قلق على هذه الفتاة الجميلة، وراح يقول لها في حنان:
-هوني عليك يا أمي، إني أعتقد أن الفتاة، قد هربت بدافع ما لا أعرفه، لكني أُؤكد لك أنها بالتأكيد قد تعرضت لظلم ما، قد جعلها تهرب من والديها، ولا بد أن نأخذ الأمر بجدية أكثر.
ونتابع أمر هذه الفتاة، فربما يعثرون عليها قريبًا، وتكون قد وصل إليها أبيها، وأنه لا بد أن يكون قلق الآن، لهذا أدعو الله أن تكون هذه الفتاة بخير؛ كي يطمئن قلب أبويها.
❈-❈-❈
في بيت الحج شرف حيث أن سعيد يجلس مع زوجته التي تقرأ في أحد كتب ابنها للتعرف على المنهج الذي يدرسه ابنها في هذه المدرسة الخاصة الياهظة الثمن، حيث نظر لها زوجها بحب وقال:
-أرى أنك قد أصبحتِ خبيرة بمواد ابننا الدراسية يا صفاء، وإني حقًا سعيد جدًا باهتمامك هذا، ولابد أن أكون فخور بأن ابني يدرس في هذه المدرسة المميزة.
التي قد أظهرت دقة وتميز في مناهجها التي يشرف عليها صفوة من العلماء، وإني أراك قد فهمتِ المناهج الدراسية الخاصة بإبننا، وأرى أنك قادرة على مذاكرة هذه المناهج مع ابننا الجميل.
نظرت صفاء له بتمعن واهتمام، وراحت تقول:
-إنني يا زوجي العزيز، أذاكر مناهج ابننا الدراسية كي أستطيع أن أدرسها لابننا لأن المدرسة لا تهتم كثيرًا بالدراسة.
فهي تهتم أكثر بفرض أموال ومصاريف على التلاميذ، وإني رغم تعبي في عمل البيت، أسخر نفسي لفهم ومذاكرة هذه المواد.
كي أدرسها لابننا أثناء مذاكرة دروسه، وبهذا يحق لي أن أخذ أنا المصاريف بدلًا عن المدرسة.
لأنني أنا من أتعب وأمحص فيها كي أفهمها لابننا، أرأيت ذكاءً أفضل من هذا يا زوجي العزيز، إني قد تعبت مع ابننا كثيرًا جدًا، وأرى أننا لابد أن نخرجه من هذه المدرسة التي تطلب مصاريف باهظة.
ابتسم وجه سعيد، وفهم ما تريده زو جته، فقال لها:
-أرى أنك تحاولين أن تقللي من دور هذه المدرسة الخاصة، وتحاولين أن تثبتي أن هذه المدارس لا أهمية لها، وأن الدور الأكبر يقع على عاتقك أنتِ.
لهذا فأنا أحب أن أوضح لكِ أن هذه المدارس بها مدرسين قمة في التدريس، ويبذلون كل ما في وسعهم كن أجل أن يتميز أبنائنا، لهذا أُؤكد لكِ أنني لست أقلل من دورك في مذاكرة ابننا.
واعتقد أنكِ قادرة على ذلك دون أن تحتاجي لمعلم كي يبسط لكِ المواد، وبهذا قد أدركتِ أن المواد ليست صعبة كما كنتِ تفكرين، فلماذا إذًا كل هذه الشكوى يا عزيزتي؟
حاولت صفاء أن تظهر ما خفي على زوجها، فبدأت تقول:
-يا زو جي العزيز، إن المواد الدراسية ليست صعبة على شخص كبير مثلي، لكنها صعبة على مستوى ابننا الصغير، فهو لا يستطيع أن يفهمها وحده دون أن يشرح له مدرس الدروس الخصوصية وبالتالي شرحي أنا.
لأنه ذو عقل محدود، وليس كبير مثلنا، وبهذا قد أثقلت كاهلنا بالدروس الخصوصية ومصاريفها ومصاريف المدرسة أيضًا، أعتقد أننا بحاجة إلى أن نفهم المواد أولًا ثم بعد ذلك يأتي دورنا في افهام ابننا.
أرأيت كم الموضوع كبير ويحتاج لأكثر من طريقة كي يوصل العلم لعقل ابننا الصغير، إني والله قد تعبت في استذكار هذه المواد.
وأحب أن أنبهك ثانية أن المدارس الحكومية متعبة حقًا وليس فيها مستوى تعليم عالٍ، لكنها مصاريفها ضئلة جدت بالنسبة لهذه المدارس الخاصة.
حاول سعيد أن يفهم مقصد صفاء وغايتها، فراح يقول:
-أعتقد أن المدارس الحكومية سيئة في مستوى تعليمها، وإن التلاميذ الذين يدرسون فيها ليست على مستوى ذكاء المدارس الخاصة، وهذا راجع لمستوى المواد الدراسية السيئة، بالاضافة إلى مستوى المعلم السيء.
وبالتالي مستوى التلاميذ سيصبح أقل ذكاءً من المدارس الخاصة، وإن المعلم السيء لن يخرج إلا تلميذ سيء يحتاج إلى تأهيل وتعليم من جديد.
وإني أرى أن المدارس الخاصة رغم مصاريفها الكثيرة إلا أنها تغنينا عن اللجوء للمدارس الحكومية السيئة.
تعبت صفاء من كثرة ما شرحت لسعيد وجهة نظرها، فراحت تقول كي تنهي هذا الموضوع وتقوم لتعد المائدة:
-هل تعتقد يا سعيد أن بكثرة المصروفات تكون هناك عملية تعمليمية سوية؟ بالطبع لا، لأن الجميع في هذه المدارس الخاصة سواء ادارة المدرسة التي تفرض علينا تكاليف باهظة لكل شيء.
مرة لتوسيع حديقة وملعب المدرسة، ومرة لصيانة مقاعد المدرسة، ومرات أخرى للحافلة التي تنقل التلاميذ، وشراء كتب معينة خارجية قد تعين على مستوى فهم واستذكار هذه المواد.
إننا في المدارس الحكومية في غنى عن كل هذا، وإننا في حاجة إلى المال، فلولا وجود عمي الحاج شرف ومساعدته لنا لما استطعنا أن نغطي هذه التكاليف المالية الباهظة.
قالت صفاء كلامها ونهضت لتفتح الباب للحج شرف لأنه قد أتى من عمله، ثم دخل الحج شرف، وراح يقول لابنه:
-مرحبًا بكَ يا بني العزيز، كيف حال ابنك في المدرسة، ألم تقل أنكَ سوف تسدد تكاليف مدرسته؟ فهل الولد قد تقدم مستواه، أم لا؟ وهل تستطيع هذه المدرسة أن تغنينا عن اللجوء للدروس الخصوصية.
أم أنها لا تفكر كثيرًا في أمر تعلم الولد، وتفكر دومًا في فرض المال علينا، أرى أنكما لا زلتما على شجاركما في اختيار نوع مدرسة الولد، وإني أرى أن مستوى الولد هو من سيحدد أي المدارس أفضل، فهل الولد في تقدم؟
أحس سعيد بالاختناق من كثرة الكلام في هذا الموضوع فراح يغيره متسائلًا:
-كيف حال عمي عبد الله ورحلة بحثه عن ابنته، أليس هناك جديد في هذه المسألة؟
جلس الحج شرف على الكرسي، وراح يحاول أن يقول شيئًا مريح لأنه قد تعب من قصة هذه البنت الضائعة:
-إنني والله يا بني قد فعلت ما باستطاعتي، فقد أعلنت في الصحف، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ومؤخرًا ألزمت عبد الله بإبلاغ الشرطة عن خبر اختفاء ابنته، وأرى أن الأمر قريبًا سيكون هناك حل لهذا.
وأرجو منك وكل من يعرف عبد الله أن يدعو له بالخير، لأنه في حالة يرثى لها، فالرجل لا يكف عن البكاء مطلقًا، ولا زال على حزنه، يا الله ساعدنا في إيجاد هذه البنت الطيبة فالجميع في حالة يرثى لها.
في البحر مساء نفس اليوم، حيث وجود رزان مع روني يتحاوران في أمورٍ عدة، تمددت رزان عروسة البحر الجميلة، وراحت ترفع خصلات شعرها الفاحم الناعم كالحرير عن عينيها وبدأت تتحدث قائلة:
-أهلًا بكَ يا عزيزي روني، ما رأيك لقد قررت أن أحدد موعدًا قريبًا لزيارة الملك سنار؟ لأني بحق أحببت هذا الملك، وإني أريد أن أخصص هذا اليوم للحديث معه في أمر المملكة.
لأني أود أن أعرف خططه تجاه هذه المملكة، لأني أود أن أكون ضمن وزرائه المعينين، كي أحاول أن أنهض بفكري المختلف في أمر تقدم هذا البحر الذي نعيش فيه.
لهذا أحببت أن أأخذ رأيك فهل تعيني كوزيرة في هذه المملكة سيعطل دوري في المرح واللعب ومساعدة كائنات البحر المختلفة.
أم سيكون عونًا لي على مساعدة هذه الكائنات التي أراها يوميًا في البحر، تعلم أنني أحب العمل الخبري، فهل ستعطلني الوزارة عن هذا العمل؟
ابتسم روني وفرح بتقدم فكر صديقته الوفية، لكنه قد أحس بشيء من الخطأ في كلامها، لذلك حرك ذيلة يمنةً ويسرةً وراح يقول:
-عزيزتي رزان عرو سة البحور الجميلة، إنكِ جميلة وبهية، وقد خصصت لنفسك وقتًا كبيرًا للعمل الخيري داخل بحرنا العظيم، لهذا قد انشغل يومك في أمور هامة، وإني أراك سعيدة جدًا بعملك الخيري هذا.
وأود أن أوضح لكِ أن تفكيرك في تعيين نفسك وزيرة لدى المملكة، حتمًا سيفيد المملكة كثيرًا خاصةً أنكِ على قدر من الذكاء لا بأس به، وبالفعل أنتِ في مكانة عظيمة بهذا العمل الخيري الاجتماعي العظيم.
وإنك إذا كنتِ تريدين مركزًا مرموقًا في المملكة، فلتفكري في أمر الوزراة، لأنها ستحقق لكِ هذا الأمر، لكن إذا أردتِ الاهتمام بمشاعر الناس وراحتهم.
فأنتِ بالفعل تفعلين من أجلهم الكثير والكثير من العمل المثمر، لهذا أقترح عليك أن تظلين في العمل الخيري، لأنه أهم كثير من الأمور الأخرى التي ستحظين بها من أجل التعيين في الوزارة.
ابتسمت رزان وراحت تقول في سعادة:
-عزيزي روني الدولفي الطيب، إني أعلم أن العمل الخيري داخل البحر أمر هام وجميل، وإننا لابد أن نهتم بشؤن الخير مهما كانت مشاغلنا.
لهذا أود أن أكون وزيرة، لأني كوزيرة سأحقق بهذا العمل الكثير والكثير من الانجازات، وإني أحلم كثيرًا بتحقيق أفكار مبتكرة وجديدة لهذا البحر الذي يضمنا.
وإني سأخصص وقتًا كبيرًا أثناء عملي كوزيرة لتلبية العمل الخيري الذي أطمح إليه، وأرى أن الوزارة ستكون عونًا كبيرًا لي على تحقيق خير أكبر لهذا البحر، وإني أريد أن أضع كل ما أحلم به في أمر الوزارة وما ستحمله لي من آفاق واسعة.
حاول روني أن يؤكد وجهة نظره فقال في اهتمام:
-حبيبتي رزان إنني أتفهم جيدًا أن الوزارة شيء هام، وأنكِ بذكائك ستحققين المزيد والمزيد من الإنجازات، لكن صدقيني عندما ستنشغلين بأمر الوزارة سيقل مجهودك تجاه العمل الخيري.
وإني أريد منك أن تتوخي الحذر في أمر الوزارة هذا وأريد أن أجعل منكِ كائن مثالي، ولن يتحقق لكِ هذا في ظل الوزارة، لأن أمر الوزارة سيأخذ من فكرك ووقتك الكثير والكثير.
لهذا كنت أود أن أؤكد لكِ أن العمل الخيري يصنع مكانة أكبر وأكبر في قلوب المخلوقات، وإنكِ بعملك الخيري ستصلين لما هو أبعد وأكبر من أمر الوزارة، إن العمل الخيري نتائجه أكبر بكثير من الوزارة.
أحست رزان أن الأمر حقًا معقد أنها لابد أن تفكر جيدًا في الأمر، قبل أن تتورط فيه، لهذا حاولت أن تؤجل الأمر قليلًا، لكي تفكر فيه على مهلٍ، دون أن تتسرع فتخسر الكثير والكثير مما طمحت إليه.
لهذا وعدت روني أنها سوف تفكر في الأمر بروية دون أي استعجال للأمر من ناحيتها، فهي حقًا تريد أن تحقق انجازًا جميلًا في حياتها داخل البحر.
لهذا هي مشغولة بأمر الوزارة وتتمنى حقًا أن تكون وزيرة، لكي تحقق كل أحلامها في خلق السعادة التي حرمت منها في حياتها الإنسية السابقة، لذلك تمهلت وأعطت لنفسها بعض الوقت للتفكر على مهلٍ.
❈-❈-❈
في قصر الملك سنار ملك البحور العظيم حيث يجلس مع وزيره الخاص، لأمر البحث في شؤون المملكة وما تحتاجه من أمورٍ مختلفة.
لهذا كان جالسًا على كرسي العرش في حجرة الملك الخاصة، وحاول أن يتحدث مع وزيره قائلًا:
-أيها الوزير الطيب أريد منك أن تعرض علي بعض أمور المملكة الجديدة، لهذا كنت أود أن أعرف مشاكل الحكم المختلفة، لكي أُدلي برأيي فيما ستعرضه علي من أمور.
ومشاكل، فأنا الآن متأهب نفسيًا لسماع أي شيء وإني أرى أنك قد أحضرت دفاترك الخاصة بأمر المشاكل والقضايا، لهذا فأنا سأقرر الحكم في الأمر، لكن حذار من إغفال أمر دون أن تعرضه علي.
ابتسم الوزير الخاص وراح يقول في بهجة عارمة:
-اطمئن يا مولاي إنني قد أعددت لكَ كل القضايا وأريد أن أطلعكَ على كثيرٍ من الأمور، لهذا سأبدأ بالقضايا الخطيرة، هناك يا مولاي حادثة قد تسبب فيها أحد المخلوقات بإصابة أحد الأسماك حيث دار شجار بينهما على بعض الطعام.
لهذا حاول أحدهم أن يأخذ نصيب الآخر، دون أن يعطيه حقه، فدارت المعركة بينهما، ودار الكثير والكثير من الشغب مع بعض من ناصروا أحدهم على الآخر.
لهذا قد حكمنا على من تسبب في جرح الآخر بالسجن لمدة اسبوع، وإننا رأينا أن الحادثة كانت خفيفة في اصابة السمكة والجرح ليس عميق، لهذا قد حكمنا بإسبوع حبس، فما رأي عدالتكم؟
تفكر الملك سنار، وراح يقول في هدوء:
-أعتقد أنكم مصيبين فيما فعلتم لكن أود أن أعرف هل المجرم قد تعمد أم أنه سهو منه؟
فإذا كان سهوًا أو دون قصد فلا مانع من اسبوع حبس، أما إذا كان عمدًا فلا بد من حبسه شهرًا حتى لا يكرر الأمر.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة مايسة الألفي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية