رواية جديدة بدون ضمان لخديجة السيد - التعريف بالابطال و اقتباسات
قراءة رواية بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية بدون ضمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
التعريف بالابطال
و
اقتباسات
أبطال الروايه
(فريدة عابد) ٢٤ سنه تعمل حالياً ممرضة في مستشفى، لكنها لاحقا بعد الزواج ستنتقل مساعده في مستشفى أخري إلي قسم دار مسنين ، والان مخطوبه من شاب تحبة ويحبها، فريدة فتاه جميله تتميز بملامحها السمراء الرائعه وبراءه خجلها النادر .
(ريهام عابد) شقيقه فريدة ومتزوجه ولديها طفلين ، وتعمل مندوبة دعاية لدي شركه.
(خيرية الأم) ، ربه منزل .
(عابد الاب) ، يعمل مدرس لغه عربية في احد المدارس الحكوميه .
❈-❈-❈
(آسر يحيي) ٢٩ سنه ، يعمل فرض امن لشركه،
وخطيب فريده حبه الأول .
(شيماء يحيى) 22 سنه و شقيقه آسر ، وما زالت تدرس في جامعه هندسه .
❈-❈-❈
(مهرة زكريا) في مقتبل العمر الرابع عشر فتاه جميله خجوله وبريئه ومازالت تدرس في الصف الثاني الاعدادي ، تقيم مع أسرتها المكونة من الأب و اربع فتيات اشقائها وشقيقها الكبير و زوجته وأولاده الخمسة.
( أنس زكريا ) ٣٨ سنه شقيق مهرة، متزوج ولدي خمس اطفال ، دائما يترك عمله لاسباب متعدده طول الوقت ولا يحرص للحفاظ على عمله الذي يجلب له النقود ليطعم اطفاله .
(حسناء)، زوجه أنس ٣٥ سنه ، ربه منزل ودائما متمرده على سوء أحوالها وتسعي لتغيير حياتها مهما كلفها الأمر .
زكريا الاب ، ويعمل محاسب بمحل لادوات منزليه .
❈-❈-❈
( زاهر ) ٤٤ سنة شخصيه قاسية انتهازيه
ويمتلك عده محلات لبيع الذهب .
( وفاء ) زوجه زاهر لكن بينهما مشاكل وترغب في الطلاق لكنه يرفض ليس محبه لكنه يحب اذلالها و إهانتها طول الوقت، لذلك تركت المنزل وذهبت للعيش بمفردها بعيد عنه (وهي لا تستطيع الانجاب ) .
❈-❈-❈
تسنيم 30 سنه ، تعمل محاميه وتحب دائما الدفاع عن حقوق المراه ، لذلك دائما تشترك في حملات للتوعيه و حمايه حقوق المراه ، وذلك قد يوقعها بمشاكل مع بعض الاشخاص لذا لم تكمل لها علاقه عاطفيه للنهاية .
أيمن شقيق وتوام تسنيم ، متزوج من حب عمره (ليان) لكن بينهما مشاكل طول الوقت.
❈-❈-❈
حسام 21 سنه شاب طائش ومتهور دائما في افعاله نتيجه دلال والدته، ولم يكمل الثانويه بسبب سوء سلوكه بالمدرسه وقد تم رفضه اكثر من اربع مرات بسبب افعاله السيئه لذلك اصبح بالشوارع ولم يهتم بتعليمه، لكن ايضا لم يفلح معه الامر بالعمل .. واصبح اهتماماته الفتيات والسهر معهم .
سعاد ولدت (حسام) الإبن الوحيد لها ، لذلك تدلله كثيرا وتمنحه كل ما يطلبه وذلك بالتاكيد يوقعها في مشاكل بسبب أفعال أبنها المشاغب ، لكن لا عليها فقد تعودت أن تحل جميع مشاكله مهما كانت حجمها .
❈-❈-❈
باقي أبطال الروايه
سالم القط، العمر ٣٥ سنة ، محامي، قد توفت زوجتة قبل سنوات ولديه طفله صغيرة
تدعي (ليلي)
ليلي سالم، في الاعداديه ، وعمرها ١٤ سنة ومتعلقه بوالدها بشده .
❈-❈-❈
ليان ، زوجه أيمن عمرها ٢٧ سنه ، وكانت تعمل في تصميمات الازياء .
رسلان سراج ، والدته تركية الجنسيه ووالد مصري.. وقد نشأ وعايش سنوات عديده في تركيا لذلك حصل على الجنسيه التركية (ويتحدث اللغه التركيه فقط).. ويعمل في شركه والده .
سراج والد رسلان، رجل أعمال في تركي .
بدر، يتيم الاب والام ، وقد تبنته سيده بسيطه تسكن في منطقه شعبيه لكنها توفت بعد سنوات، و متزوج ولدي طفلتين (توأم)
❈-❈-❈
اقتباس (1)
مـــدت مهرة يدها في اتجاه الكومود لتسحب ريموت التلفاز من عليه ، ثم نظرت علي ساعه الحائط لترى أن التوقيت قد تجاوز الرابعة صباحاً وما زال هو لم يعود من الخارج وهذا قد اشعرها براحه كبيره؟ و قد جف النوم من عينيها.. لتضغط علي ريموت لتشغيل التلفاز وظلت تقلب بين القنوات بملل تبحث عن أي شيء يلهي ذهنها من دوامة الأفكار البائسة حتي توقفت علي قناة تذيع فيلم كرتون "الأميرة المفقودة"
ابتسمت بشوق وحنين الي حياتها القديمة حين كانت تمارس يومها كـ طفله صغيره حلمها أن تتعلم و تلعب! لا أكثر، لكن تحولت فجاءه من طفلة إلى إمرآة، إمرآة لا تُشبها إمرآة مجبره على أن تتوقف عن الحُلم، عن التخيلِ، عن الفرح بمسرَّات صغيرة، وأن تهدأ وتترك تلك الأحلام الذي بها، وتكون مُجرد جُثة هامدة تتحرك، وتسير تأكل، وتنام، وتلبي رغبات الاخرين.. ولا يحق لها الاعتراض ولا البكاء ، وان تصرخ بأنها ما زالت صغيرة علي ذلك، صغيرة جدًا على اعتياد الحياة بهذا الشكل البائس.
لتعدل شعرها البني الناعم و المائل للسواد ذو الخصلات المموجة والمتمردة في بعض الأحيان، أهدابها كثيفة ، وكانت نظرة حزن واضحة على جفونها ،لقد بحثت كثيرًا عن السعادة في أبسط الأشياء ووجدتها. أرادت أن تكون مختلفة عن إخوتها من خلال التدريس والتعلم والتخرج من الجامعة التي تختارها! لكنها حُرمت من تلك الأشياء وما كانت تخشى حدوثه وبدا أن أهلها لهم رأي مختلف ، وبسبب ظروف الحياة وقسوتها ، ومبدأهم أن الحياة لا ترحم الفقراء ، ولن يشفق عليهم أحد؟ لذلك ، اختاروا لها أن تتبع هذا الطريق ، معتقدين أنهم سيؤمنون مستقبلها... لكن في الحقيقه كانوا يفعلون ذلك لاجل مستقبلهم هم، حتي لا يظلوا قابعين في ذلك البؤس ...
فبالرغم من أن الأثاث في المنزل باهظ الثمن ، وهي تعيش حاليًا في منزل واسع به فراش من حرير وثلاجة مليئة بأفضل أنواع الأطعمة والمشروبات الطازجة التي لم تتذوق بعضها من قبل بسبب فقر أسرتها... لكن يوجد مشاعر باردة تغللت داخل روحها حتى أصبحت لا تعرف متى وأين اصبحت تشعر بتلك الاشياء التي تعد اكبر من سنها.. فمن المفترض أن تعيش جميع الفتيات في نفس العمر طفولتهن ولا يعشن الحياة الزوجية مثلها! .
قد ذبلت روحها وانطفئت عيناها اللامعه وللسخرية ان عائلتها هم من ارغموها على تلك الحياه تحت مسمى، الزواج المبكر هو ستره للفتيات، وكأنها قطعه لحم رخيصة معرضة لاقتراب ذئاب شرسة في أي لحظة ، وستذهب معها بسهولة دون أن تلتزم بحماية نفسها من أي شخص.
سمعت صوت صرير الباب وهو يُفتح ! في حين التمعت عيناها فجاه بقلق بالغ وهي تراه يتقدم منها بعد أن أغلق الباب خلفه تعلقت عيناها بذلك الكيس البلاستيك الذي يحمل ماركه شهيرة ليضعه أمامها فوق الفراش بعد أن أخذ ما بداخله ليظهر وهو معلق بيده "قميص نوم شفاف ومثير" رسم بعينه الخبث تعبيراً عن ما يريده منها وما سيحدث بعد قليل...!! تجمدت في مكانها حينما رأت زوجها محدقاً بها بنظرات غير بريئه.. نظر هو إليها بتفحص ، وإعتلى ثغره إبتسامة وضيعة ، ثم تشدق
= ايه رأيك؟ في ذوقي هيبقى عليكي يجنن
إنفرجت شفتيها في فزع حقيقي ، وزائغت عينيها ، ونطقت بصوت مبحوح
= هـاه ، لأ
حدج بها بنظراته المحتقنة لتنهض ثم تراجعت بظهرها للخلف ونظرت إليه بذعر ، ونطقت بصوت مرتجف بخجل شديد
= أنا .. أنا آآ.. مش هقدر ألبس حاجه زي كده قدامك؟ هتكسف أوي!
تحرك هو في اتجاهها بخطوات غاضبه، ولم يحيد بعينيه القويتين عنها بينما كـور قبضة يده ، وهدر فيها بحنق
= هو ايه اللي لا؟ يا روح امك، ومكسوفه من ايه؟ انا جوزك ! هفضل افهم فيكي لحد امتى ان اي حاجه بطلبها منك وبتحصل بينا.. حلال، والمفروض ما تقوليش لا لجوزك على اي حاجه يطلبها منك .
جحظت عينيها في رعب ، وهربت الدماء من عروقها ، وتسارعت دقــات قلبها حتى كادت أن تصم آذانها حين نظر لها بقسوة مخيفة حيث صرخ فيها عالياً
= بت انتٍ انا صبري نفذ عليكي يا اما تتعدلي يا اما هربكي من اول وجديد ، انا مش عارف اهلك ازاي مش بيفهموكٍ الحاجات دي ولا انتٍ اللي مخك ناشف ومش بتفهمي..
إبتلع غصة في ريقها وشعرت بسكاكين تغرز بقلبها فكيف سيفهم ان أسرتها لم يهمها شيء غير المال الذي ياتي بعد زواجها منه، وحتى إن علم فلم يهتم بالتأكد، تنفس بغضب شديد عندما لمح ما كانت تشاهده بالتلفاز "فيلم كرتون" فهي لا تريد ان تكبر وتنسى طفولتها وانها أصبحت الآن امراه متزوجه منه، دفع بقدمه طاولة زحاج صغيرة وسقطت أرض بقوة لتنتفض هي بذعر وقال بصوت آجش يحمل الوعيد
= هو انا مش قلتلك الزفت ده إياكي تشغلي في التلفزيون .. عيله صغيره انتٍ لسه؟
كان بالفعل أجاب على حالة فهي مازالت طفله في سن ال 14 عام ، طفله في ثوب امراه متزوجه! بكت هي بحرقة وفي ذلك الأثناء كان يغلق التلفاز ليحرمها من شيء آخر كأن حقها كعادته، وبلحظة كان سحبها من خصرها لداخل حضنه بقوة، ارتطمت بصدره العريض بعنف، وبحنان مقزز مسد على شعرها، وبتنهيده اكمل
= قولتلك قبل كده اسمعى كلامي اللي بقولهولك واتقی غضبی یا مهرة .. لو سمعتي كلامي ونفذتي اللي انا عاوزه من غير مناهده مش هخليكي محتاجه حاجه وهعيشك في الجنه
لويت شفتيها بسخرية مريرة فعن اي جنه يتحدث فهي منذ زواجها منه تعيش في جحيم؟ ضغط على خصرها بكف يده جعلها تتأوه بعنف عندما وجدها مازالت تبكي بصمت..وأضاف بصوت جاف
= ارضی وعیشی وانتٍ ساكته..وبلاش شغل
الاطفال اللى انتٍ بتعمليه دا لانه هيجبلك الكلام و الضرب.. خلاص مش هقعد كل يوم افهم فيكي.. انتٍ دلوقتي واحده متجوزه مش لسه طفله !.
لم تتحدث أو لم تجد للحديث نافعة معه ثم سلطت أنظارها عليه بفتور بينما لم يترك لها المهلة لكي تجيب ، حيث أمسك بها من معصمها وجذبها عنوة نحوه ثم إنحنى بجذعه قليلاً للأسفل ليضع ذراعه الأخر أسفل ركبتيها ، وحملها بين ذراعيه عالياً ، وأحكم قبضتيه عليها ، فصرخت هي فيه بصوت مرتفع مستغيثة به؟ فليس هناك أحد بالمنزل غيرهم
وإذا حاولت طلب المساعدة منهم ، فسوف يتركونها له كما فعلوا من قبل.
وما من ثواني كان يميل نحوها وكعادتها كانت معه كما اعتاد عليها جسد بلا روح... فهي محطمه ليس لديها دفء وحب لتعطي وحتي اذا كان لديها فلما ستعطي الحب؟ لذلك الرجل الذي سرق طفولتها، إلي من قتل روحها بدم بارد الى من يحرمها من ابسط الاشياء حقها ؟ إلي ذلك الجزار كما اعتادت ان تسميه
منذ ليله زفافها التي تحولت بعدها من هنا؟ من طفله صغيره الى امرأه متزوجه من رجل يكبرها بثلاثون عام .
رجل يبحث عن اشباع غريزته دون أن يهتم بجسدها الذي يصرخ من الآلم و الضعف، لحظات مرت كالدهــر عليها، ومثل العاده في منتصف ما بدأ ابتعد عنها وهو يلهث بغضب شديد دون أن يشعر باشباع غريزته من جسد تلك الطفلة الباردة التي لا تعرف كيف تتجاوب معه وما مفاهيم العلاقه وتجهل ما يحدث بينهما ، و بسبب قهرها من صمتها الدائم أمام ما يطلبه منها ومن حرمانها من طفولتها ولم تعد تعرف شئ عن الحياه الزوجيه وما يحدث معها غير أن ذلك واجباً عليها تقضيته لارضاءه.. دون أن يبحث أحد عن راحتها .
❈-❈-❈
اقتباس (2)
جلس "أيمن" في ذلك النادي الخاص بالطبقات النبيله كما أعتاد يوميا، رغم أن عمله قد انتهى قبل ساعه لكنه ما زال بالخارج ولم يعود الى منزلة ليقضي بعض الوقت مع زوجته! كما كان معتاد سابقاً قبل ان يعرف ويرى وجهها الحقيقي الخبيث، دقائق و تجمع رفيقاته يجلسون معه و كل منهن يثرثر في موضوع ما، إلا هو كان شارد ولا يستمع الي حديثهن ويفكر بزوجته "ليان"، لقد كان قبل سنوات وهم بالجامعه الاثنين معا قبل ان يتخرجوا؟ حيث نشأت بينهما قصه حب قويه وكان "أيمن" ينتظر بفارغ الصبر ان ينتهي من الدراسة حتى يتوظف ويذهب ليطلبها من والدها، في البدايه قد حدثت بعض المشاكل بين العائله لانه مزال في بدايه حياته لكن بسبب إصرار "ليان" علية بشدة اضطرت عائلتها ان تخضع لها باستسلام لطلبها وتزوجوا بالفعل.
لم ينكر ان قال كان أسعد الناس بعد زواجه منها فقد أصبح اقرب لحبيبته، وقد عاشوا اسعد أيام حياتهم وكان يصعب عليه مفارقة حضن زوجتة... و الحب الذي بينهما ازداد بدرجه تزهل عقل اي شخص فمن يراهم كان يتمنى ان يعيش قصه حب مثلهما مع شريكه، لكن كل ذلك تبخر في غمضه عين! عندما صُدم بتلك المحدثات التي راها على هاتفة وقد ارسلها له مجهولة؟ ولا يعرف من حتى الآن؟
لكن الذي اهتم بامره في ذلك الوقت؟ هو ان يعرف بان ما يراه هل حقيقي ام وهم؟ ومجرد محادثات قد فعلها شخص ليثير غضبه لا اكثر او ليفتعل بينهما مشاكل لينفصلوا عن بعضهم؟ ليشعر بالمرارة عندما تذكر ما اخبرته بي زوجته في تلك الليلة؟ بأن تلك المحادثات حقيقيه وليست مزيفة كما توقع !!.
شعر حينها بالغيره و الاشمئزاز الشديد من تلك القذره التي شاهدها عن زوجته فهي قامت بخيانتة دون أن تخجل من نفسها، طعنه كرامته كرجل وكبريائه بلا مبالاة...!!! وما يغضبة اكثر بأنه حتى الان غير قادر على طلقها والانفصال عنها؟ وفي نفس الوقت لا يستطيع ان يسامحها على فعلتها الشنيعه رغم ندمها الشديد.. يعلم ولكن ليس متاكد بان زوجته خانته عبر الرسائل فقط! وليس خيانه جسمانيه، لكن هذا في النهايه ليس مبرر لها. وزوجته خائنه بالفعل .. حتي ان كان قولا فقط .
❈-❈-❈
اقتباس (3)
مسحت فريدة بالمنديل القطنية عيناها الباكيتين لتحدق في خطيبها الجالس أمامها يتطلع فيها بندم ولهفة .. انتحبت بصوت خفيض وهي تحاول السيطرة على نفسها أمامه.. فقد مر أكثر من عشرة أيـام واليوم فقط جاء ليطمئن عليها.. اليوم فقط اهتم يطمئن على وضعها البائس ،لكنها كانت حاضرة معه بجسدها لكن روحها وعقلها غائبين .. فقد تركها وحيدة تقضي وقتها مختلية بنفسها شاردة في ذكرياتها معه، لكن الفقيد لا يعوض ، وهو كان الحياة بالنسبة لها.
للحظة نظرت فريدة الى يد أسر الممدُده قبل أن تضع يدها بيدهُ بجفاء،ضمها بآناملهُ يشعر بإحساس دافئ، كذالك هى شعرت بنفس الإحساس الدافئ التى دائمًا عانت من إفتقادهُ مع من حولها بعد ما حدث، فهو اكثر الناس التي كانت بحاجه اليه بين الجميع لكنه لم يأتي إلا اليوم فقط!! لكن سُرعان ما سحبت يدها من يدهُ بألم ،رفع أسر وجهه ينظر لوجهها ملامحها قد تبدلت و إزدادت حزن فقط! رغم أنها عادت نظرات العيون لكن تبدل الحنين والآنين الى حِيرة مشاعر، لتهتف بهدوء مريب
= اللي جابك يا أسر لسه فاكر تسال عليا؟ وتيجي تزورني
نظر لها بحنان وندم ، وهتف بصوت شبه حزين و بنبرة مواسية
= انا اسف حقك عليا عارف ان انا غلطان و ما فيش اي حاجه ممكن تشفعلي غلطتي، بس انتٍ ما تعرفيش اللي حصل بعد اللي عرفتة عنك! كان صعب عليا اتحمل اللي حصل واجيلك واحط عيني في عينك بسهولة وأنا
مش قادر اجيبلك حقكٍ
صمتت للحظة محاولة السيطرة على نبرتها قبل أن تختنق أكثر ، وأخفضت نظراتها لتحدق به، وخرج صوتها مهتزاً وهي تتابع بمرارة
= انا ما طلبتش منك تجيبلي حقي، أنا كنت مهزوم.. وأنت حتي مستكترة عليا وقت تيجي تطبطب عليا عشان استوعب هزيمتي.
ابتلع أسر ريقه بصعوبة ، وأجابه بحسرة
= انا اسف يا فريده والله انا اللي مش قادر لحد دلوقتي استوعب اللي حصل لك.
ثم تابـع أسر هادراً بتهديد صريح
= بس والله لا اجابلك حقكٍ من الكلب ده حتى لو اضطريت اقتله .
هزت رأسها بقلق و ردت عليه بصعوبة محاولة التمالك أمامه واظهار قوتها
= لا لا، اياك تعمل كده.. ما تعملش حاجة يا أسر انا حكيت كل حاجه للظابط وهو هيجيبلي حقي أن شاء الله، انا مش عاوزه خساره تانيه كفايه اللي انا فيه .
أخــذ نفساً عميقاً ، وزفره على مهل ، ثم تابع قائلا بصوت متردد
= طب سامحتيني. ! يا فيري.
_فـيـري.
ذلك الاسم الذي انتقاه أسر عشقها لها ليكون خاص بهم.. وكان يخبرها دائما أنها.. رقيقة القلب.. كثيرة البكاء ..لكنه أحبها كثيراً لأنها مختلفة ومميزة ، وأخبرها سابقاً ايضا بأنه لم ولن يتخلى عنها مهماً حدث.. لكن قد خائن الوعد مع الأسف مرة!
تكرر النداء على مسامعها ، فكفكفت عبراتها وهي تجيب علية بصوت شبه متحشرج يائسه
= مش عارفه امتى قلبي هيشيل منك يا أسر .
❈-❈-❈
اقتباس (4)
مسحت على جبينها برفق وهي تتنهد بعمق لتطلع إلي زوجها بملل فهو منذ ساعة اكثر كأن يحاول اقنعها بالسفر والعوده الى موطنها لكنها ترفض كعادتها بشدة ولا يعلم مدي إصرارها علي الرفض.. تهدجت أنفاسها اللاهثة وهي تهمس بصعوبة
= رسلان ، توقف ، لقد سئمت من عدد المرات التي أقولها لك ، لا أريد أن أعود إلى مصر ،
سافر أنت وانهي عملك ، ثم عود وانا سأبقى هنا. لا تقلق علي. لم يحدث لي شيء .. وإذا حاول أحد مضايقتي ، سأضربه بشدة بهذه الأيدي .
قالت جملتها الأخيرة وهي ترفع يدها الاثنين معاً بابتسامة واثقة، تطلع فيها بنظرات استنكار، حتي كاد أن يضحك علي منظرها الطفوله لينظر نحو يدها الصغيرة المرفوعة وهو يرفع حاجبيه بخبث متسائلا باستخفاف
= هممم ، بهذه اليد الصغيرة ، هل تعتقدي أنكٍ قوية؟
رفعت عيناها نحوه لترمقه بنظرات معاندة وهي ترد بإصرار كبير
= نعم ، قوية.. هل تريدنا أن نتسابق باليد ونرى من سيفوز حتى ترى مدى قوتي بنفسك؟
ثم تابعت حديثها إليه مبتسمة بلهفة وهي مسلطة أنظارها نحو ذلك المزعوج منها
= وإذا فزت ، ستوافق على طلبي ولن تعترض
صمت لثانية يفكر بتهكم فبالتاكيد سيفوز عليها بكل سهولة، ثم نظر مباشرة في عينيها متساءلًا بجدية
= حسنًا ، وماذا لو فزت أنا؟ هل توافقي على طلبي أيضا للعودة لوطنك، دون أي اعتراض؟
رمشت بعينيها وهي تسبلهما نحوه، ثم همست بنعومة
= حسنا.. اتفقنا .
شعر رسلان للحظة بالشك نحوها بعد تلك النظره الغير مريحة، لكن عندما تحركت بحماس لتجلس فوق الفراش لترفع يديها في انتظاره! لياتي ويتصارعون بالأيدى، تنهد وتقدم نحوها ليجلس مقابلها و بدأوا اللعب عندما امسك بيدها الموضوعه فوق الفراش ..
وخلال لحظات اتسعت عينا بصدمه عندما شعر بلمسة رقيقة من أناملها على وجهه فأصابه برجفة بسيطة ليحديق في زوجتة الصغيرة تلك "القزمة" كما يطلق عليها، ليطالعها تلك المرة بنظرات مختلفة عن ذي قبل، حيت نظرات تحمل التلهف والشوق، الاهتمام والرغبة، اقتربت هي منه أكثر ليمعن في تفاصيلها، في تعبيرات وجهها الساكنة.. حاولت أن تقترب منة أكثر حتى أنها أصبحت قريبة جدآ ... شعر بأنفاسها تلفح وجهه فخفق قلبه بقوة وتسارعت دقاته ليتفاجئ بها تنحني نحوه شفتاه بجرأة لم يعتاد عليها من قبل! لكنها رفعت نسبة الأدرينالين المتحمس بدمائه.. اضطرب لوهلة، وتوقف عن التنفس و أنظاره مزالت عليها.
تبادل الاثنان نظرات مطولة لتندمج شفتيهما في قبله شغوفه و طويله وفي نفس اللحظة ارتخت يدة بضعف عندما شعر أنه بحاجتها، وقبل أن يتعمق بقبلتة لها تفاجأ انها فصلت القبله .. و ضغطت علي يدة بقوة لتهبط أعلي الفراش ليكن هو الخاسر !!
وهنا بدأت الصور تتضح تدريجيًا له وما كانت تخطط له تلك الماكرة .. و رغم أنه كأن سعيد إنها قامت بالاقتراب منه دون رهبة إلا أنه شعر بالغيظ قليلا .
بينما توهجت عيناها بوميض فرح، وزادت ابتسامتها اتساعًا، بينما نهضت وبدأت تقفز بالهواء وهي تصفق بيديها كالأطفال و تبتسم بسعادة بفوزها، ثم مالت نحوه بمكر وقالت بنعومة
= انا ربحت! هاي ، ماذا عنك الآن بعد أن أصبحت ضعيفًا أمامي
انتصب في جلسته يراقب فرحتها بشغف، وهو شاعر بدمائه تتدفق بغزارة في جميع عروق جسده لتصيبه انتعاشة رهيبة، ثم لمعت نظراته بوميض غريب، ولوي ثغره للجانب ليرد عليها بهمس مبتسمًا
= أنا لست ضعيفًا ، لكن خصمي كان عزيزًا
توقفت هي عن القفز بحماس وقد تلاشت ابتسامتها و اصطبغ وجهها بحمرة خجلة من كلماته المتوارية رغم أنها تبدو عادية لا تتضمن غزلًا صريحًا، لكنها استشعرت أهميتها عنده، لتضغط على شفتيها بحرج قليل وكانها انتبهت الى نفسها الآن فقط و الى ما فعلته .. ثم
تحاشت النظر إليه، وظلت تفرك أصابع كفيها بتوتر.
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية بدون ضمان, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية