رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني - هدير دودو - الفصل 25 والأخير
قراءة أنين وابتهاج الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل الخامس والعشرون
والأخير
وصل عمر واخيرا الى اليخت الذين يقيمون فيه في دقائق كان رجال عمر قد انتشروا في المكان بأكمله حاول عدي ونهى الدفاع عن نفسهما لكنهما فشلا، كان رجال عمر يحاوطوهما من جميع الجهات، لم يعير لهما اي اهتمام وبدا يبحث عن الاء حتى وجد غرفة مغلقة المفتاح في مقبض الباب في الخارج، شعر بدقات قلبه تتسارع وفتح الباب بتوتر شديد وهو يدعي ربه بأن تكون بخير لن يتحمل ان يكون قد اصابها شئ، سيقتلهم جميعهم دون تردد، لن يتحمل ان يرى بها أي شئ، فتح الباب مسرعا وهو يشعر بان قلبه سيتوقف من فرط القلق الذي يشعر به لكنه وقف متسمر في مكانه بعدما رآها وهي بتلك الهيئة وجهها شاحب بشدة ويوجد كدمات فوق وجهها اثر ضرب نهى العنيف لها وقف في صدمة قضت على جميع خلايا عقله لا يصدق الحالة التي هي بها ازدادت ملامحه حدة وغضب، لا يتخيل في أحلامه ان يراها يوما وهي بتلك الحالة، اغمض عينيه وضغط عليهما يعتثرهم بألم شديد وهو يشعر بنغزة قوية في قلبه الذي يصرخ عليه، لا يصدق حالتها ورؤيته لها وهي بتلك الحالة، شعر وكأن احد جلب نصل حاد ووضعه في قلبه
ظلت الاء تطالعه بعدم تصديق تشعر ان عينيها تكذب عليها تجعلها تتخيل صورته أمامها كما تتمنى، كل ذرة بداخلها تريده وتريد وجوده بجانبها في ذلك الوقت بالتحديد، واخيرا استطاع عمر ان يهرب من تأثير الصدمة المسيطرة عليه واسرع يتوجه نحوها، بدا يفك عقدة الحبال التي تقيدها زراعيها ورجليها ثم حل العقدة التي كانت فوق فمها وظل يمسد فوق شعرها بحنو شديد، ثم اردف يسألها بقلق وتوتر
:- الاء حاسة بإيه يا حبيبتي عرفيني؟
القت بذاتها داخل حضنه وبدأت تلتقط انفاسها بصوت مرتفع وهي تتنهد بارتياح شديد، غير مصدقة أنها الآن بين يديه وداخل حضنه، تمتمت ترد عليه بخفوت
:- كـ... كويسة يا عمر بس عاوزة مياة مش قادرة.
أسرع يحضر لها كوب المياة الموجود فوق المنضدة وبدأ يرويها بحنان شديد، ساعدها على الوقوف ثم خرج بها واردف يسألها بغضب شديد
:- الاء مين اللي مد ايده عليكي؟
ابتلعت ريقها بتوتر قبل ان ترد تجيبه بضيق وصوت متحشرج
:- نهى يا عمر هي اللي ضربتني.
بدات تسرد له كل ما حدث معها من افعال نهى وعدي، اخبرته بكل ما مرت به.
ازداد غضب عمر الذي جعلها تجلس بارتياح في الخارج وتوجه هو نحو عدي بدا يضربه بغضب شديد، لم يرى أي شئ سوى ما أخبرته به ظل يضربه من دون ان يتوقف كان عدي يصرخ بألم شديد يطلب منه أن يتركه ولكن جميع محاولاته بات بالفشل فعمر لم يرحمه إطلاقا، يتذكر الاء و ما حدث معها وما مرت به بسببه وما كان يريد عدي ان يفعله معها.
كانت الاء تشاهد كل ذلك بتشفي، تحاملت على ذاتها واقتربت من نهى التي قد نالت نصيبها هي الاخرى على يد احد رجال عمر، واردفت تحدثها بشماتة
:- شوفتي يا نهى دي اخرتكم يا حبيبتي عمر حبيبي جابلي حقى منك، والله كان نفسي اضربك انا علقة محترمة بس بصراحة عمر حبيبي قالى ارتاح واتفرج بس لانك متستاهليش اصـلا انتي مجرد واحدة **** فعلا واديكى شفتي في الاخر وانتي بتستنجدي بيا عشان اخليهم يسبوكي انتي الغل والحقد عموكى ونسوكي كل حاجة.
ظلت نهى تستمع الى حديثها بصمت شديد لم تتجرا على التفوه بحرف واحد أمامها في حضور عمر وبعد كل ما حدث لها، توقف عمر عما مان يفعل عندما وصل البوليس وانتشر في جميع انحاء اليخت تحدث الضابط لعمر بهدوء
:- خلاص كفاية يا عمر بيه احنا هنقبض عليهم وهنشوف شغلنا معاهم.
تحدث عدي بغضب شديد وهو يحاول ان يدعي اللا مبالاه والبرود حتى يستطيع ان يفكر في حل لينقذ به ذاته
:- على فكرة يا عمر الموضوع مخلصش على كدة لان كل اللي عملته دة حاجة عادية اصغر واحد عندي هيشيل الصفقات دي وانت عارف كدة كويس.
ضحك عمر باستهزاء وسخرية ثم رد عليه بثقة ومكر
:- اه فعلا تقدر تعمل كدة بس مش هتقدر تطلع من قضية الشروع في قتلي ماهو للاسف انا رجالتى لما دوروا ورا الراجل اللي قتلته بعد ما ضرب النار عليا لقوا موباياه وكان بيسجلك وتفاصيل كتير هتتفاجي هناك، انا ساكت كل دة يا عدي عشان المفاجأة دي بحضرلك مفاجأة متخرجش منها.
شحب وجه عدي بعدم تصديق، شعر وكأن الدنيا تدور به، لم يتوقع اطلاقا ان يحدث شئ مثل ذلك، اسرعت نهى تتحدث بتوتر ونبرة خافتة متلعثمة
:- على فكرة بابا مش هيسكت على اللي بيحصل دة وانت عـا...
قطع عمر حديثها الممل بحدة وجدية
:- هو انتي متعرفيش ان باباكي اتقبض عليه بسبب شغله مع عدي ماهو اكيد مش هحضر لعدي مفاحأة وانتي لا.
تحدث حسام مع عمر بجدية وهدوء
:- خلاص كدة يا عمر بيه كفاية عشان نعرف نشوف شغلنا.
اومأ عمر براسه الى الأمام بصمت من دون ان يعقب وتوجه نحو الاء يبعدها عن امام نهى ولكن نهى كانت الاسرع بعدما فهمت ما يريده عدي منها والقت الاء في الماء بقوة، وقد نزل الامر عليهم جميعا كالصاعقة بعدما دوى صوت الاء الصارخ، وقع تامر وياسين لا يصدقون ما يحدث ولازالت الصدمة تؤثر عليهم، اسرع عمر يلقي ذاته خلفها دون تفكير حتى ينقذها فهو يعلم انها تخاف من المياة وخاصة عندما تكون بمفردها، بالفعل نجح في إينقاذها وعاد بها الى اعلى وهو يتنهد بارتياح شعر ان قلبه كان سيقف في أي وهلة من فرط الخوف الذي شعر به عليها، لأول مرة يعترف انه يخاف وبشدة، دائما ينكر وجود خوفه من أي شي في حياته لكنه الان اعترف انه يخاف عليها، يخاف ان يصيبها اي مكروه، هي ليست حياته فقط بل هي كل شئ يشعر به..
بالفعل تم القبض على عدي ونهى بينما عمر حمل الاء فوق زراعيه وسار مع ياسين وتامر قرر ان يتوجه بها الى المسنشفى حتى يطمأن عليها وعلى صحتها.
❈-❈-❈
وصل عمر الى المستشفى وقام الطبيب بفحص الاء التي كانت تشعر بالتعب والإرهاق الشديد بسبب كل ماحدث لها، ابتسم الطبيب بهدوء وتحدث بعملية مع عمر الذي كان يقف بتوتر شديد يحاول ياسين وتامر تهدئته
:- متقلقش يا عمر بيه، المدام كويسة هي بس محتاجة ترتاح و الأولاد كمان كويسين.
عقد عمر حاجبيه بدهشة، وتمتم يساله باستغراب شديد
:- اولاد ايه اللي كويسين مش فاهم قصدك؟
اسرع الطبيب يجيبه بثقة وفد فهم معنى سؤال عمر
:- هو شكلك حضرتك كدة يا عمر بيه متعرفش ان المدام حامل في توأم مبروك، بس أهم حاجة الراحة ليها عشان واضح انها مجهدة.
شعر عمر بفرحة شديدة يعجز عن وصفها، لا يصدق ما وصل إلي مسامعه للتو، ظل يتخيل حياته القادمة بوجودها ووجود أطفاله لكنه يعلم انه مهما تخيل سيزل الأمر في الطبيعي أفضل، ربت تامر فوق كتفه بحنان وحب اخوي شديد، ثم تحدث بفرحة شديدة
:- الحمدلله انك اتطمنت عليها وهديت مبروك يا عمر.
أسرع عمر يحتضنه بفرحة شديدة، ثم رد عليه بسعادة اعصف في جميع خلايا عقله
:- الله يبارك فيك يا تامر عقبالك انت ومراتك.
ابتسمت تامر ابتسامة باهتة وهو يدعي ربه ان يحدث بالفعل، ندم على كل لحظة كان يمنعها بها من الحمل او الحديث في ذلك الموضوع، هو الآن يريد أن يرى طفل لهما، لكنه اخفى مشاعره بمهارة حتى لا يفسد سعادة شقيقه البادية فوق وجهه بوضوح.
تقترب ياسين منه وتحدث بفرحة هو الاخر
:- مبروك يا عمر، متزعلش مني من اللي حصل وكدة حقيقي مش عارف ازاي فقدت اعصابي عليك.
اوما عمر براسه الى الامام بتفهم ثم رد عليه بجدية
:- الله يبارك فيك يا ياسين، وبعدين انا مقدر اللي بتقوله دة خلاص ملوش لزمة لاني حقيقي مش زعلان انت من حقك تقلق على اختك، كنت عاوز اتكلم معاك في موضوع مهم بس اما تيجي فرصة مناسبة.
شعر ياسين بقبضة قوية تعتصر قلبه يشعر بالخوف الشديد والتوتر يريد أن يعلم ما هو الشئ الذي سيتحدث عمر معه فيه، لكنه لم يجد الوقت مناسب حتى يتحدث معه؛ لذلك اضطر ان يصمت.
دلف عمر الغرفة التي توجد بها الاء في المستشفى وجدها تنام فوق الفراش وتغمض عينيها ولازال التعب يبدو فوق ملامح وجهها أسرع يسألها بقلب شديد
:- لولي في حاجة تعباكي دلوقتي ولا إيه؟
فتحت عينيها وكادت ان تنهض وتعتدل في جلستها لكنه منعها برفق وجعلها تظل كما هي، فردت تجيبه بهدوء
:- لا يا حبيبي مفيش حاجة اصلا انا استرونج انت عارفني تربيتك يا عمر.
ابتسم على ردها عليه واحتضنها بعشق جارف وكأنه يخبر قلبه ان يطمأن فهي الان بين زراعيه فلا. داعي للقلق.
استردت حديثها مرة اخرى بتلعقم وقلق شديد
:- عـ... عمر هو يعني الدكتور قالك ايه على البيبي والحمل وكدة اوعي يكون حصله حاجة.
اسرع يرد عليها بسعادة وسرور، وابتسامة حقيقية تزين ثغره
:- متقلقيش يا قلب وحياة عمر كلها، الحمل كويس هو بس ترتاحي وكمان الدكتور قال انك حامل في توأم يا آلاء.
اسرعت تبكي بفرحة شديدة وهي تحمد ربها كثيرا، بينما هو ظل يشدد من احتضانه عليها بسعادة ثم تحدث بصوت اجش
:- بحبك يا احلى لولي في حياتي كلها بجد اكتشفت ان انا من غير وجودك في حياتي ولا حاجة انتي اهم من النفس اللي بتنفسه.
ابتسمت بسعادة شديدة وكعادتها لم تجد الرد المناسب حتى ترد به عليه وعلى حديثه الذي يجعل قلبها يرفرف في السماء عاليا بسعادة تعجز عن وصفها، لكن كل ما تعلمه ان قلبها ترتبط بقلبه بروابط قوي تخطى الحب والعشق بمراحل حتى اصبحت لم تجد له اسم من قوة فترابطهما، تمتمت ترد عليه بخجل شديد وخفوت، وقد تزينت وجنتيها باللون الاحمر القاني
:- انا كمان بحبك يا عموري، وبحبك اوي كمان، بجد مش مصدقه اللي بتقوله هبقى ام لاتنين انا مبسوطة اوي يا عموري.
شدد من احتضانه عليها بشغف وحب شديد.
❈-❈-❈
وصلوا جميعا المنزل اسرعت سناء تحتضن الاء بعدم تصديق، وهي تحمد ربها على عودتها اليها، تمتمت بسعادة شديدة
:- الحمدلله يا الاء قلبي كان هيقف عليكي من كتر القلق خايفة احسن يحصلك حاجة حمد لله على سلامتك يا حبيبتي.
ابتسمت الاء بوهن وتعب، ثم ردت عليها بخفوت شديد
:- الله يسلمك يا عمتو، متقلقيش عليا انا كويسة.
أسرعت نغم وفريدة يصافحونها ويطمنئنون عليها بسعادة، حتى شعر بتعبها فقام بحملها وتوجه بها الى أعلى وهو يستأذن من الجميع.
تمتمت سناء تسأل تامر بقلق شديد
:- تامر هي مالها شكلها تعبانة خالص ايه اللي حصل؟
رد يجيبها بهدوء وهو يحاول ان يجعلها تطمأن وتهدأ
:- اهدي يا ماما متقلقيش عمر عدا على المستشفى مخصوص عشان حالتها دي والدكتور طمنه انها كويسة وبخير والحمل كويس الحمدلله وكمان يا ستي طلعت حامل في توأم مبروك هتبقي تيتة لتوأم.
اشرق وجه سناء بفرحة شديدة غير مصدقة ما تستمعت اليه، كانت فرحة الحميع لا توصف، بينما فريدة على الرغم من فرحتها لـ الاء لكنها تذكرت امر حملها الذي لم يكتمل، كم تتمنى ان تصبح ام، تنهدت بحزن شديد تحاول اخفاءه عن الجميع حتى لا يلاحظه احد ويفسره تفسير خطأ، لكنها لم تستطيع ان تخفي حزها كثيرا فقد خانتها عينيها ودموعها التي نزلت بصمت فوق وحنتيها، فأسرعت تمسحهم حتى لا يراها احد لكن تامر قد رآها يعلم جيدا شعورها في تلك الوهلة لذلك اقترب يجلس بحانبها ووضع يده يحاوط كتفها بحنان شديد، علمت على الفور أنه رآها فتمتمت بخفوت شديد واسف
:- اسفة يا تامر بس مش قصدي والله انا فرحانه لـ الاء وبحبها بجد زي اختي بس غصب عني كل ما افتكر بنتنا اللي راحت.
اومأ لها براسه إلى الامام بتفهم شديد ثم رد عليها بخفوت ونبرة هامسة لم تصل سوى لها هي فقط
:- عارف يا قلب تامر وبعدين بتعتذري على ايه اعملي اللي يعجبك انا عارف كويس انك بتحبي الاء وعارف قد ايه نيتك للكل متعتذريش يا قلبي.
وضعت رأسها فوق كتفه وهي تشعر بالامان لوجوده بجانبها ذلك الشعور التي دامت طوال حياتها مفتقداه، ها هي قد شعرت به الان بوجوده معها وبجانبها...
في الغرفة الخاصة بعمر والاء
أسرع عمر يضعها فوق الفراش برفق شديد، ثم توحه نحو المرحاض غاب فيه لبضع ثوانٍ وخرج مرة أخرى تحدث معها بهدوء واهتمام
:- جهزت المياة يا لولي يلا عشان تاخدي دوش يريحلك جسمك يلا يا حبيبتي عشان ترتاحي.
اومأت له بخجل بينما هو سندها برفق شديد حتى وصلت المرحاض بالفعل شعرت براحة شديدة لجسدها، فلازال اثر ضربات نهى لها تؤلمها، ظلت بعض الوقت أسفل المياة حتى تريح جسدها باكبر قدر ممكن.
ثم خرحت وهي ترتدي منامة ستان من اللون الأحمر وجلست تصفف شعرها كان عمر يساعدها بقلق شديد، تحدثت تقطع الصمت بينهما وأردفت تسأله بدهشة
:- عمر انت ازاي عرفت مكاني وجيت قبل البوليس ما يجي؟
رد يجيبها بضيق وهو يشعر بالغضب عندما يتذكر ذلك الامر تحديدا، وهو يتنازل منها الفرشاة الخاصة بشعرها وبدا يصففه لها هو
:- عن طريق الموبايل يا لولي مش لما كنتي بتكلميني وقت ما اتخطفتي قولتلك قبل ما الخط يقطع انك تحاولي تخبي الموبايل بتاعك، فضلت في الاول احاول اتابع الموبايل لكن مكنش بيلقط خالص معرفش ليه، قولت انهم اكيد شافوا الموبايل واخدوه، لغاية ما لقيته لقط مرة واحدة لوحده فطبعا كنت عامل حسبتي وجايب واحد بيفهم حدده وجيت بسرعة خوفت احسن المكان يتغير.
تذكرت بالفعل امر الهاتف، هو قد اخبرها ان تخفي الهاتف في اي مكان قبل ان يتم اختطافها، على الرغم من أنها كانت لم تفهم سبب طلبه الغريب لكنها نفذته، ردت عليه بثقة وفخر
:- يلاقوا ايه يا عموري انا جامدة اصلا محدش يقدر يلاقي حاجة مخبياها، وبعدين هو مكنش بيلقط لان اكيد الاوضة اللي كنت فيها من تحت خالص هي السبب لكن لما عدي نقلني لقط الحمدلله.
اعتدلت في جلستها واولته وجهها نظرت في عينيه بعشق شديد تحفر ملامحه في عقلها وتمتمت معه بشغف
:- عموري انا بحبك اوي بجد، انت احلى حاجة حصلتلي في حياتي كلها.
دفن وجهه في عنقها باشتياق شديد ظل يستنشف رايحة عبيرها الخلابة التي تفقده عقله، ورد عليها بنبرة شبه هامسة
:- وانا بعشقك يا اغلى حاجة في حياتي كلها عمري ما هلاقي حد زيك اصلا.
ضحكت بسعادة شديدة وكبرياء، تعشقه وتعشق جميع تفاصيله وتفاصيل حياتهما سويا..
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع
كانت صحة آلاء تحسنت كثيرا عن السابق وبدأت تعود كما كانت، بينما عمر كان يرفض التحرك من جانبها وقرر ان يتابع عمله عبر الحاسوب لن يستطيع ان يتركها، وقد تحسنت علاقة تامر وفريدة كثيرا...
داخل الغرفة الخاصة بتامر وفريدة
كانت فريدة تجلس شاردة الذهن تفكر في امر ما، علم تامر بالطبع بماذا تفكر؟ فأسرع يتوجه نحوها وحاوط خصرها بعشق شديد ثم همس داخل اذنبها بنبرة اجش
:- بعشقك يا فريدة عاوز اقولك انك انتي بجد احسن حاجة حصلتلي وحقيقي ندمان على كل لحظة مقيضتهاش معاكي عشان كدة قررت اعوضك عن كل حاجة عشان انا عمري ما هلاقي زيك اصلا.
ابتيمت بخجل شديد فنادرا عندما يغازلها تامر ويخبرها حديث مثل ذلك كان دائما يتعامل معها بحدة من دون ان يبالي لمشاعرها لكنه الان تغير كثيرا معها، اسرعت ترد عليه بخفوت شديد
:- وانا كمان بحبك يا تامر بحبك اوي، عشان كدة اديت حياتنا مع بعض كل الفرص دي عشاني وعشان سعادتي مش عشانك، تامر اوعدني اننا مش هنخبي على بعض اي حاجة وانك هتفضل تحبني وتعاماني كويس.
أسرع يضع يده في يدها الممدودة الى الامام وتحدث بصدق وقد التمعت عينيه بلمعة عاشقة لاجل رؤية ابتيامتها المشرقة
:- اوعدك يا فريدة، وبعدين انا بجد تخطيت مرحلة الحب، وبجد انتي اول واحدة احبها للدرجة دي في حياتي.
ابتسمت بسعادة شديدة ودفنت وجهها في عنقه بخجل وهي تهمس تخبره بحبها الشديد له، ولكن تلك المرة تختلف فهو الاخر كات يبادلها نفس الشعور وأكثر قد علم وتاكد من انه متيم بها، يعشقها بشدة لن يستطع أن يعيش حياته من دون وجودها، وبعد تلك المرحلة الطويلة التي مرت عليهما قد تاكد كل منهما من خبه الشديد للاخر، لتنتهي حربهم المليئة بالوجع والآنين وتبدا رحلة اخرى مليئة بالسعادة والإبتهاج اللذان سيزينان حياتهما للأبد، رحلة قد علم كل منهما اهمية الاخر ومدى عشقه له وبقدر ما نالوا من وجع في حياتهم سيعوضهم الله في حياتهم بحياة مليئة بالسعادة والعشق الصادق الحقيقي المؤكد.
❈-❈-❈
اجتمع الجميع اسفل كما طلب منهم عمر، اردفت نغم تسأل الاء بفضول
:- الاء هو عمر عاوز ايه يعني هيقول إيه؟
عقدت الاء حاجبيها بدهشة ورفعت كتفيها الى أعلى ثم ردت عليها بتوجس
:- لا حقيقي المرة دي جيتي للشخص الغلط يا نغم لان انا معرفش انا اتفجأت زيي زيكم.
أسرعت فريدة تشارك في الحديث واردفت مقترحة
؛- هو تقريبا الموضوع يخصك يا آلاء عشان قايل لياسين اخوكي كمان يجي.
:- او يمكن يخص نغم مثلا.
ضحكت آلاء بخفوت بعدما استمعت الى حديث فريدة وردت عليها مضيفة بسخرية ومكر.
ابتلعت نغم ريقها بتوتر شديد وقد تسارعت دقات قلبها ثم أردفت تسال الاء بتوتر
:- يخصني انا في ايه، الاء قوليلي انتي شكلك عارفة صح قوليلي؟
حركت الاء رأسها نافية ثم ردت عليها بتذمر
:- ايه يخربيتك علقتي على آلاء آلاء، قولت معرفش انا بقترح عادي بلاش اقترح.
وصل عمر بصحبة سناء وتامر الذين كانوا يتحدثون سويا، جلس معهم، لم يمر سوى بضع دقايق وتحدث عمر بجدية بعدما حمحم عدة مرات
:- ياسين طلب ايد نغم، وانا كنت سالتها قبل كدة وعرفت رايها في الموضوع فقولنا نعمل الخطوبة بتاعتهم كمان شهرين.
صرخت نغم بعدم تصديق وتوجهت نحو عمر تحتضنه بعدم تصديق لكنها سرعان ما انتبهت على ذاتها فاسرعت بخطوات مسرعة شبة راكضة نحو غرفتها بخجل، بينما الجميع كان يبتسم بسعادة.
اقترب ياسين واحتضن عمر ثم تحدث معه بحدية وسرور
:- شكرا يا عمر، اوعدك ان نغم هتكون في عينيا وهحافظ عليها اكتر من نفسي وانت عارف ليه كويس.
في المساء
كانت الاء تبحث عن عمر حتى وجدته اخيرا في غرفة المكتب فأسرعت تقترب منه وأغلقت الحاسوب الذي كان يعمل عليه عندما رأته منشغل فيه بشدة، ثم عقدت زراعيها امام صدرها وتحدثت بغضب مزيف
:- والله يا سي عمر عامل نفسك مش واخد بالك اني دخلت مثلا ايه شفاف.
نهض من فوق المقعد وحاوط خصرها بزراعه يقربها منه اكثر حتى أصبحت تلتصق به وسار بها يغلق الباب خلفهما ثم توجه نحو الأريكة الموجودة في غرفة المكتب الخاصة به، واخيرا رد عليها بخبث وهو يغمز لها بإحدي عينيه
:- لا يا ست الاء كنت شايفك بس بحاول مبصش ليكي كتير عشان اعرف اكمل شغلي وبما انك قفلتي اللاب توب عشان ابصلك واركز معاكي فكدة لازم تدفعي ضريبة.
لن يدعها تفهم معنى حديثه ولن يمهل لها فرصة لكنه وضعها فوق ساقيه والتقط شفتيها يقبلهما في قبلة عاشقة بمشاعر عديدة، لم يستطيع أن يتركها يريد ان يظل معها وبجانبها طوال حياته، ابتعد عنها عندما شعر بحاجتها الى الهواء وتحدثت معها بمكر
:- لا بس الضريبه دي حلوة اوي بعد كده تدفعي ضرايب على طول.
اى رايك
انفلت منها ضحكة صاخبة دوت في أرجاء الغرفة اشتعلت بداخله العديد من المشاعر الذي حاول ان يسيطر عليهم، واردف يسالها بجدية مزيفة
:- كنتي جاية ليه يا لولي؟
تنهدت بصوت مسموع وهي تحاول كبت ضحكتها واردفت ترد عليه بهدوء
:- كنت جاية اقولك ان انا فرحانة اوي انك اديت لياسين فرصة ووافقت انه يخطب نغم بجد فرحانة اوي.
شدد من احتضانه عليها واعتدل في جلسه قبل أن يرد عليها بجدية وتعقل
:- انا عملت كدة عشان عرفت ان هو اتغير بجد ويستاهل.
ابتسمت بسعادة شديدة وتحدثت بعشق وهي تمرر يدها فوق قسمات جهه
:- عموري انت احسن واحد في العالم كله بحبك اوي بجد مش متخيلة حياتي من غيرك
اسرع يرد عليها بنبرة حانية مليئة بالمشاعر الذي يشعر بها تجاهها
:- انا بعشقك يا حياتي، آلاء انتي مش بس حياتي لا انتي دنيتي كلها، انتي الحاجة اللي مكتفي بيها من الدنيا وواثق ان مفيش احلى منها انتي كل حاجة انا محتاجها في الحياة كلها، بجد يا لوليتا انتي عندي اهم من حياتي كلها.
انهى حديثه وهو يطبع قبلة حانية فوق جبهتها، بينما هي شعرت بسعادة عارمة وكانها أصبحت تطير في الفضاء عاليا، لا تصدق ان حياتهما ستسير بذلك الشكل التي تتمناه، وقد انتهت حربها التي تعبت بها بشدة وها هي الان تتلقى نتائجها الهائلة التي كانت تتمناها دائما، بينما عمر لا يصدق انه نجح ان يتخلص من كل ما كان يهدد حياتهما، سيعيش معها في حب وعشق من دون ان وجع وحزن بالنسبة لها وقد نجح فيما يريد من البداية وانتصر حبهما على كل ما حدث وكان قد حدث ذلك ليزيد من درجة حبهما ليس اكثر....
❈-❈-❈
بعد مرور عدة أشهر..
كان الجميع مشغول في تجهيزات الفرح الخاص بـياسين ونغم، دلفت آلاء الغرفة الخاصة بنغم وجدتها تجلس فوق الفراش والتوتر يبدو بوضوح عليها، اسرعت الاء تقنرب منها وربتت فوق كتفها بحنان ثم تحدثت بمرح
:- إيه يا نغم مالك، اوعي تقولي إن ياسين مزعلك في حاجة دة لسة امبارح كان بيكلمني وفرحان أوي.
أخفضت بصرها أرضًا بخجل شديد، وهي تشعر باضطراب كبير في مشاعرها الممزوجة معا ثم تمتمت ترد عليها بخفوت
:- لـ.. لا م.... مش كدة ياسين معملش حاجة، بس مش عارفة يا آلاء حاسة بحاجات كتير في نفس الوقت، خايفة قلقانة ومتوترة اوي وكمان فرحانة بالقرار دة فاهماني؟
طرحت سؤالها الاخير بحيرة شديدة وهي تشعر بدقات قلبها تتسارع وكانها في سباق.
ابتسمت آلاء بهدوء ما ان استمعت إلى حديثها المتلعثم والذي يعكس كل مشاعرها وقلقها، وتحدثت اخيرًا ردت عليها بهدوء وتعقل
:- ايوة فهماكي، بس كمان عاوزة اقولك إن كل دة طبيعي ولازم تحسي بيه قبل الفرح لكن بعد الفرح اصلا بتنسي كل دة خالص مش بيبقى في بالك اي حاجة اصلا، وبعدين ياسين بيحبك وانتي بتحبيه متقلقيش أنا جيت اقولك انك تبدأي تظبطي نفسك عشان خلاص الوقت وكدة، وانا هقوم عشان الحق انا كمان.
اومأت لها نغم براسها الى الأمام، وابتسمت بسعادة شديدة تعجز عن وصفها بعدما استمعت الى حديث الاء، ثم احتضنتها بسعادة شديدة، وهي تمتم بخفوت
:- شكرا يا آلاء بجد كنت خايفة أوي.
غمزت لها بآحدي غينيها ثم ردت عليها بمرح وهي تشير بسبابتها نحو ذاتها بغرور مصطنع
:- أي خدمة يا ست نغم، انا اصلا مفيش زيي.
انهت حديثها ثم خرجت من العرفة متوجهة نحو غرفتها..
❈-❈-❈
في الغرفة الخاصة بفريدة وتامر.
كان تامر يجلس فوق الفراش فوق حاسوبه يفعل بعض الأشياء الهامة، تأفأفت فريدة عدة مرات متتالية بصوت مرتفع ثم اقتربت منه مسرعة واغلقته فجاة، متمتمة بغضب ونفاذ صبر
:- مش كفاية شغل يا تامر بقى وتتفضل تقوم تجهز دة فرح اختك على فكرة قوم بقا وبعدين من امتى وأنتَ بتحب الشغل.
رد عليها بتذمر وبعدم رضا، وقد بوغت من فعلتها المفاجآة له
:- انا مبحبش الشغل بس دي حاجات متراكمة في الشركة عمر فاكر إني مخلصها يعني مش بعمل بمزاجي يا ديدا.
جلست بجانبه ثم لفت ءراعها فوق عنقه، وتمتمت بدلال ونبرة مغزية
:- طب خلاص يا تيمو كفاية كدة انهاردة قوم يلا عشان نلحق نجهز.
طبع قبلة رقيقة حانية فوق وجنتها ثم تحدث بنبرة هامسة أمام شفتيها اللتان ارتعشا اثر اقترابه الشديد حيث اختلط انفاسهما سويا
:- بحبك أوي يا ديدا، بحد أنتي احست حاجة حصلتلي في حياتي كلها، عمري ما هلاقي حد زيك اصلا.
ابتسمت بخفوت وخجل شديد وقد توردت وجنتيها واصطبغا باللون الاحمر القاني، لكنه لم يمهلها فرصة وانقض على شفتيها المرتعشتين يقبلها بحنو وعشق شديد، عشق من نوع آخر لم يشعر به من قبل سوى لها هي فقط، وكأنها قد أسرت قلبه ليصبح ملكها واغلق الباب الخاص به تماما، لم يستطع أن يرى أي واحدة أخرى غيرها، ابتعد عنها ما أن رأى احتياج رئتيها للهواء، ثم غمغم بخفوت وصوت أجش عاشق
:- بعشقك بجد يا ديدا عمري ما هحب حد زيك في الدنيا دي كلها.
خفضت بصرها أرضا بخجل شديد، وازدادت دقات قلبها بعنف، شعرت انها كالفراشة الزاهية التي تطير الى أعلى بألوانها الجميلة، تشعر ان حياتها بدات تعود اليها كما كانت تتمنى وتريد دائما، حاولت أن تسيطر على خجلها وتمتمت بخفوت وتلعثم من فرط الخجل الذي قد سبب لها توتر شديد وكانها لأول مرة تتعامل معه
:- ط... طب قوم بـ.. بقا يلا يا تامر هنتأخر قوم حهز نفسك.
اومأ لها برأسه إلى الامام ثم نهض وهو يطالعها بنظرات عاشقة وكأنه يحفرها ويحفر ملامحها الخلابة في قلبه، شعرها البني الذي يعشقه، وعينيها الرومادية الذي يقع تحت تأثيرهما كالمغيب الذي فقد عقله، يعشق كل شي بها اقل تفاصيلها وأكبرها، لا يصدق انه وصل الى تلك الدرجة في عشقه لها فهو بعمره لن يشعر بما يشعر وهي معه وبجانبه.
بالفعل نهض وبدأ كل منهما في إعداد ذاته لحفل الزفاف، كانت فريدة تشعر ببوادر تعب يهاجمها مثل ما يحدث معها في الفترة الأخيرة، تشعر أن الدنيا تدور حولها وثقل شديد في رأسها، لا تريد اي شي سوى النوم، لكنها حاولت ان تتخطى كل ما تشعر به وتكمل ما تفعله بهدوء، انتبه تامر لها فعقد حاجبيه بدهشة ثم سالها بإهتمام وقلق
:- إيه يا فريدة مالك في حاجة تعباكي يا قلبي؟
حركت رأسها نافية، وابتسمت ابتسامتها المشرقة الجذابة الخاصة بها التي لن تليق بأحد سواها، وردت عليه بكذب وهدوء وهي تحاول ألا تثير قلقه عليها وتدعي اللا مبالاه
:- مفيش يا تامر أنا كويسة أهو يا حبيبي.
ظل يتفحص ملامح وجهها بقلق خوفا من أن يكون قد اصابها شي لكنها ظلت تطمئنه عليها وتخبره أنها بخير، فلا داعي للقلق عليها، نهضت حتى تجهز ذاتها هي الأخرى حتى لا تتأخر على حفل الزفاف..
❈-❈-❈
تم الإنتهاء من حفل الزفاف وسفر عدي ونغم إلى فرنسا للأهتمام بعمله.
بعد مرور أسبوعين
كانت فريدة تجلس مع آلاء تتحدث معها لكن فجاة لاحظت آلاء شحوب وجهها تسألت بقلق
:- في إيه يا فريدة مالك؟
وضعت يدها فوق رأسها بتعب ثم ردت عليها بوهن وخفوت
:- مش عارفة يا آلاء الايام دي تعبانة شوية عادي.
اومأت لها آلاء إلى الأمام ثم تمتمت بهدوء
:- طب روحي ارتاحي شوية عشان متتعبيش.
اومأت لها فريدة إلى الأمام ونهضت متوجهة نحو غرفتها لكنها شعرت بدوخة قوية وغيمة سوداء اتت أمام عينيها لم تشعر بأي شي اخر حولها بعدما اسود كل ما كان حولها وسقطت ارضٕا مغشية عليها..
اجتمع جميع مَن في المنزل، واسرعت آلاء تتصل على الطبيب حتى ياتي، ثم بعدها قامت بالاتصال على تامر الذي كان يجلس في مكتب عمر يناقشه في بعض الاشياء عقد حاجبيه بدهشة قم أسرع يرد عليها بقلق
:- ايه يا الاء في حاجة ولا ايه؟
اسرعت تجيبه واخبرته بكل ما حدث، تحولت ملامح تامر وغمغم بعدم انتظام من فرط التوتر
:- ط... جب انا جاي حالا خلي بالك منها يا آلاء.
شعر عمر هو الاخر بالتوتر فاسرع يسأله بقلق
:- في إيه يا تامر إيه اللي حصل.
اخبره تامر بما حدث فنهض عمر وسار معه هو الاخر.
في المنزل
وصل الطبيب وبدأ يفحصها بعناية بينما سناء كانت تقف تشعر بالقلق الشديد عليها لكن سرعان ما ابتسم الطبيب ثم تحدث بعملية
:- متقلقوش يا جماعة المدام كويسة جدا دة طبيعي في فترة الحمل هي حامل في بداية الشهر التاني.
بعد مباركات من الجميع لهما، خرجوا جميعا وتركوا تامر مع فريدة بمغردهما، أسرع تامر يحتضنها بسعادة شديدة وتحدث بفرحة عارمة
:- مبروك يا ديدا، واخيرا هتبقي ماما قمر وأحلى قمر كمان.
بدأت دموعها تهطل فوق وجنتيها بسعادة شديدة، غير مصدقة كل ما حدث، تمتمت بصوت متحشرج من بين دموعها السعيدة
:- مش مصدقة يا تامر، بحلم باليوم دة من زمان واخيرا هيتحقق تامر أنا فرحانه اوي.
شدد من احتضانه عليها، ووضع جبينه فوق جبينها بسعادة وقد اختلطت انفاسهما سويا ورد عليها بسعادة
:- ولا أنا مصدق يا روح قلب تامر، مبروك علينا يا قلبي ربنا حب يعوضنا مع بعض.
ابتسمت بسعادة من بين دموعها وهي غير مصدقة ما حدث تشعر انها في حلم حميل لا تريد ان تستيقظ منه، ربها عوضها لكل ما حدث لها وقد كان عوضه لها كبير هي الآنمع زوجها وتحمل طفله بداخلها في حياة سعيدة لم تتخيلها من قبل..
❈-❈-❈
بعد مرور عدة أشهر..
كان الجميع في المستشفى اليوم هو موعد ولادة الاء، كانت تشعر بالخوف يعتصر قلبها ظلت تمسك يد عمر بقلق وتمتمت بخفوت من بين دموعها التي تسيل فوق وجنتيها بصمت
:- ع... عمر أنا خايفة أوي.
لم ينكر خوفه هو الآخر، يخشى أن يصيبها أي شي، لكنه حاول أن يجعلها تهدأ وتطمان ثم رد عليها بهدوء
:- متقلقيش يا قلب عمر، أنتي قوية اصلا ودايما بتستحملي كل حاجة أنا واثق إنك هتطلعيلي بولادنا القمر اللي هيبقوا شبهك.
ردت عليه بخفوت شديد ونبرة هامسة ضعيفة مجهدة
:- لأ أنا عاوزاهم شبهك أنت يا عمر.
اومأ لها برأسه الى الامام ثم دلفت بعدها إلى غرفة العمليات، اجتمعت الدموع داخل عيني عمر، يخشى أن يصيبها شئ، لن يتحمل وقتها اسرع تامر يقف بجانبه وربت فوق كتفه بحنو ثم تمتم بهدوء
:- متقلقش يا عمر هتبقى كويسة اهدى أنت بس ومتخافش.
:- يارب يا تامر، يارب مش هقدر استحمل لو حصلها حاجة.
رد عليه بصوت اجش متحشرج القلق والخوف يسيطران على كل ذرة بداخله.
كانت فريده تحلس بجانب سناء تحاول ان تطمأنها هي الأخرى..
بعد مرور بعض الوقت
انتهت العملية وأخيرا، وخرجت الممرضة وهي تحمل الطفلين اعطتهما لـ عمر الذي حملهم منها على الفور وهو لازال تحت تاثير الصدمة، تمتمت الممرضة بسعادة
:- مبروك يا عمر بيه المدام كويسة والاطفال كمان.
اسرعت سناء وفريدة تاخذهم منه، فتحدث هو بقلق
:- طب أنا عاوز ادخلها ينفع دلوقتي.
ردت تجيبه بعملية وهي تتوجه نحو الداخل مرة اخرى
:- آه طبعا بس ننقلها في اوضة عادية وتدخل عادي.
وقفت فريدة تتطلع نحو الطفل الذي تحمله بسعادة متخيلة طفلها وهي تحمله عندما تولد هي الاخرى.
بعد قليل دلفوا جميعا إلى غرفة الاء التي كانت قد استعادت وعيها، وبدا الجميع يبارك لها ولعمر، ثم خرحوا حتى يتركوا لهما فرصة للتحدث، أسرع عمر يقترب منها مغمغمًا بعشق
:- حمد لله السلامة يا قلبي.
ابتسنت بخفوت ووهن ثم تمتمت بصوت خافت
:- عاوزة أشوف ولادي يا عمر.
ابتسم على حديثها ثم اسرع يعطيها طفل وحمل هو الطفل الاخر، وحاوطها بذراعه بحنو، تمتمت بخفوت
:- سيف وسليم يا عمر مش مصدقة بجد.
همس بعشق شديد وهو يشدد من احتضانه عليها
:- ايوة يا قلب عمر سيف وسليم زي مانتي مختارة.
انهي حديثه وطبع قبلة رقيقة فوق جبهتها بعشق جارف وهو يهمس لها داخل اذنيها يخبرها بمدى عشقه الشديد لها، فتوردت وجنتيها من فرط الخجل، أسرعت تدفن وجهها في عنقه بخحل شديد وهي تبتسم بسعادة تخفق جميع خلايا قلبها الذي يتراقص بداخلها..
لم يقل عمر عن سعادتها بل كان يشعر بمشاعر مختلطة يعجز عن وصفها لكن ما يعلمه هو ان عشقها يزداد في قلبه كل يوم يمر عليه..
لم تنتهي قصة عشقهم إلى هنا بسعادة وفرح على الجميع بعد الحزن والألم الذي عاشوا فيه.
انتهى الآنين والحزن ليحل محله على الفور السعادة والأبتهاج من العشق الذي ملأ قلوب الجميع.
تمت
إلى حين نشر رواية جديدة للكاتبة هدير دودو، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية