رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 3
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
أيتها العازفة على أوتار الروح
رفقًا بقلب فى صمته بوح
رفقًا بعيون فى عيناكى تسرح
رفقًا بصوت
من كثرة الصراخ باح
يا أيتها العازفة
على أوتار الروح
رفقًا بعاشق متيم بالروح
❈-❈-❈
أغلقت الهاتف مع أسما وترجلت من سيارة الأجرة عندما وصلت لمنزلها... دلفت وذكرياته تصفع قلبها الضعيف بقوة.. حقًا هل قلبها تعلق به لهذه الدرجة!!كيف ستتعامل معه.. أغمضت عيناها بإرهاقا
.. كيف أوصلها لتلك المرحلة..؟ بدأت تحدث عقلها كفى أيها الغبي.. هو الذي لم يتذكرنا... دلفت عندما فتحت والدتها باب المنزل.. ابتسمت إليها
- حمدالله على سلامتك حبيبتي.. قبّلت والدتها وأرسلت ابتسامة من عينيها لتشعر والدتها إنها على مايرام
- الله يسلمك ياست الكل.. ياله بنتك واقعة من الجوع عايزة آكل وأخم نوم قد البحر
ربتت والدتها على ظهرها وحثتها على الدخول
- طيب يالولة ادخلي غيري وصلي العصر هكون جهزت السفرة.. وكان كريم وصل كمان... أومأت بالموافقة وتحركت سريعا لغرفتها هروبا من والدتها كي لا تفحص عينيها عما تشعر به
بعد قليل إنتهت من طعامها واتجهت لغرفتها تجلس بالشرفة على طاولةدائرية وتضع بعد الأوراق الخاصة بشغلها... دلفت والدتها وقطبت جبينها متسائلة
- ليلى مش كنتي بتقولي هتنامي يابنتي.. إيه هتشتغلي كمان في البيت!!
وضعت خديها على كفيها وهي ترمق المخطوطات أمامها ثم تحدثت بصوتها الرقيق:
- مشروعي أتقبل ياست الكل.. وأنا عايزة أكون قده.. فبالتالي لازم أخلصه وأسلمه في ميعاده
مسحت على وجهها ورفعت بصرها لوالدتها
- لو ينفع ياست الكل فنجان قهوة تقيل.. يظبط مخوخ بنتك
مسدت على خصلاتها بحنو بالغ وأردفت
- ربنا يقويكي يابنتي.. وأحلى فنجان قهوة لأجمل مهندسة
رفعت يد والدتها وقبلتها وأجابتها بلمعة سعادة من عينيها:
- ربنا يخليكي ليا ياست الكل ودايما تدعيلي كدا.. ادعيلي ياأمي دايما
ضمت رأسها ومازالت تمسد على خصلاتها
- ربنا يريح قلبك ويسعدك ياليلى يابنت سمية يارب.. أمنت على دعاء والدتها التي تحركت للخارج
تلألأت عبراتها بعينيها وهي تردف لنفسها
- يارب ياماما يريح قلبي اللي مش مريحني دا... ضغطت على جفنيها بقوة
- وبعدهالك ياراكان بعد الشهور دي كلها.. وبعد ماأتقلمت على نسيانك ترجع تهد كياني ليه وتشغل عقلي ليه؟
اتجهت بأنظارها للخارج وتذكرت ذاك اليوم
فلاش باك
وصلت قسم الشرطة بصحبة آسر أبن عمها ودموعها تتساقط عبر وجنتيها كالشلال
وقفت أمام الضابط المسؤل في ذاك الوقت
- لو سمحت عايزة أعرف بابا فين
نهض الضابط مضيقًا عيناه فتسائل:
- إنتِ بتسألي على مين... قاطعه آسر عندما أردف:
- الشرطة من ساعتين قبضوا على واحد اسمه عاصم المحجوب بتهمة الأختلاس وعرفنا أنه هنا
أومأ الضابط برأسه ثم تحدث:
- آه دا شكله مزقوق عليه من ناس واصلة.. ياريت تجيبوله محامي كويس.. أصله دخل على وكيل النيابة على طول
قطب آسر حاجبيه وتسائل
- ممكن توضح أكتر... جلس الضابط وهو ينادي على المسؤل عن مكتبه (العسكري)
- ياعسكري.. دلف أحدهم فأشار الضابط على ليلى وآسر
- وديهم مكتب وكيل النيابة يابني.. في قضية الراجل المغتلس
أرتجفت أوصالها من حديث الضابط ووصف والدها بالمغتلس
تحركت سريعا خلف الشرطي إلى أن وصلت الغرفة المنشودة... فأشار الشرطي:
- دا مكتب وكيل النيابة.. وقت مايخلصوا هيطلعوا.. خليكوا هنا
تحركت ليلى متجه لباب المكتب.. جذبها آسر
- ليلى بلاش تهور.. استني نشوف إيه اللي هيحصل.. .. إستني نشوف مين وكيل النيابة.. وأنا هكلم صاحبي ممكن يدخل ونعرف المشكلة
قاطعهم خروج والدها وتُوضع بيديه السلاسل الحديدية.. أسرعت إليه وهي تضمه وتبكي بنشيج وقلب محترق بابا:
- بابا حبيبي.. إيه اللي حصل ومين اللي عمل كدا.. جذبه الشرطي
- إتحرك يامتهم يلا... بكت ليلى وهي تجذب والدها.. وصاحت بغضب مرتفع:
- بابا مش متهم.. وأبعد ايدك عنه.. قالتها بقهر... رفع آسر نظره للعسكري
- "مين وكيل النيابة هنا ؟ "
- المستشار راكان البنداري هذا ماقاله الشرطي... ضمت ليلى والدها وظلت تبكي وتدفع العسكري.. حاول آسر التحدث مع العسكري ولكنه جذب والدها بعنف.. صرخت ليلى:
- بابا مش هسبهم ياخدوك.. ربت على ظهرها وأردف بنبرة حنونة:
- حبيبتي ماتخافيش أنا كويس.. روحي وطمني ماما زمانها قلقانة.. والسكر بتاعها علي عليها
هزت رأسها بالرفض وبدأت تصرخ في وجهه الشرطي
- سيب بابا.. بابا مظلوم.. دفعت الشرطي من أمامها بقوة وهي تصيح بغضب:
- بابا حبيبي مين اللي عمل فيك كدا
أدى صوت صراخها إلى خروج راكان وهو يتسائل بغضب:
- إيه اللي بيحصل هنا.. إيه الدوشة دي؟
أسرعت ليلى إليه وهي تزيل دموعها بكف يديها كالأطفال:
- لو سمحت يافندم بابا برئ... بابا مستحيل يعمل كدا
طالعها بغموض وتسائل
- إنتِ مين وباباكِ مين..؟ أسرعت لوالدها.. وهي تجذبه ناحية راكان ودموعها مازالت تتساقط بقوة...
رفعت بصرها إليه وتحدثت بعيونا راجية
- والله بابا مظلوم.. عمره مايعمل كدا
عقد حاجبيه وتحدث
- آه قولتيلي بابا مظلوم.. آشار للعسكري
- خده على الحجز.. هو أي حد يعيط شويةوينزل دموع التماسيح توقفله...دا متهم والقانون هيحاسبه على جريمته اتحرك
توسعت بؤبوتها وهي تنظر إليه بسخط.. تحركت إلى ان تقلصت المسافة بينهما وهي ترمقه بإزدراء
- لا يافندم مش كل واحد يعيط يبقى مظلوم.. ولو تفكر أنا بستعطفك بدموعي تبقى غلطان
بنبرة مختنقة تحدثت
- أنا ابويا أشرف راجل في الدنيا.. مش محتاج دموع التماسيح اللي حضرتك بتقول عليها
صمتت برهة ثم اكملت
- مش مستنية رأي حضرتك في أبويا علشان تقول عليه متهم
في تلك الأثناء وصل نوح إليهم..
- ليلى ايه اللي حصل؟ رفع بصره لراكان اتجه إليه ليسلم عليه... ثم تحدث
- فيه إيه!! وايه تهمة عمو عاصم ياراكان...
قطب راكان حاجبيه وتسائل؟
- أنت تعرفه.. دا متهم بالاختلاس في الشركة اللي بيعمل فيها... اسرعت ليلى إليه وبدأت تصيح كالمجنونة
- حضرتك ليه مُصر تقنع نفسك واللي قدامك إن بابا متهم.. . بابا انضف واحد.. ومستحيل يقبل على نفسه يأكلنا بقرش حرام...
مسحت دموعها بغضب لتساقطها أمامه وأكملت
- مش من حق حضرتك تقول عليه متهم غير لما تتحقق.. مش كل بلاغ نرمي الناس بيه بالباطل ياحضرة النايب.. قالتها بعيون حزينة
وضع يديه بجيب بنطاله وهو يطالعها بهدوء
- وطي صوتك.. أنا مقدر حالتك.. لكن والدك حرامي
-اخرس... قالتها بضجر...آهات ملتاعة صاحبتها نبرة مرتعشة وعينيها تطلق شرزا..
- أنا بقول لحضرتك لو سمحت بلاش تظلم بابا.. ولا إنت تبعهم.. ماهو اكيد تبعهم
توقف نوح أمامها عندما وجد حالتها:
- ليلى اهدي..دا قسم شرطة..اتمالكي أعصابك لو سمحتي...
قالها نوح بنظرة رجاء من عينيه ثم هز رأسه:
أنا هعرف إيه اللي بيحصل تمام .. ممكن تهدي..
رفعت يديها نحوه وصاحت بغضب
- أهدى إزاي يانوح وهو عمال يقول بابا حرامي.. يعرف إيه عن أبويا علشان يقول عليه كدا... هو علشان وكيل نيابة يدوس على خلق الله بالباطل
❈-❈-❈
توهجت عينيه قائلاً بغضب ولهجة صارمة
- صوتك.. يابنت.. أبوكي هنا متهم
تحركت بغضب وهي تكاد أن تقبض على عنقه حتى لم ولن يتفوه بكلماته القاتلة لقلبها ... جذبها نوح وحاول تهدئتها
- وبعدين ياليلى؟
طلعته بعيناها الباكية وتحدثت بصوتا باكي:
- انت ممكن تصدق يانوح إن بابا حرامي.. بابا مستحيل يعمل كدا.. تلاقي حضرة النايب تبعهم.. لكن ماتخافش ياحضرة المستشار
- لينا ربنا أحسن منك ومن غيرك.. وأنا هعرف اطلع أبوي
دلف راكان لمكتبه وهو يصيح بغضب
- البنت دي لو مابطلتش تصرخ وقفلت بوقها هحبسها.. نوح سكتها يااما خليها تمشي من هنا.. قالها مزمجرا بغضب
هز نوح رأسه بالرفض من أفعال ليلى... فجذب كفيها وأجلسها.. وطلب كوباً من مياه
- ليلى ممكن تهدي.. أنا أوعدك والدك مش هيبات في الحجز.. هدخل أشوف راكان وهطلعلك
نظرت إليه بأمل وبعيون مترجية:
- نوح بابا ممكن يحصله حاجة لو بات هنا.. إنت أكيد مصدق أنه مش كدا
رفع بصره لأسر الصامت
- خليك معاها.. وأنا هدخل أشوف راكان
أومأ رأسه بالموافقة..
داخل المكتب.. دلف نوح ووجده عيناه كالجحيم
- إيه البنت قليلة الإحترام دي..ازاي تعلي صوتها كدا وحياة ربنا لولا وجودك لكنت حبستها
تبسم نوح وهو يرمقه بنظراته المستعطفة
- ايه ياحضرة النايب أول مرة تشوف بنت كدا... المهم سيبك من ليلى
- إيه موضوع الاختلاس دا... الراجل دا عمره مايعمل كدا
اشعل تبغه وبدأ ينفثه بهدوء ناظرا لنوح
- تعرفه منين يانوح... مسح نوح على رأسه وأرجع خصلاته بغضب من برود صديقه
- راكان متهزرش.. بلاش برودك دلوقتي وقولي الراجل دا اتحبس ليه!!
سند بذراعيه على المكتب وهو يرمق نوح
- علشان حرامي ومتسمعش كلام البنت اللي برة دي.. ودلوقتي هتقولي إيه علاقتك بالراجل الحرامي دا؟
هب نوح كالملسوع ولوح بيده
- على مهلك ياحضرة المستشار.. دا بيكون جوز خالتو.. يعني عِشرة سنين.. والراجل دا هو اللي مربيني.. فأكيد البلاغ كيدي
رجع بظهره على المقعد وتحدث بإبانة:
- نوح الشهود كلها شهدت أنه سرق فلوس خزنة الشركة .. غير الكاميرا مصوراه وهو بيدخل المكتب
ظل نوح يزرع المكتب ذهابا. وإيابا ثم تحدث مستطرداً
- مستحيل ياراكان.. عايزة أقولك إنك تشك فيا أما عمو عاصم بعيد عن الشبهات
جلس نوح وتحدث
- أكيد فيه حاجة غلط.. دور عليها وأنا بأكدلك على ضمانتي إن الراجل دا برئ
زفر بإختناق وتحدث
- يابني بقولك التهمة لابساه... أمال نوح بجسده ساندا بذراعيه على المكتب
- الراجل دا أضمنه برقبتي ياراكان.. اكيد حد مزقوق عليه.. فأنت من واجبك تدور عليها ياصاحبي يابتاع القانون
أومأ برأسه وتحدث قائلا
- حاضر هدور ورا الشهود.. وأراجع... كدا أرتحت.. ليه بتحسسني انا اللي عمله قضية... تنهد وأكمل:
أكيد إنت عارفني مستحيل أقبل بالظلم
تذكر شيئا فتحدث
- البنت بنته دي مستحيل تكون عاقلة إيه دي عاملة زي القطر.. يخربيتها خرجتني عن شعوري وكل شوية بابا مظلوم
ابتسم نوح وأجابه
- ليلى دي سكرة يابني.. بس هي حزينة واتعصبت علشان والدها.. متزعلش منها أمسحها فيّا
جز على فكيه اغتياظا
- امسح فيك ايه يابني آدم.. ماهو لولاك كانت زمانها مرمية في السجن
أتسعت ابتسامة نوح وهو يغمز بعينيه
- من إمتى الحنية ياحنين.. دا إحنا دافنينه سوا.. ولا يمكن العصفور بيطير حوالين القفص..
انفجر راكان ضاحكا ثم دنى منه
- عصافيري كتير ووقت ماازهق هعرفك ياقط..
ضرب نوح يديه ببعضهما وأشار بيديه
- طيب دا اقوله ايه هو انا في ايه ولا في ايه.. الراجل محبوس بتهمة خطيرة يابني
سحب نفسا وهو يطالعه بهدوء
- طلب اخير ياصاحبي.. قهقهه راكان وتحدث
- مش هينفع.. دا ضد مبادئ.. لازم يبات في الحجز.. وأنا أوعدك هباشر القضية بنفسي وأسهر عليها
هز رأسه بالرفض
- مستحيل ياراكان اخلي الراجل دا يبات مع المجرمين.. وعد مني هجبهولك الصبح
زفر راكان بغضب.. وبدأ ينقر على مكتبه ثم رفع بصره إلى نوح:
- أنا ممكن اخدمك أنه يبات في مكتب الظابط غير كدا ماوعدكش ياصاحبي.. صعب والله صعب انه يخرج علشان الدلايل كلها ضده
- أنا كلمت حمزة وهو زمانه على وصول.. إنت عارف انه هيعرف يتصرف اكتر مني
- ألتوت زواية فمه بعبث ثم تحدث وهو يرمقه:
- دا الموضوع مش مجرد جوز خالتك.. أي هو إحنا سبنا أسما ومسكنا في القطر اللي برة
شهق حمزة وهو يطالعه بصدمة
- يخربيتك إنت قصدك إيه.. ليلى زي اختي يَلاَ لا دا بقيت صعب لا تحتمل
- خلاص هو انا غلطت في البخاري.. شكيت في إهتمامك.. أنا الأول وبعدين حمزة فقولت يمكن الموضوع فيه إن
إنزعج نوح من كلماته فأجابه:
- لا إن ولا كان قالها متحركا للخارج متجها إلى ليلى... توقف لدى باب المكتب واتجه بأنظاره إلى راكان
- طيب خليهم يجيبوه علشان بنته تقعد معاه شوية.. وخليه زي ماقولت حرام راجل زي دا يبات مع المجرمين
تحرك بخطواته الهادئة متجها مع نوح للخارج... هرولت ليلى لنوح ووزعت نظراتها بينهما
- بابا هيخرج مش كدا يانوح.. إنت وعدتني صح
ربت نوح على كتفها:
- إهدي ياليلى.. بابا كويس وهيجي وتشوفيه.. هو بس هيبات الليلة هنا وبكرة هيروح مش كدا ياراكان
كان راكان يتحدث مع الضابط المسؤل لمبيت عاصم بمكتبه.. تحرك متجها اليهم
فوقف أمامها وهو يشير بيديه على نوح
- أنا هعمل معاه واجب علشان نوح مش أكتر.. قالها وهو يتجول بنظراته عليها
قطعت المسافة بينهما بخطوة واحدة ونظرت لمقلتيه:
- لا ياحضرة وكيل النيابة.. متفكرش إنك بتشفق علينا.. حضرتك لو عندك ذرة شك أن والدي متهم مكنتش عملت كدا
ظل يتابعها بعينيه الصقرية الحادة.. كل حركة وحرف يخرج من بين شفتيها يراقبه بتلذذ..
تبسم بمكر وطالعها بشموخه
- غلطانة يا... هز رأسه وهو ينظر لنوح فتحدث بسخرية
- قولتلي إسمها ايه يانوح.. رفع كفيه يمسد على لحيته وتحدث:
- "ليلى" قالها بتهكم ثم تحرك مغادرا وهو يرمق نوح
- مش هتلاقي وكيل نيابة حنين وطيوب زي كدا يانوح... أفتكر دا
تهكم نوح مبتسما بسخرية:
- عارف والله!! وصل حمزة بتلك الأثناء يوزع نظراته بينهم.
- فيه إيه يانوح وقضية إيه اللي بتقول عليها دي
رفع بصره للتي تجلس تضع رأسها بين يديها تنتظر والدها ثم اتجه لحمزة
- نوح قريبه متهم بالأختلاس ياسيدي وجايبك علشان تجبله البراءة.. رفع يديه يربت على كتفه ثم تحدث متهكما:
- ياله ياحضرة المحامي الشهم وريني شطارتك وقولي إزاي هطلع الحرامي من السجن
هبت فزعة عندما استمعت لحديثه: ووصلت إليه وتحدثت بغضب عارم
- هو ليه حضرتك مش عايز تصدق ان بابا مظلوم.. ليه مُصّر على الظلم.. مش من واجب حضرتك ترد المظالم.. ولا الدنيا اتشقلب حالها وبقيتوا تحكموا بالظلم ولا خلاص
استدار ورمقها بتهكم كأن كلامها لم يرف له جفن متجاهلاً حديثها تماما.. فاتجه لحمزة وحدثه:
- عرف الأستاذة ياحمزة أننا بنحكم بالدلائل والشهود.. وقولها إن كل الشهود ضد والدها.. مش معقول كلهم ظالمينه قالها وتحرك للخارج
جلست ودموعها تغرق وجنتيها بقوة وهي تتمتم:
- بابا مظلوم... وصل والدها إليها.. بينما اتجه حمزة ونوح لضابط المسؤل للأطلاع على أوراق القضية
❈-❈-❈
بعد ثلاث أيام وتحري حمزة وتحريات راكان وضغطه على الشهود.. جلس عاصم أمام راكان.. فاتجه راكان للكاتب الخاص بكتابة القضايا وتحدث:
- بعد التحقق من الأدلة قررنا نحن وكيل نيابة ( ) راكان أسعد البنداري.. الأفراج عن المدعو.. عاصم سيد المحجوب وذلك بناءا على عدم وجود الأدلة الكافية التي تدينه بهذه التهمة إذ لم يطلب على قضايا أخرى
تبسم عاصم بإرتياح وهو يحمد ربه ناظرا لحمزة:
- شكرا ياأستاذة حمزة.. مش عارف أشكرك إزاي يابني.. ابتسم حمزة بحبور وهو ينظر لراكان:
- الشكر لحضرة المستشار ياأستاذ عاصم هو اللي أدلنا على أول الخيط.. قاطعه راكان متسائلا:
- ليه الراجل دا بيتهمك... دي تهمة كبيرة هنا توقف عاصم وهو يطالع راكان
- معرفش ربنا يهدي عبيده.. أشكرك ياحضرة النايب.. ممكن أخرج علشان بنتي زمانها قلقانة
أومأ برأسه دون حديث.. ولكن تابعه بعيناه حتى خرج... توقف حمزة أمامه
- تفتكر الراجل صاحب الشركة عمل كدا ليه في الراجل دا
مط شفتيه رافعا منكبيه:
- الله وأعلم بس الراجل دا شكله متهدد بحاجة اللي يخليه ساكت كدا ومرديش يقدم بلاغ فيه تعويض على اللي حصله... هنا اقتحمت ليلى الباب وهي تدفع الشرطي الذي يقف أمام الباب
توقفت أمامه تنظر اليه بإزدراء
- شوفت حضرتك بابا طلع برئ مش زي ماكنت بتقول تحت السواهي دواهي.. بيقولوا عليكم بتنصفوا المظاليم وانتوا أكتر ناس بتظلموا
أخذ نفسا من سيجارته ورفع بصره إليها عندما تصاعد غضبه ولكنه تحكم بغضبه عندما جذبها والدها وهو يهز رأسه لراكان
- أسف ياحضرة المستشار.. بنتي لسة صغيرة ومش عارفة حاجة.. قالها والدها وهو يحاول أن يجذبها
انتزعت نفسها من والدها ووقفت تطرق بقوة على مكتبه:
- دلوقتي ممكن تجبلي حق كرامة أبويا والشرطة وخداه وبتعامله كمجرم.. دلوقتي تقدر تجيب كرامتي بين زمايلي في الشغل والكل بيبص إني بنت الحرامي المختلس
هتقدر ترجع وجعنا طول تلات أيام اللي فاتوا وأنا بحاول أقنع حضرتك إن والدي برئ وحضرتك كل اللي بتقوله.. القانون مابيخدش بسيرة الناس إحنا اهم حاجة عندنا دلايل
دنت منه حتى أصبح لا يفصل بينهما سوى سنتيمترات وهي تنظر داخل مقلتيه ثم أردفت
- إنما ايه أخبار دلايلك ياحضرة المستشار... قالتها بتهكم.. ثم سحبت والدها الذي حاول إيقافها ولكن كأنها صم لا تسمع شيئا
وقف حمزة ونوح الذي وصل للتو أمامها
- آنسة ليلى والدك خرج بفضل سيادة المستشار المفروض تشكريه.. علشان هو اللي وصلنا للدليل الأقوى ولولا الدليل دا مكنش والدك خرج
تنهد حمزة وهو ينظر لنوح بهزة من رأسه:
- قولها يانوح لولا مساعدة راكان اللي وصلني للمجرم الحقيقي كان زمان الاستاذ عاصم محبوس
انكمشت ملامح وجهها بإمتعاض ولمعت عيناها بذهول عندما استمعت لحديث نوح فاردفت بين نفسها
- معقول المغرور دا هو السبب في براءة بابا.. هزت رأسها رافضة فاتجهت ببصرها لوالدها.. الذي أطبق على جفنيه وهو يهز رأسه بالموافقة
حل الصمت بالغرفة بينهم للحظات حمحم نوح وهو يرفع حاجبه لليلى:
- اعتذري ياليلى.. قالها هامسا
هنا اعتصرت عينيها بألما ورغم ذلك لم تستدر إليه وضمت ذراع والدها الذي علم بحالة ابنته.. رفع بصره لراكان:
-أنا آسف بناءا عن بنتي ياسيادة المستشار
أومأ برأسه دون حديث
( نهاية الفلاش) خرجت من شرودها عندما أستمعت لرنين هاتفها
- أيوة ياآسر.. لا أنا بشتغل عليه مفيش داعي.. إن شاءلله بكرة هيكون خلصان
باليوم التالي... بمزرعة نوح
صباح لاح بالأفق ليعلن عن شروق شمس جديدة... تستيقظ كعادتها مبكرا.. تقوم بأداء روتينها اليومي من قضاء فريضتها ثم جلست تذكر ربها لبعضا من الوقت
❈-❈-❈
بعد فترة اتجهت بين الحقول تنعش بالهواء المنعش النقي... ظلت تتحرك وتنظر باستمتاع للحقول والطيور التي تغرد في الصباح الباكر إلى أن وصلت لمكانها المعتاد
جلست بوجه يكسوه الحزن عندما تذكرت حديث والدها بالأمس... وضعت يديها على صدرها تحاول أن تتنفس بهدوء... وكأنها تريد البوح عما يعتريها من الآم الماضى
قطع شرودها رنين هاتفها:
- صباح الخير يالي لي... دا الصباح الجميل دا.... على الجانب الاخر أجابتها ليلى
- كنت عارفة هلاقيكي صاحية دلوقتي... عاملة إيه.. معرفتش أكلمك امبارح خلصت التصميم متأخر ونمت ودلوقتي بجهز ونازلة..
أرتسمت أسما إبتسامة هادئة على ملامحها الجميلة فتسائلت بهدوء
- مقولتيش.. عملتي إيه مع راكان.. قالك حاجة
أطبقت ليلى على جفنيها.. ثم سحبت نفسا طويلا وطردته بهدوء
- كنت مفكرة إنه نسي.. ابتسمت وأكملت
- طلع فكرني وبيقولي الأولى تعتذري
ضحكت أسما بصخب فتحدثت متهكمة أنهي اعتذار بالظبط يالولا.. بتاع الحفلة ولا بتاع قسم الشرطة.. معرفش يابنتي حاسة أني هشوف بينكم حب أفلاطوني
هزة عنيفة أصابت عمودها الفقري من حديث أسما.. وشعور بسعادة يدغدغ قلبها لا تعرف لما شعرت بذاك.. ورغم ماأحسته
صاحت بصوت متقطع
- أسما.. إيه اللي بتقوليه دا.. أنا يوم ماأحب أحب الطاووس دا.. دا عليه غرور يابنتي زي غرور فرعون وهو بيقول أنا ربكم الأعلى... إلهي يعدمه ياشيخة
قهقهت أسما على حديثها.. ثم صمتت فجأة وأردفت:
- بس عيونك مابتقولش كدا ياليلى.. إيه هتخبي على أسما..
اتجهت أسما بأنظارها للحدائق الواسعه تستنشق رائحة الزهور والخضرة بها ثم أكملت حديثها:
- شوفت نظرة إعجاب منك له يوم الحفلة.. على رغم إنك متكلمتؤش بحاجة.. بس شوفت لهفة عيونك عليه.. صمتت للحظات ثم أستطردت ماجعل قلب ليلى يخفق بشدة
- ليلى إيه حكاية راكان البنداري.... أوعي الراجل دا يشدك..انا حاسة إنك معجبة بيه.. حاسة بيكي.. هو يتحب الصراحة.. لكن حياته غير حياتنا.. وأنا حكتلك عنه وعرفتك بنزواته
جلست ليلى على فراشها وهي تضع يديها على صدرها حينما أختلج صدرها بكثيرا من المشاعر المتناقضة حوله.. حب أم كره
ولكن هناك حقيقة حدثها قلبها بها
-"لماذا يخفق هذا القلب بعنف بجانبه..؟ "
أغمضت عيناها ثم تحدثت بصوت متقطع
- أسما إتأخرت على الشغل.. هكلمك بعدين
أومأت أسما برأسها دون حديث.. وظلت جالسة بمكانها.. ثم همست لنفسها
- للأسف ياليلى حبه باين في عيونك ياصاحبتي.. ربنا يستر عليكي من القلب المطعون
❈-❈-❈
يتبع...