رواية جديدة لأنني أحببت الجزء الثاني من في غياهب القدر لبسمة بدران - الفصل 20
قراءة رواية لأنني أحببت
الجزء الثاني من رواية في غياهب القدر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لأنني أحببت الجزء الثاني من في غياهب القدر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل العشرون
كما تشائين
في صباح اليوم التالي
سعادة كبيرة تجتاحه فهو لم يذق طعما للنوم بعد ما حدثتها تلك الجميلة حقا هي ستترك عمار وتبدأ معه من جديد يا الله ما اسعد ذلك الخبر! لقد تمناه مذ كانوا صغارا
لكن لا بأس فكما يقال كل شيء في وقته حلو
وثبا من فوق فراشه بخفة شديدة دالفا للخارج وهو ينادي على والدته بصوت مرتفع: يا امو كامل يا حاجة انتي فين؟
تعال عايزك في موضوع مهم.
صمت ليستمع صوت والدته يأتي من المطبخ: تعالا يا كامل انا هنا بجهز الفطار.
بخطوات سريعة اتجه إليها ثم دنا منها ممسكا كلتا يديها يقـ بلهما بالتناوب مغمغما بسعادة لا مثيل لها: بركي لي يا اما بركي لي الحمد لله أخيرا ربنا استجاب لدعواتك.
ابتسمت والدته وسألته باهتمام: ألف مبروك يا حبيبي بس انا مش فاهمة أي حاجة!
أجابها بلهفة: صَبا يا اما صَبا قررت انها تسيب عمار وتبدأ معايا من جديد.
ابتهجت والدته من ذلك الخبر السار ثم ضمته إلى صـ درها وهي تحمد الله بداخلها لأن السعادة أخيرا ستدخل قلبه
لكن شيئا ما يجعل سعادتها تلك ناقصة لا تعرف هويته لكنها لم تشأ أن تنغص عليه فرحته فقررت أن تخفي خوفها وليحدث ما يحدث.
❈-❈-❈
وعلى الجانب الآخر
عند رؤوف الذي لم يذق طعما للنوم هو أيضا فلقد قضى ليلته وحيدا حزينا هائما يشكو بثه وحزنه إلى الله عز وجل.
فصدمته في والدته لا توصف وكذلك حزنه من زوجته التي أخفت عليه شيئا هاما كهذا
ماذا لو كان تأخر ولم يأتي؟
أو أنه حدث ولم يصل في الوقت المناسب؟
بالطبع كانت ستحل كارثة عليه وعلى عائلته وكذلك عائلتها.
لقد أخطأت عبير خطأ فادحا وعليها أن تعاقب كي لا تعيده مرة أخرى.
فهناك أخطاء لا تغتفر بسهولة كيف لها أن تخفي عنه شيء كهذا فعندما أخبرته بأنها كانت خائفة عليه ذلك الجواب أحزنه كثيرا وكذلك أهانه بشدة فمن المفترض أن يكون هو الدرع الحامي لها وهو حقا كذلك
يحبها إلى درجة الجنون مستعد أن يضحي بحياته من أجلها كيف لا تثق به؟
ضغط على رأسه بقوة كي يوقف ذلك الألم الذي ينهش رأسه بلا رحمة ثم هب واقفا عازما على أخذ حماما كي يريح أعصابه وبعدها سيحاول أن ينام ولو قليلا فهو يشعر بالتعب شديد ومن ثم سيهاتف عمار كي يذهب إلى الورشة يراقب العمال ويقف على أيديهم
فهو لا طاقة له بالعمل اليوم.
❈-❈-❈
تدندن بسعادة كبيرة وهي تقف أمام مرآتها تلف حجابها بحرفية شديدة
وبعد أن انتهت ألقت على نفسها قبلة في الهواء ثم انحنت لتنتعل حذائها.
راحت تدور حول نفسها كفراشة جميلة وما زالت تدندن وتضحك بهيستريا
فبعد ما تقدم وليد لخطبتها وافق الحاج سعد بترحاب شديد وطلب منه أن يحدد يوما كي يذهبوا لشراء خاتم الخطبة
فاختارا وليد يوم الثلاثاء أي بعد الغد
فتحت والدتها الباب هاتفة باستنكار: انتي يا زفتة عاملة دوشة كده ليه على الصبح لسه الحاج سعد ما صحاش وصوتك عامل أزعرينة في البيت مش بس كده ده لم الدبان حوالينا وعمالة أرش بيراسول ومش راضي يطفش.
هتفت نور باستفزاز :أصل الدبان عاجبه صوتي قوي يا ماما مش انتي بتقولي انك رشيتي مش راضي يطلع يلا أهو بقى عندي جمهور حتى لو من الدبان مش مشكلة.
ضحكت والدتها على حديثها المرح ثم سألتها بعد أن شملتها بنظرات متفحصة: والهانم متشيكة كده ورايحة على فين؟
أجابتها بلهفة: أصل بصراحة يعني حفطر مع وليد النهاردة هو اتصل بيا امبارح بعد ما مشوا وقال لي أجهز نفسي وهو حيقول لعمو سعد.
قطبت الحاجة صباح حاجبيها بدهشة مغمغمة: أمال ما جابليش سيرة يعني!
ما علينا طيب ما فيش مشكلة ما دام الحاج سعد موافق يبقى انا كمان ما عنديش مانع المهم عايزاكي تتقلي كده وما تفضحيناش ماشي يعني ما تبقيش واقعة زي ما كنتي امبارح.
ضحكت نور بمرح ثم دنت من والدتها وقبلت وجنتها بقوة أزعجتها فدفعتها برفق وهي تمسح مكان قبلتها باشمئزاز: ايه القرف ده.
شهقت نور في حزن مصطنع: ايه ده انتي بتمسحي بوستي يا شحرورة طيب وديني لهرياكي بوس.
وقبل أن تستوعب الحاجة صباح ما يحدث إنهالت عليها بوابل من القبلات والأخرى تصرخ وتضحك وتستغيث في آن واحد.
❈-❈-❈
على مائدة الطعام يتناولون فطورهم في صمت قطعته صَبا مخاطبة والدها باهتمام: بابا عملت لي ايه في الموضوع اللي طلبته من حضرتك؟
ارتشف رشفة صغيرة من كوب الشاي خاصته هاتفا بصرامة مصطنعة: عيب عليكي يا بنت أنا وعدتك اني هقف جنبك وهعمل لك الحاجة إللي هتخليكي سعيدة طول عمرك مش انتي واثقة فيا برضو يا صَبا؟
أومأت له مؤكدة ثم منحته ابتسامة صافية.
تمتم الحاج كامل في نفسه: ربنا يستر بقى في اللي هيحصل.
سألته الحاجة سعاد: هو انت بتكلم نفسك يا كامل!
أجابها متلعثما: لا لا خالص ده انا بستغفر ربنا ناوليني بيضة من الطبق اللي جنبك ده.
بينما غزل كانت تطعم إبنتيها وهي في عالم آخر فلقد استحوذ حديث زوجها على تفكيرها منذ الأمس.
لاحظت والدتها شرودها فسألتها مباغتة: سرحانة في إيه يا غزل براحة لسه في بوقها أكل.
أجابتها بهدوء: مش سرحانة ولا حاجة يا ماما المهم أنا دلوقتي هنزل أدور على شغل تاني لأني الظاهر كده اترفدت.
شهقت صَبا بقوة متسائلة: اترفدتي؟
هو انتي لحقتي تشتغلي عشان تترفدي انتي هتفضلي فقرية كده طول عمرك!
أجابتها غزل بحدة مصطنعة مغمغمة: ما بلاش انتي اللي تتكلمي عن الفقر يا ست صَبا.
قاطعهما صوت والدتهما المستنكر: انتي هتردحي لأختك يا غزل ما تلمي نفسك منك لها.
فبادلت كل منهما النظرات ثم ضحكوا بهستيريا وسرعان ما شاركهما والدهما الضحك.
فهذه كانت عادتهما مذ كانو صغارا كانت إذا قالت صَبا شيئا لم يعجب غزل ردة غزل عليها بحديث اسوأ من الذي تفوهت به صَبا وبعدها يضحكو على حديثهم.
وبعد أن أنهو طعامهم هتفت غزل موجهة حديثها لصَبا: عايزاكي في موضوع مهم معرفتش اتكلم معاكي امبارح عشان كنتي شايطة حاسبقك على الأوضة وانتي حصليني ولا هتروحي شغلك النهاردة؟
صمتت صَبا تفكر ثم هتفت بملل: لا ما ليش مزاج اروح الشغل النهاردة هعتزر لهم وخلاص وهعمل لنا كوبايتين شاي واجي لك على طول.
❈-❈-❈
ولجت المطعم وابتسامتها تزين وجهها البريء ثم مشطت المكان بحثا عنه
قطبت حاجبيها بدهشة عندما لم تجده أمامها فانتفضت من مكانها عندما استمعت إلى صوته من الخلف قائلا: بتدوري عليا مش كده؟
اتسعت ابتسامتها فتلك الكلمات كان يقولها لها دائما.
استدارت إليه ترمقه بعشق شديد مغمغمة بفظاظة: واثق من نفسك قوي على إيه يعني!
منحها ابتسامة جميلة زادته وسامة فوق وسامته: طبعا يا بنتي واثق في نفسي وقوي قوي قوي كمان.
صكت على اسنانها بقوة مغمغمة مغرور: انت مغرور.
راقص حاجبيه بمرح: جدا جدا.
وكزته في ذراعه هاتفة بحدة مصطنعة: طيب مش هتأكلنا ولا إيه بالظبط ولا بتعمل الشويتين دول عشان اتأخر على كلية واسيبك وامشي من غير فطار وربنا شكلك بخيل
لا معلش انا ممكن أقبل أي عيب في جوزي المستقبلي لكن إنه يبقى بخيل ده مستحيل يلا سلام عليكم كويس أني عرفت إللي فيها قبل ما اتدبس.
رفع يده أمام وجهها باستسلام مغمغما: بس كل ده رغي على الصبح بتجيب الطاقة دي كلها منين؟
أيوة يا ستي انتي لحقتي نفسك في الأول قبل ما تتدبسي يلا مع السلامة بقى.
وقفت أمامه ترمقه شذرا مغمغمة بعدم تصديق: يعني انت طلعت بخيل بجد؟
أومأ لها مؤكدا.
فاستطردت: بخيل قوي يعني؟
للمرة الثانية يومئ موافقا
فهتفت بمرح: يلا بخيل بخيل هبقى اشتغل انا واجيب لنفسي اللي نفسي فيه.
أطلق ضحكة مرتفعة وتحدث وهو يلهث من وسط ضحكاته: يخرب بيتك ده انتي طلعتي مجنونة مجنونة قوي كمان.
عدلت من وضعية حجابها هاتفة بتعالي مصطنع: ولسه هو انت لسه شفت حاجة ها هنقعد فين بقى؟
هتف وهو يشير لها كي تتقدمه: التربيزة اللي جنب الشباك دي.
❈-❈-❈
بجد يا رامي هي قالت لك كده يعني؟
ارتشف رامي رشفة صغيرة من كوب القهوة خاصته هاتفا بتأكيد: أيوة والله يا حسن أنا برده زيك ما كنتش مصدق نفسي.
قاطعتهما نادية زوجة حسن متدخلة في الحديث: عيزاك تستغل اللي حصل ده كويس قوي يا رامي.
رمقها باستفهام؟
فاستطردت هي بجدية: يعني قبل ما تفكر أنك تغلط أي غلطة حط اللي حصل دوت وتجربتك قدام عينيك عشان ما تكررش غلطك تاني مش عيب اننا نغلط العيب اننا ما نتعلمش من غلطنا فاهمني يا رامي؟
أومأ لها مؤكدا.
فأردفت: يعني مثلا عندك حسن لو فكر بس أنه يبص لواحدة غيري هخلع له عينه الاتنين.
رفعه حسن كلتا يديه باستسلام مغمغما بخوف مصطنع: يا ماما أنا لا اسمع لا أرى لا أتكلم اعتبريني كرنبة قاعدة معاكي في البيت.
انفجرت نادية بالضحك وكذلك رامي الذي رمقهما بامتنان حقيقي مغمغما: ربنا ما يحرمني منكم أبدا أنا بسببكم حياتي رجعت زي الأول مش بس كده و-إن شاء الله- مراتي كمان ترجع لي مش عارف من غيركم كنت عملت إيه.
هتفت نادية بغرور مصطنع: عد الجمايل بقى يا رامي.
غمغمة باستفزاز: حاضر أدي واحد.
شهقت نادية باستنكار: واحد!
طب بعد أزنك بقى عشان القهوة غالية اليومين دول.
كادت أن تسحب الفنجان من أمامه إلا أنه التقطه قبلها فراح يرتشف منه بسرعة حتى أنهاه ثم أخرج لها لسانه مغمغما بمرح: خدي الفنجان بقى زي ما انتي عايزة اغسليه وحطيه في المتبقية.
اغتاظت نادية بينما حسن رمقها بشماته مغمغما: اوبااا قصدك يعني ان نادية ما بتعملش حاجة غير انها بتكنس وتغسل وتطبخ.
أجابه رامي مؤكدا: طبعا يا ابني هي تعرف تعمل حاجة غير كده.
رمقتهما نادية شذرا ثم هتفت: طيب انا بقى هوريكم.
وبلمح البصر التقطت زجاجة الماء وسكبت نصفها على زوجها والنصف الآخر فوق رامي الذي راح يضحك بقوة مغمغما باستسلام: خلاص حرمت حرمت يا نادية هانم.
❈-❈-❈
بإنصات شديد استمعت إليها حتى انتهت ثم سألتها بابتسامة: يعني ده قرارك الأخير يا غزل؟
أومأت لها مؤكدة مغمغمة بحزن: ما قدرتش أرفض تاني يا صَبا حسيت بالصدق في كلامه ده غير نظراته اللي كانت بتتوسلني في كل كلمة بيقولها.
تنهدت صَبا بارتياح هاتفة بجدية: عين العقل يا غزل القرار اللي أنتي أخدتيه ده في مصلحة ولأدك وفي مصلحتك طيب وحتردي عليه أمتى وتقولي إنك موافقة؟
أجابتها بسرعة: مش دلوقتي خالص حسيبه كده متعلق له شوية عشان ما يفتكرش أني مدلوقة عليه ومش بس كده ده أنا نوياله على نية سودا.
رمقتها صَبا بخوف مصطنع مغمغمة: ليه بس يا بنتي مش بتقولي أنك وافقتي ترجعي له لازمته إيه الشر ده.
أجابتها بلهفة: هاخد حقي منه بس في بيته فهماني يا صَبا؟
هزت رأسها نفيا
فضربت غزل كفا بالآخر مغمغمة: أنتي آه أختي الكبيرة بس ساعات بحس إن أنا اللي أختك الكبيرة يلا يا ماما قومي من هنا لما تكبري حبقى أقول لك.
اغتاظت صَبا من حديث شقيقتها الصغرى فأمسكت بالوسادة وراحت تضربها بها بقوة والأخرى تضحك بمرح شديد وتعيد حديثها المستفز: يلا يا شاطرة روحي العبي بعيد.
❈-❈-❈
طرق باب غرفتها وانتظر الرد
ثواني واستمع إلى صوتها من الداخل يسمح له بالدخول.
فتح الباب بهدوء وولج مغلقا إياه من خلفه
دنا منها بخطوات هادئة هاتفا باهتمام: صباح الفل يا حبيبتي عاملة إيه دلوقتي؟
اعتدلت في جلستها مغمغمة بحزن: الحمد لله يا بابا أتفضل اقعد.
هز رأسه نفيا هاتفا بجدية: لا أنتي اللي حتقومي عشان نفطر سوى ومش عايز اسمع كلمة ما ليش نفس دي.
كادت أن تعترض إلا أنه استطرد حديثه بإصرار: مش عايز اعتراض يا عبير أنتي أصلا وشك أصفر ودبلانة كده ومش عجباني.
نكست رأسها أرضا ولم تعقب
فاستطرد حديثه باهتمام ممزوج بجدية: عبير يا حبيبتي مش عايز اعرف إيه اللي حصل بينك وبين جوزك بس عايز اسأل سؤال.
رفعت رأسها لتواجه عينيه
فاستطرد: أنتي اللي غلطانة ولا رؤوف؟
أجابته بانكسار: بصراحة أنا اللي غلطانة يا بابا.
هتف بصرامة: يبقى أنتي اللي تصالحي جوزك وتحاولي ترجعيه فهماني يا عبير؟
أومأت له بالموافقة ثم هبت واقفة تحـ تضنه بقوة هاتفة بصدق: ربنا ما يحرمنيش من حـ ضنك ده يا بابا بس أنا عايزة حضرتك تساعدني أني أشوف رؤوف وأتكلم معاه.
أبعدها عن صـ دره هاتفا بهدوء: هو للدرجة دي زعلان منك؟
قوي قوي يا بابا.
ربط على رأسها بحنو شديد ثم جذبها من يدها دالفا للخارج هاتفا بجدية: وحياة عيونك الحلوين دول لحجيبهولك لحد عندك يا قمر أنتي.
❈-❈-❈
عند منتصف النهار ارتدى ملابسه عازما على الذهاب إلى الورشة كي يتابع مجرى العمل بناء على طلب صديقه الذي شعر بالقلق عليه عندما هاتفه منذ قليل.
دقائق وكان مستعدا فاستوقفته زوجته هاتفة بدهشة: عمار متشيك كده ونازل على فين؟
أجابها باختصار: الورشة رؤوف تعبان شوية وفيه شغل كتير.
قاطعته باستنكار: شغل إيه اللي كتير هو أنت تقدر تشتغل يعني يا عمار ما هو رؤوف عارف اللي فيها ما كان ييجي على نفسه وينزل هو.
اغتاظ من فظاظتها في الحديث عن صديقه المقرب فهتف منهيا الحديث: قال تعبان يا زينة وهو بشر بردو في الأول وفي الآخر وبعدين أنا مش حشتغل بإيدي يعني أنا هتابع الشباب وهما بيشتغلوا.
ألقى حديثه دفعة واحدة ثم انطلق للخارج بخطوات تناسب حالته الصحية مستندا على عكازه تاركا إياها تشيعه بنظرات غير مفهومة وراحت تتمتم بعدم رضا: قال تعبان قال بلاش محن بقى.
❈-❈-❈
وعلى الجانب الآخر دلفت للخارج بناء على طلب والدتها كي تشتري بعض مستلزمات المنزل وقبل أن تخطو من الباب الرئيسي للمنزل استمعت إلى صوته يأتي من الخلف سائلا إياها باهتمام: رايحة فين يا صَبا؟
خفق قلبها لمجرد سماع صوته لكنها تغلبت على ذاك الشعور واستدارت إليه راسمة قناع البرود على وجهها مغمغمة باستفزاز: ما يخصكش رايحة فين وجاية منين ما اعتقدش السؤال ده بقى من حقك خلاص السؤال ده من حق كامل جوزي المستقبلي.
شعر بنيران تسري في أورردته من شدة الغيرة والغيظ معا فهو يعلم علم اليقين أنها تستفزه بذلك الحديث فحاول إخفاء ذلك الشعور وهتف ببرود استفزها: لا من حقي ما تنسيش برضو أنك بنت عمتي يعني تخصينا برده ثم إنك لسة مراتي يا صَبا.
قطعت المسافة التي بينهما ثم أردفت بحدة: مش حتبقى مراتك خلاص يا عمار و- من فضلك- يا ريت تخليك عاقل ومحترم وتبعت لي ورقتي في أسرع وقت أنا خلاص اتفقت مع كامل أن فرحنا بعد شهر من دلوقتي ومش مستعدة ارجع في كلمتي أبدا مهما حصل.
أغمض عينيه مستمتعا بقربها وكذلك حرارة أنفاسها التي لفحته فرغما عنه شرد بها وبتفاصيلها ولم يشعر بنفسه إلا وهو يدنو منها أكثر ويلتقط شـ فتيها بين خاصته يقبلها بعشق شديد
لكن الغريب في هذا أن صَبا لم تبادله قبـ لته كعادتها مما جعله يبتعد عنها فسألها بعينيه لماذا؟
تجاهلت نظراته المتسائلة ثم هتفت بقوة غير مسبوقة: طلقني يا عمار يا ابن خالي ومش عايزة أشوفك مرة تانية حتى ولو صدفة.
رمقته باشمئزاز ثم انتلقت للخارج كالإعصار تاركة إياه يشيعها بنظرات حزينة ممزوجة بالغضب.
فهي أهانت رجولته كثيرا فقرر أن يلقنها درسا لن تنساه أبدا كما أنه لم ولن يفرط بها أبدا مهما كانت النتيجة
فصَبا له ولن تكون لسواه أبدا
هذا العهد قطعه على نفسه قبل أن يتجه للخارج مستكملا طريقه إلى عمله.
قرائي الأعزاء
أحب أقول لكم إننا بدأنا في العد التنازلي لنهاية الرواية ومبسوطة جدا لمتابعتكم وتعليقاتكم سواء كانت نقد أو مدح.
شكرا جدا ليكم ولو في أي سؤال أو استفسار اكتبوهولي في تعليق وأنا هرد عليكم.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بسمة بدران من رواية لأنني أحببت الجزء الثاني من رواية في غياهب القدر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية