-->

غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد اقتباس مقدم

 

رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية




غِنى بيجاد

نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد


اقتباس مقدم
❈-❈-❈

صباحا في منزل المزرعة 
إستيقظت  مبكرا تؤدي فرضها نزلت للاسفل تستنشق رياح الزهور المنعشة فجأة توقفت أمام إحداهما النافذة

اظلمت عيناه وثار قلبه على عقله فأصبح آلان يعترف لنفسه إنها وحدها هزت عرش قلبه... تحرك سريعا حيث وقوفهما 
- إيه اللي جابك هنا ياماسة 

ورغم ذهولها من وجوده في ذاك الوقت بالقاهرة إلا إنها التفت
تطالعه بعينان يفيض منهما الحب 

- بيجاد رجعت إمتى أنا سألت خالي عليك وقال قدامك يومين 
تحرك من أمامها حتى وصل لغنى التي أظلمت عيناها عندما وجدت تلك الجميلة تحاوط ذراعيه...ولكنها اعادته لإنتقامها منه 

وقف يطالعها غِنى بإشتياق 
- إيه اللي لمكم على بعض...وبعدين كل واحدة فيكم في كلية 

ارجعت غنى خصلاتها للخلف وابتسمت بسخرية ثم قالت بهدوء مفتعل 
- معرفش قريبتك كانت بتسأل عليا في الجامعة وبعدها جاتلي هنا ..فحبيت  اشوفها عايزة إيه  ثم أقتربت منه ورفعت يديها تمسك زر قميصه المفتوح وقامت بإغلاقه... ثم رفعت رأسها تنظر في عينيه لترى ردة فعله من فعلته... فهي آلان تنتقم برغبة وحشية ولا تعلم النار التي تتلاعب بها ستحرقها بالكامل 

❈-❈-❈

تفاجئ من فعلتها حينها شعر برعشة خفيفة أصابته ورغم عنه وجد نفسه ينزل لمستواها ولم يفصل بينهما سوى أنفاسهما 
وأردف عندما تقابلت النظرات: 

- لوعجبك معنديش مانع افضل قافله كدا على طول... قالها حينما تمركزت  عيناه على شفتيها وتملك منه الشوق أن يتذوقها 

بعد إسبوع 

بمدينة فرنسا 

قامت بفتح الباب 
ذُهِلت بمن يقف أمامها بطوله الفارغ وهو يطالعها بدهاء.. وإمتقع لونها بشدة وانسحبت الدماء من أوردتها

اردفت بشفتين مرتعشتين 
- جواد!! 

كان يستند بجسده على الجدار.. مط شفتيه... وأقترب وهو يعقد ذراعيه 

- عاملة إيه يابنت عمتي... قالها  يراقب حالتها بأعين ثاقبة 
آجابته وهي تفرك يديها... 
- الحمدلله 
لم تكد تكمل حديثها إذ خرجت والدتها وأردفت متسائلة 

- مين ياأمل 
ظهر جواد من خلفها بجواره بيجاد الذي يقف يضع يديه ببنطاله 

رفعت أمل نظرها لبيجاد  وأردفت 
- إنت!! 
ابتسم بسخرية وأردف 
- أهلا إستاذة أمل...شوفتي الدنيا ضيقة إزاي وتقابلنا تاني...  بس ماكنتيش تعرفيني أنك قريبة حضرة اللوا ياشيخة وإننا بلديات 

شهقت أشجان 
وقفت وهي تضع يديها على فمها من الصدمة من ظهور جواد المفاجئ بعد تلك السنين...  وتحول  وجهها ليوازي شحوب الأموات 

إقترب جواد وهو يحاوطها بنظراته 
- عاملة إيه ياعمتو 

بالقاهرة 
- أمسكت صورته وهو يضم إحدهما بأحضانه... ترقرق الدمع بعيناها 
- أمسكت الهاتف بأصابع مرتعشة كحال قلبها حينها شعرت بإنسحاب روحها 

ترنح جسدها وأحست أن ساقيها فقدت القدرة على حملها  

فجلست وكأن غصة أحكمت مجرى تنفسها  وكأنها لم تشعر بمن حولها الإ من تلك الصورة التي أوضحت إحداهن بأحضان زوجها 

آهة خفيضة تحررت من بين شفتيها عندما وضعت يديها المرتعشة على فمها 

دلف عز الذي وصل حيث وقوفها ينظر بتمعن لحالتها ووجهها الذي تحول لونه 

اقترب عز وأردف متسائلا 
- فيه حاجة ياطنط..؟ 

سكنت لثواني حتى تستعيد أنفاسها...ثم أطبقت جفنيها... واتجهت بنظرها إليه تبتسم و أمأت رأسها وأجابته: 

- كويسة ياحبيبي... إنت عامل إيه دلوقتي 

إستندت برأسها على المقعد بجوارها عندما شعرت بألما ينخر قلبها 

تذكرت تغيّره منذ فترة وإبعاده عنها في تلك الفترة 

جلس عز أمامها على منكبيه 
- طنط غزل إيه اللي حصل 



❈-❈-❈ 

وصلت رُبى تنظر لوالدتها  وتسائلت

- مامي فيه إيه مالك 
هزت رأسها وتحدثت بصعوبة
- أنا كويسة.. بس ممكن يكون ضغطي نزل شوية... 

ثم رفعت نظرها لعز الذي يحاوط إبنتها بنظراته 
- تعالي ياحبيبي هنا علشان تاخد الحقنة 

كعاصفة تتعثر برياحها الهوجاء تهاوى على المقعد ينظر بحزن للتلك التي جافته للأبد 

ثم أومأ برأسه وجلس بجوارها يعطيها أدويته 
قامت بقياس ضغطه 
- الضغط كويس ياعزو... والحمد لله بدأت تتعافى أهو 

لم يكن يستمع إليها 

كل مايؤرق روحه أكثر إشتياقه الجارف لها لمتيمة قلبه... الآن لم يشعر سوى إحتراق صدره بالكامل فهاهي أمامه ولكنها بعيدة كبعد الشمس عن الأرض 


كانت غزل تحادثه ولكنه

كان يراقب التي ابتعدت عنهما بهاتفها. هي تتحدث لإحدهما وكأنه لم يعنيها في تلك الأثناء عن غيرها من الأيام السابقة 

ربتت غزل على يديه وتحدثت
- اعذرها يازيزو... الموضوع صعب عليها ياحبيبي برضو... هي بتحبك متخافش واطمن 

اغمض عيناه بقهر وشعر بوخز قلبه فتحدث 

- براحتها ياانطي.. ولو مش عايزاني تاني مش هلومها 

إلتفتت تنظر إليه ومازالت تتحدث بهاتفها 
نظراتها السريعة ضربت قلبه كصاعقة.. عندما إخفت بها لهيب إشتياقها له... لا يعلم بشعورها الآن وهو أمامها تود لو ترتمي بأحضانه ولا تتركه حتى تشبع روحها من إشتياقها له الذي جعلها كوردة في وسط صحراء تحتاج لمن يرويها ويعتني بجفافها

أخيرا أنهت إتصالها وناظرته عندما وجدت انشغاله بالحديث مع والدتها 

كانت تقف تناظره كطفل يبكي بقلب مفطور مليئ بالثقوب من بعده والدته عنه
هذا هو حالها... حقا يشعر بآلامها 

لاتعلم إنه يعاني آلاف المرات مما تعانيه
ولما لا فالحب عندما يخترق القلوب يصبح كسرطان ينخر بالجسد  ولا يوجد الشفاء منه 

وصلت إليهما عندما تغلب القلب عن العقل في غياب عقلها تماما... شعر بوجودها خلفه.. حاول أن يتنفس عندما شعر بإنسحاب الهواء من حوله من رائحتها العبقة التي ملئت رئتيه 

- "عز "
أغمض عيناه... وهزة عنيفة أصابت جسده بالكامل.. وانتفض قلبه متأثرا بصوتها المتناغم بإسمه من بين شفتيها... إستدار بهدوء وشعور فقط يستحوز عليه أن يسحقها بأحضانه... 

هب واقفا عندما وجد دموعها تسيل بغزارة فوق وجنتيها

بمنزل ريان 
وقف أمامها يتحدث بغضب 
- شايف خروجك مع أوس زاد عن حده ياياسمينا... ممكن أعرف نهاية العلاقة دي إيه 

نظرت لوالدتها لكي تنقذه ثم أردفت بتلعثم
- والله يابابي دي صدفة أنا مكنتش أعرف إنه بإسكندرية أصلا 

زفر ريان بغضب ثم رفع يديه واشار بسبابته 
- مفيش مقابلة تاني مع أوس سمعتيني... وممنوع تكلميه... هلاقيها منك ولامن البغل التاني اللي معرفش أراضيه فين   

قالها حينما منحها نظرة صارمة... 

وعايز افهمك ياياسمينا أوس مينفعكيش... حاولي تأقلمي نفسك على كدا 

كأن كلمات والدها كجمرات مشتعلة دلفت لقلبها حتى أصبح يشتعل... أزالت عبراتها ببطئ من حدقتيها وهرولت لغرفتها وهي تبكي بنشيج وقالت بصوت شبه مسموع 
- حاضر يابابي 

إلتفت نغم بنظرات معاتبة 
- ليه كدا ياريان تكسر قلبها 

أعاد شعره المتناثر على عينيه ومرر يديه على جبينه وهو يجاهد ذاك الصداع الذي بدأ يغمره وأردف بقلب أب حزين على فلذة كبده 

- أوس بنت عمه بتحبه.. كفاية عليّا بيجاد وماسة... أنا خلاص تعبت  

بفيلا حازم
جلس بجوار ولده يضمه لأحضانه 
- مش اقدر أقولك إنساها ياحبيبي.. ولا اقدر أقولك دوس على قلبك... بس اللي عايز اكدهولك  
الحياة مابتقوفش على شخص.. ثم أكمل حديثه 
- مينفعش إنك تتجوزها بالغصب... وأنت سمعت وشوفت... بلاش نفرق العيلة ياجواد بسببكم... مش يمكن نصيبك مع حد تاني 

بالجامعة 
جلست تحرك كوبها وهي شاردة... وضعت لبنى يديها على كتفها
- وبعدهالك ياغِنى هتفضلي كدا... مش عايزة تدخلي المحاضرات 
نظرت إليها ودموعها تتساقط رغما عنها
- وحشني أوي يالبنى... تخيلي بقالي أسبوع ماشفتوش ودا وجعلي قلبي أكتر ماهو موجوع 

مسدت لبنى على خصلاتها المتطايرة 
- حبيبتي وانا بقولك لازم تعودي نفسك على كدا... الموضوع صعب أوي... عارفة أنا كدا بوجعلك قلبك بس لازم أفوقك... مفيش حد هيوافق على جنانك دا 

تنهدت بحزن وأردفت بصوتا باكي 
-  مهما تقولي مش هتقنعيني يالبنى.. أصلك ماحستيش باللي أنا حسيته وأنا جوا حضنه... 

تذكرت ذاك اليوم 
كانت تجلس أمام المشفى... خرج وجدها تبكي... ملامحها الجميلة وهي حزينة جعلت قلبه يأن عليها... إقترب وناظرها بإستفهام 

- قاعدة كدا ليه... وليه الدموع الغالية دي 
تزعزت من مكانها بعض الشئ وأشارت بعينها له بالجلوس بجوارها 

ابتسم لها وجلس بجوارها 
خفق قلبه بشدة عندما وجدها مازالت تبكي... رغما عنه رفع يديه وأزال دموعها مع إرتجافة يديه كحال قلبه 

ظلت يداه تلامس وجهها وعيناه تحاوطها 
مع إرتجافة جسده بشعور غريب يجتاحه... 
وجدت تخبط مشاعره عندما تلاقت بعيناه وغرقت به... هو ظنها زوجته وإبنته الغائبة... وهي ظنته كحبيبها الذي تبحث بكل لهفة عنه 

❈-❈-❈ 

بكلية الشرطة 
- جلس ينظر لهاتفه وتلك الصورة التي تزينه... ابتسم عندما تذكر ضحكاتها وحديثها 

فلاش باك
- شكرا ياحضرة الضابط انقذتنا 

ابتسم لها ثم نظر للتي تجاوره تنفخ بغضب 
- ياله يابنتي هنفضل طول الليل واقفين ثم رفعت نظرها لجاسر  وتحدثت 
- عرّف أبو دم خفيف إن غنى مابتسبش حقها...وهولعله في بيته لو عمل كدا تاني  قالتها ثم تحركت 

بسطت لبني يديها 
- شكرا لحضرتك... بادلها سلامها 
- جاسر... أسمي جاسر 

بعد خروجه من كلية الحربية 
ركب سيارته واذ فجأة ينصدم بإحداهما 
نزل سريعا يعتزر
- إنتِ كويسة 
أغمضت عيناها وتمنت أن تُزهق روحها... مازالت تجلس مكانها ولم تجيبه 
نزل ياسين بجسده ليطمئن عليها 
- ياآنسة إنتِ كويسة 

بفيلا المصري 
تتحدث بهاتفها مع إحداهما 
- عرفت هتعمل إيه... 
إياك تغلط... بعد يومين بالضبط لما بيجاد يرجع هبعتلك رقم تليفون اللتنين وتعمل زي ماقولتلك بالضبط... ومتنساش حضرة اللوا  بياخد باله من الصغيرة قبل الكبيرة

يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية تمرد عاشق، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة