-->

رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني - هدير دودو - الفصل 24

 

 قراءة أنين وابتهاج الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني 

بقلم الكاتبة هدير دودو


الفصل الرابع والعشرون




ظلت تصرخ برعب وتقود سيارتها بسرعة جنونية محاولة الهرب منهم لكن هيهات كيف ستهرب من ذلك العدد الهائل بالطبع لن تستطع فاستسلمت في النهاية عندما وجدت سيارتها تُحاط من جميع الجهات.


علمت أن محاولها فشلت تلك المرة فوضعت يدها فوق بطنها بقلق شديد والدموع تسيل من عينيها كالشلال لم تتوقف، وجدت مَن يفتح الباب بقوة على الرغم من أنها حاولت أن تغلقه عليها بإحكام ولكنها فشلت من فرط القلق والخوف اللذان يقطعان في قلبها كالسكاكين الحادة.


أغمضت عينيها برعب ولكن قبل ان تفعل اي شي وجدتهم يضعون المخدر أمام أنفها، مرت دقائق وهي في حالة لم تعتاد عليها تشعر بهم وهم يجذبونها خارج سيارتها ودلفت السيارة الخاصة بهم ولم تشعر بأي شئ آخر، فقد غابت عن الوعي تماما.. 


على الجانب الآخر... 


كان عمر لا يصدق ما حدث شعر وكأن بركان من الغضب سينفجر بداخله، ضرب المكتب بيديه بقوة شديدة والقى جميع الاشياء أرضا شعر بالعجز الشديد تمنى أن يكون كل ما يحدث كابوس، لم يشعر بذاته سوى والدموع تجتمع داخل عينيه لأول مرة يشعر أنه فشل، فشل في انقاذها وابعاد الأذى عنها تلك المرة.


يريد أن يحضنها ويبكي معها، نعم لأول مرة في حياته يشعر بالضعف ويريد البكاء أمامها، يدعي ربه بألا يحدث لها أي شئ سئ فقلبه لن يتحمل أن يرى بها اي آذى لن يسامح ذاته قط..


حاول أن يتماسك لاجلها، تناول هاتفه وقام بالإتصال على الضابط الذي يدعي (حسام) الذي رد عليه مسرعا 


:- الو يا عمر بيه أنا لسة مفيش جديد احنا بدور على مكانه هو ونهى لكن من الواضح انهم حسوا بينا عرفوا إنك قدمت الاوراق اللي تدينهم. 


رد عليه صارخًا  بعصبية شديدة وغضب يتطاير من كلتا عينيه اللذان اشتعلا بنيران متأهبة 


:- هستنى لأمتى الزفت دة اللي اسمه عدي خطف مراتي أنت فاهم ولا لأ لو مش هتعرفوا تتصرفوا وتجيبوه  أنا هتصرف وارجعها بطريقتي الخاصة. 


تنهد حسام بصوت مسموع ثم رد عليه بهدوء وهو يحاول ان يجعله يهدأ 


:- عمر بيه ممكن تهدا وصدقني احنا مش ساكتين بعدين دي حركة متوقعة منه وانا بنفسي منبهك من كدة انشاء الله في خلال اربعه وعشرين ساعة هنكون قبضنا عليه وعرفنا مكانه والمدام هتكون بخير. 


اغلق عمر معه وقام بالاتصال على سامر وطلب منه أن ياتي ويجمع له جميع حراسه ثم امرهم جميعًا بالبحث عن عدي ومعرفة مكانه في أسرع وقت. 


وضع يده فوق صدعيه بتعب شديد يريدها معه وبحانبه الآن، يريد أن يملأ عينيه من رؤيتها لأول مرة يشعر أنه كالتائه بدونها انياط قلبه تتمزق دون ذرة رحمة... 


❈-❈-❈


في نفس الوقت 


كان تامر يجلس مع فريدة فهو طوال تلك الفترة التي مضت لم يجتمع معها لكنه قرر الا يصمت سيتحدث معها، فيكفي كل ما حدث، ارتبكت فريدة ما أن رأته دلف الغرفة عليها فانتفضت واقفة مما جعله يعقد حاجبيه بدهشة فأردف متسائلًا 


:- إيه في إيه مالك؟ وقفتي مخضوضة كدة ليه؟! 


تنهدت بصوت مسموع وهي تجاهد أن تخفي ارتباكها وتوترها من رؤيته المفاجأة لها، ردت عليه بخفوت


:- مـ... مفيش يا تامر بس اتخضيت عشان بقالك كتير مش بتيجي مش اكتر. 


اومأ لها برأسه إلى الامام ثم جلس فوق المقعد المقابل لها، واشار لها بيده ان تجلس ثم تحدث بجدية 


:- آه فعلا كنت مستني لغاية ما صحتك تتحسن عشان نعرف نتكلم يا فريدة. 


بدا التوتر فوق قسمات وجهها لم تنجح في اخفاءه، وتمتمت تساله بارتباك وتلعثم كالطفلة المذنبة


:- و... وأنتَ يعني، عاوز تتكلم في إيه؟ 


دقات قلبها تتسارع وكأنها داخل سباق الخوف تملك كل ذرة بها، تريد ان تنهي ذلك النقاش من قبل ان ببدأ، تريد أن تدلف داخل حضنه وتبكي عن كل ما مرت به الفترة الماضية تحتاجه وتحتاج وجوده معها اكثر من اي شئ اخر، تعلم انها اخطأت عندما لم تثق في حديثه ولكن ما ذنبها هي تعلم بحبه لبسملة الكبير؛ لذلك اضطرت أن تصدق كل ذلك.. 


تحدث تامر يرد عليها ببرود وحدية شديدة جعلت توترها يزداد


:- هو إيه اللي هتكلم في إيه يا فريدة انتي شايفة الوضع كدة طبيعي، يعني طبيعي تكون حياتنا كدة، فريدة أنتي غلطتي اعترفي بغلطتك، وغلطك كان هو السبب لكل اللي احنا فيه. 


اجتمعت الدموع داخل عينيها، لم تستطع أن تصمت بعدما استمعت الى حديثه فتمتمت ترد عليه بقلق وهي تفرك في يديها 


:- ايوة انا معترفة على فكرة انا مصدقتش كلامك، بس مين سبب الغلط الاساسي يا تامر، مين اللي خبى عليا روحت شوفتك وانت قاعد معاها بعيني كنت عاوزني اصدقك يا تامر، طب ازاي على فكرة دة ملوش علاقة بالثقة بس إنك تكون بتحبها ومفهمني انك خلاص نسيتها والاقيك رايح تقابلها ايا كان ايه السبب فدة يخليني مش عاوزة اشوفك ولا اسمعك اثق فيك، إيه الثقة دي لو لقيتك قاعدة مع واحدة غريبة وعملت كدة مش واحدة كنت بتحبها وبتحبها اوي كمان وبعدها آلاء جت حكتلي فتحت التليفون عشان اكلمك لقيت الاستاذة باعتة صور ليك وأنت في شقتها في نفس اليوم اصدق إيه يا تامر وأثق في إيه، أنت كمان غلطت زيي على فكرة. 


مرر يديه فوق وجهه بضيق شديد بعدما رأى الوجع الذي بدا بوضوح في عينيها، لكنه حاول أن يظل كما هو حتى يستطع أن يكمل حديثه معها، أردف يرد عليها بهدوء وتعقل 


:- ماشي يا فريدة أنا غلطت عشان روحت وقابلتها من وراكي بس مكنتش عاوز انها تبعت ليكي اي حاجة تضايقك يعني عشان خايف عليكي، وبعدين بحبها إيه انا وضحتلك مية مرة إني اكتشفت إني مش بحبها وقولتلك اني بحبك والله بس انتي مش عاوزة تثقي في حبي ليكي. 


ضحكت بسخرية مريرة مصحوبة بوجع شديد وردت عليه بخفوت وحزن


:- تامر أنا واثقة فيك و لو مش واثقة فيك كان زماني بتخانق معاك كل يوم بسبب الكلام الزفت والاسكرينات والصور بتاعتكم اللي هي بتبعتهالي كل يوم تبعتلي صور ليك انت وهي وقد إيه انت بتبقى مبسوط وهي جانبك وكلامك اللي كنت بتقولهولها اللي عمرك ما قولتيلي حتى ربعه دة غير كم كلمة زي السم منها برد عليها وبعملها بلوك وبقول لنفسي انك دلوقتي بتحبني فملوش داعي كل اللي هي بتعمله لكن لما اروح الاقيك خارج معاها ومرتب للخروجة من قبل كدة المفروض أعمل ايه حس بيا شوية ليه مصمم تغلطني وانتي مش قادر تفهمني وتقدر موقفي. 


انهت حديثها وهي تبكي وقد خانتها دموعها للاسف على الرغم من محاولاتها العديدة لكبت دموعها لكنها فشلت وبكت أمامه كانت تبكي بلوعة شديدة تحرقها.


اندهش تامر بشدة بعدما استمع إلى حديثها الذي لأول مرة يعلمه تمنى لو أنه كان قـ ـتل بسملة بعدما راى الوجع الذي سببته لها، لم يعلم عن اي شي مما تفوهت به وكيف تحملت كل ذلك بمفردها، نهض وتوجه نحوها بحزن شديدة من ذاته اولآ، ثم جذبها داخل حضنه بشغف وحب شديد. 


لم تقاومه على غير المتوقع فهي كانت تحتاج إليه وإلى احتضانه لها بدات جميع حصونها تنهار مرة واحدة فهي كانت تحاول أن تتماسك طوال تلك الفترة بمفردها لكنه الآن بجانبها ظلت تبكي وهي داخل حضنه على كل ما مرت به بينما هو ظل يربت فوق ظهرها بحنان شديد يحاول ان يجعلها تهدأ لكنه انتظر حتى هدأت تماما واستكانت بين ذراعيه تحدث بحنو وصوت اجش يملؤه العشق الشديد الذي يوحد داخل قلبه المتيم بها


:- آسف آسف آسف، فريدة انا عارف إنك معاكي حق آسف على كل حاجة حصلتلك واستحملتيها بسببي انا بحبك أوي يا فريدة وحقيقي لو هتكلم عن الحب فهتكوني أنتي حبي الأول والأخير عارف أن كل مرة بتديني فرص مش فرصة، أنتي بجد يا فريدة احلى حاحة حصلتي بحبِك يا أحلى ديدا احنا الاتنين غلطنا بس غلطي كان اكبر ودة درس اتعلمناه كويس اوي احنا الاتنين. 


ردت عليه بخفوت بعدما هدأت تماما بين يديه


:- وانا كمان بحبك يا تامر حقيقي بحبك وجودك في حياتي أحسن حاجة حصلي رغم أنه في الأول مكنش حلو بس انت بجد خليتني أحبك. 


صمتت لوهلة ثم استردت حديثها بحزن وانكسار شديد 


:- تـ.. تامر أنا زعلانة عشان بنتتا اللي مبقتش موجودة مش قادرة استحمل بجد. 


لمعت عينيه هو الآخر بحزن شديد لكنه تذكر حديث عمر عندما اخبره أنه يجب ان يكون قوي لاجلها، فرد عليها بحنان شديد 


:- مش عاوزك تزعلي يا ديدا هي دلوقتي في مكان احسن وربنا هيعوضنا زي ما عوضني بوجودك في حياتي يا قلبي اهم حاجة متزعليش. 


انهى جملته وشدد على احتضانه بها كأنه يريد ان يدخلها بين ضلوعه و يخفيها عن العالم بأكمله تظل معه هو، ابتسمت بهدوء بعدما استمعت إلى حديثه الذي جعلها تهدأ، كادت أن تتحدث لكن قطعت حديثها عندما استمعت إلى صوت رنين هاتف تامر. 


تطلع إلى هاتفه بلا مبالاه لكنه تفاجأ بأن عمر هو مَن يتصل به فاسرع يرد عليه ولكن قبل ان يتحدث كان عمر قد تحدث هو بصوت ضعيف


:- تامر تعالى على الشركة ضروري، أنا محتاجك أوي. 


توقف للحظات يحاول ان يستوعب ما يحدث وسبب طلب عمر، لكنه فشل فأسرع يرد عليه بقلق شديد


:- حاضر يا عمر مسافة السكة وهكون عندك. 


هب واقفا بعدما اغلق معه ثم همهم لفريدة باعتذار بعدما طبع قبلة حانية فوق جبتهتها بعشق وشغف


:- ديدا معلش هروح لتامر عشان صوته مش مطمني فيه حاجة اكيد وهاجي هحاول متأخرش عشان بجد عاوز اقعد معاكي وحشاني اوي وحاسس إني مش هشبع منك خالص حتى وانتي قدام عيوني. 


اومأت له براسها الى الامام وابتسمت بخجل شديد أثر حديثه الذي جعل قلبها يتراقص بفرحة وسعادة، ببنما تامر فسار متوجه نحو سيارته الذي قادها بسرعة شديدة حتى يصل إلى عمر بسرعة كما أخبرها. 


وصل تامر الشركة وصعد مباشرة نحو مكتب عمر وجد نيرة تجلس بارتباك شديد نهضت ما ان راته باخارام فدلف تامر مباشرة المكتب وجد كل شئ في الغرفة ملقى أرضا، عقد حاجبيه بعدم تصديق واسرع يقترب من عمر الذي كان في حالة يرثى لها وتمتم يسأله بقلق شديد 


:- في إيه يا عمر مالك إيه اللي حصل؟ 


رد عمر عليه بغضب شديدة ونبرة حادة غاضبة 


:- آلاء اتخطفت يا تامر عدي ابن ال***** خطفها خطفها وهي معايا عالتليفون كانت بتصوت جامد وربنا ما هسيبه هقـ ـتله لو آخر يوم في عمري هقـ ـتله. 


اسرع تامر يربت فوق كتفه بحنان شديد ثم رد عليه بقلق وحزن


:- اهدي يا عمر اهدي عشان تعرف تفكر بعدين إيه اللي مخليك متأكد أن عدي هو اللي خطفها مش يمكن حد تاني؟ 


رد عليه بلوعة وغضب شديد وهو يشعر بنيران متأهبة شتعل داخل قلبه


:- هو اللي عملها يا تامر عشان عرف اني وديت كل المستندات بتاعت شغله اللي تحت الترابيزة للبوليس  دة غير بلاوي كتير ليه غير الورق بس هو ذات نفسه ميعرفهاش، تامر أنا قلقان على آلاء مستعد اقـ ـتله بس اشوفه قدامي وهخلص عليه. 


تحدث تامر معه بتوتر وهو يحاول ان يجعله يهدأ 


:- عمر ممكن تهدا عشان تفكر كويس وتعرف ازاي تلاقيها اهدي عشان خاطري، قوم بس نروح البيت لأن مش هينفع خالص اللي بيحصل في الشركة تعالى معايا. 


سار معه عمر وهو يشعر أن عقله قد توقف تماما لم يعد يفكر بأي شئ، لم يكذب عندما كان يخبرها بأنها حياته فهي بالفعل حياته وروحه وكل شئ في تلك الدنيا.. 


❈-❈-❈


كانت نهى تجلس مع عدي داخل يخت كبير في البحر، تشعر بالقلق الشديد اسرعت تقول لعدي بتوتر


:- عدي أنا خايفة أحسن ميعرفوش يخطفوها أو حد يعرف المكان هنا. 


رد عليها بحدة شديدة وعصبية فهو الاخر متوتر بشدة 


:- لا بصي اهدي كدة وملكيش دعوة بأي حاجة وبطلي كلامك دة هما اكدولي ان خلاص آلاء معاهم وجايين بيها على هنا وواثق أن بسببها هنقدر نهرب من عمر والبوليس كمان هو الذكي دة فاكر انه لما يسلم الورق اللي ماسكه علينا كدة كسب خلاص لـ... 


قبل ان يواصل حديثه وجد الرجال الذي أرسلهم لأحضار آلاء يدلفون عليه اليخت وهم يحملون آلاء الشبه غائبة عن الوعي، حملها عدي بين ذراعيه وهو يطالعها بعدم تصديق، أردف متسائلًا بحذر 


:- اتأكدتم أنها معهاش حاجة لا موبايل ولا اي حاجة تخصها. 


تحدث احدهم يرد عليه بثقة وغرور 


:- عيب عليك يا عدي بيه احنا واخدينها وهي لوحدها كل حاجة تخصها موجودة في العربية بتاعتها اللي خدناها منها.


ابتسم بمكر شديد وهو لازال يصدق الذي حدث، حاول ان يخفي كل ما يشعر به وتحدث معهم بجدية صارمة 


:- طب يلا اتوزعوا زي ما كنتوا كل واحد يرجع مكانه بسرعة. 


بالفعل بدأ كل منهم يذهب إلى مكانه المخصص لحراسة اليخت بينما عدي وقف يتطلع إلى آلاء التي لازالت بين ءراعيه بعدم تصديق، يتأملها ويتأمل ملامحها بتمعن شديد شرد بها وبكل تفاصيلها.


لكنه فاق من شروده على صوت نهى الساخر الملئ بالغضب والغيرة 


:- إيه يا عدي خدتلها كم صورة فوق كدة وركز يا بابا مش وقت خالص غرامياتك مع ال*** دي اتفضل روح دخلها الاوضة اللي من تحت خالص وتربطها كويس أنت عارفها، ولا مش هتقدر تربطها يا حرام. 


صاح بها بحدة شديدة وهو يرمقها بنظرات غاضبة اخترقتها جعلتها تصمت وهي تتوعد لـ آلاء 


:- بس إيه اللي بتقوليه دة، نهى قسما بالله لو ما سكتي ولميتي نفسك لاكون موريكي الوش التاني فاهمة. 


شدد على جملته الأخيرة وتفوه بها بصوت عالٍ بشدة فانتفضت بخوف و اومأت له براسها الى الامام بصمت من دون ان تتفوه بحرف واحد وهي ترمق آلاء التي لازال يحملها بنظرات غاضبة. 


سارت تلحقه وجدته وهو يضعها أرضا في تلك الغرفة المنعزلة البعيدة عن جميع أركان اليخت ويعقد  الحبال بقوة شديدة التف نحزها واردف قائلا لها ببرود 


:- هروح اظبط كم حاحة برة  يلا. 


حركت راسها نافية ثم ردت عليه بمكر انثوي 

 

:- لأ اطلع أنت أنا عاوزة اشوف كم حاجة وهتأكد انها معهاش حاجة.


اومأ لها إلى الأمام وسار خارج الغرفة تارك اياها مع آلاء بمفردها ظلت تتطلع نحو آلاء بحقد وكره شديد ثم خرجت وغابت لبضع دقائق عادت مرة أخرى وهي تحمل في يدها كوب ماء القت به على وجه آلاء دفعة واحدة مما جعل الاء تبدا تستعيد وعيها شئ فشئ وهي لازالت لم تستوعب أين هي؟! وما الذي يحدث؟! تشعر بشويش كبير في عقلها ، لكنها سرعان ما استمعت إلى صوت نهى الساخر

 

:- حمد لله على السلامة يا ست آلاء أخيرا شرفتينا. 


سرعان ما  تذكرت كل ما حدث معها واستعادت وعيها باكمله حاولت ان تخفي خوفها الشديد مما يحدث وأردفت ترد على نهى بصوت ضعيف مجهد


:- عاوزة إيه يا ست نهى، اوعي تكوني فاكره ان االي بيحصل دة هيهددني او يخوفني لأ يا حبيبتي دة انا مش أي حد وأنتي عارفة كويس اوي أنا مين. 


اقتربت منها نهى ثم نزلت قليلا حتى تصبح على مستواها وحذبت شعرها في يدها بقوة شديدة  


:- لأ فوقي يا بت دلوقتي انتي تحت رحمتي اقدر اعمل فيكي اللي أنا عاوزاه فوقي واعرفي أن أنا دلوقتي المتحكمة مش انتي أنا عارفة انك ذكية وهتفهمي قصدي يا آلاء صح. 


حاولت ألا تبدي وجعها من قبضتها فوق شعرها بل على غير المتوقع ابتسمت ببرود وردت عليها باستفزاز شديد 


:- اه صح دة انا بقيت بنسى يا نهى المفروض اعمل حسابك عشتن انتي المتحكمة، بس واضح انك انتي كمان بتنسي لنا جيت ضربتك في البيت اللي كتتي فيه انتي وعدى هربانة زي دلوقتي، فكراه يا نهى فاكرة العلقة طيب اللي خدتيها مني. 


لم تشعر بذاتها سوى وهي ترفع يدها الى اعلى وتهوى بها فوق وجنتها بغضب شديد صفعتها بغضب وقوة تريد ان تطبق يدها فوق عنقها وتنهي حياتها تماما، صاحت بها بغضب شديد


:- شوفي يا يا بت يا **** لمي نفسك معايا والله هتيجي تبوسي رجلي عشان ارحمك وأنا اللي هرفض يا آلاء هرفض وانا بدفعك تمن كل اللي عملتيه معايا. 


نزلت قطرات الدم من انفها وفمها أثر قوة الصفعة التي تلقتها من قِبل نهى، لكنها لازالت تخفي وجعها او تأثرها بكل ما يحدث، بل ضحكت باستفزاز شديد جعل غضب نهى يزداد وردت عليها بسخرية 


:- ترحمي مين يا حبيبتي، أنا عمري ما هطلب منك حاجة بس حقيقي كلامك يا نهى بيضحكني اوي بيخليني اكتشف إنك ساذجة ومش عارفة بتتعاملي مع مين. 


وقفت نهى عقلها تماما بعدما استمعت إلى حديث آلاء الذي حعل غضبها يتضاعف و ظلت تصرخ بها بعنف وتضربها من دون ان تبالي او تشعر بذاتها تركلها بقدمها وبيدها بغضب شديد ظلت تنهال عليها بعدة صفعات متتالية حتى شعرت آلاء بتخدر وجنتيها تماما اصبخت لا تشعر بهما من أثر صفعاتها  لم تكتفي بذلك القدر بل لفت شعرها حول يدها وظلت تجرها بعنف وهي لازالت تصرخ بغضب عليها.


 حاولت الاء بقدر الامكان أن تحافظ على ذاتها وعلى طفلها ظلت تجاهد حتى تحمي بطنها من دون أن تلاحظ كانت تتفادى جميع الضرب الذي توجه نخو بطنها بخوف. 


دلف عدي الغرفة  وصاخ بأسم نهى بغضب شديد

 

:- نهى سيبيها وبطلي هبل ايه اللي بتعمليه دة. 


لن يجد منها اي رد فعل وكانها لم تستمع اليه فاقترب منها على الفور وهو يرى حالة آلاء التي تبدلت تماما اثر ضربات نهى لها فاسرع يصرخ باسمها بغضب شديد 


:- تهى قولت سببيها كفاية واطلعي برة. 


توقفت نهى عما كانت تفعله وطالعت آلاء التي كانت في حالة يرثى لها بتشفي ثم تمتمت بانتصار 


:- ولسة وانتي شوفتي حاجة يا آلاء انا بقا فضيالك وحياتك لكل يوم من دة لغاية ما تموتي بعد ما ننفذ اللي عاوزينه. 


كاتت الاء تشعر بالوجع الشديد مما حدث لها لكنها صمتت مبتسمة باستفزاز.


صاحت نهى بغضب واقتربت منها مرة أخرى لكنها وجدت عدي يقبض فوق ذراعها وسار بها نحو الخارح ثم أغلق الغرفة على آلاء بإحكام. 


ما أن أغلق عظي الباب حتى انهارت جميع حصون آلاء ظلت تبكي بشدة تريد عمر ولا تريد سواه هو سيجعلها تأخذ حقها من كل ما يحدث لها تشعر بوجع شديد في جميع جـ ـسدها تريده يربت عليها بحنانه الدائم معها ولكن أين عمر؟ وكيف سيصل لها هي حتى لا تعلم أين هي؟ فقط وجدت ذاتها في تلك الغرفة ولا تعلم أي شي آخر.. 


صاح عدي بغضب شديد في نهى ما أن خرج من الغرفة


:- نهى انتي اتجننتي صح ازاي تعملي كدة قدري فعلا ماتت في ايديكي كل حاحة بنخططلها هتكون ضاعت بسببك وبسبب غباءك االي ملوش أي داعي انسانة غبية هتبوظ كل االي بنعمله. 


تنهدت بصوت مسموع قبل ان ترد تجيبه بتوتر وضيق


:- يعني اعمل إيه يا عدي هي اللي استفزتني عاوزني اسمعها واسكت قولت اربيها عشان تعرف قيمتها كويس. 


كور عدي يده بغضب ثم تحدث معها بنفاذ صبر وضيق


:- متقوليش حاجة ومتعمليش اي حاجة من دماغك اسمعي كلامي وبس بلا تربيها بلا تعملي اتفضلي شوفي هتعملي إيه واياكي اشوفك روحتيلها من غير ما أعرف. 


سارت من أمامه وهي تبرطم بغضب وتوعد شديد لـ آلاء تريد أن تكسر انفها وتكسرها تماما، تريد أن تلقنها درسا لن تجعلها تنساه بعمرها فلولا دخول عدي عليها كانت لم تتوقف عن ضربها ستكمل ضرب بها لكن عدي هو مَن منعها. 


وقغ عدي يتأفأف بغضب من تصرفات نهى المتهورة الغير مدروسة، لن يسمح لها ان تفسد ما يخططه هو ووصل إليه.. 


❈-❈-❈


بعد مرور عدة ساعات... 

كان الوضع لازال كما هو لم يحدث أي شئ جديد ظل عمر يحاول مرارا وتكرارا أن يصل إليها لكنه فشل كان جميع مَن في المنزل قد علم بالامر جلست فريدة تحاول ان تهدأ من حزن سناء التي كانت تبكي بشدة
 
:- اهدي يا طنط بإذن الله آلاء هتبقى كويسة، ادعيلها انتي بس وعشان خاطري بطلي عياط كدة ممكن تتعبي أو يحصلك حاجة.. 

ردت عليها ببكاء شديد وعقلها يصور لها هيئة آلاء الان وشعورها في ذلك الوقت 

:- اهدي ايه يا فريدة تفتكري هي دلوقتي عاملة اايه ولا عملولها حتحة ولا لا دي تعبانة ولسة في بداية حملها. 

كان عمر يبحث عن جميع الأماكن التي من المحتمل أن يكون بها عدي لكنه لم يصل إلى شي وكأنه اختفى تماما، وضع يده فوق صدعيه بتعب عقله يريد أن ينفجر من فرط التخيلات التي تأتي به اتصل على الظابط مرة أخرى ساله بنفاذ صبر وضيق 

:- الو يا حسام بيه وصلت لحاجة ولا لسة؟ 

تنهد بصوت مسموع لا يعلم كيف يخبره أنهم حتى الآن لم بصلوا إلى شئ، رد عليه بحزن 

:- والله يا عمر لسة مش واصلين لمكانه بس اكيد هنوصل أنا عاوزك أنت بس تهدى واحنا هنتصرف. 

لم يستطع عمر ان يرد عليه بهدوء يل انفجر به وصاح بغضب ونفاذ صبر وهو يشعر بغليان شديد داخل عقله 

:- قولتلي اهدي طب اهدي ازاي داخلين في ست ساعات ولسة موصلناش لحاجة وتقولي اهدى انا لو كنت اعرف ان هيحصل كل دة مكنتش قدمت الحاجة اصلا أنا كنت اقدر اوقفه عند حده معايا، أنا عاوز مراتي ومش هستحمل أن يحصلها حاجة. 

حاول حسام أن يجعله يهدأ لكنه فشل فـ عمر الآن في أعلى ذروة في غضبه لديه غضب يدمر العالم بأكمله يعلم أن عدي ونهى لن يتركا آلاء بسلام هو يعلمهم جيدًا ويعلم نواياهما الخبيثة تجاه آلاء بالطبع سينتهزون الفرصة ويستغلون الوضع اسوأ استغلال، مرر يده فوق وجهه بعصبية شديدة، اقترب تامر منه وربت فوق كتفه بحنان ثم تحدث معه بتعقل وجدية في محاول منه لتهدئته 

:- عمر ممكن تهدى شوية وتفكر ممكن يكون راح فين بيها هو أو نهى لأن حقيقي انا والرجالة دورنا في كل الاماكن مش لاقيين اي اثر لعدي وكأنه فص ملح وداب اقعد وفكر في اي مكان ممكن يبقى فيه هو أو الزفتة اللي اسمها نهى دي. 

ظل عنر على حالته كما هو فهم قد ذهبوا إلى جميع المخازن والعقارات الخاصة بنهى وعدي وحتى الان لم يصلوا الى اي معلومة تفيدهم مما زاد من غضب عمر، وقلقه الشديد عليها مستعد ان يفعل اي شي لاجلها لمن جميع محاولاته قد باءت أكملها بالفشل. 

ظل يجلس على حالته حتى وجد ياسين يدلف غليه بغضب شديد وصاح بحدة وغضب 

:- عمر فين آلاء ماهو اكيد اللي سمعته وعرفته دة ظش صح انت اكيد مش هتسيب الاء تتخطف والاء كويسة صح؟ 

لم يرد عليه بل بالاحر هو لن يجد الرد المناسب الذي يرد به عليه فوقف ياسين لبضع دقائق في حالة من الصدمة لن يستوعب أن شقيقته قد تم اختطافها بالفعل صاح مرة أخرى بغضب شديد 

:- يعني ايه يا عمر سيبت مراتك عادي واضح انك بتحبها اوي لو انت هتسكت على خطف آلاء انا مش هسكت هعرف اجيبها لو تحت الارض انا هحافظ على اختي طالما أنتَ مش قادر تحافظ عليها يا سي عـ... 

لم يستطع عمر ان ان يستمع الى بقية حديثه الذي يؤلمه بشدة كيف له أن يتهمه أنه اهملها و لم يكن بقدر من المسؤولية الكافية لها، اقترب عمر منه بغضب شديد يتطاير من عينيه اللذان قد تحولا لونهما، ولم يعطيه اي فرصة للرد أو الحديث بل كور قبضة يده وضربه بها في وجهه بغضب شديد ثم تحدث بحدة وصرامة وهو يشدد فوق كل حرف يتفوهه 

:- مين دة اللي سابها تتخطف فوق واعرف انت بتقول ايه كويس الكلام دة مش ليا انا مش ساكت وهوصلها يعني هوصلها وهندم كل واحد فيهم، مش أنا اللي يتقالي الكلام دة يا ياسين أنت عارف ان آلاء عندي أغلى من حياتي كلها وبعدين اختك دي انت لسة فاكرها من اسابيع آلاء انا هعرف اجيبها وفي اسرع وقت كمان. 

أخفض ياسين رأسه أرضا بخجل يعلم ان عمر محق في كل كلمة يتفوهها لكنه هو الآخر لم يتحمل ان يصيب شقيقته اي شي، رد عليه ياسين يضيق وصوت متحشرج 

:- ايوة يا عمر عارف كويس إنك بتحبها واني كنت سايبها ومش بسأل عنها بس خلاص كل دة كان زمان حاليا انت عارف كويس أن علاقتنا اتحسنت عاوزني اعرف انها اتخطفت من ناس مش بيطيقوها وهي حامل وتعبانة واسكت ايه فاكرني إيه، وبعدين انا مكنتش اقصد كلامي دة بس من زعلى وخوفي على آلاء من ان يحصلها حاجة. 

اوما له عمر براسه إلى الامام بصمت دون ان يعقب على حديثه بينما نغم اسرعت تقف بجانب ياسين وسألته بقلق 

:- ياسين أنت كويس؟ 

اومأ لها الى الامام من دون أن يتفوه بحرف واحد، فتمتمت تحدثه بهدوء وصوت خافت لا يصل سوى لمسامعه هو فقط
 
:- ياسين ممكن تهدى عشان خاطري والله عمر ما ساكت وقالب الدنيا أنت عارف هو بيحب آلاء قد إيه مينفعش تتهمه بحاحة زي كدة اصلا اكيد هنلاقي آلاء وهتكون بخير وبعدين تهدى عشان تعرف تفكر. 

حرك رأسه إلى الأمام باقتناع وجلس مع عمر يتحدث معه يحاولون التفكير في اي معلومة توصلهم إلى مكان آلاء ولكن جميع محاولتهم باءت بالفشل ولن يصلوا إلى المكان حتى الآن... 

❈-❈-❈


كان عدي يجلس بجانب نهى، أردف يسألها بقلق 

:-نهى أنتي متاكدة إن محدش يعرف بحوار اليخت بتاع باباكي دة، ولا أي حد خالص. 

حركت رأسها نافية بثقة تامة، وردت عليه بفخر ولا مبالاه

:- اكيد طبعا يا عدي زي ما قولتلك، دة بابا مشتريه من زمان خالص ومحدش يعرف عنه أي حاجة خليك واثق فيا بس أنتَ يا حبيبي. 

انهت حديثها وهي تلف ذراعيها حول عنقه وتطالعه بنظرات مغزية فهمها هو جيدا فاسرع يحملها وتوجه نخو الغرفة الخاصة بهما، ابتسمت بمكر شديد، وأردفت متحدثة  بنبرة هامسة 

:- بحبك يا عدي، بحبك أوي بجد يا حبيبي. 

كات يلثم عنقها بشغف شديد لن تعتاد عليه منه لكنه في عالم آخر كان يتخيل صورة آلاء أمامه، يتخيل الحلم الذي دام يحلم به منء ان رآها وهو الاقتراب منها لجعلها ملكه. 

ظل يعاملها برفق شديد، صُعقت من طريقته الحانية معها فهو دائماً يتعامل معها بعنف شديد لم يبالي لأي شئ، همس بنبرة مغزية يرد عليها وهو لازال في عالمه الآخر

:-وأنا بحبك اكتر يا آلاء، بحبك أوي متعرفيش بحبك قد إيه من وقت ما شوفتك وأنا قولت انك متستحقيش تكوني مع واحد زي عمر انتي هتبقي معايا أنا وبس.

توقف نهى تطالعه بصدمة وعدم تصديق غير مصدقة ما استمعت اليه للتو، تريد أن تكذب أذنيها هل هو بالفعل يحب آلاء، شعرت بنيران شديدة تتأهب داخل عقلها وقلبها تريد أن تقـ ـتل آلاء وتتخلص منها للأبد.

ظلت تحاول أن تبقى هادئة حتى يتركها عدي ان تدلف اليها مجددا، حاولت ألا تظهر حزنها وغضبها بل ستتعامل مع الأمر كأنها لم تستمع إليه ولن تعلم أي شئ..

بالفعل بعد مرور الوقت الذي مر عليهما وكل واحد يغوص في أفكاره الخبيثة الماكرة التي تشبهما، نهض عدي بعدما اعتدل من هيئته وتحدث معها بهدوء 

:- أنا  هروح ادخل اكل لـ الاء احسن تموت انتي برضو الصبح اتهورتي جامد عليها. 

طالعته بطرف عينبها بغيظ وحدة ثم تحدثت معه بمكر شديد والغضب يعصف بداخلها 

:- لا يا حبيبي خليك أنت، انا هوديلها الاكل متقلقش وبعظين اكيد استحالة اعمبها حاحة تاني كفاية اللي حصل الصبح روح شوف الرجالة اللي برة دول لو في حاجة. 

طالعها بشك لكنه لم يعطي لتفكيره أي أهمية ابتسمت نهى بمكر ثم حملت عنه صينية الطعام الذي كان سيقدمها ل الاء وسارت أمامه لكنها دلفت المطبخ مرة أخرى، وسكبت الطعام بأكمله قررت الا تعطيها شئ ستجعلها تمـ ـوت بالبطئ، فتحت الباب عليها بعد ذلك حتى تراها وجدتها تجلس في أحد اركان الغرفة تدفن وجهها في ساقيها اقتربت منها بغيظ ورفعت رأسها الى أعلى، ظلت تطالعها بتشفي وانتصار، وتمتمت بجمود وفرحة شديدة

:- يعيني يا آلاء حقيقي يا حبيبتي صعبانة عليا مكنتش اتوقع إني اشوفك في يوم من الايام كدة وعمر حتى مش عارف ينقذك غريبة دي. 

رمقتها آلاء من أعلاها إلى أدناها بنظرات محتقرة وكأن كل ما يحدث لم يؤثر بها، وردت عليها بقوة وبرود

:- لا يا حبيبتي عمر هينقذني أنا واثقة ومتأكدة من دة حتى لو كنا آخر الدنيا عمر هينقذني  عارفة ليه يا نهى لأنه بيحبني بجد، بيحبني حب انتي ذات نفسك عمرك ما هتتخيليه وعمرك ما هتجربيه لأن اللي زيك بالسواد والحقد اللي جواكي استحالة يلاقي حد يحبه بجد، لكن انا لقيت  عمر اللي بيحبني أكتر من حياته كلها اللي ضحك عليكي وفهمك انه بيحبك وخطبك رغم انه قرفان منك بس عمل كل دة عشاني وعشان يبعدك عني مش هكتر عليكي واقولك على حاجات أنتي عمرك ما هتفهميها شوفي انتي عاوزة إيه وإيه اللي جاية عشانه هنا.

لم تستطع نهى أن تمسك أعصابها صاحت بها بغضب بعدما أغلقت الباب عليها بإحكام

:- لا فوقي يا بت حب مين اللي لقتيه أنتي اصلا مفكيش اي حاجة مميزة يا آلاء أنا أحلى منك وأحسن منك في كل حاجة على الأقل انا أهلي لسة جنبي وموجودين معايا وبيدعموني مش زيك قاعدة عند عمتك اللي كان ممكن تطردك في أي وقت وتفضل عمر عليكي، اليخت دة بتاع بابي لانه واقف معايا في الغلط قبل الصح وماما بتبعتلي فلوس كتير، ولقيت عدي حبيبي اللي بيحبني وكان واخدك تسلية نفس اللي عمله عمر يعني، في الاخر انا أحسن منك انا عندي كل حاحة يعني انا الأحسن منك يا الاء سمعاني؟ 

قالت كلمتها الاخيرة بنبرة صارخة بجنون، لم تنكر آلاءء انها شعرت بوجع شديد بسبب حديثها لم تتوقع أن تتحدث معها في شئ مثل هذا، ردت عليها بسهرية وهي تضحك باستهزاء ووجع

:- وطالما انتي أحسن مني وعندك كل حاحة يبقى عملتي دة كله ليه، ليه بتغيري مني للمرحلة دي، انتي بجد انسانة مريضة عمري ما هلاقي زيك. 

لم تستطع نهى أن ترد عليها بل كل ما فعلته هو انها خرحت وتركت اياها وهي تتأفأف بغضب شديد.. 

بعد مرور يومين... 

كان الوضع عند عمر لازال كما هو الجميع يبحث لكن لم يصل احد الى اي معلومة حتى الان، قامت الشركة بالقبض على اهل نهى لاشتراكهم في بعض الصفقات والاوراق التي قدمها عمر وحاولوا الضغط عليهم لأجل اعترافهم بالمكان الذي توجد به لكنهم لن يعترفوا، كان عنر يشعر أنه فقد عقله تمامًا لا يريد أي شئ سواها، مهما ادعى القوة والتماسك إلا أن قلبه يريدها بقوة يصرخ عليه بصوت عالي حتى تأتي إليه. 

بينما الوضع عند آلاء كما كان هو حتى تفاحأت بعدي الذي دلف الغرفة وهو يتطلع حوله بدقة شديدة، ولج الغرفة ويرتسم فوق ثغره ابتسامة ماكرة كانت آلاء في حالة يرثى لها، لكنها لازالت تقاوم وبقوة، ولكن نظرات عدي لها كانت غير مبشرة اطلاقا، ظل يقترب منها وهي تبتعد لكنه ضحك بصخب، وأردف بخبث شديد 

:-لأ يا آلاء كدة هزعل منك، عمر مش احسن مني على فكرة وبعدين انا جايبك انتي بالذات عشان تخد حقي اللي هموت واخده من وقت ما شوفتك. 

انهى حديثه وصمت ولكن نظراته لم تصمت ظل يطالعهة بشهوة ومكر شديد، ظلت تدعي ربها ان ينقذها مما يريد أن يفعله، تمتمت برعب وخوف

:- ع.. عدي لو سمحت ابعد عني ملكش دعوة بيا. 

ضحك باستهزاء شديد ثم حملها بين ذراعيه وخرج من الغرفة متوجه إلى غرفة أخرى بحالة افضل، ابتسم بسعادة شديدة ووضعها فوق الفراش ثم تحدث باستفزاز 

:- هروح اخد شاور واجيلك عشان اتظبط برضو ماهو هعوض كل حاجة محصلتش دلوقتي. 

ظلت تحاول أن تصرخ لكنه أحكم قبضته عليها، كانت تحاول أن تقاومه لكنها لم تستطع وقد باءت جميع محاولاتها بالفشل لم تجد سوى ربها ظلت تدعي مرارا وتكرارا. 

خرح عدي من المرحاض وهو يلف ذاته بمنشفة واقترب منها بمكر وشهوة.

بدأ يقبلها بقسوة شديدة لكنها ظلت تحاول الإبتعاد عنه حتى واخيرا نجحت في حل العقدة الذي وضعها هو فوق فمها حتى يمنع صوتها وصرخت بأعلى صزت لديها ظلت تصرخ وتصرخ لكنه اسرع يضع يده فوق فمها يحاول كبت صرخاتها بين قبلاته الدامية.. 

لكن قبل أن يفعل اي شئ وجد نهى تقتحم الغرفة وتطالعه بغضب شديد تلجلجت نظراته لا يريد ان يفعل اي شي يثير غضب نهى فاليخت خاص بها حتى الرجال الذي اختارهم، كان والدها من أرسلهم اليهم تمتمت نهى بجدية ونبرة آمرة

:- إيه اللي بتعمله دة يا عدي اتفضل اطلع برة تعالى معايا عاوزاك في موضوع مهم. 

بالفعل نفذ ما قالته وابتعد عن آلاء ثم سار معها تمتمت نهى بحدة وخبث 

:- عدي اللي في دماغك مش هيحصل أنت بتاعي انا وبس مش هسمحلك أو اخرب كل اللي وصلناله في ثانية سامعني. 

اومأ لها برأسه الى الأمام بصمت من دون أن يعقب ويتفوه بحرف واحد بينما أغلقت الباب على آلاء باحكام واختفظت المفتاح معها، ظلت آلاء تشكر ربها على انقاذه لها وتدعوه أن يقف بجوارها مثلما فعل الآن.

تشعر بالخوف الشديد الذي تمكن في جميع خلايها وظلت دموعها تهطل فوق وجنتيها كالشلال لم تتوقف تريد عمر معها وبجانبها الآن لم تريد أي شئ غيره هو فقط كل ما تحتاجه.

هو دائما يجعلها تشعر بالامان لم تتحمل أمر أي شئ ممكن أن يزعحها دائما يفعل كل ما تريده، تتمنى أن يحد مكانها بسهولة فهي لن تتحمل كل ما يحدث، طاقتها قد نفذت تماما، اغمضت عينيها وضغطت فوقهما بقوة شديدة تحاول أن تقوي من عزيمتها وذاتها تخاول ألا تستسلم أمامهم وتبدي ضعفها أمامهم، تنهدت بصوت مسموع في محاولة منها لتحديد طاقتها التي نفذت تريد أن تظل قوية أمامهم، لن تسمح لهما أن يفعلا بها أي شئ. 

كان عمر يجلس يبحث ويحاول التوصل لأي شئ ومعه العديد من الأشخاص الذي طلب منهم مساعدته في ذلك الأمر، أغمض عينيه بقوة ثم اردفت بصوت مسموع قوي وهو يطلب أحد الرجال الذي يحلسون يبحثون 

؛- تعالى بسرعة حدد المكان قبل ما تختفي. 

بالفعل لم يمر العديد من الدقائق حتى رد عليه الرجل واعطاه المكان لم يصدق عمر أنه واخيرا قد توصل لمكان آلاء، تحدث مسرعا لتامر وياسين بجدية 

:- روحوا أنتم بلغوا البوليس وتعالو معاه. 

لم ينتظر ردهم او إعتراضهم وغمغم لسامر بغضب شديد

:- سامر جهز كل حاجة ويلا أنت والرجالة أنا مش هستنى لحظة واحدة. 

انهى حديثه وتوجه نحو الخارج مقررا أنه سيجعلهم يندمون على كل ما حدث فهو لن يصمت بالطبع لن يرتاح سوى عندما  يراها ويأخذها بين احضانه وضلوعه حتى تصل الى موطنها الحقيقي وهو قلبه. 

قلبه الذي توقف في ذلك اليومين يخشى ان يكون قد حدث لها شئ،فإذا حدث لها أي شي هو لن يرحم أحد سيقـ ـتلهم من دون رحمة ظل بحاول أن يهدأ حتى ينجح فيما سيفعله فقد حان الآن دوره في التنفيذ سيلقنهم درسا لن ينسوه في حياتهم....

يُتبع

إلى حين نشر فصل جديد من رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني للكاتبة هدير دودو، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة