رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - اقتباس - الفصل 16
قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مقيدة في بحور عشقه
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
اقتباس
الفصل السادس عشر
تشنجت ملامحها الي الحنق الشديد ؟ ، كيف تعانقه وهي أمامهم؟ ، كيف تعانقه وهي ملك لها ؟ ، فقد طفح بها الكيل كفي حد الأن ، لا تستطيع أن تتحمل تلك المخلوقة مره ثانيه ، لا تستطيع أن تتحمل أن تراها قريبة من زوجـ ـها ، فهي الأن فقدت قدرتها علي التحمل بسببها هي .
بعد ما خرج " بيجاد " من اعنـ ـاقـها ابتسم لها بخفة وهي يردف حاجبيه بمرح مزحاً إياها :
ـ ايه كل ده ، أنتِ لو غيبوبة ما هتبقي كده .
ابتسمت هي بخفة ومازالت قريبه منه :
ـ معلش كنت تعبانه شويه .
تغيرت ملامحه الي قلق وهو يهتف بنبرة خوف جعلت قلب " سلا " الأحمق يدق بألم :
ـ طيب أنتِ كويسه ، اتصل بالدكتور ؟؟ .
تأففت هي بواضح ومازالت تلعب بطبقها بضيق فهي تشعر أن التنفس قد نفذ ممن حولها وأن يوجد صخرة فوق صـ ـدرها تصعب التنفس جيداً .
اقتربت منها أكثر حتى كادت أن تجلس علي قدميه وهي تهتف بنبرة انوثة :
ـ أنا كويسه طول ما انت معايا .
الأن قد اكتفت كل الحدود لا تدري بنفسها الا وهي تحمل طبق الحساء وهي تهتف بحماس خبيث :
ـ ايه رائيك يا جوزي يا حبيبي تشرب الشوربه دي .
ولكن اتجهت الطبق عند قدم " ياسمين " التي تلتصق بها إلى حد كبير وتركته يقع عند قدميها وقع بالفعل عند قدميها وصرخت بألم وقعت بين احضان " بيجاد " الذي وقف بفزع وهو يساندها جيداً ، ابتعدت " سلا " من تكسير الطبق ولكن تأوهت بألم حين وقفت مرة واحدة هي الأخرى ، مما ترك " بيجاد " يد " ياسمين " واسرع اتجاهه " سلا " امسكها من خصرها وهو يهتف بخوف صارخ :
ـ في ايه مالك .
نظرت له بحده رغم تألمها ونظرت الي " ياسمين " وهي تنادي علي " بيجاد " باستنجاد واضح على نبرتها هتفت بنبرة مؤلمة بعض الشئ وهي تحاول أن تبعد يـ ـده من خصرها :
ـ رجلي وجعاني شويه متقلقش عليا .
اقترب منها أكثر حتى حملها بخفة وهو يبتعد عن مرمر عين " ياسمين " التي كانت عينيها تخرج شرارة من الحقد ليس إلا ، حملها وأعطي ظهره لـ " ياسمين " ، أما هي كانت تبتسم لها بخبث وتنظر لها بشماته ، مما اشتعلت " ياسمين " أكثر و أكثر ، اجلسها " بيجاد " علي الكرسي المقابل لـ " ياسمين " وهو يهتف بنبرة جفاء ليست قلق ابدا التي كانت منذ قليل :
ـ خليكي هنا ، اشوف ياسمين .
نظرت له بصدمه فهي كانت تدرك أنه كان يترك " ياسمين " حتى يطمئن عليها ولكن الأمر انعكس على الفور ، هو تركها لأجلها ، لأجلها حتى يدواها هي ، اقترب منها وحملها واتجه بها إلى الأعلى تحت نظراتها وبعد ما اختفوا أمام مرمر عينيها .
وقفت بصعوبة كادت سوف تقع ولكن الممرضة امسكتها في آخر لحظة وهي تهتف بخوف :
ـ يا مدام غلط عليكي اللي حضرتك بتعمليه ده ، مينفعش تقفي ولا حتى تمشي عليها .
نظرت لها وهي تهتف بتعب وعينيه يوجد فيهم بريق ليست من الأمل أو الحب بلا من الحزن التي تشعر بها :
ـ أنا عايزه اخرج اشم شوية هوا حاسه نفسي اني مخنوقه اوي .
أسرعت هي حتى تجلسها مرة أخري وهي تهتف بنبرة مسرعة :
ـ استني طيب هنديلك بيجاد بيه و….
تبدلت ملامحها من الهدوء إلى الشراسة التي سوف تنقض عليها بأي لحظه :
ـ مش عايزه زفت ، امال حضرتك شغلك هنا ايه ، مش عشان تساعدني لو مش عارفه تساعدني فيكي تتفضلي ومش عايزة مساعدة من حد .
أبعدتها من طريقها وكادت سوف تخطو خطوة أخرى ولكن تأؤهت حين شعرت بآلام يعصف قدميها بشدة ، وكادت سوف تقع للمرة الثانية ولكن تفاجأت بمن يحملها كانت تظن أنه " بيجاد " وقد جاء لها ولكن جاب أملها وقلبها معاً حين رأت شقيقها " مازن " وهو يهتف بخوف :
ـ مش قالتلك مينفعش تمشي عليها ؟؟ ، لازم يعني تمشي وتأذي نفسك ! ، مية اقولك خلي بالك علي نفسك بس الهانم مبتسمعش الكلام .
هتفت بصوت يمزجها الحزن وهي تعانقها بقوة وما زال يحملها وبعد ما عانقته بكت ، بكت على كل شئ مرت به بالأمس ، بكت وهي تري تقربهم الذي يزيد غصة بكائها ، بكت على تعامل " بيجاد " وأسلوبه البارد ، فهي منذ الأمس لم يغمض لها جفن ابداً وهي تقربهم ، فهي ماذا فعلت له حتى يعاملها بهذا الشكل وبهذا الجفاء ؟ ، هو بالفعل يحبها ؟ ، أما أنها تتوهم ، فهو إذا كان يحبها بالفعل لما تغير معاها ؟ ، لما ؟؟ .
أخذ يطبطب على ظهرها بخفه وهدوء علي الأقل تهدء ولو قليلا فهو لاول مره يرى شقيقته تبكي ، نظر إلي الممرضة بمعنى أن تنصرف وبالفعل انصرفت خرج من القصر ومازال يحملها حتى أجلسها على كرسي خشبي بعيداً عن أجواء الحرس الذين يملئون المكان ، جلس مقابل لها وأمسك يـ ـدها بحنان جارف :
ـ مالك بقي فيكي ايه ؟ .
هزت رأسها وهي تهتف بنبرة كاذبة ولكنها برغم انها كاذبة إلا أنها ممتلئة بالحزن :
ـ مخنوقه شويه عشان بعيده عن شغلي ، ومخنوقه عشان مش عارفه اتحرك ، أنا لاول مره احس اني عاجزه .
هتف بهدوء وهو ينظر لها بحنان :
ـ مش عاجزة ولا حاجه ، وهتبقي زي الفل كمان ، أنتِ بس محتاجه وقت مش أكتر ، لكن هتبقي كويسه صدقيني .
بينما أكمل بنبرة دعم كأنها يثبت لها أنه هنا ، بجانبها :
ـ وبعدان مش سلا الغماري اللي تعيط وتقول لنفسها عاجزه ، انتِ قوية ، قوية جدا ، و تقدري تتغلبي علي كل ده ، اوعي تحسي انك ضعيفه أو مش هتقدري تعدي ، انتِ هتعدي أي فتره إذا كانت حلوه أو وحشه .
ابتسمت لها بامتنان واضح :
ـ أنت كل حاجة في حياتي انت وبابا .
تبدلت ملامحه الي الحيرة وهو يهتف بنبرة مازحة بعض الشئ :
ـ وفين ماما يا هانم ؟ .
تبدلت ملامحها الي الانزعاج والضيق علي وجهها كادت أن تتحدث بالضيق مثل الذي على وجهها تماما ولكن هو قاطعها وهو ينظر إلى هاتفه :
ـ اه صح دي رنت عليا عشان عايزه تكلمك ، ثانيه واكلمها .
أمسكت هاتفه سريعاً بدون أن يتصل وهي تهتف بنبرة منزعجه :
ـ متكلمهاش ، ولما تيجي تكلمك اقولها كويسه وكانت نايمه ، أنا مش عايزه اكلمها .
هتف هو بضيق واضح على ملامحه حتى ترك يـ ـدها بضيق:
ـ ليه يا سلا هو أنتِ لحد دلوقتي مبتكلمهاش ليه ؟ ، مش كفايه أنها متمرمطه في الشغل في البلد و منعرفش عنها حاجه ؟ .
وقفت هي بحده وتجاهلت الألم الذي يعصف قدميها :
ـ دي مش أم ، احنا كل ده بنلوم بابا عشان هو كان المفروض يروح هناك بدلها بس هي اللي أصرت وقتها ، سبتني وانا صغيره وكنت محتاجها ،حتى في تجهيزات فرحي مكنتش موجوده ، في أم متتصلش على بنتها حتى تباركلها ؟؟ ، في أم في الدنيا تعرف اخبارها بس على التلفزيون والسوشيال ميديا ، انت عارف يعني ام اصلا ؟ ، الست دي مش امي وانا مسامحها ، وحتى لو هي جت ، انا مبقتش محتاجها ، ومش عايزها في حياتي ، ولو انت بتلوم بابا أنها ماما مبقتش موجوده ، في السبب أن بابا ملهوش دعوه ، الصفحه دي اتقفلت من زمان وأنا مش عايزه افتحها تاني بعد اذنك .
كاد سوف يعترض علي حديثها ولكن اهتزاز هاتفه قاطعة مما استأذن منها وذهب في مكان بعيداً نسبيا وبعد ما ابتعد تحدث بهمس وأخذ ينظر حوله بخوف :
ـ الو
ـ في اجتماع النهارده بعد ساعه .
ـ مش هقدر اجي اعتذري من الرئيس وتقوليلها مش هقدر اجي خالص ، اختي تعبـ…
ـ اختك تعبانه مش تعبانه مقدرش اعتذر انت مفكر نفسك انك في شركة دي مافيا يا استاذ .
ـ أخذ ينظر حوله وهو يهتف بضيق :
ـ وأنا مش هقدر اجي تمام واللي عندك اعمليه .
ابتسمت هي بقوة وتنظر بخبث :
ـ خلاص وانا هقول لمدام سلام الغماري القاتل اللي أنتِ بتدوري عليه يبقي اخوكي ، اخوكي هو اللي قتل المذيعة تمارا علام .
علي حظه السيئ أن خده فعل مكبر الصوت وكانت المكالمة كانت مسموعة بصوت عالي
كاد سوف يتحدث بغضب واضح يوقفها عند حدها وقد نسي أن يغلق المكبر الصوت ، ولكن سمع شهقة خافتة مما نظر بصدمة خلفه وهو لا يصدق ابداً أن الذي سمعت حديثه هي …
يتبع..