غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد - الفصل 7
رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
غِنى بيجاد
نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
نتشارك الأنفاس
نتقاسم خيوط الشمس
ونهيم من انسجام روحنا،،
وتذوبين في وأذوب فيك،،
وندع الشوق يعطى كل ذى حق حقه
حملها سريعا ودلف بها إلى غرفته... قام بتبديل ثيابه سريعا.. ثم قام الإتصال بجنى إبنة عمه
- جنى تعاليلي فورا بس متخليش حد ياخد باله
هبت واقفة بعدما كانت تتحدث مع والدتها وركضت للخارج ثم همست له
- في إيه ياأوس
اتجه بنظره لأخته وجسده يرتعش خوفا عليها
- رُبى أغمى عليها ومش عارف أتصرف وهي بهدوم البيت... وماما مش موجودة لسة مرجعتش...
تخطت سريعا مردفة لوالدتها
- مامي هروح اشوف رُبى عايزة إيه.. ثم تحركت سريعا للخارج.. وجدت جواد يقف مع والدها وعز... أسرعت سريعا لفيلا عمها ولكن التقطتها عين عز
- "جنى "صاح بها عز بصوتا مرتفع مما أدى لإنتباه جواد وصهيب
تسمرت مكانها وظلت تواليه ظهرها
نظر صهيب وتحدث
- بتجري كدا ليه ياحبيبتي
استدارت تفرك بيديها ولم تعلم بما تجاوبهما
اقترب عز إليها عندما شعر بوجود خطب ما حينما وجدها تسرع بشعرها لخارج الفيلا دون إرتداء حجابها
نظر إليها بعمق.. حيث كانت نظراته ثاقبة ثم أردف
- رايحة فين وبشعرك كدا... تلعثمت بالكلام وأردفت
- كنت رايحة أشوف رُبى... قالتها دون النظر له
شعر بدقات عنيفة داخل قفصه الصدري.. نطق اخيرا بصوتا كاد أن يخرج متزنا
قطب جبينه ثم تسائل:
- رايحة كدا بشعرك.. ولاد عمك هناك دلوقتي... وأكمل مفسرا لسة شايف جاسر... وكمان أوس جاي من فترة
ظلت تفرك يديها وتهرب بنظراتها حتى لا تلتقي بعينيه
- ماهو.. ماهو..
دقق النظر بعمق إليها ثم نظر بتمعن وترقب
- ماهو إيه إنتِ بتهتهي ليه... أخيرا رفعت نظرها إليه
- يوه ياعز يعني أخلص من جاسر تطلعلي إنت... طيب هو ظابط إنت إيه
رفع حاجبه بسخرية وأردف
- إعتبريني ظابط إيقاع ياختي... بتوهي ليه، رايحة فين يابت بشعرك دا
قاطعهم إتصال أوس... نظرت للهاتف ثم لأخيها الذي شك بأمرها
جذب الفون سريعا ناظرا إليه... ارتفع ضغط دمه عندما وجده أوس... فتح الخط سريعا
- إيه ياجنى ساعة لما تيجي... بقولك ربى هتموت عايزة أروح المستشفى ولازم حد يغيرلها...اخدها أزاي بالترنج دا
ببطئ بدأ يخفف ضرواة ذراعيه من حول إخته.. عندما إرتجف قلبه بعدما إستمع لحديث عز الذي أثار نيران صدره
- مالها رُبى ياأوس... قالها بقلب مرتجف قبل لسانه
أرجع عز خصلاته للخلف
- جنى قالتلك... صرخ بصوته مما جعل جواد يتجه بنظره إليه
- بقولك مالها رُبى ؟
إنتفض جواد بجلسته واتجه سريعا يخطو مهرولا لمنزله... لم يرى أمامه سوى تلك الليلة المشؤمة وخطف إبنته... لم يشعر بما يدور حوله يتمنى أن يصل إليها خلال خطوة واحدة... دلف سريعا ومازال يسرع
قابله جاسر الذي يحمل كوب قهوته خارجا لحديقة المنزل... ولكن جحظت عيناه من مظهر والده
وقف أمامه وحاول الحديث
- بابا مالك بتجري كدا ليه
ابتلع ريقه الجاف قائلا بلهجة خوف وهو يتحرك
- اختك فين ياجاسر؟
تصنم جاسر بوقفته
- قصدك مين... صعق من سؤاله... ابتلع غصة بحلقة عندما تذكر غِنى ورغم ذلك وقف وسأله:
-إنت عندك كام أخت يالا.. حدجه بنظرة نارية ثم تحرك سريعا عندما وجد عز وصهيب يهرولوا إتجاهه
دلف إلى غرفتها يبحث عنها بقلب أب مفطور على خوفه من فقدان إبنته
ذُهل عندما لم يجدها بغرفتها
تحرك سريعا ينادى على الخدم بالمنزل
إستمع أوس إلى صياح والده وسؤاله على إخته... خرج سريعا إلى والده
❈-❈-❈
- بابا ربى عندي في الاوضة... أسرع بخطوات مهرولة إليه... أعتصرت الذكريات قلبه الذي مازال ينبض بالألم الذي لم تستطع السنين إخماده
دلف للغرفة ودقات قلبه تتقاذف بعنف داخل قفصه الصدري.. فيما انسحبت أنفاسه عندما وجدها على فراش أخيها بتلك الهيئة التى أدت إلى شحوب يوازي شحوب الأموات... أسرع إليها
أختك مالها ياأوس... قالها عندما حملها سريعا خارجا من غرفة أوس... قابلته جنى بإسدالها... ثم اردفت عمو لبسها دا
وصل صهيب الذي نظر بحزن لرُبى التي يحملها والدها.. وهي لا حول لها ولا قوة
أنزلها سريعا إلى سيارته.. حاول صهيب الحديث إليه ولكنه كأنه فاقد السمع والنظر
وجد عز ينتظره أمام السيارة
إستدار مكان القيادة وقام بقيادتها بسرعة جنونية والحزن والألم كالنار التي تتآكل بصدره... من مظهرها الذي يُعتبر كالأموات
جلس ضامما إليه بقوة.. كأنه سيفقده
مسد على خصلاتها مقبلا رأسها
- مالك ياقلبي إيه اللي حصل.. ثم نظر إلى الذي يجلس خلف القيادة ولا يتحدث... وكأنه يعلم بما أصابها... ولكن ليس الوقت للحديث إليه
وصل المشفى خلال دقائق
أسرع المسعفون إليها... قابلته غزل التي تستعد للرحيل
وقفت أمام جواد وعز بجسد مرتعش
- فيه إيه إنتوا بتعملوا إيه هنا دلوقتي
تركهما عز الذي أسرع خلف المسعفين... بينما نظرات جواد خلف إبنته التي لم تلاحظها غزل
حاوطها بذراعيه وتحرك بها حيث غرفة الكشف
- تعالي حبيبتي متخافيش... دي رُبى اغمى عليها وجاين نشوف... لم يكد ينهي حديثه
شهقت بزعر ونظرت إلى دلوف عز خلف المسعفين... أسرعت خلفهما.. خرج عز للكشف على رُبى
وقف أمام الغرفة... يشعر ببرودة قويه تجتاح جسده خوفا عليها ... لم يستطع كبت دمعوه من مظهرها المبكي لقلبه
وصل جواد إليه وحاوط جسده عندما وجده بتلك الهيئة الحزينة عندما دلفت غزل خلف إبنتها
- هتبقى كويسة ياعز... تلاقيها بس ماأكلتش النهاردة... او منمتش ودا أرق مش أكتر... كانت تلك الكلمات التي حاول أن يطمئن نفسه قبل عز
بصعوبة نظر لوجه عمه أخيرا ودموعه تتسابق كلماته
- عايز أطمن عليها لو سمحت ياعمي... شوف طنط غزل... ليه اتاخروا كدا
وصل صهيب وجاسر وأوس وجنى عند خروج غزل من الغرفة... أسرع جواد إليها
- البنت مالها... خرجت رُبى إلى أحد الغرف الخاصة بالمشفى على الفراش المتحرك
تحرك عز وجنى خلفها حتى وصلت لغرفتها
جلست غزل توضع رأسها بين راحتيها وتشعر بالدوار يحتل كيانها
دلف جواد للطبيب المسؤل عن حالتها بعدما وجد حالة غزل
- البنت مالها يادكتور
أشار الطبيب له بالجلوس
- إهدى ياحضرة اللوا... البنت كويسة.. شكله تعب نفسي هو اللي وصلها للمرحلة دي
ثم صمت للحظات وتحدث مردفا
- انا مردضتش أقول للدكتور غزل حاجة بس هي أكيد لاحظت... البنت عندها نسبة بسيطة من نقص الأكسجين.. ودا بسبب ألم بصدرها أو قلبها ودا من خلال الفحص المبدئ... ثم أكمل مستطردا
- إحنا هنخليها الليلة تحت الملاحظة.. عايز أتأكد من حاجة
قطب جواد جبينه
- مش فاهم حاجه ممكن تفهمني أكتر
نظر الطبيب إليه وأردف بهدوء
- لحد دلوقتي اللي أقدر اقوله مرض نفسي.. شوف إيه اللي زعلها الفترة اللي فاتت دي
ضيق عيناه وتحدث
- والزعل يوصل لكدا
واكتر ياحضرة الضابط... معظم الامراض بتيجي من الزعل ماتنساش إنها صغيرة وقوتها على التحمل ضعيفة... ورغم كدا هقولك أنا لسة هعمل فحوصات علشان أتأكد من كذا حاجة
قاطعه جواد بصوت مرتجف
- حضرتك شاكك في إيه بالضبط
وقف الطبيب وجلس أمامه وتحدث بطريقة عمليه
- تحول لون البشرة دا قلقني شوية بس.. عايز أشوف
فيها حاجه في القلب او الرئة بس... ثم اكمل حديثه
- دا اللي قلقني غير كدا كله تمام
نصب جواد عوده ووقف متجها للخارج وهو يكاد يتنفس بصعوبة.. شعر بوخز قوي بقلبه على ماأصاب طفلته
اتجه لغرفتها وحديث الطبيب يساوره
- شوف ايه اللي زعلها... تحرك وجد عز يجلس يضع رأسه بين يديه بالخارج والجميع بالداخل... نظر إليه ثم تحرك لغاليته وجدها مغروزة بالإبر والمحاليل... غزل تجلس بجوارها من ناحية والناحية الاخرى جنى وأوس... وصهيب يقف أمام النافذة ينتظر جواد للأطمئنان
إتجه جواد إليها وقف أوس تاركا المساحة لأبيه
قبل جبينها وتحدث بصوتا حزين
- ألف سلامة عليكي ياروح أبوكي
فتحت عيونها تنظر حولها
- أنا فين... أوس قالتها بصوتا مؤلما يكاد يسمع
❈-❈-❈
مسدت غزل على خصلاتها
- إنتِ في المستشفى ياحبيبتي... كدا ياربى تخبي على مامي إنك تعبانة... إستدارت لوالدها الذي ينظر لها ولا يتحدث ثم أردف لأوس
- نادي على عز من برة ياأوس... اقترب صهيب يقبل جبهتها
- حمدالله على سلامتك ياعمو... بينما جاسر أخيها جلس بجوار والده
- كدا ياروبي تخوفينا عليكي... كل هذا وجواد صامت لم يتحدث... دلف أوس ثم عز.. اتجهت بنظرها إليه كأنها لم تشعر بمن حولها فقط نظراتها له... انسدلت عبراتها عندما تقابلت النظرات بينهما
وقف أمام الفراش وتحدث بصوتا حزينا
- الف سلامة عليكي يارُبى... إستدارت بنظره إلى الجانب الاخر ولم تجيبه
هنا أغمض جواد عينه عندما أتقن إلى سبب ماوصلت إليه أبنته
كله يطلع برة علشان ربى ترتاح... ثم رفع نظره لصهيب الذي شك بالموضوع
- خد الولاد وروح ياصهيب وأنا وغزل هنفضل مع غنى.. خرجت الكلمات من فمه غاضبة
نظر صهيب لعز الذي نظر للأرض ثم اتجه بنظره لجواد
- تعالى ياجواد عايز أتكلم معاك الأول
مسح جواد على وجهه وتحدث بضعف
- مش وقته ياصهيب... حقيقي تعبان... رفع نظره إليه
- روح إنت علشان جنى وكمان نهى دلوقتي قلقانة...وسيف زمانه رجع هيقلق لما يلاقيش حد مننا
أومأ صهيب له ثم تحدث
- شوية ياجواد نطمن على البنت وبعد كدا هنمشي
ظل واقفا ينظر إليها وهي تتهرب من نظراته...
خرج من غرفتها ينظر إليه بمقت... كان يقف بجوار والده وجاسر
خطى بعض الخطوات ثم اتجه بنظره إليه
- تعالى عايزك
أغمض عيناه وسحب نفسا عميق وكأنه يملي صدره قبل صدامه بعمه
زفر جواد بضيق ثم وضع كفه على شعره وأرجعه للخلف بحركة تنم عن مدى غضبه
وقف ينتظره بحديقة المشفى وهو يشعل سيجاره.. شعر بوجوده خلفه... أستدار ينظر بمقلتيه بتمعن وترقب ثم أشار بسبابته
-سؤال واحد وبس وعايز إجابته
-إيه اللي وصل رُبى للمرحلة دي
إهتزت نظراته أمام عمه فلم تسعفه الكلمات.. جلس جواد ينتظر حديثه
ظل صامتا لبعض اللحظات كأن الكلمات هربت ولم يعرف الحديث... ثم اغمض عيناه وسحب نفسا عندما حدثه جواد
- هنفضل طول الليل مستنين... عايز أروح اطمن على بنت عمك يابشمهندس
اخيرا تحدث بصوتا متهدج حزين
- آسف ياعمي... أنا مش هقدر أكمل مع رُبى... لسة صغيرة وأنا محتاج اللي تقويني
ونرسم أحلامنا مع بعض
خرجت الكلمات كالسهم الذي نفذت لصدر جواد ليخترقه بل يحرقه
ابتلع جواد غضبه ورسم إبتسامة سمجة على ملامح وجهه على غير عادته في تلك المواقف
ثم رفع يديه وأشار كعلامة عيد الكلمات مرة اخرى
رد بصوتا جاهد أن يكون متزنا نعم فهو يختنق من شعوره بفقدانها... استطاع التقاط أنفاسه ثم اخذ شهيقا عميقا وزفره ببطى ورد قائلا:
- إيه اللي مش مفهوم من كلامي ياعمو
لما قعدت مع نفسي شوفت إننا ماننفعش لبعض.. والحمد لله إحنا لسة في البداية
- قولت إيه لرُبى... قالها بهدوء مريب رغم إحتراق صدره... اتجه ينظر داخل مقلتيه بقوة
- روحت قولت إيه لبنت عمك ياحضرة المهندس علشان يوصلها لكدا... ماهو مش معقول بنت جواد الألفي هتبكي على واحد ندل إلا إذا وجعها أوي بالكلام
شعر هنا بأنين روحه.. شعور يحتل كيانه كيف سيقول لعمه ما قاله لها... ورغم ذلك تحدث بجبروت:
- هو أنا ندل لما أفكر في حياتي الخاصة واشوف سعادتي مع اللي يسعدني ياعمي
لكمه جواد بصدره بقوة
- أيوة لما تعشم بنات الناس وترجع تخل بوعدك يبقى ندل... لما تحسس عمك إنك اد وعدك وراجل وانت بتلعب عليه تبقى ندل ياابن اخويا
لما تلعب بعقل بنت صغيرة وتعشمها بحبك وتخليها تبني أحلام على رمال وهمية وبعد كدا تنهار وتكرّهها في الرجالة تبقى ندل
ولاه عز ظهره وأغمض عيناه قهرا وألما من حديث عمه ثم أردف
- ليه ياعمي دا كله علشان حبيت واحدة غير بنتك بجد... طلعتني ندل
ساد صمتا مقتولا بينهما... ثم فجأة صفعه جواد بقوة ورفع سبابته أمامه
- اشوفك جنب بنتي هنسفك سمعتني ياعز
ألمح طيفك في بيتي هموتك ياعز... إنت في يوم كنت إبني مش ابن اخويا بس النهاردة اكدلي إنك بذرة شيطاني
ودلوقتي إمشي من وشي مش عايز أشوفك مرة تانية
بعد مرور عدة أيام رجعت رُبى إلى المنزل...ولكن كانت تلازم غرفتها...لم يخبر جواد غزل بما صار...سافر جواد لمدة أسبوع خارج القاهرة لضرورة عمله