-->

غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد - اقتباس الفصل 28

 

رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية


غِنى بيجاد

نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد


اقتباس

الفصل الثامن والعشرون
أنا لا أُحبُكَ أكثَر ممَا أنتَ تَظُن ... 
     أنا أُحبُكَ فَوقَ ... ما تَحمله الظُنونُ 
فَحِينَ ... لـَوحتَ لَكَ بـِيدِي 
لـم أكن أَقصدُ الودَاع .. كُنت فَقط أَمسحُ الـدُنيا  لكي أراكَ. 
❈-❈-❈ 

في مزرعة باسم 
عاد من حفلة الزفاف متجها للمزرعة.. ترجل من السيارة سريعا ولم ينظر إليهما 

دادة علية.. قالها باسم عندما دلف لمنزله.. اعملي لي فنجان قهوة سادة وهاتيه على المكتب.. ثم اتجه لغرفة مكتبه.. 

اتجهت حياة بخطوات أقرب إلى الركض خلفه وأنفاسهل تتصارع داخل صدرها.. 
امسكت كفيه وتوقفت 
- باسم لو سمحت لازم نتكلم 
نفض كفيها بعيدا عنه ورمقها بصوتا غاضب 
- إياكِ تلمسيني تاني.. جاية لية، عايزة مني إيه أنا مش طلقتك بتلفي ورايا ليه 

قالها بصراخ مما جعلها تنتفض بوقفتها.. 
انسدلت دمعاتها تبكي بصمت من جفائه التام لها.. اتجهت فيروز بخطوات واهنة وتوقفت بمقابلتهم عندما استمعت لصياح باسم... حمحمت ثم تحدثت قائلة 

- إحنا عارفين إننا غلطنا.. بس مكنش قدامنا طريقة تانية، عملنا اللي نقدر عليه 

ضيق عيناه وخطى إلى أن وصل وتوقف أمامها 
- بتقولي إيه حضرتك.. عملتوا اللي تقدروا عليه.. هز رأسه مردفا بسخرية 

- أيوة فعلا عملتوا اللي قدرتوا عليه، لما تروحوا توقفوا قدام الصحافة عند بيت جواد لحد ماأنا أوصل عشان تحرجوني ومقدرش أتكلم وأرضى بالأمر الواقع، وادخل معاكم على إنها لسة مراتي 

رجع بخطواته يقف أمام حياة وهو واضعا يديه بجيب بنطاله وأمال عليها يهمس بصوتا كالفحيح 
- أنا طلقتك يامدام وبعتلك ورقتك.. إيه هو العنوان طلع غلط ولا إيه 

ثم رفع نظره يرمق فيروز بنظرات غاصبة وتحدث 
- انا احترمتك في البداية عشان عرفت إنك عايزة تخرجي من القرف اللي محاوطك انما مخك الصغير دا يصورلك إنك تكسري قلب إبني فتبقي عايزة قتلك 

هزت رأسها رافضة حديثه ثم تحدثت مفسرة 
- انا معملتش كدا... رفع اصبعه على فمه باشارة ان تصمت.. ثم اتجه إليها وتحدث 

- اللي متعرفهوش ياأنسة فيروز.. معرفش بقى آنسة ولا مدام، إن الراجل ممكن يسامح في أي حاجة إلا الخيانة، 

اتجه بنظره لحياة التي تنظر للأسفل ومازالت تبكي بصمت وأكمل: 
- مش شرط الخيانة تكون راجل لست، أو العكس.. الخيانة.. خيانة ثقة، خيانة عهد،  خيانة قلب ادالكم الأمان وانتوا غدرتوا بيه 

بدأت أنفاسه في الأضطراب وخفقاته تتسارع في سباق شديد عندما تذكر غدرها له ومن تلك الرسالة التي أدمت قلبه وأسقطت به للهاوية 

رمقها بنظرة حزينة ثم أردف ماجعل قلبها ينزف بلا توقف عندما قال 
- باسم انا سايبة لك مصر كلها.. كرهت نفسي من وقت مابدأت تلمسني.. ودلوقتي اتمنيت الموت لما عرفت إني حامل في ابنك.. متخفش عليه لأني أصلا مش ناوية اجيبه للدنيا دي.. عارف ليه، لأنه جزء من أكبر واحد كرهته في حياتي، واحد مأخدتش منه الا انه دمرني ولعب بعواطفي.. ودلوقتي لو إنت راجل طلقني وياريت مدورش عليا " 

أخرج الورقة.. ينظر إليها بسخرية ثم أشار إليها 
- مش دا كلامك يامدام حياة ولا إيه، ولا ممكن يكون مذور وحد حب يلعب بيا 

قبض على تلك الورقة بيديه ثم ألقاها بوجهها وأشار بسبابته 
- إياكِ تقربي مني تاني.. اللي كان ممكن يشفعلك عندي هو ابني وبس وانتِ ضيعتيه.. وقبل ماتقولي حاجة آه  .. اتجوزتك عشان الولد وبس.. قالها ثم تحرك ولكن قبل دخوله وقف ينظر لفيروز 

- ابعدي عن جاسر.. واحمدي ربنا أنه شفعلك عندي ودلوقتي فيكوا ترجعوا مكان ماجيتوا..قالها  ثم دلف المكتب 

ظلت حياة بمكانها تنظر لسرابه بعدما أغلق باب المكتب تكبح غلالة دموع مقلتيها عندما علمت أنه لم يشفع لها.. اتجهتو متحركة للأعلى، أوقفتها فيروز 

- حياة رايحة فين؟ انت مسمعتيش قال إيه!! 

انا مش همشي يافيروز... خليه يعمل اللي هو عايزه، لو عايز يجي يجرني ويرمني برة خليه يعملها بس لو قدر، طول ماقلبه بيدقلي مش هسيبه.. وهعرف ارجعه وأخد حقي اللي ابويا هدره هو ومدحت الكلب 
انتهت من كلماتها المتألمة بعناء ثم غطت وجهها بكفيها وأنفجرت باكية 

- انا السبب لو كنت وثقت فيه مكنش دا كله حصل... اقتربت فيروز تضمها ثم تربت على ظهرها بحنان ثم اخرجتها من أحضانها 
- ممكن تهدي عشان خاطر الولد.. وأديكي سمعتي إنه هيشفعلك لو الولد موجود 

هزت رأسها رافضة حديثها 
- أنا مش عايزاه يرجع عشان كدا.. عايزاه يرجع عشان يسمعني اللي سمعته منه وهو متخدر.. عايزة  اسمع الكلام دا وهو بيبص في عيني يافيروز.. ميكونش مجبور عشان الولد.. ودلوقتي طلاقنا واقع اصلا ومش همشي من هنا وهعرف ارجع جوزي ليا من غير مايعرف بأبنه 

ربتت حياة على كتف فيروز وأشار لذاك الملحق الذي كانت تمكث به وأردفت 
- روحي غيري هدومك وارتاحي.. ومتغطيش على جاسر، وبلاش تزعلي من اللي عمله النهاردة.. البنت بنت عمه وعادي انه يضمها ويرقص معاها، يعني مش حب ولا حاجة.. واتاكدي أنه لسة بيحبك.. متصدقيش كلامه، زي ماانا متأكدة ان باسم بيقول كلام بس 

أمتثلت فيروز لأمرها بحزن شديد ثم تحركت متجهة لغرفتها... أما حياة التي اتجهت لغرفته ودلفت تنظر بإشتياق لتلك الرائحة التي عبقت المكان بالكامل.. 

جلست على الفراش تتذكر لحظاتهم الحميمة مع بعضهما البعض.. تتذكر كلاماتها وهمساته التي كانت تدعي إنها ليست إلا وليدة اللحظة.. ولكن بعد إصابته وهمسه بأسمها وأعترافه الكامل بحبها.. اروى قلبها بالعشق له.. ولكن كيف تعالج جرح روحه النازف 

عند فيروز 
دلفت لتلك الغرفة التي تركتها منذ شهرين عندما هجم عليهما ابن عمها ووالد حياة في تلك الليلة.. أغمضت عيناه بقهرا وتمنت أن يعود بها الزمن ولم تفعل مافعلته وجعلت من حبيبها عدوا لها.. انسدلت دمعاتها عندما تذكرته الليلة 

كم كان جميلا في تمايله مع تلك الفتاه التي تناظره بحبا برئ لم تعلم لما شعرت بأعتصار قلبها وكأن احدهم يضغط بقوة عليه.. عندما شعرت بحب أحداهن وغرامها به.. عصرت قبضتها وضغطت على الفراش وصورته وهو يضم خصرها لم تفارق خيالها... ذهبت لما حدث عندما تذكرت 

وقف باسم بجوارهما ورمقهما بنظرة هادئة وهو ينظر  للمدعوين  وتحدث 
- هنحضر الفرح وبعدين احاسبك يامدام حياة على اللي عملتيه، وياريت ماتتدخليش فأي كلام يحصل كأنك مش موجودة.. ثم اتجه بنظره لفيروز 
- متحاوليش تقربي من جاسر.. اصلي أنسى اني ظابط واتحول لشيطان.. لو حياة فعلا تعيش وتعدوا الليلة على خير مش عايزة ابوظ الفرح يامهرجين... قالها متجها لجواد الذي تركهم وجلس بجوار غزل 

بحثت بعيناها عنه بين الموجودين ولكنه غير موجود
اتجهت بنظرها لحلبة الرقص وجدت جاسر 
يتراقص مع أحدهن ولكن لم تظهر ملامحها.. تبدو اقصر منه بكثيرا ولكنها ترتدي حذاب بكعب عالي 

اتجه بأنظاره إلى باسم الذي رفع يديه يحيه.. كان يحادثها ويضحك ويلهو معها 
ترقرق الدمع بعيناها عندما وجدت ابتسامته الخلابة لأحداهن تمكث بأحضانه وتطوق عنقه.. 
انتهت الرقص ممسكا بكفيها ثم توجه لباسم يضمه ويحيه.. كان باسم يقف بجوارهما ولكن لم ينتبه جاسر اليهما.. جذب تقى ابنة عمه حازم وكان ينظر لباسم ويشير إليها ويحادثه... ظنت فيروز انه يتعارف عليها 

لفت نظره وهو ينظر للموجودين.. هنا تقابلت نظراتهما للحظات.. ولكنه سحب نظره سريعا متجها للجانب الأخر عندما اشتعلت نظراته إليها بشكل صادم من وجودها 

خرجت فيروز من شرودها عندما استمعت لرنين هاتفها... ابتسمت عندما وجدت اسم ينقش على شاشة هاتفها.. رفعت هاتفها سريعا وبصوتا باكي اجابته 

- جا.. سر قالتها بتقطع 
على الجانب الأخر أغمض عيناه بوجع وهو يسب قلبه المأثور بحبها.. تنهد بوجع ولكن صدمها بسؤاله
- طلعتي في طريقي ليه تاني.. انا مش حذرتك.. بتلعبي ايه المرادي، وازاي تتجرأي وتدخلي بيتي 

شهقت عاليا ولم تستطع السيطرة على حالة التذمر التي اصابتها من كلماته التي ضغطت بما يكفي على اعصابها فأردفت بهدوء رغم ضجيج قلبها: 
- هحاسبك ياجاسر إزاي توقف ترقص مع واحدة وتضمها... ازاي تتجرا تقرب من واحدة تانية غيري.. والله لأحاسبك ياجاسر وهاخد حقي منك... ودلوقتي اقغل لأني مش في حالة تسمح للنقاش العقيم 

جحظت اعين جاسر.. ثم صرخ بالهاتف 
- هموتك يافيروز لو شوفتك قدامي تاني.. سمعتيني هموتتتتتك.. قالها بصراخ عله يطفئ لهيب قلبه الذي يشتاق إليها بجنون عاصف 

لا تعلم لما شعرت بالسعادة من صراخه.. أيعقل أنها سُعدت من أختراق صوته لروحها.. ولكنها شعرت بجمرة توضع على قلبها عندما استمعت لهدوء صوته وهو يردف 

-  اللي كانت في حضني دي خطبتي وهتكون مراتي.. يا.. صمت للحظات وأكمل 

يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية غنى بيجاد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة