رواية من روايات وقصص الكاتبة ندا عمرو وشهد أحمد
رواية رحلة لدخول الإسلام

(مسيرة ياباني)

رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى

من قصص و روايات 

الكاتبة ندا عمرو وشهد أحمد

الفصل الخامس

فتح "لويد" عينه على صوت عالي نسبياً، الغرفة مظلمة هناك ضوء خافت ياتي من النافذة. 

شيئاً في شيئاً الصوت بدا يتضح و كان هذا الصوت يردد جملة "الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلاّ الله". 

هذه الجملة يعلمها علم اليقين، نعم يتذكر كونه أستمع إليها في أحد الاماكن،  هناك مكان في عقله يخزن تلك الحادثة المميزة. 

نظر حوله بحثاً عن مصدر الصوت،  و لكنه أكتشف أنه في مكان آخر،  داخل غرفة واسعة؛ هناك شاب ينام فوق فراش. 

صدر قرع الباب فقال بصوت ناعس:-منو. 

قالت من في الخارج:-جوم  وليدي ترى الاذان ياذن بعد. 

قال:-  آتي هالحين. 

قالت السيدة:-جوم طلال  ولدك ينتظرك. 

طلال بتململ:- جايم ماما جايم. 

وقف طلال الذي يبدو في عمر الواحد و العشرون، دلف إلى الحمام؛ سار خلفه" لويد"و نظر له من الخارج؛ عقد "لويد" بين حاجبيه و هو يراه هذا الشاب الذي يسمى "طلال" يغسل أطرافه فقط. 

كان يعلم "لويد" أنه غير مرئي بنسبة إلى هذا الشاب؛ خرج الشاب و هو يقول:- الله اكبر كبيرا و الحمد الله كثيراً. 

ثم خرج من الغرفة،  كان "لويد" ينظر إلى تصميم المنزل الذي كان مكون من طابقين،  الطابق الاول به الغرف و الطابق السفلي منقسم إلى جزئين جزء عبارة عن غرفة جلوس و مطبخ و مرحاض و الجزء الثاني  للضيوف. 

دلف "طلال" و قال:-صباح الخير بوي،  صباح الخير امي. 

رد ابو طلال و قال:- صباح الخير،  يلا الكل ويقف في الصفوف نريد نبدا. 

بدا الاب يقيم الصلاة و تردد أم طلال و طلال خلفه،  كان يشعر "لويد" ببعض الدهشة من كونهم يقفون بتنظيم،  و بعض الشيء يشعر بالحيرة:- "لما طلال هو من يقف خلف أبيه و ليس أمه رغم أن الزوجه تصبح خلف الزوج او بجانبه دوما و لما الام تقف خلف ابنها؟.".

كان لويد يتنقل بينهم يود أن يعلم بما يتهامسون،  هناك فضول يستعمر قلبه و كل ما يرده هو أن يعلم ما هذه الطقوس الذي يفعلونها. 

تقدم بينهم و وقف بجانب" طلال "وبدا يستمع إلى حديثه. 

كان" طلال "ركع يقول:-اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك،  و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي و أبوء بذنبي فاغفر لي فأنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. 

استغرب لويد من ذلك الشعور الذي اعتمر قلبه ما أن ركع مثله،  و قرر أن يفعل مثل ما يفعلون بنية التجربة و ليس العبادة. 

قال" طلال "بعد أن انها صلاة:- يلا هروح الجامعة. 

" طلال "شاب مستقيم، لديه مجموعة من الاصدقاء الصالحين. 

بعد وقت و بعد دخول" طلال " إلى القسم الدراسي الخاص به،  دخل من نعشق جميعاً و جميع المسلمون،  بل و أيضاً بعض المسحيون كانوا يحبونه. 

نعم انه هو ياسادة "محمد متولي الشعرواي" و قف أمامهم قائلاً:- السلامه عليكم و رحمة الله بركاته. 

الرد الجميع عليه السلام،  ثم قال:-بدايتً اللي حابب يسال سؤال يسأل قبل ما نبدا الدرس بتاعنا. 

كان "لويد" يقف بجانب "طلال" و يريد أن يتحدث و يتسأل عن بعض الأشياء. فقال بهمس بجانب أذن "طلال" قائلاً:- ما  الدليل على وجود إله؟. 

عبس "طلال" قليلاً في تردد من أن يسال هذا السؤال،  ثم رفع يده قائلاً:- أستاذ. 

نظر له الشيخ "الشعراوي" قائلاً:-  قول. 

لاحظ الشعراوي التردد في "طلال" فقال في ابتسامة:- تحدث  و متشلش هم حاجه. 

قال "طلال":-شيخ هو سؤال آتى على عقلي،  ما الدليل على وجود إلاله،  أنا مؤمن بالله و موحد له و لكن...... 

ضحك الشعراوي قائلاً:- عارف عارف يا طلال،  ده الشيطان اللي جواك.... هجاوب على السؤال ده. 

قال الشعراوي:- هرد عليك رد بسيط جداً يسكت الشيطان اللي جواك، قال الله تعالى (خلق السموات بغير عمد ترونها)  أولاً جاب آية لم يدعها أحد يعني محدش قال أبداً أن السماء دي أنا اللي خلقتها، و لما قالها محدش خالف أن الكلام صح يبقى اتفقنا على أن ده دليل على وجود الخالق طب و لو مكنش صح؟ يبقى فيه حد تاني خلق، طب لو دري يبقى هيواجه و لو موجهش يبقى جبان ملوش لازمة،  يعني لا دي نفعة و لا دي نفعة. 

فإن كان فيه إله تاني يقول دري بكلام ده و لا مدريش، مدريش يبقى مينفعش أنه يبقى إله،  طب داري طب موجهش ليه و قال أنا اللي خلقت بدليل كذا و كذا،  إذاً صحت الدعوة لصاحبها إلا أن يوجد معارض. 

لو كان معه إله كما يقولون إذاً لبتغى لذي العرش سبيلاً........ ها يا طلال في سؤال تاني؟. 

جأب" طلال "قائلاً:- رايد اعلم طريقة  الوحي؟. 

:- ما كان لبشرٌ ألا أن يكلمه الله وحياً،  يعني أيه وحي؟،  وحي يعني الاعلام بخفاء. 

ربنا يوحي الملائكة 

ربنا يوحي لغير الانبياء مثل (أم موسى) 

و الشياطين يوحون إلى الويائهم. 

الوحي حين يطلق الوحي مش مطلق الاعلام بالخفاء.... لا 

وحيون اعلام من الله لـ رسوله، الوحي الشرعي له تلت طرق،  الاول يكلمه الله وحي، أو من وراء حجاب زي (موسى) 

أو منزلاً رسولاً زي (جبريل) مثلاً. 

الوحي الاول يعني الهاماً ربنا يقذف في قلبه الحاجه فيعملها،  طب ما فيه حاجات تقذف في قلب ناس كتير نفرق بينها ازاي؟ 

لم تجد الحق في نفسك و لا تكد معارض ابداً من مالك النفس،  انما الخاطر التاني بيجي بالمناسبة. 

كان" لويد"يفكر في تلك الاحداث، لم يكن يشعر أن عقله على ما يرام. 

في تلك الفترة البسيطة و بين رحلتين فقط أصبح يسال و يغير رايه بشكل غريب عليه،  هذه المرة كان يعلم "لويد" أن النوم بمثابة رجوع إلى حاضره و هذا ما كان لا ينوي على فعله. 

و لذلك قرر أن لا يغفى هذه المرة، و أن يظل في تلك الفترة بعض الوقت يريد أن يعلم قليلاً عن الدين. 

دلف طلال إلى المنزل قائلاً:-مرحب ماما. 

قالت الام بابتسامة:-مرحب بيك وليدي، ها بويا عساه خير. 

هز طلال رأسه قائلاً:-أي أمه خير كان امتحان أخير و كلش بسيط و سهل، آني مسلم ديني رب العالمين هو اللي راح يمتحاني  يوم القيامة، امتحان الدنيا بسيط كلش. 

قالت الام بابتسامة:- عيني عليك يا طلال القلب، أنت خلفة كلش تفتح الروح. 

ابتسم طلال و هو يقول:- امه، أبوي وينه؟. 

قالت الام و هي تصنع الطعام و بجانبها سيدة اخرى تساعدها:- راح لعمج، رح ياتون اليوم بويا، و يگعدون ويانا هبابا. 

هز "طلال" رأسه و هو يبتسم و دلف إلى غرفته. 

طلال شاب متدين فعلاً و لكن الحب ليس له علاقة بالدين، طلال يحب ابنة عمه و لكنه يؤجل هذا الامر إلى بعد الجامعة. 

(بعتذر لو كان طريقة كتابتي بالسعودي سيئ بعض الشيء و لكنها كانت اول تجربة ليا 

                      

❈-❈-❈

كانت'مريم' تجلس في غرفتها مشغولة البال، فإن هذه الفترة تحدث بعض الاشياء في البلد بشكل خفي. 

أمسكت الهاتف الخاص بها، و بدات في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، كانت هناك الكثير من المنشورات و منقسمة إلى قسمين، قسم يتحدث عن قضية فلسطين و ينشرون #نفديك_يا_أقصى و الكثير من الاشعارات، و ينحدثون عن روسيا و ضربها على إسرائيل. 

والقسم الآخر يتحدثون بشكل عفن، يتحدثون و يعيبون في دين بعضهم البعض، كانت "مريم"  تقرأ التعليقات و نحن مصريين نعيب في دين الله. 

صكت "مريم" على اسنانها و هي تقف و قررت أن تذهب حتى تنشر حلقة لها اليوم عن هذه المهزلة،  و خاصة انها تعلم من هو الذي يفعل ذلك. 

وقفت "مريم" أمام الكاميرا قائله:- السلامه عليكم ورحمة لله وبركاته. 

لعقت شفتيها و كملت بابتسامة:- معاكم مريم في برنامج المتواضع #معاً_للتغير

اللي أول مرة يشوفني حابه اعرفه أنا ليه سميته معا للتغير، معاً للتغير عشان نغير كل حاجه غلط بتحصل في البلد، عشان نوضح الصح، و نخفي الباطل، نفرح للخير، و نتكلم بعين قوية عن الظلم و الظالم، من سياسة بقى لـ أديان لمجتمع لفكرة انسانية. 

و الحقيقة أنا المرة دي ليا لوم بسيط أوي للمسلمين، مش هتكلم عن البنات اللي بتنزل عريانه و لا هتكلم عن الرجالة اللي بالاسم بس، و أن مفهوم الرجولة عندكم غلط، وقبل ما ترد يا ننوس عين أمك أنت و هو و تبعت ليا رسالة ملهاش لزمة زيك، أنا هقولك ليه أنت فاهم الرجولة غلط. 

بلعت ريقه و قالت:- مفهوم الرجولة أنك تبقى سند، و حماية، أمان، غيرة، أنك لما تشوف بنت حد بيتعرض ليها تكون أنت أخ ليها ودافع عنها؛ و محدش يجي يقولي أنه مفيش عكس كدا لاني والله شوفوا و الله أنا شوفت و خمسه سته اعرفهم شافوا معيا. 

تنفست بعمق ثم قالت:-مش ده موضوعي الرئيسي، موضوعي الرئيسي هو،  أحنا أيه اللي بيحصل معنا الفترة دي؟،  مين متحكم الفترة دي عن تشويه و تدمير الامان الداخلي بينا أكيد جزء كبير منا شايف التعليقات السلبية عن دين المسحيين و المسلمين، أيه اللي حصل طب ما احنا عارفين أن المسحيين عندهم معتقدات مختلفه عن معتقداتنا، اتصدمتي يا اللي مسميا نفسك مختمره لله أنه بيعبده يسوع؟  . 

استغربتِ يا مسيحية اننا بنروح الكعبة و نطوف،  يا جماعة احنا طول عمرنا عايشين في بلد وحده عمرنا متعملنا بطريقة دي. 

اغلقت عيناها تحاول الحفاظ على انفعالاتها إلى و قالت:- فين ايام ثورة 25يناير لما كنا احنا مسلمين نصلي و يجي المسيحي يقف ادام منا عشان يدافع عنا واحنا بنصلي بنوقف في ضهر بعض. 

ابتلعت ريقها ثم قالت:- عايزه اقول بقى شيء مهم اوي و هو إن كل المنشورات اللي نزلت كانت منشورات قديمه من حوالي ست سبع سنين كدا و يمكن اكتر،  الشخصية المزيفة اللي اسمها "كرستينا" تقريباً و شخص تاني اسمه"محمد فتوح" و احده مسيحيه بتعيب في الاسلام بطريقة فجه و بتقول كلام غلط برضوا في دينها،  و أستاذ محمد اللي بيتكلم و بصرح عن حاجات غلط اصلاً  في الدين،  بيغلط في اخوتنا  المسيحين  ،  بعتذر لكل مسيحي اتغلط في حقه و لكن الشخص ده مش منا،  زي ما الشخصية دي مش منكم. 

عارفين الشخصين دول منين؟ الشخصين دول ماسو نيين، ممم اه هما بغبوتهم عايزين يحصل مشاكل بينا فظيعة عايزين ميحصلش استقرار و آمان بينا،  يا جماعة احنا مستهدفين افهموا و ركزوا بلاش تبقوا ضعفى العقل و الدين.... 

ختمت "مريم" حديثها و هي تشعر أن تلك الطاقة السلبية التي كانت تشعر بها قد تبخرت في الرياح بعد أن عبرت بكل ما تكن بيه أمام الكاميرا. 

خرجت من غرفتها و هي تحك في فروة راسها قائله:- ماااماااا،  يا صفية. 

صرخت والدتها التي كانت تجلس امام التلفاز قائله:- فيه ايه يا نصيبه؟. 

قالت "مريم":- هي فين البت ملك مش كانت بيته هنا امبارح؟. 

قالت" صفية"بعدم اهتمام:- تلقيها اعده مع الواد زين في البلكونه. 

ذهبت "مريم" بعد عدلت من ملابسه و شعرها و قالت:-بقى سيبني وعدين مع بعض. 

غمز "زين" لها و هو يقول:- بتعدلي ايه بس كدا كدا قمر. 

خجلت "مريم" بينما لاحظت على صديقتها الحزن، فقالت مغيرة الحديث:- أنا... هروح أعمل حاجه نشربها.. 

قالت "ملك" و هي تمسك يدها:-لا خليكي أنتِ هنا شويا أنا هروح عشان عايزه أعمل حاجه كدا. 

لم تترك لها"ملك "فرصة حتى تعترض،  و لكنها جلست في استسلام،  فقال" زين":-أيه بقى؟. 

رفعت "مريم" حاجبها قائله:- أيه؟. 

قال "زين" بعبوس:- يا ساتر يا رب بكلم صاحبي،  عامله أيه شكلك مدايق؟. 

قلبت شفتيها قائله:- ياشيخ بلا قرف،سيبك مني و خليني أكلمك في حاجه،  أنا بصراحه كنت عايزه أقولك من قبل كدا بكتير بس خوفت اقول لحسن "ملك" تعرف تبعد عني. 

هز رأسه في فضول و قائلاً:-قولي. 

كان "زين" فضولي بشكل كبير نحو كل ما يخص "ملك"  ، و رغم ذلك الجميع يعلم أنه يحب "مريم" و لا يهتم بشخص غيرها. 

قالت"مريم" في توتر خوفاً من أن تسمعها صديقتها الوحيده:- بصراحه كدا يا زين، ملك بتحبك. 

عقد حاجبيه لمدة و جيزه ثم قال  :- أزاي يعني؟، يعني هي عارفه اني بحبك؟. 

عضت على شفتيها و هي تقول:- و عارفه أني مش ببدلك نفس الشعور........ أنا أسفه "زين" و لكني حولت أوضح ليك، و لمح ليك أن فيه هناك ناس مهتمه أنها تعرف و تتقرب منك، فيه ناس حوليك بيحبوك بجد،  ليمكن لما تحول تركيزك ليهم تحس فعلا أن فيه حب بينكم. 

كان زين يعلم أن حديث مريم صحيح و لكنه في ذات الوقت مقتنع بانه لا يستطيع أن يقول لقلبه توقف عن حب هذه و حب هذه و سوف يفعل. 

رد "زين" قائلاً:- و ليه مش أنتِ اللي تحولي تحبيني؟، أيه اللي مش عجبك فيا. 

عضت شفتيها في حيرة و حزن قائله في حنان:- يا زين بلاش تزعل أن عزيز عليا فعلاً..... و لكن مش بطريقة دي؛ زين أنا حياتي و تفكيري مش كدا،  مش في الحب و اللبس على الموضة؛ أنا حلمي حاجه تانيه حلمي أكبر من راجل أعيش معاه، و فستان فرح،  العيب مش فيك،  لانه لو كان فيك مكنتش فكرت اصرحك بمشاعر صاحبتي الوحيده اللي زي اختي عشان تحاول تاخد خطوه جديا معاها. 

أمسك "زين" يدها و قال:- لو ده اللي هيريح هحاول أعمله. 

ثم تركها و قال:- أنا آسف على مسكت أيدك من غير آذن.