رواية جديدة لأنني أحببت الجزء الثاني من في غياهب القدر لبسمة بدران - الفصل 19
قراءة رواية لأنني أحببت
الجزء الثاني من رواية في غياهب القدر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لأنني أحببت الجزء الثاني من في غياهب القدر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل التاسع عشر
ساعدوني.
في أحد الأماكن الراقية المطلة على نهر النيل يجلس كلا من رامي وزوجته السايقة غزل ينظران إلى بعضهما في صمت جعلها تشعر بالملل فأشاحت بوجهها عنه هاتفة بملل: هو أحنا جانيين هنا عشان نبص لبعض ولا إيه؟
ابتسم بحنين فهي ما زالت كالسابق تكره الصمت كثيرا وتعشق الثرثرة يبدو أن زوجته لن ولم تتغير أبدا مما جعله يشعر ببصيص من الأمل
فاعتدلا في جلسته هاتفا بهدوء: لا خالص يا ستي احنا مش جايين عشان كده بس أنا يعني بصراحة.
زفرت بقوة ثم أسندت ساعدها على المنضدة: بس أنت إيه؟
تنحنح بحرج هاتفا: أصلك بصراحة وحشتيني قوي يا غزل.
ضغطت على شـ فتيها السفلى بأسنانها فتلك العادة تفعلها عندما تشعر بالغضب أو بالإحراج.
فاستطرد حديثه سريعا دون مقدمات: بصي يا غزل أنا عارف أني غلطت غلطة كبيرة جدا في حقك وليكي حق أنك ما تسامحنيش خصوصا يعني أني كنت دني وجبان بس غصب عني ضعفت البني آدم ضعيف برضو وعرفت قيمتك والله العظيم أنا ندمان عايز أصلح غلتطي دي بأي طريقة.
مرة ما حدث معها ومعه كشريط سينمائي أمام عينيها مما جعل عينيها تدمع مغمغمة بقهر: غلطة غلطة يا رامي أنا يا أخي كنت قيدة لك صوابعي العشرة شمع ده أنا ما نقصتكش حاجة لا أنت ولا بيتك ولا بناتك
فضلت أني أكون زوجة وأم على أني أبقى ناجحة في شغلي ده غير الحب اللي بديهولك من غير حدود
طيب بذمتك أنت لو مكاني وأنا عملت كده كنت هتسامحني يا رامي كنت هتسامحني لو كنت خنتك وأديت مشاعري وجـ سمي لراجل غيرك؟
وما تقوليش أنا راجل وأنتي ست لأن كلنا قدام ربنا هنتحاسب حساب واحد.
اطرق رأسه في خزي ولم يعقب.
فاستطردت حديثها بعد أن مسحت دموعها بأطراف أناملها: سكوتك ده معناه أنك ما كنتش هتقبل طيب ليه عايزني أنا أقبل وأسامح؟
أنا دلوقتي بقيت مرتاحة اشتغلت وبقى لي حياة تانية خالص غير اللي كنت عايشاها أي نعم أنا يعني شكلي اترفدت بس عادي ما فيش مشكلة حدور على شغلناه تانية وتالته وحلاقي أنا كده مرتاحة جدا.
هتف بلهفة: مهما عملتي يا غزل هتحتاجي راجل في حياتك عشان خاطري اديني فرصة تانية وأوعدك أني عمري ما هخزلك تاني أبدا أنا اتعلمت من غلتطي والله العظيم.
كادت أن ترفض وبشدة إلا أنها لم تستطع عندما أبصرت نظراته المتوسلة وعينيه الدامعتين
فزفرت بقوة هاتفة بجدية: اديني فرصة أفكر يا رامي.
❈-❈-❈
شعرت بالملل الشديد فهي تمكث في غرفتها منذ مجيئها بالأمس حتى أنها رفضت تناول وجبة الإفطار.
هبت واقفة عازمة على التحدث مع أحد فالوحدة ستقتلها والصمت مؤلم كثيرا.
فما أصعب أن تحمل هموم الدنيا بأكملها فوق رأسك وتخفيها بداخلك.
اتجهت إلى الخارج قاصدة غرفة تلك الصغيرة التي رأت في عينيها الحزن الشديد بالأمس.
طرقت الباب بخفة ثم ولجت بعد أن سمحت لها نور بالدخول
أغلقت الباب من خلفها مغمغمة بخفوت: تسمحي لي اقعد معاكي شوية يا نور أصلي حاسة أني مخنوقة قوي وزهقانة.
جاهدت نور في رسم ابتسامة صغيرة على شـ فتيها هاتفة بترحاب: البيت بيتك يا بيرو تعالي أنا كمان مخنوقة قوي وزهقانة حتى المذاكرة مش عارفة أذاكرها.
جاورتها عبير في الفـ راش ثم سألتها باهتمام: طيب ما تحكي لي على اللي جواكي واهو نفضفض جايز نرتاح احنا الاتنين.
أخذت نور نفس ثم زفرته على مهل وراحت تقص عليها ما حدث معها منذ علاقتها بذلك الشاب وتعلقها الشديد به.
والأخرى تستمع إليها بتركيز حتى انتهت.
أراحت عبير ظهرها فوق الفراش فهي تشعر بألم طفيف أسفله متسائلة باهتمام: والموضوع خلص على كده يا نور؟
أومأت لها مؤكدة.
فاستطردت عبير: ما اعتقدش. ما اعتقدش أن الموضوع هيخلص هنا أكيد لها نهاية زي ما كل حاجة في الدنيا لها نهاية.
نور بعدم فهم مغمغمة باستغراب: ما أنا بقول لك الموضوع انتهى يعني إيه لها نهاية يعني إيه الكلام اللي مش متركب على بعضه ده؟
وقبل أن تتحدث عبير طرقت الحاجة صباح الباب وولجت مغلقة الباب من خلفها ثم دنت منهما وجلست على طرف الفـ راش موزعة بصرها بينهما هاتفة بتساؤل: قاعدين كده ليه شبه المطلقين أنتي وهي؟
وأنتي يا عبير وشك أصفر قوي يا حبيبتي عموما يعني أنا عاملة لكم فراخ بلدي النهاردة محشية أهي حاجة ترم عضمكم.
منحتها عبير ابتسامة مهزوزة هاتفة بامتنان: ربنا يخليكي لينا يا رب.
ربطت الحاجة صباح فوق فخذها هاتفة بابتسامة: كله من خير أبوكي يا حبيبتي بس يعني اسمحي لي أسألك سؤال جوزك قال إنك جاية تغيري جو بس أنا يعني حاسة أن في حاجة تانية أنتي مخبياها لما تكوني عايزة تحكي صدقيني حبقى مبسوطة قوي وأنا بسمعك.
ابتهجت عبير من حديث تلك المرأة الحنونة فوجدت نفسها دون شعور تقص عليها كل ما حدث وكلما توغلت في الحديث شعرت نور بالحزن عليها وكذلك والدتها.
❈-❈-❈
على مقهى المعلم فكري يجلسون وعلى رأسهم الطير.
فهتف عمار موجها حديثه للحاج كامل الذي يرمقه بين الفينة والأخرى بغضب شديد: غصب عني والله يا عم كامل أنا كل ده عشان خاطر أجيب لها حقها أقسم لك بالله ان صَبا مكانتها عندي كبيرة جدا وبحبها لدرجة ما تتوصفش عشان كده مش هاين عليا أعدي الموضوع كده وأنا مش عايش حياتي مع مراتي وعيالي زي ما هي فكرة والله العظيم يشهد ربنا أني عايش أنا وزينة زي الأخوات.
خرج الحاج كامل عن صمته مردفا باستنكار: ولما هو كده ما فهمتهاش ليه؟
سيبها تتعذب وتدبل بالشكل ده ليه؟
وأنت عارف إن هي طول عمرها بتحبك وعملت اللي ما فيش أي ست في الدنيا تقدر تعمله شافتك بتجوز واحدة تانية غيرها عادي جدا وبتعاملها أسوأ معاملة وكان مبررنا ليها أن احنا بنعمل كل ده عشان مصلحتك وشالت في قلبها وسكتت عشان كده أنا مضطرة انفذ رغبتها.
هبة عمار واقفا يصيح بصوت مرتفع: مش هيحصل مستحيل صَبا هتفضل مراتي لحد ما أموت عمري ما هافرط فيها أبدا.
هدر الحاج كامل هو الآخر: وأنا قلت حتطلقها يا عمار يعني حتطلقها.
التفت الحاج سعد يمينا ويسارا ثم ضرب المندضة بكفه الغليظ هادرا بعنف: والله عال أنت وهو مش محترمين وجودي ومش بس كده كمان بتعلوا صوتكم وتفرجوا الناس علينا
أتفضل اقعد يا عمار خلينا نتكلم زي الناس الكبيرة وبلاش لعب عيال.
إنصاعة عمار لطلب والده وجلس يترقب ماذا سيحدث أو بالأحرى ماذا سيقول والده فهو يثق به كثيرا.
صمت الحاج سعد قليلا ينظم أفكاره ثم هتف بجدية: يا كامل يا أخويا أنا عارف ان كل اللي قلته عندك حق فيه بس خلينا نتكلم بعقل شوية آه عمار غلط لما خبا علينا ان ذاكرته رجعت له بس خلينا نفهم وجهة نظره الأول وبعدين اعمل اللي أنت عايزهه.
تنهد عمار بارتياح ثم رمق والده بامتنان مردفا بهدوء: أنا ذاكرتي رجعت لي من فترة وسكت عشان خاطر افهم إيه اللي بيحصل حوليا وعرفت ان زينة بتعمل كل حاجة عشان ذاكرتي ما ترجعليش وكمان عايزة تتقرب مني بكل الطرق
بس الحمد لله ربنا قدرني وكنت ببعدها عني في كل مرة بتحاول تقرب مني فيها
ده غير كمان الكلام الوحش اللي قالته في حق صَبا وخلتني أمد أيدي عليها ودي عمري ما هسامحها عليها أبدا وكمان الكلام اللي قالته للدكتور اللي في المستشفى عنها ومش سايبة حتة غير وبتشوه فيها سمعتها فأنا في دماغي حاجة كده وعايزكم تساعدوني أنفذها وبوعدك يا عم كامل أني عمري ما هخزلك ولا حخزل صَبا لحد آخر يوم في عمري بس ادوني فرصة أبين حسن نيتي وساعدوني أني أعمل حاجة تفرح صَبا.
صمت الحاج كامل يفكر في حديث عمار الذي التمس فيه الصدق فلم يجد سبيلا سوى ان يصدق ويستمع إليه وإذ أعجبه الكلام بالطبع سيساعده.
فكل أب لا يهمه سوى سعادة أبنائه.
❈-❈-❈
عودة إلى منزل الحاج سعد وبالتحديد غرفة نور التي يجلس بها كل من الحاجة صباح وعبير والتي بعد أن أنهت قصتها انخرطت في موجة من البكاء الشديد جعلتهما تشفقان عليها كثيرا
لم تجد الحاجة صباح حلا سوى أنها دنت منها وجذبتها إلى صـ درها تربط فوق ظهرها في حنو بالغ مغمغمة بطمأنينة: ما تخافيش يا حبيبتي رؤوف بيحبك وكلنا عارفين
ده بس هو زعلان بسبب أنك خبيتي عليه حاجة زي دي ما تزعليش مني برضو أنتي غلطانة حد يخبي مصيبة زي دي!
ده لو ما كنش رجع في الوقت المناسب كان زمانك يا حبيبتي...
بترت باقي حديثها عندما تعالت شهقات عبير وراحت تقرأ المعوذتين بصوت خافت.
ونور تبكي في صمت فهي أيضا تشعر بجرح كبير في قلبها.
دقائق طويلة مرت والوضع كما هو حتى هدأت عبير تماما فأبعدتها الحاجة صباح عن صـ درها تسألها بابتسامة صغيرة: هاا أحسن دلوقتي؟
أومأ لت لها عبير بالموافقة
فهبت واقفة تجذبها من يدها هاتفة بهدوء يلا تعالي ساعديني في الغدا وأنتي يا نور قومي اغسلي وشك والبسي علشان أنا وأنتي ريحين مشوار مهم وكمان حطي حاجة في وشك عشان السواد اللي بقى تحت عينك ده.
كادت نور أن ترفض إلا أن صوت والدتها الحازم جعلها توافق على مد فكلام والدتها أوامر بالنسبة لها.
❈-❈-❈
برفقة والدتها تجلس وعقلها يدور كبنادول الساعة فعلى الرغم من طمأنة الطبيب لها إلا أن حدسها يخبرها بأن هناك شيئا غامض لكن كيف ستعرفه؟
سألتها والدتها بفضول: مالك يا بت يا زينة من ساعة ما جيتي يا أختي وأنتي قاعدة جنبي ساكتة أنتي أكلة سد الحنك ولا إيه؟
سيبيني في حالي يا أما الله يخليكي احسن دماغي هتنفجر من كتر التفكير.
لغت والدتها وجهها بغيظ متمتمة بعدم رضا: طيب ما تقولي لي يا أختي بتفكري في إيه بدال ما أنا قاعدة شبه قرد قطع كده.
رمقتها زينة ثم راحت تقص عليها ما يدور بخلدها
والأخرى تستمع لها بإنصات شديد.
وبعد أن انتهت هتفت والدتها: طيب وإيه اللي مخوفك يا عبيطة ما الدكتور قال لك إن الدوا اللي بياخده عمار استحالة يخلي ذاكرته ترجع له.
صكت على أسنانها بقوة وضربت فخـ ذيها بكلتا يديها هاتفة: أومال تصرفاته دي معناها إيه!
ده حتى ما بفاش ينام جنبي بيستناني لما أنام وبعدين يروح ينام جنب الولاد.
صمتط والدتها تفكر في حديث ابنتها ثم خطرت في بالها فكرة جهنمية فهتفت بلهفة: ما يمكن يا بت ما بفاش طايقك عشان يعني ما بقاش في بينكم حاجة كده ولا كده.
رمقتها زينة باهتمام فاستتردت هي: أقصد يعني أنك تحاولي تخليه يرجع معاكي زي الأول أقصد يعني العلاقة الزوجية فهماني؟
صاحت زينة بحنق: حاولت والله يا اما بس كل ما أجرب الموضوع ده يقول لي إنه مستني لما يخف.
قاطعتها والدتها بحدة: يخف إيه يا موكوسة استغلي جمالك وانوستك يا بت وحاولي تأسري عليه زي زمان الحاجات دي بتخلي الراجل يبقى زي الخاتم في صباع مراته فهماني؟
صمتط زينة تفكر في حديث والدتها فابتسمت بقوة ثم راحت تمدح ذكاء والدتها وهبت واقفة ثم دنت منها طابعة قـ بلة سريعة فوق وجنتها منطلقة للخارج وهي تهتف بسعادة: النهاردة كل حاجة هتخلص يا أم زينة.
تابعتها الأخرى بعينيها حتى أغلقت الباب من خلفها ثم لوت شـ فتيها بغيظ مغمغمة: يخرب بيتك بتاخد اللي هي عيزاه وبعدين تجري يلا ربنا يستر وما تبوزيش كل حاجة بغبائك يا بنت بطني.
❈-❈-❈
مساء حضر كل من وليد وشقيقته الصغرى تسنيم والذي رحب بهما الحاج سعد كثيرا
اصتحبهما إلى غرفة المعيشة ثم نده على زوجته كي يعرفهما بها والتي بدورها استقبلتهما بسعادة كبيرة وخاصة وليد الشاب الوسيم المهذب الذي أبدع الخالق في صنعه.
تأملته بإعجاب شديد ثم سألته ابتسامة: تحب تشرب إيه يا دكتور ولا نجيب عشا؟
فتح فاهه ليتحدث إلا أن شقيقته سبقته في الحديث هاتفة بمرح: السيدات أولا يا ست أم نور عموما احنا وكلين وشاربين وكل حاجة احنا بس عايزين نشوف العروسة.
نزلت تلك الكلمة على إذن الحاجة صباح كأنها مقطوعة موسيقية
فتبادلت النظرات بينها وبين زوجها الذي غمز لها بالخفاء كي لا تبالغ في رد فعلها.
فتنحنحت بحرج مغمغمة بخفوت وصل إلى مسامعهم: حالا نجيب لكم نور تسلم عليكم.
ولجت الغرفة فأبصرت ابنتها تلف حجابها ثم وضعت القليل من مساحيق التجميل
فتأملتها بابتسامة مردفه وهي تحتضنها: زي القمر يا نور يا حبيبتي يلا تعالي في ضيوف عايزين يشوفوكي وبعدين حننزل زي ما اتفقنا.
كادت أن تتساءل لكن لم تعطها والدتها الفرصة إذ جذبتها برفق من يدها دالفة بها للخارج.
وما أن ولجت إلى الغرفة وأبصرته يجلس بجوار الحاج سعد حتى تجمدت أطرافها والتصقت قدميها بالأرض ناهيك عن نظراتها التي استقرت عليه وحده
لاحظت والدتها ما يحدث فوكزتها بخفة ثم جذبتها بقوة متوسطة مغمغمة في أذنها يخفون: امسكي نفسك يا بت بلاش فضايح واتعاملي عادي ها عادي بلاش الطلاقة الزيدة بتاعتك دي.
زفرت بقوة كي تستعيد رباط أجاشها فابتسمت بقوة عندما هتفت والدتها موجهة حديثها إلى تسنيم: آدي نون أهه يا هانم.
دنت منها نور ومدت يدها لتصافحها إلا أن تسنيم استقامت واقفة وعانقتها وهي تهمس في أذنها: بسم الله ما شاء الله زي القمر يا حبيبتي وليد عرف يختار بصحيح.
خفق قلب نور بقوة حتى كاد يصم الآذان فتشبثت بحضن تسنيم وراحت تشكرها بعدة كلمات متقطعة.
ثم ابتعدت عنها وقبل أن تتجه إلى وليد وتصافحه رمقتها والدتها بتذرير
فجلست بجوار تسنيم تغمغم بحنق فهي تريد أن تصافحه لكنها رأت أن والدتها محقة.
ساد الصمت قليلا بين الجميع حتى قطعه وليد بعدما نظرت إليه شقيقته تستحثه على الحديث: أنا النهاردة يا حاج سعد جاي أتشرف وأطلب أيد الآنسة نور منك وبتمني أنك توافق لاني بصراحة لو لفيت الدنيا عمري ما حلاقي واحدة زيها.
❈-❈-❈
وقفت أمامه بكامل زينتها وأنوثتها تنظر إليه بنظرات مغوية باستطاعتها أن تغوي القديس
ازدردا عمار ريقه بصعوبة ثم أشاح بوجهه عنها مستغفرا الله في سره.
ثواني ولعن تحت انفاسه عندما شعر بها تعانقه من الخلف مستندة بوجهها موضع قلبه محيطة خصره بذراعيها وهي تتأوه بحرارة
شعر عمار بأنه بين المطرقة والسندال فماذا سيفعل الآن؟
وبماذا سيبرر لها رفضه؟
فهو يخشى أن تكشفه وتعرف كل شيء وهذا ما لا يريده أبدا.
صمت قليلا يفكر ثم أتته فكرة أعجبته كثيرا فاستدار لها محيطا وجهها بين راحتي يده مغمغما وهو ينظر إلى عينيها مباشرة: زي القمر يا زينة يا حبيبتي اللي يشوفك يقول إنك ما اتجوزتيش ولا خلفي.
خفق قلبها من سماع تلك الكلمات التي تفوه بها زوجها للتو فدنت منه محاولة تقـبيله إلا انه أبعد وجهه في آخر لحظة هاتفا بصوت رجولي بحت: احنا اتفقنا على إيه يا قلبي مش اتفقنا اني عايز...
بتر باقي حديثه عندما ألقت بجـ سدها بين احضـ انه تعـ انقه
فصكا على اسنانه بقوة ثم أبعدها بصعوبة هاتفا بتلعثم: لا لا لا انتي كده هتبوظي لي المفاجأة اللي عاملها لك الفترة الجاية.
رمقته باستفهام متسائلة: مفاجأة مفاجأة ايه يا حبيبي؟
حمد الله بداخله فهو استطاع بتلك الكلمات ابعادها عنه نوعا ما
فأجابها بطلاقة: عامل لك مفاجأة هتعجبك قوي يا حبيبتي وبعدها كل حاجة هتتغير وهنبدأ انا وانتي من جديد عشان كده عايزك تصبري شوية
طبعا انا بجاهد نفسي عشان ما اقربش منك ما تفتكريش ان هو سهل عليا مش عايز ابوظ الحاجة اللي خططت لها عشانك فهماني؟
تأثر قلبها بكلماته تلك فراحت تومئ له بالموافقة ملقية بكل ما خططت له عرض الحائط
فاحتـ ضنته بقوة مغمغمة بحب: وانا مستنياك يا حبيبي ومستعدة استنى طول عمري.
تنهد عمار بقوة وابتسم بمكر فتلك الحمقاء صدقته بكل سهولة وهذا ما أراده كي يستطيع ابعادها عنها حتى يتم المراد.
بغضب شديد تقطع غرفتها ذهابا وإيابا فكلما تذكرت تجاهله لحديثها تشعر بنيران تسير في أوردتها
فماذا يظن نفسه ذلك الغبي؟
هي لم تعد كالسابق ولن تسامحه أبدا ستبدأ من جديد بدونه ستجبر قلبها على نسيانه حتى لو أنها أخرجت قلبها من مكانه وألقته بطول ذراعها.
فهي لا تريد ألما يكفي. يكفي قهرا ويكفي وجعا.
ألقت بجسدها فوق الفراش وما زالت تتمتم بكلمات غير مفهومة حتى استمعت إلى صوت رنين هاتفها يليه وصول رسالة
ففتحتها وراحت تقرأ ما بها
تصبحي على خير يا حبيبتي قصدي تصبحي في حضـ ني قريب جدا إن شاء الله.
ألقت الهاتف فوق الفراش بغضب شديد وراحة تشتمه وتلعنه وما زال الغضب يبلغ من قلبها مبلغه
خطرت في رأسها فكرة ستنتقم منه بها وستستعيد كرامتها التي أدهسها هو بحذائه.
فأمسكت بهاتفها وبحثت عن رقم ثم وضعته على أذونها تنتظر ردا وعندما استمعت إلى صوته على الطرف الآخر هتفت بدون مقدمات: كامل اسمعني كويس أنا ما بحبش فترة الخطوبة الطويلة عشان كده اعمل حسابك فرحنا بعد شهر من دلوقتي.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بسمة بدران من رواية لأنني أحببت الجزء الثاني من رواية في غياهب القدر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية