رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 3
قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني 2
(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)
طمس الهوية
للكاتبة أسماء المصري
الفصل الثالث
❈-❈-❈
في الحياة هناك شيئان لا يستطيع الإنسان التحكم بهما وهما الحياة والموت، غير ذلك هو من اختيار البشر؛ فمن يختار الطريق الصواب أو الخطأ يحاسب عليه لأنه ليس اجبارا ولا انصياعا لأمر ما.
حتى الحب وما نظن انه ليس بيدنا ولكنه اختيار، اختار قلبك أن يدق لذاك ويكره هذا ويبغض تلك، لذا فحياتنا عبارة عن مجموعة اختبارات نمر بها حتى نرى ردود الأفعال لحواسنا ولمن حولنا على ما نمر به.
فإن خذلوك فلا تأبه بأحد وفكر بنفسك، وإن وقفوا بجوارك فتكون تلك السعادة الخفية التي تشعر بها وقت الحاجة.
بكائها وصراخها جعله يخرج من حالة الذهول التي تملكته وترك فرد الأمن يضع القيد برسغيه بهدوء بعد أن تأكد أن هناك أمرا مريبا بحدث حوله؛ فلا يمكن أن يتهم هكذا دون دليل بالرغم من وجود كاميرات مراقبة ترصد كل ما يحدث بغرفتها.
لم يهتم الضابط بحديث مازن وتقدم بالقوة التي معه من أفراد الأمن لخارج المشفى؛ فبدأت عدسات الكاميرات بالتقاط صور عديدة لفارس الفهد وهو مكبل بهذا الشكل ويساق صوب سيارة الشرطة، فما كان إلا أن انهالت عليه الأسئلة المتداخلة والسريعة فلم يجب أي منها ورفع رأسه بشموخ رسمه على وجهه وتحرك معهم لداخل سيارة الأمن.
تبعه كل من مازن وياسمين والمحامي بالطبع بعد أن اسرعوا لسياراتهم متجهين لقسم الشرطة فاستقلت ياسمين سيارة مازن تاركة سيارة زوجها بسائقه وحرسه واقفين مدهوشين مما يروه يحدث أمامهم في سابقة لم تحدث من قبل.
قاد مازن السيارة وأمسك هاتفه يتصل بكل معارفه وصلاته بالداخليه وحتى انه تحدث مع الوزير ذاته:-يا معالي الوزير اللي حصل ده تعدي كبير اوي على شخص فارس الفهد، وحضرتك مش محتاج اقولك مين هو فارس الفهد.
❈-❈-❈
تكلم بضيق وهو يهم بالخروج:-ايوه، البسي وروحي لمامتك وأنا لما أخلص هعدي عليكي هناك وخدي بالك من نفسك ومن فارس الصغير.
اغلق معه وصف السيارة أمام قسم الشرطة وتوجه فورا للداخل ليجد حشد الصحفيين قد زاد حجمه لدرجة اضطرت قوات الأمن أن تضع حاجز مانع دخول حتى يحجم الموقف، وعندما حاول الدخول رفضت القوات المرابطة فاضطر أن يعود أدراجه لسيارته وهاتف مازن ليدخله.
❈-❈-❈
شخّص عمر عينيه وهو يفكر بماهية هذا الشخص وتأكد بالنهاية أن الوحيد القادر على حصر اعداءه هو فارس بنفسه؛ فقرر أن يذهب لملاقاته والتحدث معه بشأن ما حدث.
قالها وهو يضم طرفي سترته حول صدره كفتاة خجلة؛ فضحكوا جميعا على مزاحه الذي دائما ما يأتي ليخرجهم من حالة الحزن والوهن التي تستعر بهم.
بكت وهي تتحرك للخارج وكالعادة تبعتها عدسات المصورين حتى ركبت سيارة مازن وتحرك صوب منزل أخيه الروحي.
❈-❈-❈
نفرت عروق وجهه وهو يشعر بالغضب وقد تأجج بداخله لما يعايشه منذ أشهر أو ربما سنوات لمجرد ارتباط اسمه باسم مروان الفهد ذلك النذل الذي لم يضع أي اعتبارات لا أبوّه ولا لعائلته التي تربى وكبر بكنفها؛ فظل يجاهد غضبه حتى يهدأ، ولم يقطعه سوى جرس الباب فتحركت والدته لتفتح فوجدتها لاميتا.
نظر للورقة والمكتوب بها خطاب من مروان الفهد يخاطب المنظمة التي يعمل معها، وبدأ يزن يقرأ ما بها بصوت عال وهو يصر على أسنانه من الغيظ.
(مرحبا بكم يا سادة أنا مروان الفهد أحد رجالكم بالمنظمة بالشرق الاوسط وبالتحديد بمصر.
بالآونة الأخيرة تعرضت للكثير من الصعوبات والمضايقات بتجارتي التي تصب بمصلحتكم، وكان السبب الأساسي بتلك العرقلة هو شخص اعتبرته عدوي اللدود لما ذاقني من خسارة مادية ومعنوية وتكبدت بسببه العديد من الخسائر وهو فارس الفهد ابن اخي الراحل ماهر الفهد.
لذا اطلب منكم الوقوف معي وحل تلك المعضلة لأنه أصبح كالعضمة التي تقف في حلق الكلب وقد تؤدي لوفاته تماماً.
وشكرا لكم على سعة صدركم.)
جلس على ركبتيه أرضا يشعر بالعجز وهو يصر على اسنانه وصرخ متألما بقوة:
-آاااااه.
ابتسم آسر لثورة اخيه الذي كان دائما وابدا ممتعض من فارس وتصرفاته، ولكنه الآن يشعر وكأنه شقيقه ويحاول منع الأذى عنه حتى وإن عرض نفسه هو للخطر.
❈-❈-❈
بنفس الوقت اقتربت چنى من زوجها باكية وعيونها مغيمة من عبراتها وتمتمت بحزن وتلعثم:
-أخووويا فييين يا مازن؟ أخويااا.
سحبتها نرمين بهدوء وصعدت برفقتها صوب غرفة صغيريها واخذتهما من المربية وتحركت صوب جناحهما؛ فأراحت جسدها على فراشها وهي تحتضن صغيريها وجلست نرمين بجوراها تربت على شعرها بهدوء حتى غفت ودموعها لا تزال تشق وجهها.
❈-❈-❈
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني 2، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية