رواية جديدة أقزام بنجايا لابتسام رشاد - الفصل 24
قراءة رواية أقزام بنجايا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أقزام بنجايا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة ابتسام رشاد
الفصل الرابع والعشرون
ذُهل الحراس عندما كشف "الساحر بوبار القاري" عن وجهه، كانو يظنون أنه من البشر، ولما كشف عن وجهه، وجده مخلوق آخر غير البشر، قال لهم:
- أعرف فيما تُفكرون، سوف أخبركم بشيء هام لم يكن يعرفه البشر، قبل أن يُخلق البشر... قبل وجودكم، نحن من كنا نسكُن الأرض، قبل أن يسكنها البشر، كان يسكنها "مخلوقات الدانجين"، لسنا بشر ولا جان، نحن مخلوقات أقدم نسمى "مخلوقات الدانجين"، قد نشبه البشر في هيئتنا، لكننا كُنا نملك قوى خارقة، نستطيع التمدد والإختفاء، كما أن أعضاء جسدنا تنبت من جديد إذا تعرضت للأذى.
❈-❈-❈
مازلت "كاترين" وفريقها يشعرون بالخوف حيال هذا المخلوق، اقترب منهم ذلك المخلوق بضع خطوات، تراجعوا هم إلى الوراء، حدثهم ذلك الساحر قائلاً:
- من الآن أنتم في حمايتي، لن يصيبكم ضرر، أيضًا سأمنحكم كل ما تريدوه، مقابل أن تُصبحوا أتباعًا لي... لا بأس بأتباع بشريين.
وأخيرًا تشجعت "كاترين" وقالت:
- نريد أن نبقى في آمان... وأن تسقط عنا لعنة الجزيرة.
أجابها الساحر "بوبار" قائلاً:
- لكم ما طلبتم. ولكن من الآن وصاعدًا أنتم أتباع لي.
لم يعارضه أحد منهم، بل وقفوا في صمت ينظرون إليه، سار ذلك المخلوق يتجول بالجزيرة، حتى رأه أحد الأقزام وذهب بسرعة وأخبر الجدة "كولان" قائلاً:
- لقد رأيت البشر يتجولون بالجزيرة متبعين بشري أزرق.
قالت الجدة "كولان":
- انه ليس بشري، مؤكد أنه "الساحر بوبار"، الذي حرره البشر عندما قاموا بفتح تابوته.
تسائل الأقزام عما عليهم فعله عندما علموا بالأمر، لأن الجميع يعلم مدى خطورة ذلك الساحر، وأن الأمر متعلق بحايتهم جميعًا.
❈-❈-❈
قالت الجدة:
- أتمنى أن تعود "ليزا" في أسرع، هي الوحيدة التي يمُكنها القضاء عليه، بإستخدام الصولجان حامل الزمردة الزرقاء.
ثم طلبت من جميع الأقزام الإحتماء بأكواخهم، قالت:
- لكل الأقزام عليكم الإحتماء بأكواخكم، وعدم الظهور أمام ذلك "الساحر بوبار" لحين عودة "ليزا".
بينما "ليزا" و"والتر" و"مارتي" بداخل ذلك الكهف، قد توصلوا إلى عدة تفرعات منه، ومن بين هذه التفرعات واحد يقود إلى المدينة الغارقة تحت الماء، يبدو أنه لم يدخله أحد من قبل، على بابه يوجد نمط غائر لبوصلة "ليزا"، والذي قامت بالفعل بنزع البوصلة من عنُقها وتثبيتها على ذلك الرمز بالباب، الرمز مناسب للموصلة تمامًا.
والذي من خلاله تمكنوا من فتح الباب، الباب الذي خلفه نفق آخر يصل إلى المدينة الذهبية، تفاجى "والتر" مما رأى، وقال لها:
- هيا لنستكشف النفق الآخر.
قرأ "مارتي" الرموز المدونة على النفق الآخر، وقال:
- هذه الرموز تقول أن هذا النفق يقودنا إلى غرفة الخبايا، وهذه هي التي سنجد بها الصخور الستة التي نبحث عنها.
قالت "ليزا":
- إذًا هيا لنسلك هذا النفق.
وبالفعل ساروا بهذا النفق، قاصدين غرفة الخبايا، بحثًا عن الصخور الستة التي تحمل حل اللغز.
ولما انتهى بهم النفق بتلك الغرفة، التي وجدوا بها الصخور الستة معلقة، بشكل موازي يمكنهم من رؤية الجانبين، كانت الصخور تحمل صورى، لأشخاص غرباء، لا يعرفونهم... منهم أقزام، من بينهم الزعيم "برايم".
وفي الصورة الأخيرة، يظهر ذلك "الساحر بوبار"، يقود البشر خلفه، وفي الجانب الآخر من الصخرة تظهر صورة "ليزا" تحمل الصولجان وتقتُل ذلك "الساحر بوبار"، ويبدو ان الصولجان كبير دليل على قوته.
اندهشت "ليزا" و"والتر" من هذه الصورة، قالت "ليزا":
- هذه أنا، ولكن من هذا، ولما الصخرة تُظهر أنني سأقتل هذا الرجل؟
أجابها "مارتي":
- هذا يعني أنك سوف تقتلينه، هذه الصخور لا تخطئ.
تفاجئت "ليزا" مما قاله "مارتي"، وقالت:
- انا لن أقتل أحدًا، لن أرتكب مثل هذه جريمة.
قرأ "مارتي" الرموز المدونة على الجدار وقال:
- هذه الرموز تقول أن اللعنة ستنفك عن الجزيرة، عندما يعود "بوبار" إلى الحياة عن طريق البشر، ويقوم حامل الصولجان بقتلة، وإلقاء جثته بالشلال، عندها ستنفك اللعنة عن الجزيرة.
سكتت "ليزا" قليلاً لتستوعب ما قاله "مارتي"، قالت:
- انا من تحمل الصولجان، ولكي تتخلص الجزيرة من اللعنة، عليّ قتل ذلك الساحر "بوبار" الذي تمكن من العودة إلى الحياة من جديد.
تحدث "والتر" وقال:
- "ليزا" هيا لنرجع إلى عرش السلافادور لنتابع ما يحدث من هناك.
وافقته "ليزا" الرأي، ورحلوا جميعا ليروا إن كان هناك ما يدعى "بالساحر بوبار" أم مجرد خرافة، تركت "ليزا" البوصلة بحفر الباب الغائر الخاص بنفق المدينة الغارقة، ورحلت معهم، ولما رجعوا رأوا وهج نيران هناك تطل من الناحية الجنوبية للجزيرة.
تجاهلوا الأمر وأسرعوا إلى عرش السلافادور، قالت "ليزا" للجدة "كولان":
- أيها الجدة لقد اكتشفنا الكثير من الخبايا، لقد وجدنا أن هناك ساحر يدعى "بوبار" وهو من ألقى اللعنة على الجزيرة، وعرفت أيضًا أنني عليَّ مواجهته وقتله.
الجدة "كولان" تشعر بقلق وخوف على مستقبل القبيلة، قالت:
- كنت أشُك في الأمر من البداية منذ أن أخبرتموني أن البشر أخرجوا تابوت من باطن الأرض، والآن حان الوقت الذي لم يستعد له الأقزام من قبل، لقد حان الوقت الذي لم نحسب له يومًا...
"ليزا" و"والتر" يتبادلون النظرات لا يعرفون عما تتحدث الجدة، سألها "مارتي":
- ماذا تقصدين يا جدتي.
ردت الجدة "كولان" وهي ترتعش تُواري ضعفها:
- إنها الحرب يا ولدي، لم نحسب لها يومً، والآن أصبح علينا خوض حرب لحماية أنفُسنا وجزيرتنا.
قاطعها "والتر" قائلاً:
- لقد عثرنا على نفق يصل بيننا وبين المدينة الغارقة، يمكننا الهرب من خلاله.
تكلمت الجدة "كولان" بحزم وشدة:
- لا يكفينا جُبن وخوف، متى يمكننا التحلي بالشجاعة؟! علينا المواجهة والتصدي له، ولأتباعه، هو لن يحاربنا وحده سيجعل "كاترين" وفريقها يعاونوه حتى يستعيد جيشه... لقد زرع فينا السحر من قبل، حتى نُهلك أنفُسنا بأنفسنا والآن عاد لينتقم من قبيلة الأقزام أولاً، لأن قبيلتنا قديمًا من ساعدنا الساحر "تروبار" حتى يقتله ويخلص الأرض منه، ومن شره.
جاء الزعيم "ماريز" الذي كان يستمع إليها، وقال:
- أتتحدثين عن الحرب؟ أتعلمين ما هي قوته، وما هي قوتنا؟ أتعلمين كم نحن ضعاف... كيف لنا أن نحارب؟
ردت الجدة "كولان"، بإسلوب حاد:
- ولمتى تريد أن نهرب؟ لما لا نواجه؟
سكت الجميع ولم يرد أحد، تابعت الجدة حديثها، قالت:
- ليبدأ تدريب أكبر عدد من الأقزام وتسليحهم؛ تمهيدًا وإستعدادًا للحرب ضد ذلك المخلوق الأزرق، وقبل خروج جيشنًا لمواجة ذلك المخلوق، يجب أن أمنحهم وقود الطاقة، سأمنح جيشي من الأقزام قوة تساعدهم على محاربة جيوش مؤلفة من أتباع "بوبار" الأزرق.
وبالفعل بدأ الأقزام بإعداد جيش منهم وتدريبه وتسليحه، لمواجة ذلك الساحر الذي يسعى لغزو جزيتهم، لم يكن عدد جيش الأقزام بكثير، كان على رأسهم "مارتي" و"ليزا".
بينما "ديفيد" استقبل إتصالاً من أبيه، ليطمئن عليه هو و"أرورا"، قال القبطان "روبرت":
- أنا سعيد جدًا لسماع صوتيكما، أود الإعتزار منكما كثيراً، كما إني وأمكُم نفتقدكم كثيراً.
كان "ديفيد" محبط قال:
- أبي أُريد العودة... نحن نادمان لأننا جئنا إلى هنا من البداية.
ظلت "أرورا" تتوسل لأبيها ليأتي ويأخذهما من هذا المكان.
حتى انقطع الإتصال بينهم، عاد الأمل للقبطان روبرت من جديد، وقرر أن يبحر بحثًا عن ولداهُ مجددًا، هذه المرة بداخله يقين أنهم مازالوا على قيد الحياة.
بينما بجنوب الجزيرة أمام وهج النيران يقف، ذلك المخلوق الساحر "بوبار"، بعد أن أمر
"كاترين" وفريقها أن يقوموا بجمع كل العظام التي وجدوها أثناء حفرهم، قبل الوصول إلى التابوت.
قامت "كاترين" وفريقها بجمع العظام، ثم قال الساحر "بوبار":
- عليكم تشكيل هذه العظام المتناثرة، لتصبح على هيئة هيكل عظميّ.
أخذوا جميعهم يرتبون هيكلة كل هذه العظام حتى انتهوا، ولما فرغوا قال لهم الساحر "بوبار":
- والآن أخروني ما هو طلبكم؟
ترددت "كاترين"، كانت تخشى أن يتسبب لهم بأذى، ثم قالت:
- نحن نريد أن نحصل على ما يكفين من كنوز وجواهر الجزيرة، وأن نرحل من هنا بأمان.
قال الساحر "بوبار":
- ما رأيكم بأن تشهدوا على تلك الحرب التى سوف تندلع بيني وبين الأقزام الضعفاء هم لا يقدرون حجم قوتي، ومدى ضعفهم.
شعرت "كاترين" أن الأمر به شيء غير معقول، قالت:
- نحن لا نريد سوى بعض كنوز هذه الجزيرة، وسنرحل على الفور.
قال الساحر "بوبار":
- لقد جمع الأقزام العديد من هذه الكنوز، وقاموا بتخزينها عندهم، في نفق بداخل عرش السلافادور... بعد أن أبيد الأقزام عن هذه الجزيرة، يمكنكم أخذ ما تريدون.
أحست "كاترين" أنهم ارتكبوا خطأ عندما تعاموا مع هذا الساحر، تراجعت هي وفريقها، وأخذت تراقبه عن بُعد، شاهدوه وهو يمسك كتلة من النار، صنع منها دائرة مشتعلة حول هياكل أتباعه الموتى، وأخذ يدور حولهم ويتمتم بتعاويذ غير مفهومة، همس "استيفن" "لكاترين" قائلاً:
- ماذا يفعل هذا الساحر؟
- يبدو أنه يقرأ تعويذة، حتى يجعل أتباعه يرجعون إلى الحياة مرة أخرى.
قال "كريس":
- إنه يريد القضاء على قبيلة الأقزام، ما رأيك هل ننتظره يفعل، ثم نأخذ نحن الكنوز والجواهر من نفق عرش السلافادور؟
فكرت "كاترين"، وقالت:
- لا، توقفوا عن عرض التفاهات، يبدو أنه يخطط لشيء أكبر مما تتخيلون هو فقط قرر أن يبدأ بالإنتقام من الأقزام، وانا لدي خطة...
سألها "استيفن" متحمسًا:
- ما هي خطتك؟ المهم أن نحصل على ما نسعى إليه منذ أن جئنا إلى هنا.
قالت "كاترين":
- إليكم خطتي... سوف أستعين بكل واحد منا، وهذه المرة لن نسمح بموت أي منا، ما سنفعله الآن سوف نذهب إلى الأقزام، ونخبرهم بما يخطط له هذا الساحر، سوف نخدعهم ونخبرهم بأننا سنعمل معهم ضد هذا الساحر، وأننا سنحميهم... ولن نطلب منهم أي شيء، فقط يجب أن نجعلهم يثقوا بنا.
ومازال الشر ينبُت في قلب البشر، وافق "استيفن" و"كريس" على خطة "كاترين"، وقرروا التوجه إلى سفينتهم لإحضار اسلحة وذخائر، ومن ثم توجهوا إلى عرش السلافادور.
منعهم الأقزام من الدخول، و"كاترين" وفريقها امتثلوا لأوامر الأقزام، حتى يطمئنوا إليهم، سمحت لهم الجدة "كولان" بالدخول.
جلست معها "كاترين" و"استيفن"، قالت "كاترين":
- أعلم أنني منذ أن جئت إلى هنا وأنتِ لم تتقبلي وجودي، ولكن اليوم جئت لحماية قبيلة الأقزام من ذلك الساحر، مؤكد أنتم الآن بحاجة إلى المساعدة لمواجة ذلك المخلوق وأتباعه.
ترددت الجدة "كولان"، وهي تفكر بالأمر، لأن قبيلة الأقزام لن تتمكن من مقاومة سحر "بوبار" وقالت:
- لكن لما تريدون مساعدتنا، "ليزا" تملك الصولجان، ويمكنها التصدي له لتحمينا.
تحدث "استيفن" وقال:
- أيها الجدة لن يكون هذا كافيًا، إن تصدت له "ليزا" وحدها، لن تتمكن من التصدي لأتباعه.
أخذ تفكر الجدة "كولان" أن البشر على حق، ولكنها لا يمكنها أن تثق بهم، رغم أنها تثق في "ليزا" ورفاقها، وفي نهاية الأمر، قالت وهي تشعر بضعف:
- مرت قبيلة الأقزام بالكثير من المخاطر، ومازلنا نصارع من أجل البقاء، أما هذه المرة إما أن نهلك كُليًا، أو أن تستقر حياتنا، وتتكاثر سُلالتنا، والآن ليس أمامنا سوى أن نضع أيدينا بأيدي البشر؛ لحمايتنا... وهذه المرة إن خذلنا البشر سوف تنتهي أسطورة الأقزام كُليًا.
مدت الجدة "كولان" يدها لتضعها بيد "كاترين"، كدليل على حفظ العهد والميثاق.
يُتبع..