رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 29
قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة نورا محمد علي
الفصل التاسع والعشرون
ليس هين ان تصل لتلك اادرجة من المرونة الممزوجة بالقوة، وان تتمرن بتلك القوة المفرطة والسرعة المبالغ فيها المجدولة بمرونه وكان عظامك من هلام....
ولكنه ليس أي أحد هو جونير وحش يرتدي شيء مريحا يسهل عليه الحركة، يكتفي ببنطال من القطن الاسود، ويترك باقي جسده عاريإ شعره الذي أزداد طولا اعطاه شكلا عابثإ
من يراه يظنه أحد أبطال أفلام الحركة في هوليود او بليود..
جسده العضلي الذي يظهر طاقة مكبوته تحاول الفرار من عقالها تتلالا عليه حبات العرق وكانها لوحه مرسومة لأحد ابطال كمال الأجسام أو المصارعة الحرة..
وهو يركل ذلك الرسن بقوة يستعمل يده وقدمه، وما أن دار حول نفسه كان شعره ينثر حبات المياة حوله مما جعله صوره من الخيال...
جعل البعض ينظر له بانبهار، منهم من ينظر بغيرة وغيره بأعجاب وما بين هذا وذاك شتان..
أخرجه مما هو فيه رنين هاتفه عدة مرات متتالية، توقف مرغم أمسك تلك المنشفة ليجفف وجهه..
وهو ينظر إلى شاشة المحمول الخاص به، تردد لحظة قبل أن يجيب ولكنه فتح الخط، وضعه على أذنه دون ان يهمس...
ولكن صوتها الذي يشبه الهمس وهي تقول:
_رحيم. انت سامعني؟!
_أيو سامعاك..
_ أنا كنت عايزة أطمن على طنط، برن عليها مش بترد، هي كويسة
_ ايوه يا دكتورة كويسة
_ مش قلنا داليدا بس؟
_قلنا..
_ طب طمني هترجعوا امتى؟!
_ أحنا رجعنا
_بجد أمتى
_ أمبارح باليل..
_كويس اصل انتوا وحشتونا
ابتسم دون ان يرد فأكملت:
_ خالتو كويسة بقت أحسن أ
_طمني
_ خلاص مش هطول عليك شكلك مشغول..
_لا مش مشغول، انا واخد باريك بعد التمرين..
_ يعني أنت تصالحت مع باباك
_ أحنا ما كناش متخاصمين!
_ أقصد يعني أنت فاهم، انا عايزة أقول إيه.
_ فاهم يا داليدا فاهم..
_ آسفة لو بزعجك.
_ ما فيش أزعاج أحنا عيلة، وأنت..
قطعته قبل ان يتكلم وهي تقول:
_ أوعى تقول أختي..
أخذ المعنى من كلامها ولم يرد، هو يدرك انها تبدي أعجاباً به، ولكن هل هو في وقت يسمح له بان يتعلق بأخرى؟!
حتى لو كان يبحث عن بديل ليهرب من تلك المصيدة، التي أوقع نفسه فيها، هل هي المناسبة لذلك؟!
هل تستحق ان تكون شماعة يعلق عليها أخطائه؟
ليخرج من ذلك الوجع، الذي كان سبب في مشاكلة مع والده..
أرتجاف قلبه ونظرة الرفض التي كان يشعر بها للجميع، هل تستحق داليدا ان تكون بديل لهاجس يسكن أفكاره..
اخرجته مما هو فيه وهي تقول:
_ شكل في حاجة شاغلك هقفل وأحاول أرن على خالتو تاني، بس بجد ما بتردش..
_ أنا مصدقك، بس مامي ممكن تكون مشغولة، ولا ممكن تكون سايبة التليفون في مكان..
_ طب أنت جنبها؟!
_ يعني مش بالمعنى الحرفي؛ ممكن نكون في نفس المكان بس مش جنب بعض؛ انا هشوفها لك أنا في قاعة التمرين هلبس تيشرت واطلع اشوفها..
_لا خلاص كمل تمرينك وانا هتصل بيها ممكن ترد..
_زي ما تحبي.
_خلي بالك من نفسك.
هز رأسه ثم إنتبه أنه يفعل نفس حركات أمه، التي قد ترد بحركة لمن لا يراها ويقول:
_ ان شاء الله..
اغلق الخط يلتفت ليخرج، بحثا عن أمه، لكنه وجد والده يقف على مسافة قريبة الى حد ما..
ادرك رحيم ان الوحش سمع مع من يتكلم، ومما يظهر على وجهه، أدرك فيما يفكر..
ولكن الوحش قبل الجميع يحب داليدا، يعتبرها أبنته ولن يقبل بأن يضعها إبنه في الميزان، نظر له نظرة فهم رحيم معناها وهو يقول:
_كانت بتسأل عن ماما
هز احمد رأسه دون أن يرد
رحيم: حضرتك عايز تقول حاجة
احمد: ليه هو في حاجة تتقال
رحيم: لا
احمد: يبقي كمل تمرينك لأن المستوى مش عاجبني..
بهت وجه البعض الذين يتابعون، كيف لا يعجبه هذا المستوى، فمن قد يعجبه اذا؟!
هز رحيم راسه ورجع لتمرينه مرة أخرى بقوة أكبر وكأنه يحاول أن يثبت والده شيء ما، او يخرج من عقله فكرة..
ذلك الصراع الطويل بين روحه وقلبه وعقله..
الوحش أعتقد إنك محتاج تشوف نتيجة التمرين ده، انا شايف انك كده بتلاعب نفسك..
نظرا له بتحدي وعينه تقول ده عشان داليدا مش زي اللي تعرفها عشان تنساها بيها..
اوقف رحيم التمرين وهو يقول:
_زي ما تحب سيادتك
احمد وهو يبتسم بمكر كانه اوقعه في شبك نظرة عينه ترسل رسالة واضحة وهو يكشر عن أنيابه..
_ وريني
كان يتحرك إلى تلك الحجرة الخاصة بتبديل الملابس، يبدل ملابسه إلي بنطلون من القطن الاسود مريحا يسمح له بالحاركة...
خرج وهو يحرك يده في خصلات شعره، وكأنه أشتاق إلى ذلك الصراع الذي كان بينهما من قبل..
ربما هذه المرة لا يريد تدريبه، بل يريد افراغ تلك الطاقة بداخله كانا ندين قويان، كل منهما يعرف ماذا يفعل..
في غمرة ذلك الصراع تنسى احمد نفسه، بينما رحيم كان يحاول أن يفادي سيل الضربات، الذي يكيلها له والده، دون ان يرد ولا مرة..
ومن كان ينظر لرحيم بغيرة من لحظة صار يشفق عليه..
في اللحظه التي دخلت فيها سهام وهي تقول:
_في أيه بتتفرجوا علي إيه
زين ابدا سيادته بيدرب مع..
لم تستمع الي باقي كلامه وهي تنظر للاثنين بصدمة وخاصة رحيم الذي ظهرت قطرة من دمه علي زوية فمه
بينما لم يلتفت لها احد، اكملا المبارزة إلى أن أقترب من زوجها تضع يدها على خصره تضمه اليها وهي تقول:
_ كده مش فير
نظر لها من فوق كتفه، وكأنه يخبرها أن هناك صحبة ولكنها لم تهتم..
فتراجع إبنها خطوة بينما هما ينظران لبعضهما كانهما لوحة رسمت على ذلك الوضع..
احمد: وبعدين
سهام: عمره ما هيرد عليك
_يبقى يستحمل..
_ ما عشان كده بقول لك مش فير
_ هو كان أشتكى لك
_ ولا عمره هيشتكي، وانت عارف
_ طب انت عارفة أن أحنا مش لوحدنا وقاعة التمرين بتابع وانه مش...
_ لا عارفة
ضغط على شفتيه بأسنانه وهو ينظر لها بنظرة تعرفها جيدا ابتسمت له بمكر وهي تقول:
_ وأنا كمان وحشني التمرين معك..
سحبت كفها علي عضلات بطنه البارزة وهي تتحرك الي رحيم الذي ينظر الي الجهه الاخري..
سهام: سلامتك يا قلبي
أمسكت منديل تمسح طرف فمه..
رحيم: انا كويس أطمني..
سهام: متأكد؟!
رحيم آه، داليدا كانت بترن عليك..
سهام: تلفوني مش معايا، هبقي أكلمها
رحيم: طيب شيلي ايدك أصله ممكن يحطني بدل لوحة النيشان
ضحكت وهي تهمس: انت شايفة كده
رحيم: اه..
احمد: ايه بتوجعك يا بيه؟!
رحيم: انا؛ لا ابدا بس سيادتها مش مطمنة!
سهام بهمس: بتحطني في وش المدفع..
رحيم ما انا قولتلك ممكن يعمل فيا ايه بس انت لا ..
ما أن إبتعدت عن أبنها حتى نظر إليها نظرة واحدة وتحرك ليرتدي ملابسه، وكانت نظرة عينه أبلغ من كل الكلام الذي قد يقال كانت تعني "لنا بيت سوف احاسبك فيه"
دخل إلى مكتبه، عندما إستمع إلى هاتفه يرن، نظر اليه وجد عادل
نظرة الإستفسار على وجهه، وهو يرفعه ليرد
عادل: سلام عليكم إزيك يا وحش
_عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الله يسلمك..
_كنت عايزك النهاردة بالليل تنورني على العشا
_ ليه؟!
_هو أحنا بينا ليه؟
_لا يا عادل ما فيش بينا ليه، بس مش شايف انه فجأة كده تطلب مني إني أجي اتعشى معاك، مش يمكن مشغول؟ ورايا حاجة
_ ممكن؛ وارد جدا ومع ذلك يا ريت تيجي، انا عاوزك في موضوع مهم وياريت ام رحيم تكون معاك..
_ شامم ريحة كده مش عجباني، قولي أنت عايز إيه بالظبط؟
_ في إيه يا أحمد ده أحنا بينا كتير قوي، إيه يعني أطلبك انك تيجي امال لو مش في نفس كومباوند كنت عملت ايه؟!
_ تمام خلاص يا عادل ما تقفش هفوت عليك النهاردة
_ أنت وأم رحيم
_أنت عاوز إيه بالظبط؟!
_ لا ولا حاجه موضوع عادي يعني
يمكن هقفل عشان عندي شغل..
اما هناك ما أن أغلق عادل الخط حتى نظر له أمجد وهو يقول:
_ شفت كيف ما قلت لك، انا رنيت 10 مرات ما رد، وأنت رنيت مرة واحدة رد عليك..
_ أنت لازم تعرف أنه زعلان..
_ يا عم عارف أنه زعلان ما قلنا شيء، انا بحاول أراضيه لا راضي يسمعني أو حتى يثور ويتكلم..
_ طب أهدى النهاردة هيبقى موجود، وتكلمه براحتك..
_ لما نشوف..
_ بس ما تنساش أن هو عنده حق..
_يا سيدي علمنا إن عنده حق، بس هو انا كنت بخدعة ولا كنت متعمد..
_ لا يا أمجد ما كنتش بتخعده، ولا كنت متعمد، بس ربنا يستر وما تحطش في البلاك لست أنا كمان..
❈-❈-❈
أما هناك في شركة البيهي للأنشاء المعماري، كانت دانا تحمل ذلك الملف وتدخل به، إلى مكتب والدها، وهي تقول:
_ ادهم باشا انت متخيل أني هشتغل علي المشروع ده..
_ليه لا
_ انا شغاله فعلا على. مشروع ثاني
_ تمام وهتشتغلي علي ده كمان
_بس..
_ مش لوحدك هيكون معاكي حد تاني..
_حتى لو؛ انت ناسي انا لسه بدرس يا بابا..
_ مش قد الشغل يا باشمهندسة دانا ولا ايه؟!
_ انا قدها وقدود انا دانا أدهم البيهي وعارفة كويس أوازن أموري أرتب أولوياتي، بس سيادتك جايه عليا قوي يا باشمهندس
_ انا...
_ أيوة طبعا امال سيادتك هتعمل أيه؟
_ هقوم بالإشراف عليك...
_ده أنت بتهزر بقى، طيب هتحطي مين معايا في المشروع..
كانت تتكلم مع والدها غافلة عن أن هناك صحبة، نظره الدهشه على وجهه وهو ينظر لها، ويستمع إلى طريقة كلامها مع والدها، وكأنها معجونة في السوق طيله عمرها..
لا يصدق انها تلك التي راها منذ ما يقارب شهر، لا يصدق أنها تلك التي نعتته بالمتخلف!
لا يصدق أن الظروف قادته إليها، وقادتها إليه، لقد كان يفكر فيها ولكن لم يعتقد أنه قد يراها مرة اخري وخلصة بهذه السرعة..
او يراها في هذا المكان بالتحديد..
اخرجته من افكاره وشروده وهو يسمعها تقول:
_ ما قلتش يا بابا مين اللي هيشتغل تحت أيدي في المشروع
ادهم: الموضوع مش تحت ايدك..
_ يعني إيه أنت عايز تقول أن أنا هشتغل تحت قيادته..
_فعلا ده اللي أنا عايز اقوله..
_ ما اعتقدش ان الموضوع ده هينفع معايا يا باشمهندس، فاعتبرني بعتذر عن المشروع من أساسه
_ليه يا دانا بتقولي كده
_كل اللي في الشركة عارفين دماغي ف..
_ لو هو مش من الشركة
_ قصدك تقول أن حد انا ما اعرفوش
هز رأسه بموافقة فقالت
_تمام يا ادهومي على حسب هو مين
أتاها الرد من ذاخر الذي كان يستمع لها بمزيج من الدهشة والاعجاب وهو يقول:
_ انا
دانا التفتت وهي تقول: حصلنا الرعب مين انت...
لكنها ابتلعت باقي كلامها وهي تقول:
انت؟!
ذاخر: بعينه المتخلف.
بهت وجهها، وفغرت فمها بينما ادهم يتابع ما يحدث بدهشة فلقد حاول مطولا لاقناع ذاخر بقبول المشروع
لانه يعرف مكانته، وخاصة في هذا النوع من التصميم، حتي انه عرض عليه شراكة من الباطن..
ولكنه لا يعرف من أين يعرف أبنته؟ ولكن من رده عليها ادرك ان ابنته اطلقت عليها لسانها..
وها هي تكمل بسرعة ريختر وكأنها زلزال:
_انا مستحيل اشتغل مع الراجل ده
_ اسمي زاخر
_شيء ما يخصنيش
رفع حاجب واحد وكانه ينتظر
ادهم: في أيه يا دانا اهدي ايه اللي حصل لده كله
_ ده انسان مش مسؤول ما بيقدرش ظروف الناس، اكيد مش هيعمل معايا حاجه، مش هستفيد منه بحاجه..
ابتسامه زاخر وهو يجلس على ذلك المقعد، يضع ساق فوق أخرى فلقد انتهى الشراكة بينه وبين ادهم البيهي منذ لحظات، وكلام ابنته أي ان يكون لن يجدي نفعا
ولكنه سيحجمها، سيخرجها من ذلك المشروع كله أن زادت حرفا آخر..
أدهم: دانا ولا حرف زيادة
بالفعل أغلقت فمها وهي تنظر والدها بغضب مكبوت فسأل:
_ أنت تعرفي زاخر مين ومنين؟!
_أنا ما اعرفش اسمه ايه..
_يبقى أعرف، عشان تتكلمي بصورة لائقة مع الانسان اللي هتشتغلي معاه.
نظرت لوالدها الذي رفع حاجبه وكأنه يتحداها أن تراجعه في الكلام وهو يقول:
_ زاخر مهران..
الدهشة على وجهها كانت تعني أنها تعرف الإسم، نظرت له بتشكيك كأنها لا تصدق أن هذا الشخص الغير مسؤول هو نفسه ذلك المصمم الماهر الذي اخذ سيط عالميا
وله شركة في أحد الدول الأوروبية بالإضافة إلى أنه يملك فرع في أمريكا
زاخر: القطة أكلت لسانك
_ لا القطة ممكن تاكل لسانك أنت لكن ما تاكلش لساني، ده ما يمنعش أن أنت مش مسؤول..
زاخر: أنا
دانا: أيوة طبعاً ركنت عربيتك قدام عربيتي، كنت سبب في تعطيلي وانا ورايا مشروع مهم..
زاخر: وأنت ما توسطيش لسانك اللي زي المبرد، وفوق من كل ده نعتيني بالمتخلف.. انا ما بعديش، بس وقتها انت خدتي عربيتك ومشيتي..
_ المفروض كنت استنا
_ مش وقته، الوقت أنت هتشتغلي تحت أيدي بينا شراكة من باطن بس الشغل ده هيخصني، لو عايزة تتعلمي طريقة جديدة هتتعلمي تسمعي وتسكتي وتعرفي انك بتشغلي معايا، ما بيقبلش الأهانة ما بيقبلش الغلط..
_ مش عايز أشتغل معاك من اصله
_هكون شاكر ليك، وده شيء يخصك كل اللي والدك عاوزه انك تتعلمي شيء جديد، ده لو فعلا بيفكر انك تقودي الشركة دي بعد كده، بس الظاهر أن أنت متهورة أكثر من انك تفكري بعقلك وفي مستقبل الشركة..
كان يرد لها الإهانة بطريقة أخرى وهي نظرت له بصدمة، لم تتوقع ان يقولها، في وجهها ولذا نهضت من مقعدها وهي تقول:
_ بعد اذنك يا بابا انا في مكتبي وبما انك تعاقدت فغلا مع حضرته يبقي حضرتك اللي هتشتغل علي المشروع ده بعد اذنك..
ابتسمت لزاخر ببرود يوازي محيط القطبين وتركته لتخرج
ادهم: انا مش عارف اعتذر لك ازاي
_ ما فيش حاجه تساهل اعتذار بنتك متهورة أوي بس شخصية قوية انا بحب النوعية دي
_أفندم..
_ اقصد في الشغل في الحياة..
النظرة التي راها ادهم في عيني زاخر والتي خاص بها ابنته جعلته يفكر فعليا بان لا يجعلها تعمل معه..
هو لم يولد بالأمس لقد رأى الكثيرات، ربما كان مثل زاخر يوما ما ولكن من في الميزان الآن ابنته..
فلترحل الشركة إلى الجحيم ولينتهي هذا المشروع قبل أن توضع أبنته في ذلك المفترق..
تحت نظرات صياد كان هو مثله في زمن آخر..
❈-❈-❈
أما هناك كانت تحاول أن تكسر ذلك الحاجز، الذي وضعه بينهما طيلة اليوم ولكنها لم تستطيع..
كادت أن تخرج من مكتبه، بينما أوقفها وهو يضع القلم من يده:
_أستني
ابتسامة أشرقت على وجهها، وهي تنظر له بأستفسار، كأنها تتوقع انه سيتناسى ما فعلته في قاعه التمرين، سيتناسى انها لم تهتموا لنظرو الغيرة في عينه...
فهي قبل الجميع تعرف أنه لا يقبل أن تقترب من أي أحد حتي لو كان إبنه... طال الصمت حتى قالت:
_ ايوة يا قلبي..
نظر لها بحاجب مرفوع كانه يواري غضبه وغيرته وقال..
_لا يا حلوة قلبك هناك في قاعة التمرين..
ضحكت بصوت مرتفع وهي تنظر له بحاجب مرفوع كأنها تقلده بينما هو قال:
_ معزومين على العشاء عند عادل
_ خير، ليه مش بعادة يعني..
_ ما اعرفش، اتصل ومصمم أن أحنا نيجي..
_ وانت عايز تروح
_ مش مهم أنا عايز إيه، المهم أعملي حسابك..
_ يعني هروح معاك، نتعشى وأنت ما بتكلمنيش
نظر لها فقالت:
_ تمام هكون جاهزة
❈-❈-❈
وها هو يقود السيارة، وهي تجلس بجواره..
دخل الى حيث ڤيلا عادل عبد الله ولكنه لم يتوقع أنه عندما يطرق الباب، ستفتح له تلك المتهورة أوديل التي لم تخجل من أظهار أعجابها به من قبل
ولكن ما ان رأته حتي أبتسمت له وهي تمد يدها وتقول:
_ مرحبا أيها الوسيم لقد أشتقت إليك
نظرت لها سهام وعينها تطلق حمما ولكنها لم تنطق حرف
احمد: مرحبا بك
اوديل وهي تستبقي يده في يدها رغم محاولته ان يتركها بزوق، لكنها قالت:
_لم أكون أعرف إنك ستأتي اليوم إلينا ايها الوسيم..
كادت أن تقترب منه، بينما نظرت لها سهام بصدمة وله بغضب وهي تقول:
الن تقولي لي مرحبا أنا الأخرى
_ اهلا بك مدام
_حسنا يمكنك أن تتركي يده..
_ماذا
_ كما سمعتي بالإضافة إلى أن تنزلي عينك من عليه، قبل أن افقاها لك
فغرت اوديل فمها وهي تنظر الي سهام بعدم تصديق لكن سهام قالت:
_كما سمعت يا ايتها الجميله
_ حقا ترين اني جميله ولكني لا اعرف إن كنت ستوافقي ام لا
_ علي ماذا
_ علي انا اشاركك في هذا الوسيم لقد قرات كتيرا وعرفت أن هناك تعدد في، دينكم..
كان عادل يقترب وهو ينظر لأخته بصدمة، والي سهام باسف ولاحمد بخجل..
ام سهام قالت: عن أي تعدد تتكلمين ايتها الغبية، انا التي سوف أقوم بالتعديد عليك ان لم تغربي عن وجهي الآن...
عادل: انا اسف
سهام: اسف على ايه؟ شيل اختك من قدامي، بدل ما افصل لك راسها الجميله عن جسمها الاجمل
اوديل: لما لا نتكلم بتحضر
_ لما لا تغربي عن وجهي..
_انا أحاول أن أفهم ماذا يري فيك ليتزوجك وايضا لا اعرف كيف أحبك اخي من قبل؟!
بهت وجه عادل ام احمد الذي، كان يتسلي، بغيرة سهام ويشعر بالمرح أصبح وجهه مكفهر..
سهام بغضب وإندفاع مرة واحدة قالت:
_ عن أي شيء تتكلمي أيتها الغبية من أين لك بهذا الكلام، الذي لا اساس له من الصحة..
_ حقا الم يطلب منك الزواج من قبل وتصارع هو وأحد اصدقائه ليتزوج منكي ثم أتى هذا الوسيم ليفوز بك الم يكن..
تكلمت سهام بالايطالية...
_ الا تملكين بعض من العقل ما الذي تتكلمين عنه؟ الا تحترمي صاحبة البيت الذي تعيشين فيه الا تظهري بعد الاحترام لالينا ان بكلامك التافه الذي انتهى من قبل ان يبدا تجرحينها..
_لكنها تعرف كل شئ
_ لكنك لا تعرفي شئ وان اخاك الذي تتكلمين عنه أن نظر لي بطريقة لا تعجبني لن يرف لي جفن وانا انهي حياته
_ لما هل انت من المافيا؟!
_ شيء من هذا القبيل وقبل ان تفتحي فمك لتتكلمي عليك ان تفهمي أن كلامك قد ينهي علاقات تعادل زمنا ..
_انا
_أنت تافهة لا تفهمي معني كلامك الذي لا أساس له عادل يعشق إلينا ولو رجع به الزمن سوف يتزوجها مرة اخري..
_أعلم
_تعلمي إذا لما كلامك السفيه؟!
_لتقبلي ان يتزوجني..
اغلقت كفها وهي تنظر لها بغضب وألتفت إلي أحمد الذي يسيطر علي غضبه باعجوبة، لتتعلق في ذراعه وهي تقول: ياله؟
عادل: انا..
سهام: ولا كلمة
امجد: بس انا محتاج اتكلم...
التفتت له وهي تحمل مزيج من الغضب والامبالاة...
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نورا محمد علي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية