-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 15

  قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل الخامس عشر 

وِمَاعينيك إلا بحَرٍ أبحَرت فَي مُوجِه   



فتحت عينيها وهي تشعر بثقل كبير على أكتافها الأيسر مما نظرت بفضول نحو هذا الثقل نحو أكتافها وجدته ، شهقت شهقة خافته فهي لا تريد أن تظهر أمامه وأمام غضبة مرة أخرى ، يكفي ما حدث فهي لِم تتحمل مرة اخرى ، تذكرت شجارتهم و تذكرت غضبه بلا جحيمه الذي كان سيحرقها لولا أنها هربت بين قبضته ، فهي لم تتحمل أن هذا الجحيم سوف يعود ، يعود وياخذها وهذه المره سيحرقها لا محالٍ للهروب لا محالٍ لها اليوم ، حاولت أن تحرك جـ ـسدها الهش الضعيف الذي لم يتحمل الحركة ، في كل انشاً في جـ ـسدها يطلب الرحمة وأن لا تتحرك أبداً فهو قد أكتفي ، أكتفي واليوم .


أما هو كان يبكي عليها وينظر الى الأسفل ويهرب مقلتيه بعيد عن وجهها الطفولي ، فهو كل ما ينظر لها يشعر بحقارته ويشعر بالذنب أكثر و أكثر ، كيف يفعل بها هكذا ؟؟ ، كيف يفعل بحب حياته هكذا ؟؟ ، ما الذي كان يفعله ؟ ، فهو لم يتحمل بها خدشاً صغير أن يحدث لها ، كيف فعل لها هكذا ؟ ، فهو الآن أدرك أنه ذئب وسئ للغاية لا يستطيع أن يتحكم بمشاعره ، كيف يتحكم بمشاعره وهو منذ قليل يشعر بالغيرة ، نعم يشعر بالنار الذي تأكله من داخله تقسمه إلي أشلاء صغيرة لا تُرحم أبداً ، فهو يريد أن يخبئها بعيدا عن عيون الجميع ، ويروي عينيه من النظر إليها ، سمع شهقه خافته نظر لها وياليته لم ينظر لها وجد الخوف بلا الذعر الكبير الذي كان على وجهها ، اخافها حقاً ونجح بالأمر ، اللعنة عليك يا بيجاد واللعنة علي غيرتك ، كاد أن يقترب منها ولكن أطلقت تأوه حين حاولت أن تبعد جـ ـسدها بعيدا عنه ، انقسم قلبه الي أشلاء صغيرة ، ويشعر بالأختناق في صـ ـدره بلا يشعر بصخره كبيره عليه لا يستطيع التنفس ، يشعر بنفاذ الهواء من حوله وهو يري خوفها ، خوفها الذي يقتله ، فهو يعترف الأن أنه نال عقابه بخوفها منه ، وهذا اسؤء عقاب ، أسؤهم ، و أشد تعذيباً ، يا ليته قتل عند هذه النظره ، في نظرتها كانت ممتلئة بالخوف المُريب بداخلها ، خوفها المكبوت التي تخرجه عبر نظراتها التي تلتهم جـ ـسده بلا شفقه .


اقترب منها أكثر وهو يضع يـ ـده على يـ ـدها لكنها صرخت صرخة خافتة كأنه لدغته عقربة ابتعدت عنه وهي تنظر له بخوف كأنه تنظر إلي ذئب يخاف أن ينقض عليها بأي لحظه : 


ـ ابعد عني يا بيجاد ، انا والله ما عملت و مخونتش صدقني .


ابتعدت أكثر حتى أصبحت على حافة الفراش وهي تصرخ به أن يتوقف و أن لا يقترب أبداً ولكنه تجاهل حديثها وصراخها وظل يقترب منها بهدوء حتي كادت سوف تقع من الفراش و سرعان ما امسك خصرها بتملك مما تأوهت بألم و اغمضت عينيها وهي تشعر بألم في ظهرها ، أما هو أدرك ذلك وسرعان ما وضعها علي الفراش بحذر وهو يهتف بقلق :


ـ مالك يا سلا ايه اللي بيوجعك ؟ .


فتحت عينيها وهي تنظر نحوه نظرات خوف ويوجد بداخل عينيها بريق ليست حُب بلا كره : 


ـ أنت ، أنت السبب في وجعي يا بيجاد ، أنت وجعي .


امسك يـ ـدها وسرعان ما تحاول أن تهرب يـ ـدها من يـ ـده ولكن هو أدرك ذلك في امسك يـ ـدها بقوة حتى لا تهرب واجلس بجانبها وجهه قريب من وجهها ، أبعدت وجهها بعيد عن وجهه حتي هتف بنبرة ممتلئة بالحزن الدفين بداخله : 


ـ سلا اسمعيني ، انا لما شوفتك قريبه من الحقير ده مقدرتش ، انا في حاجه كانت جوايا بتقطع ، في حاجه جوايا اتكسرت ، في حاجة اتحرقت جوا قلبي ، في مستحملتش ، مستحملتش وانتي قريبه منه بشكل ده ، أنتِ ملكي انا يا سلا ، ملكي انا .


اختنقت نبرتها وهي تهتف بأختناق يصعب عليها التنفس جيداً وهناك دمعه خانتها سقطت من لؤلؤتها : 


ـ المفروض كنت تسمعني ، انا عامله اقولك انت فاهم غلط ، فاهم غلط ، بس انت مسمعتنيش ، مسمعتنيش يا بيجاد ، عارف لو مكنتش هربت منك كنت هتكمل في اللي بدأت فيه عارف شعوري كان هيبقي ايه نحيتك ، كرهه واشمئزاز ، وكنت اتمني ابعد بعيد عنك لابد .


اغمض عينيه وهو بداخله يصارع ، يصارع هذا الشعور النفور التي تشعر به تجاهه ، يصارع كلماتها التي تكسر قلبه إلى أشلاء لا تُرحم ، يصارع تلك الالم التي مرسومة على وجهه ليست وجهه فقط إنما قلبه الذي بنبض من الألم .


بينما أكملت بقسوة وهي ترى الألم الذي كان واضحاً على وجهه : 


ـ أنت اول مره تمد ايدك عليا يا بيجاد ، و أنا لا يمكن اسامحك .


اقترب منها وهو يفتح مقلتيه التي تخرج منها الحزن ليس إلا وهو يهتف بلهفة : 


ـ صدقينى هتبقى اخر مره وهسمعك والله صدقيني يا سلا انا مكنتش في وعيي ، أنا بحبك ازاي أذيكي ؟


بينما أكملت بنبرة خافتة ممتلئة بالسخرية : 


ـ أنت محبتنيش يا بيجاد ، محبتنيش ، أنت بتحب تمتلك بس .


صاح بها بحده وهو يهتف بعصبية جعلتها تندم على قسوتها وحديثها اللاذع : 


ـ بحب امتلك ؟؟ ، ايوا بحب امتلك ، الحاجه اللي بحبها بحب امتلكها وتكون ليا وحدي ، الحاجه اللي بغير عليها من عيون الناس كلها بحب تكون ملكي انا وحدي ، الحاجه لو لاقيتها قريبه من قلبي وحركته بقوة لازم تكون ملكي وحدي . 


بينما أكمل بفحيح أعمى وهو ينظر لها بقسوة : 


ـ و لو انا فعلا مكنتش حبيتك ، مكنتش هضطر اسمح ليكي تنزلي شغلك وتكمليها عشان أنتِ عايزه وده حلمك ، لو انا فعلا محبتكيش كنت خد حقوقي كلها منك حتي لو غصب عنك ، لو انا فعلا محبتكيش مكنش قلبي سامح ليكي علي غلطات انا مكنتش يسامحها لأحد و أي كان هو مين ، لو انا محبتكيش فعلا كنت قتلتك ساعتها لما شوفت المنظر المقرف وانتي قريبه من شريف لكن اكتفيت اني اخد حقوقي منك واني اذاكي مع انه انا اللي بتأذي و اكتر منك ، لو انا فعلا محبتكيش مكنتش هدور عليكي زي المجنون ، لو انا فعلا محبتكيش مكنتش هتجنن لو جرالك حاجه . 

 


تشنجت معالم وجهه وهو يشعر بنار علي وشك البدء ، لذا وبدون مقدمات أخرج من الغرفة قبل أن النار تخرج وتحرقها هي ، نار غضبه ، قبل أن يخرج من الغرفة همس بنبرة هادئة ممتلئة بالحزن الدفين داخل قلبه الذي مازال ينبض بأسمها : 


ـ لو انا فعلا محبتكيش مكنتش هخاف عليكي من غضبي .



ختم جملته وخرج وجد الحراس يحرسون ويقفون أمام الغرفه هتف لهم بعصبيه وهو يأمرهم بـ : 


ـ محدش يتحرك من هنا وتزودي الحراس بره ، أي حد داخل من المستشفي ، أو طالع من هنا ، يعرف هو هيدخل المستشفى ليه وهيخرج ليه ، والاوضه دي .


بينما أكمل بفحيح وهو يهتف بنبرة منخفضة وهو ينظر إلي غرفة ' سلا ' الذي خرج منها : 


ـ الأوضه دي محدش يدخل فيها غير الدكتوره اللي مشرفه علي حالتها أي حد تاني لا ، و سلا ممنوع أنها تخرج و خدوا بالكم من عينكم كويس لأنها هي اللي هتنقذ حياتكم .


هزوا رؤوسهم باحترام وتنفيذ وبعد ذلك خرج من الردهة بلا المستشفى كلها وهو يركب سيارته ويجلس عليها و عينيه تخرج منها نيران التي تنبعث منه داخل جـ ـسده وقلبه الذي يحترق بهشامة الأنكسار ، نعم انكسر كيف تشك أنه لا يحبها ؟ ، كيف بالأصل هذه الفكرة جاءت بداخل عقلها الصغير الباطن ؟ ، هي لا تعرف أنه مُستعد لحرق البلد بأكمله حتى يجعلها ترضي عنه وتحبه ؟ ، هي لا تعرف كيف شعر بغايبها أو كيف كان يشعر حينها ؟ ، هي لا تعرف ابدا خوض تلك الحرب الذي يخوضها كل ليله على أمل أن يبقى قريب منها ويرتوي من شفتيها ؟ ، ولكنه لا يفعل ذلك حتى لا يخفيها ، اعطي لها فرصه بلا أكثر من فرصة ولكن هي دائما مُصره على قراره أنها لا تقع بحبه ، أما هو مُتيم بعشقها حد الهلاك ، هو يحارب كل ليله و كل يوم و كل دقيقه حتي يجعلها تقع في غرامه ، ولكنها لم تقع أبدا ؟ و لا تعطي فرصه أن يقترب منها وبالأخير قالت له أنه يحب الامتلاك ليس مُتيم بحبها ، اللعنة علي ذلك الحُب و اللعنة علي قلبه برغم كل شئ مازال يحبها و اللعنة على جمودها و قلبها الذي لم يدق لأجله ، اللعنة علي تلك المرأءه القوية التي تريد أن تعذبه وتعذب قلبه الأحمق ، فهو قد أكتفي نعم أكتفي ، فهو قد قرر وحُسم الأمر بها أنه لم يتلهف لها ، ولم يجعلها أن تري ضعفه ، فهو " بيجاد الجمالي " بحد ذاته القوة التي تمشي علي الأرض ، في كرامته كراجل أكتفت من كل ذلك ، لم يريد أن يصحح لها ولا يريد أن تقسو عليها بحديثها مره اخري ، لا يريد أن تري مره اخري ضعفه ، في الأيام المقبله يريد أن تري " بيجاد الجمالي " ليست " بيجاد " العاشق الوهلان الذي يتمني نظره لها ، يريد أن يثبت لها أنه ليس ضعيف بلا قوي ويدعس قلبه ويرد كرامته والأيام المقبله هي الدليل علي ذلك .




❈-❈-❈


' وأردد أريد أن أختفي الآن لكنّي في الحقيقةِ أريد من يجدني أو ينقذني من هذا الضياع. ' 



الضياع كلمة قليلة علي الذي يشعر بها الآن ، يريد أن يختفي من الضياع الذي يشعر بها الآن ، يشعر كأنه طفل صغير أضاع الطريق بالخطأ ويريد أحد يرشده إلى الطريق الصحيح ، يشعر بمشاعر مضطربة داخل جـ ـسده ، ليست مشاعر مضطربة لا بلا أنها صراع ، صراع داخله ، فهو ليست مصدقاً أن فريدة تخونه ، لا لا فهو يعرفها جيداً ، ويعرف تصرفاتها وحديثها ويعرف تلك البراءة التي تشع نوراً على وجهها ، لا يمكن أن تلك البراءة تكون خدعه ، يستحيل أن تفعل ذلك وتكسره ، نعم فهي لا تحبه ويشعر بذلك ولكنها من المستحيل أن تخونه ، فهي تعرف أنه لا يحب الخيانه ، و فريدة ليست من تلك الفتيات الذين يخونون بعض ازواجهم ويكسروا وعدهم معهم من أجل امتاعهم ، لا فهي ليست فتاة مخادعة ، إنما نقية ، فهو أحب فيها نقائها وبراءتها ، فهي مختلفة تماماً عن تلك الفتيات ، قلبه يقول أنها لا تفعل ذلك ، لا تفعل ذلك ابداً …


قطع خيوط أفكاره صوت ساخر من خلفه نظر له وجد نسخة منه يجلس في السيارة من الخلف نظر له بصدمه لا يصدق يشعر انه يقف أمام مرآة ولكن الشئ المختلف أنها يرتدي بدلة زرقاء كلاسيكية عكس الذي يرتدي فهو كان يرتدي بدلة سوداء اللون ظل ينظر له غير مصدقاً وينظر إلى ضحكاته الساخرة وبعدها قال ظله : 


ـ اللي يشوفك و انت بتفكر ميشوفكش وانت يتحلل الأفكار وقولت انها خاينه .


رد لها مدافعاً عنها كمدافع جندي لبلده : 


ـ بس فريده مش خاينه اكيد في سوء تفاهم انا عارفها واستحاله تعمل كده ، انا هسألها وهتشوف .


اجابه ظله ببعض السخرية ومازالت تلك الابتسامة على محياه شفتيه : 


ـ فعلا وهى هترد عليك ؟ ، اي واحده خاينه اكيد هتكذب علي جوزها زي ما علطول بتكدب .


نظر لها بتوهان وهو يهتف بنبرة ثقة : 


ـ استحالة فريدة تعمل كده أنا عارفها ، هي مستحيل تخون .


نظر ظله بنظرة غامضة لا يفهمها الا هو : 


ـ أنت مش فاهمها ، الواضح انك مفهمتهاش ولا عرفتها ، دي واحدة تانية غير اللي حابتها ، تقدر تقولى مين ياسر ده وعايز منها ايه وجاب رقمها منين ، وطريقته مش هتبقي كده غير و مراتك سامحه بده لكن لو يا سيدي كانت وقفته عند حده اكيد كان مش هيكلم بالطريقه دي .


هز رأسه من أفكار تقييد عقله من جديد لا يريد أن يفكر بهذه الأفكار هتف بنبرة جدية ممتلئة بالثقة الذي يزرعها قلبه المهيم عشقاً لها : 


ـ اكيد حد أعدائي في الشغل هو اللي عمل كده ، هو اللي عايز يكسرني في ' فريدة ' 


أجابه ظله ببعض السخرية ومازال يضحك عليها : 


ـ يكسرك ؟؟ ، لو حد من اعدائك فعلا ايه اللي يخليها يكسرك بطريقة دي مهو كان خاطفها أو عمل فيها حاجه ، لو نيجي علي اعدائك في اعدائك عندهم طرق كتيره اوي يكسروك بيها .



بينما أكمل ظله وهو ينظر لها بسخرية : 


ـ امتي هتصدق أن فريدة خاينه ، فريده خاينه ، خاينه ، خاينه ، خاينه 


امسك المسدس الذي كان بجانبه وهو ينظر له مرة اخرى بعصبية : 


ـ اسكت بقي ، اسكت ، اسكت .


نظر له ولم يجده وهو يرفع المسدس نحو المكان الذي يجلس فيه ظله أو شبيه له ، نظر من كل ناحية في السيارة وفي الخارج ولم يجده أيضا كأنه اختفي مثل السراب ، ظل يتنفس بقوة كأنه خرج من السباق للتو ، أمسك رأسه الذي تألمه بقوة كأنه يوجد خيوط بها غير مترتبة وتؤلمه بقوة ، في الأفكار تعصف كيانه بلا جـ ـسده ، خرج من السياره هرباً من ظله أو شبيه أي كان هو من ؟ ، يريد أن يهرب منه وبسرعه ، في الحقيقة هو لم يكن ظل أو مجرد شبيه إنما هو صوت من الأصوات الذي يصارعون بداخل جـ ـسده ، كيف يهرب بصوت هو ملازماً له أينما ذهب ؟ .



❈-❈-❈


اتسعت ابتسامتها أكثر وهي تضم الهاتف نحو قلبها المتيم بعشقه ، كان يقف بصعوبة حتى يصل لهاتفه حتى يعرف آخر الأخبار على التواصل الأجتماعي نحو حبيبته ولكن تفاجأ بهذه المجنونة التي تبتسم بلهاء شديد ، فهو جنت حقاً ، إذا شخص رآها قبل دقائق ونظر إلى عصبيتها المُفرطه لا يجدها تبتسم هكذا ، ما الأمر الذي يجعلها تتضحك يا تري ؟؟ ، اتجه إليها بعد محاولات عديدة منه بسبب الألم الذي يشعر بها علي قدميه مما لعن " بيجاد " في كل خطوة يسير بها ، فهو السبب لحالته الآن ، جلس على الأريكة بتعب واضح والتعب واضح على وجهه كأنه فعل مجهود كبير وهو يسير في خطواته .



هتف بنبرة جدية رغم تعبه الواضح علي وجهه : 


ـ في أي جديد ؟؟ .


ابتسمت أكثر وهي تنظر له اقتربت منه وهي تجلس بجانبه وهي تهتف بسعادة : 


ـ أنا فرحانة أوي يا شريف ، فرحانة أوي .


عقد حاجبيها بحيرة قبل أن يسألها بشك : 


ـ في أي أخبار عن سلا ؟؟ .


تأففت بواضح وهي تهتف بنبرة ضجر من سيرة هذه الشمطاء :  


ـ تعرف يا شريف انت بجد خليت مزاجي يقلب ، ايه السيره دي ؟ .


عقد حاجبيها بغضب وهو يهتف بنبرة حيره : 


ـ طيب طالما مفيش أي جديد لسلا ايه اللي يخليكي مبسوطة اوي كده ؟؟ .


هتفت بتلقائية والسعادة تغمرها بعد أن وضعت يـ ـدها على كتفها : 


ـ بيجاد كلمني وعايز يشوفني .


عقدت ملامحه بملل واضح وهو يهتف بسخرية علي سعادتها تلك : 


ـ و ايه يعني ما بيجاد كلمك ، هو مش بيجاد رئيسك في الشغل وأنتِ السكرتيره بتاعته طبيعي جداً يرن عليكي عشان الشغل .


وقفت بملل والسعادة مازالت تغمر وجهها وهي تتجه نحو البار المخصص لها تشرب كأس يروقها أكثر : 


ـ أنا عارفه بيجاد كويس جداً ، صوت بيجاد كان فيه حاجه ، تقريبا متخانق مع السنيوره عشان كده صوته مقلوب ، وعايزني أكون في بيته الساعه تسعه ، حتى لو يخص شغل زي ما تقول عمره ما بيقولي تعاليلي على البيت اكيد في حاجه ، او بيفكر في حاجه وهتقول ياسمين قالت .


تجاهل حديثها كأنه لم تتحدث من الأساس ، فهو لم يقتنع أنه يريدها بشأن بعيداً عن العمل ، امسك هاتفها و أخذ يبحث عن الأخبار التواصل الاجتماعي ، توقف عن البحث حين سمعها تهتف بشر : 


ـ هتقول ياسمين قالت ، بيجاد أكيد بيفكر في حاجة .



 

❈-❈-❈



هي ليست نادمة على حديثها اللاذع وليست نادمه أنها جعلته يثور هكذا ، فهي بهذا الشأن اخذت حقها منه ، فهي الأن لم تفعل شئ سوىٍ تمهيداً الأيام المقبلة ، وسوف تستعيد كرامتها والأيام المقبلة سوف تشهد بذلك ، في كيف يدفعها نحو المراءه ، كيف ؟؟ ، فهي جرحت رأسها ، وجرح قلبه منه ، فهو مهما أي شئ يجب احترامها وتقديرها ، فهي سوف تعاقبه بالتأكيد ، وعدت نفسها بذلك أن لا تضعف أمامه ، في الأشياء التي رأتها تلك الليلة منه ، صعب النسيان ، صعب عقلها أن ينسى أي شئ من ذلك ، عقلها مازال يتذكر كل تفصيلة مرت بها في تلك الليلة ، فهي مازالت تراها أمام مرمر عينيها ، سوف تعاقبه وتنسي حبه الذي ينبض بداخل قلبها ، فهذه المشاعر ليست سوىٍ ضعف ، وهي سوف تتخلص من هذا الضعف لابد ، فهي ' سلا الغماري ' الذي لا أحد يتجرأ أن يقف بمواجهتها وسوف تجعله أن يرى هذا الوجه ويذكره دائما ، حتى لا يكرر فعلته مرة أخرى ويفعل ما يحلو له .



أفاقت من دوامه شرودها على دخوله ، نظر لها ببرود واضح : 


ـ يلا عشان احنا ماشين .


عقدت حاجبيها مردفة بحيرة : 


ـ ماشين دلوقتي ؟ .


حرك أنامله رأسه بدون إجابة كانت سوف تتحدث ولكن قاطعها دخول بعض الممرضين والدكتوره التي مسئولة عن حالتها ، أزالوا الأجهزة براحة وهدوء نحو جـ ـسدها أما الممرضة الثانية اختفت بعد ما تكلفت المهمة هي والممرضة الأولى واختفت لبضع دقائق وجاءت لها بكرسي متحرك ، نظر إلي الكرسي بنظره تهكم وبعد ذلك نظر إلي الدكتورة برسمية : 


ـ كده خلصتي ولا في حاجه تانيه ؟ 


نظرت له برسمية هي الأخرى وهي تهتف بعملية : 


ـ خلصنا ، ضهرها تتحسن بكتير بس رجلها لا في هنضطر تمشي بالكرسي المتحرك .


نظر لها نظرة باردة وهو يوضح حديثه جيداً : 


ـ مفيش كرسي متحرك .


نظرت له سلا بحيرة من أمره وسرعان ما قطع تفكيرها حملها علي يـ ـد ' بيجاد ' بحزر بدون أن يؤلمها ، شهقت شهقة خافتة من المفاجأه ، هتف بنبرة غاضبة ولكن بصوت منخفض :  


ـ ايه اللي انت عملته ده ؟ ، نزلني 


تجاهله وظل يسير خارج المشفى وممرضة خلفه ظلت تتحدث معه بضجر وضيق أما هو تجاهل حديثها كأنه لم تتحدث بالأساس وبالأخير نظرت أمامها متمتمه بكلمات غير مفهومه دلاله علي غضبها منه ومن تجاهله لها .


حتى وصل إلى سيارته وضعها براحة وهدوء كأنه يضع زجاجة تخاف أن تتكسر ومازالت تلك الممرضة تسير خلفهم حتى ركبت في السياره في الخلف مما عقدت حاجبيها بحيرة وهي تسأل " بيجاد " : 


ـ هي الممرضة جاية تعمل ايه معانا ؟؟ .


تجاهله للمرة الثانية وهو يقود سيارته بهدوء وخلفه جيش من الحراس الذي كانوا يقفون أمام المشفى وأمام الغرفة ، حتي ردت عليها الممرضة بخفوت حينما تجاهل " بيجاد " رد " سلا " : 


ـ أنا الممرضة اللي هتكون مسئولة عن حالتك ، بيجاد بيه طلب من الدكتور ممرضة عشان تلازمك وعشان تخلي بالها منك و بأدويتك .


نظرت إلي " بيجاد " بغضب تريد أن تفتك بها وتخنقه بيـ ـدها تلك تريد أن ترتاح من ذلك الصراع الذي بداخلها وبعد مرور عدة دقائق وصلوا إلى القصر ، خرج من سيارته وفتح الباب وحمل " سلا " بدون مقدمات هتف بضيق وهي تنظر له بغضب : 


ـ علفكره أنا عندي رجلين .


ظل يسير داخل القصر وهو يهتف بنبرة باردة كالثلج : 


ـ كويس انك عارفه ، بس لو سبتك مشيتي عليها هتعرجي ، وانا مش فاضي للكلام الفارغ ده .


نظرت له بغضب وهتفت بحنق : 


ـ كلام فارغ ؟؟ ، عشان هعرج عليها ؟ 


لم يرد عليها حتى دخل إلى القصر كانت سوف ترد عليه بقسوة حتى ترد كرامتها ولكن صمتت حينما رأت ياسمين واقفة بداخل القصر مبتسمة ، كيف جاءت الى هنا ؟؟ ، ومن أخبرها بالمجئ ؟؟ ، نظرت إلي بيجاد التي ابتسم لها وهو يهتف بنبرة لباقة : 


ـ ثواني يا ياسمين اوصل سلا وجايلك علطول مش هتاخر .


ابتسمت له بمحبة قرأتها جيدة ' سلا ' وهي تهتف بنبرة هادئه : 


ـ براحتك خالص ، خد راحتك .


بينما أكملت وهي تنظر لـ " سلا " نظرات أسف : 


ـ حمد الله علي سلامتك يا سلا ، انا زعلت عليكي اول ما عرفت الخبر من بيجاد ، أن شاء الله تقومي بسلامه .


تجاهلته " سلا " كليا و " بيجاد " مازال يسير بخطواته الى الاعلى نحو غرفته ومازالت الممرضة خلفهم ، هتفت بضيق وهي تنظر الي " بيجاد " : 


ـ ايه اللي يخليك يعني أنك تقولها ؟ .


أجابها بسخرية وهو ينظر إلي الطريق الذي أمامه ومازال يسير بخطواته تجاه الغرفه : 


ـ غريبة مش صحبتك برضوا ؟ .


كررت سؤالها وتجاهلت رده الذي يثير اوتار جـ ـسدها 


ـ ايه اللي يخليك تقولها ؟؟ .


دخل إلى الغرفة وهو يهتف بخفوت ممتلئ بالبرود وهو يجلسها علي الفراش براحه بدون أن تتألم : 


ـ عشان شغل ، قولت عشان تأجل الشغل لحد ما ارجع .


كذب ، نعم كذب عليها فهو لا يريد أن يعرفها أنه اتصل بها ليست بها فقط إنما بأصدقائه وهم " ملك " و " فريدة " فهو قد خاف أنها تتصل بإحدى منهم ولا يعرف طريقها لذلك أخبر اصدقائها ، فهو كذب عليها حتي لا تري مدي ضعفه وتتدعسه بقدميها للمرة الثانية .


خرج من الغرفة بعد ما دخلت الممرضة لها ، تذكرت ابتسامة " ياسمين " ونظراتها التي تأكل زوجـ ـها فهي لا تريد أن تترك " بيجاد " مع تلك الشمطاء أبداً لا تريد ذلك ، حتى تقترب منه وتنعم بقربه ، اشتعلت النيران التي في قلبه وجـ ـسدها تريد أن تفتك بها وتريد أن تصفعها حتي لا تقترب منه ، في " بيجاد " لها ، ملك لها ، تريد أن تخمد تلك النيران التي تحرقها بقوة وسوف تخمدها ، لا تدري بتصرفاتها إلا وهي تهتف بعجرفة : 


ـ روحي جيبلي الأكل من تحت وهاتي الدوا وتعالي عشان رايحه انام . 


هزت رأسها وغادرت علي الفور ، نظرت إلي مغادرتها وفي ثواني تحاملت على نفسها حتى تقف جيداً بدون ألم ، فهي شعرت بالألم في قدميها ، ولكن عليها تخميد تلك النيران التي تشعر بها في الداخل ، تريد أن تعرف ماذا يفعلون في هذا الوقت ، فهي لم تقتنع أن بهذا الوقت يوجد عمل ابداً ، تحاملت على نفسها حتى وصلت إلي خارج الغرفة كادت سوف تسير إلي أسفل الدرج ، ولكن توقفت حينما شعرت بهمسات ، رفعت لؤلؤتها وفي ثواني شعرت بدلو من الماء البارد سقط على جـ ـسدها بقوة ، رفعت يـ ـدها نحو شفتيه تكتم الشهقة التي خرجت منها وهي تنظر إلي اقتراب " ياسمين " من " بيجاد " بقوة حتى كادت أن تلامس شفتيه ، و أنفاسهم مختلطه بين بعضهم وكادت سوف تقبله ، وثواني ابتعدت " سلا " وهي تغمض عيونها وتبكي بقوة وتشهق من الألم الذي تشعر به ، كيف يسمح لها بذلك ، كيف يسمح لها بالاقتراب وتقبله بدون خجل ، فهي الأن تأكدت أنه لم يحبها بل يحب فقط امتلاكها وهي لِم تسمح لها بذلك أبداً .




❈-❈-❈


دخل إلى البيت بوجهه المختلط بالحزن ، اتجه الي غرفته حتى يرى " فريدة " وحتى يواجهها بالحقيقة بالذي سمعها فهو قد زرع الشك بداخله دون إرادته وهو الآن يريد أجابتها على تلك التساؤلات التي بداخل عقله الذي يصرخ من التفكير ، فتح الغرفة وجدها مازالت نائمة وضع يـ ـدها نحو جبينها وجدها قد تحسنت بكثير هتف بنبرة منخفضة مملتئة بالأنكسار الذي بداخله : 


ـ اتمني شكي ميبقاش صح ويبقى مجرد سوء تفاهم ، اتمني .


خرج من الغرفة واتجه الى الأسفل ، ثواني واتات الخادمه سعاد رئيسة الخدم وهي تهتف بأحترام : 


ـ تحب حضرتك أمرهم يجهزوا العشا ؟ .


هز راسه بلا وهو يهتف بحزم : 


ـ لا ، بس ابعتيلي نورهان عشان عايزها .


حركت رأسها وغادرت علي الفور دون اضافه اي كلمه وبعد ثواني معدودة جاءت لها خادمه صغيره في السن وهي تهتف بأحترام : 


ـ حضرتك أمرتني ، عايز حاجه يا مالك بيه . 


رفع رأسه وهو يهتف بهدوء : 


ـ أنا هسافر يا نورهان يومين كده عشان خاطر الشغل ، و هتضطر اسيب المدام هنا ، في خلي بالك منها ، وخليكي ضلها من غير ما تحس ، يعني كلمت مين النهارده في التليفون ، قابلت مين ، اتكلموا في ايه ، اتعصبت النهارده بسبب ايه ، فتحي مخك ودانك معها فاهمه ؟ ، بس من غير ما تحس .


هزت رأسها بطاعة وهي تهتف بنبرة هادئة : 


ـ أمرك يا مالك بيه .


هتفت بجدية وهو ينظر له بهدوء : 


ـ محدش يعرف حاجه عن كلامنا ده ولا حتى الخدم اللي جوا ولا حتى فريدة ، تمام يا نورهان ؟ .


هتفت بنبرة مازالت هادئة مليئة بالطاعة : 


ـ تمام يا مالك بيه ، و اظن انك مجربني قبل كده متقلقش كل حاجه هتم زي ما حضرتك عايز .


ابتسم هذه المرة بتكلفة وهو مازال ينظر لها بهدوء : 


ـ مغلطتش لما اخترتك يا نورهان ، روحي شوفي شغلك ومتنسيش اتفقنا ، وكل جديد يحصل كلمني علطول .


ـ حاضر يا باشا عن اذنك .


ختمت جملتها وغادرت على الفور ، زفر تنهيدة قوية وهو يتمنى من كل قلبه أن عقله يبقى خطأ وقلبه صحيح يتمنى .



خرج من القصر بأكمله واتجه الى سيارته حتى يقودها ويتجه إلي شركته ، مهربة الوحيد الذي يبذل فيه جهد حتى يتنسى عن أحزانه ، وسرعان ما وصل إلي الشركة ، واتجه الى مكتبة وانشغل في عمله 


بعد ساعة 


نظر إلي المتصل وجد اسم " نورهان " يضئ شاشة هاتفه مما قلبه نبض بقوة وهو يمسك الهاتف وسرعان ما أجاب على الأتصال 


ـ الو 


ـ الو يا نورهان ، حصل جديد ؟


ـ ايوا يا باشا عرفت انها صحيت من ربع ساعة كده وسألت عليك الست سعاد قالت إنه جاه ومشي علطول ، وبعد كده طلعت اوضتها ، انا كنت هدخل اقولها احضرلك العشا ولا لا بس قبل ما ادخل الأوضه سمعتها بتزعق مع واحد اسمه ياسر .


هتف بخفوت وقلبه توقف عن النبض وقد تأكد الأن أن فريده تعرف هذا الرجل وتخونه من خلف ظهره ، لا يدري بحاله سوء أن قفل الهاتف وهرب من الشركه يتجه إلى سيارته يريد أن يعرف لماذا فعلت به هكذا ، لما ، فهو بعشق التراب الذي تسير عليه وهي تكفأ هذا الحُب بالخيانه ؟ 





يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية مقيدة في بحور عشقه، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية