-->

غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد - الفصل 22 - 1

 

رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية




غِنى بيجاد

نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد


الفصل الثاني والعشرون
الجزء الأول

كيف لا أحبك وإنت لو غبت عني قليلا مت شوقا إليك 
اقترب حبيبي لأخبرك إنك سعادة لقلبي.. وبدون وجودك أصبح جسدي بلا حياة  
فمنذ أن رأيتك أرتجف قلبي بل كياني 
فلو أنا غناك فأنت حياتي 
فلقد كسرت صمتي واشعلت شموعي لأضيئ ظلامي 
❈-❈-❈ 

فاقت غنى من نومها وجدت نفسها محاطة بذراعيه وتغفو على صدره.. نظرت لوجهه الذي لأول مرة يكون بهذا القرب منها 
رمشت بعينيها عدة مرات.. تحاول تجميع شتات نفسها من أنفاسه التي تحاوطها.. رفعت عيناها تنظر لخصلاته المتمردة على جبينه.. رفعت يدها بحب تزيحها للخلف ومازالت على وضعيتها.. أحس بها ورغم ذلك تركها تفعل ماتريده.. رغم دقاته العنيفة التي اُصيبت قفصه الصدري من حركتها العفوية.. 
لأول مرة يقربها بهذه الطريقة.. لأول مرة تتلامس شفتيها بجبينه وهي تغمض عيناها 
ابتسمت روحه من فعلتها هذه.. اتكأت على ذراعيها وظلت تبصره بحب وتتذكر من أول لقاء  جمع بينهما 
أخفضت رأسها تقّبله على خدّيه عندما شعرت بإكتمال روحها له.. ولكن فجأة أصابت ذاكرتها عندما تذكرت حديثه بزواجه من غيرها 
لقد خانها وكتب غيرها على اسمه.. هزت رأسها رافضة كل مايخيله عقلها لها.. لكمته فجأة بصدره 
-بيجاد فوق واصحى إيه اللي نيمك جنبي 
استغرب صراخها وتحولها بهذه الطريقة 
فهى  منذ لحظات كانت تبثه بقبلاتها الخلابة التي سرقت أنفاسه مماجعلته غير قادرا على التنفس 
اعتدل يرجع خصلاته للخلف ويمسح على وجهه عله يخرج من حصارها الذي وقع به 
- مساء الفل حبيبي بتصرخي ليه هو النظر لا مؤاخذ سافر وسابك جثة بلسان قدامي 
استيقظت روحها الثائرة بداخلها ما إن استمعت لحديثه.. اتجهت تجلس أمامه وتلكمه بصدره 
- لا ياحبيبي شيفاك كويس ونظري ستة على ستة.. لكن قدامي واحد بارد لازم يفقدني أعصابي 
رفع حاجبه بسخرية قاصدا استفزازها 
- حبيبي.. وبارد يتجمعوا إزاي ياحبي هو انتِ عندك انفصام شخصية 
-"بيجااااد"صرخت بها مما جعلته يقفز من مكانه 
- يخربيتك وداني.. صرعتيني، اومال لو مش عيانة كنتي اكلتيني 
افتكرت مرضها.. ابصرت إليه بدموع متلألئة بالدموع 
- فيك تبعد عن المريضة.. عندك بنات كتير حتى اللي جوزتها من ورايا 
هنا صاحت وصرخت من أعماق قلبها
- معقول أنا اللي كنت بقول مستحيل إنك تفكر انك.. اقترب يضمها لأحضانه وهو يتحدث بهدوء رغم حزنه الكامن بداخله 
- والله غصب عني.. ضم وجهها بين راحتيه ونظر لمقلتيها
"غنى أنا مش بحبك بس.. أنا بعشقك.. يعني حبك بيجري في دمي ومستحيل أفكر إني أخونك حتى مجرد التفكير بواحدة.. انسدلت دموعها على خديها 
دنى يقبلها متشربا دموعها وهو يردف
- إنتِ أغلى عندي من الدنيا ومافيها.. لو طلبتي روحي مستحيل أتخلى عنك.. لامس خديها بأنامله يزيل دموعها 
- معقول بعد السنين دي كلها أروح افكر بغيرك 
حملها ضاممها كليا بأحضانه كطفل رضيع 
يمسد على خصلاتها 
- مافكرتيش ليه بعد السنين دي كلها مافكرتش أرتبط ولا اتجوز مع اني دخلت التلاتين 
وضعت رأسها بصدره تستمع لهدوء كلاماته التى اخترقت صدرها بحنان 
- علشان حبك السرمدي محفور جوايا.. حبك موشوم بقلبي زي السحر الأسود 
اعتدلت تنظر لبنيته بذهول 
- أنا عشق إسود يابيجاد 
حبس أنفاسه داخل صدره ضاغطا على كل عصب بجسده يتحكم في سيل مشاعره المكبوتة بداخله جهاتها 
- اقترب واضعا رأسه بعنقها يستنشقها كمدمن حان وقت جرعته.. وأردف بأنفاسا ساخنة تضرب عنقها بالكامل 
- لما تخليني من طفل عشر سنين متعلق بيبي مش شايف غيرها.. والبيبي كبرت وكبر الشاب يرسم طموحه معها على إنها 
حبيبته مع إن عقله رافض الفكرة.. احلام وردية رسمها لنفسه... فجأة تحولت الأحلام الوردية إلى كابوس،.. وعيشت بدون ماابني حتى سورها.. حاولت وحاولت إني ابني حياة بس مقدرتش والله ماقدرت والشاب كبر وحبك بيكر اكتر وأكتر كأنك معاية مبتفارقنيش 
اعتدل ينظر لرمديتها 
- تفتكري بعد مالاقيكي السنين دي كلها هروح أخونك... وأنا روحي فيكي 
ضم ثغرها بقبلة متوهجة عندما وجد سكونها وعيونها التي تخصه بعشقها.. للحظات يقبلها كأنها دار نعيم لديه لم يستطع البعد عنها... تجاوبت بقبلته وعانقته حتى توقف الزمن بلحظاتهما 
فصل قُبّلته عندما احتاج لتنفسهما... كانت تضغط على صدرها حتى تقو على ملأ رئتيها بالأكسجين 
ضمها يربط على صدرها متأسفا... عندما وجد تغير لونها للأختناق 
- آسف حبيبي محستش بنفسي.. وضعت رأسها بصدره بعدما استعادت نفسها 
ظلت للحظات صامتة ثم رفعت بصرها إليه 
-سمعاك يابيجاد.. عايزاك تبرد قلبي وتقولي ليه روحت اتجوزت بعد جوازنا... ومتقولش قبل  ماتعرفني، الورقة اللي وصلتني إنك كتبت عليها بعد جوازنا.. ومش بس كدا.. بعد ماجت المزرعة واخدتها وفضلت قافل على نفسك اسبوع مش عايز تكلمني فيهم 
عند عز ورُبى 
رجع عز بعد قضاء ليلة مع مالكة الروح والقلب... دلف بسيارته الى حي الألفي 
وجد والده عائدا من منزل عمه 
ترجل من السيارة بجواره رُبى... تقدم صهيب منهما يقبل رُبى على جبينها 
- حمدالله على سلامتك ياعمو 
ضمته بحب أبوي 
- الله يسلم حضرتك عمو الغالي 
طالعهما بنظراتهما 
- يارب تكون السهرة حلوة واتبسطوا 
وضع عز يديه يضم رُبى من أكتافها مردفا
- تفتكر يابابا هتكون إزاي وانت مكتمل كمال الروح والجسد 
ابتسم له صهيب مُقبّلا جبينه 
- ربنا يسعدكم حبايب قلبي ودايما السعادة منورة طريقكم..ثم استرسل كلامه 
- روح لعمك مستنيك...وأنا عايز أخد رُبى تتغدى معايا النهاردة..وحشتني بنتي الصغيرة  كبرت وبقت مرات ابني 
ابتسمت بخجل لعمها واردفت بهمسا
- ربنا يخليك لينا ياعمو 
ضم راحتيها بين يديه متجها لمنزله.. 
- متتأخرش شوف عمك عايزك ليه 
أومأ عز برأسه متجها لعمه 
كان جالسا بمكتبه يتابع بعض أعماله... دلف عز بعد السماح له 
- صباح الخير عمو حبيبي... وحشني والله ياغالي 
نظر اليه جواد بابتسامة سخرية
- حد قالك عمك بريالة يلآ وبينضحك عليه 
قبل كتفه وهو يقهقه على جواد الذي دائما يفهمه 
- مين بس اللي قال كدا... دا حضرتك وحش الداخلية فيه حد يعرف يضحك عليه 
اتكأ جواد على المقعد يقيمه بنظراته الصقرية.. 
ضيق عز نظراته وأردف متسائلا
- هو التي شيرت عاجب حضرتك... ممكن أبعت اجيب لك واحد ولونه أجمل من دا 
القى عليه القلم.. مردفا
- والبنطلون وحياتك ياحيلتها، عايزهم دلوقتي.. اصلهم عجبني وبصراحة مش هقدر استنى لحد ماتبعت تجيب غيرهم... فيلا اخلعهم حالا 
انتصب عز بوقفته وهو يقهقه عليه مردفا
بين ضحكاته 
- يلهوي ويرضيك ياعمو اكشف عورتي قدام حضرتك... لقد نفذ صبر جواد من بروده المستفز... نهض مسرع يقبض على كتفه وهو يتحدث بفظاظة
- لا ياحبيب ابوك متخافش هعرف استرك 
نهض عز وهو مازال يضحك بقوة على كلاماته 
- وماله ياعمو.. انت ومالك لأبيك.. وأنا بقول أنا وتي شيرتي لعمو ميغلاش عليك 
قهقه جواد عليه 
- اتعلمت اللماضة دي كلها منين يلآ 
رفع حاجبيه كالأطفال وتحدث 
- من الزمن وحياتك ياعمو... أصل الزمن دا قاسي أوي 
ضمه جواد لأحضانه ومازال يقهقه عليه 
- بتفكرني بأبوك ياعز... كان دايما بياخد كل حاجه بهزار.. رغم ساعات وجعه بيكون بيأن دم جواه 
أومأ عز برأسه متذكرا بعض أحاديث والده 
-   ربنا يديلكم طول العمر 
بهدوء ظاهري ونبرة عميقة اتجه للمقعد وتحدث 
- عز رُبى في كلية طب.. وطبعا الطب عايز تعب ومذاكرة وابحاث إلخ.. عايزك تكون نقطة قوة في حياتها مش نقطة ضعف أبدا حبيبي 
أكمل حديثه بإستفاضة 
- حبيبي بلاش الخروجات الكتيرة اللي ملهاش لازمة... وكمان خف ياعز عليها.. عارف إنك بتحبها بس بالمعقول مش طالع نازل حب ياحبيبي.. روحت تسهر.. تمام تسهر وترجع مش ترجعلى تاني اليوم الساعة تلاتة العصر... دا كدا قضيت شهر عسل مش سهرة يابني 
أشار بسبابته على نفسه 
- ايه دا.. حضرتك بتبص في الكام ساعة اللي قضناهم برة.. لا مستنتش منك كدا ياعمو بدل ماتقولي ألف مبروك بالرفاء والبنين 
اشار جواد للباب وتحدث 
- إمشي يلآ اطلع برة... دقيقة كمان وهعلقك مكان النجفة دي 
اسرع عز للباب وهو يضحك على عمه ولكنه توقف عند باب غرفة المكتب متحدثا
- حاضر ياعمو.. من غير ماتقول، عمري ماأكون سبب فشل لرُبى بأي حاجة.. بالعكس هكون دايما داعم.. وسند في أوقاتها الصعبة.. حضرتك جاي توصيني على روحي.. هو فيه حد عايز الوجع لروحه 
❈-❈-❈ 
عند أوس 
عاد إلى منزله ووجه لوحة فنيه يغمره الغضب ونظرات  رغم إنها حزينه إلا أنها قاتمة لحد الجحيم... قابله عز وهو مازال يضحك على مداعبة عمه.. واصطدم به.. 
صرخ أوس بوجهه 
- ايه مش تفتح.. وتاخد بالك 
قطب عز جبينه مستغرب حالته التي رآها به.. حاول الهدوء وأمسك يديه ومازالت ملامحه هادئة 
- مالك ياأوس؟ حصل إيه يخليك تتمادى معايا كدا 
نفض أوس يديه بسرعه واغتاظ من هدوئه الذي اعتبره استفزاز له وتحدث بصوتا مرتفع
- مش فاهم يعني إيه اتمادى معاك دي... ليه هو أنا جيت جنب حضرة المهندس العظيم.. 
أوس... صاح بها جواد الذي خرج عندما استمع لصياح ولده... اقترب حتى وصل لوقوفهم 
- اعتذر لابن عمك 
جحظت عين أوس وهو ينظر لوالده وتحدث بصوتا جعله هادئا بقدر المستطاع 
- أنا مغلطش حضرتك.. هو، قاطعه عز وهو ينظر بصدمة لأوس واتجه لعمه
- اوس عنده حق ياعمو.. أنا اللي المفروض اعتذرله لاني مكنتش واخد بالي 
دقق جواد النظر بعين ولده وأردف
- انا قولت اعتذر لابن عمك من امتى الكبير بيتنازل على كرامته للصغير 
- لا ياعمو حضرتك أنا.. لم يدعه يكمل حديثه عندما أشار بسبابته 
- اسكت لما أنا أتكلم ماتتكلمش... ثم رفع نظره لولده 
نظر أوس لعز 
- آسف ياعز.. معلش كنت غضبان فغضبي جه فيك 
ربت عز على كتفه متحدثا
- مفيش اعتذار بين الاخوات يلآ.. عمو بس اللي مكبر الدنيا شوية 
تحرك جواد وتحدث 
- أوس مستنيك في المكتب 
تحرك عز خطوتين للأمام ثم رجع ينظر لمقلتيه
- الغضب بيوصلنا لنتيجة وحشة أوي.. اسأل مجرب.. متخليش غضبك يتحكم فيك، ممكن تخسر حاجات صعب إنها ترجع 
قالها ثم تحرك مغادرا فيلا عمه 
عند ريان ونغم 
استيقظ ريان ينظر لتلك التي تقبع بأحضانه..يتذكر ليلته الجامحة معها بالأمس..رسم ابتسامة على ثغره عندما تذكر عشقه وجنته الخالدة بأحضانه 
سحب نفسا عميقا..متلذذا بحياته السعيدة بجانب حبيبته وأبنائه..مسد على خصلاتهاثم انثنى يطبع قُبّله على خديها وهو يهمس لها
- صباح العشق يانغمتي..ياله حبيبي افتحي غابة الزيتون علشان ابدأ يومي بالسعادة  
ببطئ فتحت عيناها مبتسمة 
- صباح الخير حبيبي.. صحيت من بدري 
لمس خديه بإصبعه وهو يهمس 
- لا لسة صاحي.. فوقي علشان ناخد دوش وننزل نفطر مع بعض.. عملك بروجرم بيرفكت.. اتمنى يعجبك 
اعتدلت تضع نفسها بالكامل بأحضانه تحاوطه بذراعيها
- ريان أنا بحبك ومقدرش أعيش من غيرك ولا لحظة 
ضمها بأحضانه وهو يمسد على خصلاتها 
-وريان بيعشق نغمته اللي بقت تنساه وكل همها دلوقتي العيال 
خرجت من أحضانه سريعا تنظر حولها تبحث عن هاتفها 
- هو فين....؟ ضيق عيناه متسائلا 
- هو ايه ياحبي دا 
جذبت مأزرها أمام عيونه لتقوم بإرتدائه ثم نهضت من فوق الفراش تبحث عن هاتفها... تذكرت إنه مازال بحقيبة يديها.. اتجهت سريعا تخرجه وهي تنظر لزوجها الذي يرمقها بنظرات الحيرة 
- اهو التليفون.. عايزة اطمن على الولاد 
زفر بإختناق وتحدث
- وأنا اللي مفكر إنك نسيت كل حاجة ومفيش غيري اللي على البال 
جلست بجواره تلكمه بذراعه
- ولادنا حبيبي  أهم من حياتنا نفسها..امبارح مالك وحمزة قالوا هينزلوا النادي هنا..وانا الصراحة مبحبش نوادي القاهرة دي 
ضمها مردفا
- بالعكس حبيبي نوادي القاهرة ممتازة وأنا مقدم لهم بأرقى النوادي..مش معقول هرمي عيالي في أي مكان يانغم 
قبّلت خديه مبتسمة وهي تقوم بالأتصال
-  عارفة حبيبي..برضو لازم اطمن عليهم خصوصا إن عمر اخد مراته وسافر شرم..متنساش حمزة شقي ومالك مابيقدرش عليه وبيعشق السباحة..ممكن ينزل ويرفض يخرج منها 
أومأ برأسه هو يمسد على خصلاتهاويقبّل جبينها 
- ربنا يخليكي لينا ياحبي..ظل لحظات ينتظر اولاده بالرد عليها ولكن دون إيجاب 
امسك هاتفه وقام الأتصال على ابنته التي كانت تجلس بحديقة منزلهما تبكي على ماوصل بها الحال مع من أول مادق لها قلبها..امسكت الهاتف بعدما استمعت لرنينه 
اخذت نفسا وطردته بهدوء متحدثة
- ايوة يابابي..
ارتجف قلبه وأصابه الهلع من صوتها الباكي الذي استشعره ورغم ذلك حاول الهدوء حتى لا يقلق زوجته 
- حبيبة بابي..عاملة إيه وفين وأخواتك فين   
ابتلعت حزنها وحاولت الهدوء متخذة نفسا واردفت بصوتا جعلته متزنا إلى حد ما 
- كويسين.. حمزة فوق لسة نايم ومالك راح النادي علشان تدريبه... نهض ريان من فوق مخدعه وهو ينظر لزوجته بابتسامة رسمها باتقان متجها للنافذة عندما علم إنها لم تستطع الخروج بتلك الثياب 
- مالك ياياسو.. أنت معيطة 
شهقت شهقة بوجع وانهارت عندما سألها والدها... كانت تنتظر احدا حتى تخرج صرخاتها.. ورغم مااصابها ردت بصوتا جاهدت أن يكون متزنا 
- بابي أنا  كويسة.. يمكن علشان زهقانة شوية 
أغمض عيناه بحزنا عندما شعر بكذب ابنته 
- تمام يابابي ساعتين وهنكون عندك وهنخرج نسهر كلنا برة... وهتصل بأوس كمان يسهر معانا 
لفت إنتباهها جملته الأخيرة مما جعلها تبتسم تلقائيا.. رغم ما فعله إلا أنها اشتاقت إليه ولكن تبا لك ايها القلب المسيطر 
لابد لك من انتزاعه بقوة 
زفرت بهدوء واجابت والدها
- تمام يابابا هستناكوا 


❈-❈-❈ 
عند باسم وحياة 
- حملها من داخل السيارة متجها بغرفته ووضعها فوق الفراش... ينظر لهيئتها المبعثرة من ثياب غير مهندمة وساقيها التي جُرحت بسبب سقوطها أثناء هروبها 
اختنق صدره بشدة وأصبح صدره كبركان أوشك على الإنفجا،... امتص غضبه ونيرانه بداخله ثم أردف بهدوء ظاهري 
- ممكن أعرف إيه اللي عملتيه دا... كنتي عايزة تهربي.. رفع ذقنها عندما وجد نظراتها مصوبة للأسفل دون حديث 
- حياة مبترديش ليه... ليه عايزة تهربي بعد اللي حصل بينا 
قاطعته عندما وضعت يديها على اذنيها وصرخت بصوتا مرتفع ظنا إنه سيذلها بتسليم نفسها له وأصبحت زوجته قولا وفعلا 
- مش عايزة اشوفك ولا أسمع صوتك.. بكرهك ياباسم ربنا ياخدك... دمرت حياتي.. انا بكرهههههههك... قالتها بصوت صم أذنيه 
وثبت من فوق الفراش وهي تدفعه بكل مايقابلها.. هقتلك والله العظيم لاقتلك وأخلص منك.. بكرهك.. ظلت تصرخ وتدفع كل مايقابلها.. حتى شقت ثيابها وبدأت تنهش بجسدها بأظافرها 
- بكره جسمي علشان لمستني.. بكره ضعفي قدامك... بكره قلبي اللي بيدقلك... ليه دون عن الرجالة دي كلها ماحبش غير واحد من أشباه الرجال... 
قام بصفعها بشدة حتى ترنح جسدها وأمسك خصلاتها بين يديه مردفا بصوتا كفحيح 
- أنا بحاول أكون صبور معاكي... لكن فكرتي إن دا ضعف مني يبقى شكلك معرفتنيش... آه ممكن أكون بضعف قدامك لكن مش الضعف اللي يخليني أدوس على رجولتي... وبدال جسمك دا بتكرهيه عشان لمسته فأنا عايزك تكرهيه اكتر وأكتر... 
شعور مقيت يجعل دقاته تتقاذف بين ضلوعه من عشقها الذي تسرب بداخله و 
قلبه الذي بدأ يتمادى عليه وذلذل كيانه بحضرتها... بينما شعورها بالنفور من نفسها.. وقلبها الذي لعنته من ذبذبات تسرى بكامل جسدها من إقترابه 
دفعته عندما وجدت بنظراته رغبة كاملة بها.. ظلت تدفعه ورغم دفعها له تتمنى اقترابه.. ياالله مالذي وصلتُ إليه من ذلك الوجع الذي اقترفته من حبه 
دفعته بضعف... إشعلت قلبه بعاصفة غضب أوشكت ان تقضي على رجولته بنفورها منه 
أظلمت عيناه وهو يهمس لها عندما انتابه شعور خسارتها 
- إنتِ مراتي وهتفضلي مراتي لحد ماأموت سمعاني.. وإياكي أسمعك تقولي كلمة بكرهك دي تاني.. لاني عارف مدى حبك ليا 
رفع يديه يحاوط جسدها... كان يراقب تخبطها وثباتها ونوفرها الواهن بعينيان حزينة لما اوصله إليه... اقترب 
يهمس بكلماته العاشفة لها مع حركات يديه التي أذابتها في بعض الأحيان... ظنت إنها مجرد كلمات فقط ولا تعلم أن كل كلمة خرجت من أعماق قلبه الدامي 
- بس أنا معنتش بحبك ياباسم كرهتك بجد وكرهت اليوم اللي قابلتك فيه.. ولو تمنيت حاجة بتمنى انك تنتهي للأبد.. قالتها لتخرج من حصاره 
دفعها بقوة على الفراش وهو يقتص لنفسه  وسيطر عليها عندما طفح الكيل به وشعر بنيران تكويه مع تصميمها بالابتعاد عنه اقترب وهو يهمس متناسيا كل شيئا 
- ماهي امنيتك دي موت ليا ياروحي.. اقترب يقبلها بعنف ويهاجم ثورتها عليه 
.. لم يستمع سوى كلماتها التي تنفره بشدة... تساقطت دموعه رغما عنه وهو يشتعل بنيران جسده بما اسقطته بغيبات الجب وأصبح عشقها يتمادى بقلبه بل سيطر عليه... هذه التي كانت خطة لأنتقامة ولكن وقع هو بانتقام قلبها منه بكل جبروت 
ظل لدقائق رغم إنه يعاقبها ولكن شعور مختلف لديه... لا يعلم ماذا يفعل أيعاقبها بعد ماقالته أم يتثنى ذاك ويستمتع بلحظاته معها وكالعادة سيطر القلب ونفر العقل بشدة ليذهب بها لجنته بعدما شعر بتأنيب ضميره على مافعله بها 
كانت مازالت تدفعه بكل قوتها ولكن كيف لقوة أنثى أن تكافح جبروت عاشق تجمعت حياته حولها فقط.. ولا يغيب عن قلبه عشقها المتغلغل بداخله.. فاذا تحكم العقل للحظات.. فالقلب المتحكم لساعات 
تلاشت قوتها بالكامل أمام قوة عشقه أمامها التي مارأتها إلا أنه سيطرة له  بكل جبروت ولا تعلم انه يرسمها بدقاته