-->

غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد - الفصل 17

 

رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية




غِنى بيجاد

نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد


الفصل السابع عشر


أنا التي أحببتهُ ثم آذاني 


أفنيْتُ فيه مشاعري، وقام بضرّهُا

لو قابل الحبُ بالحبِ لما تعبت مشاعرنا 


يضيق قلبي عندما ألتفت حولي ولا اجده 

واحتاجه ولا أبصره.. 


أتعلم إنني افتقدك كثيرا... أشتقت لك بحجم الألم الذي سكن قلبي من بعادك



قبل ساعتين بفيلا صهيب 


وصلت غزل أمام منزل صهيب.. قابلت ياسين الذي وصل للتو 

اتجه إليها بإشتياق 

- ماما حمدالله على السلامة.. وحشتيني أوي... رجعتوا إمتى وليه محدش كلمني 


ملست على وجهه بحب أموي وتحدثت بإشتياق 

- حبيبي وإنت كمان وحشتني.. لسة واصلين حالا... إتجهت بنظرها لمنزل صهيب 

- انت متعرفش إن عمو صهيب عمل حادثة 

توسعت عيناه من الذهول وهز رأسه برفض 

- لا محدش  قالي لسة أول مرة أسمع منك 


ضمت ذراعيه متحركة للداخل بعدما تركها جواد حازم متجها للمشفى 


- روح على الفيلا عندنا لحد ماأجيب روبي واحصلك 

قبّل جبينها متجها لمنزله وهو يردف 

- متتأخروش.. ثم توقف ينظر لوالدته

- روبي كويسة مش كدا 


هزت رأسها بالموافقة

- أيوة حبيبي كويسة... بتسأل ليه 

معرفش ياماما بس عندي إحساس انها مش كويسة 

ربتت على ظهره رغم إحساسها بما يقوله إلا أنها أردفت 

- لا ياياسو هي كويسة حبيبي 


وصلت أمام فيلا صهيب بعدما تحرك ياسين لمنزلهم... قابلتها جنى 


- انطي غزل حمدالله على السلامة.. نظرت حولها علها تجد عمها 

- هو عمو جواد فين 


حاولت غزل السيطرةعلى نفسها أمامها حتى لا تعلم بما أصاب والدها... ضمتها لأحضانها 

- عمو راح مشوار وجاي... فين مامي.. والبت روبي وحشتني أوي 


وقفت جنى تفرك بيديها وتنظر بمختلف الجهات بعيدا عن مرمى نظرها 


رفعت غزل يديها تملس على خصلاتها 

- حبيبتي بسألك عن ماما وروبي إيه ماسمعتيش 


أشارت جنى للأعلى 

- في أوضتي فوق... روبي نايمة وماما جنبها... أومأت براسها متجهة سريعا للأعلى 


استمعت نهى لطرقات خفيفة على باب الغرفة... أذنت بالدخول 


- أسرعت غزل تضمها وهي تنظر لأبنتها النائمة بفراش جنى... وأثار دموعها على وجنتيها... اتجهت تجلس بجوارها 


- لسة تعبانة يانهى... وكابوس إيه اللي رعبها أوي كدا 


تنهدت نهى تحاول أخذ نفسا تملأ رئتيها ثم زفرته ببطئ تنظر لغزل التي عيناها على أبنتها.. تملس على وجهها وخصلاتها... توقفت عند شفتيها المجروحة... ضيقت عيناها.. ثم اقتربت تنظر لأبنتها بذهول 


- هي روبي تعبانة ولا إيه.. قالتها وهي تنظر لنهى 

هناك ألم قاسي ما إن يقف بين فمك وحنجرتك عندما لا تستطيع البوح به.. فقط تشعر بالأختناق... هذا ماشعرت به نهى عندما شعرت بالعجز للبوح بما يؤلم صدرها 


أغمضت نهى عيناها وانسدلت دموعها على وجنتيها... ذُهلت غزل من حالتها 

جلست أمامها تتمسك بيديها وتسائلت 


- بتعيطي ليه يانهى بنتي مالها.. هي واقعة ولا إيه... استيقظت رُبي بعدما استمعت لحديث والدتها 


اعتدلت سريعا تلقي نفسها بأحضانها وتبكي بشهقات مرتفعة 

-مامي.. مامي خديني في حضنك ضميني أوي ياماما 

ذهول... ألم اجتاح جسد غزل من حالة ابنتها عندما افاقت من نومها... عيناها المتورمة.. شفتها المجروحة.. صدمة ذلذلت جسدها بالكامل بعدما رأت أثار عنقها 


هزت رأسها وفقط مايحطم عقلها إبنتها تعرضت للأغتصاب من أحد  الحيوانات الضارة التي لا تنتمي للبشر 


ضمت وجهها تنظر بعيناها وتساقطت دموعها بغزارة وذبحة صدرية أصابتها 


- حبيبتي إيه اللي حصل... مين اللي عمل فيكي... طبعت قبلة مطولة على جبينها عندما وجدتها  ... تصرخ  

-"ماما أنا بموت... أنا اندبحت ياماما " 


قالتها بإنهيار تاما... صرخة من أعماق قلبها عندما تذكرت هجومه عليها وصراخه 


أغمضت عيناها وإحساس عنيف يضاريها بقوة من آلامها التي أصبح عليها 


ضمتها غزل لأحضانها تحاول أن تلملم شتات ابنتها وهيئتها المذبوحة التي لم تعلم كيف وصلت لتلك الحالة... شعرت برجفة بجسدها وهي تتخيل ماصار إليها... احست بأختناقها وهي تردف.. 

- مستحيل.. آه ياربي... آه... ضمتها بقوة محاولة اطمئناتها


❈-❈-❈


- بابا يرجع ونشوف مين قدر يعمل في بنت جواد الألفي كدا 

- "عز"  قالتها نهى بصوتا باكي.. رفعت نظرها لغزل المذهولة وأكملت 

- ابن عمها اللي عمل كدا... حبيبها اللي عمل كدا ياغزل قالتها بقهر 


هزت غزل رأسها برفض...توسعت عيناها مما استمعت... صمتت هنيهة تحاول إستيعاب ماسقط على أذنيها 

- أكيد أنا فهمت غلط... لا مستحيل،" عز" 


تسائلت بها بصدمة.. أشارت لرُبى التي تبكي بقهر

- عز اغتصب بنت عمه... هزت رُبى رأسها برفض وأردفت بصوتا متقطع 

- لا ياماما.. هو.. هو قالتها بتاقطع ثم ألقت نفسها بأحضانها 


أطبقت غزل جفنيها عندما علمت بما صار... ولكن كيف سيصمت جواد بعدما يعلم ما صار لأبنته 


ضمت وجهها بعدما أخرجتها من أحضانها 

- ليه عز يعمل كدا... احكي لمامي، ماهو مش معقول عز يعمل كدا... حاجة ماتدخلش العقل 


أسبلت أهدابها متحاشية النظر لوالدتها

ماما عايزة اروح بيتنا 


هزت غزل رأسها عندما أيقنت أن أبنتها لها يد بما صار 


اتجهت لنهى التي تجلس تضع رأسها على خديها وتبكي بصمت 

- نهى خلاص إنسي أنا هعرف إزاي عز وصل لكدا... رفعت نهى نظرها 


- أبوه ممكن يقتله ياغزل... صهيب لو عرف هيموته.. أنا بحمد ربنا إنه مجاش من إمبارح... وكمان عز معرفش عنه حاجة وتليفونه هنا.. أنا هموت من القلق عليه... 

وضعت يديها على صدرها 

- متزعليش مني ياغزل بس دا إبني ومهما يعمل مااستحملش عليه الأذى... قالتها بصوتا باكي مرتفع 


ضمتها غزل لأحضانها تربت على ظهرها... 

- إن شاء الله حبيبتي كل هيكون كويس..رغم ألمها إلا انها اتجهت بنظرها لروبى التي تنظر بشرود لنقطة ما 


- محدش هيعرف اللي حصل يانهى... والحمد لله صهيب معرفش لحد دلوقتي... هنا تذكرت حادثة صهيب... فنهضت وأوقفت أبنتها 

- اللي حصل بينا وبس لا جواد هيعرف ولا اي حد... وأنا هشوف عز فين هخلي جاسر يوصله 


نهضت نهى تضمها 

- شكرا ياغزل.. شكرا إنك هتمنعي مواجهة عز بصهيب.. دا رعبني ياغزل متزعليش مني 


لكمتها غزل بخفة بصدرها  رغم نيران صدرها ثم أردفت 


- بتقولي إيه يانهى نسيتي عز بيكون لي إيه دا ابني أكتر ماهو ابنك.. ومتنسيش دا تربية جواد مش صهيب.. وإن كان عمل... توقفت عن الحديث تنظر لأبنتها.. ثم نهضت متجهة لباب الغرفة وهي تضم رُبى 

- هنمشي علشان ياسين راجع من الكلية.. واجهزي علشان ساعة كدا وهاخدك مشوار


ضيقت نهى عيناها وأردفت متسائلة

- رايحة فين وأنتِ لسة تعبانة... وبعدين فين جواد هو مش في البيت.. إنت بتقولي ياسين بس 


خرجت وتحدثت

- بعدين يانهى... لازم اروح حالا 


بعد فترة تجلس مع إبنتها على فراشها

ابتلعت غصة من مظهر ابنتها ثم تسائلت

- سمعاكي ياروبي إحكي لمامي ليه عز عمل كدا... ماهو أنا هتجنن مش مصدقة دا واحد عاشق مستحيل يوجع حبيبته كدا 


- دا واحد خاين ياماما... واحد محبنيش والدليل اللي عمله دا... حضرتك  ليه مش مصدقة 


ذهبت غزل بذاكرتها لأكثر من عشرون عاما في ذاك اليوم الذي أخرجت جواد عن شعوره وتهجم عليها... كأن التاريخ يعيد نفسه اليوم.. أستدارت لأبنتها وتسائلت 


- اتكلمتي مع عِز في إيه خلتيه يخرج عن شعوره وبلاش كلامك اللي يزعل بأنه خاين... عِز مستحيل يخون سمعاني.. لو الناس كلها قالتلي خاين هقول لا... ياله احكي قولتيله إيه خلتيه يصل لدرجة الحيونة  كدا 


وضعت يديها على وجهها وهي تبكي بنشيج... تنتابها حالة من الوحشة والأفتقار والخوف عليه...هي أضعف أن تقاوم ضجيج قلبها...صدرها يعلو ويهبط عندما تشعر بفقدانه 


اتجهت لوالدتها تنظر إليها نظرة غريق 


- أنا خايفة عليه ياماما وعايزة أطمن مش حضرتك قولتي هتخلي جاسر يوصله... ليه مكلمتيش جاسر 


رفعت غزل حاجبها بسخرية

- اللي هو ايه دا بقى إن شاء الله... مش دا كان خاين 


ضربت رُبى على صدرها وأردفت 

- طب قوليلي ياماما ازاي اخلي دا يشتقاله.. قوليلي ياماما ازاي بكره وبحبه 


زفرت غزل بيأس منها عندما علمت بما صار 

- احكي لي الأول عملتي إيه؟ 


عصرت عيناها وتذكرت حالته الجنونية وحديثه... انها هي التي جنت عليه 


دققت غزل النظر إليها ثم اردفت

- غلطانة من ساسك لراسك.. وقبل ماتقولي حاجة هو طبعا الغلط عنده اكبر... ياله احكي ياتربية أمك... أنا سمعاكي


إرتبكت وتلعثمت الكلمات بحلقها... انكمشت ملامح وجهها بأمتعاض عندما تذكرت تلك الرسالة 

بدأت تقص لوالدتها كل شيئا حتى كلماته الأخيرة عندما تركها... أغمضت عيناها تبكي بقهر على ماوصلت إليه 


كانت غزل تمارس أقصى درجات ضبط النفس كى لا تلكمها بقبضتها وتحطم فكيها 


تنهدت بحسرة على ابنتها التي فكرتها بغبائها قديما.. عندما اعتصرت الذكريات قلبها 


نهضت من مكانها ونظرت لأبنتها بأعين تخترقها وتسائلت 

- دلوقتي سؤال ولازم تجاوبي عليه علشان اجابتك دي هيكون وراها تغيير حاجات كتيره ياروبي.. وبعدها هنقفل الباب دا للابد 

- عايزة عز ولا لا... وبتحبيه ولا لسة زي مابتقولي متشوشة زي ماقولتي لعز 


ثم رفعت سبابتها وأشارت لقلب أبنتها 

- اقعدي مع قلبك وفكري كويس... هتقدري تعيشي من غيره... هتقدري تستحملي واحدة تانية تكون حبيبته... ولكن قبل ماتجاوبي عايزة أكدلك أن عز ماحبش غيرك ودا متأكدة منه زي ماانا متأكدة انك واقفة قدامي دلوقتي 


مسحت على وجهها وتحركت بالغرفة 

- متعرفيش حالته ممكن تكون إيه دلوقتي.. دا ياحبيبي من إمبارح محدش يعرف عنه حاجة حتى تليفونه هنا... ياربي هوصله إزاي دا 


خطت رُبى إلى أن توقفت أمامها 

- إنتِ زعلانة عليه بعد اللي عمله 


صرخت غزل وجسدها يرتعش لا تعلم شعرت بجواد في ذاك الوقت 

- لأني مريت بنفس تجربتك الغبية دي.. بس أنا مكنش ليا أم ارتمي في حضنها وافهم منها آه منكرش طنط نجاة مقصرتش بس فيه حاجات مينفعش تخرج غير للأم فهماني... .  اتكلمت معاكي كتير وفهمتك كتير... قولتلك عز بيحبك لكن إزاي الدكتورة تقعد ساكتة... رسالة إيه اللي جاية تحاسبيه عليها... دا أنا قولت اتمنيت غيرك وضربت نفسي مليون جذمة علشان وجعته مجرد كلمة... إنما حضرتك فضلتي تدوسي عليه... حبيبتي الراجل ممكن يعدي كل حاجة الا رجولته وممكن يستحمل وجع قلبه... الإ إنك تحسسيه إنه ولا حاجة... إزاي بس جالك قلب وإنت عمال تهدي فيه... للاسف ياروبي 

اتصدمت فيكي... وعايزة ارد على شيطانك اللي عمال يوزك إزاي واقفة معاه ضدك بعد اللي عمله... اللي عمله مستحيل حد يقبله... طبعا دا زنا وحقارة وكل حاجة مقرفة تتخيلها لكن تعالي هنا وجاوبي 


ينفع نحط البنزين جنب النار ونرجع نقول الله إزاي النار شعلت... 


بالمشفى 

خرج جواد ينظر لطارق بأذراء وغضب 

نهض طارق واقفا أمامه 

- والله ياجواد ماكنت أعرف إنها بنتك.. والله ماكنت اعرف 


أقترب جواد متعمد خفض صوته.. فهو بحالة لم تدعو للصراخ... نيران تتأكل احشائه فقط: 


- أنا جتلك ياطارق وقولتلك بنتي اتخطفت من سبعتاشر سنة... أنت  كان ردك إيه ولا حاجة... أنا مش هحاسبك دلوقتي ياطارق 


رفع نظره لمقلتيه وأردف

- ماتتحركش من هنا... لحد ماتعمل العملية ماهو مينفعش أروح اقولها في الوقت دا أنا أبوكي ياحبيبتي... ربنا يشفيها وبعد كدا ربك يسهل 


اتجه بنظره لتهاني التي تبكي بصمت 

- إنت اللي زورتي التحاليل مش كدا 

هز رأسه عدة مرات... 

ازاي وصل بيا الغباء دا اللي مخلنيش أعمل التحليل من أول مرة شوفتها.... مسح على وجهه وأردف مفسرا 


- ماهو إزاي كنت هشك فيكوا... مستحيل.. بس برضو أنا غبي مليون المية...   كله لازم يتحاسب صبركم عليا افوق بس والحيزبونة التانية مش هرحمها 


قالها متحركا لبيحاد الذي يجلس مغمضا العينان 


جلس بجواره مربتا على ساقيه 

- هتقوم بالسلامة إن شاء الله  ... ووعد مني أعملكم أحسن فرح... فتح عيناه ينظر في نقطة ما وأردف وهو مازال على حالته 


- مش عايز فرح ولا عايز حاجة غير إنها ترجع تتشاقى معايا صدقني حتى كل اللي املتكه مش عايزه... اتجه بنظره لجواد وتسائل 

-إنت ازاي كدا... إزاي قادر توقف على رجلك وبتدعم نفسك... أنا حتى مش قادر أقوم أشوفها علشان عارف إني هنهار قدامها


جذبه جواد لأحضانه وربت على ظهره

- تعرف يلآ من وأنت لسة عندك سبع سنين أول ماشوفتك فيها استرجلتك أوي... كان كل تصادمنا مع بعض كنت بحسك ابني مش مجرد ابن صديق... 


تنهد جواد  بحزن وأكمل 

- حتى بعد ماغنى اختفت... ماسبتنيش وكنت دايما بتديني أمل مع إنك لسة صغير 

بس كنت بتقويني بكلامك.. 


تغلغلت روحه بابتسامة باهتة 

- ورغم بعد دا كله حاولت تأكدلي إنها بنتي مصدقكتش وروحت صدقت واحد المفروض كان صديق في وقت ما 


وللمرة الألف بتأكدلي إني محظوظ براجل زيك لبنتي... غنى هتقوم بالسلامة يابيجاد وهتفرحوا وتتجوزوا وتجيبوا عيال كمان 


شهق شهقات مرتفعة وبكاء بنشيج وهو يتحدث من بين بكائه

- يارب ياعمو... أنا زعلتها كتير أوي عايزاه ترجع علشان أخليها تسامحني... خرج من أحضانه ينظر لمقلتيه 

- صدقني مكنتش أعرف إني بحبها أوي كدا... نزل بنظره للأسفل وتحدث

- هموت لو حصلها حاجة 


نصب عوده وهو يمد له يده ليساعده على النهوض 

- قوم شوف مراتك شوية وأنا هدخل بعدك علشان بعدها محدش هيقربلها بقولك أهو 


مسح بيجاد دموعه... وتحرك متجها لغرفتها 


أمسك هاتفه وقام الأتصال بنهى

كانت تجلس تبكي بصمت... لا تعلم كيف وصل الأمر لولدها لهذا الحد... قاطعها رنين هاتفها 


ضيقت عيناها عندما وجدت اسم جواد... رفعت الهاتف سريعا للرد

- أيوة ياحضرة اللوا

- نهى اسمعيني كويس واعملي اللي هقوله لك بالحرف الواحد 


عند عز 

أفاق من حلمه على صوت أحد العاملين بالحديقة.... ظل يبحث عنهاوجد نفسه مازال بالحديقة... تمنى لو حلمه أصبح حقيقة لظل يشبع نظراته بها... يضمها لأحضانه حتى يبرد لهيب احتراقه 


نظر إليه الرجل مردفا

- ايه اللي نومك يابني كدا في البرد... وايه الجروح دي ياحبيبي... عايز مساعدة 


هز رأسه برفض ثم 


نهض متجها للسيارته التي تبعد عدة كليو مترات... كان فاقدا القدرة على الحركة أو الحديث... وصل لسيارته جسدا مهلك ومحطم دواخله بالكامل... استقل سيارته عائدا لمنزله وشيئا واحدا سيفعله 


بمزرعة على طريق مصر اسكندرية 


استيقظ على رنين هاتفه... امسكه ليقوم بالأيجاب ومازال نائما

- ايوة ياعثمان... هب معتدلا على فراشه 

وتسائل بصراخ

- مين اللي عمل كدا وجواد عرف ولا لسه 


أجابه عثمان على الجهة الأخرى

- منعرفش بس ريان المنشاوي مقوم الدنيا حريقة في أمن القاهرة بيقول إن ابنه اللي كان مقصود... والطلقة جت في بنت جواد 


يانهارد اسود عليك ياجواد... اكيد طبعا غنى مش رُبى بدل الموضوع يخص ابن ريان.. 


هبطت للأسفل وجدته يتحدث بهاتفه...عاري الصدري لم يرتدي سوى بنطال....شعرت بتذبذب داخلي..تمنت لتلقي نفسها بأحضانه ولكنها تذكرت مافعله بها...جلست بمقابلته... رمقها بنظرة جانبية واردف لعثمان 

- فيه ناس ميعرفوش حاجة عن الدين عندهم الدم زي المية 


المهم هجهز وأنزل لجواد هو في مشفى القوات المسلحة ولا... قاطعه عثمان مردفا لا هو في مشفى الخاص تبع ريان المنشاوي 


تمام ساعتين وهكون هناك... وانت كثف البحث وشوف الكاميرات وهاتلي الحيوان اللي قدر يقرب من عرين المنشاوي 


انهى مكالمته ونهض متجها للمرحاض 

اقتربت منه تصرخ بوجهه 

- هتفضل حابسني لحد إمتى ممكن اعرف 


مط شفتيه ينظر إليها بتسلي... كانت امامه كقطة شرسة غضبها يروقه كثيرا 


جذبها بقوة حتى ارتطدمت بصدره العريض... ينظر لمقلتيها 

- وقت مايجي لي مزاج همشيك ياقلبي.. تمام ياقطة ياللي عايزة اكلك حالا... قالها وهو يداعب انفها 


لكمته بصدره فكان كالحائط لم يتحرك انش واحدا.. 

رائحته غلفت جسدها بالكامل.. جعل صدرها يعلو ويهبط وبدأت دفعه بقوة واهية 


اقترب منها ملتقطا قبلة طويلة من ثغرها تغدغ جسدها فكان بارعا حتى جعل كل جوارحها تنتشي بقربه... فصل قبلته وهو يوزع نظراته على وجهها الجميل... فكانت مغمضة العينين تستند بجسدها عليه.. اخرجه من تأمله عندما تذكر ابنه وزوجته اللذان دفعوا تمنا حياتهما بسبب اباها المنحل... دفعها بقوة حتى سقطت على الارضية وأشار بسباته ثم اردف بغضب 


- إياك تقربي مني تاني سمعتي.. قالها متجها للمرحاض الذي دفع بابه بغضب ليهتز جدران المنزل مماجعلها تفزع بجلوسها 


جلست تبكي وتصيح به 

- بكرهك ياباسم ربنا ينتقم منك 

تابع قراءة الفصل