رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 2
قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني 2
(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)
طمس الهوية
للكاتبة أسماء المصري
الفصل الثاني
❈-❈-❈
أومأ له مؤكدا فاستكمل الآخر التحقيق مع الطبيب والثاني يقص عليه أحداث اليوم بدءا من استيقاظها وحتى لحظة اكتشافهم لجسدها ومحاولة انعاشها التي باءت بالفشل.
❈-❈-❈
ظل صامتا يحاول تدارك نفسه المبعثرة وهو يعلم أن معها كل الحق لتحمل بداخلها كل تلك الكراهية نحو عاليا، ولكنه لا يستطيع تفادي عدم الشعور بالحزن على شبابها الذي ضاع هباءا، بل وعدم استطاعته تنفيذ وصية عمته بالحفاظ عليها وتوجيهها للطريق الصحيح.
كم ود بالزمن أن يعود للخلف لعدة أعوام مضت عندما أخطأت لأول مرة وقام بتزويجها لحارسه، وبعدها نفيها خارج البلاد لأعوام حتى يتراجع عن هذا التصرف الذي جعلها ما هي عليه الآن.
لم يستطع إلقاء المسؤلية التي تكهل كتفيه وهو يعلم تمام العلم أنه السبب الأساسي بمرضها وكراهيتها للجميع بسبب عقابه لها قديما عندما أخطأت، ومن منا لم يخطئ؟ ولكن لو عامله الجميع قديما بسبب اخطائه لربما كان نموذج اسوأ منها الآن.
أطلق زفيرا طويلا محملا بالتعب والإجهاد الذي كاد أن يودي بحياته وأومأ منصاعا لطلبها أو إصرارها بمعنى أدق، وجلس يتنظرها لترتدي ملابسها كفهد تم أخيراً ترويضه.
انتهت من ارتدائها فنزلا وانطلق بسيارته برفقة حارسه والمرافقة بالطبع التي لا تتركهما أبدا واتجها نحو المشفى، ليتفاجئ فارس بكم كبير من الصحافة والمراسلين الاخباريين يجتمعون حول أسوار المشفى بشكل جعل من الصعب عليهما الترجل من السيارة؛ فتحرك كارم يقود بعيدا عن الحشد حتى اختفى عن الصحفيين الذين لاحقوهم وصف السيارة بأحد الشوارع.
رفضت وتحركت معه دون التفوه بأي كلمة فتضايق من إصرارها وطريقتها الجديدة عليه والتي لم يعهدها بها من قبل، ولكنه حقا في غنى عن أي مهاترات أو مشادات كلامية الآن وهو يعلم التوابع الاعلامية التي ستلاحقه هو وعائلته بعد هذا الخبر الذي سيظل يتصدر الأخبار لأيام.
حاوط رجال الحراسات كل من فارس وزوجته بعد ان ألتف حولهما الصحافة التي كانت تحاوط المشفى؛ فلم يكن من الصعب عليهم رصد أي شخص يحاول الدخول خلسه من البوابة الجانبية.
حاوط فارس زوجته بذراعه فانحنت هي لتخفي وجهها عن عدسات الكاميرات التي ظلت تطلق أضوائها بوجههما ورجال الحراسات يدفعونهم بعيدا عن هؤلاء المتزاحمين حتى نجحوا بالنهاية للدخول للمشفى.
❈-❈-❈
خرج من بوابة المنزل الذي يقيم به برفقة عائلته والمحاط بكافة أنواع الأمن والحراسة وبدأ بالتجول بالحديقة التي تتشارك مع المنزل الصغير المجاور لخاصته وتقيم به الابنة المزعومة لغسان الصباغ.
لم تكن تلك المرة الاولى التي يراها جالسة أمام المسبح تقرأ كتاب أو تتصفح الهاتف أو حتى تمارس الرياضة، ولكنها كانت المرة الأولى التي يجدها تسبح مرتدية ثوب سباحة خاطف للأنفاس.
أومأت له وأمضيا الوقت سويا بين اللعب واللهو بالمياة حتى تعبا فقررا الجلوس بالمقاعد المتراصة حول المسبح.
وفي نفس اللحظة كان يزن يجلس بالشرفة ينظر لأخيه مبتسما لما يراه أمامه من حالة تقارب بينه وبين تلك الفتاة التي بالرغم من حقده وكرهه على من أدعى أنه والدها إلا أنها كانت مغايرة تماما لما تربت بكنفه.
❈-❈-❈
وأخرج خطاب مكتوب بخط يدها مغلف هو الآخر بكيس بلاستيكي للحفظ ووضعه أمامهم تاركا إياه على المكتب وهو يهتف مجددا:
-والدافع او بمعنى أدق اثبات التورط يا متر، وطبعا لأن فريق المستشفى مسك الجواب وبقى صعب علينا نرفع من عليه البصمات اصبح لازم نبعته لخبير خطوط عشان نتأكد أنه خط المجنى عليها؛ فده الحرز الأول والحرز التاني هو أداة الجريمة، قلم فارس الفهد اللي متاكد انه عليه مش بس بصماته وحمضه النووي، ده كفايه اوي اسمه المحفور عليه بالدهب.
اومأ له والتفت ينظر لفارس وبدأ بقراءة الأسطر المتراصة أمامه بحروفها بخطاب وداعها.
(فارس
امحني يا فارس اضطريت اسرق القلم من جيبك وأنا في حضنك عشان لقيته مناسب اوي، ده أحمى من الموس واعتقد هيخلص الموضوع اسرع كمان ولو كنت طلبت اداه مكنتش هلاقي احسن منه.
الوداع يا فارس.)
قراءة الخطاب جعلت الجميع صامت وكل منهم يفكر باتجاه، فمازن فكر أن الخطاب واضح وضوح الشمس وليس به أي لبس بانه انتحار، أما فارس فكان يفكر أنه اصبح رسميا السبب بانتحارها ليس فقط بسبب تركه لها لتقبلة وكأنها كانت قبلة الوداع، ولكن لتخليه عن حذرة وهي بحضنه وتركه لها تستغله لتسرق قلمه وتقتل نفسها به، وأما المحامي فجل ما شغل باله بتلك اللحظة هو دخول موكله بشبهة تحريض بالقتل وهو ما يستند عليه هذا الضابط المبتسم بسمة خبيثة.
أما تلك الجالسة بصمت لم يكن يعنيها من الأمر شيئا سوى بضعة كلمات استمعت لها من صوت المحامي وهو يؤكد ليس فقط زيارة فارس لغريمتها، ولكن تلامسهما ما بين احضان وقبلات وربما أكثر.
كده حضرتك بترمي على توفير سلاح جريمة وكأنه تحريض يا فندم، بس في كاميرات مراقبه في أوضتها وكمان الجواب واضح جدا أنه مفيش اي شبهة و...
ده في أي حاله إلا الحالة دي، خصوصا ان الجواب مش موقع منها ولحد الطب الشرعي وخبير الخطوط ما يقولوا كلمتهم أنا قدامي هنا شبهه جنائية يا متر بأنه حد استغل مرضها ودفعها للانتحار عشان الورث الكبير اللي بتقول عليه؛ فسهل جدا اتلاعب بعقل مريض وادفعه للانتحار خصوصا لو انا عارفه كويس وعارف نقط ضعفه.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني 2، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية