رواية جديدة رزان والمجهول لمايسة الألفي - الفصل 19
قراءة رواية رزان والمجهوول كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية رزان والمجهول
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة مايسة الألفي
الفصل التاسع عشر
عندما سقط عبد الله في الماء مستغيثًا، اتجهت نعمات بكل سرعة للشاطيء بالقارب، عندها اقتربت رزان ومعها روني لكي يلتقطوه من الماء، وينقذوه على الفور.
بالفعل أخذوه وذهبوا ليضعوه على الشاطيء بعدما هرولت نعمات إلى البيت مباشرة، هنا اقتربت رزان ومعها روني وهم يحملون عبد الله إلى الشاطيء ووضعوه.
عندها تعجب عبد الله الذي رأى ابنته رزان تحمله وحالها متغير عن صورتها البشرية إلى صورة عروسة البحر، هتف بها وراح يتنفس بسرعة وقال لها في دهشة وذهول:
-ابنتي رزان ماذا حدث لك يا ابنتي، إني قد بحثت عنك، في كل مكان ولم أجدك، ماذا حدث لك؟ وأين كنتِ؟
تكلمي بسرعة، إني متلهف لمعرفة ما حدث لك يا ابنتي، لقد تعبت كثيرًا، وأريد أن أطمئن عليكِ.
ابتسمت رزان وراحت تقبله بلهفة، وراحت تقول:
-إني يا أبي يأست من اقناعك بشر نعمات زوجتك، فهربت منكما عندما وجدت بلورة مسحورة، ووجدت فيها سيدة حولتني على الفور لعروسة بحر.
لهذا قد تحولت ولم أستطع أن أتي إليك لكي أشرح لك ما حدث لي، إني أعيش حياة هادئة جميلة الآن، وبعيدة كل البعد عن شر نعمات التي قد باتت تحاول أن تقتلك.
هل صدقتني الآن أنها لا تحبك، إنها يا أبي تعشق رجل آخر، وقد اتفقت معه على قتلك، والقاءك في البحر بهذه الطريقة البشعة، وهي الآن قد هربت مسرعة إلى البيت كي تنفذ باقي الخطة.
هنا التفتت نعمات فوجدت عبد الله قد أنقذ من الغرق، وتعجبت عندما رأت رزان على هيئة عروسة بحر، لكنها أيقنت أنها اكتشف أمرها، فهربت على الفور، ناحية بيت عشيقها عادل.
حاول عبد الله أن يحتضن ابنته بسرعة كي يطمئن قلبه أنه قد وجدها، لهذا راح يقول لها في سعادة:
-إني الآن قد فهمت شر نعمات وفهمت أمرها، وإني سوف أطلقها وأتركها للأبد، لقد كنت سأموت من هول صدمتي فيها، لهذا فأنا أدعوك أن تعودي معي للبيت.
وتتركي هذا البحر الذي تعيشين فيه، إني والله مشتاق إليك، واتمنى أن أعيش معك لأعوضك عما قد سببته لك من ألم، إني والله أريد لكِ كل الخير، أخبريني كيف هي حياتك، إني متلهف لمعرفة المزيد.
نظرت له رزان بحب، وقالت في ود كبير:
-إني أريد أن أخبرك بشيء هام يا والدي، لأني لا أستطيع أن أروي لك كل شيء، لأني لا أتذكر شيء الآن سوى تحولي وانقاذك، أما ما حدث لي داخل البحر.
فأعتقد أنه سر من أسرار البحر، وأجد نفسي قد حدث لي شيء لا أفهمه، فلقد أحسست عندما اقتربت منك أنني قد تعقد لساني عن ذكر المزيد.
إني والله متلهفة لحضنك جدًا، أخبرني عنكَ هل صحتك بخير يا أبي الطيب؟ وهل كانت نعمات تعد لك طعامًا كافيًا؟ أخبرني فإني متلهفة لمعرفة المزيد.
ابتسم عبد الله وراح يحتضنها بسرعة كأنه أحس بفقدها وغيابها كل هذه المدة الزمنية التي مكثتها داخل البحر، لهذا راح يقول في حب:
-أعتقد يا ابنتي أني أريد أن أخبرك بكل شيء، إني منذ أن اختفيت وبحثت عنك لكي أراك واطمئن عليك، وأنا أعيش حياة بائسة جدًا، إن نعمات كانت تعاقبني على كل شيء أفعله.
حتى على حبي الزائد لها، وإني والله قد يأست من صلحها وتغيرها، حتى بعدما أصبحت طيبة فجأة، وتعاملني بلطف زائد، وقتها أحسست أني سأعيش حياة سعيدة معها.
فقد كنت لا أدري ما هو الذي تدبره هذه الحية التي جعلت حياتي جحيم، وإني والله كنت أظن وقتها أنها تحبني، وتصنع لي كل ما أريده، لكن بعد أن رأيتها بنفسي تلقيني في البحر.
قد أحسست بغدرها، وقلبها الأسود، إني لو كنت قادر على الاقتراب منها ووضعها في البحر لتغرق لكنت فعلت دون أدنى شك.
لكني قد توقفت عن الحركة تمامًا خاصة عندما رأيتك، لهذا أريد أن أخبرك أني كنت أعيش حياة بائسة معها، ولا أستطيع أن أكشفها من شدة تعلقي بها.
نظرت له رزان وراحت تبتسم له في حبٍ وودٍ بالغ، وبدأت تقول له في لهفة:
-إني يا والدي العزيز، قد كنت أقول لكَ ما تدبره لك هذه اللعينة، لكنك يا حبيبي كنت معصوب العينين، لا ترى منها شرًا مطلقًا، كنت أتجرع كل ألوان العذاب التي آلمتني كثيرًا.
إني والله قد حاولت مرارًا إفهامك بكل ما تفعله بي من شر، فلقد كانت تضربني يوميًا وتصنع لي كل آيات التعذيب، وخاصة وأنت في عملك في المحل.
كانت تفتعل أي سبب للشجار معي وضربي بطريقة مبرحة، لقد كنت أعاني من قسوتها، وكنت لا أستطيع أن أعيش حياة هادئة معك.
لحظتها أدركت أنه لا فكاك من الأمر إلا بالهروب إلى البحر، خاصة عندما وجدت هذه الفرصة العظيمة.
ابتسم عبد الله لها وراح يقبلها، ثم استأذنت منه أنها لا بد أن تعود للماء حتى لا تختنق من كثرة المكوث على الشاطي، لأنها منذ تحولها إلى عروسة بحر.
وهي لا تستطيع أن تبقى مدة طويلة خارج الماء، لهذا ودعته واتفقت معه على أنها سوف تخرج له كل يوم عند الغروب كي تطمئن على حاله، أما هو فوعدها أنه سيطلق نعمات.
وينهي معها كل شيء، وراح يدعو الله أن تعود ابنته لحياتها الإنسية كي يعوضها عن العذاب الذي رأته قبل ذلك.
❈-❈-❈
في صباح اليوم التالي في بيت باهر، يحضر شبكته كي يأخذ مركبًا ليصطاد بعض السمك، فهي عادته الذي دومًا يفعلها بحب وسعادة بالغين، لهذا ودع أمه قائلًا:
-إني يا أمي أريد أن أنزل البحر، كي أمارس حبي للصيد، وإني والله أريد أن أستمتع اليوم بهذه العادة الجميلة التي تحررني من متاعب يومي، وتصنع لي مزاج خاص.
إني والله يا أمي، أرى أن الصيد يجعلني أعيش حالة من السعادة، تجعلني أستطيع أن أخوض كل ما أمر به من مصاعب بصدر رحب وسعادة بالغة، وإني يا أمي أعدك بوجبة سمك لذيذة جدًا كما أفعل معك دومًا.
نظرت له أمه بحب وراحت تربت على يده قائلة:
-إنك يا بني تصنع السعادة من أبسط الأمور والأشياء، وإني أراك رجل يعتمد عليه، وأود أن أحدثك في أمور عدة بخصوص زواجك.
فإني قد رأيت فتاة جميلة اليوم، ابنة أحد الجيران، وكنت أريد منك أن تراها قبل أن تذهب للصيد، لأني أعتقد أنها ستعجبك وتفكر بالزواج منها، إني أريدك أن تفهم أني أريد لك الخير.
لهذا عندما رأيتها تخيلتها بالفعل عروس لك تصنع لك كل شيء، وتجعلك تقدر على مواصلة الحياة بطريقة خالية من المشاكل التي تواجهها والتي ستصنع لك ما هو أفضل من رحلة الصيد هذه.
ابتسم لها وراح يقول في حبٍ وودٍ دون أن يحبطها:
-أعتقد يا أمي أن أمر زواجي لن يأتي بهذه الطريقة، وإني أريد منكِ أن تصبري حتى أتقن عملي في وظيفتي الجديدة، حتى لا نضيع فرصة نجاحي في هذا العمل.
لابد أن أثبت وجودي أولًا ثم بعد ذلك سيأتي أمر الزواج معلنًا عن نفسه، وإني أراك متعجلة، وتشغلين نفسك بهذا الأمر، لهذا أنصحك أن تشغلي نفسك بأمور أخرى حتى يأتي الأمر من تلقاء نفسه.
حاولت الأم أن تستعطفه ليفكر في الأمر:
-حبيبي باهر، إني متعلقة جدًا بأمر زواجك، لهذا أريد أن تفكر في الأمر، فإن الفتاة التي رأيتها على قدر كبير من الجمال والعقل.
وإني أرى أنها هي نفسها تفكر فيك، وتفكر في أمر الزواج منك، لهذا أنصحك أن تراها مرة واحدة.
لكي تؤكد على نفسك أنك لن تعجب بها، لهذا فأنا أريد منك التأني وإعادة النظر في الأمر، لعلك تتراجع بعد أن تراها.
بدا على باهر أنه متعجل في أمر خروجه للصيد حتى لا يتأخر ويأتي عليه الليل فهو يريد أن يصطاد ويعود مبكرًا قبل إقبال الليل عليه، لهذا قرر أن يستأذن:
-أمي الحبيبة إني أفهم جيدًا مدى لهفتك علي في أمر زواجي، وأعلم جيدًا أنك تريدين أن تزوجيني مبكرًا حتى يتسنى لكِ تربية أولادي، وأنا حقًا لا أمانع في هذا الأمر.
فأنا أعمل بكل جهدي على اختيار فتاة أحبها وتحبني، ولست أرى أن الأمر مناسب حاليًا على الأقل الآن.
لأني أريد أن أذهب للصيد مبكرًا حتى يتسنى لي العودة قبل قدوم الليل علي، إنك تعلمين أني أحب الصيد وأجد نفسي في متعته.
نظرت له الأم باهتمام وأكدت على اقتناعها بكلامه، لكي تتركه ليذهب للصيد، لهذا حاولت ألا تزيد في الكلام كي لا تأخره:
-إني أعلم يا بني مدى عشقك لمتعة الصيد، لهذا سأتركك لها الآن، على أمل أن أتكلم معك في وقتٍ ثاني قادم بإذن الله.
ودع باهر أمه وذهب بشبكة الصيد إلى مركبته الخاصة، ومعه صديقه مؤنس الذي دومًا يذهب للصيد معه، لهذا حاولا تحريك المركب والذهاب داخل البحر، كي يتسنى لهما اصطياد ما شاءوا من السمك.
وعندما وصلا إلى منطقة معينة، راح الأثنان يجزهان الشبكة لكي يلقياها في الماء، وبالفعل يلقي باهر بالشبكة منتظرًا أن يأتي فيها سمك كثير كالعادة، وفجأة يشعر بثقل شديد في الشبكة.
فيحاول باهر جذبها لكنه لا يقدر، لهذا يطلب من صديقه مؤنس أن يسحبها معه، وبسرعة شديدة يسحب الإثنان الشبكة، بقوة حتى يقدرا أن يأخذا ما بها من سمك.
لكن المفاجأة ظهرت عندما لاحظ باهر أن الشبكة تتعلق بها فتاة سوداء الشعر، جميلة الوجه، فتعجب جدًا وظن أنها فتاة غارقة، لهذا جذبها ناحية المركب.
وراح يشدها بقوة حتى رأى ذيلها الذي يشبه ذيل السمك، فتأكد أنها عروسة البحر، لهذا اندهش جدًا وحاول أن يسألها عن الأمر، لكنها كانت خائفة تترقب الأمر، وعندما حاول أن يسألها أجابته:
-أنا عروسة البحر رزان، قد تحولت منذ فترة إلى عروس البحر، لكي أهرب من عذاب زوجة أبي، لكني لا أستطيع العودة كما كنت إنسية، لهذا أرجو منك أن تتركني كي أذهب لحياتي داخل البحر.
أرجو ألا تحاول أن تجذبني أكثر لأني لا أستطيع أن الحياة بعيدًا عن الماء، وأود منك ألا تحاول أن تأذيني، فأنا لا أقصد بك شرًا، لهذا أريدك أن تنسى أمري، وتتركني أذهب إلى حياتي داخل البحر.
تعجب باهر وراح ينظر لها بإعجاب شديد، فهو قد انجذب لجمالها الف تان، وأح س بمشاعر جميلة تجذبه إليها، لهذا تفكر في الأمر وراح يقول لها بدهشة:
-أعتقد أني قد شرفت بمعرفتك، وأني والله قد أعجبت بك كأني أعرفك، أنت الفتاة التي نشرت الصحف عن غيابها، لكني والله قد تعلقت بك، فهل لي أن أعيدك لحياة البشر.
وهل لي أن أحظى بلقاءك مرة ثانية، إني لست أقصد بك شرًا، لهذا فأنا أعدك أني لن أضرك مطلقًا، وسوف أحاول أن أفك سحرك، فهل تمانعين في لقاء آخر بي في الأيام القادمة.
أحست رزان بإعجاب شديد، وانجذاب له، لهذا راحت ترحب بلقاءه، وتطلب منه أن يأتي إلى زيارتها:
-أعتقد أني أستطيع أن أخبرك أني سأحاول أن أقابلك مرة أخرى، فإني والله قد تعلقت بك أنا أيضًا كأن القدر تفنن في لقاءنا، وأريدك أن تبحث عن طريقة لتعيدني لحياة البشر.
فالآن قد عرف أبي حقيقة زوجته وأنه بالطبع سوف يتخلص منها ويطلقها، إنني الآن أستطيع أن أعيش معه دون خوف، طالما قد عرف حقيقة الأمر.
ابتسم باهر ووقف صديقه مؤنس يشاهد الأمر في تعجب شديد، شعر أنه في حلم غريب، لهذا نظر له باهر ثم إلتفت لرزان يطلب منها شيء.
-عزيزتي رزان عروسة البحر الجميلة، إني قد تعلقت بك جدًا كأني أعرفك منذ زمن طويل، لهذا أريد منك موعد كي أراك فيه، وإني والله سأبحث عن طريقة تساعدني في فك سحرك.
وإعادتك إلى أبيك، فإني أرى أنه متعب الآن، ويود أن يعيش معك، لابد أن قد تعذب في غيابك، وبكى كثيرًا، لهذا أريد منك موعد حتى أراك فيه، كي أخبرك بكل شيء بأمر فك السحر.
ابتسمت رزان وأحست أنها بالفعل تريد رؤيته دومًا بل تمنت لو تستطيع أن تذهب معه حيثما يريد، لكن كيف وطبيعتها لا تناسب حياة البشر، لهذا راحت تؤكد له:
-أعلم أنك قد انجذبت لي، وإني والله قد انجذبت لك جدًا، وقد تركت داخلي إحساس جميل، لا أعلم ماهيته، لهذا إذا كنت تريد أن تراني فإني سأنتظرك لحظة الغروب عند الشاطيء.
لهذا أود أن أخبرك، أن تكون حذرًا ولا تتأخر على موعدنا، فأنا سوف أتي إليك في لحظة الغروب، ولن يستمر لقائي بك أكثر من ربع ساعة.
لأني غير قادرة على المكوث خارج الماء أكثر من ذلك، لهذا فأنا أؤكد عليك ألا تتأخر، أو تحاول أن تذيع الأمر لعدد كبير من البشر، حتى لا تضرني بكثرة الناس حولي.
احس باهر أنه قد فرح بهذا الوعد منها، وراح يفكر في أمر فك سحرها، وكيف سيدبر هذا الأمر، لهذا نظر لها بحب وراح يقول:
-عزيزتي رزان عروسة البحر الجميلة، إني والله أعلم مدى صدقك وجمال روحك، وإني لأول مرة أنجذب لفتاة في حياتي، فأنا دومًا كنت لا أفكر في أمر الجنس الآخر.
لأني منذ أن مات أبي، وأنا لا أفكر إلا في أمر تدبر الحياة ومواجهتها مع أمي الحبيبة، التي دومًا تفكر في أمري ومصلحتي، وإني أرى أنها سوف تسعد عندما تعرف.
أن مشاعري قد تحركت لك بهذه السرعة، لأنها كانت تظن أني ليس لي في أمر الزواج حاليًا، لكنها ستسعد عندما أوصف جمالك لها.
ابتسمت رزان وراحت تقول له في دعابة:
-أرى أنك متعجل جدًا في كل هذا، فأنت لم تراني إلا منذ عشر دقائق، فهل تحركت كل مشاعرك في هذا الوقت القليل جدًا.
وإني والله متعجبة من هذا الأمر، وقد آمنت أن الله يسوق لنا أقدارنا بكل عناية، أنا أيضًا أراني قد تعلقت بك بطريقة ساحرة حقًا، لهذا لن أخذلك وسوف أتي في موعدنا كي أراك.
قالت رزان كلامها هذا ثم اتجهت للعمق لأن المدة الزمنية المخصصة لوجودها خارج الماء قد شارفت على الانتهاء، ثم نظرت إليه من الماء وقالت مودعة إياه:
-إلى اللقاء يا عزيزي باهر، فأنا لن أستطيع أن أمكث هنا معك أكثر من ذلك، وإني والله لن أخذلك أو أخل بوعدي معك، انتظرني كل يوم لحظة الغروب.
فأنا سآتي إليك لأراك، لهذا لن أتأخر عليك، وسوف أسعد بلقاءك الجميل، وأريدك أن تسلم على أمك الغالية.
حاول باهر أن يودعها والحزن يكسي وجهه على فراقها، وراح صديقه مؤنس يذكره بضرورة العودة لأمه لأن الوقت قد تأخر.
لهذا لابد أن يحاولا صيد بعض السمك بسرعة كي يأخذوه ويعودا إلى البيت، لهذا حاول باهر أن يصطاد ما يستطيع من السمك.
ثم بعد ربع ساعة ثقلت الشبكة وجذب منها السمك، واتجها إلى الشاطيء كي يعودا للبيت.
في عمق البحر وتحديدًا في بيت رزان حيث تحاول أن تروي لروني ما قد حدث لها مع باهر، لهذا، راحت تجذبه لكي تأكل معه، فهي لم تأكل شيئًا منذ أن تركت باهر لأنها أحست أنها ممتلئة المعدة بعد لقاءه.
وأحست بسعادة لم تشعر بها مطلقًا فراحت تنظر لهدية الملك سنار أمامها، وتداعبها بيدٍ وباليد الأخرى تتناول الطعام، وهنا نظر لها روني ورآها هائمة تفكر وكأنها قد سحرت، فسألها في اهتمام، عندما أخبرته بأمر انجذابها لباهر من أول لقاء به.
-عزيزتي رزان عروسة البحر الجميلة، إني والله أحبك كأنك أختي التي ولدتها أمي، وإني لذلك أعشق كل شيء يخصك.
وأريد أن أفهم قصتك مع هذه السعادة البادية على وجهك الجميل هذا، فإني أشعر والله أنكِ مسحورة بشيء ما، فمنذ أن أتيت من الخارج وأنتِ شاردة تفكرين، لهذا أود أن أعرف فيما تفكرين هكذا؟
نظرت له رزان وهي تأكل بنهم كأنها لم تأكل منذ شهر مضى، وبدا عليها سعادة بالغة.
-تعلم يا روني أمر انقاذنا لأبي، وتعلم كيف كنت قلقة عليه، لكن بعد انقاذه شعرت بالأمان، وخاصة أنه قد علم حقيقة نعمات، وحقيقة غدرها به، لهذا أنا سعيدة جدًا.
لكن في نفس اليوم قابلت شابًا وسيمًا يدعى باهر، إنسي من بني البشر، قد وقعت في شباكه، عندما كان يصطاد السمك. وأعتقد أنكِ مخطئة في حكمك هذا.
اندهش روني، وبدا عليه الحيرة من أمر هذا البشري، لأنه يعلم غدر البشر الذين قد ختفوا أخيه سفر، وأذاقوه ويل الأسر، لهذا حاول روني أن ينبهها:
-أعتقد أنكِ يا رزان مفتونة بهذا الشاب، إياك أن يخدعك ويأسرك مثلما فعلوا البشر بأخي سفر، وإني أراك متعجلة في أمر هذا الشاب، فأنتِ لم تريه إلا مرة واحدة، فكيف حكمتِ عليه أنه طيب وجذاب لهذه الدرجة.
اندهشت رزان من غضب روني من هذا الشاب، وبدا عليها التعجب من هذا الأمر، لذلك حاولت أن تخبره بقدرتها على تمييز الجيد من الرديء من أمر البشر.
-أعتقد يا روني أني فتاة ناضجة جدًا، وأستطيع أن أميز بين الإنسان الجيد والسيء، لأن ما حدث لي من معارك مع نعمات قد علمني كيف أميز بين ما هو جيد.
وما هو مزيف غير حقيقي، إني قد رأيت منه كل جميل، فهو سيحاول فك سحري لأستطيع أن أعيش مع أبي وتعود حياتي إلى السعادة التي قد نسيتها منذ زمن بعيد.
حاول روني أن يتفهم أمر ما قد أشارت إليه رزان، وأحس بالحزن، لأنها ذكرت أنها ستعود إلى الحياة مع أبيها وتتركه، لهذا بدا عليه الحزن ولم يستطع الكلام.
ففهمت رزان ما يفكر فيه، لهذا أخبرته أنها لن تتخلى عنه مطلقًا وأخبرته أن الأمر لا زال مجرد كلام فقط، وأنها غير متأكدة من أمر سهولة فك سحرها هذا.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة مايسة الألفي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية