-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 14

 

 قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل الرابع عشر 




وأطلتُ  النظر في عينيكَ 

فوجدتُ نفسي

 أخوض حرباً بدون راء ..



فتحت عينيها بتعب وهي تشعر بنور يضرب عينها بقوة ، افتحتهم براحة بسبب هذا النور وجدت نفسها بالمشفى وشاش أبيض يزين جبينها كادت أن تعدل في جلستها  ولكن أطلقت تأوه وهي تشعر بالألم يغزو جـ ـسدها بقوة حاولت أن تعدل جلستها للمرة الثانية حتى تجلس نصف جلسة علي الأقل ولكن أطلقت تأوه مره اخرى وهي تشعر بظهرها وقدميها الأيسر تؤلمها بقوة ، كيف جاءت الى هنا ؟؟ ، ماذا حدث لها ؟ ، فهي آخر مرة تتذكر أنها كانت تقود سيارتها وسيدة كانت تستغيث بالمساعدة لذلك توقفت السيارة وهي تشعر بضبابية فهي لم تستطيع أن تذهب بهذة الحالة فهي قد أتعبت وبشدة ، لذلك أوقفت سيارتها حتي تتطلب من هذه السيدة قيادة سيارتها و أن تداوي جرحها ولكن حدث ما لم تتوقعه ، في السيدة رفعت عليها المسدس الناري وأمسكتها من خصلات شعرها بقوة بعد ما فتحت الباب ودفعتها إلى خارج السيارة مما صرخت بتألم ، أما هذه السيدة لم تبالي بشئ سوىٍ نجاح خطتها وهي تغادر سريعاً وتتركها تصرخ متألمة ، وبعد ما رأت سيارتها تغادر أمام مرمر عينيها لا تشعر بشئ سوىٍ بغيمة سوداء تسحبها بقوة لذلك استسلمت لها بأستسلام مرحب .



ولكن ما حدث بعد ذلك ؟ ، أيعقل أن السيدة شعرت بالذنب لذلك عادت لها أما ماذا ؟..



قطع أحبال أفكارها خطوات تدخل إلى الغرفة بهدوء نظرت لداخل وجدتها الطبيبة  التي ابتسمت لها بقوة كبيرة : 


ـ حمد الله علي سلامتك يا مدام .


بينما أكملت بنبرة رسمية : 


ـ حاسه بحاجه بتوجعك أو بتشتكي من حاجة ؟


هتفت بنبرة متعبة بصعوبة وهي تغمض عينيها عن كمية الألم الذي يفتك بها  : 


ـ حاسه أن ضهرى متكسر ، ضهري وجعني اوي ، ورجلي مش عارفه احركها وحاسه بصداع وجعتلي راسي اوي .


هتفت الطبيبة برسمية لم تتغير وهي تعقد حاجبيها بثقة : 


ـ يا مدام دي حاجه طبيعية جداً ، حضرتك أنتِ نزفتي كتير جداً من دماغك ، ورجلك دخل فيها ازاز بطريقة مرعبة ازاز دخل جوا رجلك للاسف وطلعناها الحمد لله بس مش هتعرفي تمشي طبيعي في الأيام الجاية ، ممنوع اصلا تمشي عليها لازم تتحسني خالص عشان تعرفي تمشي عليها لكن حاليا لا ، وضهر حضرتك في شوية كدمات في مش هتعرفي تحركي و هتحسي بوجع و…..



هتفت بعصبية وهي تنظر لطبيبة بشراسة : 


ـ ايه ده كله امال انا همشي امتي ، انا عايزة امشي من هنا بسرعة أنتِ فاهمه .


هتفت الطبيبة بهدوء وهي تحاول أن تقترب منها حتي تجعلها تهدأ ولو قليلاً فـ حالتها لم تسمح لها بالعصبية أبداً  : 


ـ مدام سلا اهدي ، ممكن تهدي ، أنتِ لسه تعبانة وصعب جداً تخرجي .


تجاهلتها وهي تحاول أن تخرج هذه الأجهزة الطبية من علي جـ ـسدها ويـ ـدها ، فهي الآن الطبيبة أدركت مما كانت تخشى أنه قد عرفتها من هي ؟ ، فهي ' سلا الغماري ' بحد ذاته المذيعة المجتهدة والتي كانت حفيدة الغمارى أكثر عزيمة وقوة وبالإضافة أنها زوجة ' بيجاد ' ، في كل الجميع يعرف من هي؟؟ ، فهي لا تريد أن يتعرف عليها أحد حتى ' بيجاد ' لم يجدها فهي خائفه بلا ترتعب بقوة من غضبة .


نجحت في إبعاد تلك الأجهزة وكادت أن تعتدل في جلستها مما أطلقت تأوة وهي تشعر أنها عاجزة لم تستطيع الحركة وكل أنشأ في جـ ـسدها يتألم بقوة كبيرة حاولت مرة أخرى ولكن فشلت مما أغمضت عينيها من الألم وجـ ـسدها يصرخ من الألم التي لم تعد تتحمله ابداً ، لا ترى الطبيبة التي كان في يـ ـدها حقنة ممتلئ بالمادة التي كانت باللون الأبيض وغرزتها في ذراعها بخفة حتي لا تشعر بها وبالفعل لم تشعر بها بسبب إلامها ، في الألم كلمة صغيرة بالذي تشعر به الآن ، أغمضت عينيها براحة تستسلم لسلطان النوم الذي جاء لها كأنه منقذها يحررها من الألم الذي تشعر به .



 

❈-❈-❈



ماذا إذا هذا العشق تحول الى الهلاك ، ماذا إذا كان  الحُب الذي كان يعيشه جنه فأصبح جحيم .


ما الذي كنت تنتظره الحُب والعشق من شخص خطأ ؟.


في الروح إذا لم تلتقي مع روحه ويشعر بها أينما ذهب فا لم يسمي حُب ابداً .


اذهب و ابحث عن حبك الحقيقي ولكن لم تبحث فيه في المكان الخطأ حتى لا ترهق نفسك في البحث يا صديقي . 




كان يقف أمام المرأة بهيبته الطاغية التي تخطف أنفاس أي امرأة ، ولكن لم يخطف أنفاس زوجته ، يشعر أنها مازالت لم تحبه بلا لا تتقبله علي أنه زوجها ، كيف يتصرف معها ؟ ، فهي قد أهلكته بحق الجحيم ، فهو  يغفر لها ويسامحها ليس ضعفاً منه بلا لأجل قلبه الذي متيم بها حد الهوس ، وهي مازالت لم تبالي ، يشعر أن الخطأ ليس فيها هي ، إنما الخطأ منه هو ، ولكن أي خطأ ؟؟ ، وكيف يجعلها أن تقع في غرامه وتتقبله في حياتها ؟؟ ، فهو لم يغمض له جفن من النوم ، لا يستطيع النوم بدون أحضانها وأن يشـ ـتم رائحتها التي تشبه الفراولة ، منع نفسه كثيراً من أن يتجه الي غرفتها ويأخذها في أحضانه رغم عنها ، ولكن لم يستطيع فهي رفضت لمساته واقترابه منها بشكل واضح وصريح ومع كل هذا قلبه يدق بأسمها ويخلق لها مبررات حتى لا ينزعج منها ، ولكن ما باليد حيلة ، في قلبه مازال يطرق كالطبول بأسمها وينادي عليها أن تكون قريبة منه ، ولكن هو لا يستطيع إجبارها ابداً .



خرج من الغرفة بعد ما أخرج تنهيدة قوية محملة علي صـ ـدره كأنه يوجد بداخل صـ ـدره صخرة لم تهتز ابداً ولم يشعر براحة إلا وإزاله هذه الصخرة من على صـ ـدره يشعره بالاختناق الشديد في بعدها عنه ، اتجه الى غرفتها وأخذ يدق دقات خفيفة كأنها فراشات ترفرف قلبه ولكن لا يعرفون ما بداخل هذا الراجل ويحاول أن يكون هادي ، في الهدوء يسبق العاصفه ، ولكن هذه ليست عاصفة فقط تخرج من حوله وتأخذ من حوله ، في هذه العاصفة التي تكون بداخله ، عاصفة مكبوتة والذي يصارعها هو ، هو فقط .


انتظر دقيقتين حتي يأتيه الرد ولكن لم ترد عليه ، ضيق  حاجبيه بحيره وهو ينظر إلي ساعة يـ ـده الباهظة ولكن وجدها أن الساعة تخطت الى الساعة الثانية صباحاً ، نظر إلي الباب بقلق وسرعان ما افتحه بخوف ،  فهو يعرف ' فريدة ' جيداً فهي كل يوم تستيقظ الساعة التاسعة صباحاً حتى تمارس روتينها اليومي كيف لم تستيقظ بعد ؟ ، بحثت مقلتيه نحو الغرفة وجدها نائمة على الفراش بقميص قصير يبرز مفاتنها و ذراعيها التي يصرخون من بياض بشرتها الحريرية و الناعمة  ، نظر إليها عدة دقائق وسرعان ما تصاعدت الرغبة بداخل جـ ـسده بقوة ، شعر بالبرد الشديد داخل الغرفة ، نظر إلي المكيف وسرعان ما اطفيه ، فهو المكيف يخرج هواء بارد مما زاد الغرفة أكثر بروداً ، كيف تتحمل البرد وهي ترتدي قميص قصير يبرز مفاتنها ويظهر أكثر ما يخفي ، اقترب منها وضع يـ ـده نحو جبينها يتفحص حرارتها ولكن وجدها بارده كالثلج و أكثر ، نظر إلي ملامحها جيداً وجد شفتيها بلون الأزرق الداكن ولون بشرتها تغير وأصبح إبيض أكثر ، صاح بقلق وهو يعانقها بخوف : 


ـ فريده ، فريده ، فريده ردي عليا يا حبيبتي متقلقنيش عليكي .


ارتعشت شفتيها من البرد وفتحت جفونها بتثقل كأنها لِم تستطيع أن تحرك حتى ستاره رموشها التي تغطي لؤلؤتها ببراعة ، لِم تستطيع أن تتحدث أو حتي تخرج كلمات من شـ ـفتيها 


تجهم وجهه إلى الخوف وهو يرى حالتها تلك التي ألمت قلبه كالسكين الذي يشق قلبه بقوة معلاناً أنه تألم كثيراً ، وضع الأغطية الكثيفة والثقيلة عليها ، وضع غطاء فوق غطاء فوق غطاء فوق غطاء ، وبعد ذلك أمسك يـ ـدها الباردة من تحت الأغطية ويفركهم جيداً ويقبـ ـلهم وعينيه تصرخ من الخوف الشديد عليه وهو يؤنب نفسه ، لو لم ينام في غرفه بعيده عنها لكن الذي حدث لم يحدث أبداً ، دمعت مقلتيه بألم وخوف وهو يشعر أنه مقيد لأول مرة في حياته . 


شعرت هي بدموعه الساخـ ـنة و شهقاته الخافتة الذي يحاول ويحاول أن يخفيها فهو لم يتحمل أن يصيبها مكروه ابداً ، يريدها أن تكون بخير ، و أن تكون سالمه دائما والإبتسامة لا تفارق وجهها الصافي .



ـ مـ ـالك .


هتفت اسمه بصوت منخفض وخافت يصل إلي مسامعه ، فهي حارب أن تخرج صوتها ونجحت في ذلك ، اقترب منها مالك بعد ما أزال أثر دموعه ، وهو يهتف بنبرة خوف ممتلئة بالقلق : 


ـ ايه يا قلب مالك ، لسه قاعده بردانه ؟.


بينما أكمل والندم يغزو وجهه أكثر و أكثر كأنه يقتله ليس من الداخل فقط بلا يقتله من الخارج أيضا : 


ـ استني اشغلك المكيف على درجة حرارة عالية .


ختم جملته وهو يقترب من المكيف حتى يشغل المكيف على درجة حرارة عالية ، ولكن يـ ـده بلا جـ ـسده يرتعش بأكمله ، وقدميه أصبحت هلاك لم تعد تحمله ، ثواني ونظرت له كيف تكسر قلب هذا الرجل الذي طالما احبها وفضلها عن كل شئ بلا حارب العالم من أجلها ، كيف تكسره كيف ؟ ، استيقظي يا فريده بلا أنتِ كسرتيه بجرح كبريائه ورجولته ، كيف لها أن تقول له أنها لا تطيق لمسـ ـاته ؟ ، كيف قالت ذلك له  ؟ ، فهي أخطأت في تلك الليلة و تعترف ولكن لا يجب أن تتصرف معه هكذا ، فهي بالفعل تريد أن تبتعد عن مالك وليس بتلك الطريقة التي تجرح قلبه وتكسر فؤاده الي كسور لا تنفع الإصلاح ، فهي منذ الأمس و هي رأته بتلك الحالة الهشة و عينيه التي كانت تنظر لها بلوم كبير وعتاب تدل على أمواج لا تنتهي ، لذلك عاقبت نفسها ، ارتدت شئ قصير و فعلت المكيف على درجة باردة كالثلج تريد أن تعاقب نفسها أنها لا يجب التصرف هكذا ومعه هو ، فهي لِم إلا كل جميلاً منه ، وبعد كل ذلك وبعد حديثها القاسي معه يخاف عليها ! ، يخاف عليها ولا يستطيع التصرف سوى أن يلوم نفسه ويبكي مثل الطفل الضائع التي أضع والدته بالخطأ ؟ ، في يوم عن يوم تزداد احترامها بـ ' ملاك ' زوجها التي مهما فعلت له لا يتحمل رؤية خدش واحد لها أو حتى يصيبها مكروه .



وبعد أن فعَل المكيف على درجة حرارة عالية حتي يدفأ الغرفة ويبث لها الدفء ، نظر لها وجدها شارده وتنظر له كأنها تفكر بشئ ما ، ولكن ما هو ؟؟ ، لا يهم ابداً ، ما الذي تفكر بيه ، الأهم هي صحتها ، اقترب منها وكاد أن يجلس بجانبها ولكن هي مسكت يـ ـده وهي تهتف بنبرة متقطعة مملتئه بالذنب والأسف على هذا الرجل الحنون الذي لم تجد مثل له : 


ـ احضـ ـني يا مـ ـالك .


اقترب منها بسرعه وعانـ ـقها بشدة وقوة يريد أن يجعلها داخل ضلوعه فهو لم يتحمل فكرة أنها متعبة وبسببه هو ، فهو المذنب الوحيد هنا ، لو كان لم يتجه الى غرفتها وذهب إلى العمل دون يراها لكانت … ، لا لا عقله يصرخ بكلمات وقلبه يدق بخوف و يصمته ، وما أسوأ صراع القلب والعقل معاً .


فهو لم يتركها هكذا مره اخرى ، يموت الف مره بداخله وهو يراها لم تستطيع التحدث معه ، قلبه ينقسم إلي أشلاء صغير ، ويشعر بالاختناق لم يستطيع التنفس بها ، فـ إذا تعلق الأمر بغيرها يستطيع أن يتصرف ويحل تلك الموقف فهو ' مالك الأميري ' كيف لم يحل الموقف ولكن إذا الأمر تعلق بها فهو لم يستطيع التصرف ويبدو لها طفل صغير لم يستطيع مدواتها سوى البكاء على تعبها  .


توقفت يـ ـده التي كانت تخفض وترتفع فوق ظهرها محاولا البث الأمان لها ولكن توقفت حين شعر بانتظام انفـ ـاسها ، نظر لها وجدها نائمه كالملاك الرقيق وضع يـ ـده نحو بشرتها وجدها نسبه البارده قد أخفت كثير ولون وجهها عاد إلي لونه ، تنهد بقوة كأنه الصخرة التي كانت في صخرة قد بدأت تخف رويداً رويداً ، قبـ ـلها فوق فروة رأسها وهو يدعي من كل قلبه أن لا يصيبها مكروه و أن لا يكسر قلبه فيها هي .



❈-❈-❈


كان يقود بسرعة جنونية وقد أكثر من مره أن يفعل حادث مريع بسبب سرعته الجنونية والتي تدل على غضبه لا بلا جحيمه الذي بدأ ، فـ الجميع يعرف غضب ' بيجاد الجمالي ' التي يحرق بكل ما يعيشوا في الأرض حياً ، ولكن هذا الأمر مختلف حقاً ، نعم مختلف ، في الأمر الأن أنه خائف ، تحت قناع هذا الذئب طفل خائف تائه عن والدته ولم يجدها ، بكي وهو يقود يشعر بالضياع ، يشعر أنه خسر ، خسر لأول مرة بحياته ، خسر شئ كبير داخل أعماق قلبه ، لا بلا خسر قلبه وفؤاده ، والسبب الذي يجعله سعيد و علي قيد الحياة ، فـ حبيبته ضائعه ولا يعرف عنها شئ ، فهو اليوم بعد ما رأي تلك الجثة ، فهي ليست حبيبته إنما فتاة أخرى لأول مرة يراها في حياته وهي نفس الفتاة التي كانت تقود سيارة ' سلا ' وغرقت بها ، ولكن من هي تلك الفتاة ؟؟ ، وأين حبيبته إذا ؟؟ ، اسئله تدور داخل عقله ، وقلبه يصرخ من الخوف عليها ، يصرخ صرخه هدت اسوار قلبه بلا جـ ـسده الذي يرتعش من الغضب كأنه طفل يشعر بالبرد ويبحث عن مأوى ، نعم فهي مأوه وحياته بأكملها ، هي حبيبته و رفيقه قلبه وفؤاده .


يشعر بالخذلان من كل شئ حوله ، يشعر بالخسارة ، أنه خسر ما أملك ، وكل ما يملك ، هو يحبها ، بل يعشقها ، عشق الهوس الذي لا يستطيع التخلي عن هوسه و إدمانه ، في المريض يمكن أن يتعافى من إدمانه ولكن هو لا ، لا و ألف لا ، لا يستطيع التخلي عن إدمانه ، فهو بالأصل لا يريد أن يتعافى من إدمانه .


وقف سيارته بقوة وهو ينزل من سيارته بسرعه ويتجه إلي مكان الذي جمع به حراسه ، فـ هذا المكان مملكته ، مملكته الذي من الصعب أن يدخل بها ، فهذه المملكة جيش ' بيجاد ' بأكمله من النادر أن أحدهم يدخلها بسهوله .


خرج سلاحه من جيوب بنطاله الأيسر وهو يرفع سلاحه نحو شخص ما يرتعش من الخوف الذي يسير نحو أطراف جـ ـسده ، اقترب منه ' بيجاد ' بعصبيه وهو يهتف بغضب : 


ـ غلطت ، غلطت يا حسين لما فكرت تهرب شريف وتستغفل الرجاله ، غلطت وانت مش عارف اللي يغلط في مملكة بيجاد بيحصله ايه ، بس معلش معذور اصلا انت مشوفتش انا بعمل فى الخاين ، بس مسيرك بقي انك تشوف نفسك فيه .


هز رأسه الرجل بخوف وهو يهتف بخوف وعينيه يبكون من مسيرة المجهول : 


ـ صدقني يا بيجاد بيه ، صدقني انا لو مكنتش عملت كده كانوا هيقتلوا مراتي و اولادي ، هددوني بيهم يا باشا ابوس ايدك سامحني .


تذكر ' سلا ' وخوفه الشديد عليها و أن لم يجدها حد الأن ،  تذكر دمائها التي كانت على يـ ـده وفي المرأة مما اغمض مقلتيه بغضب والغضب يتصاعد ويتصاعد من جديد مما ضغط على زناد المسدس وعلي الفور أصاب الرجل في رأسه مما هتف بصوت جهوري خلفه وأمامه ويمينه ويساره الحراس ، فهي مملكة بيجاد التي تصرخ من كل ناحية حارس مختلف بقدراته ومهاراته القتالية وكل منهما عكس الأخره أكثر قوة ليست أقل أبداً 



ـ أي واحد هيخون أو هيفشل باللي هكلفه بيه اعتبروا نفسكم زي الراجل اللي مات ده .


بينما أكمل بنبرة حادة ممتلئة بنيران الغضب التي ترعبهم فهما يعرفون غضب ' بيجاد الجمالي ' جيداً ويحاولون علي قدر الأمكان أن يتفادوا غضبه الذي يشعل الحرب في أرضهم  : 


ـ مهمتي انا الاقي مراتي ، سلا الغماري لازم تكون قدامي خلال ساعتان ومشوفش فيها خدش واحد ولا حسبكم هيكون عسير .



بينما أكمل بنبرة عصبيه أكبر من قبل ومازال الغضب يتصاعد رويداً رويداً بداخله : 


ـ كلموا كل الرجاله اللي بره ، كل رجاله وبلد بلد ، وحته حته وشارع شارع لازم تاخدوا بالكم كويس وتدور كويس ، وفي المستشفيات اوضه اوضه ، حتى في الفنادق ، في المحلات ، في كل حته المهم الاقي مراتي قدامي ، ولو ملقتهاش مصيركم هيكون زي الكلب ده فاهمين .


ختم جملته وغادر سريعاً من أمامهم وهو يستعد أن يبحث عنها في كل انشأ في البلد ، في الأهم أن يجد حبيبته و أن تكون بخير ليس إلا .


ركب سيارته و اتصل علي ' ملك ' صديقه ' سلا ' وثواني حتي أتاه الرد : 


ـ الو .


ـ الو يا ملك  اسمعني لو لقيتي سلا بتتصل بيكي اتصلي بيه وابعتيلي الرقم اللي اتصلت بيه منه و اوعي تنسي يا ملك .


ارتعبت ملك من نبرته وهي تهتف بخوف على صديقتها : 


ـ في ايه يا بيجاد مالها سلا ؟؟ .


اغمض مقلتيه وهو يهتف بنبرة نفاذ صبر : 


ـ ملك مش وقته اهم حاجه متنسيش تتصلي عليا تمام .


هتفت بنبرة غرابه وهي لا تفهم أي شئ عن ما يقوله ، لما يسأل علي سلا ؟؟ ، وهي تجلس في المنزل معه ، ما الذي يحدث بحق الجحيم ! 


ـ تمام بس افهم ايه اللي بيحصل…


قطعت حديثها حين شعرت بغلق الهاتف ، نظرت إلي الهاتف بصدمة وسرعان ما تتصل نحو صديقتها ولكن وجدت هاتفها مغلق ، ما الذي يحدث هنا ؟؟ ، و أين هي ' سلا ' ؟ 


بعد ما اغلق الهاتف مع ' ملك ' سرعان ما يتصل نحو ' ياسمين ' صديقة ' سلا ' فهو يعرف انها ليست قريبة مثل ' ملك ' ولكن يريد أن ينبها أيضا سرعان ما أتاه الرد وهي تهتف ببسمة عاشقه : 


ـ الو 


ـ ياسمين لو سلا اتصلت عليكي رني عليا علطول والرقم اللي لو رنيت عليكي منه تبعتهولي فوراً ، تمام .


اشتعلت أكثر كأنه بركان علي وشك الانفجار فهو اتصل عليها الأن بهذا الوقت بسبب ' سلا ' ؟؟ ، اللعنة على هذا الحب الذي يشعر به تجاه اللعنة علي هذا القيد الذي يمنعها أن تفتك بـ ' سلا ' أغمضت عينيها وهي تحاول أن تخمد تلك النيران التي تشعر بها :


ـ تمام يا بيجاد متقلقش ، بس في ايه ؟؟ ، مالها سلا ؟


اغلق الهاتف بوجهها دون أن يرد علي اسئلتها السخيفة ، نظرت إلى الهاتف وجدته قد أغلق الهاتف بوجهها ، اغلق الهاتف بوجهها هي ؟ ، لا تشعر بنفسها وهي تدفع الهاتف نحو المرآءه كسرت الى اشلاء صغيرة ، مثل قلبها تماما الذي ينكسر قطعه ، قطعه بدون رحمه .


أما هو اتصل علي فريده مرار وتكرار ولكن لم ترد عليها مما اتصل على ' مالك ' صديقه ولكن لم يرد هو الأخر فظل طول الوقت يرن علي هاتف ' مالك ' ورد عليه بعد دقائق معدودة 


ـ الو .

كان نبرته أجش يدل علي نومه الثقيل وأنه لم يفيق الأن .


ـ مالك ادي التليفون لفريده بسرعه .


كان يغمض عينيه براحه و اول ما سمع نبرته التي تدخل على العصبية بلا القلق المكبوت ، افتح مقلتيه حين شعر بنبرته أن في شئ ما حدث معه بالطبع ، قام من جانب فريدة التي كانت نائمة في سبات عميق ، وخرج من الغرفه حتى لا يزعجها و يوقظها من قيلولتها العميقة ، أغلق الباب خلفه بحرص أن لا يفعل صوت وهو يهتف بنبرة مقلقه : 


ـ في ايه يا بيجاد مال صوتك ؟ .


اغمض عينيه وهو يحاول السيطرة على غضبه وقلقه وهو يقود بجنون كأنها في سباق يحاول أن يفوز بالأول ، هتف بنبرة نفاذ صبر : 


ـ مالك بعدان ، اديني فريده .


زاد شكه والقلق بداخله يزداد أكثر من قبل فهو يعرف صديقه جيداً بالطبع في شئ ما حدث معه 


ـ فريده نايمه في ايه مالك .


اغمض مقلتيه بألم وهو يهتف بنبرة باردة عكس بما داخله : 


ـ لما فريده تصحي اقولها لو سلا رنيت عليكي ترن عليا ضروري ، مالك متنساش ، ورد انت علي تليفونها ، جايز سلا ترن عليها متنساش .


اتجهت بسرعة إلى الأسفل حتى يجهز سيارته ، في الأمر الأن أدركه غياب ' سلا ' عن البيت : 


ـ ابعتلي اللوكيشن اللي انت فيه محتاج اتكلم معاك .


هتف هذه المره بخنقه في صدره وقلبه معاً يريد أن يبكي بداخل أعناقها : 


ـ معنديش طاقه اتكلم يا مالك انا بدور عليها بنفسي بس هي لو رنيت علي فريده متنساش تقول ، سلام .


ختم جملته واغلق الهاتف على الفور مما لعن مالك غباء صديقه ، اتجه إلى الأعلى مرة أخرى وهو ياخذ هاتف ' فريده ' معه نظر لها وجدها تحسنت كثيراً عن قبل ، وضع يـ ـده على جبينها وجدها أن معدل البرد قد خفض الأن وتحسنت كثيراً عن ذي قبل ، تنهد براحه وهو يقبـ ـلها بحُب ، أخذ مفاتيح سيارته وهاتفها وهاتفه وغادر من الغرفه متجهه الى  الأسفل حتي يوصي رئيسه الخدم على فريدة و أن لا تتركها ابداً وبالفعل بعد أن أوصاها جيداً ، غادر وهو يأمر كل رجاله وحراسه التي موجودين في البلد وبالفعل بدأ البحث عنها من خلال رجال ' مالك الأميري ' النسخة الثانية من ' بيجاد الجمالي ' الذي لا يرحم ابدا والذي لديه سلطة ومال يستطيعوا أن يفعلوا أي شئ  .




❈-❈-❈


نظر إلي الهاتف الذي وقع على المرأة التي كسرها الى اشلاء صغيرة لا تُرحم ، نظر إلي تصرفاتها والي عصبيتها المكبوتة 


ـ في ايه يا ياسمين مالك ، بيجاد اتصل بيكي عايز ايه ؟.


نظرت له بعصبيه والشرار من عينيها يخرجون من الغضب وجـ ـسدها يحترق من نيران الغيره التي تحرق أي حد بجانبها ليست هي فقط .



ـ تصور هو متصل بيا ليه ، بيجاد الجمالي متصل بيا عشان خاطر الست هانم ، عشان لو هانم اتصلت بيا لازم يكون عارف لا وعارف الرقم عشان يقدر يوصلها .


اغمض عينه بنفاذ صبر من تصرفاتها وهو يهتف بعصبية وغيره هو الأخر : 


ـ عشان قولتلك ، قولتلك تعالوا نفرقهم دلوقتي قبل ما يقربوا اكتر ساعتها لا أنا ولا أنتِ هنقدر نعمل حاجه .


اقتربت منه وهي تهتف بعصبيه هي الأخري : 


ـ اتكلم علي نفسك ، أنا ياسمين العاصمي اللي تقدر تعمل اي حاجة ، و زي ما فرقت تمارا عن بيجاد ، هقدر افرق سلا برضوا عن بيجاد .


نظر لها بغرابة واضحة وهو يهتف بحيره : 


ـ قصدك ايه ؟؟ 


ابتسمت هذه المرة بشر وهي تهتف بسخريه : 


ـ في اسرار كتير يا شريف بتخص تمارا واللي هيكشفها هي سلا .


نظر لها بحيرة أكبر وهو لا يفهم شئ ابدا : 


ـ أنتِ هتخليها تكشف الأسرار دي ؟ ، أنتِ اتهبلتي يا ياسمين ؟؟ 


نظرت له بتحدي ممتلئة بالشر : 


ـ لا انا عقلت ، وفكرت كويس ، انا عايزه اكشف سر من اسرار الماضي عشان تبعد عن بيجاد ، و أهمهم حقيقة بيجاد المخفية تحت قناع رجل اعمال .


بينما أكملت وهي تشرب النبيذ المفضل : 


ـ و ساعتها هتبعد ، يبقي احنا ضربنا عصفورين بحجر واحد .


نظر لها وقد جن جنونه من حديثها الغامض : 


ـ أنا مش فاهم حاجه ، مش فاهم ، ما تفهميني بدل الألغاز بتاعتك دي .


نظرت له وهي تبتسم بشر ومازالت تشرب نبيذها : 


ـ اتفرج و شوف بيجاد لما يلاقي سلا انا هعمل ايه .


جلس بجانبها وهو يهتف بحده : 


ـ أنتِ مش قولتي أن احنا هنلاقي سلا قبل بيجاد ؟ .


نظرت له وهي تهتف باستفزاز واضح على نبرتها : 


ـ فكرت فيها لقتها خطه فاشله ملهاش أي ستين لازمه ،  كده كده بيجاد هيلاقي سلا واحنا دورنا مش دلوقتي ، دورنا هيجي لما يلاقيها .


عقد حاجبيه بحيره : 


ـ و احنا دورنا ايه ؟


ابتسمت هي بسخريه وتعقد حاجبيه بغضب : 


ـ أنا مش أنت .


بينما أكملت بعد ما شربت كأس من النبيذ الفودكا : 


ـ أنت عليك بس انك تتفرج علي اللي هيحصل ، تتفرج و بس 


نظر لها وجدها تبتسم وهو يعرف هذه الأبتسامه جيداً ، فهذه الأبتسامة خلفها جحيم ، جحيم يحترق الجميع بأكمله ، ولكن هل نيران بيجاد تخمده أما لا ؟؟ .


❈-❈-❈


ـ أنا لاقتها يا بيجاد بيه 


كان يقود بسرعة جنونية ولكن  وقف السيارة بصدمه وضربات قلبه تزداد بقوة ، كأنه شخص عاد له حياته ، عاد له نبضه التي توقف منذ وقت غيابها : 


ـ فين ؟؟ 


ـ في مستشفي اسمها … ، بعتلك اللوكيشن بتاعها ، ودلوقتي الحراس بيحرسوا  قدام المستشفى وحراس واقفين قدام اوضتها اللي في المستشفي .


غلق الهاتف معه وهو يفتح هاتفه يرى العنوان وسرعان ما اتجه نحو الطريق بسرعة وهو لا يصدق أنه وجد حبيبته ، حبيبه فؤاده قد عادت له .


وصل الى الطريق بعد ثواني قليلة ودخل إلى المستشفى وحراسه يملئون المكان حوليه ، اتجاهه  إلي الطابق الثالث بعد ما سأل حبيبته اين دخل الى الغرفه والذي تأكد أنه هي حين وجد حراسه يقفون أمام الغرفه ، دخل وجدها نائمة في سبات عميق من المنوم الذي أعطته لها الممرضة ، اقترب منها وهو يكاد أن يبكي علي حالتها ، في جبينها قد تزين بالشاش الأبيض وذراعها وقدميها يوجد بها شاش يدل على كسورها وكدماتها الزرقاء ، اقرب رأسه نحو كتفيه ويبكي بقوة علي تلك اللحظات التي كان مجنون فيه ولم يجدها .


يحمد الله أنه قد أخيراً وجد ملاذه ، وجدها و أخيراً 


❈-❈-❈


كان يقود سيارته هو الأخر ويحاول أن يتصل علي ' بيجاد ' يخبره أنه قد وجدها ولم يرد كالعادة ، فقرر أن يتجه الي المكان يتأكد أنه بالفعل هناك اما لا ..


وهناك ما قطع خيوط أفكاره وهو اهتزاز هاتف ' فريدة ' من رقم مجهول ، عقد جبينها بحيرة وهو يتذكر حديث ' بيجاد ' أن أي رقم مجهول يتصل بفريده يرد عليها على الفور ، وسرعان ما رد علي الهاتف كاد أن يتحدث ولكن صمت حين سمع صوت شخص نبرته عذابه ممتلئة بالحب : 


ـ وحشتيني اوي يا فري ، أنا قولتلك اه خدي فرصه وفكري لكن مقدرتش أنتِ كل مره بتسحريني بجمالك ، اه يا فريده انا نفسي احضنك زي زمان ، نفسي تقوليلي بحبك يا ياسر واخدك في حضني ، بس كل ده هيتعوض اوعدك .


وقف السيارة حين شعر بنبض قلبه توقف والهواء نفذ ممن حوله مما شعر بالأختناق ، كيف كانت زوجته هو ، ملك له تكون بين احضـ ـانه هتف بعصبية وجنون : 


ـ أنت مين يا حيـ ـوان انت ؟؟ ، وجبت رقم مراتي منين ، انت اتجننت يلا ، ازاي تكلم مرات مالك الأميري بشكل ده ، وحياة فريدة عند مالك لجيبك وادفنك مكانك حي .


غلق الهاتف وسرعان ما أرسل الرقم على صديقه حتى بعرف هوايه الرقم و أين هو بالتحديد حتى ينفذ وعده ، ولكن لحظه كيف ؟؟ ، كيف وصل إلي رقم زوجته وكيف يهمس لها كلمات حُب ، فهو لم يفعل ذلك إلا زوجته تكون راضية تماما وتعرفه ، حلل أفكاره جيداً وحلل مواقفها وتصرفاتها وجده متطبقاً بالفعل نحو هذه المكالمه ، والحقيقه الذي وصل إلي داخل عقله أن ' زوجته تخونه ' 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية مقيدة في بحور عشقه، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية