رواية جديدة عشق الرعد 2 لسماء أحمد - الفصل 8
قراءة رواية عشق الرعد الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية عشق الرعد الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سماء أحمد
الفصل الثامن
الوضع كما هو مشحون من قَبل الجميع، رعد لا يرغب في الحديث مع واحدة فيهم فهو لا يحق له في وجود ازو..اجهم، ويبدو أن الأمر بات ينتهي بفراق زو..جين
اتجهت چيلان للخارج مع ابنها في عناد ليردف مالك بغضب ليارا : خربتي بيتي وارتاحتي يا يارا، طيب أخوكي مش فارق معاه مراته أنا ذنبي ايه؟
وضعت لارا يـ ـدها على فمها تمنع ضحكتها وذهب مالك هو الآخر، جلس جاسر بجانب اخته قائلاً : أنا متجـ ـوز واحدة هي مش حرباية بس هبادة، اطلقها طيب
لارا بضحك : لا عيب دي لحمنا برضو
رعد بزفير : حد عنده تعليق تاني؟ أظن بكفاية كده
ياسين : جايدا
نظرت باتجاهه ليكمل بحزن : أنتِ بجد مش فاكراني
جايدا بحدة : هكون بهزر يعني، منا لو فاكراكم وفعلاً مؤذية مكنتش هرجع هنا اقابلكم تاني وبجد لو أنتم بالقرف ده فالحمد لله إني مش فاكرة غير جوزي
اطلق محمد زفير قوي وهو يشير لثناء فاردف رعد : لا هنتعشى سوا الأول، محدش هيمشي
محمد : چيلان
رعد بإبتسامة بسيطة : جوزها معاها متقلقش
تجمع الكل على الطعام بصمت تام، اطلق ياسين تنهيدة قوية ولم يتمكن من إنزال عينه عنها، تحدثت بخفوت : هما حاطين سم هنا ولا ايه؟ قلقت
زياد بضحك : لا متقلقيش كلي بقلب جامد
جايدا : أنت زعلت؟
نفى برأسه قائلاً : متعمليش لقليل القيمة قيمة لأنه شبه القرد بالظبط لو سقفتيله هيتنطط عليكي
انفجرت ضاحكة بصوت عالي قطع الصمت الموجود، حاوط زياد عنقها يكتم فمها بيـ ـده قائلاً : معلش المدام معندهاش كنترول على الضحكة
چيلان : براحتها خالص البيت بيت أختنا مش حد غريب
زياد بهمس : صعبة ذي أختها
جايدا وهي تبعد يـ ـده : هزعلك على فكرة
لارا بإبتسامة : حلوين سوا اوي صح؟
همهم أدهم ليردف : بس أنا مش طايقها
لارا بهدوء : أنت زعلان عليهم ليه؟ أنت مكنتش مشكور وسطهم
ظل ينظر لها لوقت ثم نظر لرعد الذي يتناول طعامه بصمت، نظر رعد باتجاه عشق التي تبتسم للكل لكن داخلها يرغب بالصراخ، وقفت واتجهت حيث يجلس الأطفال وجلست بينهم تضم أولادها ... ذهب الجميع لمنزله إلا ياسين الذي جلس مع رعد يتحدث معه ويخرج ما بداخله
عشق بانزعاج : هو أنت مطول معانا، قوم روح بجد
انفجر ياسين ضاحكًا ثم قال بمرح : مش هسيبه يقعد معاكي دقيقة موتي بغيظك
عشق بغيظ : أنت دمك تقيل اوي
ياسين بضحك : ملكيش حل
صعدت عشق لأعلى ثم أغلقت الباب، دخلت تبحث عن اي مفاجأة قد فعلها رعد لها لم تجد، انفجرت باكية وهي تبدل ملابسها سرعان ما انضمت لسريرها واخرجت بخاخها تأخذ نفسها منه، عادت تخفيه أسفل الوسادة وظلت مستيقظة على أمل كطفلة صغيرة تنتظر مفاجأة من أهلها برغم أن داخلها يقول قد نسوا المناسبة
وقفت وقامت بالوضوء ثم صلت العشاء فهي تذكرت أنها لم تفعل ثم عادت تجلس، تورم وجهها من البكاء وقررت النوم
أغمضت عيناها بتعب وكادت تغفو شعرت به بجانبها، فتحت عيناها ليردف : أنا أسف
عادت تبكي ثم اعطته ظهرها قائلة : على ايه؟ قال يعني يفرق معاك اليوم
رعد : مكنتش متوقع دا كله يحصل
عشق بغضب وهي تجلس : بس كله بسببك، يعني لا خليتني أتهنى بيه ولا عملت ليا ذكرى حلوة، حرام عليك يا رعد استكترت عليا يوم، أنتم بتعملوا معايا كده ليه؟ هلاقيها منين ولا منين؟ ربنا ياخدني بقى
رعد بزفير : طيب اصبري على رزقك
اتجه لغرفة تبديل الملابس دقائق وخرج مرتدي بنطلون أبيض كذلك قميص من نفس اللون وترك بضع ازرار منه مفتوحة، أشار للداخل قائلاً : ممكن تدخلي تلبسي
عشق باستغراب : البس ايه؟
أشار بعينه للداخل ثم فتح باب زجاجي يطل على سطح خاص بجناحه، انطلقت للداخل بفضول وجدت فستان أبيض قصير يضيق من خصره ذو قصة مميزة من أعلى، ارتدته سريعًا والتقطت الورقة لتجد مكتوب بها
" تعالي في مكانا يا آخر صبري، بحبك ♡ "
عشق بإبتسامة واسعة : دا أنا اللي بموت فيك
واخذت الحذاء الأبيض ذو الكعب العالي، ارتدته وقامت بجمع شعرها ثم وضعت لمسات مكياج خفيفة، وخرجت له ... بدأت تسير وسط الورود والشموع المضيئة لتجده يعطيها ظهره ويشعل أحد الشموع
" رعد "
نظر له ورغمًا عنه ابتسم بخفة، اقترب منها يمسك يـ ـدها مُقبـ ـلاً جبينها، همس لها : كل سنة وأنتِ جنبي، كل سنة وأنتِ مجنناني، كل سنة وحياتي ليها طعم بوجودك، ويا رب ما يجعل ليا نصيب في الدنيا لحظة من غيرك
عشق بإبتسامة : يعني نموت سوا
هز رأسه ثم حاوط خصـ ـرها قائلاً : كنتِ عايزة نرقص، يلا
اشعل موسيقى هادئة ثم بدأ يتمايل معها في خطوات رتيبة لا تعلم من أي تعلمها، كان يديرها بالشكل الذي يتناسق معه لحظات واندمجت معه، رقصت مع زو..جها بالشكل الذي رغب فيه هو وفي المكان الذي اراده، توقف في النهاية وهو يعيدها للخلف
وقفت مرة آخرى ثم ابتسمت له قائلة : اتعلمت دا فين؟ أنت بتخوني
رعد بإبتسامة : منا قولتلك أنا مش بخون، أنا بتجوز على طول
انفجرت ضاحكة بصوت عالي ليزيح خصلاتها التي أتت على فمها، ثم قال : فين هديتي؟
عشق : مجبتش لأني هديتك
رعد : أزاي؟
حاوطت عنقه قائلة : مش كفاية اوعدك عمري ما هسيبك
صمتت قليلاً ثم أكملت : وأنا فين هديتي؟
احتضنها قائلاً بإبتسامة : اللي نفسك فيه هيجيلك، وأصلاً النهاردة هدايا عشق هانم مش هتخلص
عشق بتنهيد : أنا نفسي تهدى عليا عشان والله قلبي وجعني من المناهدة، فين أيام زمان؟ فين خاطري؟
رعد بتنهيد حزين : حاضر، كل دا خارج عن إرادتي يا عشق
عشق بعبوس وهي تبتعد : برضو
رعد بزفير : حاضر، تعالى
قام بعمل جلسة جميلة حولها إضاءة خافتة كذلك يوجد ما لذ وطاب، كل ما تفضله عشق .. جلس وهي بجانبه ثم بدأت تتناول الفواكة التي أتت في غير موسمها، احضر لها صندوق كبير قامت وفوقه باقة من الورود الحمراء
عشق بإبتسامة : جميلة اوي ... الصندوق دا فيه ايه؟
رعد : قررت محيركيش وكل حاجة تبقى فيه، افتحي
قامت عشق بفتحه لتجد فيه العديد من الهدايا، بدأت تفتحها واحدة تلو الآخرى، هناك طقم من اللؤلؤ كذلك سلسلة على هيئة فراشة، عبوة سوداء ظنت أن بها اكسسوار لكنها وجدته مفتاح
عشق بصدمة : عربية!
أشار على الآخرى لتجد مفتاح آخر، عقدت حاجبيها باستفهام ليردف بغمزة بسيطة : مفتاح المادليف
انفجرت ضاحكة ثم قالت مصححة : المالديف
رعد بإبتسامة بسيطة : يا سلام!
عشق بضيق : كل دا مادي، أنا عايزة حاجات متعوب فيها
رعد بضحك : هو أنا يا بنتي بتكعبل في الفلوس دي، منا بتعب فيها بعدين كملي
وجدت صندوق موضوع جنبًا، اخذته وفتحته لتجد الكثير من الرسائل في باكت صغير، اخذت أول باكت وفتحته تخرج الكارت المزغرف، وجدت مكتوب به
" ينتظرنا قبر واحد، وينتظرنا قصر في الجنة، كنتِ لي زو..جة دنيا وآخرة، طلبي من الله هو أنتِ
بحبك ♡ "
تحدث رعد بإبتسامة : في هنا ٣٦٥ رسالة، كتبتهم بخطي وكل يوم تشوفي واحدة، لحد ذكرى جوازنا الجاي
عشق بإبتسامة : أهي دي الهدايا اللي متعوب فيهم
رعد مشير للصندوق : كملي.
❈-❈-❈
مـ ـسك يعقوب هاتفه واحضر رقم والدته، لا يعلم لما اشتاق لها اليوم وطلب من والده الذهاب لرؤيتها، وكان رد فعل يوسف معتاد فهو قال : حاضر يا بابا هاخدك بكره بعد الشغل المنصورة تقضي معاها يوم وتيجي
سيلا بحدة طفيفة : سيبه براحته يا يوسف مع مامته، لما يزهق يجي متحددش ليه وقت
يعقوب بنفي : لا يا سيلا يوم كفاية.... سيلا تعالي معايا المنصورة هي بجد حلوة اوي
سيلا بإبتسامة : عارفة يا حبيبي بس مش هقدر
نظر يوسف لها بطرف عيناه ثم قال : سيلا هنرجع تاني يوم، فكري كده
سيلا بتنهيد : هشوف
وضعت يـ ـدها محل كليتها ثم اطلقت تأوه بسيط، وقف يوسف وتحدث بقلق : أنتِ كويسه؟
سيلا بتأكيد : أيوة بس جنبي اليمين كل فترة يوجعني
يوسف بهدوء : طيب
وعاد يقود متجه للمستشفى، اغتاظت منه وظنت أنه تجاهل إلا أنه اتجه للمستشفى بها، نزل قائلاً : يلا نكشف
سيلا بإبتسامة : الموضوع مكنش مستاهل
يوسف : لا مستاهل
قلقه عليها جعل الإبتسامة لا تفارق شفتـ ـيها، دخل معها للطبيب وظل يعقوب كما هو في الخارج يرن على والدته، رن مرة والثانية في الثالثة ردت بغضب : في ايه يا يعقوب أنا مردتش مرة يبقى مترنش
يعقوب بحزن : بس أنتِ وحشتيني يا ماما اوي وكنت عايز اكلمك
زينة بعصبية : ترن الصبح مش الوقتي، يلا روح نام ومتصدعنيش
يعقوب بدموع : أنتِ زعلانة مني يا ماما، أنا قولت لبابا يجبني ليكي بكرة عشان عايز اشوفك
زينة بصراخ : اة زعلانة ومتجيش خليك عند ابوك وارحمني، هو بوظ ليا حياتي والوقتي أنت، أنا بكرهك وبكرهه فاهم، اقفل ومترنش عليا
واغلقت بوجهه، تحدث بحزن : أنا أسف يا ماما متكرهنيش، أنا بحبك ... ماما
لم يجد إجابة فنظر للهاتف وابتلع ريقه ثم استند بيـ ـديه جانبه، خرجت سيلا تضحك بخفة هي ويوسف الذي قال مقلدًا الطبيبة : اتفضل يا أثتاذ يوثف بره
سيلا بضحك : دمك يلطش، يلا روح شوف حد ... يعقوب
رفع وجهه فاتجهت تجلس بجانبه، تحدثت بقلق : مالك؟ أنت زعلان صح؟ حد قالك حاجة
يعقوب والدموع تجري بعيناه : لا
سيلا وهي تمسك ذقنه : أنت بتضحك عليا صح؟ يعقوب مين زعلك كده، تعالى يا حبيبي
وحملته بين يـ ـديها تضعه في حضنها، وضع يـ ـده على فمه يمنع صوته ثم بكى، بعدت يـ ـده وهي تضمه قائلة : بتعيط ليه؟ قولي بس مين مزعلك ... حد قالك حاجة
لم يجب فقط يبكي بطريقة جعلتها تبكي وهي تضمه بقوة، تحدثت ببكاء : طيب قولي بتعيط كده ليه؟ يعقوب
وضع الصغير يـ ـده على قلبه ثم قال ببكاء : قلبي بيوجعني .. قلبي
مسكت يـ ـده تُقـ ـبلها وهي تقول : طيب أهدى عشان خاطري، يعقوب بص عليا كده
شهقت بخفة وهي ترى شحوب وجهه وازرقاق فمه، صرخت بخوف : يوسف
وقفت تحمله وتجري في الاستقبال، تحدثت بخوف : ابني، ابني تعبان
اغمى على الصغير ودخلت به غرفة، ظلت بجانبه تبكي في حين عاد يوسف وجد هاتف يعقوب فقط موضوع، حمله وبدأ يبحث عنه حتى وجدهم
يوسف بقلق : يعقوب ماله؟
سيلا ببكاء : كان بيعيط بعدين قالي قلبي بيوجعني ووشه اصفر واغمى عليه ... أنا خايفة عليه اوي يا يوسف
اقترب يوسف ومسك يـ ـده قائلاً للطبيب : هو عايش صح؟
سيلا بغضب وبكاء : أنت بتقول ايه؟
الطبيب : هو بيشتكي من حاجة معينة، أصل ضربات قلبه مش تمام
يوسف بتأكيد : ايوة وهو المفروض الدكتور محدد ليه عملية قلب مفتوح
سيلا بصدمة : ايه!
ظلوا بجانبه حتى عاد وفاق، حملته سيلا لحضنها وهي تبكي وتُقـ ـبل كل إنش بوجهه كذلك يده، تحدث بإبتسامة : قلقتي عليا اوي صح؟ بتحبيني؟
سيلا ببكاء : قد الدنيا دي كلها
انحنى يوسف أمامه قائلاً : ازعقلك ولا هتتعب
ضحك يعقوب واخفى وجهه في سيلا قائلاً : هتعب
سيلا وهي تدفع يوسف : ملكش دعوة بيه، دا حبيب ماما
تأملها يوسف لبرهة ثم قـ ـبلها بخفة، عنفته قائلة : يوسف
دخلت ثلاثة ممرضات قائلات بإبتسامة : حمدلله على سلامته، ابنك كويس
سيلا بإبتسامة : ايوة الحمد لله، تسلموا
أحد الممرضات : أحنا اتخضينا علية من صويتك، ربنا ميوركيش فيه حاجة وحشة
قَبلت سيلا يـ ـده قائلة : يا رب
وبالفعل ذهبت هي ويوسف بعدما سحبوا منها عينة، ظلت تحمل يعقوب في حضنها ثم قالت : يعقوب هينام معايا النهاردة
يوسف : يا بخته، حضن سيلا حلو اوي يا يعقوب
يعقوب : وأنت عرفت منين يا بابا؟
نظر يوسف لها فانفجرت ضاحكة ثم قالت : قوله عرفت منين يا بابا
يوسف بخبث : اقول يعني
رمقته بغيظ ثم رفعت وجه يعقوب قائلة : سيبك منه وقولي بتحبني قد ايه؟
يعقوب : قد بابا رعد
يوسف بإبتسامة : أوبا خلاص وصلتي ليڤل الوحش عنده، بيحبك أكتر مني
سيلا وهي تُقـ ـبل أنفه : وأنا بموت فيك، بحبك اكتر حد في الدنيا كلها
يعقوب : يعني هتيجي معايا بكره المنصورة، هشوف ماما واصالحها بعدين هاجي أنام في حضنك
سيلا : كل اللي نفسك فيه حاضر
يعقوب بتوتر : أنتِ بتحبيني بجد؟ يعني مش بتكرهيني
سيلا بإبتسامة : أنت قلبي وروحي كمان، بحبك اوي
يوسف بصوت عالي : يا بخته، يا رب ربع حبها لابني
اطلقت زفير متعب ثم قالت بتمتمة : غبي.
❈-❈-❈
في حين كانت زينة تبكي بانهيار عقب المشكلة التي حدثت بينها هي وزو..جها محمد، فهي كعادتها طلبت منه أن يقوموا بإنجاب طفل، هي تريد عيش هذه الأجواء معه
زينة بهدوء : يا محمد أنا هشيل الوسيلة، أنا عايزة أحمل، أحنا متجـ ـوزين بقالنا كم سنة وكله من عمري أنا
محمد بهدوء : زينة اة متجـ ـوزين بقالنا كم سنة بس أنا مش ضامن وجودك
عادت تجيب له : يا حبيبي لو قصدك على يعقوب فوالله الغدر كان من يوسف، لو عليا كنت مستعدة أكمل معاه بعدين ماما قالتلي اسيبه
محمد مؤكدًا على حديثها : ايوة ماما ونفسها ماما اللي كل مشكلة الاقيها بترن عليا، طيب ليه يا زينة؟ أحنا لينا حياتنا مينفعش حد تالت يدخل
زينة بزفير : أنت هتعمل ذي يوسف! ماما في حياتي كل حاجة وأنا مش هقدر أخد قرار من غيرها
ربط على كتفها قائلاً : يا حبيبتي بس مش لدرجة تدخل بينا عشان مثلاً أنا مباكلش السمك وأنتِ بتحبيه، ليه ترن عليا تقولي بنتي بتحبه ومش هتمنعها، الأمر يضحك اكتر ما يضايق بس ليه معنى كبير
تحدثت بحدة : مليش دعوة أنا عايزة اخلف، أنت مجبتنيش خدامه ليك ولولادك
تغيرت ملامح محمد ثم قال : طالما قولتي النقطة دي يبقى هيبقى في ميزة بين ابنك وولادي، ويا بنت الناس كلام من الآخر طول ما مامتك ف حياتنا مفيش ولاد مني، إذا كان أنام بنام جنبك بليل وأنا مش ضامن هقوم الاقيكي جنبي ولا لا!
زينة بغضب : هي دي اخرتها، ماشي
اتجهت تجلس في غرفتها ثم تحدثت مع والدتها التي قالت : سيبيله البيت فورًا وتعالي، هو هيبدأ يتشطر عليكي، لو عايزك هيجيلك ويوافق بعدين مش كفاية شايلة قرفه
زينة بتوتر وبكاء : يعني اجي
أمنية بتأكيد : ايوة تعالي على طول يلا متباتيش عندك
زينة بخوف : حاضر
وبالفعل بدلت ملابسها ثم اتجهت حملت اغراضها وخرجت، تحدث بهدوء : شوفتي أنا مش عايز اخلف منك ليه! في الأول والآخر أنتِ مش أم ولادي يا زينة
زينة بحدة : بس هبقى أم اللي جاي
محمد : وكنتِ أم يعقوب برضو يا زينة، أنتِ أم فاشلة وزوجة فاشلة ومتستنيش أجيلك
زينة بدموع : ماشي يا محمد
وها هي تجلس في منزل أهلها منذ يومين ولم يقوم بالسؤال عنها، واستمعت لكلام والدتها وربما تحصد نتيجة فشل جو..ازة ثانية بسبب أمها.
❈-❈-❈
كانت زياد يحـ ـضن جايدا من ظهرها وهي غافية بينما هو فارقه النوم من كثرة التفكير فيما حدث، نظرات ياسين لها ليست نظرات عابرة بل إنها تدل على حب دفين، اطلق تنهيدة خائفة وهو يعتدل جالسًا فتململت جايدا
جايدا بنعاس : زياد رايح فين؟
زياد : مخنوق شوية هقف في البلكونة
جايدا بقلق : ليه يا حبيبي؟
زياد بزفير : مفيش يا جايدا نامي
سحبته قائلة بإبتسامة : تعالى بس في ألف طريقة تضيع الخنقة غير إنك تطفش مني، تعالى
أخذته هي في حضـ ـنها وبدأت تداعب شعره قائلة : قولي بقى مالك؟ أنا فوقت ليك اهو
نفى برأسه وهو يضـ ـمها بقوة، همست له : خايف من جوز چمان، متخافش أنا بحبك ومفيش حاجة في الدنيا تغير مشاعري، تخيل نفضل سنين محافظين على اللي بينا ويجي حاجة تافهه ذي دي تضيعه، دا حتى عيب في حق حبنا
لم يجب عليها واكتفى بإغماض عيناه، يفكر أنه في الحقيقة لا يملك أحد سواها هي وابنه إنما هي الآن تملك العالم أجمع، لو اختفت من حياته فقد ما بها.
❈-❈-❈
فتحت لارا عيناها ونظرت بجانبها لم تجد أدهم، اعتدلت جالسة ثم اتجهت للخارج ومنها لأسفل تبحث عنه، لقد علمت بوجود ياسين في منزل رعد لذلك لم تهتم بما ترتدي، وصلت للحديقة الخلفية لتجد أدهم يجلس مع ابنة عمه التي ترتدي قميص يظهر أكثر مما يخفي ويرتشف مشروب
نينا بإبتسامة وهي تضع يـ ـدها على كتفه : تقوم ندخل جوا بقى
أدهم بنفي : لا ... كنت عايز اقرب منها، هي مراتي ودا حقي وأنا ... أنا بحبها اوي بس منعتني
تجمعت دموعه وهو يقول بحزن : قالتلي لا
نينا وهي تقترب منه : هي مش بتحبك، أنا اللي بحبك يا أدهم
أدارت وجهه لها وهو يتحدث : أنا بحبـ ... لارا
تخيلها هي لارا واقتربت منه، كاد يقترب هو الآخر لكنه سمع صوتها : أدهم
التفت حيث الصوت فوجدها تقف وتنظر له بملامح جامدة، انتفض واقفًا وهو يتجه لها بينما صعدت هي ببرود لأعلى .... صعد أدهم خلفها وجذب ذراعها قبل أن تنام ثم قال : أنا كنت ... لارا أنا ...
لارا بجمود : مفيش داعي تبرر، حياتك وأنت حر فيها
أدهم باستغراب : حر فيها أزاي؟ أنا جـ ـوزك
لارا بسخرية : جـ ـوزي اة بأمارة لو كنت اتأخرت شوية كان .... أول مرة اعرف إنك كلب شهوتك
شهقت بصدمة حين صفعها، وضعت يـ ـدها على وجنتها وهي تنظر له بصدمة، لم تختلف كثيرًا عن صدمته وحاول تبرير موقفه : لارا أنا مكنتش اقصد، اللي حصل إني ... أنا أسف
لارا بتنهيد : كل واحد يتحمل نتيجة غلطه، وأنا غلطت واتجوزتك ولآخر لحظة لازم اتحمل
اتجهت للسرير تنام مكانها ولم تجيب على ندائه عليها ...
❈-❈-❈
في صباح يوم جديد
فتحت عشق عيناها على ملمس وردة، انحنى رعد يطبع قـ ـبلة رقيقة على جبينها ثم نزل قليلاً لأنفها، أعاد خصلاتها للخلف ثم قال : صباح الخير
عشق وهي تفتح ذراعيها : بس كده! طيب خليها صباح الخير يا ام العيال حتى، صباح الورد صباح البطيخ حتى
رعد بتنهيد : مزاجي رايق
عشق بتأكيد : أيوة منا بعكره، وكمان لابس ورايح الشغل لا بجد بجد كتر خيرك وأمبارح كان شغل، بص أنت غلطان إنك بتقعد الجمعة
رعد بإبتسامة بسيطة : ذي النهاردة من تمن سنين الواحد كان متجوز واحدة حريقة بس فرفوشة، النار هدت بقت نكدية
بدأت تضربه بعشوائية قائلة بغيظ : طب قوم بقى، قوم
نظر لذراعه ثم لها قائلاً : أنتِ قد الضربه دي؟
نفت رأسها وهي تتراجع للخلف، جذب قدميها وانقض عليها وهي تضحك بصوت عالي، بدأ يدغدغها وهي تصرخ قائلة : خلاص يا رعد، خلاص بجد
عادت تضحك بصوت أعلى ليُقبل جبينها ثم قال : شوفتي الأمور بسيطة أزاي، اضحكي
عشق وهي تحاوط عنقه : طيب بس عايزة أسافر معاك سفرية رومانسية كده تطبطب على قلبي، ومتقوليش الولاد
رعد وهو يقرص أنفها : فعلاً الولاد
عشق بتنهيد : أمته بقى يكبروا يا رعد
رعد وهو يحرك رأسه بخفة : ربنا يطول في عمرهم، الوقتي ملهمش هم بكره تشوفي، أنتِ عندك خمس صبيان هيجي عليهم خمس بنات وصدقيني مهما نحاول مش هنوفق، دا غير لو خلفنا تاني
عشق وهي تعتدل جالسة : أنت عايز ولادي أنا واعوذ بالله من كلمه أنا يتجوزوا خمسة، بإذن الله عشرين ذي ما الشرع حلل
رعد بإبتسامة : ما حلل لأبوهم برضو، عادي ممكن نخليهم أربعة وعشرين ومتقلقيش هوفق
عشق : تقدر أصلاً
مرر يـ ـده على وجنتها، ونظرته لها كانت بمثابة أكبر غزل لها، تحدث : هو أنا من نحية اقدر فأنا اقدر بس الفكرة إن محدش دخل حياتي وتجاوز الحاجز غيرك، مش هقدر حد تاني يتجاوزه، كذلك مش هقدر اعطي لحد حاجة من اللي جوايا، كله لعشق
عشق بإبتسامة : بمناسبة عشق هو يا شيخ رعد مش حرام نحتفل بعيد جو..ازنا
رعد بتأكيد : حرام، بدعة بس مش اللي حصل بليل لأن أحنا كتير ما بنعمل ليلة حلوة كده، وهدايا بس الحفلة للأسف شيلتيني ذنوب كتيرة اوي ويوسف زاد وغطى ... ربنا يسامحني بقى كنت قلقان أموت امبارح والله
عشق بضحك : بعيد الشر عنك طبعًا بس يعني كل اللي بيعملوا معصية دول وربنا بيتوب عليهم وبيموتوا موته كويسة وتيجي أنت اللي تموت على معصية
رعد : تخيلي بقى
نظرت باتجاه الساعة حسنًا مازال هناك وقت على معاد الإفطار، ثم نظرت له قائلة : طيب هو ايه الفرق بين اللي أحنا عملناه بليل والحفلة، عرفني
مرر يـ ـده على شعرها قائلاً بمرح طفيف : أنتِ قصيتي شعرك ليه؟
عشق بغيظ : رعد
ربط على وجنتها قائلاً : حبيبتي قال الله تعالى " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ " صدق الله العظيم، ومن فضل ربنا إني اتجوزتك فاحتفلنا بأشياء معتادة بسيطة، ومعملناش حاجة تغضب ربنا عكس الحفلة طبعًا غضبنا ربنا بحاجات كتيرة اوي، أبسط حاجة قبلنا الهدايا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة " صدق رسول الله ... بس اللي يخفف عقابنا إننا عاملينه بنية تظهري للعلن وربنا أعلى وأعلم بينا
انسابت دموع عشق وهي تقول : أنا اللي عملت فينا دا
رعد وهو يمسح دموعها : أنا مش عيل، بصي يا عشق الدين دين يسر مش عسر ولو جينا للحلال والحرام هتلاقينا كل يوم بذنب بس الحلو في الأمر إن ربنا غفور رحيم
عشق بتأكيد : عارفة بس ...
رعد : مفيش بس وقومي يلا عشان ياسين تحت أصلاً مينفعش نتأخر عليه
اعتدل واقفًا فجلست على ركبتيها قائلة : طيب بس استنى هقولك آخر حاجة، آخر حاجة بجد
حرك رأسه بتساؤل فأكملت : بفكر في النقاب
لمعت أعين رعد لتعتدل واقفة على السرير، تحدث بإبتسامة : أنا مكرهش بس خلينا واحدة واحدة، هو مش فرض، وعشان لو ناوين نخلف كمان مرة متتعبيش
عشق بتساؤل : يعني فكرتي حلوة، استمر
أكد برأسه ثم قَـ ـبل يـ ـدها واتجه للخارج، تحدثت بصوت عالي : يا رعد الصالح بيصلح، والحب بيعمل المعجزات
رعد بضحك : عارف
اتجهت للحمام تغسل وجهها ثم توضأت وخرجت تصلي ركعتين بعدما ارتدت إسدالها، ثم ملابس العمل ونزلت، وجدت رعد وياسين يتحدثوا والأولاد يجلسوا، ألقت السلام عليهم ثم بدأت تُقـ ـبل الأولاد بمرح وإبتسامة واتجهت تفطر الأولاد وهي معهم في حين رعد يتحدث مع ياسين
ابتسمت عشق قائلة : براڤو يا آدم، رعد شوف آدم عمل ايه ف المدرسة، بإذن الله يبقى دكتور
آدم بنفي : لا يا ماما مش هبقى دكتور
رعد بإبتسامة بسيطة : تعالى يا آدم وريني الورقة لو خلصت أكل
اتجه آدم له يريه الورقة، ابتسم رعد وهو يُقـ ـبل جبينه ثم قال : براڤو عليك يا آدم، نفسك تطلع ايه؟
آدم : يا بابا أنت بتحب الشركة أكتر ولا المركز؟
ربط رعد على قائلاً : المركز عشان دا كان حلمي فأكيد هو
آدم بحماس : وأنا حلمي تفضل في حلمك بس يا بابا، يعني أنا لما أكبر هروح كلية تخليني أروح الشركة مكانك وتفضل تشتغل في المركز بس وتقعد معانا وقت أكبر
نظر رعد باتجاه عشق التي ابتسمت ثم اتجه فهد وأسد له قائلين في نفس الوقت : وأحنا عايزين نطلع ذيك يا بابا
صقر وهو يتجه له بحماس : وأنا هطلع ذي ما هتقول يا بابا
شعر ياسين بميزات إنجاب أولاد وتربيتهم على حب أهلهم، احتضنهم رعد وقد ترك الطعام وانشغل بهم، لاحظ جلوس ابنه رعد ليردف ياسين : الواد دا انتمائه ليك اسمه فقط
عشق : رعد وأنت ملكش حلم
رعد بإبتسامة سمجة : اتجوزك يا ماما واخدك من بابا، وكمان اكبر بقى أنا هفضل لأمته كده
صقر بعبوس : لقيط بيحب نكدية
رعد بحدة طفيفة : عيب يا صقر، يلا بسام زمانه مستنيكم
بدأوا يقـ ـبلوه بعشوائية وهو يضحك بخفة ثم أتى رعد له يحاوط عنقه قائلاً : ابو..سك من بوقك يا بابا
وقفت عشق خلفه تضع يـ ـدها على فمه قائلة : لا يا بارد
رعد : طيب ابو..سك أنتِ من بوقك يا ماما
انفجر ياسين ضاحكًا ورعد يصر على أبويه، تحدثت عشق بحدة : لا مش هتبوس بابا
رعد وهو يبتعد : غلاسه
نظر رعد وعشق له وقبل إبداء رد فعل انطلق جريًا، ياسين بضحك : عيل أروب اوي، يلا هروح الشركة ولو عايزة تاخدي النهاردة أجازة يا عشق خديه
رعد بهدوء : استني هاجي معاك
ياسين : متقلقش راجعلك لأني لسه محتاج اتكلم بس شوف حالك، ولو عايز خليك مع مراتك
رعد بإبتسامة طفيفة : تمام نتقابل آخر النهار
ذهب ياسين ونظرت عشق لرعد قائلة : مش هغيب، كفاية امبارح وأنت قوم روح شغلك
مسك طرف حجابها ثم فك الدبوس الذي يثبته، جذبه فانسدل شعرها القصير ثم جذبها لتجلس في حضنه قائلاً : أمبارح كان للناس، ملناش حق على بعض ولا ايه!
عشق بإبتسامة : مش كفاية أمبارح يعني
رعد بخفوت : هو أنت يتشبع منك يا جميل.
❈-❈-❈
وضعت سيلا المفتاح في الباب ثم فتحته ودخلت، لقد أخذت نسخة من يوسف حتى تتمكن من الدخول وقتما شاءت، فتحت باب غرفته ودخلت تنادي عليه وهي تفتح الستائر والشبابيك ثم تغلق الزجاج
سيلا : يوسف يلا اصحى، صباح الخير، يوووسف يا نهار أبيض لسه نومك تقيل
فتح عيناه ثم قال : سيليو اقفلي الازاز خمس دقايق بس
اتجهت وجلست بجانبه قائلة : لا قوم يلا، فتح عينك، يوسف
فتح عيناه ببطء ثم جذبها قائلاً : نامي أنتِ أسهل
كادت تتحرك لكنه جذبها وثبتها في حضنه، ابتسمت بخفة وهو تضمه قائلة : أنت منك لله
أغمضت عيناها ونامت هي الآخرى، استيقظ يعقوب ثم اتجه لغرفة والده ينادي عليه، ضحك بسعادة وهو يجده نائم مع سيلا ثم اتجه ينام بجانبها وضمها هو الآخر ... فتحت سيلا عيناها لتجد نفسها مُقيدة من الناحيتين، ابتسمت بخفة وهي تضع يدها في شعر يعقوب
سيلا بإبتسامة : يوسف قوم يلا، يوسف
يوسف بنعاس : مش قادر عايز أنام
سيلا بضيق : يلا بقى زهقتني، قوم أنا جعانة
استيقظ يوسف ثم فطر معها هي وابنه ليقرروا الاتجاه سويًا إلى المنصورة، وصل يوسف ثم نزل كذلك ابنه الذي اندفع لأعلى كالعادة ينادي على الجميع... نظرت سيلا للبوابة التي سبق واُغلقت في وجهها بقسوة، مـ ـسك يوسف يـ ـدها قائلاً : انسي
سيلا بهدوء : لو نسيت هنسى اللي عمله كرم، ووقتها الأولاوية ليه لأنه أبو ابني
أيعلم أحدكم الرجفة التي تحدث ويصحبها خوف طفيف من المستقبل، طرق يعقوب على باب جده جلال قائلاً بصوت عالي : افتح يا جدو أنا يعقوب وجيت، يا جدو افتح بقى
فتحت زينة الباب له، هتف وهو يضع يـ ـده على قلبه : ماما
سلمت عليه في فتور ثم دخلت دون استقبال والده، عبست ملامح يعقوب وهو يعود محني رأسه، وجد سيلا أمامه ثم حملته قائلة : مالك؟
نفى برأسه وبدأ يوسف الصياح كابنه : يا بابا يا جدي يا أهل العمارة
نزلت والدته سريعًا وخلفه والده الذي يضحك، خرج جلال له، وضعت زهرة يـ ـدها على أسفل عنقها ثم شهقت بصدمة يليها دموع تنهمر وهي تقول : سيلا
استمعت زينة للاسم وخرجت سريعًا، اتجهت زهرة تضم سيلا بلهفة في حين نظرت سيلا لهم ثم للمكان والدموع تنساب من عيناها، الجميع كان شاهد على قسوة ابنهم لها ولم يتحدث
مرر يوسف يـ ـده على شعرها ثم اقترب قائلاً : خلاص أهدي
اقترب جمال منها وقَـ ـبل رأسها قائلاً : والله بيتنا نور
يعقوب وهو يدفع جدته : فعصتيني يا تيتا
تعالت ضحكاتهم وأخذته زهرة تُقـ ـبله بلهفة، نزلت زينة قائلة : تعالى يا يعقوب
اتجه الصغير لها ببرائة وضمها، تنهدت سيلا وهي تنظر ليوسف الذي مسك يـ ـدها وصعد، جلس في الصالون وهي بجانبه ثم نزل يعقوب يتجه لها قائلاً : عايز أنام
نظرت باتجاه يوسف الذي قال : ادخل يا يعقوب الاوضة جوه نام
زينة بضيق : تعالى يا يعقوب باباك مش فاضي ليك الوقتي
قَـ ـبل وجنة سيلا ثم اتجه مع زينة، نظرت سيلا ليوسف قائلة : هي لسه
أتت زهرة تحمل الضيافة ثم قالت : في ايه؟
يوسف : هي دي بتعمل ايه هنا؟
زهرة بضحك : اتشاكلت مع جوزها وأمها قالتلها تعالي وجات، تراهني أمنية مش هتسكت غير أما تطلقها تاني
التقط تفاحة ثم قام بقطعها لها وبدأ يمد يـ ـده قائلاً : تخفى بس تبعد عننا، وتحسن معاملتها معانا... امسكي
سيلا : مش عايزة
أشار لها فأخذته منه تزفر بضيق، تحدثت زهرة : عاملة ايه في حملك يا سيلا؟
يوسف : الحمدلله، أدينا ماشين بنزق فيها لما نشوف
سيلا وهي تضربه في كتفه : قالت سيلا
يوسف بإبتسامة : أنا وسيلا واحد
سيلا بحدة : اتنين
ثم نظرت لزهرة التي ضحكت، وعلى غفلة اقترب يوسف في نفس الوقت خرجت زينة، يوسف بهدوء : سيلا
التفتت وعلى غفلة طبع قـ ـبلة بسيطة على فمها، شارعت سيلا بضربه بعشوائية وهو يضحك بصوت عالي، ثبتها بيديه وخرج يعقوب قائلاً وهو يصفق : بتعملوا ايه؟
يوسف : بضرب سيلا تعالى عضها
اقترب يعقوب بحماس فبدأت سيلا تهددهم بأسنانها، همس يوسف لها : عايز أعض شفـ ـايفك الحلو دي
اتسعت عيناه وضربته زهرة قائلة بضحك : اتلم
أتى جده ووالده، جلس جلال أمام سيلا قائلاً : منورانا يا بنتي والله
سيلا باستغراب : بنورك يا جدي، منمتش ليه يا يعقوب؟
نفى برأسه وهو يُقـ ـبل ذقنها، ربط يوسف على شعرها قائلاً : الواد غرقان ذي ابوه ... هطلع اغير هدومي وجاي
اتجه لأعلى في حين تحدث الجد مع سيلا : يا بنتي طبعًا يشهد ربنا أحنا فرحانين ليوسف قد ايه برجوعك، لأننا شوفنا فيه ست سنين منتمنهمش للأعداء بس الولد الصغير دا ملوش ذنب، زينة عندها مشاكل في حياتها وابنها مش هيحبك عن مامته ... لو سمحتي يعني
جمال بحدة : يا بابا كفاية لو سمحت
سيلا ببرود : اللي يوسف يحبه، مش هتفرق كتير
عم الصمت لوقت ثم وقفت سيلا قائلة : هطلع اشم شوية هوا وراجعة
خرجت تبحث عن الهواء الذي يزيل الأذية التي تجددت، نزلت زينة خلفها ثم قالت : شيفاكي رجعتي يعني
سيلا بسخرية : وحامل من طليقي تخيلي بقى
زينة : هيرجع يبيعك، اللي بيجي بلاش بيروح بلاش يا سيلا
سيلا بضحك : واللي جيه غالي فضل؟ تاخديها نصيحة مني وترتاحي، شيليني من دماغك، عايزة يوسف خدي يوسف على طبق من دهب
زينة بنفي : لا مش وقته، هسيبه لحد ما يزهق منك ويرجع يحوم حواليا ووقتها هرفضه واخليه يرجعلك مجبر
نظرت سيلا لها من أعلى لأسفل ثم قالت : أنتِ مفكرة نفسك ايه؟ في الحلاوة أنا أحلى وفي الشخصية أنا أحسن وفي الحب أنا بحب أكتر وفي الطيبة والنية الصافية أنا أفضل، أنا وأنتِ مفيش مقارنة بينا
زينة بغرور : تنكري إن يوسف حبني أنا أكتر
كادت سيلا ترد لكن يوسف هو من رد قائلاً : مش تنكر لأن الحقيقة إني محبتكبش ربع حبي ليها يا زينة، أنا اتجـ ـوزت سيلا قبلك وقدرت المـ ـسها واعيش من غيرك بس أكتر من ست سنين حرمت على نفسي جنس حوا بسببها، أبقى بحب مين أكتر؟ أنتِ كنتي قدامي بس هي أنا جريت وراها لحد ما وصلت لأول سلم ومش هسيبها
صعدت زينة دون الرد عليه فوجدت جمال يصرخ بوالده بغضب : ارحموا ابني بقى، كفاية اللي حصله من وراكم ورا ابن الـ •••• والله وبالله لو زينة بنت أخويا أخر واحدة ف الدنيا ما هترجع لابني لو هقـ ـتله
جلال بحدة : أنت تخرس خالص، من ساعة ما كان صغير وهو لبنت عمه
جمال بعصبية : مش هيكون غير للي عايزها، لو بنت عمه اطلقت الف مرة
أما يوسف فكان ينظر لها وهي تتجاهل، تحدث بهدوء : أنتِ زعلانة؟ نرجع
سيلا : أهلك مفكرين إن أنا لفيت حواليك، صدقني يا يوسف أنا بيعاك ببلاش، مش عايزاك
يوسف بتأكيد : عارف واستاهل كل ده
سيلا بزفير : تعرف يا يوسف، أنا نفسي اوجعك اوي، على قد حبي ليك نفسي أأذيك واحرق قلبك، نفسي يبقى جواك آثر وحش مني يفضل طول العمر ندبة فيك
لمعت عيناه بحزن دفين ثم جلس على السلم بتعب، أكملت حديثها : متقعدش، امشي يا يوسف لأن بجد لما بشوفك نفسيتي بتتعب منك
وقف ونزل لأسفل ثم خرج من العمارة يسير يستنشق الهواء، تذكرت البوابة التي أُغلقت في وجهها لتنساب دموعها قائلة : يا رب ريحني
صعدت لأعلى بعدما مسحت دموعها وجدت زهرة تأخذها لشقتها، مرت ساعة ثم هتف البواب بصوت عالي : يوسف بيه عمل حادثة، يوسف بيه الحقوه.
❈-❈-❈
نزل زياد من المنزل متجه إلى عمله المسائي، في حين جلست جايدا تقرأ أحد الكتب بملل وداخلها يفكر في سبب يجعله يترك العمل ويأتي، شغفها به جعلها تنسى أمر ياسين وما حدث في حين كان ياسين يجلس أسفل منزلها وحين ذهب زياد صعد
دق جرس الباب فاتجهت جايدا تفتح بإبتسامة سرعان ما اختفت وهي تقول : أفندم
ياسين بهدوء : عاملة ايه؟
جايدا بهدوء : كويسة، بتعمل ايه هنا؟
ياسين بحزن : مش عارف، بس كل اللي اعرفه إني عايز أشوفك
جايدا بحدة : لو سمحت اتفضل امشي وعيب اوي كده، أنا واحدة متجـ ـوزة وأنت كمان جوز أختي
ظل يتأملها لوقت وهي تشعر بالخجل من نظراته مما جعلها تغلق الباب في وجهه، وضع يـ ـده على الباب قائلاً : جايدا افتكريني، اللي بينا مش سهل للدرجة دي يا جايدا، عشان خاطري كفاية عذاب ليا بقى
جايدا بعصبية : امشي وإلا والله اطلب البوليس
ياسين وهو يطرق بيـ ـده على الباب : مش خايف قد منا خايف اخسرك تاني، أنتِ مش بتحبيه يا جايدا أنتِ بتحبيني أنا، أنتِ ملكي أنا واللي بينا مش واحد ذيه اللي ياخده او ينهيه، افتكري يا جايدا
نظرت جانبها وجدت صورة لها مع زياد، التقطت الصورة سرعان ما تذكرت دفء أحضـ ـانه لها في ليالي الشتاء شديدة البرودة، نفت برأسها ثم قالت : زياد كل حياتي، لو سمحت أنت والله بتحارب في حرب أنا حسمت النتيجة فيها
ياسين بغضب : أنتِ ليا..
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية