رواية جديدة لأنني أحببت الجزء الثاني من في غياهب القدر لبسمة بدران - الفصل 13
قراءة رواية لأنني أحببت
الجزء الثاني من رواية في غياهب القدر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لأنني أحببت الجزء الثاني من في غياهب القدر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل الثالث عشر
شكوى
ما أن تفوهت بتلك الكلمات حتى انتفض رؤوف من مكانه مبتعدا عنها هاتفا: بحده: حسن حسن مين ده يا عبير!؟
ازدردت ريقها بصعوبة ومن ثم دنت منه واحتضـ نته بقوة هاتفة مغيرة دفة الحديث: رؤوف حبيبي وحشني قوي يا رؤوف.
حاول أن يبعدها عن صـ دره ويتساءل مرة أخرى عما تفوهت به
إلا أنها لم تمنحه الفرصة وتشبثت به أكثر مما جعلته يعانقها هو الآخر لكن بعقل يشاوره الشكوك
فمنذ متى وزوجته تخطئ وتناديه باسم زوجها السابق لا بد أن هناك خطبا ما وعليه أن يعرفه لكن ليس الآن فهو لا يريد الضغط عليها كي لا تسوء حالتها أكثر فمن الواضح أنها تعرضت لضغط نفسي جعلها في تلك الحالة
نعم هو يحفظها عن ظهر قلب فما فعلته من ارتمائها بأحضـ انه وتشبثها به ما هو إلا مداراة على الحقيقة التي تخفيها.
❈-❈-❈
في مطبخ منزلهم تقف تعد لنفسها كوبا من النسكافيه الممزوج بالحليب وكذلك شطيرة جبن.
فهي ما زالت تشعر بالغضب الشديد من ذلك المدعو عمار فقد قررت أن تخرج غضبها في الطعام بدلا من أن تخرجه في التفكير والعصبية المفرطة.
وأثناء انشغالها بما تفعله فجأة لاحت أمام عينيها صورته وهو يقـ بلها فتلقائيا ابتسمت رغما عنها ورفعت يدها تتحسس شفـ تيها وقلبها يخفق بقوة.
حتما هي مصابة بالشيزوفرينيا ألم تكن غاضبة منه منذ قليل أو منذ ثوان معدودة كيف لها أن تبتسم عندما تأتي في رأسها صورته أو تتذكر حديثه معها كيف!
لا والله هذا كثير ذلك الحب سيصيبها بالجنون يوما ما أو ربما بالموت لا تعرف كل ما تعرفه أنها غارقة في حب هذا الرجل ويبدو أن ذلك الحب لن ينتهي إلا بموتها أو موته
وعند هذه السيرة هزت رأسها بعنف ودمعت عينيها هاتفة بجزع: لا بعد الشر عليه ربنا يجعل يومي قبل يومه.
بترت باقي حديثها عندما استمعت إلى صوت فوران الحليب
فأسرعت باتجاه الموقد وأغلقته هاتفة بتذمر: أدي اللي يجى لي من وراك يا عمار يا ابن خالي أنا بسببك ما فيش مرة غليت فيها اللبن إلا واتكب على البوتاجاز.
استمعت إلى قهقهة من خلفها يليه صوت شقيقتها: بتكلمي نفسك يا صَباأهو ده اللي ناقص.
استدارت إليها حتى باتت قبالتها مردفه بعبوث: وهو اللي يعرف العيلة دي يفضل عاقل برده يا شيخة قولي كلام غير ده.
ابتسمت غزل باتساع ثم هتفت بجدية طيب صبي اللبن ده وتعالي عايزة أتكلم معاكي وأحكي لك على اللي حصل معايا النهارده.
أومأت لها بالموافقة وأسرعت في استكمال ما كانت تفعله فالفضول سيقتلها هي لأول مرة تسمع صوت ضحكات شقيقتها منذ ما حدث لها.
❈-❈-❈
وعلى الجانب الآخر عند الحاج سعد
هتف بحدة: يعني إيه مردتش أنها تتعشى وأنتي سبتيها تنام كده!
أجابته بقلة حيلة: طب هاعمل لها إيه بس يا حاج سعد البت ما بطلتش عياط من ساعة ما رجعت يا ريتني ما وافقت أديها فرصة أنها تقابله وتتعلق بيه.
قاطعها بجدية: نصيب اللي بيحصل ض
ده نصيب يا صباح اتفضلي أنتي بقى حضري لنا العشا وسيبي ليا نور دي أنا هتصرف معاها.
ألقى كلماته ثم سار بخطوات واثقة إلى غرفتها ثم طرق فوق بابها بهدوء وفتح الباب بعد أن استمع إلى صوتها من الداخل تأمره بالدخول.
ولجا مغلقا الباب من خلفه ومن ثم دنا من فراشها هاتفا بأمر نور.
ثواني والقيكي قدامي على ترابيزة الأكل سمعاني؟
نكست رأسها بعنف هاتفة بحزن: ما ليش نفس يا بابا صدقني والله مش جعانة بجد.
أطرق برأسه أرضا ثم رفعها هاتفا بجدية: سمعتيني قلت إيه أنا كلامي ما بيتسمعش ولا إيه بالظبط؟
قفزت من مكانها حتى باتت قبالته مردفه باحترام: لا العفو يا بابا سعد كلامك على راسي بس صدقني والله...
بترت باقي حديثها عندما أشار إلى الباب: قدامي على برة يلا.
أومأت له بخضوع ثم تقدمته للخارج
تابعها بخطوات رزينة حتى دلفا سويا للخارج وأشار لها بالجلوس بجواره.
وما هي إلا دقائق حتى انتهت السيدة صباح من إعداد الطعام بأكمله.
هتف وهو يشير إلى طبقها: الأكل ده يتاكل كله يلا.
غمغمت بهدوء: بس أنا...
ابتلعت باقي حديثها عندما أبصرت نظراته المحذرة وراحت تأكل رغما عنها غافلة عن نظراته الحانية التي يرمقها بها من فينة إلى أخرى.
وبعد أن انتهوا من تناول العشاء جذبها من يدها كي يجلسا سويا في الشرفة.
وها هما يجلسان والصمت يخيم عليهما حتى قطعه الحاجز سعد بجدية: بصري لي يا نور.
انصاعت لطلبه
فاستطرد هو: اللي حصل ده طبيعي يا بنتي.
رمقته باستغراب فأكمل: أيوة طبعا طبيعي حطي نفسك مكانه مش معنى أنه سكت وما ردش عليكي يبقى هو رافضك جايز الصدمة هي اللي خلته مش عارف يقول إيه خصوصا ان ده موضوع ما تزعليش مني يعني مش سهل ومش سهل على أي راجل إنه يتقبله ده نسب يا بنتي وجواز عندنا مثل قديم كان بيتقال
قبل ما تناسب حاسب.
وبعدين أنت عاملة في نفسك كده ليه مضربة عن الأكل وبتعيطي كل كده عشان إيه يعني هو اللي خلق سي وليد ده ما خلقش غيره ده أنتي النظرة في وشك يا نور سعادة ما بعدها سعادة يعني لو رفضك هيبقى هو الخسران فهماني أنا عايزك تبقي قوية ما فيش حاجة تأسر فيكي بسهولة خليكي زي أمك كده ست بطلة بطلة يعني.
ألقى كلماته الأخيرة وهو يغمزها بشقاوة عندما أبصرها تدنو منهما
مما جعلها ترتبك وهي تضع صينية الشاي وابتسمت مغمغمة بصوت وصل إلى مسامعهما: فايق ورايق والله.
وزعت نور نظراتها بينهما هاتفة بتنهيدة: ربنا ما يحرمكوش من بعض ويديم عليكم علاقتكم الحلوة دي.
أمنا الحاج سعد وكذلك والدتها من خلفها.
فخاطبها الحاج سعد متسائلا: ألا قولي لي يا بت يا نور أنتي ليه ما ورستيش جمال الشحرورة ده كان زمان سي وليد ده هو اللي بيجري وراكي.
لوت نور شفتيها بعدم رضا مغمغمة بحزن مصطنع: قصدك إيه يا بابا أني وحشة لا معلش بقى ده أنا نص شباب الجامعة بيجروا ورايا عارف بيجروا ورايا ليه؟
علشان بسرق منهم الأقلام وكمان باخد المحاضرات وأكسل أصورها وما برجعهاش لهم.
قهقه الحاج سعد بمرح وكذلك والدتها وأكمل سهرتهم بين المزاح والضحك
واستطاع الحاج سعد أن يخرج نور مما كانت فيه حتى لو بشكل مؤقت.
❈-❈-❈
عودة مرة أخرى إلى صَباوغزل.
فبعد أن قصت عليها غزل ما حدث لها في الصباح
هتفت صَبابعدم تصديق: معقولة وافقتي على كريم ده يا غزل!
رمقتها بتعجب سائلة إياها باهتمام: ماله كريم يا صبا؟
أجابتها بجدية: كريم متجوز يا غزل وعنده ابن الموضوع ده ما بيفكركيش بحاجة؟
سكتت غزل فهي فهمت ما ترمي إليها شقيقتها
فاستطردت صَباوهي تربط فوق فخـ ذها: أنا مش قصدي حاجة يا حبيبتي أنا قصدي أنك مريتي بتجربة زي دي واتوجعتي جدا بلاش توجعي غيرك.
هتفت غزل بتأكيد: بس الوضع مختلف يا صَباكريم ومراته شبه منفصلين يعني هما عايشن في بيت واحد بس عشان خاطر اب...
قطعتها صَبا: عشان خاطر ابنهم مش كده طب مش جايز ابنهم ده يقربهم من بعض تاني أقصد يعني إن هي هتفضل مراته وهتفضل في بيته مش جايز كل حاجة ترجع لطبيعتها مرة تانية وتبقي أنتي دخيلة عليهم.
للمرة الثانية تصمت غزل فشقيقتها لديها كل الحق يبدو أنها لم تفكر بشكل جيد وتسرعت في قرارها لكن ماذا ستفعل الآن وهي أعطت كريم كلمة؟
وأثناء حديثها السريع مع نفسها تبدلت ملامح وجهها من الحيرة إلى الغضب عندما استمعت إلى صوت أختها يقول: طيب ليه ما تسامحيش رامي وتدي له فرصة تانية كلنا بنغلط يا غزل عارفة ان غلطته مش سهلة بس مش جايز تاب وبعدين هو ما عملش حاجة غلط يعني ده اتجوز على سنة الله ورسوله مش أحسن ما كان يعمل حاجة في الحرام.
هبت غزل واقفة صائحة في وجهها: أنت بتقولي إيه يا صَبابتدافعي عنه دلوقتي بتدافعي عن رامي حطي نفسك مكاني
لو جم قالوا لك عمار اتجوز واحدة غيرك وكان مغفلك الفترة اللي فاتت كلها كنتي هتقبلي بالوضع ده؟
قهقهت صَبابلا مرح هاتفة بمرارة: لو عمار اتجوز غيري طب ما عمار اتجوز غيري وعايش معاها ومقفول عليهم بيت واحد ومش بس كده ده بيهني وبيذلني وما بيخليش حاجة وحشة إلا ويقولها لي ومع ذلك مستحملة وراضية عشان الظروف اللي هو مر بيها وبيمر بيها يعني أنا ما بنصحكيش وأيدي في المية يا غزل فهماني؟
عموما فكري في كلامي كويس وما تفكريش في نفسك بس فكري في بناتك.
بعد أن هتفت بتلك الكلمات ذهبت إلى غرفتها تاركة الأخرى تدور حول نفسها وأفكار كثيرة تتراكم في عقلها فحديثها جعلها تعيد ترتيبها من أول وجديد.
❈-❈-❈
في صباح اليوم التالي
استيقظت وهي تشعر بألم طفيف أسفل بطنها فأيقظت زوجها بهدوء هاتفة بألم: محمد يا محمد.
عندما لم تجد منه ردا هزته برفق: يا محمد يا محمد أصحى.
وما هي إلا ثواني حتى فتح عينيه بتثاقل هاتفا بنعاس: إيه يا عزة يا حبيبتي مالك؟
أجابته بألم: بطني وجعاني شكلي هولد.
استقام جالسا مغمغما بعدم رضا: يا عزة يا حبيبتي بقالك أسبوعين كل يوم تصحيني على الأسطوانة دي والآخر لما بنروح للدكتورة تقول لك انه مجرد ألم بسيط لسه ميعاد الولادة ما جاش.
برمت شفتيها بعدم رضا مغمغمة: يعني بدل ما تطبطب عليا وتقول لي معلش تزعق لي أخص عليك هو اللي في بطني ده مش ابنك ولا أنا جيباه من الشارع يعني ولا إيه!
زفر بنفاذ صبر فزوجته ستبدأ أسطوانتها اليومية لم يجد حلا سوى أن يعانقها برفق ويمسد فوق ظهرها صعودا وهبوطا بحنو: حقك عليا يا حبيبتي بس أصل أنا كل يوم بستأذن من شغلي عشان أروح للدكتورة والنتيجة هي هي عشان كده مش عايز وجع دماغ.
ابتعدت عن مرمى ذراعه هاتفة برجاء: عشان خاطري يا محمد عايزة أولد في مصر نفسي أكون جنب أخواتي وبابا عشان خاطري يا محمد.
صمت يدعي التفكير ثم هتف بحسم: حاضر يا عزة يا حبيبتي هاخد اجازة وهخليكي تنزلي تولدي في مصر.
❈-❈-❈
في طريقها إلى الجامعة رغما عنها توجه بصرها باتجاه المطعم خاصته
شعرت بحزن عندما لم تجده ينتظرها كعادته لكنها سرعان ما نهرت ذاتها على تفكيرها ذاك ومرت بسرعة من أمام المطعم لكن بداخلها حزن عميق
وأثناء سيرها شعرت بتدفق دموعها فوق وجنتيها
راحت تمسحها بسرعة بكلتا يديها وهي تحدث نفسها: ما تعيطيش يا نور ما تعيطيش ما فيش حد يستاهل دموعك دي واللي مش عايزك ترميه بطول دراعك أنتي مش ضعيفة خليكي زي أمك واقفا قدام كل اللي يضايقك.
راحت تتحدث بتلك الكلمات لكن دموعها أبت الانصياع لها وراحت تهطل بغزارة وكلما تحدثت بكلمة تزداد دموعها وكأنها تعاندها
ظلت تبكي وتبكي
وفجأة اصطدمت بجسد صلب رفعت عينيها لتعتذر ويا ليتها لم تفعل
فإذا به يقف أمامها يرمقها باشتياق متسائلا بلهفة: نور مالك بتعيطي كده ليه؟
حاولت إبعاد عينيها عن عينيه لكنها لم تستطع وكأن جسدها بالكامل يعاندها اليوم فغمغمت وهي تحاول المرور من جواره: ما فيش حاجة أنا بس عيني بتوجعني مش بعيط يعني.
ابتسم بخفة ثم جذبها من مرفقها وراح يمسح دموعها بأنامله هاتفا بحزن: الدموع دي بسببي صح؟
أبعدت يده بقوة هاتفة بحدة: ده إيه الغرور اللي أنت فيه ده هو أنت مفكر نفسك محور الكون يعني لا بسببك ولا نيله وسع كده.
قالت كلماتها تلك ودفعته بخفة ومرت من جواره وهي تغمغم بكلمات غير مفهومة تاركة الآخر يشيعها بنظرات ولها وقلب ملتاع.
❈-❈-❈
أثناء انشغالها في إعداد وجبة الفطور شعرت به يعانقها من الخلف مسندا وجهه فوق كتفها مغمغما بصوت حاني: صباح الفل يا بيرو.
تركت ما بيدها واستدارت إليه تعانقه بكل ما أوتيت من قوة وكأنها تستمد منه الحماية والأمان.
شعر بارتجافها بين يديه فصدق حدثه يبدو أن هناك خطبا ما وزوجته تخفيه وعليه أن يعرفه في أسرع وقت.
فأبعدها سريعا عن حضـ نه سائلا إياها بهدوء: في إيه بالظبط يا عبير؟
رمقته باندهاش مزيف مغمغمة بحدة طفيفة: في إيه فأيه هو أنا عملت جريمة يعني عشان حضـ نتك عموما خلاص يا سيدي لو كان حضـ ني لك هيعمل لك مشاكل خلاص مش لازم مش لازم يعني.
قطب حاجبيه بدهشة من هجومها السريع عليه ففكر في حيلة سريعة كي يمتص غضبها المباغت ذاك
فدنى منها مرة أخرى ممسكا كلتا يديها هاتفا وهو يسلط عينيه في خاصتها: أبدا يا حبيبتي بالعكس ده أنا افرح جدا لما تحضنيني وبعدين أنت مش بس تحضنيني يا بيرو أنتي تعملي كل اللي أنت عيزاه أنا بسأل يعني عشان اللي حصل امبارح.
صمتت تدعي التفكير مردفه: امبارح إيه اللي حصل امبارح؟
ابتسم رغما عنه فزوجته لا تجيد الكذب أبدا فهو يعرفها عن ظهر قلب فعندما تكذب ترتبك وتزوغ عينيها وهذا ما حدث لها بالضبط
فحاوط منكبها بذراعيه مغيرا دفة الحديث: طيب يا قلبي عموما ما حصلش حاجة يلا هسيبك تكملي تحضير الفطار وأنا هروح اغسل وشي وأصلي الصبح.
❈-❈-❈
بعد أن أنهت صلاة الضحى طوت سجادة الصلاة ثم وقفت أمام مرايتها تهندم حجابها فتمطت بذراعيها فهي لم تنم جيدا منذ الأمس
فبعد ما انتهت من حديثها مع شقيقتها ذهبت إلى غرفتها وراحت تطاردها أفكار كثيرة فيما حدث بينها وبين عمار فهداها تفكيرها أخيرا إلى شيء خطير فقررت أن تعرفه لكن بعد عودتها من المشفى
وبالفعل انحنت وانتعلت حذائها ثم دلفت للخارج ولحسن الحظ فلم تجد والديها فيبدو أنهما ما زالا نائمين
أغلقت الباب من خلفها وهبطت الدرج بخطوات متمهلة لكنها سرعان ما شهقت بقوة عندما أبصرته يقف أسفل الدرج وكأنه ينتظرها
وقفت مكانها بضع ثواني تنظم أنفاسها السائرة أثر رؤيته ومن ثم استكملت طريقها.
قررت أن تعبر من جواره ولم توجه له حديث لكنها لم تستطع ذلك
فعندما حاولت المرور
أسرع عمار وجذبها من مرفقها وابتسامة صغيرة تزين شفتيه مغمغما بمرح: إيه ده يا صَباأنتي مالك بقيتي بخيلة كده ليه مش هاين عليكي ترمي عليا تحية الصباح أو حتى تحية الإسلام يا شيخة صبا.
جذبت يدها من بين يديه مغمغمة بنفاذ صبر: صباح الخير يا عمار و-من فضلك- أبعد عن طريقي عشان أنا متأخرة.
هتف بفظاظة مصطنعة: أبعد عن طريقك إيه يا بنتي ما الطريق فاضي قدامك أهو ولا هو تلاكيك يعني!
اغتاظت من فظاظته تلك فدفعته برفق من منكبه كي لا تتسبب في سقوطه ومرت من جواره تاركة إياه يشيعها بضحكات مرحة استفزتها كثيرا
لكنها قررت أن تسأله ذلك السؤال الذي أرق منامها طوال الليل فعادت إليه فأبصرته ما زال يضحك باستفزاز
صكت على أسنانها بغضب
بينما هو ابتهج عندما أبصرها تعود إليه مرة ثانية فقرر أن يكمل مشاكستها: إيه ده ما كملتيش طريقك ليه نسيتي حاجة مثلا؟
ضغطت على شفتها السفلى بأسنانها ومن ثم باغتته بسؤال لم يحسب له حساب إذ هتفت بجدية مطلقة: عمار أنت رجعت لك الذاكرة مش كده…
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بسمة بدران من رواية لأنني أحببت الجزء الثاني من رواية في غياهب القدر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية