جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 38 - 2
رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني
رواية جديدة
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الثامن والثلاثون
الجزء الثاني
❈-❈-❈
بنفس التوقيت داخل الشركة التي يعمل بها عُمر كمهندس إلكترونيات
دخلت المهندسة تارا مجدي إلي المكتب الخاص بعُمر المغربي لتستكمل معه خطوات مشروعهما معاً كي يخرج إلى النور،وجدت المكتب خالي من ذاك الجاد في عمله،كادت أن تتحرك إلى الخارج لولا دلوف ذاك العمر المُفاجئ الذي أربكها وجعلها تتراجع إلي الخلف علي عُجالة
نظر عليها وتحدث بجدية:
-سوري لو إتأخرت عليكِ شوية،كنت عند المدير في أمر ضروري
هزت رأسها بتفهُم وتحركت إلي المقعد لتجلس،وما أن رأتهُ يُغلق الباب حتي إنتفضت كمن تعرض للدغة عقرب وتحدثت بنبرة حادة:
-سيب الباب مفتوح لو سمحت.
ضيق عيناه وهو ينظر إليها مُستغرباً فزعها وتحدث متعجباً:
-وليه أسيب الباب مفتوح!
هتفت بنبرة خرجت حادة لملامح وجه جادة:
-علشان ده المفروض
قطب جبينهُ متعجباً أمرها وسألها ساخراً:
-ومين بقي اللي فرضه يا باشمهندسة؟!
بثقة عالية أردفت بيقينٍ:
-ديني والإصول والعادات اللي إتربيت عليها هي اللي فرضته عليا يا باشمهندس.
رفع أحد حاجبيه متمعناً في النظر إليها ثم تحدث بلامبالاة:
-أوكِ،زي ما تحبي.
قال كلماتهُ إحتراماً لرغبتها وتحرك إلي مكتبهُ بعدما تاركاً الباب مفتوحاً كما طلبت،أشار بيده يستدعيها للجلوس وتحدث بنبرة جادة:
-إديني سبت الباب مفتوح،ممكن بقي نشوف شُغلنا اللي متعطل ده؟
تحمحمت وأردفت بهدوء:
-تمام يا باشمهندس،أنا تحت أمرك
أومأ لها ثم بدأ بمتابعة عملهما تحت نظرات عُمر،فمُنذُ الوهلة الأولي التي رأي فيها تلك الطَامِحةْ وعلي الفور أنبهر بذكائها وإصرارها علي النجاح،وها هو الآن يُضاف إلي إنبهارهِ إعجابهُ بسمو أخلاقها ومبادئها الجديدة عليه،حيثُ أنهُ وطوال مسيرتهُ وجولاتهُ النسائية التي لا تُعد ولا تُحصي لم يحالفهُ الحظ بمقابلة نفس تلك النوعية،بل لم يلتقي سوي بالمنحرفات أمثاله والتي كان يلتقي بهن داخل الحاناتِ بالماضي.
عودة إلي حديقة رائف
ما زال عز وثريا يجلسان وانضمت إليهما مليكة ومِسك وباتوا يتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم تحت سعادة عز التي لا توصف
كان الصغير يلهو مع تلك القابعة فوق مقعدها محاولاً إلهائها ودمجها معه وبرغم هذا كانت تشعر بالضجر الذي إختفي بمجرد رؤيتها لدخول مروان بجوار أنس وحمزة وبصُحبة ياسين الذي إنتهي من عملهُ بالجهاز واتجه إلي النادي ليجلب حمزة ومروان وأنس في طريقهُ إلي المنزل
هتفت ليزا الذي أنير وجهها عندما رأت ذاك الفارس وهو يقترب عليها مبتسماً بعدما ألقي التحية علي الجميع وقام بالترحيب بجده عز:
-ماااارو
أجابها بعيناي سعيدة:
-ليزا،وحشتيني
إلتمعت عيناها ببريق البهجة وبرغم شدة اغْتِباطها جراء حضوره إلا أنها مطت شفتاها وتحدثت معاتبة إياه:
-أنا زعلانة منك كتير يا مارو
ليه يا حبيبتي...جُملة حنون نطقها وهو يجثو علي ركبتيه ليكون قريباً منها،فأجابتهُ بدلال:
-علشان إنتَ وعدتني إمبارح إنك هتيجي تاخدني من عند بابي،وتجيبني هنا علشان أنام مع نَانَاَ ثُريا
واسترسلت وهي ترفع منكبيها للأعلي بحزن:
-ومش جيت
أجابها متفهماً غضبها:
-معلش يا حبيبتي اصلي نمت إمبارح بدري،وبعدين مش إحنا إتفقنا إنك هتنامي مع بابي يومين وعندنا هنا يوم
أومأت ثم تحدثت متذمرة بنبرة طفولية:
-أنا عارفة يا مارو،بس أنا بحب أقعد معاك كُل الوقت
كان يستمع إلي حديثها الموجه إلي مروان ويتناقل بنظراته الحادة بينها وبين أبيه الذي يحمل صغيرتهُ المدلله ويغمرها بالكثير من القُبلات والدلال هو وحمزة متناسياً وجودهُ حسب رؤيتهُ الضئيلة للأمور بفضل حداثة سِنهِ،وفجأة ألقي بألعابهِ أرضاً ثم هتف بنبرة غاضبة موبخاً تلك الليزا:
-إنتِ بنت رخمة وأنا مش هلعب معاكِ تاني،وخليكي بقي مع مروان
صاح بكلماته الغاضبة وكاد أن يتحرك قاصداً بوجهتهِ الداخل لولا مليكة التي إستمعت إلى صوتهِ الحادّ وهرولت عليه وقامت بحمله وثبتتهُ بأحضانها وتساءلت بنبرة حنون:
-مالك يا حبيبي،مين مزعلك؟
أشار بكف يده باتجاة ليزا وتحدث بصياحٍ حاد وعيناي غاضبتان:
-الرخمة دي،عمال ألعب معاها من بدري واديتها من الميلك شيك اللي عملناه انا وإنتِ،ولما مروان جه سابتني وبتتكلم معاه هو،وبتقول إنها مش بتحب تلعب غير معاه
إبتسمت إليه وتحدثت بهدوء في محاولة منه بسحب غضبه الطفولي:
-ليزا أكيد ما تقصدش تزعلك،وبعدين هي مش كانت لسة بتلعب معاك ومبسوطة؟ يعني بتحب تلعب معاك إنت كمان
إقترب حمزة من شقيقهُ وحملهُ عن زوجة أبيه وتحدث مشاكساً إياه:
-ما تهدي علينا شوية يا عم العصبي،مالك قالب علي البنت كدة ليه؟
مط ذاك الحانق شفتاه وأردف بنبرة ساخطة:
-عزو زعلان منك إنتَ كمان يا حمزة علشان بتلاعب مِسك ومش كلمت عزو خالص
ناول ياسين إبنته إلي ثُريا وخطي بساقيه إلي ولداه وحمل الصغير وبات يراضيه حتي إبتسم وتفهم الموضوع بل وحثهُ ياسين علي الإعتذار من ليزا بعدما شرح له وضع ساقاها المتعبة وأيضاً إعتذر منهُ مروان وقام بإرضائه
إقتربت مليكة من زوجها وتحدثت إليه بإبانة:
-أنا هطلع أجهز لك الحمام إنتَ ومروان وأنس،وعلي ما تنزلوا هيكون الغدا جاهز
وأردفت بعدما حولت بصرها إلي حمزة:
-وإنتِ يا حمزة،روح خد الشاور بتاعك وتعالي إتغدي مع بابا وإخواتك
واسترسلت لإغرائه:
-أنا عاملة بيكاتا بالمشروم مع رز أبيض هتاكل صوابعك وراهم
حك الفتي شعر رأسهُ وأردف مشاكساً زوجة أبيه بعدما سالَ لُعابُهُ جراء ذِكرها لوجبتهُ المُفضلة:
-هو يعني الشاور هيطير،خلينا ناكل البيكاتا الأول وبعدين نشوف موضوع الشاور ده
ثم نظر إلي أبيه واستطرد بمداعبة:
-ولا انتَ إيه رأيك يا باشا؟
إمشي يَلاَ علي البيت،روح إستحمي وانضف وبعدين إبقي تعالي...نطقها باسين بسخرية فعقب ذاك المشاكس قائلاً بمراوغة:
-أنا كمان بقول كدة بردو
ضحكت مليكة علي ذاك التي تكن لهُ مشاعر صافية وتعتبرهُ بمكانة مروان
نظر ياسين إلى والدهُ المنسجم بالحديث مع ثريا وعيناه توحي بسعادة الدُنيا،هتف بنبرة ذات مغزي:
-منور يا باشا
نظر عليه عز وتحدث بمشاكسة بعدما فهم مغزي نجلهُ:
-بوجودك يا حبيبي
إبتسم له ثم تحرك الجميع كُلٍ علي وجهته وبعد قليل كان الجميع يلتف حول سُفرة طعام ثُريا التي دائماً ما تسع الجميع وتحتضنهم
❈-❈-❈
في اليوم التالي
خرجت من المنزل في طريقها إلي البوابة لتستقل سيارتهُ وتذهب معهُ برحلتها اليومية،كانت تشعر بسوءاً جراء ما حدث منهُ ليلة أمس،وصل شعورها بعدم قدرتها لرؤية ملامحهُ،ولكن قد تبدل ذاك الشعور حال رؤيتها لذاك الوسيم الذي كان ينتظرها وهو يقف بجسدٍ ممشوق وقامة مرتفعة،كم كان بديعاً بنظارتهِ الشمسية التي زادتهُ وسامة
علي غير العادة إرتبكت وشعرت بفوضي خلاقة فور رؤيتهُ،تبعثر داخلها ورجفة عنيفة أصابت قلبها لما،هي بالطبع لا تدري،إبتلعت لُعابها وحاولت جاهدة في لملمت شتاتها المُبعثر
أنزلت بصرها متجنبة النظر إليه وتحركت وعلي عجالة إتجهت إلي باب السيارة الخلفي دون صدور صوتاً منها،فقام هو بفتحهِ لها واستقلت العربة تحت ضيقهُ منها وعليها بنفس الوقت،ثم استدار واستقل سيارته متخذا مكانه أمام عجلة القيادة،أدار المُحرك حتي وصلا لمقر جامعتها تحت صمتهما التام وبعض النظرات التي يسترقها كلاهما للأخر مع مراعاة كلاً منهما عدم رؤية الآخر له
❈-❈-❈
ليلاً
فتح ياسين باب جناحهُ الخاص بمليكتهُ وجدهُ خالي،أتي إلي سمعهِ أصوات صغيرتهُ المدللة يأتي من خلف باب الحمام،دق بعض الطرقات فوق الباب ودخل بعد أن إستمع إلي صوت حبيبته بالسماح،
إبتسامة عريضة إرتسمت فوق شفتاه حين رأي صغيرتهُ تقبع داخل حوض الإستحمام الخاص بها والملئ بالماء وفقاعات صابون الإستحمام تغطي جسدها الصغير مما جعل الصغيرة تتراقص داخل الماء وتُداعبهُ بكفاها في حالة من السعادة
نظرت إلي حبيبها الذي تحدث إلي غاليتاه قائلاً بإبتسامة:
-بتعملوا إيه؟
أجابتهُ بملاطفة:
-الأستاذة مِسك بتاخد الشاور بتاعها
أما تلك الصغيرة فما أن رأت عزيزُ عيناها واقفاً أمامها حتي صاحت وبدأت بخبط الماء بكفاها الصغيرتان مما دل علي شدة إبتهاجها وباتت تحدث أصواتاً وتناديه بمناغاة:
-دادااا،دادددا
وككل مرة يراها بها وتُدخل إلي قلبهِ السرور والبهجة،إقترب عليها وجثا علي ركبتيه فباتت الصغيرة تشب بطولها لتنهض وتقف بمقابلة أبيها،ساعدها علي النهوض وبدأت تثرثر بكلماتٍ غير مفهومة لدي ياسين الذي إشتدت سعادتهُ وتحدث إليها بمناغشة:
-مين قلب داداا اللي مبسوط وهو بياخد الشاور بتاعه
تراقصت الصغيرة فابتسم لها وبدأ بمساعدة مليكة علي إستحمام الطفلة،أردفت مليكة قائلة بدلال لصغيرتها:
-شايف يا بابي مِسك شطورة إزاي وبتحب الشاور وبتفرح بيه
طالعة لمامي...نطقها وهو ينظر لعيناها فابتسمت وباتا معاً يدللان صغيرتيهما ويغمرا جسدها بالماء والصابون تحت سعادة الصغيرة ومناغاتها لكلاهما
❈-❈-❈
بعد مرور يومان
خرجت من داخل جامعتها دون أن تُبلغ كارم بخروجها إليه يستعد لتأمينها،نظرت علي مكانه وجدتهُ يقف بصُحبة تلك الفتاة التي لم تتقبلها منذُ الوهلة الأولى والتي رأتها فيها مع ذاك الوسيم
علي الفور شعرت بإشتعال روحها وما زادهُ هو رؤيتها لذاك الجذاب وهو يتحدث بإرتياح إلي تلك الملعونة التي باتت تبغضها وبشدة
تحاملت علي حالها كي تتحكم في ضبط إنفعالاتها وتبدو بكل ذاك الثبات الذي ظهر علي وجهها،تحركت بطريقها إليه بجسدٍ مشتعل لم تقوي علي تهدأتهُ كما فعلت في تعبيرات وجهها
وما أن رأها كارم حتي إرتبك من مفاجأتهُ بخروجها،هرول إليها ليؤمن خروجها وكالعادة بات يتلفت حولهُ ليتفقد المكان وهتف بغيظٍ من بين أسنانه:
-إزاي حضرتك تتحركي من غير ما تبلغيني بخروجك؟!
وجهت بصرها علي تلك الواقفة تنتظرهُ وأردفت بحديث ذات مغزي:
-محبيتش أقطع وصلة غرامك وأفصلك
رفع حاجبهُ مستنكراً حديثها ثم هز رأسه بضيق وتوجه بها حتي أوصلها لمقر السيارة تحت نظرات رجال الحراسة المحاوطين لهما،ألقت نظرة سريعة علي تلك المايان وابتسمت بجانب فمها ساخرة ثم استقلت السيارة تحت إستشاطة ذاك الذي كاد يُصاب بذبحة صدرية جراء أفعال تلك المتمردة
إستأذن من مايان وتحرك منطلقاً بالسيارة تحت نظرات مايان الحارقة التي رمقت بها تلك التي رمقتها ببغضٍ من نافذة السيارة وكأن نظرات كِلتاهما للأخري قد تحولت لقذائف هاون لو أصابت إحداهما لنهت عليها في الحال
قضا كلاهما طيلة الطريق في صمتٍ تام وترقب كُلاً منهما للأخر دون أن يلاحظهُ،دخلا إلي حي المغربي فصدح هاتف كارم واضطر أن يُجيب قائلاً:
-أيوة يا حبيبتي،أنا وصلت إسكندرية خلاص ونص ساعة بالكتير وهكون عندك
واسترسل:
-تمام يا حبيبتي،هشوفك بعد شوية
نطقها وأغلق الهاتف سريعاً تحت فضول تلك الجالسة،إكتشفت أنها لا تمتلك أية معلومات عنه،هل هو متزوج،مرتبط،أم أن حياتهُ خالية من أي إرتباطات مثلها،أوقف كارم السيارة أمام منزل اللواء عز المغربي
نزل من السيارة واقترب من الباب الخاص بها وقام بفتحهِ وكاد أن يتحرك بعدما نزلت،إلا أنهُ توقف حين رأي مليكة وهي تخرج من منزل سيادة اللواء حاملة طفلتها بعد زيارة قصيرة قضتها بصُحبة منال وليزا التي إنتقلت للعيش في منزل أبيها تحت تذمرها ورفضها الإبتعاد عن مروان وعز الصغير بالإضافة إلى أنس الذي يعاملها بلطفٍ وأهتمام،حل عُمر تلك المعضلة بأنهُ جعلها تقضي بعضاً من الوقت بمنزل رائف والبعض الأخر تقضيه بمنزل عز المغربي أما بالنسبة للمبيت فأصبح داخل أحضان منال التي إتخذت من الطفلة أملاً جديداً لتحيا بحماسٍ من أجله
إقترب كارم من مكان مليكة وتحدث بتوقير:
-مدام مليكة،إزي حضرتك يا أفندم
ضيقت أيسل عيناها باستغراب وتعجب داخلها من معرفة كارم بمليكة،ردت مليكة بإحترام وابتسامة هادئة إعتلت ملامحها وجعلتها بشوشة:
-أهلاً يا حضرة الرائد،إزي أخبارك
كادت أن تتحرك في إتجاهها إلي الداخل بتجاهُل مفتعل رغم فضولها،أرضي فضولها تلك الصغيرة التي لوحت بيداها في إشارة حماسية توحي لمدي اشتياقها لشقيقتها الكُبري،تحركت أيسل إليها وبسطت ذراعيها وألتقطت الصغيرة وتحدثت بنبرة حنون:
-مِسكي،وحشتيني يا جميلة
تراقصت الصغيرة بحماس تحت سعادة أيسل التي باتت تُنثرها بالكثير من القُبلات الشغوفة والتي تجلب لقلبها السرور
تحدثت مليكة إلي أيسل لتجميل صورة زوجها أمام ذاك الكارم:
-حمدالله علي السلامة يا أيسل
إبتلعت لُعابها إحراجاً وتحدثت بهدوء:
-الله يسلمك
سألها كارم باستعلام وهو ينظر علي تلك الجميلة مداعباً وجنتها الوردية تحت خجل أيسل الذي أصابها جراء إقترابهُ منها كي يُداعب الصغيرة:
-دي أكيد بنت حضرتك وسيادة العميد؟
أه،مِسك...نطقتها مليكة بإبتسامة فتحدث كارم من جديد بما جعل داخل أيسل يستشيط:
-ماشاء الله طالعة مرحة وعندها قبول،تمام زي حضرتك
رمقتهُ أيسل بنظرة حارقة لعلمها أنهُ يستفزها بحديثهُ قاصداً به إتهامها ووصفها بعدم القبول لدي الأخرين
إبتسمت مليكة وشكرته ثم تحدثت وهي تدعوه للداخل:
-إتفضل حضرتك أعرفك علي ماما ثُريا وتشرب معاها فنجان قهوة
أردف باحترام:
-أكيد ليا الشرف إني أتعرف عليها يا أفندم
واستطرد باعتذار:
-بس وقت تاني إن شاء الله لأن والدتي مستنياني علي الغدا ومأكلتش لحد الوقت، ومش حابب أتأخر عليها
واسترسل بدُعابة تحت إرتياح قلب أيسل بعدما علمت أن التي هاتفها مُنذُ القليل هي والدتهُ:
-أو بمعني أصح مش حابب أتأخر علي طاجن الجمبري الجبار وألحقه قبل ما يبرد
بالهنا والشفا...قالتها مليكة واستطردت باحترام:
-طب بمناسبة الكلام عن الأكل،إيه رأيك تتغدي معانا بكرة إن شاء الله، أهو بكرة أجازة رسمية للكل
واستطردت بلطافة:
-وأهو علي الأقل تدوق أكلنا،اللي أكيد طبعاً مش زي أكل مامت حضرتك،بس أهو تغيير
أجابها باحترام:
-العفو يا أفندم ما تقوليش كدة، أكيد أكل حضرتك ممتاز
واسترسل بموافقة:
-يشرفني طبعاً حضرتك،إن شاء الله هاجي
أجابتهُ بهدوء:
-إتفقنا،أنا هبلغ سيادة العميد وهنستناك بكرة إن شاء الله
واسترسلت بعدما رأت الإهتمام بعيناي سيلا التي تتظاهر بملاطفة الصغيرة وهي تسترق النظرات منه بين الحين والأخر:
-وإنتِ أكيد هتيجي يا أيسل،مش محتاجة عزومة طبعاً
هفكر...نطقتها بتَرَفَّع لحفظ ماء وجهها أمام غريمتها
قطب كارم جبينهُ متعجباً تعالي تلك المتعجرفة حتي علي زوجة أبيها اللطيفة،وما زاد تعجبهُ هو تصرف مليكة التي إبتسمت لها بتفهُم وتعاملت مع الموقف كأنهُ طبيعياً
إنصرف كارم بعدما إستأذن منهما وأخذت مليكة إبنتها بهدوء وأنسحبت لداخل منزلها،أما أيسل فدخلت إلي منزلها تحت سعادتها البَالغةالتي لا تعلم مصدرها وهي تُفكر في حضور ذاك الوسيم إلي منزل ثُريا
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة روز أمين من رواية قلوب حائرة (الجزء الثاني) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية