رواية جديدة لأنني أحببت الجزء الثاني من في غياهب القدر لبسمة بدران - الفصل 22
قراءة رواية لأنني أحببت
الجزء الثاني من رواية في غياهب القدر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لأنني أحببت الجزء الثاني من في غياهب القدر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل الثاني والعشرون
مفاجأة غير متوقعة
يمسك بهاتفه بين يديه في تردد عازما على الاتصال بها فهي أخبرته بأنها سترد عليه ولم تفعل
بحث عن اسمها ثم انتظر فهو وعدها بأنه سيتركها وشأنها وعليه أن ينفذ وعده معها لكنها تأخرت كثيرا.
زفر بقوة فالتردد شيء صعب للغاية ظل هكذا حتى حسم قراره أخيرا فهو سينفذ وعده معها مهما طالت المدة عليه أن يعطيها وقت فهو أخطأ كثيرا في حقها ويعلم أنها تفعل هذا كوسيلة للانتقام منه وهو ليس بالساذج كي يغفل عن شيء كهذا هو يعرفها عن ظهر قلب.
ابتسم باتساع عندما تخيل بأنه سيجمعهما منزلا واحدا كما كان في السابق
اغلق الهاتف ثم وضعه فوق المنضدة واستلقى فوق الأريكة واضعا رأسه على الوسادة وابتسامة بلهاء ترت على شـ فتيه وكل ما يشغل تفكيره الآن هو غزل وحياته معها التي ستبدأ من جديد.
❈-❈-❈
بتهذيب شديد أجابه عبر الهاتف: والله يا عم الحاج أنا عندي شغل اليومين دول ابنك رامي كل حاجة فوق دماغي عشان كده أنا جبت عبير عندك لحد ما موجة الشغل دي تخلص.
صمت يستمع رده على الطرف الآخر: اسمعني كويس يا رؤوف أنا عارف إن أنت ومراتك زعلانين بس مش عايز اعرف السبب بس كل اللي عايزك تعرفه ان عبير عارفة غلطها وهي اللي قالت لي بنفسها إن هي اللي مزعلاك عشان كده يا ابني أنا مش عايز اضغط عليك
خد وقتك لحد ما تهدا وبعد كده تعال خد مراتك أنا بقول لك الكلام ده عشان أنت بالنسبة لي زي عمار وأكتر وربنا اللي يعلم.
تنهد رؤوف بحرارة مغمغما: أنا عارف والله يا عم الحاج بس صدقني أنا محتاج بس أهدى شوية كده وهاجي أخدها أنت عارف عبير بالنسبة لي إيه أكيد يعني مش بعد كل اللي عملته حوار بسيط زي اللي حصل بيني وبينها هيخلينا نبعد عن بعض أنا بس بدي لنفسي هدنة وبديها هي كمان هدنة فهمني يا عم الحاج؟
أومأ له الحاج سعد وكأنه يراه هاتفا بجدية: وأنا واثق فيك وفي حكمتك يا رؤوف يا ابني اتأكد ان بيتي مفتوح لك في أي وقت
خد الوقت اللي أنت تحبه يلا اقفل بقى عشان مش فاضي لك.
اغلق رؤوف الخط وهو يشعر بحزن شديد فبعد حديث الحاج سعد وأخباره بأن عبير اعترفت بخطئها جعله يشعر بالندم على ما اقترفه في حقها
لكن هو ما زال حزينا بسبب
تصرفاتها الهوجاء تلك
نعم هو اشتاقها كثيرا ويفتقدها أكثر لكنه لا يريد أن يعبث في وجهها أو يعاملها بطريقة سيئة لذا اختار الابتعاد حتى يهدأ تماما وينسى الموضوع برمته.
❈-❈-❈
مر شهر بالكامل تغيرت فيه الأحداث كثيرا.
عمار يبذل قصارى جهده كي تتم خطته على أكمل وجه كما انه كان يمطر زينة بوابل من الكلمات المعسولة كي لا تشك به.
بينما زينة كانت تعيش أسعد أيام حياتها ظنا منها بأنها استطاعت الحصول على قلب زوجها مجددا وتنتظر المفاجأة التي وعدها بها عمار.
عبير ما زالت تعيش في منزل والدها وهي تشعر بالحزن الشديد فرؤوف لم يأتي حتى الآن كما أن والدها أخبرها بأنه يريد المزيد من الوقت ليهدأ قليلا.
ورؤوف كان يجاهد نفسه طوال تلك الفترة كي لا يذهب لها ويأخذها إلى منزلهما ويسامحها على فعلتها تلك
فهو ما زال حزينا سبب ذلك الخطأ الذي اقترفته في حقه وحقها.
استقرت عزة وزوجها في مصر وبالتحديد في منزل الحاج سعد والجميع ينتظرون المولود الذي سيدخل البهجة على عائلة هنداوي بأكملها.
أما عن حسام فلقد تغير مائة وثمانون درجة كان يقضي نهاره فيه الاستغفار والسماع إلى آيات القرآن الكريم عن طريق الهاتف والصلاة بعينيه
فلقد عرف أخيرا أن ليس هناك هروبا من الله سوى إليه.
نور ووليد يعيشان قصة قصة حب جميلة لا تخلو من المناورات والمرح من جانب نور والشدة والحزم من جانب وليد.
فلقد تمت خطبتهم في الموعد الذي حددوه سابقا والسعادة ما زالت حليفتهما حتى الآن.
وبالنسبة لغزل فهي قررت أخيرا أن تعطي لزوجها فرصة ثانية لكن في يوم زواج أختها كي يكون الفرح اثنين.
أما عن صَبا فقد قضت ذلك الشهر في صراع عنيف بداخلها فيوما بعد يوم تشعر بالرفض والنفور
وعلى الرغم من إصرارها على إتمام تلك الزيجة إلا أن قلبها كان ينهرها وبشدة فلقد رفضت الذهاب لشراء أي شيء يخصها وفوضت والدتها لفعل ذلك
كما أنها اتخزت المنزل وبالتحديد غرفتها ملجأ لأحزانها كانت يوميا تقيم الليل وتدعو الله أن يريح قلبها وتبكي كثير بين يدي الله عز وجل.
لكن كامل كان على النقيض تماما فهو يشعر بالحزن الشديد كلما ابصر نظرة الحزن في عيني صَبا وعلى الرغم من الألم الذي يجتاح قلبه إلا انه أراد طمأنتها وبشدة
لكن التهديدات والتحذيرات التي فرضها عليه عمار منعته من فعل ذلك.
❈-❈-❈
مساء ولجت الحاجة صباح غرفة عزة وعبير تحمل صينية مستديرة الحجم يعلوها بعض الأطعمة الشهية وهي تهتف بمرح: يلا يا ست عزة قومي كده عشان تتقوتي ونحط لك فرخة مكان النونو اللي زي القمر ده.
ابتسمت عبير لتلك المرأة الحنون التي منذ ولادة أختها وهي تهتم بها وبطعامها ناهيك عن اهتمامها بذلك الصغير الذي يشبه خاله عمار إلى حد كبير والذي أصرت عزة بأن تطلق عليه نفس الاسم فهي تحب شقيقها كثيرا وتعتبره سندها في هذه الدنيا.
أخذت عبير عمار بعد أن أرضعته شقيقتها وراحت تمطره بوابل من القـ بلات
فصاحت عزة مستنكرة: بس بقى يا عبير كفاية بوس أنا ما صدقت أنه نام علشان أنام جنبه شوية.
وضعت الحاجة صباح الصينية على قدم عزة وراحت تطعمها بيدها.
والأخرى ترمقها بامتنان بين الفينة والأخرى فهي كانت لهم بمثابة الأم الثانية
وفي نفس اللحظة ولجت نور تهتف بصوت مرتفع: ريحه فرااااخ وأنا جمانة.
شعر الرضيع بالفزع فاستيقظ وهو يبكي بصوت مرتفع
مما جعل الجميع يرمقها بغضب فهتفت عزة موجهة حديثها إلى نور: عاجبك كده أهو صحا منك لله يا بعيدة والله لتقعدي بيه طول الليل عشان أنا حموت وأنام.
راقصت نور حاجبيها بمرح مغمغمة: وهو أنتو عايزين تبقوا أمهات على الجاهز ما هو لازم تتعبوا وتشقوا كده وبعدين أنا لازم أنام كويس ما تنسوش أن احنا عندنا فرح بكرة وليدو حبيبي معزوم لازم يشوفني قمر يرضيكو يشوفني يعني وأنا عندي سواد تحت عيني يلا تصبحوا على خير.
وقبل أن تذهب دنت منهم ملتقطة قطعة كبيرة من الدجاج وهي تضحك بمرح تاركة الجميع يشيعها بنظرات غاضبة.
❈-❈-❈
جاء اليوم الموعود الذي ينتظره الجميع ألا وهو زواج صَبا.
فلقد أمر عمار بتزيين الحارة بأكملها كما أنه ذبح الكثير من العجول لإطعام أهل الحارة احتفالا بذلك اليوم
وعلى الرغم من غضب زينة لما يفعله عمار إلا أنها كانت تشعر بالراحة نوعا ما لأنها ستتخلص من صَبا إلى الأبد.
عصرا صعد إلى شقته كي يرتاح قليلا قبل عقد القرون والاحتفال
فاستقبلته زوجته بابتسامة واسعة وراحت تسأله بلهفة: مالك يا أخويا أنت وشك دبلان كده ليه؟
أجابها بإنهاك وهو يلقي بجسده فوق أقرب مقعد: ما قعدتش طول النهار يا صباح والله واقف على أيد الطباخ بس الحمد لله الأكل كفى الناس وزيادة.
سألته باهتمام: ما تاخزنيش يعني في السؤال هو ليه عمار مهتم بالفرح ده قوي كده وليه المصاريف دي كلها يعني؟
ابتسم باتساع هاتفا بمراوغة: تدفعي كام وأقول لك يا شحرورة.
وقفت خلفه وراحت تدلك فروة رأسه بأصابعها الناعمة مردفه بمشاكسة: اديك عيوني بس قل لي.
تنهد براحة ثم غمغم باختصار: هانت كلها كم ساعة وتعرفوا كل حاجة عشان عمار أخد علينا عهد أن أحنا ما نتكلمش بس خير إن شاء الله.
❈-❈-❈
في المشفى عند حسام بعد أن ساعدته في تناول طعامه أعطته الدواء ثم سألته بابتسامة: حاسس بأيه دلوقتي يا أستاذ حسام؟
أجابها بنفس الابتسامة: الحمد لله حاسس أني أحسن كتير قوي.
رمقته بدهشة فهو تغير كثيرا في ذلك الوقت القصير وكأن رجوعه إلى الله أعطاه الأمل وغسل قلبه من الداخل جعله شخصا آخر حتى إنه بات ينام على صوت القرآن الكريم ولا يفوته فرد أبدا مما جعلها تشعر بسعادة لا مثيل لها
وقبل أن تنصرف للخارج سألته سؤالها المعتاد: عايز مني حاجة تانية قبل ما امشي؟
أجابها بهدوء: بصراحة عايز منك خدمة.
رمقته باستفهام؟
فاستطرد: كنت عايز أشوف عمار هنداوي ضروري ارجوكي حاولي توصلي له أنا عندي رقم تليفونه على الموبايل كلميه وقولي له إني محتاج أشوفه ضروري لازم أخلص ضميري قدام ربنا وارتاح بقى.
أومأت له بالموافقة ودنت ملتقطة هاتفه بحثا عن ذلك الرقم
غافلة عن الدموع التي سقطت من عيني حسام ندما وحزنا.
❈-❈-❈
انتهى من ارتداء ملابسه المكونة من بدلة سوداء أسفلها قميص أبيض ولم يرتدي رابطة عنق فهو يكرهها كثيرا صفف خصلاته ورش عطره فهو يشعر بسعادة كبيرة اليوم
فاليوم ستعود له زوجته هو قرر أن يصالحها فالمنزل بدونها جحيم
وعلى الرغم من علمه بأنها باتت تعشقه إلا أن حزنه منها كان كبير لكن الآن هو يريدها بقربه يكفي بعدا يكفي حزنا يكفي ألما
وبعد أن انتعل حذائه امسك بهاتفه وبحث عن رقم صديقه ووضعه على أذنه ينتظر الرد ثواني واتاه الرد على الطرف الآخر: عايز إيه يا زفت ما تسيبني البس بقى.
ضحك باستفزاز مغمغما: ما هو أنا كنت بتصل بيك عشان أقول لك إني خلصت وجاي لك يا برنس.
هدر عمار على الطرف الآخر قائلا: يعني أنت بتسمعني صوتك الحلو ده عشان تقول لي إنك خلصت وجاي لي طب ما تتنيل تيجي يا ابني دي حاجة زفت والله.
ألقى تلك الكلمات واغلق الهاتف في وجه رؤوف.
فاستدار عندما استمع صوت زوجته تقول: ما لك يا حبيبي بتزعق لمين كده على التليفون؟
تأمل فستانها الأسود الذي أصر أن يشتريه لها بنفسه برضا مجيبا إياها باختصار: ده رؤوف بس إيه السرعة دي شايفك لبستي وحطيتي مكياجك كمان!
طوقت عنقه بذراعيها مغمومة بشقاوة: أنا حييت أنزل معاك من دلوقتي عشان ما تتعاكسش ما أنت عارف بنات الحارة مش سايبينك في حالك.
منحها ابتسامة صغيرة وهو يفك ذراعيها عن عنقه مغمغما في عجالة: طيب استني بقى لما البس أنا كمان عشان ننزل سوى.
أومأت له موافقة
فولج للداخل يرتدي بدلته السوداء ورابطة العنق البيضاء فهو أراد أن يكون مثالا للأناقة اليوم.
❈-❈-❈
في نفس التوقيت
تجمعت الفتيات في منزل الحاج كامل لمؤازرة صَبا فهن أخذن ثيابهن كي ترتدينها هناك
دقائق وكنا جاهزات
فقد ارتدت نور فستان من اللون الأزرق الفاتح وحجاب من نفس اللون
بينما ارتدت كل من عزة وعبير فستان من اللون الكشميري وحجاب يماثل ذلك اللون فهما أرادا أن ترتديان مثل بعضهما كي تكونا وصيفات العروس
صاحت نور بمرح وهي تدور حول نفسها: قولوا لي يا بنات الفستان يجنن صح أنا أصلا بعشق اللون الأزرق بكل درجاته.
أومأت لها عبير بالموافقة
فهتفت أخصائية التجميل بانبهار: هو فعلا تحفة عليكي يا نور.
وقبل أن تتفوه ببنت شفه استمعت إلى صوت رنين هاتفها فقفزت من مكانها مردفه في عجالة: الموز وصل يا بنات أما أنزل الحقه قبل ما واحدة كده ولا كده تشقطه.
اندفعت للخارج تاركة الجميع يشيعها بنظرات مستغربة وبعدها انفجرنا في الضحك.
❈-❈-❈
بينما في الأسفل وقف كل من عمار والحاج سعد وكذلك الحاج كامل يستقبلون المعازيم.
وبعد أن قل توافد الناس دنا الحاج كامل من عمار متسائلا بخوف: والله يا عمار يا ابني أنا قلقان من رد فعل صَبا بقول لك إيه ما تيجي نعمل لها اللي هي عيزاه وخلاص.
رمقه عمار بغضب صائحا بقوة: نعم يعني أنت عايزها تتجوز وهي لسه على زمتي يا عم كامل ما تقول له حاجة يا حاج سعد!
ابتسم الحاج سعد باتساع ولم يعقب.
فغمغم الحاج كامل: شفت حتى أهو أبوك ما اتكلمش يعني هو كمان مأيدني في اللي أنا قلته أنا مش عايز أخسر بنتي بسبب لعبتك دي يا عمار.
زفر عمار بنفاذ صبر وراحا يضرب كفا بالآخر ثم هتف وهو يبتعد عنهما: أنا هروح أقف بعيد عشان أنا جبت أخرى بصراحة إيه الكلام اللي مش مفهوم ده!
دنا الحاج سعد وربط على منكب الحاج كامل بمؤازرة ثم هتف بجدية: اللي عمار عمله هو الصح يا كامل يا أخويا ودلوقتي بقى ابعت حد يستعجل البنات خلينا نخلص في اليوم اللي ما يعلم بيه إلا ربنا ده.
بعد أن انتهت من ارتداء ثوبها الأبيض الطويل الذي يتسم بالبساطة فقد كان ضيقا من أعلى حتى الخصر ومن ثم يتسع رويدا رويدا حتى الأسفل
تزينه حبات ماسية بشكل عشوائي مما جعله غاية في الجمال والبساطة
لو كانت هي التي اختارته بنفسها لكانت ستنتقيه هكذا
لكن للأسف فقد رفضت أن تذهب وتنتقي ثوب زفافها كبقية الفتيات.
ثواني معدودة وشرعت المصففة في وضع مستحضرات التجميل بشكل بسيط يناسب ثوبها الجميل.
دقائق وانتهت من عملها ثم هتفت بانبهار: الله يا صَبا أنا أول مرة أزوق عروسة وتطلع بالجمال ده - سبحان الله- برغم أني ما حططلكيش حاجات كتير.
قاطعتها غزل بمرح: الله أكبر خمسة في عينك يا أختي أنتي هتحسديها ولا إيه!
بينما والدتها لمعت عينيها بالدموع ثم تمتمت بانبهار: بسم الله ما شاء الله حورية يا صَبا طول عمري بستنى اليوم اللي أشوفك فيه عروسة.
زفرت عزة بنفاذ صبر وهي تناول رضيعها لشقيقتها عبير ثم هتفت: لا أبوس أيديكم مش وقت نكد خالص.
دنت من صَبا وأمسكت يدها كي تساعدها في النهوض مردفه بعجالة: يلا يا حبيبتي عشان عمي كامل مستنيكي تحت.
وبالفعل انصاعت لطلبها وسارت برفقتها للخارج وقلبها ينزف دما وألما فهي تسير بجوارهم غير عابئة بالزغاريد التي تحيط بها والتهاني والمباركات والدعاء لها بالسعادة وكأنها تساق إلى حدفها وليس إلى زوجها كأي عروس.
استقبلها والدها بابتسامة كبيرة طابعا قبلة عميقة فوق جبينها.
وبعدها التقط ذراعها ووضعها في ذراعه وسار بها للخارج.
أما عنها فقد كادت أن يغمي عليها من شدة الخوف والحزن فلولا الفضيحة لصرخت بأعلى صوت لها بأنها لا تريد الزواج.
وأثناء انشغالها بأفكارها تلك ابصرته يدنو منها وعلى وجهه ابتسامة كبيرة هاتفا باستفزاز: مبروك يا صَبا جه اليوم اللي أشوفك فيه عروسة.
أشاحت بوجهها بعيدا عنه ولم تعقب لكنها انتفضت من مكانها عندما استمعت إلى صوت والدها يقول موجها حديثه لها: عمار أصر أنه يسلمك لكامل بنفسه.
تطاير الشر من مقلتيها فور سماع جملة والدها وفتحت فاها لتعترض
إلا أن عمار لم يمنحها الفرصة وامسك بيدها رغما عنها ووضعها في زراعة هامسا في أذنها: خليكي طبيعية عشان الناس بتبص علينا ليفتكروكي مغصوبة على كامل ولا حاجة.
ضغطت على شـ فتيها السفلى بأسنانها ومن ثم رفعت ساقها من أسفل الفستان وضربته بقوة في ساقه جعلته يتألم كثيرا لكنه كتم ألمه بداخله.
ثواني ووقف كامل أمامهما وعلى وجهه ابتسامة حزينة.
فحاولت صَبا فك يدها من يد عمار لكن عمار تشبث بها أكثر وهتف موجها حديثه لكامل: إيه يا كامل مش ناوي تبارك لنا وتتمنى لنا السعادة أنا وصَبا ولا إيه؟
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بسمة بدران من رواية لأنني أحببت الجزء الثاني من رواية في غياهب القدر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية