-->

غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد - اقتباس - الفصل 29


رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية


غِنى بيجاد

نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد


اقتباس 

الفصل التاسع والعشرون

 عند عز وربى

 

دلف للداخل وجدها تقوم بوضع الطعام على طاولة دائرية تكفي لفردين..  كانت الغرفة تزين بأضواء بشموع خافتة  ورائحة اللافندر التي تعبئ الغرفة.. ناهيك عن الموسيقى الرومانسية الهادئة.. وطلتها التي جعلته يتصنم للحظات ينظر لنجمها الساطع الذي جعل قلبة كعازف موسيقي منفرد بتلك الطلة

 

تحرك بهدوء رفعت بصرها عندما شعرت بوجوده.. كانت أضاءة الشمعة تضرب وجنتيها التي أنارت بحمرتها اللذيذة لعيناه

 

حاوط خصرها بذراعيه ثم نزل يدفن وجهه بتجويف عنقها.. وخرج أسمها من بين شفتيه بنبرة مثيرة خافتة

 

- "ربى" قالها بأعين مغمضة ونبضات عنيفة

إيه الجمال دا ياحبي.. كتير أوي على قلب حبيبك.. هتخليني أموت شهيد الحب.. إني أغرق.. أغرق في عشقك ياروح روحي

 

كانت كلماته رائعة مثيرة جعلتها تحبس أنفاسها.. مما أدى إلى أرتفاع دقات قلبها وزحف الخجل إلى وجنتيها وتلونه بحمرة قانية جعلتها كالتفاح الشهي

لم يشفق عز عليها.. رفع يديه يمرر أنامله على وجنتيها ثم نزل بشفتيه ملثمها بقبلة رقيقة جعلت ساقيها كالهلام.. سيطر الخجل عليها كليا وشعرت بقلبها على وشك أن يخرج من بين ضلوعها من شدة خفقانه... حتى أستندت بجسدها عليه

 

غمغم بصوتا مبحوح من كثرة مشاعره الذي شعر بها ورفعها من خصرها يدور بها وهو يشعر بسعادة تمتلكه عندما ضمت وجنتيه وأستمع لصوتها الرقيق

 

- زيزو حبيبتك جاهزة عايزة أعيش عمري كله وأنا في حضنك ومش مسمحولك تبعد عني

 

أنزلها بهدوء وهو مازال يحاوطها..

وحبيبك بيوعدك هيحاول على أد مايقدر يعيشك في جنة حبه

 

حاوطت عنقه ورفعت نفسها وهي تتحدث بدلال

- وأنا عارفة ومتأكدة من كدا.. عايزة أقول لحبيبي.. أن حضنه ليا هو الجنة في حد ذاتها.. انحبست أنفاسه انبهارا بها وبتلك اللحظة الذي تمناها طوال حياته.. لم يدعها تكمل حديثها.. ليحتل أسوارها بالكامل وينعم بجنتها للأبد

 

كان حنونا مراعيا لبرائتها ورقتها بشكل كبير.. فتلاحمت الأجساد مثلما تلاحمت القلوب.. حتى أكتمل الوصال بينهم.. انقضت ليلتهم الأولى وكل منهما يجازف ليثبت ليصل لقلب الآخر ويعانقه بقوة أشد.. بعد فترة من الأنفاس الهادرة

 

استلقى على ظهره بجوارها وجذبها لتتوسد حضنه وشعوره بالسعادة يعبأ صدره ويكمل روحه

 

نظر إليها وجدها قد غفت.. لا يعلم إنها غفت حقا أم إنها تهرب منه بخجلها.. ولكن كيف له أن ينام بهدوء بعد ماكان عليه من ثورة ومشاعر مفعمة بحبها.. مرر أنامله على وجهها بهدوء.. ابتسم تلقائيا لرؤيته آثار ليلتهما الأولى على شفتيها الحمروتان وعنقها المرمري الذي صك ملكيته عليه

 

ابتسم عندما تذكر  خجلها منه عندما دخول ووجد طلتها الشهية كحبة الفراولة الطازجة التي وجب أكلها

 

بعد ساعات اشرقت خيوط الشمس بنور ربها

تململت في نومها وجدت نفسها محاطة بجسده من كل الجوانب..ذراعيه تضمها إلى صدره بقوة..وساقيه تحتجزها..دافنا وجهه في تجويف عنقها

حاولت الخروج من حصاره المتملك ولكنها لم تستطع.. مررت أناملها الرقيقة على وجنتيه تتذكر مافعله بها.. ابتسمت بخجل على زوجها المجنون بعشقه.. لم تكن تتوقعه بتلك الصورة... أيعقل هذا الشخص الذي كان يتغنى بعشقه بجنون.. هو نفسه الذي تربت على يديه

 

فتح نصف عيناه عندما شعر بحركاتها.. رفع ساقيه ليحررها ثم اعتدل يردف

 

- صباح الورد الجوري ياربى عز الألفي قولا وفعلا

وضعت رأسها في كتفه ولكمته

- عز بطل قلة أدب.. عرفت إني بقيت مراتك.. بطل كلام وعديني عايزة أخد شاور وقوم عشان نصلي جماعة

 

رفع حاجبه للأعلى والأسفل بشقاوة كالأطفال ثم أردف

- وحياتك بعد كدا كله هيكون جماعي.. مفيش حاجة غير جماعي دي وحطي عليها مليون خط

ضيقت عيناها وتسائلت:

- يعني إيه مش فاهمة؟

نهض سريعا ورفعها بين ذراعيه وأردف ضاحكا بصخب

- دلوقتي هعرفك أول حاجة جماعية

 

 

 

--

 

في المزرعة عند باسم

 

جلست على الفراش تنظر بشرود بعد خروجه كالمطارد وحديثه الذي أذى روحها وعصر قلبها دون رحمة

 

تذكرت ذاك اليوم

- بعدما أغلقت الهاتف مع جواد.. شعرت بآلام شديدة في أسفل بطنها.. وضعت يدها تأن بوجع شديد.. وضعت كفيها على وجنة باسم واردفت ببكاء:

- حبيبي قوم أنقذ ابنك باسم بطني بتتقطع

لم يمر عشر دقائق واستمعت لصوت سيارة الأسعاف

دلف المسعفين سريعا.. ابتسمت بوجع.. اتجه احدهما ينظر لوضع باسم مردفا

- لسة عايش يادكتور.. ثم قام بالأتصال لتجهيز غرفة العمليات قائلا

- يوجد مصاب بطلق ناري بالصدر بالقرب من القلب.. رجاءاً إحضار اللازم

بينما حياة التي تعرق جسدها بالكامل وشعور بزهق روحها بالكامل تمتمت بخفوت عندما فحصها المسعف

- أنا حامل في آخر الشهر التالت.. انقذ ابني لو سمحت

حملها المسعفين سريعا بجانب زوجها..وتم عمل اللازم بعدما علم أن الطفل مازال ينبض

 

أفاقت بعد قليل.. وهي تضع يديها على أحشائها

- ابني.. ابني

أجابها الطبيب بإبتسامة

- متخافيش ابنك كويس.. بس عايز أحتياطات عشان يجي بالسلامة.. وبعدين الموضوع فيه شبه جنائية ولازم تبلغي، كان ممكن تفقدي الولد

 

مسحت دموعها ثم أردفت:

- يعني هو كويس يادكتور.. لسة عايش

أومأ برأسه وأجابها

- لحد دلوقتي هو كويس، لكن لازم تخافي عشان وضعه محرج وخطر

 

رفعت بصرها إليه وأردفت بصوتا متعب حاولت إخراجه بصعوبة

 

- لو سمحت يادكتور عايزة منك خدمة.. هو مش خدمة اد ماهو أنقاذ روح.. لو حد سألك عن الجنين قولهم فقدناه لو سمحت

 

- بس دا ضد إخلاقي المهني

انسدلت دموعها بغزارة وأكملت

- لو عرفوا أنه عايش هيجوا يموتوه.. لو سمحت

 

أومأ الطبيب برأسه وتحرك للخارج

خرجت من ذكرياتها عندما رجع باسم مرة أخرى ودلف يصرخ بوجهها

 

- أنتِ لسة قاعدة بتعملي إيه.. جذبها بقوة وألقاها خارج الغرفة حتى سقطت على الارضية متأوهة بأنين ورغم جفائه إلا أنينها سحب أنفاسه وروحه بالكامل

 

ضغط على قبضته بقوة عندما رأى دموعها التي انسدلت كالشلال.. أستدار وتحدث

- قرفت من الأوضة اللي مليتي ريحتك بيها..

صاح بصوتا مرتفع على العاملة وتحدث بغضب

- غيري فرش الاوضة كله وامسحيها وطهريها كمان..أصلها فيها عدوة مؤذية

 

ضمت حياة أحشائها متألمة ووقفت بهدوء تتراجع بخطواتها للخلف..وصوت شهقاتها عبأ المكان بعدما استمعت لصراخاته وكلماته التي شقت قلبها بعنف

 

هبطت للأسفل بسيقان تكاد تحملنها بصعوبة حتى جلست أمام الملحق الخاص بفيروز

 

عند جاسر وجواد

 

جلس جاسر أمام جواد

- سامع حضرتك يابابا..دلف صهيب في هذه الأثناء

رفع جواد نظره لجاسر وأردف

- الموضوع دا ماليش دعوة بيه ياجاسر،الموضوع يخص عمك صهيب..خرجوني منه

 

ضيق جاسر عيناه وتسائل: عمو صهيب؟

 

جلس صهيب بمقابلته وتحدث

- بتحب عمك صهيب أد ايه ياجاسر

 

قطب مابين حاجبه وتحدث

- ايه اللي بتقوله دا ياعمو.. بحبك زي بابا طبعا، مفيش فرق بينكم

 

هز رأسه موافقا وتحدث مستطردا

- وأنا كمان بحبك زي عز وفارس ربنا يعلم مابفرقش بينكم

 

ابتسم جاسر بمحبة وتسائل

- هو ايه الموضوع بالضبط ياعمو؟

 

- عايزك تتجوز جنى ياجاسر لو بتحب عمك صهيب فعلا

 

عند حازم ومليكة

حمحم جواد ونظر لوالده

بابا عايزك تروح لخالوا صهيب وتطلب أيد جنى.. وإن شاء الله عايز كتب كتاب ودخلة على طول

 

ابتسمت مليكة بحب لأبنها

- أخيرا ياحبيبي هتفرحني.. ربنا يسعدك ويكمل فرحتك على خير

 

اما حازم الذي كان ينظر لأبنه بصمت.. ثم زفر بحزن وتحدث

- تفتكر صهيب هيوافق بعد اللي عرفه ياجواد

 

ضيقت مليكة عيناها وتسائلت

- وصهيب يرفض ليه.. بدل جنى اتفهمت الموضوع وموافقة.. أنت مكنتش شايفهم في الفرح عاملين ازاي

 

نهض حازم وتوقف أمام ابنه متحدثا

- أنا لو مكانه هرفض.. بقولك كدا عشان متتصدمش لو رفض.. قالها ثم تحرك من أمامه

 

عند ريان ونغم

 

كان يجوب الغرفة ذهابا وإيابا والخوف يتأكل احشائه

- ابنك هيقوم القيامة يانغم.. أنا مش عارف هعمل

 

ربتت نغم على ظهره واردفت بهدوء رغم علمها بعصبية بيجاد عندما يغضب

- إن شاء الله مش هيحصل حاجة ياريان.. الامور هتعدي على خير.. بس اللي مضيقني ليه غنى تعمل كدا.. يعني بعد حبه دا كله يكون دا جزاته

 

توقف ريان ينظر إليها بصدمة ثم أردف

طيب حطي نفسك مكانها يانغم.. ايه هيكون ردك.. دا أنا اللي أبوه هتجنن لما عرفت ولولا خوفي من الصحافة والشوشرة كنت رميت البنت وابنها برة.. بس برجع أقول حفيدي برضو

 

بالقاهرة على مائدة الطعام

 

دلف بيجاد كالثور الهائج.. وتوقف أمام جواد

- فين مراتي ياعمو جواد

قطع جواد قطع اللحم بالسكين وقام بغرسها بالشوكة ووضعها بفمه وبدأ يلوكها بهدوء كأنه لم يستمع لشيئا

رفع جاسر نظره لوالده وتسائل

- هو ايه اللي بيحصل.. وبيجاد بيسألنا على غنى ليه

 

رفع جواد قطعة اللحم امام غزل التي كانت تنظر لبيجاد بقلبا منفطر على هيئته المبعثره قاطع تأملها له حديث جواد

- انا مش قولت يبقى سوي اللحمة كويس ياغزل

 

لكم بيجاد المائدة بعنف.. ثم سحب المفرش بقوة حتى ثناثر الطعام بكل مكان على الأرضية واتجه لجواد يصيح بصوتا عاصف

- مرااااااااتي فيييييين



يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية غنى بيجاد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية