-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 16

 

  قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل السادس عشر 

 


ما الذي حدث لتجتمع في عينيك كل هذه الهزائم .


دخلت إلي غرفتها وهي تشهق من البكاء ، أغلقت غرفتها سريعاً وهي لا تصدق مما رأته ، لا تصدق أنها رأت زوجها يقبل صديقتها التي تعشقه بقوة ، كيف ذلك ، كيف أتت لها الجراءه وتقبله بتلك الاشمئزاز ، كيف يقترب منها وهو يحبها بلا يعشق التراب التي تسير عليه حسب حديثه الذي يقوله ، جلست على الأرضية وترفع يـ ـدها حتى تكتم شهقاتها العالية فهو الآن أدركت أنه كذب ، كذب عليها بشأن حبه ولكن لما ؟؟ ، ما الذي يستفيد به حتى يضحك عليها ؟ ، ضربات قلبها تؤلمها بقوة ، فهي لا تعرف لما تبكي ؟ ، تبكي بشأن كذبه ، أما تبكي بشأن قلبها الأحمق الذي أحبه بجنون ، أما تبكي أنه خانها وفي بيتها هي ! ، فهي الآن أدركت أن سبب تجاهله لها وبروده فهو قد أكتفي من كذبة لذلك مل من كذبه وخداعه ، تجاهلها بسبب من ؟؟ ، تلك الأفعى التي كانت براس حية ، يتجاهلها بسببها هي ! ، فهو حد الآن لا تصدق عينيه التي رأتهم معاً ، ما الذي يصيب قلبك يا سلا ؟؟ ، تحبين شخص مخادع بلا كاذب أيضاً ، تلك القلب التي حافظت عليها  وبنيتي حصون حتي لا احد يدخله ولكنه جاء هدم حصون قلبها وصل إلى طريق قلبها وسكنه ، سكن وبنى قلعة ممتلئة بجيوشه التي كانت ممتلئة بالحب صعب تجاهله ، اللعنة علي هذا الحب ، واللعنة علي هذا الشخص الذي أحببته بقوة ، واللعنة على كل شئ وكل الظروف حتى أصبحت زوجته .



انتفض جـ ـسدها بقوة حين سمعت دقات على الباب خفيفه ، مسحت دموعها سريعاً وخرجت تنهيدة مؤلمه علي قلبها التي مازال يتألم ، حاولت أن تبدو طبيعية علي قدر الأمكان حاولت أن تخرج تنهيدة قوية للمرة الثانية ولكن عقلها الأحمق أعاد ذلك المشهد مرة أخرى ، مما بكت بقوة وهي تشهق ، حاولت أن تكتم شهقاتها للمرة الثانية ولكن فشلت و شهقاتها تعلو وتعلو الغرفة .


قاطعه نوبة بكائها اهتزاز الهاتف وكانت المتصله " ملك " ردت عليها وهي تهتف باحتياج : 


ـ ملك تعالي عندي البيت انا محتاجكِ .


فزعت بقوة من نبرة صوتها مما هبت واقفة وهي تهتف بخوف : 


ـ في ايه يا سلا مالك ، أنتِ كويسة ؟؟ .


بكت بقوة وذلك المشهد اللعين لا يذهب من عقلها أبداً وهي تهتف بنبرة بكاء وقلبها مازال يؤلمها بقوة : 


ـ لا مش كويسة ، تعالي يا ملك بسرعه .


كادت سوف تتحدث للمرة الثانية ولكن " سلا " أغلقت الهاتف بسرعة وهي تشهق من البكاء ، حاولت أن تتنفس أكثر من مرة ولكن لا تعرف تشعر أن الهواء نفذ من حولها ولا تعرف كيفية التنفس ، تشعر أنها تختنق بقوة مما عاد دقات على الباب مرة أخرى ولكن بشكل أكبر وقوة في إدراكت أنه هو ، هو بقوته و تلك الدقات المرعبة التي تزيد من ألم قلبها ، وقفت بصعوبة ودخلت الي المرحاض علي الأقل تبتعد من تلك الدقات ، فـ أنها لا  تبعد عن تلك الدقات بلا تريد أن تبتعد عنه هو ، تريد أن تذهب بعيداً عن هذا المكان الذي يشعرها بالاشمئزاز ، دخلت إلى المرحاض وفتحت صنبور الاستحمام وقفت تحته بدون أن تزيل ثيابها ، تريد أن تهدأ وتطفئ تلك النيران الذي يشعر بها جـ ـسدها وقلبها الذي مازال يتألم بقوه ، غرقت ثيابها وجهها التي امتلاء بدموعها ، أي حد ينظر لها لا يعرف أنها كانت تبكي بقوة ، ظلت تتنفس بصعوبة مما فزعت بقوة حين دخل " بيجاد " المرحاض بدون أن يطرق باباً وجهه يصرخون من القلق والخوف مما ضحكت بسخرية ، جيداً أنه بدء تمثيل الآن ، وهي الحمقاء سوف تصدقه ، ولكن هذه المرة تختلف ، لأنها رأت تلك الوجهه الحقيقي الذي يخفيه تحت قناع القلق والخوف هذا .



ـ بتعملي ايه يا مجنونة ؟ .


قالها " بيجاد " بفزع و اقترب منها بسرعة و قفل صنبور الاستحمام ولكن " سلا " أوقفته سريعاً وهي تبعده بقوة ولكن بمثل قوة " بيجاد " لم يتحرك خطوة واحدة و أخذ ينظر لها بحده أما هي لم تهتم وهي بنبرة شراسة وتنظر له بحده : 


ـ ابعد عني فاهم ؟ ، ابعد عني ، و سبني لوحدي .


اقترب منها مما ثيابه غرقت بسبب الصنبور الاستحمام الذي لم يغلق هتف بحده ونفاذ صبر : 



ـ ايه اللي أنتِ بتعمليه ده ؟ ، أنتِ اتجننتي يا سلا .



ختم جملته وقفل الصنبور الأستحمام بضيق وهو ينظر لها بحده مما هتف بعصبية جعلتها ترجع خطوه الى الخلف بخوف :


ـ ده لعب عيال ده ولا ايه ؟؟ ، أنتِ ناسيه أنك تعبانه .



هتفت بسخرية وهي ترفع حاجبيها الأيسر بتعجب : 


ـ تعبانة ! ، دلوقتي افتكرت اني تعبانه ومحتاجه رعاية ! ، كُنت فين و أنت بتعمل عملتك تحت ها ؟ 


نظر لها بعدم فهم وهو يهتف بحيرة من حديثها  : 


ـ عمله ايه ؟ ، أنتِ بتقولي ايه اصلا ؟ .


هتفت بسخرية وهي تهتف بعصبية وغضب ممتلئ بـ لؤلؤ عينيه : 


ـ دلوقتي عامل نفسك مش عارف أنت عملت ايه ، بس الحق مش عليك ، الحق عليا أنا ، أنا اللي استاهل عشان قبلت اتجوز واحد زيك ، واحد ميهموش غير نفسه وبس و…..


قاطعه هو حين رفع قبضته نحو فمها وهو يهتف بغضب مكبوت ويحاول أن يسيطر عليه حتى لا تتاذي ولكنه فشل تماما في عدم إظهار الغضب على وجهه ، في الغضب ممتلئ وجهه ، و مقلتيه التي تشع غضب وحده  : 


ـ اخرسي ، مسمعش نفسك ، دلوقتي بقيت شرير ومنفعكيش صح ، لكن شريف لايق عليكي صح ؟ .


بينما أكمل بنبرة جحيم ليس إلا وهو يزداد قبضته نحو فمها أكثر مما هتفت بصراخ مكبوت يعبر عن آلامها :


ـ لكن أنا الغلطان انك شوفتي مني الجانب الحلو ، من النهاردة هتشوفي حقيقة بيجاد الجمالي ، مش بيجاد اللي بيتمني منك نظره ، فوقي ده انا ادوس علي قلبي ميه مرة إلا أنك تيجي عليا وعلي قلبي اللي حبك أنتِ فاهمه . 


ابعد قبضته نحو فمها بقسوة مما كانت سوف تقع ولكن قدميها اسندتها في آخر لحظة ، بكت بقوة فهي لم تعد تتحمل تلك الحديث الفظ الذي ممتلئ بالقسوة .


هتف بسخرية وهو ينظر لها نظره بارده جعلت أطراف جـ ـسدها تتجمد على الفور : 


ـ أنتِ فاكره أن الدموع دي هتأثر عليا زي زمان ؟ .


قهقه على سذاجتها وهو يهتف بنبرة باردة كالثلج : 


ـ أنتِ مبقتيش فارقه معايا مبقتيش فارقه ، عايشه  أو لا ، مبقتش تفرق .


ختم جملته وتركها على الفور تبكي بقوة على تلك المعاملة التي تلقتها على يـ ـده ، فهذه المعاملة لم ترها أبداً ، في كان والدها يدللها كثيراً ، ويخاف عليها خوف الجنون ، ولا مره تلقت معاملة قاسية كهذه من ايد والدها أو شقيقها ، فـ كان والدها يغضب منها ولكن ولا مرة يعاملها بقسوة وجفاء مثل هذه ، فهي لأول مرة ترى تلك المعاملة التي كانت ممتلئة بالجفاء والقسوة على يـ ـده هو ، يـ ـد حبيبها الذي قتلها بسكين بارد ولا يبالي أبداً إذا كانت تتألم أما لا .


بكت أكثر على تلك القلب الذي يؤلمها بشدة ، في ذلك القلب اللعين مازال يحبه بشده ، ماذا عساها أن تفعل مع ذلك القلب ، فهي أحببته وبشده ، بلا عشقته ولا تتحمل تلك المعاملة منه هو ، لا تتحمل ابداً 


شعر بـ ـيد شخص يضعها نحو أكتافها نظرت نحو تلك الـ ـيد حتي تجد من صاحبها وجدت " ملك " تنظر لها بخوف مما عانقتها بقوة وهي تبكي بشده  ظلت " ملك " تربت يـ ـدها على ظهرها على الأقل تهدأ ولو قليلا ولكن وجدتها تبكي أكثر مما عانقتها بقوة وظلت تقول كلمات تهدئة على الأقل تهدأ من البكاء وبعد قليل هدأت من البكاء ولكن ظلت شهقاتها الخافتة التي كانت في المكان ، أوقفتها " ملك " واجلستها على الفراش وسرعان ما جاءت لها بملابس من غرفة الثياب ، غلقت الغرفة وبدأت لها ثيابها التي كانت ممتلئة بالماء وبعد ما غيرت ثيابها ظلت تنشف شعرها من الماء حتى لا تبرد ، وبعد قليل جاءت لها الممرضة حتى تغير لها الشاش الذي كان في قدميها ورأسها الذي كان ممتلئة بالماء ، وبعد ما غيرت لها الشاش خرجت من الغرفة على الفور وتركتهم ، جلست " ملك " بجانبها وهي تربت يـ ـدها على ظهرها وهي تهتف بحنان جارف : 


ـ مالك بقي فيكي ايه ممكن تحكيلي ايه اللي حصل .


نظرت لها نظرة باردة وقصت لها عن ما حدث وعن مقابلة شريف لها وعن تقربه منها وعن عصبيه " بيجاد " عليها وعن هروبها وعن كل شئ صار معها وصولا إلي قبله " بيجاد " من " ياسمين " ، حتى هتفت " ملك " بهدوء : 


ـ بصي يا سلا أنتِ غلطانه أنتِ دلوقتي زعلانه من رده فعل ، بس دي ردة فعل طبيعية عادية علفكره  ،  بيجاد زيه زي أي راجل ، دمه يغلي لما حد يقرب من مراته ، وده شئ طبيعي أنه يتغير معاكي عشان أنتِ موضحتيش سوء التفاهم اللي فهمه ، في أنتِ لازم توضحي ليه هو ، و حاربي عشان توصلي لجوزك ، عشان جوزك ملك ليكي أنتِ ، مش ملك لحد أنتِ فاهمه ؟ .


بينما أكملت بحيرة : 


ـ وبنسبة برضوا أن ياسمين باست بيجاد أكيد أنتِ فاهمه غلط ، ياسمين متعملش كده ، ياسمين طيبه و بتحبك وعارفه انك …..


قطعتها هي بسخرية وهي تنظر لها بشراسة : 


ـ مشكلتك أنك مش عارفة ياسمين ، هتيجي في مره و هتندمي علي كل ده ، و هتندمي انك دخلتيها وسطينا ، و هتندمي انك بتدافعي عنها وقدامي ، صدقيني محدش هيندم غيرك أنتِ .


كادت سوف تتحدث مدافعاً عن " ياسمين " صديقتها والقريبة من قلبها ولكن قطعتها " سلا " وهي تهتف بنبرة باردة وهي تضع المخده القطنية فوق رأسها : 


ـ أنا عايزه انام لو سمحتي سيبني انام تعبانه شويه .


قامت من جانبها وهي تغلق الباب وتتجه إلى الخارج وهي تهتف بنبرة هادئة : 


ـ ربنا يهديكي يا سلا علي ياسمين .


ختمت جملتها وهي تركب سيارتها وتغادر أمام عين " بيجاد " هتف بنبرة غضب : 


ـ ولسه يا سلا ولسه ، الأيام بينا كتير وهخليكي تتمني الموت يوم ما كسرتي قلبي .



❈-❈-❈


ما الذي يجعلني ضعيفاً هكذا أمامها يا الله 


دخل الى البيت بوجه جامد ليس له تعبير أبداً ، وما أسوأ الجمود وبداخلك حرب لا ينتهي ، لا يعرف كيفية التصرف بهذا الموقف ، في الحقيقة مازالت رافضة بداخل قلبه ، بداخله مُشتت كأنه غريق لا يعرف الطوفان بتلك العاصفة التي تعصف كيانه بلا روحه التي ماتت اليوم عند معرفة بالحقيقة ، يا ليته لم يعرف أبداً ، يا ليته لم يأخذه هاتفها ، يا ليته لم يتزوجها ، يا ليته لم يتيم بعشقها الذي أصبح إدمان له حد الهلاك ، يا ليته يموت الآن وبهذا الوقت .


دخل إلى الغرفة وجدها تجلس على التلفاز وتريدي قميص طويل  لبعد الركبة يبين جمال ساقيها ويغطي جزء كبير من صـ ـدرها ولكن يظهر جمال ساقيها ، تشاهد التلفاز على أحد الأفلام الأجنبية ولم تعرف أنه قد جاء بلا تركيزها كله على التلفاز لا شئ أخر ، نظر لها وجدها تنظر لها نظرة بريئة ومازالت تركز علي التلفاز ، نظر لها بسخرية ، كيف لتلك الملاك البرئ يخونه هو ، كيف هذا الملاك يعرف الخيانه ، كيف هذا الملاك يخادعه ويصيبه بسكين حاد وراء ظهره كيف ؟؟ ، فقلبه مازال يرفض هذه الحقيقة ومازال مدافعاً عنها ، ماذا فعل معها حتى تخونه وتخدعه بكل تلك البساطة ، يلعن ذلك الظروف وذلك الزواج وذلك الحب الذي مازال ينبض بداخل قلبه .



افاق من دوامه شروده علي صوتها وهي تنظر له بحماس اقتربت منه وعانقته علي الفور ، ظل جامداً معها لا يتحرك انشاً واحد ولا حد يبدلها العنـ ـاق ، تركها تفعل ما تشاء به ، هتفت بحُب واشتياق : 


ـ ايه كل ده فينك أنا جايبة حتت فيلم هيعجبك جداً ، تعاله معايا .


خرجت من اعنـ ـاقه ومسكت يـ ـده وجلسوا نحو الأريكة التي أمام التلفاز ولم تترك يـ ـده بلا مازالت تمسكها ولم تتركها ، رفع مقلتيه وجدها تنظر إلي الفيلم بتركيز شديد ، ظل ينظر لها ، ماذا إذا لم تكن تخونه  " فريدة " وتحبه مثل ما يحبها ؟ ، ماذا إذا كون أسرة سعيدة وسويه ، وانجب منها اطفال تشبها ؟ ، ماذا كان سيحدث معه وقتها ، كان سيبقى سعيدا مثل طائر محلق في السماء بسعاده ، فهي إذا أردت العالم في سيصبح العالم بين يـ ـدها ، كان مستعد أن يموت ألف مره حتى يجعلها سعيدة ، ولكن هي ماذا فعلت ؟ ، ماذا فعلت واللعنة خانته وتركته بشأن شخص مجهول ؟ ، لماذا تزوجته إذا ؟؟ ، لماذا وافقت علي تلك الزيجة اللعينة لما ؟؟ ، يجب أن يواجهها ، يجب أن يعرف لما فعلت ذلك به ، لما كسرته بتلك الطريقة القاسية ، وكسرت قلبه الذي مازال ينبض بأسمها ، ويرفض تلك الحقيقة اللعينة ، يجب أن يواجهها ، فهو مازال غير مصدقاً أنها تفعل ذلك من وراء ظهره ، لا يدري بنفسه إلا هو يسألها وينظر لها باهتمام : 


ـ مين ياسر جلال ده يا فريدة ؟؟ .


تركت يـ ـده بتوتر و نظرت له بخوف : 


ـ ياسر ؟ ، معرفش مين ياسر .


هتف بسخرية واضحة وهو ينظر لها بحده : 


ـ فعلا ؟ 


هتفت بنبرة هادئة عكس ما بداخلها : 


ـ ايوا ، معرفش مين ياسر جلال .


ابتسم على ثغره بألم واضح وهو يهتف بنبرة شك ليس إلا : 


ـ اصلا في واحد اتصل عليكي وانا ساعتها كنت واخد الفون بتاعك عشان سلا  وقال كلام كده معجبنيش ولما عرفت مين الرقم ده لقيته متسجل على اسم ياسر جلال .


بلعت بما جوفها بخوف وهي تهتف بنبرة حاولت أن تكون هادئة : 


ـ معرفش ، بس في واحد بيعكسني كذا مره ، ومردش عليه ، وبيقول كلام مش بيعجبني برضوا بس مردش وعملت بلوك ، ويغير كل شويه رقمه ويكلمني بس معرفش مين ياسر جلال .


نظر لها بشكل واضح نحو مقلتيه ، مقلتيه تبعث الشك الذي يحمله بداخله وسألها للمرة الثانية بنبرة هادئة عكس مقلتيه التي تأكلها : 


ـ وهو كلمك النهاردة ؟


هزت رأسها وهتفت بنبرة هادئة عكس الخوف الذي ينتشر داخل جـ ـسدها : 


ـ ايوا كلمني لما صحيت من النوم بس أنا زعقت ليه وقولت ميتصلش تاني .


اقترب منها وعينيه مازال يخرجون الشك والغضب في أن واحد : 


ـ وطالما هو مدايقك اوي كده ليه مقولتيش ؟ .


أجابته بنبرة خافتة وممتلئة بالثقة ليس خوف : 


ـ أنا مقولتلكش عشان عارفه انك مشغول ، وعارفه اني هشغلك معايا .


كاد سوف يتحدث بغضب ولكن قاطعه اهتزاز هاتفها ولكن برقم مجهول في أدرك أنه هو في هتف بشك و مقلتيه تبث الغضب ليس إلا  : 


ـ ردي وافتحي الأسيبكر .


هتفت بتوتر هذه المرة وهي مازالت لم تصدق هذا الشك ، فهي إذا فتحت المكالمه أمامه في سوف يعرف كل شئ وعن علاقتها بـ " ياسر " و أن لم تفتح هذه المكالمه وتنفذ حديثه في سوف يشك بها أكثر وعاجلاً أما أجلا فهي سوف تفتح هذه المكالمه ، فهي لم تستطيع الصمود أمام قوته ، نظرت له نظره غريبة ولكن ممتلئة بالمشاعر التي لم تعرفها حد الأن فتحت المكالمة وهي تستعد لموتها ، فهي عاجلا أما آجلا فهذه اللعبة سوف تخلص بكل تأكيد ، و قد جاءت لها نهايتها ، فهي الأن مستعده أن يعرف " مالك " كل شئ ، في مالك لم يستحق ذلك ابداً منها ، فعلت المكبر الصوتي وهتفت بنبرة هادئة ومن داخلها حرب لم ينتهي : 


ـ الو مين ؟؟ 


حبس أنـ ـفاسه وقلبه يدق بجنون وشعر أن الهواء نفذ ممن حوله وهو لم يصدق أذنيه حين سمع صوته يقول …..



❈-❈-❈


في الصباح ..


اتجهت الى الأسفل بمساعدة المريضة وجلست على الكرسي بجانب زوجها على مائدة السفرة وإمامهم اطيب والذ الأكلات الشهية ، وكادت سوف تأكل وتجاهل " بيجاد " الذي كان جالسا بجانبها ، ولكن جاءت ياسمين وسرعان ما عانقته بسرعة أما هو بدلها ذلك العناق برحب شديداً جعلت " سلا " تفور من الغضب الذي بداخله والغضب مازال يتصاعد أكثر و أكثر ، و تشنجت ملامحها الي الحنق الشديد ؟ ، كيف تعانقه وهي أمامهم؟ ، كيف تعانقه وهي ملك لها ؟ ، فقد طفح بها الكيل كفي حد الأن ، لا تستطيع أن تتحمل تلك المخلوقة مره ثانيه ، لا تستطيع أن تتحمل أن تراها قريبة من زوجـها ، فهي الأن فقدت قدرتها علي التحمل بسببها هي .


بعد ما خرج " بيجاد " من اعنـ ـاقـها ابتسم لها بخفة وهي يردف حاجبيه بمرح مزحاً إياها : 


ـ ايه كل ده ، أنتِ لو غيبوبة ما هتبقي كده .


ابتسمت هي بخفة ومازالت قريبه منه : 


ـ معلش كنت تعبانه شويه .


تغيرت ملامحه الي قلق وهو يهتف بنبرة خوف جعلت قلب " سلا " الأحمق يدق بألم : 


ـ طيب أنتِ كويسه ، اتصل بالدكتور ؟؟ .


تأففت هي بواضح ومازالت تلعب بطبقها بضيق فهي تشعر أن التنفس قد نفذ ممن حولها وأن يوجد صخرة فوق صـ ـدرها تصعب التنفس جيداً .


اقتربت منه أكثر حتى كادت أن تجلس علي قدميه وهي تهتف بنبرة انوثة : 


ـ أنا كويسه طول ما انت معايا .


الأن قد اكتفت كل الحدود لا تدري بنفسها الا وهي تحمل طبق الحساء وهي تهتف بحماس خبيث : 


ـ ايه رائيك يا جوزي يا حبيبي تشرب الشوربه دي .


ولكن اتجهت الطبق عند قدم " ياسمين " التي تلتصق بها إلى حد كبير وتركته يقع عند قدميها وقع بالفعل عند قدميها وصرخت بألم وقعت بين احضـ ـان " بيجاد " الذي وقف بفزع وهو يساندها جيداً ، ابتعدت " سلا " من تكسير الطبق ولكن تأوهت بألم حين وقفت مرة واحدة هي الأخرى ، مما ترك " بيجاد " يـ ـد " ياسمين " واسرع اتجاهه " سلا " امسكها من خصـ ـرها وهو يهتف بخوف صارخ : 


ـ في ايه مالك .


نظرت له بحده رغم تألمها ونظرت الي " ياسمين " وهي تنادي علي " بيجاد " باستنجاد واضح على نبرتها هتفت بنبرة مؤلمة بعض الشئ وهي تحاول أن تبعد يـ ـده من خصـ ـرها : 


ـ رجلي وجعاني شويه متقلقش عليا .


اقترب منها أكثر حتى حملها بخفة وهو يبتعد عن مرمر عين " ياسمين " التي كانت عينيها تخرج شرارة من الحقد ليس إلا ، حمـ ـلها وأعطي ظهره لـ " ياسمين " ، أما هي كانت تبتسم لها بخبث وتنظر لها بشماته ، مما اشتعـ ـلت " ياسمين " أكثر و أكثر ، اجلسها " بيجاد " علي الكرسي المقابل لـ " ياسمين " وهو يهتف بنبرة جفاء ليست قلق ابدا التي كانت منذ قليل : 


ـ خليكي هنا ، اشوف ياسمين .


نظرت له بصدمه فهي كانت تدرك أنه كان يترك " ياسمين " حتى يطمئن عليها ولكن الأمر انعكس على الفور ، هو تركها لأجلها ، لأجلها حتى يدواها هي ، اقترب منها وحمـ ـلها واتجه بها إلى الأعلى تحت نظراتها وبعد ما اختفوا أمام مرمر عينيها .


وقفت بصعوبة كادت سوف تقع ولكن الممرضة امسكتها في آخر لحظة وهي تهتف بخوف : 


ـ يا مدام غلط عليكي اللي حضرتك بتعمليه ده ، مينفعش تقفي ولا حتى تمشي عليها .


نظرت لها وهي تهتف بتعب وعينيه يوجد فيهم بريق ليست من الأمل أو الحب بلا من الحزن التي تشعر بها : 


ـ أنا عايزه اخرج اشم شوية هوا حاسه نفسي اني مخنوقه اوي .


أسرعت هي حتى تجلسها مرة أخري وهي تهتف بنبرة مسرعة : 


ـ استني طيب هنديلك بيجاد بيه و....


تبدلت ملامحها من الهدوء إلى الشراسة التي سوف تنقض عليها بأي لحظه : 


ـ مش عايزه زفت ، امال حضرتك شغلك هنا ايه ، مش عشان تساعدني لو مش عارفه تساعدني فيكي تتفضلي ومش عايزة مساعدة من حد .


أبعدتها من طريقها وكادت سوف تخطو خطوة أخرى ولكن تأؤهت حين شعرت بآلام يعصف قدميها بشدة ، وكادت سوف تقع للمرة الثانية ولكن تفاجأت بمن يحـ ـملها كانت تظن أنه " بيجاد " وقد جاء لها ولكن خاب أملها وقلبها معاً حين رأت شقيقها " مازن " وهو يهتف بخوف :


ـ مش قالتلك مينفعش تمشي عليها ؟؟ ، لازم يعني تمشي وتأذي نفسك ! ، مية مره اقولك خلي بالك علي نفسك بس الهانم مبتسمعش الكلام .


هتفت بصوت يمزجها الحزن وهي تعانقها بقوة وما زال يحملها وبعد ما عانقته بكت ، بكت على كل شئ مرت به بالأمس ، بكت وهي تري تقربهم الذي يزيد غصة بكائها ، بكت على تعامل " بيجاد " وأسلوبه البارد ، فهي منذ الأمس لم يغمض لها جفن ابداً وهي تقربهم ، فهي ماذا فعلت له حتى يعاملها بهذا الشكل وبهذا الجفاء ؟ ، هو يحبها ؟ ، أما أنها تتوهم ، فهو إذا كان يحبها بالفعل لما تغير معاها ؟ ، لما ؟؟ .


أخذ يطبطب على ظهرها بخفه وهدوء علي الأقل تهدء ولو قليلا فهو لاول مره يرى شقيقته تبكي ، نظر إلي الممرضة بمعنى أن تنصرف وبالفعل انصرفت خرج من القصر ومازال يحملها حتى أجلسها على كرسي خشبي بعيداً عن أجواء الحرس الذين يملئون المكان ، جلس مقابل لها وأمسك يدها بحنان جارف : 


ـ مالك بقي فيكي ايه ؟ .


هزت رأسها وهي تهتف بنبرة كاذبة ولكنها برغم انها كاذبة إلا أنها ممتلئة بالحزن : 


ـ مخنوقه شويه عشان بعيده عن شغلي ، ومخنوقه عشان مش عارفه اتحرك ، أنا لاول مره احس اني عاجزه .


هتف بهدوء وهو ينظر لها بحنان : 


ـ مش عاجزة ولا حاجه ، وهتبقي زي الفل كمان ، أنتِ بس محتاجه وقت مش أكتر ، لكن هتبقي كويسه صدقيني .


بينما أكمل بنبرة دعم كأنها يثبت لها أنه هنا ، بجانبها : 


ـ وبعدان مش سلا الغماري اللي تعيط وتقول لنفسها عاجزه ، انتِ قوية ، قوية جدا ، و تقدري تتغلبي علي كل ده ، اوعي تحسي انك ضعيفه أو مش هتقدري تعدي ، انتِ هتعدي أي فتره إذا كانت حلوه أو وحشه .


ابتسمت لها بامتنان واضح : 


ـ أنت كل حاجة في حياتي انت وبابا .


تبدلت ملامحه الي الحيرة وهو يهتف بنبرة مازحة بعض الشئ : 


ـ وفين ماما يا هانم ؟ .


تبدلت ملامحها الي الانزعاج والضيق علي وجهها كادت أن تتحدث بالضيق مثل الذي على وجهها تماما ولكن هو قاطعها وهو ينظر إلى هاتفه : 


ـ اه صح دي رنت عليا عشان عايزه تكلمك ، ثانيه واكلمها .


أمسكت هاتفه سريعاً بدون أن يتصل وهي تهتف بنبرة منزعجه : 


ـ متكلمهاش ، ولما تيجي تكلمك اقولها كويسه ونايمه ، أنا مش عايزه اكلمها .


هتف هو بضيق واضح على ملامحه حتى ترك يدها بضيق: 


ـ ليه يا سلا هو أنتِ لحد دلوقتي مبتكلمهاش ليه ؟ ، مش كفايه أنها متمرمطه في الشغل في البلد و منعرفش عنها حاجه ؟ .


وقفت هي بحده وتجاهلت الألم الذي يعصف قدميها : 


ـ دي مش أم ، احنا كل ده بنلوم بابا عشان هو كان المفروض يروح هناك بدلها بس هي اللي أصرت وقتها ، سبتني وانا صغيره وكنت محتاجها ،حتى في تجهيزات فرحي مكنتش موجوده ، في أم متتصلش على بنتها حتى تباركلها ؟؟ ، في أم في الدنيا تعرف اخبارها بس على التلفزيون والسوشيال ميديا ، انت عارف يعني ام اصلا ؟ ، الست دي مش امي وانا مش مسامحها ، وحتى لو هي جت ، انا مبقتش محتاجها ، ومش عايزها في حياتي ، ولو انت بتلوم بابا أنها ماما مبقتش موجوده ، في السبب أن بابا ملهوش دعوه ، الصفحه دي اتقفلت من زمان وأنا مش عايزه افتحها تاني بعد اذنك .


كاد سوف يعترض علي حديثها ولكن اهتزاز هاتفه قاطعة مما استأذن منها وذهب في مكان بعيداً نسبيا وبعد ما ابتعد تحدث بهمس وأخذ ينظر حوله بخوف : 


ـ الو 


ـ في اجتماع النهارده بعد ساعه .


ـ مش هقدر اجي اعتذري من الرئيس وتقوليلها مش هقدر اجي خالص ، اختي تعبـ...


ـ اختك تعبانه مش تعبانه مقدرش اعتذر انت مفكر نفسك انك في شركة دي مافيا يا استاذ .


ـ أخذ ينظر حوله وهو يهتف بضيق : 


ـ وأنا مش هقدر اجي تمام واللي عندك اعمليه .


ابتسمت هي بقوة وتنظر بخبث : 


ـ خلاص وانا هقول لمدام سلام الغماري القاتل اللي أنتِ بتدوري عليه يبقي اخوكي ، اخوكي هو اللي قتل المذيعة تمارا علام .


علي حظه السيئ أن خده فعل مكبر الصوت وكانت المكالمة كانت مسموعة بصوت عالي 


كاد سوف يتحدث بغضب واضح يوقفها عند حدها وقد نسي أن يغلق المكبر الصوت ، ولكن سمع شهقة خافتة مما نظر بصدمة خلفه وهو لا يصدق ابداً أن الذي سمعت حديثه هي ...


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية مقيدة في بحور عشقه، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية