-->

رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 24 - 2

 

رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني



رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل الرابع والعشرون

الجزء الثاني


العودة للصفحة السابقة

❈-❈-❈



بعد مرور حوالي أربعة أيام ،داخل مبني جهاز المخابرات 

كان يجلس داخل مكتبهُ الخاص يتفقد أحد الملفات الهامة، استمع الى رنين هاتفه،ترك ما بيده وأمسك الهاتف لتفقد المتصل،ابتسم وتهللت ملامحهُ عندما رأى نقش إسم غاليتهُ العنيدة،حيثُ تركها طيلة الأيام الماضية دون مهاتفتها يومياً كعادتهُ وأكتفي بالإتصال بليالي للإطمئنان علي كلتاهُما وذلك كي يُلقنها درسها بالتجاهل التام وقد إستوعبتهُ بالفعل،حيث فهمت المغزي من عقابهِ لها وأيضاً تداركت خطأها عندما أعادت تذكُر الموقف وفكرت بمنطقية بعيداً عن التحيُز وشخص مليكة،فحينها شعرت بذنبها وما كان يجب لها التدخُل ولا إحتدامها بذاك الشكل عليها،مع إحتفاظها ببغضها لمليكة الذي زاد بفضل ما حدث لها من والدها وجدها 




كانت تُريد مهاتفتهُ عن طريق تطبيق الفيديو كول،فضغط زر الرفض وضغط من جديد مكالمة صوتية إكمالاً لخطته فتنهدت هي بأسي وأستقبلت المكالمة قائلة بنبرة خافتة: 

-إزيك يا بابي




إزيك إنتِ يا أيسل...هكذا حدثها بجمود فحزن داخلها وتحدثت بنيرة متألمة: 

-بابي إنتَ وحشتني قوي




إبتلع لُعابهُ وشعر بوخزة بصدرهِ فور إستماعهِ لنبراتها المتألمة لكنه فضل الصمت لتُخرج كل ما بقلبها،فاسترسلت بعد صمته بما جعلهُ يتألم ويرفع الراية البيضاء: 

-ممكن تكلمني فيديو كول،أنا عاوزة أشوفك علشان وحشتني




إنخلع قلبهُ عليها وتحدث بنبرة خافتة: 

-هكلمك فيديو حالاً


أغلق المكالمة وزفر بقوة ليُخرج من داخل صدرهِ تلك النار التي إشتعلت لأجل صغيرتهُ،ضغط من جديد علي الإتصال فتحت الكاميرا ونظرت لهُ بنظرات متشوقة وباتت تتطلع علي عيناه وملامح وجههُ بتلهُف يدل علي مدي عشقها لأبيها ثم تحدثت بنيرة حنون: 

-وحشتني يا بابي


أجابها بنبرة جادة: 

-إنتِ كمان وحشتيني 


تنهدت وبدأت تتحدث قائلة: 

-أنا عارفة إن حضرتك زعلان مني،وبجد أنا آسفة لأني خذلتك،

واستطردت شارحة:

-لما قعدت مع نفسي وفكرت في الموضوع إتأكدت إني كُنت غلط واني وجعتك،فانا بجد أسفة واوعدك ان دي هتكون آخر مرة أخليك تحس بالخجل من تصرفاتي،ووعد هخليك ترفع راسك وتتشرف بيا زي ما طول عُمرك بتعمل،بس ارجوك سامحني وما تزعلش مني



تنهد براحة وتحدث بعيناي تشعُ حناناً: 

-إوعي تفتكري إن اليومين اللي فاتوا عدوا عليا سهل يا أيسل، ربنا يعلم أنا اتألمت فيهم قد إيه،بس كان لازم يحصل كدة علشان تقَدرِي حجم غلطتك


واسترسل بإبانة: 

-واوعى الشيطان يصور لك إن أنا عاقبتك علشان خاطر مليكة ولا نصفتها عليكِ؟ 

أنا عملت كدة علشان خاطر بنتي لأني عاوز أشوفها أحسن الناس ودايماً أفتخر بيها 


واسترسل بحنان: 

-أنا ما عنديش أغلي منك إنتِ وأخواتك،ولازم تكوني متأكدة إني مهما حبيت ناس حواليا،عُمر غلاوتهم في قلبي ما هتوصل لغلاوتكم،وانت بالذات ليكِ غلاوة ومكانة خاصة في قلبي،ده أنتِ اول فرحتي يا حبيبتي،ده غير إنك بنتي الوحيده



ابتسمت وتحدثت وهي تُحرك رأسها بدلال علي أبيها:

-ده لحد الوقت بس يا سي بابي،لكن أكيد لما مِسك هانم تيجي هتحبها وتفضلها عليا



قهقه بشدة وتحدث بنبرة ساخرة:

-إنتِ فعلاً هتغيري منها يا سيلا،ده الفرق بينكم عشرين سنة، يعني هتعامليها علي إنها بنتك وحبيبتك مش بس أختك


واسترسل مهموماً بما جعلها ترتعب:

-طب تعرفي إنها صعبانة عليا جداً،يا عالم هعيش لها وهربيها وتدوق حنان أبوها زيك ولا هتتربي يتيمة 


بعد الشر يا بابي،إوعي تقول الكلام ده...هكذا نطقت بارتعاب فتحدث هو:

-حاضر يا سيلا هانم،مش هقول كدة تاني،بس إنتِ كمان إوعديني إنك ترجعي بنتي حبيبتي اللي طول عمري بفتخر بيها قدام الناس


أومأت وأجابتهُ بطاعة: 

_أوكِ يا بابي


ثم استرسلت بحبور ونبرة مليئة بالحماس:

-أنا عايزة أتكلم معاك كثير قوي،عاوزة أحكي لك عن اللي حصل في الكلية من وقت ما رجعت


واسترسلت وهي ترفع قامتها بتفاخر مُفتعل: 

-عاوزه أحكي لك عن إنجازات بنتك اللي هتبقي أعظم دكتورة في الشرق الأوسط كله 


ضحك بسعادة علي حماسها وتحدث مداعباً إياها: 

-في الشرق الأوسط بحاله،طب قولي إسكندرية تبقي مقبلولة


بكرة تشوف يا بابي...هكذا نطقت بتحدي،استمع الى دقات فوق الباب فتحدث قائلا بنبرة عالية:

-أدخل


فُتح الباب ودخل منه ذاك الكارم بطولهُ الفارع وملامحه الجذابة مُمسكاً بإحدي يداه مَلفاً باللون الأزرق،وتحدث بنبرة عملية:

-حضرتك فاضي يا فندم؟ 



أومأ لهُ ثم أشار للمقعد قائلا: 

-ثواني وهكون معاك


تحرك وجلس بالمقعد المقابل للمكتب وتحدث ياسين من جديد الى ابنته: 

-طب يا حبيبتي هسيبك علشان عندي شُغل ونكمل كلامنا بعدين


وافقتهُ بسعادة وهتفت بنبرة حماسية: 

-إتصل بيا ضروري أول ما تبقي لوحدك،علشان أحكي لك عن إنجازات بنتك زي ما قولت لك 


أجابها ضاحكاً: 

-شوقتيني 


بحبك يا بابي...قالتها بنبرة رقيقة وعيناي لامعة من شدة سعادتها فتحدث بابتسامة وهو ينظر إلي كارم ويهز رأسهُ باستسلام: 

-خلاص بقي،عندي شُغل قُلت لك 


مطت شفتيها بأسي مُصطنع فاسترسل ضاحكاً: 

-انا مش قد لوية البوز دي، 

واسترسل بحنو لإرضائها: 

-وأنا كمان بحبك يا ستي


إنفرجت اساريرها من جديد: 

-باي باي يا حبيبي


إبتسم لها وأغلق الكاميرا ثم تحدث بإيضاح إلي كارم: 

-معلش يا كارم،إنتَ عارف بقي البنات ودلعم 


ربنا يخليها لجنابك يا أفندم...هكذا نطق بملامح وجه جادة 


هز ياسين رأسهُ ثم سألهُ بجدية: 

-جبت لي المعلومات اللي طلبتها منك؟


أمسك الملف الموجود أمامهُ وناولهُ إياه قائلاً بثقة: 

-حصل يا باشا،كل المعلومات في الدوسيه ده 


تناول منهُ الملف وبدأ بتفقدهُ بعناية وبدأ يتناقشان ويتابعا عملهما


❈-❈-❈ 


بعد مرور حوالي إسبوعان 


داخل إحدي المطاعم الفاخرة بدولة ألمانيا

دلف إيهاب يتفقد المكان بعيناي كالصقر لأخذ الحيطة وضمان أمانهُ،يستبق بخطواته ليالي وأيسل اللتان تتحركان خلفهُ بقامة مرفوعة وخطوات متناسقة بكبرياء،يليهما رجلان آخران من أكفئ الحرس لتأمينهما 



تحرك إلي إيهاب الموظف المسؤول عن الحجز وأشار بيده إلي الطاولة التي إحتجزها لهما إيهاب مسبقاً،سحب إيهاب أحد المقاعد وأمال برأسهِ بإحترام وتحدث إلي ليالي: 

-إتفضلي يا هانم 


أومأت لهُ وجلست بكبرياء ونظرت تتطلع أمامها وتتفقد الحضور بتعالي 


سحب الموظف المسؤل مقعد أيسل وجلست هي الاخري،تحدث إيهاب وهو ينسحب إلي الطاولة المجاورة التي سيجلس عليها هو وزميلاه: 

-سهرة سعيدة يا أفندم،لو سيادتكم إحتجتم أي حاجة أنا موجود 



أشارت لهُ ليالي وتحدثت بنبرة ودودة: 

-أوك يا إيهاب 


تحرك إلي زميلاه وأشار لهما ليجلسا ولكن ضل ثلاثتهم يتفقدوا المكان لاخذ الحيطة،جاء النادل إليهم ودَوَنْ بقلمه إختياراتهم من قائمة الطعام وكذلك أيسل وليالي التي تحدثت وهي تتطلع إلي المكان حولها برضا: 

-المكان هنا حلو أوي وشيك،حتي الزباين شكلهم من صفوة المجتمع 


صدقت أيسل علي حديثها وأردفت بتأكيد: 

-عندك حق يا مامي، 


وأسترسلت بنبرة حماسية: 

-أنا هكلم بابي وأخليه يجيب حمزة معاه علشان يقضوا معانا كام يوم وبالمرة نروح البارك اللي فتح في المنطقة جديد  


أومأت ليالي وتحدثت:

-ياريت يا سيلا،حمزة وحشني أوي ونفسي أشوفه 


وأسترسلت متسائلة: 

-بس تفتكري بابي هيوافق ييجي


أجابتها أيسل:

-أكيد هيوافق،هو قالي من يومين إنه هيحاول ياخد أجازة كام يوم وييجي يقضيهم معانا


ضلتا تتحدثتان حتي جاء إليهم النادل وأنزل الطعام ورصهُ فوق الطاولة برتابة،باشرتا تناولهما للطعام بشهية عالية وذلك لمذاقهُ الطيب 



كانتا تتناولتان الطعام وهما تتبادلتان الأحاديث،إقتربت منهما سيدة بمنتصف العقد الثالث من عُمرها،تتحرك بثبات ويبدو من هيأتها المتألقة أنها من الطبقة الأرستقراطية التى تنالُ إستحسان ليالي وتُبهرُها،وذلك من ثيابها وحِذائها ذوات الماركات العالمية باهظة الثمن  



نظرت لكلتاهما بإبتسامة مُشرقة وتساءلت مستفسرة: 

-مساء الخير،حضراتكم مصريين؟ 


ما أن نطقت كلماتها حتي وجدت الثلاث رجال يحاوطوها وهم يحجبوا رؤيتها لكلتا الجالستان،مما جعل المرأة تتراجع إلي الخلف فزعة جراء المفاجأة 


تحدث إيهاب متسائلاً بنبرة حادة باللغة الألمانية: 

-ما الخطب سيدتي؟ 

ماذا تريدين؟ 


بالطاولة الخلفية،وقفن ثلاث سيدات كُن مرافقات لتلك الجميلة الراقية ينظُرن ويترقبن الوضع وهُن واضعات كفوف ايـ.ـاديهن فوق أفواههنَ بصدمة وذهول 



هتفت السيدة سريعً بنبرة تبدو مُرتبكة:

-هو فيه إيه لكُل اللي حضرتك عاملة ده؟

وأكملت بإيضاح مُرتبك:

-أنا مصرية وسمعت الهوانم بيتكلموا مصري فحبيت أتعرف عليهم مش أكتر 



هتف إيهاب سريعً برفضٍ تام وذلك بناءاً علي أوامر ياسين المُشددة لهُ:

-أسف يا أفندم،الهوانم مابيتعرفوش علي حد 



تحدثت ليالي إلي إيهاب بنبرة هادئة: 

-سيب الهانم تقعد وأرجع كمل أكلك إنتَ ورجالتك يا إيهاب 


نظر إليها وتحدث بإحترام: 

-إسمحي لي يا هانم ياسين باشا لو عـ... 


لم يستطيع إكمال جُملتهُ حيث هدرت به ليالي قائلة بمقاطعة صارمة: 

-إيهاااب،خد رجالتك وإتفضل علي تربيزتك 



تسمر بمكانه فـ رمقتهُ بنظرة تحذيرية،بالفعل تحرك مجبراً بعدما أشار إلي رجالة بالعودة إلي الطاولة الخاصة بهم ولكن مع وضع الإستعداد والترقب التام 


تحدث أحد الرجال ويُدعي عصام متسائلاً بنبرة يشوبها القلق: 

-إنتَ هتسيب الست دي تتكلم معاهم بجد يا إيهاب؟ 

واسترسل بتوجس: 

_الباشا لو عرف هنتبهدل 


زفر بضيق وأجابهُ:

-كنت عاوزني أعمل إيه قدام إصرار الهانم وكلامها؟ 



أما عند ليالي،تحدثت السيدة بنبرة خجلة: 

-أنا شكلي عملت لكم مشكلة 


إبتسمت لها ليالي وتحدثت وهي تُشير بكفها في دعوة منها للجلوس: 

-ولا مشكلة ولا حاجة،ده العادي بتاعنا،إتفضلي إقعدي 



سحبت المرأة مقعداً وجلست برُقى تحت إمتعاض أيسل وإستيائها من تصرف والدتها الأرعن والغير محسوب،وتيقنت أنه سيخلق بينها وبين والدها مشكلة بالتأكيد  



تحدثت المرأة بنبرة إستفسارية: 

-شكلك كدة بنت مسؤل مهم؟ 


نظرت إليها وأردفت مصححة بنبرة دُعابية: 

-زوجة رجُل مُهم 


رفعت المرأة حاجبها بإستحسان وتحدثت بتفهم: 

-علشان كدة 

واسترسلت وهي تخبرهم عن حالها بتعريف: 

-خديجة الراوي،من القاهرة،ومستقرة هنا في ألمانيا من سبع سنين 


إبتسمت لها ليالي وتحدثت وهي ترفع قامتها لأعلي: 

-ليالي العشري،من إسكندرية،جوزي ماسك منصب مُهم جداً في البلد 


ثم حولت بصرها وأشارت إلي إبنتها الجالسة بإمتعاض وأكملت وهي تقدمها للسيدة بتفاخر: 

-ودي بنتي،دكتور أيسل المغربي،بتدرس الطب هنا في جامعة هايدلبرغ 


نظرت المرأة إلي أيسل وتحدثت بإستحسان: 

-هاي أيسل



أردفت أيسل وهي تبتسم إلي تلك الدخيلة بزيف:

-هاي


نطقت المرأة قائلة وهي تنظر خلفها لصديقاتها اللواتي أقمن بالتلويح بأياديهن إلي ليالي في إشارة منهن بالترحاب بها، وتبادلت تلك البلهاء الإشارة معهُن: 

-دول صحباتي،وعلي فكره،إحنا عاملين دايرة أصحاب هنا مكونة من بعض الستات اللطيفة،وكلهم مصريات وعرب ودايماً بنيجي هنا وكمان بنعمل تجمعات عند بعض نروق فيها علي نفسنا 

وأكملت بإبتسامة : 

-هنكون سعداء جداً لو إنضميتي إلينا


دون تردد أو تفكير إبتسمت ليالي وتحدثت بإندفاع: 

-أكيد طبعاً يشرفني 


سعد داخل المرأة كثيراً وهتفت وهي تُشير إلي هاتفها متلهفة: 

-طب إديني رقم تليفونك علشان أسيفه عندي وأكلمك ونتفق 




نظرت أيسل إلي والدتها وهزت رأسها لتنبهها علها تستفيق وتنتبه إلي الكارثة التي ستفعلها،ولكن دون جدوي،تجاهلت ليالي نظراتها التنبيهية وأمسكت هاتفها وأزالت كلمة السر، وناولته إلي السيدة التي إلتقتطة بنشوة ودونت به رقم هاتفها وضغطت زر الإتصال ليصلها رقمها 


ثم تحدثت بإبتسامة مُشرقة وهي تناولها الهاتف قائلة: 

-هكلمك ونتفق علي ميعاد علشان نتقابل وأعرفك علي باقي الشِلة 


وهبت واقفة ونظرت إلي أيسل وتحدثت وهي تنسحب: 

-فرصة سعيدة يا أيسل 



أومأت أيسل لها بإبتسامة مزيفة وأردفت: 

-أنا الأسعد حضرتك 


لوحت المرأة بكف يدها إلي ليالي قائلة بنبرة ودودة: 

-باي باي يا لي لي 



إبتسمت ليالي بسعادة وعادت تلك الخديجة إلي طاولتها،وعلي الفور هتفت أيسل بنبرة معاتبة والدتها: 

-إيه اللي عملتيه ده يا مامي؟ 

واكملت بتوجس: 

-يكون في علمك،بابي مش هيسكت علي اللي حصل ده 



تحدثت ببرود ولا مبالاة: 

-وبابي إيه اللي هيعرفه يا سيلا؟ 


لوحت برأسها بإتجاة الباب الرئيسي للمطعم وأردفت قائلة: 

-بصي وراكي وإنتِ تعرفي 


بالفعل إلتفت ليالي بجسـ.ـدها قليلاً لتري إيهاب وهو يقف خارج الباب ويتحدث عبر هاتفهُ،تنهدت بأسي وظهر علي ملامح وجهها علامات الإستياء،ثم زفرت بقوة وأردفت تلوم حالها: 

-غبية يا لي لي،المفروض كنت نبهت عليه مايبلغش ياسين باللي حصل 



إبتسمت أيسل بإستخفاف علي تفكير والدتها الساذج وتحدثت ساخرة: 

-ده علي أساس إن إيهاب كان هيسمع كلام حضرتك فعلاً ! 

وأسترسلت موضحة: 

-ده مش بعيد اصلاً يكون بابي معين مراقبة علي إيهاب ورجالته نفسهم

  


وأكملت بفخر: 

-حضرتك متجوزة ياسين المغربي لو مش واخدة بالك 



تنهدت ليالي فهتفت أيسل بتبكيت: 

-ثم إيه اللي حضرتك عملتيه ده ! 

إزاي تدي تليفونك للست بالشكل ده؟! 


هتفت ليالي بطريقة حادة: 

-سيلا من فضلك،أنا مش عيلة صُغيرة علشان تتكلمي معايا بالإسلوب ده 


أردفت الصغيرة قائلة بأسف وهي تنظر للأسفل: 


Sorry _ 


أما ياسين،فكان يجلس فوق الأريكة المتواجدة داخل الجناح الخاص به ومليكته،فارداً ظهرهُ ومستنداً به علي ظهر الأريكة، ممسكً بأحد كف يداه كُتيباً يتصفح ورقاتهُ ويتمعن بهِ بتدقيق،أما اليد الأخري فكان يضعها علي رأس تلك المتمددة وتضع رأسها فوق فخدهِ،تخللت أصابعهُ شعرها المفرود علي كتفيها مما جعلها تغط في ثباتٍ عميق أثر الحنان التي شعرت به وشمل روحها جراء حركات أصابعهُ الحنون وهي تُداعب خصلاتها بمنتهي الرقة 



صدح صوت هاتفهُ مما جعلها تفزع وتنظر للأعلي لتري وجه حبيبها الذي نظر لها وهمس سريعً كي يُطمئن فزعها: 

-إهدي يا بابا ده جرس التليفون 



تنفست عالياً ومال هو عليها بجزعهِ واضعً قُبـ.ـلة حنون فوق مقدمة رأسها وتحدث بهدوء: 

-نامي يا حبيبي 


ثم إعتدل من جديد وسحب هاتفه الموضوع جانباً فوق منضدة صغيرة ونظر في شاشتهِ وجد نقش إسم إيهاب عبدالسلام،  فعلم بفطانته وجود مشكلة حدثت أثناء خروجهم لتناول العشاء مما جعلهُ يضغط علي زر الإجابة سريعاً ويُجيب متحدثً بإختصار:

-خير يا إيهاب،إيه اللي حصل؟ 


أجابهُ إيهاب بإيجاز لعلمه نمط شخصية ياسين التي لا تُحبذ المقدمات:

-الموضوع خاص بليالي هانم يا باشا 

وبدأ سريعاً يقص عليه ما حدث بالداخل مُنذُ قليل مما أثار حفيظة ياسين وجعل كل ذرة بجسـ.ـدهُ تنتفض غضباً


هتف ياسين قائلاً بإستفاضة:

-خلي عينك عليهم كويس أوي يا إيهاب ومتنزلهاش من علي الست دي، وبعد ما تروحوا هخلي الهانم تديكك الفون بتاعها وخلي كامل يفحصه كويس ويتأكد إن الست مشغلتش برنامج تصنت أو تتبع 


وأستطرد بنبرة حذرة: 

-وأول ما توصلوا البيت والهانم والدكتورة يدخلوا الفيلا تبلغني علي طول،مفهوم يا إيهاب؟


أومأ بطاعة قائلاً: 

-أوامر سعادتك يا باشا 



أغلق ياسين هاتفهُ وألقي به جانبً وتحدث بإحتدام: 

-شكلها كدة اللي إسمها ليالي دي مش هترتاح غير لما تجلطني 



إعتدلت مليكة بجلستها ممسكة بكف يده في محاولة منها بتهدأة ذاك الثائر الذي أوشك علي أن يُصاب بالجنون من أفعال تلك البلهاء ناقصة العقل 


تحدثت مليكة بنبرة صوت هادئة: 

-إهدي يا حبيبي من فضلك 



هتف بنبرة حادة وكُل ذرة بجسـ.ـدهِ تنتفض غضباً: 

-إهدي إيه بعد اللي قالهولي إيهاب يا مليكة،دي الهانم بتكسر كلامي بكل جرأة ولا هاممها 



وأكمل بإستشاطةوعيناي تطلقُ شزراً: 

-لا وكُل ده قدام بنتي،بتعلم البنت إزاي تتمرد علي تعليماتي وإزاي تكسر كلمتي قدام رجالتي 


     

ثم هب منتفضاً من جلسته وبدأ يجوب الغرفة إيهاباً وذهاباً واضعاً كف يده علي شعر رأسهِ وسحبهُ للخلف بعنف كاد أن يقتلع جذوره وهتف بعيناي ثاقبة كنظرات الصقر: 

-طيب يا ليالي،حسابي معاكِ لما تروحي


واسترسل بوعيد: 

-قسماً بربي لأندمك علي عملتك دي يا بنت العشري 



كانت تقف ترتجف من شدة رعبها من هيأته شديدة الغضب، فبرغم عشقهِ الهائل لها وبرغم حنانه الذي يشملها به إلا أنها تُصاب بالرعب من غضبه لتحولهُ لشخصٍ اخر لا تعرفهُ 



تحركت إليه ووقفت قُبالته وأمسكت كف يده في محاولة منها لإمتصاص غضبته تلك وتحدثت بنبرة هادئة:

-يا حبيبي أكيد ليالي متقصدش إنها تكسر أوامرك لا قدام سيلا ولا رجالتك،إتكلم معاها بهدوء وإفهم منها وأعرف هي ليه عملت كدة


وأكملت وهي تُربت علي صـ.ـدره بحنو:

-أنا هنزل المطبخ أعمل لك فنجان قهوة يروق لك دماغك  



أومأ لها برأسه عدة مرات متتالية وانسحبت هي إلي الأسفل تاركه إياهُ بحالة مزاجية سيئة،بعد قليل أتت إليه بقدحاً من القهوة وأردفت وهي تناوله إياه: 

-قهوتك يا حبيبي 



تناولها منها بملامح وجه مُبهمة يصعُب تفسيرها، تحرك إلي الشُرفة ونظر منها بإتجاه البحر،وبدأ يرتشف من قهوته علهُ يحاول إصلاح مزاجهُ السئ،وقفت بجانبه تتطلع علي البحر بصمتٍ تام تقديراً وإحترامً لحالته،أخرجهما من صمتهما صوت هاتفهُ الذي صدح معلناً عن وصول مكالمة


تحرك بثبات وظهراً مفروداً لأعلي إلي الداخل،وضع قدح القهوة فوق الطاولة الصغيرة وأمسك هاتفه الموضوع فوق الكومود،نظر به وجدهُ إيهاب الذي تحدث من داخل حديقة المنزل قائلاً بإحترام: 

-ياسين باشا،الهانم والدكتورة وصلوا البيت سعادتك 



هز رأسه وتحدث بهدوء: 

-تمام يا إيهاب،إقفل إنتَ وشدد علي الرجالة ياخدوا بالهم أكتر وشددوا الحراسة  



أجابهُ إيهاب بطاعة عمياء: 

-أوامر جنابك سيادة العميد 


اغلق مع إيهاب وضغط علي نقش إسمها وانتظر الرد 


كانت تجلس بردهة المنزل ومازالت بثيابها،في إنتظار تلقي مكالمته بعدما رأت إيهاب يقف بالحديقة ويتحدث بهاتفه


إستمعت إلي رنين هاتفها فاهتز جسدها وابتلعت لعابها رُعباً بعدما وجدت نقش إسمة علي شاشة الهاتف،ضغطت زر الإتصال وتحدثت بارتياب: 

-أيوة يا ياسين


 يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة روز أمين من رواية قلوب حائرة (الجزء الثاني) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة