رواية جديدة عشق الرعد 2 لسماء أحمد - الفصل 15
قراءة رواية عشق الرعد الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية عشق الرعد الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سماء أحمد
الفصل الخامس عشر
جلست تالا في غرفتها تبكي بانهيار وهي تضم ابنها في حضنها، في حين كرم يقود بسرعة فائقة والدموع تملأ عيناه، قبض على عجلة القيادة بقوة وهو يصرخ بأعلى صوت، وقف أمام قصر رعد وأتى أحد الحراس له : مين؟
رد كرم عليه بزفير : قوله كرم صاحبك
" البطاقة لو سمحت "
التقط منه الهاتف ثم قال : أنا كرم يا رعد
أعاد الهاتف للحارس ثم فتحوا الباب له، في حين تحدث رعد مع عشق : اطلعي فوق كرم جاي
عشق باستغراب : كرم! غريبة اوي!
اتجهت عشق للغرفة المجاورة حتى تستمع لما يدور، دخل كرم ثم هتف بغضب : أنتم عايزين مني ايه يا رعد! مش كفاية اللي حصلي، أول ما امسك السعادة بطرف ايدي صاحبك يجي ويسرقها مني
عقد رعد حاجبيه باستغراب ثم قال : مين؟
وضع كرم يده على جبينه ثم بكى وهو يجلس بضعف، هتف بأسف : ضاعت مني يا رعد، يا ريتني ما اتجوزت سيلا ولا عملت اللي عملته، ذنب سيلا بيخلص وف أغلى حاجة
ربط رعد على كتفه ثم قال : فهمني بس يا كرم اللي حصل
قص كرم له ما حدث بالتفصيل ثم قال : شوه صورتي قدام أهلها وقعد يدعم ابن عمه و ...
تذكر كرم ما حدث وأنها ظلت متمسكة بيده ثم قالت ببكاء : دا بيعمل ايه هنا! هو مش كان مات
أمجد بلهفة : تالا أنا هفهمك اللي حصل
تالا بعصبية وانفعال : مش عايزة افهم حاجة ومش هتفرق، يا بابا انا وكرم بنحب بعض وهو عايز يتجوزني وأنا موافقة
رد آدم بانفعال : بقولك دا واحد مريض وأمجد أولى بيكي عشان ابنه، وبعدين أنتِ موهومة بحبه بس في الحقيقة هو ميعنيش ليكي حاجة صدقيني
صرخت تالا به بغضب : اخرس يا آدم ويا ريت توفر كلامك لنفسك
تحدث آدم بسخرية : اة اوفره وبالمرة اوفر الحقيقة اللي الأستاذ فيها كان بيشرب من دم مراته حرفيًا، ضرب وإهانه وذل يجي ست سنين كاملين وحرمها من اهلها وحبسها بره مصر خالص لدرجة امها كانت بتموت ورفض يرجعها، آخر مرة طلعت من تحت ايده ميته ولحقوها في آخر لحظة ولا بكدب يا كرم
تالا بانفعال : أنت كداب وكرم ميعملش كدة
آدم بتحدي : اسأليه مع أني شايف اللي يعمل كل ده مش صعب يكدب
نظرت تالا باتجاه كرم الذي اغمض عيناه بقوة ولم ينفي، تحدثت ببكاء : هو بيقول الحقيقة يا كرم، قول لا وأنا هصدقك والله، كرم اتكلم
تركت يده وهو نظر لها ثم قال : أنا اتغيرت عشانك
انفجرت باكيه وهي تندفع للداخل، اخذت ابنها ودخلت غرفتها في حين تراجع هو وذهب ... تحدث كرم وهو يحرك رأسه : أنا مخنوق ومكنتش عارف اروح فين، أنت ملكش ذنب
رد رعد عليه بتوعد لآدم : لا أزاي ليا ونص، متقلقش أنا هتصرف بكره وانا جنبك
حرك كرم رأسه ثم وقف وذهب دون حديث، خرجت عشق وجلست بجانب رعد الذي تعكر صفو مزاجه، تحدثت بحزن : صعب عليا اوي، واضح انه بيحبها
رعد بتأكيد : حسيت من يوم فرح يوسف، بكره يحلها ربنا
نظرت عشق باتجاهه ثم انفجرت باكية وهي تضمه، تحدثت ببكاء : ساعده يا رعد دا عيط عشانها، عشان خاطري متسبهوش بعدين كرم ملوش حد ومش مصاحب حد فيكم
ابتسم بخفة وهو يمسح دموعها ثم قال : حاضر بس متعيطيش، قوليها من غير عياط وهعملها والله، دموعك غالية
سندت رأسها على كتفه وهي تقول : صِعب عليا اوي وافتكرت لما مكنش بيبقى حد جنبي، ربنا يردها ليه..
في حين كرم يجلس في سيارته أمام منزل أهلها بعدما وجد شقتها مظلمه، خرجت تستنشق بعض الهواء عقب مواصلة بكاء طويلة، نزل كرم من سيارته ووقف يتأمل غرفتها، وجدها تقف فظل يتأملها بلهفة، مسكت الخاتم الذي وضعه في إصبعها بين أناملها ولم تتمكن من خلعه فقلبها يرفض هذا..
❈-❈-❈
دخلت سيلا غرفة المكتبة تبحث عن يوسف بعيناها، وجدته يلقي الأوراق بعشوائية وهو يبحث عن شيء، زفر بانزعاج وهو ينظر لها ثم قال : حبيبتي الولاد ناموا
سيلا باستغراب : ايوة بس ايه دا كله! يوسف أنت بتدور على ايه؟
يوسف بزفير : ورق كدة يخص شركة اتعاقدت معاها وهنبدأ نقل، انا مش عارف وديته فين بس انا فاكر انه هنا
نظرت للورق المتطاير ثم استغفرت ربها وهي تقول : اعمل فيك ايه! ابعد كده وقولي مكتوب ايه عليه
اتجه يجلس بتعب ثم اخبرها وبدأت تبحث هي وترتب الأوراق في حقائب، تحدثت بضيق : هات ليا ملفات كتير وانا اللي هرتب الورق ف الشقة الجديدة، وبعد كدة لما تعوز حاجة تكلمني
يوسف : حاضر
ابتسمت بخفة وكادت تضع ورقة لكنها لمحت ف الأسفل اسم زينة، يبدو انها مضت عليها
قرأت ما ف الورقة سرعان ما شهقت بقوة وهي تقول بصراخ : منك لله يا يوسف، منك لله
يوسف وهو يقف : في ايه؟
وجدت الاقرار الثاني تمضي عليه والدة زينة، تحدثت بغيظ : اتفضل
نظر للورق ثم اتسعت إبتسامته وهو يفتح ذراعيه، اندفعت لحضنه فحملها يدور بها قليلاً ثم انزلها قائلاً بضحك : نسيت، أنا فعلاً كنت ممضيهم على تنازل عن يعقوب لأني كنت شايل هم اليوم ده والاتنين مضوا عليه
ثم نظر باتجاهها وتحدث بإبتسامة : يا وش الخير أنتِ، جبتيها ازاي!
سيلا وهي تُقبل وجنته : شوفت الدنيا بدأت تتعدل معاك أزاي، حبني بقى وحافظ عليا
قَبل يدها كذلك جبينها ثم قال : أنا بموت فيكي
بدأت ترتب كل شيء وهو تحدث مع رعد كذلك عشق التي طلبت التحدث مع سيلا، اخبرت سيلا بما حدث وظهر الأسف على ملامحها ثم قالت : هشوف يوسف الأول يا عشق
اغلقت معها ثم نظرت باتجاهه قائلة : اتكلم
يوسف بهدوء : يعني لو قولتلك ملناش دعوة هتبعدي عن الموضوع وتشيلي ايدك منه
نظرت له قليلاً وظهر الحزن على ملامحها ثم اكدت برأسها، اقترب يُقبل رأسها ثم قال : وأنا مش هقولك كدة، بكره نروح سوا نتكلم معاه وكمان كلمي تالا دي وحاولي تجملي من صورته قدامها، مش هنسيبه
سيلا بإبتسامة : أنا مش هندم على رجوعي ليك ولا ايه!
انحنى يوسف وحملها قائلاً : هو انا عبيط ولا ايه! انا الوقتي مش فارق معايا ف الدنيا غير انك بقيتي جنبي وبتاعتي
ضمته بقوة كذلك هو وما زال لا يصدق وجودها معه في نفس المكان..
❈-❈-❈
في صباح يوم جديد
خرجت تالا من غرفتها مرتدية ملابس عملها، جلست على طاولة الطعام وملامحها تؤكد عدم نومها بالشكل الكافي كذلك بكائها المتواصل، تحدث والدها : ايه الخاتم اللي لسه لابساه ده!
تحدثت بتنهيد : لو سمحت يا بابا
صمت قليلا ثم اردف : طيب هتعملي ايه بالنسبة لأمجد، أنا شايف انه مناسب واحسن حل عشان خاطر ابنكم و ...
اطلقت زفير متعب ثم اخذت حقيبتها قائلة : نتكلم وقت تاني
خرجت واتجهت لأسفل وجدت سيارة كرم كما هي وهو نائم بالداخل، فتحت الباب ثم قالت بضيق : سايبه مفتوح يعني لو حد جيه عمل فيك حاجة مش هتحس
مررت يدها على وجنته وهي تتأمل ملامحه، انحنت تُقبل اسفل خده ثم همست له : والله تستاهل اني اعيط عليك العمر كله، بحبك
ادار راسه وما زال نائم بتعب، مسكت يده وظلت بجانبه قرابة العشر دقائق تتأمل ملامحه ثم بدأت تنادي عليه بعدما تركت يده : كرم .. كرم فوق، أنت ي ابني
فتح عيناه ببطء ثم عقد حاجبيه وهو يقول : تالا
التقطت الزجاج وفتحتها ثم قامت بسكب القليل من الماء على يدها ووضعته على وجهه، تحدثت بضيق : أنت ايه اللي مقعدك هنا
نزل من السيارة ثم غسل وجهه واردف : عشانك، أنتِ لازم تسمعيني
تالا بانفعال واضح : هو سؤال واحد، أنت عملت ف مراتك اللي آدم قاله؟
كرم بهدوء : ايوة بس ...
ردت عليه بنبرة قاطعة قبل ان تسير مبتعدة : مفيش بس ي كرم، هي خلصت خلاص
نظر خلفها ثم ركب سيارته واتجه لمنزله يبدل ملابسه ثم اتجه للعمل، في حين تركت سيلا ابنها مع والدتها ثم نزلت مع يوسف الذي قال بمرح : واخد مراتي تحل مشكلة طليقها شوفتي الهنا
سيلا بإبتسامة : الله يهنيك بجد، بحبك
صفق لها قائلاً بسخرية : براڤو عليكي، لو جدعة قوليها تاني عشان منروحش ونطلع نشوف الحوار ف شقتنا
ضحكت بخفة وهي تركب بجانبه ثم اتجهوا إلى الجامعة، سأل على مكتب تالا ثم اخذها أمامه قائلا : حبيبتي انا هروح اتكلم مع كرم، حاولي تجملي صورته قدامها وافتكري انه مش وحش يا سيلا الظروف هي اللي وحشة واحنا سوا الوقتي
سيلا : حاضر ي حبيبي
تركها واتجه إلى مكتب كرم لم يجده، سأل عليه واتجه للمدرج وجده يقف ويشرح ويبدو عليه الإرهاق، دخل ثم جلس ف المقدمة قائلا : يا أستاذ ممكن تعيد الحتة دي تاني اللهي يسترك ما يفضحك
تعالت ضحكات الطلاب وانتبه كرم له ثم قال : انت هنا يا ابني
يوسف بتأكيد : أيوة يا أستاذ بقالي دقيقة بس ومفهمتش، حضرتك مش عارف توصل المعلومة استنى انا هعلمك
واتجه حيث يقف كرم ثم قال : بصوا يا بنات المستقبل الأول، أنا اختي طالعة من هنا وكانت طالبة عند الدكتور ده، ومراتي مخلصة تجارة كمان والاتنين ما شاء الله ستات بيوت قد الدنيا وبيربوا أجيال، يعني التعليم للمرآة بهدلة ع الفاضي، البنت ملهاش غير بيت جوزها وعيالها
رد كرم عليه بإبتسامة : ولا كلامه ليه لازمة، لازم يبقى لكل واحدة كارير خاص بيها عشان ...
قاطعه يوسف قائلاً : عشان لما تطلق تعرف تصرف على نفسها وولادها، حفظنا المعلومة دي غيروا
تعالت ضحكات الفتيات ثم اكمل يوسف : وبالنسبة للشباب انا نفسي نسيت انا خريج كلية ايه! بس كل اللي اعرفه أنا بعيد عن مجالي وماسك شركة ترافل الوقتي وخلصت الحكاية
رد أحد الشباب بإبتسامة : ما تشوف لينا شغل معاك، احنا لا عارفين نشتغل بتعليم ولا من غير
أشار يوسف على عيناه قائلاً : بس كدة انتم تؤمروا، انا يوسف الشرقاوي ..
رد طالب بحماس : أنت صاحب اكبر شركات السياحة صح؟ ومدير العشق والنور ترافل صح؟
يوسف بإبتسامة : أيوة وعايز شباب طموح ذيكم معايا، وصدقوني أنا كنت بهزر والتعليم دا أحسن فرصة من ربنا، خليكي تقيلة تاخدي اللي يعرف يوزنك كويس وكمان كل المجالات مهمة ي شباب، انا ف شغلي اعتمادي على خريج تجارة وخريج حسابات ومحتاج مهندس صيانة كمان ومُصمم ومهندس صوت وديكور للشركة ومعماري وعايز اللي مخلص آداب فرنساوي وانجليزي والماني وايطالي .. انا محتاج الكل عشان ابقى يوسف الشرقاوي صاحب أكبر شركة سياحة وأنتم محتاجين يوسف عشان تبنوا طموح وتشتغلوا اكتر على نفسكم .. ربنا خلقنا عشان نكمل بعض بس ي ريت لو نفهم إننا محتاجين بعض مش محتاجين ندوس على بعض
بدأ الجميع يصفق له ثم أكمل بحماس : اشتغلوا على نفسكم وخلصوا بعدين قدموا ف الشركة، الأوائل ليهم الاولاوية يسافروا عندي ويشتغلوا بره بنات وشباب وبوظف بالألف ونص سنويًا، اتجدعنوا ونورني في بيتكم التاني
ظهر الحماس على أعين الجميع وبدأ الشباب تصفر له ويصفقوا، ابتسم كرم وخرج معه قائلاً : أنت عارف نتيجة اللي عملته
يوسف بتنهيد : اديت أمل لشباب خايفين من بكره ومش عايزينه يجي، تعالى شربني قهوة وخلينا نتكلم
كرم بإبتسامة : اتفضل
دخل يوسف وجلس ثم طلب كرم القهوة ليردف يوسف : عرفت اللي حصل معاك بس متقلقش انا ورعد جنبك كمان سيلا بتكلم تالا الوقتي
ظهرت معالم الصدمة على وجه كرم الذي قال : أنت بتتكلم بجد!
يوسف بتأكيد : ايوة قولتلك مش هنسيبك وبعدين أنت بقيت صديق لينا وانا حاسس الأمور بدأت ترجع لطبيعة امرها
كرم بامتنان : أنا مش عارف اقولك ايه!
في حين أنهت سيلا حديثها قائلة : ودي كل الحكايه، والله ما بزود عليكي حاجة ولا بنقص وبجد كرم مش وحش بس هي الظروف
مسحت تالا دموعها ثم قالت : لقيتي سعادتك يا سيلا
هزت سيلا رأسها بتأكيد قائلة : أنا سعادتي مكان ما يوسف موجود حتى لو وجوده ده بيستنزف من جوايا كل حاجة
عقدت تالا حاجبيها باستغراب من ذاك الحب الجنوني، ثم قالت : بصي ي سيلا الحوار معتش مترتب على رأيي ولا حياتي مع كرم، الوقتي أنا عندي ولد وباباه طلع عايش، وآدم عمل الواجب، صدقيني انا بحب كرم بشكل كبير وأكبر من الفترة اللي قضيتها معاه بس آدم شوه صورته قدام اهلي وابني ممكن يروح مني فيها
تحدثت سيلا بعقلانية : انا معاكي الدنيا بايظة من كل النواحي بس هقولك على حاجة، طالما حطيتي في بالك انك قادرة صدقيني هتقدري تتجاوزي كل ده معاه، جربي وأنتِ ...
تنهدت تالا قائلة بانفعال : متقوليش مش خسرانه، انا معايا طفل وكلهم يقدروا ياخدوه مني
سيلا بأسف : طيب وكرم، هيهون عليكي يعني!
عقدت تالا حاجبيها ثم انهمرت دموعها وهي تقول : انا احتارت، منه لله آدم بجد دمر كل حاجة، انا والله كنت على أتم استعداد اتقبله بكل ده واسعى اني اغيره بس الموضوع خرج عن سيطرتي
فكرت سيلا قليلاً ثم قالت : يعني أنتِ مشكلتك مع آدم الوقتي
هزت رأسها بتأكيد فوقفت سيلا قائلة : طيب قومي معايا نروح لكرم عرفيه موقفك، هو الوقتي اكيد مش كويس ومحتاج يشوفك ويعرف إن الحوار طلع من الماضي بتاعنا
وقفت تالا تلقائي لأنها بحاجة لرؤيته أكثر منه هو شخصيًا، وصلت مع سيلا التي طرقت الباب ثم ادخلت رأسها قائلة : ممكن ادخل
يوسف بمرح : دا أنتِ تدخلي قلبي لو عايزة ومش اقولك لا
ضحكت وهي تتجه للداخل سريعًا تضمه، دخلت تالا هي الآخرى ووقف كرم يتابعها ثم فتح ذراعيه لها، انسابت دموعها وهي تتجه تضمه بقوة فتحدث يوسف : ما يجيبها غير رجالتها
سيلا بغيظ : راجل في عينك! هو ايه اللي راجل أنت كمان!
همس في أذنها بخفوت : قدام الناس بس، إنما في الحقيقة أنا ...
تحدثت بحدة وهي تضع يدها على فمه : يوسف متقولش حاجة
مسحت تالا دموع كرم وهي تعيد ضمه بقوة فاردف : أنا لو اعرف إن هيحصل كل ده والله ما كنت عملت حاجة
تنهدت قائلة بهدوء : خلاص بلاش تتكلم في اللي عدى، الوقتي أنا بحبك اوي وأنت عارف بس والله الموضوع ما عاد يخصني لوحدي ي كرم وعشان كدة أنا اسفة
عاد يجلس بتعب واضح في حين نظرت تالا باتجاه يوسف وسيلا، حقًا ما هذا فهي في حياتها لم ترى ثنائي يليق ببعضه هكذا، تحدثت بإبتسامة : أنتم حلوين اوي سوا ي سيلا
سيلا بإبتسامة : والله وأنتم ي تالا وطالما الحوار ظبط معاكي أحنا هنعرف نتصرف صح ي يوسف؟
يوسف بتأكيد : ايوة احنا كان مهمتنا نقنعك وخلاص خلصت الباقي ليه ناسه
اطلق كرم تنهيدة بسيطة ثم قال : شكرًا ي سيلا ومتشكر اوي ي يوسف، أنت بجد وجودك النهاردة كان حل وأمل لناس كتير اوي
يوسف بإبتسامة : اي خدمة ي صديقي بعدين أنا اتمنيت في حياتي أمنية وجاهز اعمل كل خير في الدنيا عشان تفضل واشكر ربنا عليها
قَبل جبين سيلا ثم ذهب كلاهما ونظرت لأرجاء الجامعة بإبتسامة، مرت عليها ذكريات جميلة وأجملهم حضن يوسف الذي عادت له..
❈-❈-❈
جلست عشق وحدها في المنزل عقب ذهاب الجميع، الأطفال إلى الدراسة ورعد إلى العمل بعد رد فعل غاضب من أدم صديقه، أرادت أن ترن على حورية لكنها أبت رد الفعل هذا طالما لم يخبرها رعد بفعل هذا حتى لا يضع لوم عليها
دخلت سيلا قائلة بصوت عالي : يا عشق يا ام الولاد، بت يا نيلة
عشق بضيق : هنا تعالي، يعني أنتِ اللي خلفتي بنات
وقفت تضم سيلا ثم يوسف فاردفت سيلا : ابعدي يا بت عن جوزي
عشق : جوزك يا حبيبتي في بيتك إنما هنا اخويا حبيبي
ابتسم وهو يُقبل جبينها ثم جلس وهي بجانبه، تحدثت سيلا بمرح : بتحبك اوي، طيب قوليلي يوسف ولا عمار
رمقها يوسف بحدة واضحة ثم قال : بلاش السؤال ده
عقدت حاجبيها من إنزعاج يوسف فاردفت عشق بإبتسامة : هو مفكر إني بحب عمار عنه عشان كدة مش بيحب حد يسأل السؤال ده، أو هقول ذي بعض وهبقى بجامله بس الحقيقة يوسف طبعًا دا هو اخويا وسندي واللي ليا
ضحكت سيلا قائلة : شوفت حليت فكرتك أزاي، عد الجمايل
يوسف بإبتسامة : جمايلك كترت عليا
عشق : المهم قولولي عملتوا ايه مع كرم، على فكرة متخلتش يوسف يقول لسيلا تروح، توقعت يقول ملناش دعوة لا بحق ولا بباطل
حرك رأسه بالنفي قائلاً : كلنا محتاجين فرصة
هز رأسها قائلة بتنهيد : فعلاً كلنا محتاجين فرصة، وانا فرصتي هتيجي امته بقى!
" لما الولاد يكبروا وعد مني ليكي "
نظرت باتجاه رعد الذي أتى ثم هزت رأسها بتأكيد ليردف : دا ايه النور ده! ابعد عن مراتي
ودفع يوسف بخفة ثم جذب عشق واتجه يجلس بها بعيد، ضحك يوسف قائلاً : وانا اللي سايب عروستي عشانها، تعالي هنا يا سيليو
سيلا بغيظ : لا، خلي أختك تنفعك
عشق بضيق : أيوة بدأنا الغل والحقد اهو، مش كفاية همس اللي حاطة دماغها في دماغي كأني من سنها
سيلا بنفي : لا يا بت أنتِ عبيطة، انا مش قبل ما أعرف انك تقربي يوسف ومستر أحمد الله يرحمه كنتِ صاحبتي وبعدين همس تحط راسها في راسك ليه؟ مش كفاية لميتي ابنها وربتيه تربية هي متحلمش بيها، دا ايه الغلب ده! طب والله أول مرة أشوف عمة مش حرباية
تنهدت عشق قائلة : ومش عاجبه والله يا سيلا يعني بقول أنا ليا مين غير يوسف وعمار ومش بتكلم في حاجة عشان تيجي وتقولي أنتِ بتاخدي ابني مني وبتقلبي عمار عليا
تحدث رعد باستغراب : قالت الكلام ده امته؟ ومقولتيش ليا ليه أصلا؟
نظرت عشق باتجاهه ثم قالت : عشان متقولش لعمار او أدهم وتقول قلبتهم عليها بجد، بعدين همس بالنسبة ليا عيلة بجد.
رد يوسف بانفعال واضح : لا مش عيلة، معاها ولدين تبقى عيلة أزاي يعني!
كادت عشق ترد لكن أتت الخادمة قائلة بلهفة : عشق هانم ليث سخن تاني ومش عارفين نعمل ايه! اديته علاج وبرضو الحرارة مش بتنزل
وقفت عشق قائلة : طيب خرجتي ريان من الأوضة
الخادمة بتوتر : ايوة بس هو كان بيعطس وأنا خايفة يكون تعب هو كمان
وقفت سيلا قائلة : أنا هروح اشوف ريان وهاخده معايا وأنا ماشيه لو مفيش اعتراض
نظرت عشق باتجاه رعد الذي هز رأسه موافق، بالفعل أخذت سيلا ريان معها وجلست عشق تُرضع ابن لارا والدموع تنساب من عيناها بصمت، جلس رعد بجانبها قائلاً : مش أنا اللي اقول ليكي غلط تعيطي
عشق ببكاء : ظلمت أدم عشان كنت حمارة ورجعت ظلمت ولادي الاتنين فهد ورعد عشان صقر ويعقوب والوقتي بظلم ريان عشان ليث، انا تعبت يا رعد وولادي ليهم حق عليا بقى، انا مخلفتهمش عشان ابقى الأم المثالية لغيرهم يا رعد، تخيل اني نفسي احضن ابني واحس بوجوده واخليه يحبني وفي الآخر يا ريت بسمع كلمة كويسة ألا وبقى اللي يسوى واللي ميسواش يلوم ف عشق
ربط على كتفها وضمها له قائلة بهدوء : استهدي بالله كدة وبلاش عياط وصدقيني كل حاجة هتتحل
عشق ببكاء مرير : ماشي هتتحل وهرجع عمر ولادي ي رعد، هرجع الحضن اللي ريان كان عايزه مني وبعته مع سيلا، هرجع اول كلمة لأدم ولا هرجع قلة اهتمامي بفهد ورعد، لكل شيء حدود وانا تعبت
لم يعرف كيف يهون عليها، فهو يرى انه لا يوجد كلمات تعبر كذلك عشق ليست مثالية كي لا تتحدث فالأمر أصبح اكثر بكثير على تحمل إنسان طبيعي..
عادت تتحدث بحزن : أنت عارف الاصعب ف الحوار
رعد بهدوء : ايه؟
تحدثت بنبرة باكية : إن كل واحدة بتيجي تاخد ابنها كأني الدادة بتاعتهم مش اكتر ولا كأنها بتاخد حتة من روحي
جذبها داخل أحضانه يربط على كتفها بحنية ثم قبل جبينها قائلاً : هو أنتِ تتنسي يا عشق! دا اللحظة معاكي عمر
ابتسمت قائلة : يا روحي على اللي بيخليني انسى كل حاجة بكلمة
داعب أنفه بأنفها قائلاً بخفوت : بحبك
عشق بإبتسامة : والله بموت فيك
❈-❈-❈
في منزل يوسف
جلست سيلا تحمل ريان وقد وقعت بخطأ وقعت به عشق سابقًا، فهي تقوم برضاعته عقب القيء الذي تعرض له من اللبن الصناعي، تحدث يوسف قائلاً : هتعرفي تاخدي بالك منه هو وغيث
كان يعقوب قد وصل واتجه للداخل ببطء يحاول ان يجعل اهله يفزعوا بسببه لكنه استمع لسيلا تسأل يوسف : قولي كدة مين ابني البكري؟
يوسف باستغراب : غيث
حركت رأسها بالنفي ثم قالت : غلط يا يوسف ابني الكبير هو يعقوب، وعشق ياما خدت بالها منه وانا الوقتي برد جزء من جمايلها عليا
دخل يعقوب قائلاً بحماس طفولي : يعني أنا ابنك يا سيلا، اقصد ماما
هز رأسها بتأكيد وهي تفتح ذراعها له تضمه، قبلت جبينه وابتسم يوسف بخفة فاردفت : قول ماما عشر مرات في سرك كل يوم وهتتعود عشان انا عايزاك تقول ماما
يعقوب بإبتسامة : حاضر
نظرت باتجاه يوسف الذي غمز لها بخفة ثم ضحك، تنهدت وهي تنظر له ثم باتجاه يعقوب الذي هو نسخة منه وكم تمنت أن تفعل المثل وتحضر قطعة منه مثلة لكن المزعج في الأمر أن يوسف يرفض الآن حتي لا يظلم غيث..
❈-❈-❈
في منزل بسام
عاد من العمل يأخذ استراحة بسيطة ثم يطمئن على أولاد قبل العودة مرة آخرى له، وجد جميلة تضع الطعام لهم وقد قيدت نفسها باسدال عقب قدومه، الأمر صعب عليه وعليها فهو لن يتمكن من تلبية احتياجات أولاده كذلك هي لن تكون مرتاحة بجانبه
تحدث بهدوء : جميلة ممكن نتكلم في موضوع
جميلة بتأكيد : طبعًا يا بسام خير؟
اتجه تجلس على الأريكة وهو أمامها ثم قال : بصي يا بنت الناس أنتِ وضعك كده صعب وأنا بصراحة مش هعرف اراعي الولاد ولا عايز اسيبهم عند اهلك عشان هيبقى الأمر بشع ليا إن كل يوم اجي اشوف ولادي
جميلة بتفهم : ايوة انا فاهماك وعشان كدة انا برعاهم اهو
هز رأسه ثم قال : وانا مش هنكر انا فعلاً محتاجك معايا بس يا جميلة احنا ناس في منطقة شعبية والناس مش بتبطل كلام، عشان كدة لو مفيش عندك مشكلة اكتب عليكي والاسم مراتي وهتبقى مع الولاد، ويوم ما نصيبك يجي ليكي نتطلق
عن اي نصيب يتحدث وهي أوقفت كل شيء لأجله، اتسعت عيناها وبدأت دقات قلبها تتسارع وهي لا تصدق، دقائق تستوعب وهو يحترم صمتها ثم قال : لو مش موافقة أنتِ مش مضطرة
جميلة بتوتر : لا أنت معاك حق، دا الحل الصح الوقتي
هز رأسه بتأكيد وقد أحب انها تفهمت الأمر ولم تظن به سوء، بالفعل تحدث مع والدها الذي رحب بالفكرة كذلك والدتها لكنها قال لوالدها بتوتر : وجميلة وافقت؟
الأب بتأكيد : أيوة وافقت وبصراحة يا ام حنان انا مبسوط اوي، بسام محترم وحرام يضيع شبابه
الأم بضيق : دا شكله جواز عشان العيال
الأب بتنهيد : بإذن الله يكون عوض جميلة بنتك لأنها فعلاً تعبت يا ام جميلة
اطلقت تنهيدة بسيطة وهي تقول : وأنا اكره..
❈-❈-❈
في يوم من الأيام
كان منزل الرعد يمتلأ بمن لهم علاقة بالموضوع، كرم موجود كذلك سيلا ويوسف وأيضًا تالا التي حضرت بسبب سيلا وعشق تنظر للجميع بتوتر، وصل آدم المكان مع حورية ثم نزل واتجه للداخل، مين وصل ورأي كرم تحدث بانفعال : أحنا متفقناش على وجود ده هنا وبعدين مين قال ليه مكان وسطنا
ردت سيلا وهي تقف بانفعال : وأنت مالك! ايوة يا آدم أنا سيلا وبقولك وأنت مالك! هي دي اخرتها يا صاحبتي أديكي الأمان واحكي ليكي اسرار تقوليها لجوزك
توترت ملامح حورية وهي تقول : أنا والله مكنتش اقصد حاجة ومعرفش إن أدم هيعمل كدة، ويكون في علم الكل انا عرفت ومعترضة على إنه يحط دي ف دي بس كرم لا يا تالا هو مش كويس
ردت عشق ساخرة : وآدم كان كويس يا حورية؟ الفكرة إن اللي فعلاً بيته من إزاز عمال بيحدف الناس بالطوب، يعني كرم مكنش راجل وجوزك كان ايه يا حورية؟
ردت حورية بانفعال : عشق لو سمحتي متندميش حد انه فضفض معاكي بحاجة كمان متقارنيش آدم بالإنسان المريض ده
هنا ردت تالا بحدة واضحة : حورية كرم مش مريض ولو جينا للمرض فعلاً هنتضطر نجرح في بعض
آدم بعصبية : أنتِ اولى بأبو ابنك واعتقد إن اللي بيحصل بسببك عشان بصيتي بره
تالا بعصبية : مش أنت اللي تحدد أنا أولى بمين يا آدم، الحوار اعتقد انه لا يخصك ولا يعنيك بحاجة فاهم؟ وبعدين أنت عيلة التجربة فيها كانت تجربتين والاتنين فاشلين بجد واكتشفت انكم مفيش فيكم رجالة
آدم بغضب وهو يتجه حيث تقف : يعني دا الراجل من وجهة نظرك يا محترمة
وقفت تالا خلف كرم الذي دفع آدم بيديه واردف : اقف مكانك عشان انا مش عايز اوريك المريض على أصول
اقترب آدم وهو يتحدث بغضب : مش بمزاجك يا تالا وابن اخويا هناخده منك لو مرجعتيش لكرم فاهمة؟
رد يوسف بكل بساطة : وورقة بربع جنية تثبت إنه مش ابن اخوك طالما متجوزوش يا آدم، برضو احنا بنعرف نلعب
تحدث آدم بقوة : متقدرش يا يوسف لأنك متعرفش مين آدم الكيلاني
عاد يوسف يرد بنفس نبرته : عادي واحنا كمان نقدر نقول أنت متعرفش مين يوسف الشرقاوي، رعد الشافعي، كرم ..
كرم بإبتسامة : نصار
يوسف بتأكيد : ايوة كرم نصار، الفكرة إن المشكلة تخص مراتي وتخصني أنا كمان والآمر ميمسش حضرتك بنسبة واحد في المية، مش فاهم أنت شاغل بالك ليه!
آدم بعصبية مفرطة : ابن اخويا يا جدع
تالا بعصبية وانفعال : هو ايه اللي ابن اخوك! اخوك كان فاضي بس يجيب عيل ومكنش فاضي يشيل مسئولية، هو غلطة وأنت كمان غلطة وابقى عبيطة لو قبلت ادخل العيلة دي، هو واحد مريض شهواني زبالة وأنت واحد ناقص يا آدم اتجوزتني عناد في مراتك مش اكتر ولولا المشاكل كنت رمتني، انا مشوفتش لحظة رجولة او جدعنة منكم وابقى غبية لو قبلت بيكم
أشار باتجاه كرم باستهزاء : وهتبقي ذكية لما تقبلي بالمريض ده
اغمض كرم عيناه بقوة ثم تحدث : هي حرة، هو أنت ليه بتتصرف كأن مراتك اللي جنبك مش ماليه عينك وعايز بأي شكل وطريق تالا متتجوزش واحد تاني
القى كرم قنبلة وسط الجميع، رفع رعد عيناه هذه المرة وابتسم بخفة يليها ضحكة بسيطة وضمت عشق شفاها وهي تنظر باتجاه زوجة، نظرت حورية باتجاه آدم الذي قال : اكيد مش هتصدقي العبط ده
حورية بغيظ : اهو العبط ده مقنع اكتر من رفضك لكرم شخصيًا وبعدين ما صحيح لو على الضرب ف ما شاء الله يوسف اللي هو يوسف والمتهور بقى مفكرش فيه وحضرتك فكرت، أنت بجد يا آدم على راسك بطحة
عض يوسف على شفاه ونظر باتجاه سيلا التي وضعت يدها على فمها، نظرت تالا إلى كرم وقالت : أنت قولت ايه!
كرم بانفعال خافت : انا والله ما هسيبك لو هعمل ايه!
بدأ الجميع يتحدث مع آدم بعقلانية إلا رعد الذي لم يفتح فمه، تحدث آدم له : مسمعتش صوتك يا رعد ولا جايبني هنا تخليهم يحدفوني لبعض
تحدث رعد بهدوء : هقول ايه وأنا مش فاهم وجهة النظر
آدم بضيق : لو كرم جيه لأختك هتوافق
ابتسم رعد بخفة ثم قال : أنت وهو صحابي ولو جيتوا لأخواتي لو كان عندي مكنتش هوافق غير اما اضمن تغيركم، بالنسبة لكرم ف الوقت ده هوافق إنما انت حتى الوقت ده مكنتش هوافق
آدم بانفعال : أنت برضو هتقارني بالشخص ده
رعد وهو يشبك أنامله ببرود : والله أنا شايف إن أنت كنت واقف على الدرجة الأولى من السلم وكرم لسه على الأرض، كرم طلع للسابعة وأنت برضو لسه على الأولى وبعدين ربنا قال " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ "
تحدث آدم بنبرة غاضبة : والنبي يا رعد بطل دور المثالية، كأن كل اللي بتعمله صح ومش بتغلط
وقبل أن يرد رعد تحدثت عشق بانفعال : هو فعلاً مش بيغلط ولا بيستنى مراته تحكي حاجة ليه ويمشي يفضح ف صحابها ويمسك على الناس ذلة يا آدم، ولما هو بيمثل انه مش بيغلط انتم بتتلزقوا فيه ليه هاا؟ لما بيحصل مشكلة بتيجوا عنده ليه وتحكوا ليه؟ واخدينه سند ليكم دونًا عن اهلكم وساعد يا رعد واعمل يا رعد والحق يا رعد وف قلة الأدب برضو شغالين، مش جوزي بيمثل المثالية ومفكر نفسه الصح انا بقى بقولك يا آدم اقطع علاقتك بيه ولو أنت راجل وروحك بتخرج كدة متجيش لجوزي الوحش ده
نظر الجميع باتجاهها وهي بدأت تتنفس بقوة وداخلها تولد خوف من رعد ورد فعله، تحدث آدم بانفعال : يلا يا حورية
يوسف بهدوء : أنت لو مشيت عادي بس انا شايف كلمة الحق مفهاش زعل، كلنا بنغلط نفس الغلط ورعد يصلح واول اما ينصح نرد نفس رد الفعل ما دا نفسه رعد
تحدث رعد بنبرة هادئة : مش موضعنا، الوقتي احنا حاولنا نبين لبعض غلطنا، واتعلمنا إن مش كل الناس تؤتمن على سر، ومش كل الناس تستاهل التقدير، ومتقلقيش محدش هيقدر ياخد منك وعلى ضمانتي، حصل حاجة خدي رقم عشق ورني عليها وهي هتعرفني واعرفي الإنسان بيعيش عمر واحد وبرضو كل واحد بيشيل نتيجة غلطه
تالا بتفكير : معاك حق، بس وعد لو اختارت سعادتي هيكون حد جنبي
اكتفى بهز رأسه وردت سيلا : ايوة وانا ويوسف وعشق كمان معاكي وصدقيني والله على ضمانتي كرم مش وحش طالما بتحبيه
نظرت تالا للأرض ثم قالت بدموع : أنا والله بحبه
ذهب آدم مع حورية التي شعرت انه قطع خيط بينها وبين صديقاتها...
❈-❈-❈
في اليوم التالي
فتحت تالا باب شقتها وجدت كاميرا صغيرة الحجم أمام الباب، انحنت تحملها وجدت أسفلها ورقة بسيطة فقامت بأخذها ونظرت باتجاه الكاميرا، شهقت بعدم تصديق وشعرت ببرود تسير في جسدها ثم اتجهت للداخل تبدل ملابسها، خرجت واتجهت سريعًا للجامعة تحاول منع دموعها وفي يدها الكاميرا .. وصلت واتجهت حيث مكتب كرم لم تجده عادت تقف في المنتصف
تحدثت لنفسها بدموع : فينك يا كرم
نزل من سيارته وجدها تقف في المنتصف كالتائه ثم عادت تنظر للكاميرا وبكت بتعب، تحدث بصوت مرتفع : تالا
نظرت باتجاهه ثم جرت تضمه بقوة وخوف بعدما وضعت الكاميرا في يده، تحدثت بانهيار : أنا خايفة اوي يا كرم، خبيني انا مرعوبة من كل حاجة
وعادت تبكي بانهيار وهي تضم بقوة كأنها تسعى للاختفاء به، زاد من ضمها وفي نفس الوقت كان آدم ينزل من سيارته ورأها، زفر بغضب وظل يتأملهم ويرى عفوية ما يفعلوا
بعد كرم وجهها وهو يقول : في ايه يا تالا؟
تالا ببكاء : خايفة اوي بقولك
عاد يضمها بقوة وهو يقول : متخافيش أنا هنا جنبك ومش هسيبك
دفنت وجهها في صدره وهي تشدد من احتضانه والدموع تنهمر من عيناها، رفع الكاميرا وقام بفتحها اتسعت عيناه بصدمة ثم اغلقها قائلاً بغضب : ابن الـ •••
اغمى عليها بين يديه وهو حملها واتجه بها إلى مكتبه، وضعها على الأريكة ثم جلس على الأرض بجانبها يحضر الفيديو من اوله
تالا مغشي عليها والآخر يحملها ثم ادخلها الغرفة وضعها على السرير وشرع بالتعدي عليها بطريقة قذرة، اغلق الفيديو بعدما رأى أول جزء ثم قام بمساعدة تالا على الاستيقاظ، كانت تبكي بخفوت وهي تنظر له
رتب خصلاتها قائلاً : بتعيطي ليه بس؟
تالا ببكاء : أنا خايفة اوي، متسبنيش يا كرم
كرم بإبتسامة : أنا نفسي أصلا تقولي كدة، حاضر مش هسيبك ولآخر نفس
قَبل جبينها كذلك يدها فاردفت : هو كدة اغتصـ.ـبني صح؟
هز رأسه بتأكيد وقد تذكر ما فعله مع سيلا، فرت دمعه من ركن عيناه وهو يُقبل جبينها ببطء ثم مدت يدها له بورقة قائلة : لقيت دي معاها
فتح الورقة وجد مكتوب بها :
" عندي نسخ كتيرة اوي وممكن فضيحة مصر كلها، تيجي والجزمة فوق رقابتك بابني "
اغلق الورقة فاردفت بتوتر : فيها ايه؟
حرك رأسه بالنفي قائلاً : مفيش يا حبيبتي متحطيش في بالك
اعتدلت جالسة ثم وقفت كذلك هو واندفعت باتجاه حضنه، اغمضت عيناها بقوة وهي تمرر وجهها في كتفه وهو يربط على ظهرها، رن هاتفها فأجابت بتوتر : ايوة يا بابا
حسن بغضب : تعالي الثانية دي عندي فاهمة؟ يلا
زاد توترها وهي تضم كرم باتجاهها وقد شعرت بالرعب من فكرة تركه، نظرت له قائلة : بابا عايزني وأنا خايفة
كرم بهدوء : هاجي اوصلك واستناكي تحت
تالا بتأكيد : اة خليك
بالفعل اخذها كرم إلى منزلها وظل ينتظرها في الأسفل، دقت تالا الجرس ومجرد ما فتح والدها نزل بصفعة قوية على وجهها ثم قال بانفعال : ايه ده؟
وفتح كاميرا آخرى لها جعلتها تنظر لهم بزهول ثم وقع مغشي عليها وقد انهار جسدها، نزلت كرم وقرر يصعد لأعلى يستمع لما يحدث ويطمئن، سمع والدتها تصرخ : تالا بنتي!
صعد لأعلى سريعًا وتحدث بلهفة : تالا
جذبها ونزل سريعًا بها كذلك اهلها وابنها الذي يبكي، اتجه بها لأقرب مستشفى ثم دخلت الغرفة، ظل ابنها يبكي وكرم يود فعل نفس الشيء مثله، تنهد وهو يحمل الصغير قائلاً : متخافش ماما كويسة
إياس ببكاء : جدو ضربها وهي وقعت، يا رب ماما مش تموت
نفى برأسه قائلاً : مش هيحصل ليها حاجة، متقلقش
هز رأسه وهو يبكي وجلس كرم به ثم بدأ يربط على كتفه حتى ينام، نام الصغير بتعب وتحدث كرم بهدوء : ايه يستاهل تضربها
حسن بجمود : موضوع كدة
رد كرم بضيق : الموضوع يخص فيديو؟
نظر حسن باتجاهه بصدمة فأكمل كرم بانفعال : وظلم بنتك يستحق الضرب
حسن بغضب : مقالتش ليه؟ تخلينا مكسورين العين قدام عيلة الكيلاني ليه؟
تحدث كرم بحدة : بنتك مكنتش تعرف وجات ليا الجامعة والحيوان دا بيهددها بيه، بنتك كانت مرعوبة تمشي لوحدها والوقتي يا تسلمها ليه هي وابنها يا تاخد حق بنتك والإختيار ليك
فكر حسن قليلاً فأكمل كرم : صدقني انا مش وحش ذي ما اتصور ليك وبحبها ولو اختارت حقها انا هقف جنبها لحد ما ارميه في السجن
حسن بهدوء : ولو اختارت الحل التاني
رد كرم بحدة : لو بنتك تهون عليك فهي متهونش عليا
وكان هذا رد كافي بالنسبة لحسن الذي ابتسم له، خرج الطبيب واردف : إنهيار عصبي واحنا اديناها مهدىء هي صاحيه تقدروا تشوفوها بس محدش يضغط عليها
أخذ حسن الصغير من كرم ثم قال : ادخل أنت كلمها
اتجه للداخل وسحب كرسي يجلس بجانبها، مسح دموعها قائلاً : تيا حلو صح؟ ولا تالين؟
عقدت حاجبيها باستغراب فاكمل : اسم بنتنا، صحيح عايز فرح كبير اوي، وعايز اكتب الكتاب في حفلة وحنة في حفلة ولو في حفلات اكتر تدل على فرحتي بيكي هعملها
اغمضت عيناها تبكي وهو اقترب قائلاً : مش متعود عليكي كدة بس لو دا هيريحك عيطي، أنا مش هسيبك
اقترب يمسح دموعها بشفتيه ثم قبل عيناها، نظرت باتجاهه فاردف : متبصيش ليا بعيونك دي عشان بضعف وبيجي ليا تهيؤات غريبة
ابتسمت بخفة ثم اقترب قائلاً : انا هتجوزك برضاكي او غصب عنك بس قبلها انا هدفعه تمن دموع حبيبتي دي
تالا بخوف : أزاي؟ ..
❈-❈-❈
في شركة رعد وياسين المشتركة
دخل ياسين إلى مكتبه وجد سكرتيرة جديدة لكن هذه ترتدي النقاب، عقد حاجبيه باستغراب ولم يبدي تعليق واحد، رفعت عيناها له وكان بحر من المياة الصافية
تحدثت بنبرة حاولت تغيرها : أهلا وسهلا يا فندم، انا جوري السكرتيرة الجديدة
اكتفى بهزة بسيطة من رأسه واتجه للداخل، رنت على اختها التوأم قائلة : مقالش حاجة
ردت الآخرى عليها : اتقلي تاخدي حاجة نضيفة
زفرت قائلة بانزعاج : حاضر
❈-❈-❈
" بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير "
هذا ما قاله المأذون عقب انتهائه من كتب كتاب بسام وجميلة التي حاولت منع دموعها لكنها قامت بخيانتها بقسوة، تنهدت وهي تنظر باتجاهه ملامحه جامدة لا تبدي رد فعل يستحق
تحدث بهدوء : متقلقش يا عمي هي أمانة في رقبتي ذي حنان، وبإذن الله متجيش ليك زعلانة
رد والد جميلة : وأنا واثق من ده يا ابني
وهي لا تعرف اي شيء عقب ما حدث، في الأساس لا تصدق مقدار إنش واحد مما يحدث، بسام وهي زوجين كيف هذا! حلم سنوات تحقق في ثانية واحدة!
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية