-->

رواية جديدة القيصر للكاتبة نهى عادل - الفصل 29

    


 قراءة رواية القيصر كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية القيصر 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نهى عادل 


الفصل التاسع و العشرون



الخذلان من أصعب المواقف التي قد تمرّ علينا، فمن وهبناهم قلوبنا وأرواحنا قدموا لنا الغدر والخيانة، من جعلناهم سندنا و قوتنا غدروا بنا، فانكسرت قلوبنا وضعفت أجسادنا، لم نتوقّع هذا منهم، فقد قدّمنا لهم كلّ ما نملك من أجلهم ولكنهم خذلونا، خيبتنا بهم لا يمكن وصفها فقد قابلوا كلّ هذا القدر من الحب بالابتعاد والهجر.


❈-❈-❈

في فيلا أرسلان تنهد بحزن و ألم ينظر إلى مارية أقترب إليها و أمسك يديها وذهب بها الى الأريكة المتواجدة في الجناح أجلسها بحنان شديد ثم جلس هو  بجانبها يضمها داخل حنايا صدره العريض اخذ نفسا طولا ثم اخرجه ببطء قائلا بنبرة منكسرة:  بصي يا مارية أنا كنت زي أي طفل عايش حياته مبسوط وراضي كنت متفوق في دراستي ورسام طريقي من و أنا صغير  لحد ما بابا جه وفاجأني بأنى هكمل دراستي بره للأسف حولت أرفض و أمي ادخلت لكن بابا أصر و سافرت لندن و عشت هناك أسوء ايام حياتي مفتقد الحب و الحنان حاولت اقنع بابا إني ارجع رفض حتى قولت له يبعت لى والدتي رفض بشده  وفى يوم صحيت على أوحش خبر فى حياتي  وهو وفاتها هي وخالتي تصوري إنه كمان رفض نزولي مصر علشان احضر جنازتها مش كفاية إني امتنعت من حضنها  وهى عايشه لحد ما دخلت مرحلة  الثانوية كنت فى اخر سنه و بدأت افهم الدنيا ولأول مرة في حياتي أعارض كلمه لبابا ورجعت فعلا مصر و دخلت كلية الهندسة هنا مع نوح ونادر أغمض عينيه و أكمل و جاسر صاحبي كنا أكتر من أصحاب الصراحة انا كنت إنسان تائه ووحيد لان ما فيش حد يقدر يعوض غياب الأم رغم الصراحة ماما سميحه كانت بتعاملنا أنا ونوح أحسن معامله وداده انعام كمان، وبرغم من عدم وجود والدتي الا إني كان عندي شعوري بانها عايشه مش عارف ليه
نظرت له ماريه بحزن كم وددت أن تخبره بأنه ليس يتيم و أن والدته تكون كوثر حية ترزق ابتسمت له ابتسامه رقيقه و أمسكت يده و ضغطت عليها بحنان تحسه على أن يكمل حديثه و أردفت قائلة:  كمل يا حبيبي أنا سمعه كلامك. 
بادلها تلك الابتسامة و لكنها كانت ابتسامه حزينة مليئة بالخذلان  و أكمل حديثه قائلا:  لحد ما شفت جيهان مش هنكر أنها حركت شئ جوايا، كانت فتاه مرحه وجميلة كلها مميزات فضالنا نتقابل لقيتها ملئت حياتي اللي كانت فاضية لحد ما في يوم طلبت اتجوزها،هى كانت من أسرة متوسطة الحال  رحبوا بي كتير و بالفعل تم الزواج  في اقل من سنه و العجيب أن بابا رحب بهم جدا رغم  فرق المستوي الاجتماعي 
 كانت تشاركني في كل لحظة فرح أو حزن و فى كل مكان كنت بخدها معايا سوء كنا  هنا فى مصر أو برة مصر كانت سلوكها كويس لحد ما ولدت  وهج بنتي ما تتصوريش فرحتي كانت أزاي أول ما عرفت بخبر حملها عرفت به بعد فوزى فى مسابقه للخيل و لكن بدأت تتغير و تتأخر لما تخرج و من هنا بدأت فعلا ما سياتي  و عرفت إني كنت مغفل 
فلاش بالك. 
في ليلة شتاء قوية و باردة عاد أرسلان من عمله مبكرا دلف الى الفيلا وجدها هادئة تنهد وصعد الى جناحه ولكنه انصعق عندما لم يجد به زوجته جيهان قام باستدعاء  إحدي الخادمات  التى ابلغته بخروج جيهان من الصباح اى منذ خروجه هو للعمل زفر بغضب و اخرج هاتفه و قام بالاتصال  عليها ولكنه وجد الهاتف غير متاح تنهد وقام بخلع ملابس و دلف الى الحمام واخذ حمام بارد رغم برودة الجو ولكنه كان يشعر بسخونة  شديده في جسده 
❈-❈-❈

بعد قليل 
خرج من الحمام يحمل منشفه قطينه يجفف به شعره الفاحم و اخرى على خصره سار متجه الى غرفه تبادل الملابس دلف و ارتدى سروال قطيني فقط ثم وقف امام المرآه وقام بتمشيط شعره و اتجه الى الطاولة وجذب هاتفه وقام بالاتصال عده مرات على هاتف جيهان الا انه وجه غير متاح، زفر بغضب ثم اتجه الى تلك الغرفة الصغيرة التي تسكن بداخلها ابنته وهج ابتسم عندها وجدها نائمه في تختها أقترب منها اكثر ثم قام بحملها يضمها داخل أحضانه ثم وضع قبله على وجنتها ثم وضعها مرة اخري في فراشها ودثرها بالغطاء جيدا ثم جذب هاتفه مرة اخري وظل  يحاول ويحاول الى أن انتصفت الساعة سمع صوت سيارة تقف أمام الفيلا قام و انتصب واقفا متجه الى الشرفة نظر بغضب عندما وجد جيهان تترجل من السيارة تترجح و تتمايل يبدو عليها السكر الشديد بعد لحظات وجدها تتدلف الى الداخل تنظر له قائلة:  أرسلان أنت جيت أمتى يا حبيي 
نظر إليها أرسلان بغضب و بصوت حاد أردف:  كنت فين يا مدام لحد دلوقتي؟! 
زاد ترنج جسدها و قامت بالجلوس على التخت قائلة:  كنت في بارتي مع أصحابي و بعدين أنا جاية تعبانة و عايزة أنام 
تهكم أرسلان قائلا:  لكى حقي تكوني تعبانة يا مدام جيجى و أنت داخلي البيت الساعة 12الصبح و بكل برود وبجاحه تقول لي عايزة تنامى، ده حتى ماهنش عليكِ تسألي عن البنت اللي طول النهار سيبها لوحدها. 
زفرت بضيق ونطقت قائله:  هو في ايه بقول لك تعبانة وعايزة انام ممكن تخلى محاضرتك للصبح 
قالت هذا ورمت نفسها على التخت وذهبت فى نوم عميق تنهد ارسلان بقله حيلة و اقترب منها و قام بخلع ملابسها ودثرها بالغطاء و ذهب هو الاخر في نوم عميق. 
❈-❈-❈
صباح اليوم التالي 
استيقظت جيهان  تتمطى بتكاسل تفتح عيناها بنعاس دارت عيناها في المكان تبحث عن أرسلان عندما وجدت المكان بجانبها خالي نظرت وجدته يقف أمام المرآه يقوم بتمشيط شعره ابتسمت  ونهضت من الفراش و انتصبت واقفه متجه إليها تقف خلفه و حاوطه خصره قائلة  بدلال:  صباح الخير  يا حبيبي
تنهد ارسلان قائلا:  صباح الخير يا جيجى
تعجبت جيهان من نبره صوته الجاف قائله:  مالك يا أرسلان 
استدار لها أرسلان ينظر إليها بغضب قائلا:  مالي خرجتي من الصبح و رجعتي الساعة 12و سيبي بنتك لوحدها وجاية تقول لى مالي يا بحجتك يا شيخه لا و كمان الهانم راجعه سكرانة 
بصوت عالي اردفت جيهان قائلة
_اوف بقا مش هنخلص من السيرة دي و بعدين هو كاس واحد اللي شربته و البنت الدادة معاها مش قصة يعنى 
_جيهان أنت نسيتى نفسك ولا ايه أزاي صوتك يعلى عليى كمان مش كفاية إنك غلطانه لا و بتبجحي وصوتك على يظهر إن دلعي لك هو اللي وصلك لكده يا مدام. 
ادركت خطئها ف ارسلان شخص لا يستهان به ابدا اقتربت منه و لفت ذراعيها حول عنقه قائلة بدلال وهى تضع قبله علي شفتاه:  آسفه يا حبيبي بلاش تزعل منى و اخر مره هتاخر كده بره بس سماح المرة دي يا بيبي
نظر لها نظرة جامده  و أردف قائلا:  تمام يا جيجى روحي شوفي وهج و انا خارجه لأنى عندي اجتماع في الشركة. 
❈-❈-❈
في الشركة
كان يجلس أرسلان على مكتبه ينظر بتمعن الى تلك الأوراق زفر بغضب و تذكر جيهان اصبحت تتصرف بغرابه تخرج بدون اذنه و عودتها فى  وقت متأخر تنهد بألم و نظر الى تلك الاوراق ثانيه ليكمل عمله ولكنه وجد نوح يقتحم باب المكتب قائلا بغضب:  منصور أبو جاسر مات يا أرسلان 
_ايه امتى و أزاي 
قالها أرسلان وهو ينتفض من على مقعده يقف أمام نوح 
تنهدت نوح قائلا بحديث ذات مغزي: النهار ده الصبح بعد الاعلان عن المناقصة بتاع الشركة الفرنسية 
_لاحول ولا قوة الا بالله،  
نطق بها أرسلان بحزن شديد تنهد و أكمل حديثه: 
_ طيب يلا بنا نروح لجاسر علشان ما يكونش لوحده
نظر له نوح و اردف قائلا  :  أرسلان  أنت كنت عارف  إن شركة المنصور داخلي معانا فى المناصفة
نظر ارسلان الى نوج وجده ينظر له بنظرات توحي بالشك اردف قائلا:  و المعنى من كلامك ده ايه يانوح 
زفر نوح بغضب قائلا:  منصور الاسيوطي مات بالساكتة القلبية بعد ما خسر المناقصة
_أنت بتقول ايه يا نوح 
نطق به ارسلان بتعجب و ذهول 
تنهد نوح و أكمل:  ايوا يا أرسلان هي دي الحقيقة، عمى منصور دفع رشوة مليون جنينه على اساس ان العطا يرسى عليه بس للأسف العطا رسي على شركتنا أحنا وهو ما تحملش الصدمة ووقع من طوله وللأسف على ما راح المستشفى  كان مات 
أغمض ارسلان عينيه بألم تنهد قائلا:  مش وقته الكلام ده يا نوح خلينا نروح عند جاسر علشان نكون جنبه 
أومأ له نوح راسه قائلا:  تمام يلا بنا وكمان ناخد نادر معانا 

❈-❈-❈
بعد حوالى نصف ساعة 
دلف ارسلان ومعه نوح و نادر الى فيلا منصور الاسيوطي وجدوا جاسر يجلس على إحدى الأريكة لاحول له ولا قوة بوجه شاحب حزين الملامح فألذى توفي هو والده السند و الأمان له اقترب منه ووقف امامه قائلا:  البقاء لله يا جاسر 
رفع جاسر عينيه ينظر بغضب الى أرسلان انتصب واقفا و اردف قائلا  بتهكم:  أنت عملت زي المثل اللي قال يقتل القتيل ويمشي في جنازته 
نظر له أرسلان بغضب قائلا:  قصدك ايه من كلامك ده يا جاسر
اردف جاسر بصوت حزين منكسر:  قصدي إنك السبب في موت أبويا يا أرسلان، كنت عارف و متأكد إن والدي محتاج الصفقة ده علشان تقوي مركزنا في السوق بس للأسف أنت طول عمرك طماع بتحب تاخد كل حاجة لوحدك عايز تبان إنك الأشطر  فينا  وده من زمان أوي يمكن كمان من ايام الجامعة  حبيت تأكل السوق لوحدك و تزيح شركتنا فخليت المناقصة ترسي عليك بالغش و التزوير 
كان يستمتع له و قلبه يتألم صامت لا ينطق بأي شئ
نظر له جاسر باستحقار و أكمل:  ساكت ليه يا يا قيصر يا حوت السوق، اقول لك أنا ساكت ليه، علشان كل كلمة انا قولت عليها صح وفعلا أنت السبب فى موت ابويا اللى مات بحسرته لما خسر المناقصة 
حاول نوح  ان يتحدث ولكن اوقفه ارسلان قائلا:  خليه يجيب اخره يا نوح
انت للأسف لسه ماجبتش اخري يا أرسلان و بكره تعرف اخري فين و دلوقتي اتفضل أطلع بره بيتي انا بنهي صداقتي معاك و عايزك تخرج من بيتي و حياتي كلها 
شاور على نوح و نادر و أكمل:  و خد أتابعك و أنت ماشي. 
نظر له أرسلان بخذلان من صديق عمره و رفيف دربه و نطق :  بكره تندم يا جاسر 
قالها بحزن شديد و استدار يخرج مسرعا من الفيلا متجه الى سيارته التي قادها بسرعة البرق. 
بعد مرور الكثير من الوقت قاد فيه سيارته يتجول في الشوارع لا يعرف الى اي اتجاه يذهب إليه حزين منكسر حديث جاسر كنصل الحاد الذي مزق قلبه شعر بألم شديد فى جميع أنحاء جسده تنهد وقام بتغير الطريق متجه الى الفيلا
❈-❈-❈

بعد حوالى نصف ساعة 
صف سيارته امام الفيلا دلف الى الداخل ثم صعد الى جناحه وقام بفتح الباب و جد جيهان تجلس على التخت تمسك هاتفها اردف قائلا:  مساء الخير 
قال هذا واقترب منها ليجدها تقوم بقفل الهاتف قائلة بارتباك:  مساء النور يا حبيبي، مالك، ايه اللي عمل فيك كده 
تنهد قائلا:  أنا تعبان ومش قادر اتكلم هدخل اخد شاور و أجي انام و الصبح نتكلم 
وبالفعل دلف الى الحمام وقام بخلع ملابسه بعنف ووقف تحت صنبور  المياه  ساندا بساعديه على الحائط  وهو يتنفس بغضب و عنف ورغم ببروده المياه الا انه لم يشعر بها أغمض عينيه يستسلم لتلك المياه التي تغمر جسده يذكر حديث جاسر 
بعد قليل 
قام بغلق المياه و خرج من الحمام يلف خصره بمنشفه قطنيه و سار متجه الى غرفة الثياب انتقى سروال مريح ارتديه ثم وقف أمام المرآه ومشط شعره ينظر بانعكاس إلي تلك الغافية نظر لها بنظره مطولا وتذكر  ارتباكها عند دلوفه الى الغرفة تنهد بحزن و اقترب  ينظر إلى وجهها  كما كانت جميلة وهى نائمه اخذ نفسا طولا و صعد على التخت و جذها داخل أحضانه يضمها بشده ليذهب في نوم عميق. 
وهكذا ظل الحال الى اكثر من شهرين بدأت جيهان تتغير و تتأخر فى العودة بدأ الشك يدخل الى قلبه  وذات يوم قرر ارسلان ان يقوم بمراقبتها لمعرفه أين تذهب ومع من تظل كل هذا الوقت  
في يوم من الأيام وجدها تستيقظ مبكرا من النوم على رنين هاتفها و قامت بالرد و بعد انتهاء المكالمة نهضت من على الفراش أوقفها أرسلان وهو يفتح عينيه بنعاس عندما استيقظ من صوت الهاتف قائلا:  مين اللي اتصل بك على الصبح و رايحه فين 
أجابته بارتباك: اصلا بقال أكثر من أسبوعين أسناني توجعني فأعملت حجز عند الدكتور و الممرضة اتصلت  علشان تأكد الحجز فى مستشفى الدكتور محمد
نظر لها أرسلان بجمود و أردف قائلا:  تمام 
و اخيرا تنفست وهى تتجه الى الحمام دلفت الى الداخل بينما نظر ارسلان الى هاتفها وقام بجذبه وفتحه عند اخر مكالمة منقوش باسم العيادة ضغط على زر الاتصال ليسمع صوت انثوي قائلة:
_السلام عليكم 
تنهد وقام بغلق الهاتف و لكنه تذكر شئ وقام بفتح القائمة و فعل خاصية الجي بي سي ثم وضع الهاتف مكانه 
وبالفعل بعد قليل 
خرجت جيهان من الحمام و ارتديت ملابسها و خرجت مسرعة من الفيلا تستقل سيارتها
بعد ذهاب جيهان عدل أرسلان من جلسته وجذب هاتفه يتتبع طريقها أتسعت عينيه عندما وجد الاشارة في موقع غير موقع المشفي رمي هاتفه بغضب و أنتصب واقفا وذهب الى غرفة الثياب و قام بتبادل ملابسه و خرج مسرعا يستقل سيارته متجه الى موقع جيهان الذي كان ثابت لا يتحرك
بعد حوالى ربع ساعة 
وجد أرسلان نفسه في مكان شبه خالي من السكان يوجد به القليل من الأبنية تعجب و دار عينيه فى المكان وجد سيارته جيهان تقف بجانب الرصيف اما بناية فاخرة نظر بغضب و ابتعد ينظر إلى تلك البناية بغضب لماذا جاءت الى هذا المكان ماذا عليه ان يفعل ان يصعد و يقوم بالطرق على كل الشقق لا سينتظر خروجها و يقف أمامها تنهد و اخرج هاتفه وقام بالأتصال عليها ابتسم بتهكم عندما وجد هاتفها غير متاح 
كان ينظر الى تلك البناية و الى سيارتها و الشر يتطاير من عينيه تنهد بألم عقلة غير مستوعب ماذا تفعل جيهان  في هذه البناية أيعقل ان تكون خيانة نفض هذه الفكرة من رأسه ودلف الى سيارته يقف بالقرب من البناية 
بعد مرور حوالى ربع ساعة 
لمح أرسلان جيهان تخرج من تلك البناية و لكنه أتسعت عينيه حين وجد شخص يخرج معها يحاوط خصرها بطريقة حميمه من يري هذا المشهد يظن رجل و زوجته أنتفض قبله و تغيرت ملامح وجه و خرج من سيارته يهرول فى اتجاههم و الشر يتطاير من عينيه بينما وقفت جيهان تبتسم لذلك الشخص الذي كان يحاوط خصرها الذي أردف قائلا:  هشوفك تأني أمتي يا جيجى 
كادت أن تجيب الا أنها لمحت أرسلان  يقترب منها انتفض جسدها و دب الرعب بداخل قلبها تنظر بذهول  الى أرسلان الذي  يقترب منها،
اردفت بصوت مرتعش: أرسلان 
وقفت تفكر  ماذا يفعل هنا ابتعدت عن ذلك الشخص فكرت وفى لحظه وجدت نفسها تهرول تحاول الاختباء في أي مكان ان امسكها ارسلان ستكون في عداد الأموات لا محال بينما هرب ذلك الشخص هو الاخر صرخ أرسلان باسمها بغضب لكى يحثها على الوقوف قائلا. أستني عندك يا جيهان 
ولكنها كانت تهرول تحاول ان تبتعد عنه باي طريقه صدرها يلعو ويهبط من اثر الخوف اغمضت عينيها بخوف هي بالفعل خائنه لم تستأهل حب أرسلان لها و اثناء هروبها لم تلاحظ تلك الشاحنة التي كانت تقترب بسرعة شديد بينما لمح ارسلان هذه الشاحنة وكاد ان يقترب من جيهان قائلا:  جيهان خلي بالـك
قال هذا وهرول إليها و لكن كانت الشاحنة أسرع و قامت بـ اصطدامهما معا في مشهد تقشعر له الأبدان 
بينما هو فى عالم الوعي و لا وعي سمع همسها قائلة: أرسلان سامحني ووهج خلى بالك من وهج كان هذا اخر ما سمعه و بعدها فقد الوعي  
 و بعد غيبوبة دامت لأكثر من ثلاثة شهور آفاق وجد نفسه في المشفى و تم بتر ساقيه حزن بشده  وقرر السفر الى لندن ومعه ابنته وهج عاش فى لندن حوالى خمسه سنوات يتألم و يتعذب حاول معرفة من هذا الشخص و لكنه اختفى وقام بدمج  جميع شركاته فى مصر و لندن بمساعدة نوح ونادر الذين اصبحوا كيان واحد قوة لا تستهان به ابدا وعندما قرر الرجوع الى مصر كان بسبب وهج التي كانت وحيده تخاف و تهاب من الجميع  وسبب اخر وجود مشاكل كثير فى فرع الشركة هنا في القاهرة 
❈-❈-❈
عودة 
نظر الى مارية وأردف  قائلا بكسره: وده كل حكايتي و ملخص حياتي لحد ما أنتِ دخلتها  و رجعت لي الأمل من جديد بعد ما فقلت إيماني بكل اللي حوليه،
رفع كف يديها وقام بوضع قبله عليها قائلا:  سامحني يا ماريه  وصدقني ماكنش قصدي إني اشك فيكِ او اوصل لك الاحساس  ده لأنك غالية عندي و غالية أوي كمان 
تنهدت تنظر له بحيره فهي حزينة لم تتوقع ابدا كل ما مره به أرسلان تنهدت بحزن و جذبته إلي أحضانها ترتب على ظهره بحنان فعلتها هذا جعلته يشعر بالأمان في أحضانها حتى انه غفى فى وضعه هذا .
❈-❈-❈
فى صباح اليوم التالي 
 مارية لم يغمض لها جفن ظلت مستيقظة تفكر ماذا تفعل تخبره بأن والدته حية  ترزق وهى تعرف طريقها تنهدت تغمض عينيها تتذكر حين عملت بان كوثر هي والده أرسلان 
فلاش بالك 
في زفاف سيف وضحي، نادر ومنه
عندما اخبرت مارية بانها تريد أن تذهب لتقف بجوار منال و تسالها عن شئ و بعد الكثير من المحاولات واقف ارسلان و بالفعل ذهبت و اقتربت من منال قائلة:  طنط منال انا  كنت لسه شايفة  طنط كوثر واقفه جنبك ما تعرفيش راحت فين؟! 
أجابتها منال قائله:  و الله يا بنتي ما اعرف هي فعلا كانت واقفه جنبي بس جيت واحدة معرفة سلمت عليها و بعد ما مشيت بدور وشي ما لقيتهاش جنبي شوفي كده ممكن تكون راحت تقعد مع أماني وهبه
ابتسمت لها مارية قائلة:  تمام انا هروح ادور عليها لأنى لأني عايزة اعرفها على  أرسلان 
قالت هذا ولمحتها تهرول وتتهرب من المكان و اثناء ذهاب مارية لتلحق بها سمعت حديث زينب و علام انصعقت  من هذا الحديث و لكن دخل الى قبلها الشك او انها تأكدت بان هذه بالفعل كوثر والده أرسلان من هروبها من القاعة بهذا الشكل عليها التأكد من الامر لتقرر الذهاب إليها صباحا ومعرفة الحقيقة كاملاً. 
وبالفعل صباح اليوم التالي 
استيقظت من نومها  مبكرا و ذهبت مسرعة الى المشغل. 
دلفت الى الداخل ثم صعدت الى الشقة و قامت بالطرق لتجد صافية تفتح لها الباب بوجه ناعس قائلة: 
_صباح الخير يا استاذه مارية 
ابتسمت لها مارية بحب قائلة:  صباح الخير يا صافيه ماعلش صحيتك  من النوم انا جاية علشان اشوف طنط كوثر متعرفيش هى صاحية ولا نائمه 
أجابتها صافية قائلة:  اعتقد صاحية لأنى من شويه شفتها كانت خارجه من الحمام بعد ما توضأت علشان تصلي الضحى
_تمام انا هدخل لها ، ونسيت اقول لك إن تم قبولك عندنا في الجريدة تقدري تروحي من بكره تستلمي شغلك 
لمعت عيون صافية بالسعادة اردفت قائلة بنيرة شديده الفرحة:  أنا بجد مش عارفه  اشكرك  أزاي، ربنا يكرمك و يوعدك بالذرية الصالحة 
آمنت مارية على دعائها قائلة:  ما فيش شكرا بين الأخوات يا صافيه شد حيالك انت بس وطولي رقابتي أنا واثقه فيك وفى شغلك 
اجابتها بثقه:  بأذن الله هكون قد الثقة دي 
اكملت مارية حديثها:  يلا روحي نامي علشان تصحي فايقة للشغل 
قالت هذا و سارت متجه الى غرفة كوثر تقوم بالطرق عليها لتسمع صوتها قائلة بارتباك:  مين؟! 
تعجبت مارية و هذا ما يأكد شكوكها. 
أجابت بهدوء:  أنا مارية ممكن أدخل 
انتصبت كوثر واقفه بعد ان وضعت  كتاب الله على الطاولة المتواجدة بجانب  التخت و قامت بفتح الباب قائلة:  اتفضلي يا بنتي ماعلش كنت بصلي 
نطقت مارية قائلة:  ولا يهمك يا طنط ربنا يتقبل منك يارب.، 
نظرت له كوثر و شاورت لها على إحدى المقاعد قائلة:  اتفضلي اقعدي يا بنتي تحبى تشربي ايه؟! 
جلس ماريه قائلة:  ولا حاجه  ، انا جيت بس اسالك ايه اللي خليكِ  مشيتي بالسرعة دى من الفرحة
تهربت كوثر من نظرات مارية  قائلة بكذب: 
انت عارفه إني ست كبيرة و تعبت من السهر قولت أروح الشقة ارتاح شوية 
نظرت له مارية قائلة:  يا خسارة كنت نفسي أعرفك على جوزي بس مش مشكلة أنا جبت لك  صورة لنا من فرحنا 
قالت هذا و اخرجت من حقيبتها إحدى الصور
قائلة وهى تقرب الصورة امام وجه كوثر أهي ايه رايك تذكرت كوثر أنه ذلك الشخص التى اصطدمت به اثناء هروبها من القاعة و كادت أن تخبرها لتسمع ما جعل قلبها ينتفض  يكاد يخرج من ضلوعه حين سمعت مارية قائلة:  أحب أعرفك  على جوزي  رجل الأعمال أرسلان هاشم الدميري 
اخذت نفسا وأكملت وهى تنظر بثقة داخل عيناها: 
_أبنك!!!! 
جحظت عين كوثر التي انهمرت دموعها بغزارة حاولت التهرب قائلة:  أنا مش فاهمة أنتِ قصدك ايه 
تنهدت مارية قائلة:  أنتِ ليه عايزة  تهربي من الماضي رغم إني قولت لك قبل لازم المواجهة و ليه  عايزة تستخبى بعد ما رجعت لك الذاكرة ليه محاولتش ترجعي لحياتك من تانى بعد الذاكرة ما رجعت لك 
كانت صامته دموعها فقط تنهمر فوق وجنتيها 
زفر مارية  بضيق قائلة:  من فضلك اتكلمي خليني   اساعدك و ازاي  انتِ عايشه و ليه قالوا عليكِ إنك ميته و دخلتي السجن أزاي ولو حضرتك ما كلمتيش للأسف انا هبلغ ارسلان  بانك عايشه 
_لا أوعي
نطقت بها كوثر و هي تنفض من مكانها قائلة: 
حاضر  هحكي لك على حاجة 
تنهدت كوثر بألم و دموعها تنهمر بشده على وجنتيها وبدأت تقص عليها منذ سماع حديث هاشم و خروج أختها كريمة فى منتصف الليل و الذهاب خلفها حتى الحادث 
اتسعت عين مارية قائلة بذهول:  لا مش ممكن مش معقول يكون عمي هاشم اللى عمل ده كله.
نظرت مارية و أكملت حديثها:  طيب أزاي أزاي عرفوا  بخبر موتك و أزاي دخلت السجن من أساسه 
تنهدت كوثر قائلة هقول لك:  اخر حاجة انا تذكرتها هو لما كنا فى العربية أنا وكريمة أختي و هي بتزف دم كتير من اثر الحادث و أنا كنت شوية كدمات واعتقد ان  ذراعي انكسر لاني ماكنتش قادرة احركه   لحد ما شوفت مروان الحارس الشخصي  بتاع هاشم بيقرب من العربية و حط شنطة جواها ومش كده وبس لا ضربني على دماغي و ده كل اللي أنا فاكرها 
_لا لا أكيد في حاجة غلط مش معقول اللي أنا سمعته اكيد في حاجة غلط هو في ناس بالشر ده معقول احنا بقينا عايشين في غابة 
نظرت له كوثر قائلة:  و اكتر يا بنتي و اكتر هاشم شيطان على هيئه إنسان مش بيفكر الا في مصلحته وبس إنسان  انعدمت منه الرحمة و الإنسانية
حزنت مارية و شعرت بوخيزات فى قلبها ماذا سيحدث ل أرسلان ان علم بكل هذه الحقيقة  والدته حيه ترزق وو الده هو السبب تنهدت و أكملت حديثها:  و العمل هتفضلي عايشه كده ومحدش عارف إنك عايشه 
_أمر الله يا بنتي لو ظهرت يا عالم ممكن يعمل فيى ايه او فى ابنى  
نطقت بها كوثر بحزن و كسره
آفاقت مارية من شرودها علي ضم أرسلان لها داخل أحضانه نظرت له وجدته يفتح عينيه بإرهاق حزنت لأجله ما حدث معه ليس بهين 
ابتسمت  له قائلة:  صباح الخير يا حبيي. 
قالت هذا و كادت ان تنهض من أحضانه الا انه شدد من احتضانها قائلا:  رايحه فين و سيبنى ياقلبي 
كانت تتهرب من النظر داخل عينيه حزينة ودت أن تخبره بكل شئ و لكن لم يحين الأوان  بذلك فهي قد واعدت كوثر بان تحفظ هذا العهد اردفت قائلة بهدوء:  رايحه اتوضي علشان أصلي الصبح و بعد كده اجهز الفطار لوهج علشان تلحق تروح الحضانة
رمقها أرسلان بنظرة عاتبه ظن انها الى الان لم تسامحه حتى بعد حديثها هذا لم يتركها تبتعد عنه لو انش واحد مد يده و امسك ذقنها بأنامله يجبرها على النظر إليه  وتحدث بنيرة عاشق حد النخاع قائلا:  أنت لسه زعلانه  منى يا مارية 
قالها بندم حقيقي ويقبل جبهتها بحزن 
ولكنها قبل ان تجيب عليه سمعوا صرخات أميرة تدوي في الفيلا



يُتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نهى عادل من رواية القيصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية