رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني - هدير دودو - الفصل 24
قراءة أنين وابتهاج الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل الرابع والعشرون
ظلت تصرخ برعب وتقود سيارتها بسرعة جنونية محاولة الهرب منهم لكن هيهات كيف ستهرب من ذلك العدد الهائل بالطبع لن تستطع فاستسلمت في النهاية عندما وجدت سيارتها تُحاط من جميع الجهات.
علمت أن محاولها فشلت تلك المرة فوضعت يدها فوق بطنها بقلق شديد والدموع تسيل من عينيها كالشلال لم تتوقف، وجدت مَن يفتح الباب بقوة على الرغم من أنها حاولت أن تغلقه عليها بإحكام ولكنها فشلت من فرط القلق والخوف اللذان يقطعان في قلبها كالسكاكين الحادة.
أغمضت عينيها برعب ولكن قبل ان تفعل اي شي وجدتهم يضعون المخدر أمام أنفها، مرت دقائق وهي في حالة لم تعتاد عليها تشعر بهم وهم يجذبونها خارج سيارتها ودلفت السيارة الخاصة بهم ولم تشعر بأي شئ آخر، فقد غابت عن الوعي تماما..
على الجانب الآخر...
كان عمر لا يصدق ما حدث شعر وكأن بركان من الغضب سينفجر بداخله، ضرب المكتب بيديه بقوة شديدة والقى جميع الاشياء أرضا شعر بالعجز الشديد تمنى أن يكون كل ما يحدث كابوس، لم يشعر بذاته سوى والدموع تجتمع داخل عينيه لأول مرة يشعر أنه فشل، فشل في انقاذها وابعاد الأذى عنها تلك المرة.
يريد أن يحضنها ويبكي معها، نعم لأول مرة في حياته يشعر بالضعف ويريد البكاء أمامها، يدعي ربه بألا يحدث لها أي شئ سئ فقلبه لن يتحمل أن يرى بها اي آذى لن يسامح ذاته قط..
حاول أن يتماسك لاجلها، تناول هاتفه وقام بالإتصال على الضابط الذي يدعي (حسام) الذي رد عليه مسرعا
:- الو يا عمر بيه أنا لسة مفيش جديد احنا بدور على مكانه هو ونهى لكن من الواضح انهم حسوا بينا عرفوا إنك قدمت الاوراق اللي تدينهم.
رد عليه صارخًا بعصبية شديدة وغضب يتطاير من كلتا عينيه اللذان اشتعلا بنيران متأهبة
:- هستنى لأمتى الزفت دة اللي اسمه عدي خطف مراتي أنت فاهم ولا لأ لو مش هتعرفوا تتصرفوا وتجيبوه أنا هتصرف وارجعها بطريقتي الخاصة.
تنهد حسام بصوت مسموع ثم رد عليه بهدوء وهو يحاول ان يجعله يهدأ
:- عمر بيه ممكن تهدا وصدقني احنا مش ساكتين بعدين دي حركة متوقعة منه وانا بنفسي منبهك من كدة انشاء الله في خلال اربعه وعشرين ساعة هنكون قبضنا عليه وعرفنا مكانه والمدام هتكون بخير.
اغلق عمر معه وقام بالاتصال على سامر وطلب منه أن ياتي ويجمع له جميع حراسه ثم امرهم جميعًا بالبحث عن عدي ومعرفة مكانه في أسرع وقت.
وضع يده فوق صدعيه بتعب شديد يريدها معه وبحانبه الآن، يريد أن يملأ عينيه من رؤيتها لأول مرة يشعر أنه كالتائه بدونها انياط قلبه تتمزق دون ذرة رحمة...
❈-❈-❈
في نفس الوقت
كان تامر يجلس مع فريدة فهو طوال تلك الفترة التي مضت لم يجتمع معها لكنه قرر الا يصمت سيتحدث معها، فيكفي كل ما حدث، ارتبكت فريدة ما أن رأته دلف الغرفة عليها فانتفضت واقفة مما جعله يعقد حاجبيه بدهشة فأردف متسائلًا
:- إيه في إيه مالك؟ وقفتي مخضوضة كدة ليه؟!
تنهدت بصوت مسموع وهي تجاهد أن تخفي ارتباكها وتوترها من رؤيته المفاجأة لها، ردت عليه بخفوت
:- مـ... مفيش يا تامر بس اتخضيت عشان بقالك كتير مش بتيجي مش اكتر.
اومأ لها برأسه إلى الامام ثم جلس فوق المقعد المقابل لها، واشار لها بيده ان تجلس ثم تحدث بجدية
:- آه فعلا كنت مستني لغاية ما صحتك تتحسن عشان نعرف نتكلم يا فريدة.
بدا التوتر فوق قسمات وجهها لم تنجح في اخفاءه، وتمتمت تساله بارتباك وتلعثم كالطفلة المذنبة
:- و... وأنتَ يعني، عاوز تتكلم في إيه؟
دقات قلبها تتسارع وكأنها داخل سباق الخوف تملك كل ذرة بها، تريد ان تنهي ذلك النقاش من قبل ان ببدأ، تريد أن تدلف داخل حضنه وتبكي عن كل ما مرت به الفترة الماضية تحتاجه وتحتاج وجوده معها اكثر من اي شئ اخر، تعلم انها اخطأت عندما لم تثق في حديثه ولكن ما ذنبها هي تعلم بحبه لبسملة الكبير؛ لذلك اضطرت أن تصدق كل ذلك..
تحدث تامر يرد عليها ببرود وحدية شديدة جعلت توترها يزداد
:- هو إيه اللي هتكلم في إيه يا فريدة انتي شايفة الوضع كدة طبيعي، يعني طبيعي تكون حياتنا كدة، فريدة أنتي غلطتي اعترفي بغلطتك، وغلطك كان هو السبب لكل اللي احنا فيه.
اجتمعت الدموع داخل عينيها، لم تستطع أن تصمت بعدما استمعت الى حديثه فتمتمت ترد عليه بقلق وهي تفرك في يديها
:- ايوة انا معترفة على فكرة انا مصدقتش كلامك، بس مين سبب الغلط الاساسي يا تامر، مين اللي خبى عليا روحت شوفتك وانت قاعد معاها بعيني كنت عاوزني اصدقك يا تامر، طب ازاي على فكرة دة ملوش علاقة بالثقة بس إنك تكون بتحبها ومفهمني انك خلاص نسيتها والاقيك رايح تقابلها ايا كان ايه السبب فدة يخليني مش عاوزة اشوفك ولا اسمعك اثق فيك، إيه الثقة دي لو لقيتك قاعدة مع واحدة غريبة وعملت كدة مش واحدة كنت بتحبها وبتحبها اوي كمان وبعدها آلاء جت حكتلي فتحت التليفون عشان اكلمك لقيت الاستاذة باعتة صور ليك وأنت في شقتها في نفس اليوم اصدق إيه يا تامر وأثق في إيه، أنت كمان غلطت زيي على فكرة.
مرر يديه فوق وجهه بضيق شديد بعدما رأى الوجع الذي بدا بوضوح في عينيها، لكنه حاول أن يظل كما هو حتى يستطع أن يكمل حديثه معها، أردف يرد عليها بهدوء وتعقل
:- ماشي يا فريدة أنا غلطت عشان روحت وقابلتها من وراكي بس مكنتش عاوز انها تبعت ليكي اي حاجة تضايقك يعني عشان خايف عليكي، وبعدين بحبها إيه انا وضحتلك مية مرة إني اكتشفت إني مش بحبها وقولتلك اني بحبك والله بس انتي مش عاوزة تثقي في حبي ليكي.
ضحكت بسخرية مريرة مصحوبة بوجع شديد وردت عليه بخفوت وحزن
:- تامر أنا واثقة فيك و لو مش واثقة فيك كان زماني بتخانق معاك كل يوم بسبب الكلام الزفت والاسكرينات والصور بتاعتكم اللي هي بتبعتهالي كل يوم تبعتلي صور ليك انت وهي وقد إيه انت بتبقى مبسوط وهي جانبك وكلامك اللي كنت بتقولهولها اللي عمرك ما قولتيلي حتى ربعه دة غير كم كلمة زي السم منها برد عليها وبعملها بلوك وبقول لنفسي انك دلوقتي بتحبني فملوش داعي كل اللي هي بتعمله لكن لما اروح الاقيك خارج معاها ومرتب للخروجة من قبل كدة المفروض أعمل ايه حس بيا شوية ليه مصمم تغلطني وانتي مش قادر تفهمني وتقدر موقفي.
انهت حديثها وهي تبكي وقد خانتها دموعها للاسف على الرغم من محاولاتها العديدة لكبت دموعها لكنها فشلت وبكت أمامه كانت تبكي بلوعة شديدة تحرقها.
اندهش تامر بشدة بعدما استمع إلى حديثها الذي لأول مرة يعلمه تمنى لو أنه كان قـ ـتل بسملة بعدما راى الوجع الذي سببته لها، لم يعلم عن اي شي مما تفوهت به وكيف تحملت كل ذلك بمفردها، نهض وتوجه نحوها بحزن شديدة من ذاته اولآ، ثم جذبها داخل حضنه بشغف وحب شديد.
لم تقاومه على غير المتوقع فهي كانت تحتاج إليه وإلى احتضانه لها بدات جميع حصونها تنهار مرة واحدة فهي كانت تحاول أن تتماسك طوال تلك الفترة بمفردها لكنه الآن بجانبها ظلت تبكي وهي داخل حضنه على كل ما مرت به بينما هو ظل يربت فوق ظهرها بحنان شديد يحاول ان يجعلها تهدأ لكنه انتظر حتى هدأت تماما واستكانت بين ذراعيه تحدث بحنو وصوت اجش يملؤه العشق الشديد الذي يوحد داخل قلبه المتيم بها
:- آسف آسف آسف، فريدة انا عارف إنك معاكي حق آسف على كل حاجة حصلتلك واستحملتيها بسببي انا بحبك أوي يا فريدة وحقيقي لو هتكلم عن الحب فهتكوني أنتي حبي الأول والأخير عارف أن كل مرة بتديني فرص مش فرصة، أنتي بجد يا فريدة احلى حاحة حصلتي بحبِك يا أحلى ديدا احنا الاتنين غلطنا بس غلطي كان اكبر ودة درس اتعلمناه كويس اوي احنا الاتنين.
ردت عليه بخفوت بعدما هدأت تماما بين يديه
:- وانا كمان بحبك يا تامر حقيقي بحبك وجودك في حياتي أحسن حاجة حصلي رغم أنه في الأول مكنش حلو بس انت بجد خليتني أحبك.
صمتت لوهلة ثم استردت حديثها بحزن وانكسار شديد
:- تـ.. تامر أنا زعلانة عشان بنتتا اللي مبقتش موجودة مش قادرة استحمل بجد.
لمعت عينيه هو الآخر بحزن شديد لكنه تذكر حديث عمر عندما اخبره أنه يجب ان يكون قوي لاجلها، فرد عليها بحنان شديد
:- مش عاوزك تزعلي يا ديدا هي دلوقتي في مكان احسن وربنا هيعوضنا زي ما عوضني بوجودك في حياتي يا قلبي اهم حاجة متزعليش.
انهى جملته وشدد على احتضانه بها كأنه يريد ان يدخلها بين ضلوعه و يخفيها عن العالم بأكمله تظل معه هو، ابتسمت بهدوء بعدما استمعت إلى حديثه الذي جعلها تهدأ، كادت أن تتحدث لكن قطعت حديثها عندما استمعت إلى صوت رنين هاتف تامر.
تطلع إلى هاتفه بلا مبالاه لكنه تفاجأ بأن عمر هو مَن يتصل به فاسرع يرد عليه ولكن قبل ان يتحدث كان عمر قد تحدث هو بصوت ضعيف
:- تامر تعالى على الشركة ضروري، أنا محتاجك أوي.
توقف للحظات يحاول ان يستوعب ما يحدث وسبب طلب عمر، لكنه فشل فأسرع يرد عليه بقلق شديد
:- حاضر يا عمر مسافة السكة وهكون عندك.
هب واقفا بعدما اغلق معه ثم همهم لفريدة باعتذار بعدما طبع قبلة حانية فوق جبتهتها بعشق وشغف
:- ديدا معلش هروح لتامر عشان صوته مش مطمني فيه حاجة اكيد وهاجي هحاول متأخرش عشان بجد عاوز اقعد معاكي وحشاني اوي وحاسس إني مش هشبع منك خالص حتى وانتي قدام عيوني.
اومأت له براسها الى الامام وابتسمت بخجل شديد أثر حديثه الذي جعل قلبها يتراقص بفرحة وسعادة، ببنما تامر فسار متوجه نحو سيارته الذي قادها بسرعة شديدة حتى يصل إلى عمر بسرعة كما أخبرها.
وصل تامر الشركة وصعد مباشرة نحو مكتب عمر وجد نيرة تجلس بارتباك شديد نهضت ما ان راته باخارام فدلف تامر مباشرة المكتب وجد كل شئ في الغرفة ملقى أرضا، عقد حاجبيه بعدم تصديق واسرع يقترب من عمر الذي كان في حالة يرثى لها وتمتم يسأله بقلق شديد
:- في إيه يا عمر مالك إيه اللي حصل؟
رد عمر عليه بغضب شديدة ونبرة حادة غاضبة
:- آلاء اتخطفت يا تامر عدي ابن ال***** خطفها خطفها وهي معايا عالتليفون كانت بتصوت جامد وربنا ما هسيبه هقـ ـتله لو آخر يوم في عمري هقـ ـتله.
اسرع تامر يربت فوق كتفه بحنان شديد ثم رد عليه بقلق وحزن
:- اهدي يا عمر اهدي عشان تعرف تفكر بعدين إيه اللي مخليك متأكد أن عدي هو اللي خطفها مش يمكن حد تاني؟
رد عليه بلوعة وغضب شديد وهو يشعر بنيران متأهبة شتعل داخل قلبه
:- هو اللي عملها يا تامر عشان عرف اني وديت كل المستندات بتاعت شغله اللي تحت الترابيزة للبوليس دة غير بلاوي كتير ليه غير الورق بس هو ذات نفسه ميعرفهاش، تامر أنا قلقان على آلاء مستعد اقـ ـتله بس اشوفه قدامي وهخلص عليه.
تحدث تامر معه بتوتر وهو يحاول ان يجعله يهدأ
:- عمر ممكن تهدا عشان تفكر كويس وتعرف ازاي تلاقيها اهدي عشان خاطري، قوم بس نروح البيت لأن مش هينفع خالص اللي بيحصل في الشركة تعالى معايا.
سار معه عمر وهو يشعر أن عقله قد توقف تماما لم يعد يفكر بأي شئ، لم يكذب عندما كان يخبرها بأنها حياته فهي بالفعل حياته وروحه وكل شئ في تلك الدنيا..
❈-❈-❈
كانت نهى تجلس مع عدي داخل يخت كبير في البحر، تشعر بالقلق الشديد اسرعت تقول لعدي بتوتر
:- عدي أنا خايفة أحسن ميعرفوش يخطفوها أو حد يعرف المكان هنا.
رد عليها بحدة شديدة وعصبية فهو الاخر متوتر بشدة
:- لا بصي اهدي كدة وملكيش دعوة بأي حاجة وبطلي كلامك دة هما اكدولي ان خلاص آلاء معاهم وجايين بيها على هنا وواثق أن بسببها هنقدر نهرب من عمر والبوليس كمان هو الذكي دة فاكر انه لما يسلم الورق اللي ماسكه علينا كدة كسب خلاص لـ...
قبل ان يواصل حديثه وجد الرجال الذي أرسلهم لأحضار آلاء يدلفون عليه اليخت وهم يحملون آلاء الشبه غائبة عن الوعي، حملها عدي بين ذراعيه وهو يطالعها بعدم تصديق، أردف متسائلًا بحذر
:- اتأكدتم أنها معهاش حاجة لا موبايل ولا اي حاجة تخصها.
تحدث احدهم يرد عليه بثقة وغرور
:- عيب عليك يا عدي بيه احنا واخدينها وهي لوحدها كل حاجة تخصها موجودة في العربية بتاعتها اللي خدناها منها.
ابتسم بمكر شديد وهو لازال يصدق الذي حدث، حاول ان يخفي كل ما يشعر به وتحدث معهم بجدية صارمة
:- طب يلا اتوزعوا زي ما كنتوا كل واحد يرجع مكانه بسرعة.
بالفعل بدأ كل منهم يذهب إلى مكانه المخصص لحراسة اليخت بينما عدي وقف يتطلع إلى آلاء التي لازالت بين ءراعيه بعدم تصديق، يتأملها ويتأمل ملامحها بتمعن شديد شرد بها وبكل تفاصيلها.
لكنه فاق من شروده على صوت نهى الساخر الملئ بالغضب والغيرة
:- إيه يا عدي خدتلها كم صورة فوق كدة وركز يا بابا مش وقت خالص غرامياتك مع ال*** دي اتفضل روح دخلها الاوضة اللي من تحت خالص وتربطها كويس أنت عارفها، ولا مش هتقدر تربطها يا حرام.
صاح بها بحدة شديدة وهو يرمقها بنظرات غاضبة اخترقتها جعلتها تصمت وهي تتوعد لـ آلاء
:- بس إيه اللي بتقوليه دة، نهى قسما بالله لو ما سكتي ولميتي نفسك لاكون موريكي الوش التاني فاهمة.
شدد على جملته الأخيرة وتفوه بها بصوت عالٍ بشدة فانتفضت بخوف و اومأت له براسها الى الامام بصمت من دون ان تتفوه بحرف واحد وهي ترمق آلاء التي لازال يحملها بنظرات غاضبة.
سارت تلحقه وجدته وهو يضعها أرضا في تلك الغرفة المنعزلة البعيدة عن جميع أركان اليخت ويعقد الحبال بقوة شديدة التف نحزها واردف قائلا لها ببرود
:- هروح اظبط كم حاحة برة يلا.
حركت راسها نافية ثم ردت عليه بمكر انثوي
:- لأ اطلع أنت أنا عاوزة اشوف كم حاجة وهتأكد انها معهاش حاجة.
اومأ لها إلى الأمام وسار خارج الغرفة تارك اياها مع آلاء بمفردها ظلت تتطلع نحو آلاء بحقد وكره شديد ثم خرجت وغابت لبضع دقائق عادت مرة أخرى وهي تحمل في يدها كوب ماء القت به على وجه آلاء دفعة واحدة مما جعل الاء تبدا تستعيد وعيها شئ فشئ وهي لازالت لم تستوعب أين هي؟! وما الذي يحدث؟! تشعر بشويش كبير في عقلها ، لكنها سرعان ما استمعت إلى صوت نهى الساخر
:- حمد لله على السلامة يا ست آلاء أخيرا شرفتينا.
سرعان ما تذكرت كل ما حدث معها واستعادت وعيها باكمله حاولت ان تخفي خوفها الشديد مما يحدث وأردفت ترد على نهى بصوت ضعيف مجهد
:- عاوزة إيه يا ست نهى، اوعي تكوني فاكره ان االي بيحصل دة هيهددني او يخوفني لأ يا حبيبتي دة انا مش أي حد وأنتي عارفة كويس اوي أنا مين.
اقتربت منها نهى ثم نزلت قليلا حتى تصبح على مستواها وحذبت شعرها في يدها بقوة شديدة
:- لأ فوقي يا بت دلوقتي انتي تحت رحمتي اقدر اعمل فيكي اللي أنا عاوزاه فوقي واعرفي أن أنا دلوقتي المتحكمة مش انتي أنا عارفة انك ذكية وهتفهمي قصدي يا آلاء صح.
حاولت ألا تبدي وجعها من قبضتها فوق شعرها بل على غير المتوقع ابتسمت ببرود وردت عليها باستفزاز شديد
:- اه صح دة انا بقيت بنسى يا نهى المفروض اعمل حسابك عشتن انتي المتحكمة، بس واضح انك انتي كمان بتنسي لنا جيت ضربتك في البيت اللي كتتي فيه انتي وعدى هربانة زي دلوقتي، فكراه يا نهى فاكرة العلقة طيب اللي خدتيها مني.
لم تشعر بذاتها سوى وهي ترفع يدها الى اعلى وتهوى بها فوق وجنتها بغضب شديد صفعتها بغضب وقوة تريد ان تطبق يدها فوق عنقها وتنهي حياتها تماما، صاحت بها بغضب شديد
:- شوفي يا يا بت يا **** لمي نفسك معايا والله هتيجي تبوسي رجلي عشان ارحمك وأنا اللي هرفض يا آلاء هرفض وانا بدفعك تمن كل اللي عملتيه معايا.
نزلت قطرات الدم من انفها وفمها أثر قوة الصفعة التي تلقتها من قِبل نهى، لكنها لازالت تخفي وجعها او تأثرها بكل ما يحدث، بل ضحكت باستفزاز شديد جعل غضب نهى يزداد وردت عليها بسخرية
:- ترحمي مين يا حبيبتي، أنا عمري ما هطلب منك حاجة بس حقيقي كلامك يا نهى بيضحكني اوي بيخليني اكتشف إنك ساذجة ومش عارفة بتتعاملي مع مين.
وقفت نهى عقلها تماما بعدما استمعت إلى حديث آلاء الذي حعل غضبها يتضاعف و ظلت تصرخ بها بعنف وتضربها من دون ان تبالي او تشعر بذاتها تركلها بقدمها وبيدها بغضب شديد ظلت تنهال عليها بعدة صفعات متتالية حتى شعرت آلاء بتخدر وجنتيها تماما اصبخت لا تشعر بهما من أثر صفعاتها لم تكتفي بذلك القدر بل لفت شعرها حول يدها وظلت تجرها بعنف وهي لازالت تصرخ بغضب عليها.
حاولت الاء بقدر الامكان أن تحافظ على ذاتها وعلى طفلها ظلت تجاهد حتى تحمي بطنها من دون أن تلاحظ كانت تتفادى جميع الضرب الذي توجه نخو بطنها بخوف.
دلف عدي الغرفة وصاخ بأسم نهى بغضب شديد
:- نهى سيبيها وبطلي هبل ايه اللي بتعمليه دة.
لن يجد منها اي رد فعل وكانها لم تستمع اليه فاقترب منها على الفور وهو يرى حالة آلاء التي تبدلت تماما اثر ضربات نهى لها فاسرع يصرخ باسمها بغضب شديد
:- تهى قولت سببيها كفاية واطلعي برة.
توقفت نهى عما كانت تفعله وطالعت آلاء التي كانت في حالة يرثى لها بتشفي ثم تمتمت بانتصار
:- ولسة وانتي شوفتي حاجة يا آلاء انا بقا فضيالك وحياتك لكل يوم من دة لغاية ما تموتي بعد ما ننفذ اللي عاوزينه.
كاتت الاء تشعر بالوجع الشديد مما حدث لها لكنها صمتت مبتسمة باستفزاز.
صاحت نهى بغضب واقتربت منها مرة أخرى لكنها وجدت عدي يقبض فوق ذراعها وسار بها نحو الخارح ثم أغلق الغرفة على آلاء بإحكام.
ما أن أغلق عظي الباب حتى انهارت جميع حصون آلاء ظلت تبكي بشدة تريد عمر ولا تريد سواه هو سيجعلها تأخذ حقها من كل ما يحدث لها تشعر بوجع شديد في جميع جـ ـسدها تريده يربت عليها بحنانه الدائم معها ولكن أين عمر؟ وكيف سيصل لها هي حتى لا تعلم أين هي؟ فقط وجدت ذاتها في تلك الغرفة ولا تعلم أي شي آخر..
صاح عدي بغضب شديد في نهى ما أن خرج من الغرفة
:- نهى انتي اتجننتي صح ازاي تعملي كدة قدري فعلا ماتت في ايديكي كل حاحة بنخططلها هتكون ضاعت بسببك وبسبب غباءك االي ملوش أي داعي انسانة غبية هتبوظ كل االي بنعمله.
تنهدت بصوت مسموع قبل ان ترد تجيبه بتوتر وضيق
:- يعني اعمل إيه يا عدي هي اللي استفزتني عاوزني اسمعها واسكت قولت اربيها عشان تعرف قيمتها كويس.
كور عدي يده بغضب ثم تحدث معها بنفاذ صبر وضيق
:- متقوليش حاجة ومتعمليش اي حاجة من دماغك اسمعي كلامي وبس بلا تربيها بلا تعملي اتفضلي شوفي هتعملي إيه واياكي اشوفك روحتيلها من غير ما أعرف.
سارت من أمامه وهي تبرطم بغضب وتوعد شديد لـ آلاء تريد أن تكسر انفها وتكسرها تماما، تريد أن تلقنها درسا لن تجعلها تنساه بعمرها فلولا دخول عدي عليها كانت لم تتوقف عن ضربها ستكمل ضرب بها لكن عدي هو مَن منعها.
وقغ عدي يتأفأف بغضب من تصرفات نهى المتهورة الغير مدروسة، لن يسمح لها ان تفسد ما يخططه هو ووصل إليه..
❈-❈-❈
يُتبع
إلى حين نشر فصل جديد من رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني للكاتبة هدير دودو، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية