رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 2 - 2
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثاني
الجزء الثاني
بعد قليل وصل للشركة دلف لغرفة مكتب سليم
-
- نهض سليم وهو يرفع يديه يادي النور... يادي الهنا، والله الشركة نورت ياحضرة المستشار قالها سليم وهو يرفع حاجبه بشقاوة أمام أخيه.
وقف بشموخ وبخطوات ثابته متجها لغرفة الأجتماعات
- عارف يابني مالوش لزوم اعرفك المكان اللي راكان البنداري بيدخله بيذيده شرف
توقف سليم يقهقه عليه وهو يوما برأسه ويرفع ذراعيه
- اتفضل سمو الأمير على الرحب والسعة
لكزه بكتفه ورفع حاجبه واردف بفظاظة
- إسمها اتفضل سمو الملك.. الأمير دا ابني اللي هجيب لما ندفن جدك إن شاءالله.. اصلي خايف لو اتجوزت دلوقتي أجيب ولد شبه.. كفاية عمك خالد.. تلاتة في العيلة كدا ممكن العيلة تولع
توقف سليم ومازال يطلق ضحكاته على اخيه الذي خرج وهو جلس يجيب على هاتفه
تحرك متجها للمصعد ولكن قطعه رنين هاتفه زفر بغضب و توقف للايجاب
- ايوة يانورسين.. أيوة في الشركة خلاص نازل... قالها ثم اغلق قائلا
- بنت باردة.. وعايزة قطم رقبتها... فجأة اصطدم بجسد انثوي مما أدى لتساقط هاتفه
جز على شفتيه السفليه ورمقها بنظره سريعة
- ايه قطر معدي.. براحة هدوسني قدامك
رمقته بنظرة استخفافية.. وتقدمت بخطوات ثابتة بحذائها العالي الذي كأنه يتحرك على جمرات غضبه منها.. عندما لم تعريه أي أهتمام
اغضبه تجاهلها كثيرا فهمس بصوتا
- يخربيتها دا ولا كأنها شافتني.. لا ودخلت الاساسنسير وسبتني
وصل سليم يطالعه باستفهام
- راكان واقف كدا ليه وبتبص على إيه.. هز رأسه وتحرك عندما فتح المصعد
❈-❈-❈
بمنزل عاصم المحجوب
دلفت سمية زوجته وهي تحمل كوب من الشاي السخن... وضعته بجواره وهو جالسا يقرأ بمصحفه.. أغلق المصحف يطالعها
- فيه حاجة ياسمية.. جلست بجواره وتحدثت بإبانة
- فيه جمعية قدامي عايزة ادخلها علشان جهاز ليلي ياابو ليلى البنت معدتش صغيرة وبكرة ابن الحلال يجي وقتها نقوله استنى معلش اصلنا مجهزنهاش
رجع بجسده على المقعد وربت على ساقيها
- ربك يسهل إن شاءالله حبيبتي.. وقتها ربنا هيعنا
قاطعته واستطردت
- ام محمود بتعمل جمعيات كبيرة وليلى ماشاء الله قبضها حلو ليه نستنى.. اهو ادخل بجزء من مرتبها والباقي يكون لدروس كريم
أومأ برأسه وتحدث بإبتسامته
- أعملي اللي أنتِ شايفاه صح ياام ليلى.. ربنا يباركلي فيك يارب
في شركة البنداري
بعد أكثر من ثلاث ساعات في غرفة الإجتماعات يجلس جميع المساهمين
وقف سليم أمام شاشة العرض الكبيرة وتحدث بعملية
- طبعا آخر صفقة أخدنها حققت أرباحا هايلة... وزي ماكلكم عارفين المشروع الجديد محتاج مننا أفكار جديدة... للمدن الجديدة اللي صممناها وطلعت بالمستوى الممتاز
اتجه بنظره لشاشة العرض
- نيجي مثلا لمدينة ( ) دا تصميمها أكتر من رائع والحمدلله يعتبر خلصنا حجز جميع الوحدات بيها
دلوقتي محتاجين بس نصمم ديكورات جديدة لبعض القرى المحيطة بالمدينة دي
أنا جمعت أفضل المهندسين اللي موجودين عندنا... وكل واحد هيعرض فكرته وبناء عليه هتختاروا فكرة واحد فيهم... ونبدأ نكمل فيها... علشان في الإعلان الاخير عن المدينة نذكر كل المواصفات الداخلية والخارجية.. وبكدا هنكون حققنا أفضل مكسب
اومأ والده وعمه خالد وبعض المساهمين من خارج العائلة بالموافقة
اتجه كل مهندس بعرض فكرته للمنتجع الذي أقامته الشركة من مدن جديدة يحاصرها قري سياحية باحدى المحافظات المطلة على البحر... وضح ثلاث مهندسين افكارهم.. فيما رفع سليم نظره لليلى لتوضح فكرة تصميمها
نهضت ليلى للشاشة وهي ترتدي بدلة نسائيه سوداء اللون وحجاب باللون الوردي... فظهرت بطلتها الخاطفة للقلوب
رآها يونس الذي قام بالتصفير المنخفض
- ايوة هو إنتِ... مرحبا أيتها القطة الشرسة.. وأنا بقول شوفتك فين أتاريكِ في أحضان البندارية
رمقه الذي يجلس بمقابلته بنظرة أخرسته
اتجه ينظر بتمعن لتلك التي تقف بثقة أمام شاشة العرض مع بعض الرسومات التي قامت بتصميمها بدقة عاليه... لتخرج بأجمل صورة وبدات الشرح بطريقة عملية وجذابة للإستماع لوجهة نظرها
أمال برأسه لسليم
- دي مهندسة جديدة ياسليم ولا بقالها فترة هنا
نظر إليه بصدمة:
- راكان بيتكلم عن واحدة معقول تكون عجبتك... طيب الأهبل دا وعارفينه
أحتدت نظراته ثم رجع بنظراته إليها:
- أنا بسأل ياغبي علشان وقفتها دي وقفة واحدة مخضرمة بعملها مش علشان ملفته ولاحاجة... اهي زيها زي أي بنت مفيش حاجه تميزها
رفع حاجبه ساخر
- فعلا انت هتقولي... فعلا مفيش حاجه تميزها غير جمالها الهادي الملفت ولا صوتها الكرواني
هذا ماقاله يونس بمشاكسة
وقف يونس متجها إليها... يرمقها بنظرة سريعة واتجه بجوارها ينظر للجمع
- أنا شايف إن التصميم دا أحسن واحد... وبدأ يشرح وجهة نظره بعض النقاط الخاصة... وختم حديثه
- طبعا أنا مش مهندس ولا افهم بشغلكم زيكم بس لو هنيجي نقارن هنشوف دا مثلا
اكمل راكان حديث يونس وهو يرمقه بتحذير
- أنا مع يونس.. ثم وزع نظراته للجميع وهو جالسا بمكانه
وبدأ يشرح بدقة وجهات الاختلاف بين اربع التصاميم... اعتمادا على دقته بوظيفته بأدق التفاصيل
قاطعته نورسين ابنة أحد الشركاء
- بس أنا اختلف معاك ياراكان وزي ماإنت قولت إنت مش مهندس... أنا كعملي بقول إن تصميم عامر اعلى... دا تحسه مبالغ Simple أوي والطبقات الراقية عايزة حاجات تانية... ولا إيه ياعمو أسعد
اتجه أسعد بنظراته لراكان الذي يجلس بهدوئه وكأنه يعلم بأجابة والده
- أنا مع راكان ثم توجه لسليم
وبما إنك المسؤل ياسليم مقولتش رأيك... وقف سليم متجها إليهما
وبدأ يشرح وجهة نظره هو كذلك... وافقه عمه خالد ومعظم الموجودين سوى نورسين التي نظرت لليلى بحقد على أشادة الجميع بعملها
اتسعت ابتسامتها عندما أشادوا بعملها...
رفعت بصرها لراكان فتلاقت أعينهما سريعا فشرد للحظات يتأمل حدقتيتها الواسعة.. ولكن ذهب بشروده لأمواج بحره الذي غُدر قبل الوصول لشاطئه... أستفاق سريعا عندما استمع لبعض المناقشات حول التصاميم الهندسية الأخرى
اتجهت ليلى لتجلس بمكانها
أومأت بنظرها إليه تشكره على رأيه
- شكراً لحضرتك
هز رأسه وهو يطالع بعض الأوراق بيديه
وتحدث وبصوتا رصين ولم يلتفت إليها
- مفيش داعي للشكر.. إنتِ عملتي شغلك كويس، فاحنا وافقنا على أجمل تصميم
ثم حدق بمقلتيها وتحدث
- كان الأفضل تتأسفي مش تشكريني ياحضرة المهندسة..
تصاعد الغضب بداخلها فتحركت تجلس بجوار زميلتها والغيظ يتآكل داخلها فطالعته مرة أخرى وهو جالسا وكأن مايدور حوله لايعنيه فأردفت
- عامل زي الطاووس فعلا واحد مغرور
اتجه سليم على الطاولة التي توجد بها المخطوطات.. بعد خروج المشاركون إلا من بعض المهندسين المسؤلون عن العمل
آشار سليم إليهم جميعا للتوجه للطاولة
وقف سليم بجوارها ونوح الذي اتجه لمكان تواجدهم على التخطيط الهندسي
عقد نوح حاجبيه وهو ينظر إليهم وهم يتحدثون عن التصاميم الموجودة أمامهم
فجلس أمام راكان وهو يرمقهم
- انا ماليش في شغل الهندسة ياراكي.. تحس أنه معقد سبحان الله ماليش غير في الذوق الجميل
استدار راكان وأجابه
- بالعكس يانوح الهندسة حلوة وعملية جدا للعقل.. ربنا يسامحه اللي كان السبب
ذهبت ذاكرته لذاك اليوم
ضمته زينب بحب ودموعها تتساقط عبر وجنتيها:
- ألف مبروك ياحبيبي.. مش عارفة أوصلك فرحتي إزاي يابني.. ربنا يوفقك ويسعدك دايما ياراكان زي ماأسعدتني بنتيجة النهاردة
اتجه توفيق بنظرة باردة إليه
- جهز نفسك بقى علشان تدخل هندسة.. وتتعلم كويس وسيبك من أحضان زينب اللي مش هتاخد منها غير الضعف.. ثم صاح بغضب بها
- ابعدي عن الولد يازينب انتِ نسيتي نفسك ولا إيه... متنسيش إنه كبر دلوقتي وبقى راجل.. مش طفل علشان تاخديه في حضنك كدا
بكت زينب بنشيج وشعرت بدوار يضرب رأسها من كلمات توفيق السامة.. فاجابته بشفتين مرتجفتين
- أنا ياعمي هعلم ابني الضعف.. وعايز تحرمني اني اضمه لصدري
رمقها بغضب ونهض وهو يطلق لها نظرات نارية
- انتِ بتردي عليا يابنت الحصري ورفع يديه حتى يصفعها ولكن توقف راكان أمامها وتلقى الصفعة مكانها
توسعت أعين توفيق من فعلة حفيده فصاح بغضب
- إنت عملت إيه ياولد... ابتلع ريقه بصعوبة وهو يضم والدته ثم قال بهدوء مفتعل
- لو شوفتك بتعمل كدا ياجدي في امي وأسكت يبقى مااستهلش أكون ابنها.. يبقى أنا واحد جاحد عاصي لبر الوالدين... نظر بداخل عينيه ولأول مرة تمرد على جده فتحدث
- وقبل ماتقول اسطوانتك كل مرة هتفضل امي نور عيني لأخر لحظة في حياتي... قالها وهو يشدد على كل كلمة تخرج من بين شفتيه وكأنه قاصدًا إستفزاز جده
صفعة أخرى هوت على وجنتيه وصاح بغضب به... صرخت زينب بأعلى صوتها
- "راكان" رفع نظره إليها نظرات جحيميه فأخرصتها ثم لوح بيديه
- هستنى من تربية زينب إيه غير واحد عديم التربية زيك.. هي بنت الحصري بتعرف تربي... رفع سبابته
- أسمع ياولد متفكرش نفسك علشان خلصت الثانوي هتكون كبرت عليا.. إنت هتعمل اللي هقوله وبس وإياك تاني توقف قدام جدك بعدم إحترام
هتجهز ورقك وتقدم في الهندسة ودا أمر من توفيق البنداري وخلي بالك عيني عليك
وصل أسعد اليهم يوزع نظراته بينهم
- مالكم واقفين كدا ليه... رمق راكان جده
- بابا أنا مش هدخل هندسة... صاعقة أصابت زينب وهي تهز رأسها بالرفض لما نطقه راكان... بعيون مترجيه
- حبيبي متخليش انفعالك يخليك تاخد قرارت تندم عليها طول عمرك وأنت بتحلم بالهندسة
نظر بداخل عين جده وأردف بإصرار
- كان زمان ياماما دلوقتي لا قالها بصوت مرتفع
قهقه توفيق بسخرية فأردف
- ومين اللي هيخليك تعمل كدا ياولد.. دنى من والده ونظر إليه
- بابا.. وأنا وغير كدا محدش له سلطة عليا
نهض توفيق سريعا يحاول الفتك به ولكن توقف أسعد أمام والده
- بابا لو سمحت حضرتك بتعمل ايه.. حضرتك شايف ان راكان طفل علشان تضربه
- لا متخافش من الحتة دي يابابا لان جدي قام بالواجب وزيادة.. انا مش هدخل هندسة ودا أخر كلامي.. قالها ثم اتجه يقبل رأس والده يطالعها ملامحها الحزينة بأسف
- سامحيني نوع الكلية مش تقييم للأنسان ياماما.. تقييم الأنسان بنجاحه اللي بوصله
قالها ثم تحرك للأعلى
خرج من ذكرياته وتلألأ الدمع بعينيه وقف سريعا متجها لشرفة الغرفة وأخرج تبغه ينفثه بدخان غضبه الماثل بصدره
❈-❈-❈
جلست ليلى مع زميلتها وزميلها عامر وبدأو يتحدثون عن التصميم ويطبقون الملاحظات.. ابتسم عامر على ذكائها
- فعلا ليكي حق يادكتورة انك ماتحبيش شغل الجامعات...
امسكت قلمها وبدات ترسم خطوط عريضة وتتحدث وهي تعمل
- لو اشتغلت في الجامعة هفضل دكتور بدرس للطلبة من غير تجديد... رفعت نظرها له وأردفت مفسرة
- يعني روتين ممل... أما شغلي الحر دا بيحب الابداع والتغيير.. وكمان ممكن أدرس حاجات كتيره وأطبقها فهمتني
صفق بيديه وأردف مهنأها بسخاء
- برافو ياليلى.. اقترب وهمس لها تسمحيلي أقولك ياليلى بدون ألقاب
قاطعهم سليم
- عامر شوف التصميم دا وراجعه كويس مع نورسين
اومأ عامر برأسه وخرج وهو ينظر لليلى
- هستناكي في مكتبي
استغربت حديث عامر... ورغم ذلك نظرت لبعض الاوراق التي توضع أمامها
كان يقف بجوار النافذة يراقب مايحدث مرة و ينظر لمرور المارة بالخارج... وينفث تبغه.. سالت قطرة ضعف من عينيه على ذكرياته المؤلمة
رفعت نظرها إليه وكأنها ترسمه بملامحها
شخص هادي بملامح غامضه.. ملامح يكسوها الوجوم..ملامح ثابتة جامدة على عكس طلته الجذابة... شعره الناعم الغزير مع لحيته ... ولون عيناه التي تتغير بتغير ملامح وجهه... اقتربت نورسين منه وهي تضع يديها على ذراعه
- الشركة نورت ياراكان... مصدقتش لما يونس قال انك هتنزل وكمان تستلم الشغل
التزم صمته وهو ينظر للخارج.. أما هي فقد راق لها التقرب منه والتلذذ بملامحه الرجولية التي توصف بوسامتها... رفعت كفيه تلامس وجنتيه
تراجع للخلف وهو يرمقها شرزا
- اتجننتي إحنا في المكتب بين الموظفين
توسعت إبتسامتها
- سعيدة أوي بوجودك ياراكان بجد
رفع حاجبه ورسم بسمة سخرية:
- افهم من كدا انك مبسوطة من وجودي... اقتربت وطوقت ذراعه وهي تقترب منه حتى أصبح لا يفصل بينهما انش واحدًا
- أوي ياراكان إنت عارف أنا بتمنى كدا من زمان
مط شفتيه للأمام وناظرها بهدوئه الغامض ثم رفع يديه يزيح خصلاتها المتمردة من على كتفه
- هنشوف يانور... قعدتي في الشغل هتعمل إيه
تحركت ليلى متجهة سليم عندما اشار بيديه إليها:
- شوفي المنتجع دا عايزه عالمي... حاجة تخص اسم البنداري... هذا ماقاله سليم وهو يراجع بعض التصاميم معها
أمسكت بعض المساحات الذي عرضها سليم أمامها
- تمام هشوف الباشمهندس عامر ونشتغل عليه
قاطعهما راكان ونورسين
- سليم أنا هروح على المكتب بس بلاش شغلك انت ويونس وتلمولي شغل الشركة كله وتعملوا عليا خبراء،
جذب التصميم من يد ليلى
دا بتاع نورسين مش كدا... اتجهت نورسين له وابتسمت ثم تحدثت بفخر
- والله ماهو إنت عارف أهو..
- شوف ياسليم التصميم دا مش عاجب اخوك بتاع القانون.. ثم توقفت تنظر له
- انت عرفت إزاي صحيح.. دا من بين تصاميم كتير
تحرك وهو يتحدث
- نور أنا مش مجرد كرسي بتفرج على الموظفين عارف كل واحد بيعمل إيه... أوقفه سليم
- إستنى ياراكان.. لسة بيظبطوا لك المكتب مكنتش عامل حسابي أنك هتداوم النهاردة.. خليك معايا هنا لحد مايخلصو
جذب مقعد بجوار سليم وجلس دون حديث
دلف المهندس المختص بالتنفيذ
- مهندسة ليلى ممكن حضرتك تيجي نتناقش التصميم
أشار له سليم
- تعالى هنا ياآسر نراجع مع بعض... علشان من أول الاسبوع نبدأ التنفيذ،
جلس آسر وبدأ يعترض في بعض النقاط... اتجه سليم اليهم
- بعدين نشوف انا تعبت... اعتذرت ليلى
- لازم نخلص مش معقول تصميم الانتهاء هياخد أكتر من شهر
كان يطالعها بعمق
- فتاة ذكية منمقة بعملها... حاصلة على أعلى الدرجات... واثقة بنفسها بدرجة عالية أسلوبها وحديثها وإقناع الغير بوجهة نظرها.بطريقة سلسة .. ناهيك عن حجابها الذي اعطاها هالة من النور... قطع شروده بها عندما تحدث آسر
- ليلى عندها حق.. رفع بصره لأيمي المهندسة الأخرى.. ممكن ناخد ريست ونكمل..
وصل يونس إلى مكتب سليم وهو يرمق ليلى
- سليم أنا ماشي.. عندي عمليات كتيرة وماليش في جو العكننة دا
قالها ومازالت نظراته مثبة على ليلى..
- استنى يايونس فيه موضوع مهم لازم نتكلم فيه..
قطب جبينه وتسائل
- هتتأخروا يعني... رفع نظره لساعته
- نص ساعة بالكتيير.. تنهد ثم جلس بجوارهم وهم يتناقشون... انتبه يونس لحديث ليلى.. فابتسم وتحدث:
- بقولك يا... قالها يونس وهو يطالعها بهدوء... رمقته ليلى بإستخفاف وأجابته
- اسمي ليلى
طيب يابشمهندسة ليلي ممكن تبعتي التصاميم لمكتب المهندس التنفيذي وسليم هيتعامل وزي ماقولتي مش معقول هنفضل علشان حتة انتهاءمن تصميم اليوم كله غير اني جوعت والله... أنا بقول نطلب بيتزا ايطالي... واقعد اكلها هنا معاكم وأسك على العمليات النهاردة
❈-❈-❈
في الجامعة وخاصة كلية الهندسة
- خرجت من المدرج مع صديقتها أروى
الحمد لله كنت خايفة أوي من موضوع عدي البنداري لولا دكتور نور ربنا يباركله يارب انقذني... وطبعا ليلى شغالة عندهم ربنا يستر.. واحد مستفز.. لازم أروح أشكر دكتور نور
ضحكت أروى مازحة
- ليكون معجب ياغزال... لكمتها بكتفها
- عيب ياأروى ماتقوليش كدا مهما كان دا دكتور.... اتجهت الفتيات إلى الكافتيريا
جلستا مطالبة مشروبهما الذي هو عبارة عن قهوة سريعة التحضير الكابتشينو
اتجهت مها طالبة من فرقتهما
- أهلاً يادرة عاملة إيه... سمعت عنك كل خير النهارده
رفعت درة نظارتها الطبية وتحدثت
- "فيه إيه يامها مالك "؟
جلست أمامها واضعة ساق فوق الأخرى
إلا نور يادرة... سبتلك شباب الدفعة كلهم وبما فيهم عدي البنداري
ضيقت درة عيناها ونظرت لأروى رافعة اكتافها
- مالها دي ومين نور دا...!!
وقفت مها مردتية حقيبتها
- متستهبليش يادرة مش علشان إنتِ حلوة شوية تتغري بنفسك فيه أكتر منك حلاوة ياقلبي... أنا بحذر مرة واحدة.. شاوووو
في شركة البنداري
اتجه راكان إليهم بعد ساعتين.. بعد تركهم وذهابه لعمله بمكتبه... ذُهل من إستمرار عملهم... جذب المقعد وجلس بجوارها...أرتفع صدرها بشهيق طويل من قربه ورائحته انفاسه الممزوجة بتبغه وعطره..تسللت لرئتيها حتى منعت تنفسها
- شوف ياسليم الوقت وإحسب عليه وحاول الشغل كمجموعة بلاش الفردية دي... أنا شايف كل مهندس شغال على حدة
كانت ترمقه بين الحين والحين بنظراتها التقييمية.. فأجابت عن كلماته وهي تنظر لسليم
- حضرتك كل إتنين شغالين على تصميم معين
نظر إليها صامتا وانتظر حديث سليم
- إحنا يعتبر اوشكنا ياراكان
نهضت توضع التصميم أمام سليم... فكانت قريبة منه حتى لامست ثيابها وجهه
- أنا خلصت شغلي المطلوب حاليًا وممكن أكمل الباقي في البيت ياباشمهندس ... حضراتكم ممكن تشوفوا المناسب تدخل آسر
- خلاص ياليلى... انتِ خلصتي الجزء الأكبر وأنا ممكن أساعدك في الباقي في البيت.. وهخلي عامر يراجع بتاع المهندسة نورسين
نهضت وهي تلملم أشيائها.. عندما اذن سليم إليهم بالانصراف.. تحركت ولكنها نست هاتفها بجواره على الطاولة.. ولكنها تسمرت فجأة
- "ليلى" قالها راكان.. متجه بنظره وهو يرفع يديه بهاتفها... فتحركت إليه ونبضاتها تتخبط بعنف بين ضلوعها وكأن قلبها سيخرج من صدرها... جذبت الهاتف من يديه واردفت
- شكرا لحضرتك يافندم... أومأ برأسه دون حديث
كان سليم جالسا على مكتبه وهو يرمق يونس بنظراته الغامضة
اتجه يونس بجوار راكان يربت على ساقه
-نورت الشركة والدنيا كلها ياراكي انما مقولتليش:
- إيه رأيك في الشغل ياحضرة المستشار
رجع برأسه للمقعد وأغمض عيناه
- انا بزهق بسرعة من شغلكم دا... دلف العامل بقوتهما
- وضع القهوة وتحدث
المهندس آسر بيقول لحضرتك هيخلص الشغل بتاع المهندسة ليلى..وهيبعته لحضرتك
عند اسما بالمزرعة
كانت تتحرك بين الخيول هي والدكتورة البيطرية عاليا ويتحدثون عن احتياجهم
توقفت أسما عندما استمعت رنين هاتفها.. ابتسمت حينما وجدتها ليلى
- لولة حبيبتي وحشتيني أوي كدا من يوم حفلة نوح ماتقبلناش... كانت ليلى تستقل سيارة أجرة عائدة لمنزلها
- وإنتِ كمان ياأسومة وحشتيني أوي.. آسفة ياباشمهندسة.. وقتي بقى ضيق بس وعد هحاول اعمل اجازة واجي اقضيه كله في المزرعة وأهو اقعد مع نوح شوية..
سحبت نفسا طويلا وزفرته ثم تحدثت
- أسما أنا قابلته النهاردة .. قطبت أسما حاحبها وأردفت متسائلة:
- هو مين دا اللي قابلتيه ياليلى
نطقت بصوتا ممزوج بمشاعرها التي جاهدت طويلا لدفنها بداخلها
-"راكان"يا أسما اتقابلنا النهاردة
يتبع...