-->

رواية جديدة لأنني أحببت الجزء الثاني من في غياهب القدر لبسمة بدران - الفصل 11

 

قراءة رواية لأنني أحببت

الجزء الثاني من رواية في غياهب القدر كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية لأنني أحببت الجزء الثاني من في غياهب القدر

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


الفصل الحادي عشر

 غيرة حارقة


تسير في الطرقات هائمة على وجهها فحديث والدتها أرق نومها مما جعلها تشعر بالإرهاق الشديد ولسوء الحظ فهي لديها امتحان عملي اليوم. 

وأثناء شرودها استمعت إلى صوته الذي يجعلها تذوب كليا يقول: صباح الفل يا نور مالك ماشية كده وكأنك مش شيفة قدامك.


 استدارت إليه حتى باتت قبالته تهتف بصوت مبحوح: وليد بص أنا مش حقدر أتكلم معاك دلوقتي عشان عندي امتحان ومش عايزة أتأخر بس أنا محتاجة أشوفك بعد الضهر ضروري لازم نتكلم مع بعض. 


أقلقته نبرة صوتها الحزينة وكذلك جديتها الغير معتادة فسألها باهتمام: هو فيه حاجة يا نور؟ 


أومأت له عدة مرات مغمغمة بنفس الجدية: أيوة في حاجة مهمة أنت لازم تعرفها يا وليد بس زي ما قلت لك بعد ما اخلص امتحان. 


هتف بسرعة: خلاص لما تخلصي الامتحان رني عليا وأنا هاعدي عليكي اخدك ونقعد في مكان. حلو كده؟


 أومأت له بالموافقة. 

فهتف بفضول غريب: طيب ما ينفعش تديني فكرة عن الموضوع دلوقتي ونبقى نتكلم فيه لما تخلصي؟


 هزت رأسها نفيا مغمغمة وهي تبتعد من أمامه: لا ما ينفعش هستناك بعد ما أخلص يلا سلام.


 تابعها بناظريه حتى اختفت تماما ثم هتف بقلق ممزوج بالخوف: يا ترى إيه اللي وراكي أنت كمان يا نور.


❈-❈-❈


وزعت بصرها بينهما فكلاهما يحتاج منها جواب ثم قهقهت بلا مرح هاتفة بعدم تصديق موجهة حديثها لزوجها السابق: نعم يا أستاذ رامي بتقول إيه؟


 أجابها بثقة زي ما سمعتي يا غزل أنا مش ناوي امشي من هنا غير لما توافقي أننا نرجع لبعض عشان...


 قاطعته بإشارة من يدها: بس ما تكملش مش عايزة اسمع منك الكلام الفاضي اللي أنت قلته دلوقتي مش عارف تعيش من غيري يا أخي قول كلام غير ده. ده أنت عشت واتجوزت وكان عندك استعداد تخلف كمان بس للأسف التانية ادتك صابونة وسابتك ومشت وبعدين هو أنا مش قلت لك قبل كده أني مش عايزة أشوف وشك تاني وتوفر الكلام الفاضي ده لنفسك أنت إيه ما بتزهقش ولا أنت ما عندكش دم ولا إيه بالظبط؟


 ابتلع إهانتها بداخله وأسرها في نفسه ثم هتف بجدية: قلت إني ندمت وحساس بالضياع من غيرك ومن غير بناتي ده ربنا بيغفر يا شيخة إيه مش قادرة تغفري لي الغلطة اللي غلطتها دي؟


 أجابته بصراخ: لا مش قادرة اغفر لك وبعدين أنت قلت ربنا هو اللي يغفر لكن أنا بشر يا رامي ودلوقتي أتفضل ورينا عرض كتافك كفاية فضايح لحد كده.


 انتبه رامي بأنهما ليسا بمفردهما فغمغما باعتذار ثم سألها بفضول: هو مين الأستاذ ده؟


 فتحت فاهها لتجيبه لكنه سبقها مستغلا الفرصة هاتفا بابتسامة مصطنعة: أنا كريم الصاوي خطيب مدام غزل.


 اتسعت حدقتاه في دهشة ثم تمتم بعدم تصديق: خطيبها خطيبها أزاي يعني؟


 راقت لها الفكرة كثيرا كي تبعده عن طريقها فأجابته بابتسامة: خطيبها يعني خطيبها مش محتاجة فكاكة يعني أنا والاستاذ كريم اتخطبنا ولما نحدد ميعاد الفرح هنبقى نعزمك.


 كسا الحزن ملامحه وهتف بصوت ضعيف من شدة التأثر: ألف مبروك. 


ألقى تلك الكلمات ثم انصرف من أمامهما وهو يجر أذيال الخيبة ويلعن نفسه آلاف المرات بأنه فرط في زوجته وأم بناته.


❈-❈-❈


ظفرت بنفاذ صبر فهي تكره الإلحاح كثيرا فهتفت بجدية ممزوجة بحدة طفيفة: قلت لك مش هينفع يا كامل أنك توصلني الشغل ما تنساش أني واحدة متجوزة واللي بيني وبينك ده خطة يعني حاجة كده عشان نسكت بيها عمار ابن خالي فياريت ما تعش الدور بقى. 


اطرق رأسه أرضا مغمغم بحزن: أنا آسف يا صَبا نسيت نفسي.


 آلمها قلبها عليه وعلى حالته تلك فما ذنبه هو كل ما فعلة ذلك الرجل الشهم أنه وقف بجانبها فلربما أحضر عمار شخصا غريبا ليتزوج بها لكنه فضل أن يقف هو بجانبها وهي تعرف بأنه يحبها كثيرا. 

فرسمت ابتسامة مهزوزة فوق كرزيتيها وهتفت بمزاح: هو أنت في حاجة واقعة منك في الأرض يا كامل.


 ابتهجى من حديثها المازح ثم رفع رأسه هاتفا بمرة: آه في ربع جنيه مخروم وقع مني كنت بادور عليه بس يلا الزاهر أني ما ليش نصيب. 


منحته ابتسامة واسعة ثم غمغمت وهي تنظر في ساعة هاتفها: يا نهار أبيض أنا تأخرت خالص على الشغل إيه مش هتوصلني ولا رجعت في كلامك؟ 


كاد أن يجيبها لكنه ابتلع كلماته عندما أبصر وجه عمار الذي لا يبشر بالخير يقترب منهما هاتفا بصوت مرتفع قليلا: إيه المسخرة اللي بتحصل هنا دي واقفين تضحكوا وتهزروا في الشارع ما تنسوش أنتم لسة مخطوبين يعني منتوش متجوزين. 


اغتاظت من فظاظته في الحديث معها ومع كامل فاستدارت ترمقه بنظرات عدائية هاتفة بعند: أولا قلت لك ميت مرة ما لكش دعوة بحياتي ثم إنك ما تنساش ان كامل خطيبي وهنتجوز قريب ودلوقتي بقى بعد أزنك علشان كامل هيوصلني الشغل. 


ألقت كلماتها دفعة واحدة ثم جذبته من يده وسارو بخطوات واسعة من أمامه تاركة الآخر يشيعها بنظرات لو كانت تقتل لوقعت صريعة في الحال.

 فالشعور بالغيرة ينهش قلبه دون رحمة فغمغم في نفسه: أنت لسه شفت حاجة يا عمار اشرب بقى مش أنت اللي كنت عايزها تتخطب  ده باينك هتشوف أيام سودا الفترة اللي جابه.


❈-❈-❈


وضع سماعة الهاتف وذهول شديد يجتاحه فاستدار إليهم هاتفا في حزن: حسام يا جماعة عمل حادثة والعربية انقلبت بيه وهو دلوقتي في المستشفى بين الحياة والموت.


 ضربت قمر صـ درها بيديها هاتفة بجزع: يا لهوي احنا السبب صح؟


 أيوة احنا السبب أكيد هو ما استحملش اللي عملناه فيه عشان كده عمل حادثة أنا ما كنتش أتمنى أننا نوصل لهنا احنا صحيح كنا عايزين ننتقم منه بس ما كناش عايزين الموضوع يوصل للموت صح ولا إيه؟


 اطرق شقيقها رأسه أرضا ولم يعقب فدنت منه تهزه بقوة ودموعها تنساب فوق وجنتيها مستطردة حديثها: قل لي أننا مش السبب قل لي أن اللي حصل ده ما كنش لنا يد فيه يلا قل لي.


 أزاح يدها هاتفا بصراخ: بس اسكتي أنت نسيتي اللي عمله في أختك ولا ما نسيتيش! أحنا كنا جايين هنا عشان ننتقم صحيح رؤوف والحاج سعد هنداوي هم اللي ساعدونا بس احنا كان هدفنا الأساسي أننا ننتقم منه نسيتي اللي عمله في أختك وخلاها تنتحر نسيتي نسيتي؟


 هزت رأسها بعنف ودموعها تتزايد كشلال فوق وجنتيها حتى أنها لم تستطع إكمال باقي حديثها فارتمت بين أحضان شقيقها وراحت تنتحب بقوة. 


دنا منهما أحد أصدقائهم وهتف بتعقل: اهدوا يا جماعة وصلوا على النبي اللي حصل ده قضاء وقدر كان لازم تعرفوا أن حسام ده لازم تكون نهايته سودا أنتم نسيتم كل البلاوي اللي عملها أنتم مالكوش يد في حاجة اللي حصل له ده انتقام أهدى كده منك لها واطلعوا غيروا هدومكم خلونا نروح نشوف هنعمل إيه معاه ونبلغ أهله وكمان نروح نقول للحاج سعد هنداوي على كل اللي حصل.


❈-❈-❈


راحت تقص عليه ما حدث بينها وبين ابنتها باختصار وهي تعاونه في ارتداء ثيابه وبعد أن انتهت سألته باهتمام: ها يا حاج إيه رأيك اللي عملته كده صح ولا غلط؟

 أصل من بعد ما اتكلمت مع البت وقلت لها إنها لازم تعمل كده وشها جاب ألوان أنا خيفة عليها قوي يا حاج.


 ارتدى لينتعل حذائه ومن ثم استقام واقفا مجيبا إياها بجدية: اللي عملتيه ده هو عين العقل يا صباح بما ان الولد داخل البيت من بابه يبقى لازم يعرف كل حاجة عنها خصوصا أن ده جواز مش لعب عيالي والخيار له وهو يعني عارف نور وعارف أخلاقها وإلا ما كنش طلب أنه يتعرف عليها ولو رفضها بسبب حاجة زي دي يبقى هو ما يستاهلهاش وبعدين كفاية أنها تربيتك يا شحرورة الجمالية. 


منحته ابتسامة صافية ثم دنت منه وعانقته بقوة مغمغمة باهتمام: يديك الصحة وطولة العمر وما يحرمنا منك أبدا يا حاج سعد. 


طبع قبلة حانية فوق جبينها ومن ثم هتف بمزاح: أوعي كده هتكرمشي لي القميص.


 ابتعدت عنه وهي تعدل من هندامه مغمغمة بمرح: وأنت خايف على القميص يكرمش ليه تكونش حاطط عينك على حد كده ولا كده؟ 


أجابها بغزل صريح: هو اللي يتجوزك يشوف حد غيرك يا جميل. 


ضحكت بقوة ومن ثم جذبته من يده كي توصله إلى الباب هاتفة بمرح: يلا عشان ما تتأخرش على المحل ربنا يجعل لك في كل خطوة سلامة يا حاج سعد يا ابن... 


بطرت باقي حديثها هاتفة باهتمام: هي المرحومة والدتك كان اسمها إيه يا أخويا؟ 


حلويات. كان اسمها حلويات يا حلويات أنتي. 


ضحكتني بقوة ودفعته برفق للخارج مغمغمة بحدة مصطنعة: فايق ورايق على الصبح.


 ألقى لها قبـ لة في الهواء ومن ثم هتف وهو يتجه إلى الدرج: وما افقش وارقش ليه وأنا صاحي على الوش اللي زي العسل ده.


 اتسعت ابتسامتها ومن ثم أغلقت الباب بظهرها عليه وهي تدعو له بكل الأدعية التي خطرت ببالها في تلك اللحظة فذلك الرجل أغدقها بالحب والحنان والحماية التي استفقدتهم طوال عمرها.


❈-❈-❈


تابعه بعينيه حتى استقل سيارة الأجرة وانطلق إلى وجهته. 

ثم ابتسم بخبس وسار من حيث خرج رؤوف وما زالت تلك الابتسامة تزين وجهه البغيض.

 قرع الجرس وانتظر وما هي إلا ثواني حتى طلت عبير من خلف الباب وهي تهتف بغضب طفيف: إيه يا رؤوف كالعادة نسيت...


 بطرت باقي حديثها عندما أبصرته يقف أمامها بطولة المهيب يرمقها بنظرات عدائية هاتفا بحقد: يا أهلا يا أهلا بمراتي السابقة.


 أمسكت بمقبض الباب بقوة حتى انجرحت يديها وكأنها تحتمي به هاتفة بتلعثم: حسن عايز إيه يا حسن؟ وأنت أزاي تيجي لي لحد هنا مش خايف من رؤوف؟


 هتفا وهو يدفعها للداخل: رؤوف مين ده اللي أخاف منه أوعي تفتكري عشان ضربني قبل كده إنه خوفني لا يا ماما ده خدني بس على خوانه وأنا أقسمت أني هاخد حقي منك ومن أخوكي ومن سي رؤوف بتاعك ده تمام أنا جيت بس أقول لك إني مش ناوي أسيبك في حالك ولو بقك أتفتح وجبتي لسي رؤوف  ده سيرة عن اللي حصل بينا دلوقتي مش هيطلع عليه نهار فهمتيني يا حلوة؟


 ألقى كلماته المسمومة في وجهها واستدار عائدا أدراجه تاركا إياها تبكي وتنعى حظها العسر.


❈-❈-❈


قطب حاجبيه بدهشة عندما أبصره يلج إلى المحل وعلامات وجهه لا تبشر بالخير أبدا. 

فسأله باهتمام: رؤوف خير يا ابني مال وشك عامل كده ليه؟ 


دنا منه هامسا بصوت متقطع: مش هينفع هنا يا حاج.


 ازداد قلق الحاج سعد فغمغمة بلهفة: في إيه بالظبط يا ابني؟ 


جزبه من ساعده: تعالى يا حاج بس نقعد في مكان وحشرح لك كل حاجة. 


إنصاع له الحاج سعد وبعد وقت قصير جلس برفقته في أحد المناطق العامة وقبل أن يتساءل الحاج سعد هتف دون مقدمات: علي النادي لسه قافل معايا دلوقتي. 


زاوى الحاج سعد بين حاجبيه مغمغما: مين علي النادي ده؟ 


أجابه رؤوف بسرعة: علي النادي اللي أحنا كنا باعتينه للزفت حسام. 


ضرب الحاج سعد جبينه برفق: آه افتكرت خير فيه إيه حصل حاجة جديدة؟


 زفرا رؤوف بقوة ثم راح يقص ما حدث بينه وبين ذلك الشاب عبر الهاتف بينما الحاج سعد شعر بالحزن الشديد

 فعلى الرغم مما اقترفه حسام في حق ابنه إلا أن عقابه كان شديدا جدا 

أجل هناك نوعا من البشر كالحاج سعد لا يشمتون بالمرض ولا بالموت وكذلك يحزنون من أجل غيرهم فهؤلاء الناس تربوا على الأصول والعزة والكرامة.


 اطرق الحاج سعد رأسه أرضا مغمغما: لا حول ولا قوة إلا بالله.


 رفع رأسه عندما تذكر شيئا فهتفا بغضب: هما السبب في اللي حصل له يا رؤوف.


 أجابه رؤوف بسرعة: لا لا يا حاج هما بس عملوا اللي اتفقنا عليه وبيعوه اللي وراه واللي قدامه لكن الحادثة دي ما حدش له دخل فيها هو اللي كان سكران وعمل الحادثة. 


أراحا الحاج سعد رأسه فوق المقعد ولاحت أمام عينيه أول مرة تعرف فيها على ذلك الشاب.


 فقد كان يجلس كالعادة في مقهى المعلم فكري يحتسي كوبا من الشاي فأبصر زوج ابنته يأتي برفقة شاب غريب عنهم دنا من الحاج سعد ملقيا تحية المساء وكذلك الشاب الذي برفقته وبعد أن غمغم الحاج سعد بتحية المساء هو الآخر سأله باهتمام: مين ده يا رؤوف يا ابني صحبك؟


 هزا رؤوف رأسه نفيا هاتفا بغضب: لأ يا حاج ده ضحية من ضحايا الكلب اللي اسمه حسام. 


صكا الحاج سعد على أسنانه بقوة عند سيرة ذلك الوغد وقبض على يديه هاتفا بتوعد: وديني ما انا سيبه الكلب ده

 بس يا ابني هو عمل لك إيه أنت كمان؟


 اطرق علي رأسه أرضا في خزي مغمغما بصوت حزين مكسور: خلى أختي سابت خطيبها يا حاج وأغراها بالفلوس واتجوزها عرفي من ورانا وبعد ما خد منها اللي هو عايزة رماها في الشارع وقطع الورقتين اللي بينه وبينها

 لقيت أختي سيبا لي جواب في أوضتها حكت لي فيه على اللي حصل وبلغتني أنها حتنتحر عشان الموت سترة ليها واللي زيها وإنها كمان ما تستاهلش الحياة وللأسف ما كنتش لسة خلصت الجواب وصلني خبر موتها عشان كده أنا عايز انتقم من حسام.

 وبطريقتي الخاصة عرفت اللي عمله مع ابنك عمار ربنا يعافيه وكمان مع مراته عشان كده عايز أحط أيدي في أيدكم وناخد حقنا منه.


 على الرغم من أن الحاج سعد لا يحبذ فكرة الانتقام فهو يثق بالله كثيرا وأنه هو وحده المنتقم الجبار إلا أن عصبيته ودمه الحر جعلته يستحسن فكرة ذلك الشاب فهتف بسرعة: وأنا معاك يا ابني. 



استفاق من شروده على صوت رؤوف الجاد: عمي سعد أنت فين بقى لي ساعة بنادي عليك ما قلتليش هنعمل إيه؟


 هبا الحاج سعد واقفا مجيبا إياه بهدوء: هقول لك نعمل إيه قوم معايا.


❈-❈-❈


انتفضا من مكانه كمن لدغته أفعى عندما استمع إلى صوتها البغيض يهتف بنعومة زائدة: عمار أنت ما بتزهقش من وقفتك في البلكونة دي يا حبيبي؟


 استدار لها كليا حتى بات قبالتها يرمقها بنظرات غير مفهومة مجيبا إياها باختصار: لا أنا حابب أشم هوى قولي لي يا زينة أنتي بتحبيني؟


 قطبت حاجبيها بدهشة عندما باغتها بذلك السؤال فدنت منه تعانقه بقوة مغمغمة بإغواء: بحبك بموت فيك يا عمار عمري ما حبيت ولا راجل زيك.


 شعر بالاختناق من قربها هذا فدفعها بقوة جعلتها تبتعد عنه.

 فتسائلت بخوف: عمار مالك يا حبيبي فيك إيه أنا زعلتك في حاجة؟


 هز رأسه نفيا وأجابها بابتسامة: لا يا حبيبتي أبدا بس البرفان اللي أنت حطاه قوي قوي وجعلي معدتي.


 بادلته الابتسام ثم دنت منه مرة أخرى تتلاعب بأزرار قميصه: ولا يهمك يا قلبي خلاص نغير البرفان ده ما دام بيضايقك مع أنك كنت بتحية قوي زمان!


 تمتم في نفسه: زمان بقى يا زينة. 


رفعت حاجبيها بدهشة متسائلة: بتقول حاجة يا حبيبي؟


 هز رأسه نفيا مردفا مغيرا دفة الحديث: بقول لك إيه يا زوزو ما تعملي لي فنجان قهوة من أيدك الحلوين دول. 


دنت منه طابعة قبلة طويلة فوق وجنته ومن ثم هرعت خارج الشرفة: عيوني يا قلب زوزو ثواني والقهوة هتكون عندك.


 ظفر بقوة عندما ابتعدت عنه ثم استدار مرة أخرى للشرفة التي باتت مسكنه في الفترة الأخيرة. 

ثواني وأبصرها تسير كفراش خفيفة جميلة في الطريق ونظرات الرجال تنهشها دون رحمة

 فشعر بالغضب والغيرة الشديدة ولم يتمالك نفسه إلا وهو يسير بخطوات تناسب مرضه ويدلف للخارج عازما على توبيخها.

 وقبل أن يغلق الباب من خلفه استمع إلى صوت زوجته يناديه: عمار رايح فين القهوة؟


 أجابها وهو يغلق الباب من خلفه: ثواني وراجع يا زينة.


 وها هو ذا يقف خلف الباب الرئيسي للمنزل ينتظرها.

 ثواني وأبصرها تلج فجذبها من ساعدها بقوة وأسندها فوق الحائط حتى جعلها محاصرة بين ذراعيه والحائط تأوهت بصوت مسموع إثر اصطدام ظهرها بالجدار مغمغمة وهي تنظر إلى عينيه الساحرتين: عمار أنت اتجننت بتعمل كده ليه؟ 


نظرا إلى عينيها مطولا ولم يشعر بنفسه إلا وهو ينحني ملتقطا شفـ تيها بين شفـ تيه يقـ بلها بنهم وجنون وغيرة وعشق متناسيا كل ما خطط له. 

فمن ذا الذي يقترب من امرأة ويتحكم في نفسه


 استمرت قبـ لتهما لوقت لا يعرفان مداه متناسيان العالم من حولهما فقط يستمتعان بسحر تلك اللحظة التي لا يعرفان ان كانت ستتكرر مرة أخرى أم لا…

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بسمة بدران من رواية لأنني أحببت الجزء الثاني من رواية في غياهب القدر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة