رواية جديدة القيصر للكاتبة نهى عادل - الفصل 24
قراءة رواية القيصر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية القيصر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نهى عادل
الفصل الرابع و العشرون
الحياة عندما تكشف أقنعة الناس تكشفها بقسوة .
لدرجة أنك تحتاج وقتًا طويلًا لتستوعب بشاعة الوجه الحقيقي . الذى تقاسمت معه ذكرياتك بشتى أنواعها .
فالحياة مفاجأة قد تأتيك من البعيد .
و قد تأتى من أقرب الناس إليك .
في النهاية ...
ليس هناك أناس يتغيرون بل هناك أقنعة تسقط !!
❈-❈-❈
في مبنى وزارة الداخلية.
بداخل مكتب الرائد سيف كان يجلس على مكتبه ينظر بتمعن الى ذألك الملف بذهول فمنذ حوالى شهر تم القبض على احد الاشخاص بعد ان قامت الشرطة ب احباط اكبر عملية لتهريب الأسلحة
اتسعت عينيه و هو ينظر الى اعتراف ذألك الشخص انتصب واقفا و خرج من مكتبه متجه الى الحجز ذألك المكان المحتجز فيه ذألك المتهم
_افتح الباب يا ابنى
أردف بها سيف الى العسكري الواقف أمام باب الحجز
دلف سيف الى الداخل و لكن جحظت عينيه و تغير ملامح وجه بغضب عندما راي ذألك المتهم تم شنقه.
صرخ في ذألك العسكري من فعل هذا و لكنه اخبره انه لا يعلم، حوله سيف الى التحقيق لمعرفة كيفيه موت المتهم ومن المسؤول عن ذألك، زفر بغضب فهو كان الخيط الوحيد الذي كان سيوصله الى رأس الأفعى المدبرة لكل هذه الصفقات التي تتم داخل مصر.
بينما في ذألك الوقت صدح رنين هاتفه، اخرجه من جيبه و جدها مالكة قلبه هكذا مسجله سيف تغير ملامح وجه من الغضب الى الفرحة و ظهرت ملامح وجه الوسيم قام بالرد قائلا: صباح الخير يا مالكة القلب
خجلت ضحي من كلمته ولم تنطق يسمع فقط أنفاسها
أكمل سيف حديثه بمرح: يعنى متصلة بي علشان اسمع انفاسك و بس
حاولت السيطرة على خجلها قائلة: لا طبعا انا متصل بك علشان ماما عازمك على الغداء لو فاضي
ابتسم سيف قائلا: ولو مش فاضي، افضي نفسي طبعا
وظل يتحدث معها و هى تبادله حديثه.
❈-❈-❈
عصرا
في منزل منة
جلست منال في الردهة تشاهد إحدى مسلسلاتها المفضلة فهي تعشق المسلسلات الهندي امامها قدح من القهوة و طبق بها جميع انواع التسالي من المكسرات وهكذا سمعت رنين جرس الباب نهضت و انتصبت واقفة متجه الى الباب و قامت بفتحه وجدت نادر يقف امامها ممسك بيده باقة من أروع الورود أردفت قائلة: ازيك يا نادر يا ابنى اتفضل ادخل
اجابها نادر بنبرة خجولة: أنا اسف إني جيت من غير ميعاد
_يا خبر، انت صاحب بيت يا ابنى اتفضل ادخل ميصحش نفضل نتكلم على الباب
قال هذا وقامت بغلق الباب بعد ان دلف نادر الى الداخل.
بعد لحظات جلس نادر على إحدى المقاعد المتواجد في الردهة أردفت منال قائلة: تحب تشرب ايه يا حبيبي ولاء اجيب لك فطار الأول
أجابها نادر باحترام قائلا: مافيش داعي انا كنت جاي علشان اخد منه و نخرج نتفرج على محلات الموبيليا
_وماله يا حبيبي بس الأول لازم تشرب حاجة
قالتها منال بإصرار
ابتسم لها نادر قائلا: مادام حضرتك مصممة يبقى قهوة سكر زيادة
بينما في غرفة منة
استيقظت على صوت رنين منبه هاتفها فتحت عيناها ببطء تتمطى بذراعيها نهضت من على الفراش و انتصبت واقفه متجه الى باب غرفتها قامت بفتحه وخرجت تهتف قائلة: فينك يا منال هموت من الجوع الراجل اللي فجأة كده لقيت نفسي متجوزها طلع بخيل تصدقي مهنش عليه يعزمني على حتى على سندوتشـ
و لم تكمل حديثها عندما وجدت نادر يقف أمامها ينظر إليها بغضب ولكن مهلا فقد تحولت تلك النظرة الى اخري
مغرمه بسبب هيئتها تلك التي خطفت لبه قلبه وا طاحت بعقله كانت ترتدي جلباب قصير من اللون الوردي اظهر جمال و فتنه عنقها المرمري و شعرها الحريري مشعث بفوضوية من اثر نومها
ابتلع لعابه ينظر إليها فقط يود لو يذهب إليها و يضمها داخل احضانه يبث لها كم يعشقها
اقتربت منها منال قائلة: مالك يا بت يا منة واقفة كده ليه
_هاااا ولا حاجة
قالت هذا و هرولت الى غرفتها تهرب من عيون نادر.
❈-❈-❈
في القيصر.
كان متجه الى غرفته يشعر بوخزات في قلبه شديده هل هو بكل هذا السوء لتكون هذه نهايته، وحيد احب كريمة لا بل عشقها لما خانته بكل هذه السهولة هى حب الطفولة ابن عمه الغالية التي وقفت امام الجميع لكى تتزوج به أيعقل ان يكون كل هذا أوهام،
حتى سميحة اراد ان يكمل حياته معها كانت طماعة للمال فقط اخذه الحنين و الشوق وجد نفسه يغير اتجاه الى غرفتها وقف امام الغرفة يأخذ نفسا عميقا يشعر بحزن الدنيا حقيقة خيانتها كنصل الحاد الذي مزق قلبه فهو كفاح و تعب الليالي لكى يفوز بها بيد مرتعشة أدار مقبض الباب خطى بساقيه الى الداخل متلهفا كم تمنى ان يجدها تبتسم له تلك الابتسامة التي تخطف قلبه تنهد بألم و دار بعينيه في المكان كل شئ في مكانه بوضع يديها رائحتها تملى الغرفة فرت دمعه من عينيه
سار متجه الى غرفة الثياب رفع يده وقام بفتح الخزانة نظر الى ثيابها بحب يلمس كل أغراضها تنهد قائلا:
_وحشتني يا كريمة ،عملت لكِ ايه علشان تخويني
بس أزاي انا كنت بشوف حبى في عيونك في لمستك في حضنك لي
تنهد بألم يشعر بان روحه تكاد تخرج من جسده و أكمل: ليه بس انكتب عليى أعيش كل العذاب ده ليه انكتب عليى الفراق حتى سميحة اللي قولت ممكن أعوض بها غيابك طلعت طماعة بتحب الفلوس و يمكن تكون هى كمان بتخوني زيك، لا مفيش حد زيك
بسبكم بقيت إنسان وحش بتاع ستات او انا حبيت أظهر كدة رغم إني بشوف نظرات كره نوح لي لما يشوفني بقرب من الدكتورة أميرة فاكر إني عيني منها لا بالعكس انا كنت شايفك فيها كنت نفسي اقول له دي ممكن تعوضه غيابك كنت بقعد أتكلم مع سميحه على اساس أنتِ لحد ما خليتها تكرهني بسببك أنتِ انا بقيت بقايا إنسان و رغم كل ده خبر موتك كسر ضهري خلينى أعيش جسم من غير روح
صرخ بعلو صوته و قام بقذف محتويات الخزانة في الأرض لتقع عينيه على ألبوم صور و مفكره تنهد و ومال بجسده والتقط الألبوم وتلك المفكرة التي لأول مرة يراها
اتجه و جلس على التخت و قام بفتح الألبوم انصعق عندما وجد تلك الخطابات و الكروت التي كان يرسلها لها منذ الصغر محتفظة بهم بعناية فائقة تنهد بشوق اذا كانت محتفظة بكل هذه الذكريات لم خانته لم فعلت كل هذا به؟! كان يلتمس صورتها بشوق و حنين ظل يتطلع الى تلك الذكريات. تركت البوم الصور و امسك تلك المفكرة التي لأول مرة يراها.
فتح اول صحفه و قرأ
"إهداء الى زوجي و حبيب روحي فؤاد"
أنتفض قلبه يكاد يخرج من ضلوعه عندما قرأ تلك الكلمة.
اكمل و قلب صفحة اخري،ثم اخري، كانت تكتب كل تفاصيل حياتها اليومية جميع ذكرياتهم معه، كل لحظة كانت تكتبها بحب حتى لحظات حزنهم.
وقف عند صفحة ينظر ويقرا ما بها سيطر عليه حالة من الذهول تغيرت ملامح وجه تصبغت بالون بالأحمر من شده غضبه، تماك على نفسه و فتح اخر صفحة قرأ:
"عارف يا فؤاد ايه هى امنيه حياتي إني أموت قبلك، لا ومش بس كده نفسي أموت و أنا في حضنك، الحضن اللي كان طول عمره الدفء، و الحماية ليا، سامحينى لو في يوم زعلتك فيه، علشان لما نقابل ربنا تكون راضي عنى و تختارني في الجنة زي الدنيا
انهمرت دموعه بغزارة، يبكى بحرقة شديده تذكر ما فعله بها، تألم يصرخ، ما فعله معها ليس بهين؟!
نظر بشر و تذكر حديثها أنتصب و اقفا متجه الى الباب وخرج
❈-❈-❈
بداخل مكتب هاشم
جلس هاشم ينفث دخان سيجارته بغضب ينظر الى تلك الصورة قائلا بغضب: أنتم الاثنين أغبياء
ضحك بسخرية و أكمل: واحدة ماتت و التانية عاشت أجمل سنين عمرها في السجن محبوسة بين اربع حيطان متعرفش هى مين حتى بس يا تري عايشه ولا ماتت يلا و أنا هشغل دماغي ليه، انا حتى بطلت أعرف اخبارها علشان محدش يشك.
قهقه بعلو صوته و أكمل:والتالته مشلولة لأنها كانت هتلغط نفس غلطكم
شرد..
فلاش بالك...
كانت ذهابه الى غرفتها تشعر بالوحدة تنهدت بألم فهي تعلم بان زواجها منه ليس حب كما قال لها فهو تزوجها لكى تهتم بـ نوح بعد وفاء والدته كريمة هكذا اخبارها فؤاد، احبت نوح وكانه ابنها أنجبته من رحمها بعد ان اراد الله بانها تصبح عقيمة حتى بعد ان عاد أرسلان من الخارج و أكمل دراسته اصبحت سميحة لهم الأم و الصديقة و اثناء ذهابها الى غرفتها سمعت همس في أحد الأركان اقتربت وجدته هاشم الذي كان يتحدث قائلا: يعنى ايه ممكن تخرج في العفو الرئيسي اللي جاي انا معملتش كل ده في كريمة و كوثر علشان تقول لي ممكن تطلع اتصرف يا مروان لازم موضوع كريمة و كوثر يتمحى من الدنيا
قال هذا واستدار وجد سميحه تنظر له بسعادة أردفت قائلة: هى كريمة عايشه ده نوح هيفرح أوي
قالت هذا و هرولت تهبط الدرج ولكن هاشم كان الاسرع وضربها بشيء حاد اوقعها من على الدرج و هرول يدلف الى غرفته
صرخت سميحة صرخة زلزلت جدران الفيلا وهى تقع ليخرج فى ذألك الوقت نوح من غرفته اقترب منها بصدمه و ذهول قائلا: ماما وقعتي ازاي
همست له بضعف: كريمة عايشه يا نوح
كانت هذه اخر كلماتها. لتدخل في غيبوبة بعد اجراء الكثير من العمليات التي تأكد بانها ستصبح عاجزة طوال حياتها ولكن الذي لم يكن في حساباته ظهور تلك الطبيبة أميرة ابتسم بخبث اكثر عندما تذكر و هو يرتدي ثياب فؤاد فهو للأسف تؤامه صورة طبق الأصل
و يدلف بها الى سميحه ينظر إليها و يتحدث بغضب و اكن من يتحدث فؤاد، حتى هو من قام بألقائها فى حوض السباحة و هو من وضع السم في العصير كل هذه الكوارث هو من فعلها و ليس فؤاد
صك على أسنانه بعنف وهو يتذكر الماضي كلمات والده مثل النصل الحاد الذي كان يمزق قلبه، لماذا لم تكون مثل اخيك فؤاد، انت مشاكس ووغد، فاشل، فؤاد الأحسن و الأطيب و الأذكى وهكذا حتى عندما دق قلبه وأحب كريمة ابنته عمه التي رفضت الزواج منه لأنها لم تحبه، بل كانت تحب اخيه فؤاد كبر ونشا هاشم على كره فؤاد و كريمة و اقسم بتدمير كل شئ يخصهم.
آفاق من شروده على اقتحام فؤاد المكتب قائلا بغضب: هاشم انت بتاجر في السلاح؟!
انتفض هاشم من جلسته قائلا بغضب: سلاح امممم قصدك اية انا مش فاهم
زفر فؤاد قائلا بصوت حاد: للأسف انا عرفت كل حاجة يا هاشم عرفت إنك قد ايه إنسان وغد و أناني
عند هذه الكلمة تغيرت ملامح وجه هاشم ينظر بغضب وشر الى اخيه فؤاد
نظر إليه فؤاد بألم قائلا: روح منك لله يا هاشم أنت السبب في موت مراتي، انت اللي زرعت الشك بس انا لا يمكن اسكت بعد النهارده انا لازم أروح اقول للكل أنك مش الراجل التقي، صاحب القيم و الأخلاق لازم الكل يعرف حقيقتك القذر و أولهم أبنك
قال هذا و استدار لكي يخرج وكاد ان يخرج من الباب اوقفه هاشم قائلا: فؤاد ابقى خلى بالك من ابنك و يمكن السم اللي شربته الدكتورة أميرة الغيبة المرة اللي جايه ابنك هو اللي يشربه جايز انا بقول جايز او رصاص طائشة ينضرب بها او مثلا حادثة عربية و هو مش واخد باله جايز برضه
شحب وجه فؤاد استدار ينظر بغضب قائلا: انت بتهددنى يا هاشم
أنتصب هاشم واقفا من جلسته و قام بضرب سطح المكتب قائلا: للأسف يا فؤاد أنا مش بهدد لا يا حبيبي انا بنفذ على طول
و أنا اللي يقف فى وشي صدقني بنسفه من على وش الدنيا أعتقد أنت مبقاش لك في الدنيا الا نوح، لان سميحه الغبية حبت تعمل اللي كنت عايز تعمله بس للأسف ما لاحقتش يا حرام انشلت
جحظت عين فؤاد غير مستوعب حديث هاشم هل هو بكل هذا الشر،كان ينظر إليه و الشر يتطاير من عينيه، يتحدث بكل ثقة و برود
نظر فؤاد بكسره الى هاشم قائلا: كله الا ابنى يا هاشم و كفاية اذي لي و اللي بحبهم و يا عالم مين تانى أتأذى منك روح حسبي الله ونعم وكيل فيك
قال هذا وخرج يهرول مسرعا يشعر بالاختناق كلما كان هاشم الأقوى لا يهمه احد يفعل ما يريد ومتى يشاء.
بينما وقف هاشم يضحك بهستيرية بعد خروج فؤاد قائلا:
ههههه، انا بقيت أحسن منك و أقوى منك، معايا فلوس وسلطه و بقيت نجاح، فين ابوك و أمك يجيئوا يشوفوا الفاشل بقى ايه
❈-❈-❈
بينما في غرفة أميرة شعرت بالضجر ظلت طوال الليل مستيقظة حاولت النوم و لكن لا فائدة لا تعرف سبب لسهدها أهو بسبب تطور حالة سميحة و تحسن حالتها ولأنها الى الآن لم تخبر احد انها تستطيع الحديث بضعف ام من ذألك الشعور كلما كانت بجانب نوح تشعر بخفقان قلبها
فهي قد هاتفت الطبيب محمد و اخبرته بالعودة الى عملها مرة اخري تنهدت فهي عليها ان تخبر نوح زوجها تهكمت من تلك الكلمة عن اى زوج هي بالفعل لم تعرف الى اين ستوصلها تلك الزيجة
بعد قليل.
وقفت أمام غرفة نوح تفرك بيديها، بتوتر وجودها جنبه يربكها بشده تشعر بشعور جديد عليها كليا حمست أمرها و طرقت على الباب لتسمع صوته يأذن بالدخول
دلفت الى الداخل و انبهرت بجمال غرفته وتصميمها تعجبت عندما وجدته غير موجود هتفت قائله: نوح
اما نوح للتو أنتهى من اخذ حمام دافئ ينعش به جسده و اتجه الى غرفة الملابس و لكن عندما سمع صوتها خرج مسرعا
جحظت عين أميرة عندما رأته كان وسيم وسيم للغاية دق قلبها بعنف و تضبغ وجهها بحمره الخجل عندما راته عاري الصدر يرتدي منشفه فقط يستر خصره و يشعره الفاحم يتساقط منه المياه بطريقة مغرية خجلت و عضت على شفتيها قائلة: آسف ابقى أجي لك وقت تانى
قالت هذا و فرت من أمامه تنزل الى الأسفل متجه الى حديقة الفيلا تشعر بالخجل الشديد اما هز ظل يبتسم على أثرها. دلف مسرعا الى غرفه الملابس و ارتدي ملابسه على عجل ليخرج إليها.
بعد قليل..
جلس فؤاد على إحدى المقاعد المتواجدة في حديقة الفيلا.
دموعه تنهمر على وجنتيه، يشعر بوخزة شديده في قلبه زوجته كريمة بريئة لم تخونه، بل اخيه هو الخائن الكل يظن بان هاشم هو الملاك البريء اما فؤاد شيطان بهيئة إنسان و العكس صحيح. شرد في كريمة و اليوم الذى اخراجها من حياته صورتها وهى متفحمه لم تغيب عن ذهنه آفاق على صوت قائلة: حضرتك كويس
استدار وجودها أميرة ابتسم لها و أومأ لها برأسه
تعجبت أميرة لأول مرة تري فؤاد بهذه الهيئة للحظه شعرت بالحزن عليه و تذكرت والدها الحبيب ممدوح تنهدت وقامت بالجلوس بجانبه قائله: أسفة إني قعدت بس أنا لأول مرة اشوف حضرتك بالشكل ده
حمحمت و أكملت: ممكن أعرف مالك لو مش هضيقك
نظر لها بحسره و انهمرت دموعه اكثر ذهلت أميرة من حالة فؤاد هكذا ماذا حدث له، دائما تراه بشخصية قوية خبيثة مغرور هكذا كان تحدث نفسها كلما راته.
شعرت أميرة بالشفقة عليه رفعت يديها ورتبت على ضهره بحنان قائله: ممكن تعتبرني زي بنتك و لو عايز حد تفضفض معاه و صدقني انا لا يمكن اقول لحد حاجة.
قالت هذا و قامت بمسح دموعه قائله: مفيش حاجة تستأهل تخليك تبكي بالشكل ده
ابتسم فؤاد بقهر قائلا: القهر و الخذلان يا بنتى يخليكِ بدل ما تبكى دموع تبكى دم .و بسبب غبائي ضيعت روحي منى بسبب عدم تفكيري و عدم الثقة دمرت حياتي، ظلمتها، مراتي ماتت مظلومة بسببي
ابتسمت له أميرة بحب قائلة: في حاجة اسمها القضاء و القدر
هتف بصوت حاد قائلا: القدر!!! القدر اللي بتقول لي عليه ده كان السبب في موت مراتي لا ومش بس كده بعد ما ضربتها و طردتها من غير رحمة وشفقة و كمان اختها كوثر ماتت معاها في نفس الحادثة القضاء و القدر اللي بتقول لي عليهم دول كانوا السبب إني اصبحت إنسان عايش جسد بلا روح فقد إيماني بكل شئ للأسف.
حزنت أميرة بشده على حال فؤاد،ما سبب كل هذه الكسرة و الحسرة التي بداخله وقد لاح في ذهنها ذلك المثل الشهير
"تعرف فلان؟...اَه ... طب عاشرته؟ لا.. يبقى متعرفوش".
ومن هنا، جال بخاطرها فكرة المعاشرة التي تعتبر هي الركيزة الأساسية التي تجعلنا نجزم أننا نعرف الأشخاص أم لا، والعشرة التي تظهر من خلال العديد من المواقف التي تبين لنا معادن الأشخاص وحقائقهم، وكل واحد منا لديه أوجه مختلفة في الحياة ووشوش كثيره؛ يتعامل مع أهله بشكل وزملائه بشكل وأصحابه بشكل مختلف؛ فالعِشرة هي التي تُظهر كل الوشوش، وعلى رأي صلاح جاهين
"لو كنت عارف مين أنا كنت أقول وعجبي".
ابتسمت له برقة و أردفت قائلة: ربنا سبحانه و تعالى قال ايه
في الحديث القدسي: "تشاء يا عبدي وأشاء، فإذا رضيت بما أشاء أعطيتك ما تشاء".
معنى الحديث هو الرضا يعنى واجب علينا الرضا بما كتب الله لنا مش هقول لك انك متزعليش على اللي راح رغم ان اكيد ربنا له حكمه في كده ربنا سبحان و تعالى قبل ما يخلف الخلق حتى قبل ما يخلق سيدنا آدم خلق ا" القلم "بمعنى ان ربنا سبحانه وتعالى كاتب لكل إنسان قدره يعنى يتولد أمتى يموت أمتى، حياته هيكون سعيد ولا تعيس عنده أولاد ولا هيكون عقيم وهكذا يبقى يجب علينا ان احنا كـ بشر نعمل ايه
نظر لها بنظره حزينة ابتسمت له و أكملت:
_نومن بالقضاء و القدر و نشوف الدنيا بمنظور تانى، يعنى نشوف ربنا اخد مننا ايه بس عطي لنا ايه مكانه حضرتك بتتكلم عن موت والده نوح على ما اعتقد أسمها كريمة
أومأ لها فؤاد برأسه بنعم
اكملت أميرة قائله: بس نسيت انه عوضك ب ماما سميحه، عوضك بنوح ابنك ماشاء الله راجل يعتمد عليه، نجاح فى شغله وحياته وفى كمان أرسلان وفى كمان هاشم بيه أخوك.
وعند ذكر اسم هاشم تغيرت ملامح وجه فؤاد للاحمرار تعجبت أميرة من ذألك و لكنها أكملت بألم وهى تتذكر والدها: أقول لك على حاجة بعد ما ماما ماتت الله يرحمها و كانت مارية اختى لسه مولودة انا استغربت ان بابا رفض فكره الزواج من واحدة غير أمي عاش لنا وعلى ذاكرها جيت انا و في لحظة غضب و نكرت كل ده نكرت سهره علينا وحياته اللي كراسها لنا نسيت شبابه اللي دفعه في تربيته لنا، نسيت انه شجعني لحد ما وصلت أنى اكون دكتورة ناجحة و اختى صحفية و معاها دراسات في علم نفس نسيت كل ده في لحظة غضب شفت الحاجة الوحشة بس انه كان بيسافر علشان يأمن لنا مستقبلنا و اخرتها مات مقهور منى بس ارجع اقول ده قضاء و قدر ربنا سبحانه وتعالى،،
حضرتك لازم تشوف نصف الكباية المليان مش الفاضي، خلاص اللي راح راح مش هقولك بلاش تحزن، لا بالعاكس لازم نحزن و كمان نحتفظ بذكرتهم معانا بس كمان لازم تشوف ايه المليان فى حياتك و تحاول تقرب منه و ترجعه لك من تانى.
قالت هذا ونظرت الى ساعتها قائلة: بعد اذنك ميعاد دواء ماما سميحه لازم أمشي
انتصبت و اقفة و كادت ان تذهب أوقفها فؤاد قائلا: أميرة
وقفت أميرة و استدارت له قائله: نعم
ابتسم لها و أكمل: شكرا
اجابته بحب قائلة: مافيش اب بيشكر بنته
لمعت عيناه بالسعاد و الفخر و أكمل بصدق: نوح بيحبك على فكرة خلى بالك من نفسك ومنه
ابتسمت له أميرة بخجل قائلة: حاضر
قالت هذا و هرولت الى الداخل.
غافله عن تلك العيون التي وقفت تستمع حديثهم
كل كلمة تفوهت به أميرة وصل الى سمع نوح الذي جاء خلفها يبحث عنها وجدها تخرج الى الحديقة تقطف وردة ولكنها عندما سمعت تلك الشهقات اتبعت الصوت وجدته والده فؤاد تعجب نوح من ذألك الحادث الذي دار بين أميرة والده وما معنى حديثه بان والدته توفيت اذا توفيت لماذا قالت له سميحه بانها حيه ترزق هناك سر و عليه معرفته في أقرب وقت لمعت عيناها بالسعادة و الفخر من حديث أميرة عنه. رغم انه تعامل معها بقسوة و ذل تنهد وصعد الى غرفته و قام بفتح إحدى الأدراج و قام بإخراج تلك الورقة و قام بتقطعها فهي لم تعد لها أهميه كانت حماقه منه لحظة غضب عليه ايضا ان يخبرها بشعوره تجاهها.
يُتبع..