-->

رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني - هدير دودو - الفصل 22

 قراءة أنين وابتهاج الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني 

بقلم الكاتبة هدير دودو


الفصل الثاني والعشرون

كانت فريدة تجلس في غرفتها واخيرا قررت ان تفتح هاتفها الذي أغلقته منذُ ما حدث، تتمنى أن تجد ما يؤكد حديث آلاء، تريد ان تطمئن قلبها وعقلها، تتأكد أن تامر لم يخونها، تريد ان تتشبت بأي أمل يمنع قلبها من الهوى أرضًا.


قلبها يؤلمها بشدة، آنين قوي ينبعث منه، دموعها لا تجف من فوق وجنتيها، ما يؤلمها اكثر هو انها كانت تظنه يحبها بنت احلامها وحياتها القادمة معه، أغمضت عينيها بتعب شديد يعصف في جميع خلاياها.


تشعر أنها كالغريق الذي يتعلق بأي أمل، تريد ان تجد ما يجعلها تصدق الحديث الذي اخبرتها به آلاء، ابتلعت ريقها الجاف بتوتر وقلق شديد ثم تناولت هاتفها بيدين مرتعشتين وملامح وجهها شاحبة كشحوب الموتى، وفتحته ثم فتحت سريعا تطبيق الواتس آب حتى تتأكد من صحة الحديث، حتى يطمئن قلبها الذي يرتجف، لكن قبل أن تفتح المحادثة الخاصة بتامر حتى تقرا عدة الرسائل الذي أرسلها لها، تفاجأت برقم غير مدون على هاتفها قد ارسل اليها بعص الرسائل مصحوبة بجملة 


"شوفيهم يمكن تتأكدي يا بيبي سوري بس أنتي فعلا كنتي مجرد بديل وهتفضلي كدة طول عمرك" 


اسرعت تفتح الرسائل والصور بخوف، وكان عقلها سينفجر لكن ما جعله ينفجر بالغعل هو ما رأته بعدما فتحت الصور وجدت تامر زوجها وهو يقف مع بسملة وعدة صور أخرى اليه وهو أسفل منزلها بنفس تاريخ اليوم الذي رأتهما فيه، شعرت وكأن الدنيا بأكملها قد توقفت عند تلك الوهلة كيف فعل بها ذلك، هل هي لم تعنى له شيء بالفعل!؟ 


كانت تتمنى أن تجد لذاتها ذرة حب واحدة بداخله لكن هيهات ما رأته الآن قد حطم ودمر جميع ظنونها ومشاعرها التي كانت لازالت باقية وتكنها له بداخل قلبها المحطم تماما. 


قلبها يصرخ بألم قوي وكأنه سيتوقف عن النبض تماما، يريد منها الرحمة من ذلك الحب المؤلم الذي يكسرها دائما، أصبحت تشعر وكأن الحياة بأكملها ضدها لم تجد الدافع الذي يدفعها للعيش في سعادة ونعيم دائما تتعب في تلك الحياة ولكن ما ذنبها هي؟ ما هو الشي الذي فعلته حتى تنال ذلك النصيب الكبير من الألم والآنين؟ 


ظلت مع. دوامة افكارها تسحبها الى جهات مختلفة حتى شعرت بشئ لزج اسفلها ولكن قبل أن يستوعب عقلها أي شئ مما يحدث حولها كانت هي شعرت ان الدنيا حولها بأكملها  قد تحولت إلى اللون الاسود القاتم وبدأت تدور بها وكأن غمامة سوداء فد آتت في عينيها لم ترى شئ حولها ولم تشعر بأي شئ آخر في الحياة والواقع المؤلم عليها بعد ذلك وقد رفعت راية الاستسلام بعد كل ما تواجهه في حياتها طاقتها انتهت تماما لم يعد لديها اي شئ اخر تحارب لأجله في حياتها.. 


❈-❈-❈


على الجانب الآخر...


كانت آلاء تجلس معهم  اسفل يحتفلون جميعًا بخبر حمل آلاء المفاجئ للجميع، قطع حديثهم صوت رنين هاتف آلاء التي ردت على الفور ظنًا منها بأنها فريدة فهي دائما تهاتفها من الرقم الخاص بالفتاة التي جعلتها تجلس معها، لكنها تفاجات عندما رأت الفتاة تتحدث بتبرة باكية


:- الحقيني يا مدام آلاء دخلت الاوضة اتطمن على مدام فريدة لفيتها واقعة والدم حواليها مغرق الدنيا. 


صرخت  بفزع وأردفت تحدث عمر مسرعة بخوف غير واعية لما يوجد حولها 


:- عمر الحق يا عمر فريدة، فريدة واقعة مغمى عليها وبيقولوا غرقانة دم في البيت بتاع بابا. 


قنبلة مدوية القتها وهي غير واعية لما سيحدث بعدها ولا أثرها على الجميع، فالجميع بلا استثناء قد بدت الدهشة على ملامحهم. 


كان تامر أول من انتفض بفزع وأردف يسألها بعدم تصديق ودهشة وهو يجد صعوبة شديدة في التحدث 


:- ا... الاء هي فريدة عندك ازاي. 


قبل أن تجيبه آلاء وتتفوه بحرف واحد تحدث عمر بجدية وصرامة كعادته وهو يخفي بمهارة  نظراته المليئة بالغضب من آلاء


:- تامر مش وقته يلا بسرعة نلحقها وبعدها ابقى اتكلم زي ما انت عاوز انا هتصل بالاسعاف عقبال ما نروح عشان يلحقوها. 


توجهت أنظار الجميع على آلاء يطالعونها بعدم رضا لم تجد أي شئ تفعله سوى أنها أسرعت تقف بجانب عمر وتمسك ذراعه وكأنها تحتمي بحصنها المنيع من نظراتهم على الرغم من غضبه هو الآخر منها إلا أنه ظل ثابتا يحاول تهدئة الأمر.


وصل الجميع المستشفى، يشعرون بالقلق على فريدة. 


وجدوها قد دخلت غرفة العمليات و لازالت لم تخرج، وقفوا جميعا والقلق ينهش في قلوبهم حتى اقترب تامر من آلاء وغمغم بعصبية شديدة ونظراته تشع غضب 


:- أدي آخرة حركاتك يا آلاء هانم شوفتي وصلتينا لايه لو فريدة حصلها حاجة مش هسامحك يا آلاء لأن أنا دايما بعتبرك زي أختي وفي الآخر استفدتي إيه بقعد احكيلك دايما وسألتك عن مكانها كذا مرة انتي إيه بتعملي كدة  ليه؟ 


لم تستطع أن تصمت خاصة بعد حديثه فنهضت تقف قبالته وردت عليه بتهكم وغضب شديد 


:- والله لأ خايف على فريدة أوي ولما خايف غلطت ليه من الأول وبعدين أنا روحت وحكيتلها وحاولت اقنعها أنها تتصل بيك وتسمعك معرفش إيه اللي وثلها لكدة بس اللي عارفاه إنك أنت السبب على فكرة وبعدين إيه عاوزني مساعدهاش اسيبها مرمية في الشارع من غير مكان عشان يعجب حضرتك يا استاذ تامر. 


قالت جملتها الاخيرة بسخرية فرد عليها بحدة وصرامة ولازال الغضب يعصف بداخله 


:- أنتي مالك يا آلاء ليه دخلتي نفسك بيني أنا ومراتي أنتي وعمر كان بينكم مشاكل ملهاش أول من آخر هل أنا اتدخلت وقولتلك ابعدي عنه أو حتى ساعدتك في كدة، لكن أنتي لا دي مش أول مرة برضو أنتي اللي خليتيها توقف حبوب منع الحمل وتحمل وكان ممكن متقبلش الوضع ليه مش عاوزة تفهمي إنك مساعدتيش فريدة في اي حاجة أنتي بتضري بس يا آلاء. 


ابتلعت تلك الغصة القوية التي تشكلت في حلقها وحاولت أن تظل ثابتة على الرغم من تأثير حديثه القوي عليها لكنها أجابته بضيق


:- انا مقولتلهاش حاجة أنا قولتلها بس اعملي اللي يريحك هي وقفت الحبوب انا مالي أنت ليه بترمي أخطاءك على كل حد شوية مرة تعاملها وحش وتقول عمتو هي السبب هي اللي خليتك تتجوزها ومرة تروح تقول لعمر انت السبب انت اللي موقفتش معايا وجاي دلوقتي تحملني حاجة انت اللي عملتها انت اللي زعلتها وجاي تقول زعلان اني ساعدتها بدل ما كان زمانها دلوقتب في الشارع محدش عارف مكانها. 


قبل ان يرد عليها مرة أخرى تدخل عمر عندما راى الدموع التي تجمعت داخل أعين الاء، غمغم يحدث تامر بجدية وهدوء وهو يحاول ان يبقى هادئا متفهم حالة تامر 


:- تامر ممكن تهدى شوية آلاء ملهاش دعوة، اهدى عشان احنا في مستشفى وان شاء الله كله هيبقى تمام. 


لم يستطع تامر أن يسيطر على ذاته فرد عليه بحدة وضيق 


:- والله يا عمر آه طبعا آلاء ملهاش دعوة دي بالذات محدش يقدر يكلمها تعمل اللي يعجبها وتطلع في الآخر ملهاش دعوة و تدافع عنها دايما تقف قدام اي حد حتى لو كان اخوك عشانها امال بعد كدة هتعمل ايه بقى. 


طالعه عمر بحدة نظرات غاضبة اخترقته ورد عليه بعضب وهو يشدد فوق كل كلمة يتفوهها 


:- ايه اللي بتقوله دة تامر اعرف كويس إنك بتتكلم مع اخوك الكبير مش اي حد وبعدين فعلا الاء ملهاش دعوة اهدى بقا أنت شوية هي آلاء االي قالتلك تروح تقابل بسملة بتاعتك واه الاء عندي حاجة تانية طالما انت عاوز تشوف كدة خليك فاكر انك مش اول مرة تغلط فيا وكل مرة بقول انك اخويا الصغير بس انت شكلك مش عامل حساب لحاجة زي دي. 


رد عليه مردفًا بسخرية واستهزاء 


:- اه فعلا بس اهو بتفضل آلاء مراتك عليا  كله يولع بجاز الا هي، زعلت عشان بقولها الحقيقة تلاقيك كمت عارف ان فريدة عندها في البيت ما هي آلاء مش بتروح حتة من غير ما تقولك، وسايبني متبهدل كدة  وهونت عليك. 


فقص عمر فوق قبضة يده بقوة شديدة حتى ابيضت مفاصله من فرط الغضب الذي يشعر به، غمغم يحدثه بصرامة وجدية 


:- انا مكنتش عارف حاجة و اظن انك شوفتني وانا كنت بحاول اعرفلك مكانها ولو كنت عارف وهي طلبت مني مقولكش مكنتش هقولك. 


قبل ان يتحدث تامر قطعته سناء مسرعة التي كانت تستمع الى حديثهما غير مصدقة ما يحدث أمامها بين أولادها تحدثت بجدية وضيق 


:- خلاص بقا بس كفاية كدة خلاص يا عمر، تامر قلقان على مراته وبنته مش أكتر متزعلش منه وانت يا تامر اهدى شوية واقعد ان شاء الله خير. 


جلس تامر بجانب والدته بقلق شديد وضع يده فوق صدعيه يريد ان يمر الوقت وينتهى حتى يطمئن عليها يخشى أن يفقدها هي وطفلته. 


بينما عمر وقف بحانب آلاء وهو يتافاف بغضب لازال يعتصر قلبه ويطالعها بغضب شديد تعلمه جيدا مردفًا بخفوت من بين أسنانه 


:- حسابك لسة معايا مخلصش على كدة. 


صمتت لم تعقب على حديثه لأنها تعلم أنها اخطأت عندما لم تخبرع بذلك الأمر لكن كان ذلك رغمًا عنها.. 


كان الحميع ينتظر  خروج الطبيب بنفاذ صبر واخيرا خرج الطبيب والحزن يبدو بوضوح فوق قسمات وجهه فكان تامر اول مَن يتوجه نحوه وسأله بقل

ق

:- ها يا دكتور طمني هما كويسين صح؟ 


رد عليه الطبيب بعد صمت دام لدقيقة بحزن وأسف


:- هي المدام الحمد لله بخير لكن الجنين للاسف مقدرناش ننقذه كانت نزفت كتير. 


احتل الحزن ملامح الجميع وقف عمر على الفور بحانب تامر وتحدث بحنو شديد وكانه قد نسى كل ما حدث بينهما 


:- خير يا تامر قول الحمدلله وربنا هيعوضكم المهم خليك جنب فريدة عشان هي هتبقى محتاجالك اكتر ومحتاجة قوتك صدقني. 


همهم تمر بخفزت شديد يرد عليه والقى بذاته داخل حضن عمر الذي يحتاجه بشدة مردفًا بخفوت وضعف 


:- مش قادر يا عمر مش قادر... أنا اسف على اللي عملته معاك


ظل عمر يربت بحنو شديد فوق ظهره يحاول ان بحعله يقوى ويحارب الظروف التي جاءت عليه ورد عليه بحب أخوى وتعقل 


:- أنت اخويا مفيش بينا أسف ولا زعل المهم بس تبقى قوي عشان مراتك ودة اختبار من ربنا. 


❈-❈-❈


دلف تامر الغرفة الخاصة بفريدة بعدما سمح له الطبيب وهو يشعر بالقلق الشديد وجدها تغمض عينيها بحزن شديد وعدة أجهزة معلقة في يدها اقترب منها ولكن قبل ان يتحدث كانت تحدثت هي بانفعال وصوت عال 


:- اطلع برة مش عاوزة اشوف وشك خالص ابعد عني، أنت عاوز ايه مني خلاص مش عاوزاك نهائي انت السبب في موت بنتي يا تامر. 


كاد يرد عليها ولكن وجد الجميع دلف الغرفة فوقف صامت تحدثت آلاء بهدوء حتى تجعلها تهدأ 


:- اهدي يا فريدة يا حبيبتي عشان صحتك، وتامر بيحبك والله انتي مشوفتيش كان عامل برة ازاي. 


شددت فوق جملتها الاخيرة بالتأكيد لكنها تفاحأت برد فريدة الساخر المتألم 


:- آه مانا عارفة  طبعا دة بأمارة أنه يا حرام  راح لبسملة بتاعته دي في نفس اليوم اصله يا حرام كان رايح يزعقلها. 


اردف تامر يؤكد حديثها الساخر وهو يشعر بذهول تام من حديثها لا يعلم كيف علمت ذلك الشئ 


:- ايوة فعلا كنت رايح ازعقلها ممكن تهدي وتبطلي الاوهام اللي في دماغك دي لانها مش حقيقة صدقيني كفاية اللي حصلنا لغاية كدة. 


لم ترد عليه، وكأن الحروف امتنعت من الخروج عن فمها، كل ما صدر منها هي ضحكة بسيطة مليئة بالسخرية مما جعل تامر يتنهد بغضب وصاح بحدة 


:- شوفي يا فريدة قولتلك دي الحقيقة بس أنتي مش عارفة تبقي واثقة فيا وبسبب قلة ثقتك دي وصلنا للي احنا فيه وموتي بنتك فعلا. 


انهى جملته وخرج من الغرفة بغضب شديد حتى لا يفرغه بها، اسرع عمر يلحق به بينما اقتربت آلاء وسناء من فريدة وظلوا يجلسون بحانبها كانت فريدة دموعها لم تجف، حزينة على كل ما حدث لها فقدانها لطفلتها التي بنت عليها حياتها القادمة كانت دائما تقول أنها ستعيش وتحارب من اجلها ولكنها ها هي الآن قد فقدتها مثلما فقدت اشياء متعددة لا تعد، تشعر أن حياتها قد تحولت تماما تريدها ان تنتهي ظلت آلاء بحانبها تحاول ان تخفف عنها حتى غفت من قوة الادوية التي تتناولها. 


على الجانب الآخر... 


تحدث عمر مع تامر بجدية شديدة وهو يجلس بحانبه في الخارج 


:- قولتلك براحة مينفعش تتعصب عليها دلوقتي خالص هي تعبانة ودة باين عليها خليك عارف كدة، وبعدين انت روحت لبسملة ليه يا تامر ومراتك عرفت ازاي اصلا؟ 


كان تانر لم يشعر باي شي اخر حوله وكأنه في عالم اخر، رد عليه بشرود وعدم تركيز 


:- معرفش معرفش يا عمر اي حاجة ولا مين اللي قالها مش قادر اتكلم. 


لازالت صدمة فقدان ابنته مسيطرة عليه مهما حاول أن يظل جامدا لكن هيهات فكيف للانسان ان يخفي حزنه ووجعه دائما هو الان في أشد نقطة ضعف له، حياته قد انقلبت رأسا على عقب في وقت قصير لم يصدقه، ولكن بداخله شئ يحمل فريدة ما حدث فلولا عدم ثقتها به كان كل ذلك لم يحدث لهما.. 


ظل عمر يربت فوق ظهره بحب أخوى واحتضنه بهدوء وحنان كأنه يريد أن يوصل له أنه معه في أي وقت وأي شئ، سيجده بحانبه على الفور من دون يتردد لوهلة واحدة. 


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوع.. 


عادت فريدة المنزل بعد اصرار كبير من سناء التي رفضت ذهابها إلى أي مكان آخر، بينما تامر كان يمضي يومه باكمله في الشركة منغمس في العمل يريد ارهاق عقله بشدة حتى يتوقف عن التفكير على الرغم من رفض عمر الشديد لما يفعله لكنه اصر على فعل ذلك لعله يوقف عقله وتفكيره الذي يجلده بسوط قوي من دون ملل. 


دلف تامر غرفة فريدة يطمئن عليها وعلى صحتها اليوم مثلما يفعل كل صباح لكن على غير المتوقع وجدها اليوم مستيقظة اعتدلت في جلستها ما ان راته وهندمت وشاحها وكأن شخص غريب اقتحم غرفتها، زمجر بغضب شديد من حركتها التي دائما تثير غضبه، وتحدث معها بحدة فعلاقتهما قد ازدادت توتر اكثر من السابق وكل منهما يلقي الخطأ على الطرف الآخر 


:- على فكرة يا هانم انا جوزك ولا قعادك عند آلاء خلاص نساكي أن أنا جوزك يعني من حقي اشوف شعرك وكل حاجة ولا نسيتي. 


علمت مقصد حديثه جيدًا فطالعته بضيق وتأفأفت عدة مرات بعدم رضا من حديثه ثم تحدثت بتهكم 


:- لا مانا خلاص قررت اننا نتطلق أنت فعلا صح الحاجة الوحيدة اللي كنت هستحمل عشانها ضاعت بسببك، فخلاص مش عاوزة اي حاجة تربطني بيك انا هقنع طنط سناء وهمشي وانت ياريت تجهز اجراءات الطلاق مش عاوزة الموضوع يطول والاء مقالتش حاجة خالص عليك بل بالعكس كانت دايما بتدافع عنك بس صحيح هتستنى ايه من واحد اسلوبه زيك بقيت مطلعها أول الغلطانين. 


طالعها بعدم تصديق، عقله غير قادر على استيعاب حديثها لكنه باغتها برده البارد والغير مبالي لما يحدث، هو الآخر موجوع من عدم ثقتها به فلو كانت تثق به كانو لم يصلوا لما وصلوا اليه اليوم، لو كانت تثق به كانوا سيعيشوا مثلما خططوا سويا 


:- هشوف يا فريدة الموضوع دة بس مش دلوقتي الصراحة في عندي حاجات اهم من الطلاق فعلا علاقتنا غلط دي علاقة مفيهاش ثقة الظاهر اننا اتسرعنا في قرارات كتير. 


حديثه جرحها بشدة لاول مرة منذ زواجهما يخبرها انه موافق على ذلك الامر دائما يرفضه ويتمسك بها حتى ولو رغما عنه، لكنها اخفت وجعها وحزنها بمهارة امامه، بينما هو خرج من الغرفة كالاعصار لا يتحمل أن يراها ويكرر ذلك الحديث مرة أخرى. 


ما أن خرج من الغرفة حتى انهارت فريدة في دوامة بكاء مريرة، أصبحت ترى الحياة بلون اسود قاتم يجعل حياتها بﭢكملها حزينة وكأن كل شئ وقف ضدها على الرغم من انها لم تفعل شئ.. 


❈-❈-❈


كان عمر لازال يرفض اي مجال للحديث مع آلاء بسبب فعلتها على الرغم من محاولاتها المتعددة لكنه قرر ان يفعل ذلك حتى تخبره بكل ما يحدث معها،سالها عدة مرات سابقة أن كان يحدث شئ معها لم يعلمه لكنها دائماً تجيبه بالنفي، لماذا لم تشاركه اي شي مما يحدث؟! 


تتصرف دائماً بتسرع من دون أن تعود اليه أو تسأل أن كان ما تفعله صحيحًا أم لا كل ما يهمها هو أن تفعل ما تريده من دون التفكير في أي شئ آخر حتى وإن كان سيعود بالضرر عليها لا يريد ان يرى بها اي أذى طوال حياته.. 


كان نغم تشعر بمشاعر جديدة عليها ومختلفة تماما بوجود ياسين معها الذي اصبحت تعتبره صديق مقري لها تشاركه كل شئ يحدث معها. 


كانت آلاء تجلس في غرفتها بضيق شديد تريد ان تصلح علاقتها بـ عمر، لكن قطعت شرودها عندما وجدت ياسين يدلف عليها الغرفة اردف متسائلًا بهدوء 


:- ازيك يا آلاء عامله إيه؟ 


ابتسمت امام وجهه بهدوء وردت تجيبه 


:- الحمد لله أنت جاي ليه في حاجة مهمة ولا إيه؟ 


رد عليها بمرح وهو يتوجه ويجلس بجانبها 


؛- مفيش جيت عشانك بما أني ممكن ارجع اسافر انا وانتي في أي وقت قولت اجي نخرج مع بعض عشان هتوحشيني اوي بصراحة. 


ابتسمت على حديثه بسعادة شديدة، كانت دومًا تتمنى أن تكون علاقتها بياسين هكذا، ردت تجيبه بحماس على الفور 


:- اكيد طبعا استنى هتصل بعمر اقوله وننزل بس أنت ليه عاوز تسافر ما تروح تقعد في بيت بابا وتستقر هناك. 


رد عليها برفض وعدم اقتناع 


:- لأ مش هينفع استقر هنا، كل حاحة عاوزها هنام في فرنسا ومش بتكلم على الشركات بس صدقيني انا خلاص بقيت ابص للحياة بنظرة تانية. 


اومات له برأسها أمامًا سعيدة بتغيير حاله إلى الأفضل، ثم تناولت هاتفها و اتصلت بـ عمر الذي رد عليها على الفور و أردف متسائلًا بجدية


:- نعم يا آلاء في حاجة حصلت معاكي؟ 


تنهدت بصوت مسموع بعدم رضا وردت عليه بحزن


:- وأنا خلاص مش هتصل إلا لو في حاجة غير كدة لأ متصلش بيك


رد عليها ببرود وهو يحاول ألا يضعف امام نبرة صوتها التي تمحي اثر أي حزن في قلبه تماما


:- ايوة حاليا آه يا الاء، وانتي عارفة ليه كويس صح؟ 


بدا الضيق فوق ملامح وجهها بوضوح، ثم تمتمت ترد عليه بضيق وعناد


:- لأ مش عارفة ليه ومش عاوزة اعرف، وعلى فكرة اتصلت اقولك أن أنا كنت هخرج مع ياسين اخويا. 


كان سيرفض على الفور لكنه يعلم أنها تريد أن تقضي بعض الوقت مع ياسين يعلم جيدا مدى حبها له وانها منذ زمن تريد ان تحسن العلاقة بينهما؛ لذلك واقف على حديثها على مضض 


:- ماشي يا الاء بس متتأخريش وخلي بالك على نفسك وبراحة عشان الحمل ومتنسيش تاخدي حراسة معاكي وياريت كل اللي قولته يتنفذ. 


همهمت ترد عليه بالايجاب ثم بدأت تعد ذاتها حتى تذهب مع ياسين. 


جلست بحانبه في السيارة واردفت تساله بمرح 


:- ها بقى يا ياسين هتوديني فين؟ 


وضع ذراعه فوق كتفها يحيطها بحنو وحب جقيقي يريد أن يعوضها عن كل ما فعله بها، كان دائما يعاملها بحدة وكانها ليست شقيقته وكانه ينتقم منها بسبب ما يحدث في حياته، رد يجيبها بهدوء 


:- هنروح مول يا ستي وهطلبلك اكلتك المفضلة عشان عارفك كويس وبعدها اجيبلك ايس كريم هو انا عندي كم آلاء مثلا. 


ابتسمت بسعادة شديدة وقد أشرق وجهها مجددا وانطلق بالسيارة نحو مول كبير فخم وجلس معها بعدما طلب لها طعامها المفضل، ظلت تتحدث معه وتخبره بكل ما حدث معها في الفترة التي كان لم يتحدث معها ما ان انتهت من سرد ما حدث معها حتى شعر ياسين بغضب شديد من ذاته، هل كان مستهتر معها إلى هذا الحد؟ تركها وكانها ليس لها احد في الحياة؟ هل كان سئ معها الى تلك الطريقة؟  كل ذلك يحدث مع شقيقته وهو لم يتابع اي شي بالطبع كان كل ذلك متداول على صفحات الوسائل الاجتماعي لكنه كان لا يريد ان يعرف اخبارها هي وعمر يخبر ذاته انها تعيش معه في سعادة وحب كل شي حُرم منه تعيشه هي. 


اردفت تساله باهتمام بعدما انتهت من حديثها وسرد كل ما ماحدث معها في الفترة الماضية 


:- وانت بقر يا ياسين قولي عملت ايه وايه هي الحاجة اللي مخبيها عليا انت وعمر عشان هو مرضيش يقولي وكمان عرفني ناوي تعمل ايه في حياتك الجاية؟ 


صمتت تتيح له الفرصة ليجاوب على عدة الاسئلة التي طرحتها عليه، توتر ياسين لوهلة لكنه حسم أمره وتمتم يجيبها بجدية 


:- انت مكنتش بعمل حاجة غير الشغل زي ما تقولي بحلول اثبت لنفسي اني قوي وقادر على ادارة شغلي، ناوي اعمل ايه دي مش عارفها بس الاكيد اني هرجع فرنسا تاني، الموضوع بقا اللي بيني انا وعمر هو أن أنا بجب نغم اخته من زمان وهو مش موافق الاول اتحجج بان انا شخص مستهتر لما اثبت نفسي في الشغل بعدها راح قالي انه مش هيأمن عليها معايا اذا كان مش ييآمن عليكي معايا هيأمن على اخته وان جيتي للحق يا آلاء هو معاه حق فعلا مش هيرمي اخته كدة وخلاص وايه اللي يأكدله اني بحبها. 


صمتت لوهلة تحاول استيعاب حديثه الذي تفوه به للتو غير مصدقة مشاعر شقيقها بنغم، اردفت تسأله بقلق 


:- وأنت يا ياسين بتحبها بجد وفعلا ندمان على علاقتنا ببعض ولا بتعمل كدة عشان تحاول تقنع عمر، متزعلش مني يا ياسين بس عاوزة اعرف برضو 


ابتسم على سؤالها وطريقتها المتوترة التي تتحدث بها،  ثم غمغم يجيبها بحب حقيقي وندم صادق


:- با يا الاء علاقتي بيكي ملهاش علاقة صدقيني انا عرفت اني كنت غلطان في حقك انتي بالذات اكتر من اي حد، واصلا الموضوع بتاعي انا ونغم ولا كأنك تعرفيه ومش هنفتحه تاني. 


اسرعت تغير مجرى حديثهما وتحدثت بمرح ومزاح


:- طب مش هتقوم تجيبلي اي حاجة حلوة انا واحدة حامل وتعبانة على فكرة دة غير أن عمر منكد عليا. 


ضحك بصخب على حديثها، ثم تحدث بجدية بعدها


:- هقوم يا ست متقلقيش انا خال طيب برضو، بعدين اللي فهمته من نغم ان عمر ليه حق مينفعش يا الاء تخبي عليه حاجة دة جوزك انتي هتوقعي نفسم في مشاكل كتيرة بسبب كدة بعد كدة قوليله على كل حاجة وانتي عارفاه بيحبك اصلا. 


طالعته بطرف عينيها بمكر ثم تحدثت بذكاء وهي تغمز له بإحدي عينيها


:- لا سيبك انت من دة كله نغم حكيتلك بقيت بنتكلم معاها اهو، انا بقول تقوم بحيبلي الحاجة الحلوة احسن عشان انا نكدية اوي والحمل مخليني نكدية امتر، وبعدبن في حاجة مهمة عاوزة اتكلم معاك فيها 


بالفعل طلب لها عدة انواع من الشوكولاتة المفضلة لها، ثم تحدث معها بجدية واهتمام 


:- إيه بقى يا آلاء هانم الحاجة المهمة اللي عاوزاني فيها؟ 


فركت يديها بتوتر ثم تنفست بصوت مسموع في محاولة منها لتشجيع ذاتها على ما ستقوله وتحدثت اخيرا بتلعثم وقلق


:- بـ... بص يا ياسين أنا هساعدك في حوار نغم وان شاء الله تتجوزوا، بس كـ.. كنت يعني عاوزاك في حاجة مهمة تساعدني فيها..... 


انهت حديثها مؤكدة عليه

 

:- اهم حاجة متجيبش سيرة لعمر دلوقتي خالص. 



يُتبع

إلى حين نشر فصل جديد من رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني للكاتبة هدير دودو، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة