رواية جديدة ظلمات حصونه 2 لمنة أيمن - اقتباس
قراءة رواية ظلمات حصونه الجزء الثاني
الإنتقال من الظلمة الى النور
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظلمات حصونه
الجزء الثاني
الإنتقال من الظلمة الى النور
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة منة أيمن
اقتباس
أنتهى العشاء العائلي الذي كان بالنسبة لها كالقيد يُحجمها من الصراخ فى وجهه وزجره على ما فعله، لولا خشيتها من انزعاج الأخرين لكانت أخرجت كامل غضبها عليه، ولكن لا بأس ها هما وها هي فرصتها.
وقفت أمامه والغضب يتطاير من زرقاوتيها وتُحاول عدم قتله الليلة، هدرت بإنفعال:
- أنت بتستهبل صح!
للوهلة الاولى تعجب من اندفاعها الغاضب نحوه، ولكنه سريعًا استنبط ما تعنيه وعمل على عدم إظهاره، وأجابها مُصطنعًا عدم الفهم:
- إيه أنا عملت إيه!
هتفت منزعجة كثيرًا بسبب أسلوبه المُراوغ الذي لا يتخلي عنه:
- لا والله مش عارف عملت إيه؟
نفى برأسه بمزيد من المُراوغة مُصطنعًا البراءة:
- لأ!
أحتقنت دماء وجهها من الغضب، حقا هو يتعمد إخراج أعتي شياطينها عليه، صاحت فيه بهجوم:
- شهر عسل مين اللي عايز تعوضه؟
أجابها بهدوء وهو يرفع كتفيه وكأنه يقول أمرًا عاديًا:
- عسلنا!
عليها الإستسلام إنه حقًا شخص مُستفز، كم كانت تود ركله الأن بين مُلتقى ساقيه لكي تُعلمه كيف يكون الاحتفال بشهر العسل، ولكنها منعت نفسها فى اللحظة الأخيرة زاجرة إياه بنظرات مُحذرة:
- جواد متستعبطش أحسنلك.
عليه ألا يتمادى أكثر من ذلك حتى لا ينقلب الوضع ضده، هو يعلم كم هي مُتهورة ولا يُهمها أحد، عليه مُحاولة الدفاع عن نفسه حتى لا يخرج الوضع عن السيطرة، هتف مُصطنع الجدية:
- كنتي عايزاني أقولهم إيه يعني وهما مُصرين كده وأنتي بتعترضي بأسلوب يثير الشك فينا.
تذكرت ما فعله حينها ووضعه ليده فوق فخذها مُستغلًا وجود الجميع من حولهم وهو يُرحب بفكرتهم للذهاب إلى الشاطئ، صاحت فيه بمزيد من الانفعال:
- تقوم تسوق فيها وكمان ترحب بفكرتهم؟
شعر بإنذار الخطر يصدح فوق رأسه مُعلنًا عن وجود مشكلة كبيرة إن لم يحتوي الموقف الآن، فسألها مُصطنعًا عدم الفهم:
- أنتي مشكلتك فى إيه دلوقتي؟
لم تعد تحتمل مُراوغته فاندفعت لاكزة إياه فى صدره هادرة بحدة:
- مشكلتي فيك أنت وفى بجاحتك اللي عماله تزيد.
إن لم تستطيع إحتواء الأمر فعليك أن تقلب الأمور إلى صالحك، عساك تستطيع النجاة من نيران الغضب الوشيكة، رمقها بنظرة مُحذرة:
- لاحظي إنك بتتمادي فى الغلط.
حقا صُدمت من بجاحته ولكنها سريعًا ما ذكرت نفسها مع من تتحدث، إنه "جواد الدمنهوري"، رفعت حاجبها باعتراض مُهاجمة إياه:
- وأنت بتتمادى فى وقحتك وعامل نفسك مش واخد بالك.
جذبها من ذراعها مُقربًا إياها منه بحركة خاطفة ليست عنيفة، وانخفضت يده مُحاصرة خصرها مُضيفًا بهمس:
- ولما حد يسمعك وأنتي بتهزئي جوزك حبيبك دلوقتي يقول إيه؟
لم تُحاول الفرار من يديه وكأنها اكتسبت الكثير من الجراءة فى الأيام الأخيرة، أجابته بنبرة ساخرة:
- ده فى أحلامك.
ابتسم بإعجاب من فعلتها الغير مُتوقعة وراقته كثيرًا تلك المنقاشة، وأضاف بمكر:
- هو إيه اللي فى أحلامي؟
على الرغم من إقترابه الشديد لها إلا إنها حافظت على نظرة التحدي فى عينيها، مُجيبة إياه بحدة:
- إنك تأخد أكبر من حجمك فى حياتي، أنت مجرد واحد الظروف ورطتني معاه وقدرت أتخلص منه.
المزيد من المكر يحتل بسمته ورد بتحدي مماثل لها:
- متاكدة إنك قدرتي.
الكرامة والكبرياء هما ما يميزا الأسير عن الحر، وهي امرأة حرة لم ولن تنكسر أمام أحدٍ ولو كلفها هذا الباقي من عمرها:
- صدقني قريب جدًا.
قالتها وهي تدفعه فى صدره بحركة مفاجئة لم يتوقها، وبالفعل أبتعد عنها بفعل حركتها الغير مُستعدٍ لها، بينما حاولت هي الفرار من أمامه بسرعة مُصطنعة المزيد من القوة.
قبل أن تبتعد عن مرمى ذراعه قبض عليها مرة أخرى، ولكن تلك المرة مُمسكًا بها من مؤخرة عنقها راغمًا إياها على الالتفاف نحوه مرة أخرى، مما جعل وجهيهما مُتقابلين وقريبين للغاية، أضاف بهمس:
- صدقيني أنتي عمرك ما هتقدري تبعدي عني.
قالها وهو يقترب منها أكثر مما جعلها تستشعر أنفاسه المحمومة على شفتيها، شعرت بالارتباك الشديد وسقط قناع القوة التي كانت ترتديه، ماذا يقصد بكلماته هذه! لمَ كل هذه الثقة وكأنه يملك زمام أمورها؟ وما الذي يُحاول فعله الآن! هل يُحاول تقبيلها؟
بينما هو بمجرد أن رأى ارتباكها جليًا فى زرقاوتيها، ابتعد شاعرًا بلذة الانتصار فى إشعال فتيل المشاعر الدفينة داخلها، خرج من الغرفة تاركًا إياها مُتخبطة بصخب أفكارها.
❈-❈-❈
استقلت السيارة بجانبه بعد أن جاء على حسب إتفاقهما قبل يومان بتناول الإفطار معًا والذهاب لمُقابلة المهندس لتجهيز عش الزوجية، أغلقت الباب وهي تُطالعه بإبتسامة عزبة، قابلها هو الأخر بنظرات الحب المولعة هاتفًا بغزل:
- يا صباح النوتيلا.
لم تنجرف وراء ذلك الغزل المُصاحب لنظرات العشق الواضحة كى لا تضطر لمسايرته، فهتفت بما لم يتوقعه:
- بالمناسبة صحيح، أنا عايزه أحلي بنوتيلا بعد الفطار.
انزعجت ملامحه وبدا الإستياء واضحًا عليها مُتهكمًا:
- الناس بتصبح على بعضها بكلمة حلوه بابتسامة جميلة، وأنتي بتصبحي عليا بكرشك على الصبح.
بالكاد منعت نفسها عن نوبة ضحك كانت ستُهلكها من شدتها، واصطنعت التذمر مُضيفة:
- إيه ده! من أولها كده هتعد عليا الأكل؟
أجابها موضحًا مقصده ممَ حثها على الاستلطاف معه:
- مش بعد عليكي يا ستي، بس صبحي الأول وأنا أروق عليكي.
رفرفت بأهدابها برومنسية مُبتذلة مُعقبة بلطف:
- طب صباح الفل يا حبيبي، أنا عايزه أفطر كبدة إسكندراني بقي.
رفع حاجبيه باستنكار مُصحبًا إياهما بسمة ساخرة على فمة مُستفسرًا:
- عشان صباح الفل كبدة إسكندراني! أومال لو طلبت بوسة هتأكلي إيه؟
للمرة الأولى لم توبخه على وقاحته، بل وسايرته أيضًا مُحاولة تخطي حاجز الخجل بينهما، ضيقت عينيها وبدت وكأنها تفكر فى الأمر، لتجيب فى النهاية بحيرة:
- مش عارفة ممكن شاورما لحمة ولا حاجة!
اعتدل فى جلسته بسرعة البرق وأدار مُحرك السيارة مُستعدًا للانطلاق، بينما هي سألته مستفسرة:
- على فين؟
أجابها بمنتهى الحماس واللهفة:
- على أكبر محل شاورما فى إسكندرية كلها.
ضحكت على ما تفوه به، بينما أنطلق هو بسرعة مُحددًا وجهته، وكأنه لا يُريد إضاعة تلك الفرصة من بين يديه.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة منة أيمن, لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية