غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد - الفصل 36 - 2
رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
غِنى بيجاد
نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
مساء بالقاهرة بجناح عز
دلف لغرفته ابتسم تلقائيا عندما وقعت عيناه على زوجته التي تتألق في ردائها الأنيق الذي عبارة عن فستان باللون الأسود ذو حملات رفيعة.. يصل لكاحلها.. بقصة مثلثة الشكل من الخلف والأمام.. يظهر من خلالها جمالها الأنثوي.. ويفتح من الجانبين من الركبة للأسفل..
اقتربت تخطو إليه بخطواتها المتمهلة بكعبها الذي كأنه يخطو على قلبه فتنتفض دقاته.. أغمض عيناه يحاول أن يتنفس
بعدما سلبت أنفاسه صغيرته.. وصلت تقف أمامه بجمالها الباهي الذي خطف لب قلبه وجعل صدره يعلو ويهبط بطريقة عشوائية
تقابلت نظراتهما فهمس إليها
- إيه الجمال دا.. لا كدا ناوية على موتي
رفعت ذراعيها تحاوط عنقه.. ثم شبت واقتنصت قبلة من خاصتيه مردفة بإبتسامة
- "كل سنة وإنت معايا ياعزي.. هابي بيرز داي حبيبي"
أسبل جفنيه يحاول الثبات بقدر المستطاع حتى لا يرهقهها من عشقه الذي طغى عليه فاردف ببحته الرجولية
- روبي هو النهاردة إيه.. قصدك إيه؟
حاوطت جسده تضع رأسها بحضنه ثم همست إليه:
- زي النهاردة اتولد أجمل راجل شافته عيوني.. رفعت رأسها ومازالت بأحضانه
- زي النهاردة عزي أنا نور الدنيا عشان يمتلكني
حاوطها بنظراته يحاول إستيعاب جمال كلماتها فلم يجد من الكلمات مايكفي لأسعاد قلبه سوى إلى أن يرفعها من خصرها وينعم بكرزيتها لتعزف له أحلى النغمات على قلوبهما
فصل قبّلته بعدما سُلبت أنفاسهما سويا.. رفع بصره للغرفة المزينة ونقش اسمه بالقلوب الحمراء على فراشهما.. والورود المنثورة بأرضية الجناح بأكمله
حاوطها متحركا للمائدة التي تتوسط الغرفة يوضع عليها بعض المأكولات التي يعشقها مع الموسيقى الهادئة والأضاءة الخافتة
مشط نظره على الغرفة بأكملها.. ثم إتجه إليها
- روبي إنتِ اللي عملتي دا حبيبي.. هزت رأسها ونظرت بإبتسامتها الرقيقة وتحدثت قائلة
- من وقت ماحبيتك وأتمنيت اعملك كدا في يوم عيد ميلادك حبيبي.. حتى بعد كل عيد ميلاد كنت بدخل أوضتي واحاول اعمل احتفال خاص بيا ليك بس..
سحبته من كفيه وجلست على الأريكة وأجلسته بجوارها
- شوف الصور دي كلها بتاعة عيد ميلادك.. كنت بجمعها كلها وبعد كل عيد ميلاد اعلقها عندي في الأوضة كأننا بنحتفل مع بعض
اعتدل يتكأ بظهره على الأريكة.. عندما فقد السيطرة على نفسه تماما بعد حديثها الذي جعله فاقد النطق والحركة
رفعت كفيها على خديه عندما وجدت صمته وتحدثت بحزن
- عز إنت مش فرحان عشان عملت لك مفاجأة وحبيت أول إحتفال بعد جوازنا نكون لوحدنا
أغمض عيناه عندما شعر بملمس كفيها الناعم على وجهه فهمس
- كتير أوي عليا اللي بتعمليه دا ياروبي.. فتح عيناه ينظر لردماديتها وأكمل ومازال على وضعه
- أنا عملت إيه حلو في حياتي عشان ربنا يرزقني بأجمل واحدة على الكرة الأرضية
ارتجفت شفتيها بعدما تساقطت دموعها عندما وجدته صمته ظنا إنه حزين لأحتفالهما بمفردهما وابتسمت
- ليه بتقول كدا.. إنت أحسن راجل شافته عيوني... وتستاهل أكتر من كدا
اعتدل يرفعها بين ذراعيه.. وأجلسها على قدميه
- إنتِ قد إللي عملتيه النهاردة دا.. عارفة نتيجته إيه
وضعت رأسها على صدره
- أنا بحبك اوي ياعز ونفسي أسعدك.. رفعت رأسها تنظر لمقلتيه وأستطردت بأنفاسا متقطعة:
- معرفش ليه خايفة حاجة تحصل تبعدنا عن بعض عشان كدا.. كل دقيقة بحاول أعيشها معاك في سعادة
عصرها بأحضانه وقطع حديثها بقبلة شغوفة ثم تحدث
- متقوليش كدا.. طول ماأنا عايش هخليكي أسعد واحدة في الدنيا. ربنا يقدرني وأعرف أسعدك ياروح عز
عند أوس وياسمينا
على سطح اليخت في ليل من إحدى ليالي الخريف المتقلب.. كان يتسطح على سطح اليخت متخذا ساقيها وسادته.. يستمع لموسيقى غربية هادئة
تحدثت ياسمينا وهي تطعمه من حب الرمان الذي بجاورها فاردفت بإبتسامة
- وبعدين معاك كل مرة كدا.. لكمته بخفة على ذراعه
- قوم كل لواحدك بقى
نظر إليها من فوق وهو يضع رأسه على ساقيها
- أعمل إيه بس.. ماهي صوابعك مسكرة ياروحي.. رفعته بكفيها
- طيب قوم يامسكر.. كل لوحدك.. إنت عارف كم مرة عضتني في صوابعي
اعتدل في جلسته يميل بجسده مستندا بمرفقيه للأمام قاطبا حاجبيه ثم مد كفيه إليها:
- وريني كدا حبيبي وجعتك العضة
رفعت كفيها ببراءة إليه
فرفعها لفمه يقبل كل إصبع على حدا ثم ضم كفيها وقام بعضه مره اخرى
صرخت وهي تلكمه بكفيها بكتفه
- والله إنت رخم ياأوس.. ينفع كدا
جذبها لأحضانه وهو يقهقه عليها
- حبيبي البرئ.. بتسمعي كلامي ياهبلة
لكزته بكتفه مرة أخرى فتحدثت
- انا فعلا غبية عشان صدقتك
رفع ذقنها بعد وصلة ضحكاته فتحدث
- خلاص آسف حبيبي بجد.. المهم مقولتيش عجبك الفستان ولا لا
ملست على خديه
- حلو أوي أوي مكنتش أعرف إنه هيكون بالحلاوة دي
شعر ببعض الحرارة تتسرب لجسده لأقترابها منه بهذا الحد فأغمض عيناه بتوتر ثم فتحهما ينظر لارتطام الأمواج
- مش الفستان الحلو ياياسو.. اتجه مرة آخرى ينظر لزيتونتها وأكمل:
- إنتِ اللي محلياه ياحبيبي
وضعت رأسها على كتفه وتسائلت
- تفتكر فرحنا هيكون حلو زي بيجاد وعمر كدا..أنا خايفة ومرعوبة أوي
حاوطها بذراعيه
- هيكون أحسن فرح لأجمل عروسة
❈-❈-❈
بفيلا جواد الألفي
استيقظ على رنين هاتفه.. نظر للتي تغط بسبات عميق ثم أجاب على هاتفه
- أيوة ياصهيب
على الجانب الآخر تحدث صهيب بصوتا مكسور حزين:
- جواد جنى مش موجودة.. مشيت وسايبة رسالة محدش يدور عليها
ارجع جواد خصلاته المتناثرة على جبينه ثم تنهد واجابه:
- نازلك ياصهيب
اتجه لزوجته التي استيقظت على صوت زوجها فتحدثت بصوتا متحشرج من اثر النوم
- جواد صباح الخير حبيبي
أمال بجسده يقطف قبلة سريعة
- صباح الحب ياعيون حبيبك.. ارجع خصلاتها المتمردة على وجهها ليظهر ملاكه أمام عيناه بإستفاضة ثم اتكأ على مرفقيه يقترب منها
- عاملة إيه النهاردة ياغزالتي.. قالها وهو يمسد على خصيلاتها
اعتدلت وهي تتألم ثم أغمضت عيناها بإرهاق
- أحسن الحمد لله
هز رأسه رافضا حديثها
- وشك أصفر خالص ياغزل ومش عجباني.. اوعي تكوني حامل ودا اللي عامل فيكي كدا حبيبي
وضعت رأسها على كتفه وتحدثت بحزن
-وأنا كمان خايفة أوي ياجواد أكون حامل.. بس دي أعراض الحمل كلها.. ربنا يستر
قبّل جبينها وتحدث:
- هشوف صهيب ولازم نروح للدكتورة وضعك دا ميتسكتش عليه بقولك أهو.. أشار بسباته وتحدث
- مش عايز أسمع ولا كلمة.. واللي ربنا باعته مستحيل أعترض على رزق من ربنا
اعتدلت تنظر إليه بذهول
- أكيد بتهزر مش كدا.. إنت هتبقى جد بعد كام شهر عارف معناه إيه وبعدين متنساش ولادك دلوقتي دا جاسر عنده اربعة وعشرين سنة يعني بدل ماانشيل ولاده هو اللي يشيل
نهض من فراشه وهو يتحدث
- صباحك فل ياقلبي.. بلاش ازعلك على الصبح وبعدين مش دا اللي كنتِ دايما تتخانقي معايا عليه.. ومش عايزة أكون وحيدة ياجواد.. لازم اجيب ولاد كتير عشان ولادي ميحرموش زي ماأنا اتحرمت
زفر بحزن عندما وجد دموعها
- طيب بتعيطي ليه دلوقتي.. نطمن عليكِ ياقلبي الأول وبعد كدا نتخانق.. شكلنا هنتخانق كتير.. عشان عارف ومتأكد إنك حامل... قالها وهو يغمز إليها ثم تحرك للمرحاض
جلست تستند خلفها على الفراش
- يارب مكونش حامل.. يارب متحطش في موقف قدام ولادي مش كويس
خرج جواد بعد دقائق وجدها بتلك الحالة
أقترب وجلس أمامها ثم امسك كفيها
- زوزو مش عايزك تفكري في حاجة غير نفسك وبس.. أهم حاجة عندي صحتك.. بلا ولاد ولا زفت.. صمت قاطبا حاجبيه ثم سألها
- وبعدين هو ينفع الست تخلف بعد الخمسة وأربعين إزاي صح
القته بالوسادة وهي تسبه
- أمشي ياجواد كله منك.. إنت السبب.. خرج وهو يقهقه عليها ثم ارجع بجسده ينظر إليها من على باب الغرفة
- متخلنيش أرجعلك ياغزالتي وأعرفك إزاي أنا السبب
ضحكت وهي تضرب كفيها ببعضهما
- طيب دا اقوله إيه على الصبح
رفع حاجبه بسخريه وأجابها
- تقوليله يتربوا في عزك ياأبو جاسر وعقبال البطن الجاية
ظلت تقهقه على دعابة زوجها.. أرسل إليها قبلة عبر الهواء ثم ابتسم وتحدث
- مش عايز غير الضحكة دي تنور وشك ياحبيبي.. دايما اضحكي ياغزل.. مش عايز أشوف دموعك إلا لو مت.. حتى لو مت عايزك تكوني سعيدة
هبت واقفة وهرولت إليه تلقي نفسها بأحضانه كطفلة تلتقي بوالدها بعد غياب لعدد من السنوات.. اقتربت تدفن جسدها بالكامل داخل أحضانه
- إياك تقول كدا تاني.. إنت ابوي حبيبي وجوزي وأخويا وابني.. إنت كل حاجة ليا.. ليه عايز تحرمني من دا كله
حاوطها بذراعيه وتحدث بصوتا متحشرج
- عشان دا قدر ولازم يتكتب علينا كلنا.. هو بس ميعاده مأذنش يازوزو
جواااد صرخت بها وهي تلكمه بصدره
- حرام عليك قلب غزالتك توجعها على الصبح ليه.. رفعها من خصرها
- بعد الشر على غزالتي وقلبها.. أنا بحاول أعرف غزالتي إننا بخير ليه زعلانة لو حصل حمل دعي المخلوق للخالق ياقلب جواد متفكريش في حاجة... وأجهزي لفرح أوس وجاسر ياام جاسر ثم
قبل جبينها ثم هبط للأسفل
نزل جواد وجد جواد حازم يدور ذهابا وإيابا.. توقف ينظر لجواد الذي وصل أمامهما
وجد صهيب جالسا واضعا رأسه بين كفيه.. رفع رأسه ينظر لجواد ودموعه محجرة بعيناه ثم تسائل
-فين جاسر ياجواد؟ جنى مش موجودة
تحرك جواد يقف أمامه:
- يعني إيه مش موجوده مش فاهم.. أكيد بتهزر مش كدا
مسح على وجهه بغضب يكاد يقتلع جلده فتحدث
- جواد إيه اللي مش مفهوم في كلامي.. بقولك بنتي مش موجودة وابنك مش موجود
جلس جواد ثم صاح بصوته على العاملة
- أعملي لي قهوة يامنى لو سمحتِ وجهزي فطار لدكتورة هي وياسين
أومأت العاملة برأسها وخرجت متجهة للمطبخ.. قطب صهيب مابين حاجبيه وصاح بصوتا غاضب:
- أنا بقولك بنتي مختفية وأنا هموت من القلق عليها... وإنت خايف على قهوتك وفطار غزل
زفر جواد بغضب ثم رفع بصره لصهيب
- عشان فضلت تخنق في البنت ياصهيب حاولت افهمك إن كدا غلط بس شوف وصلتها لأيه.. ثم رمق جواد حازم بعينيه وأردف
- وحضرة الظابط بدل مايحاول يطمنها ويقولها مش عايزك تخافي ويحسسها بالأمان جاي عمال يقولها إزاي تعملي فيا كدا وتوافقي على جاسر
نهض من مكانه ونظر إليهما بغضب ثم تحدث
- مستنين منها إيه ياصهيب.. هي جنى شافت إيه من الدنيا عشان كلنا نقسى عليها بالشكل دا
سحب كما من الهواء وطرده على عدة مرات ثم أردف:
- خليها بعيد شوية خليها ترتب لحياتها صح.. وزي ماانتوا شايفين بعد كلامها مع جاسر الأخير إنها مستحيل تخسّره حبيبته ورفضته.. يبقى مستني منها إيه ولا عايزها تستنى عشان تفرض عليها واحد كمان بالغصب
نظر لجواد وأردف بجمود
- أنا مش قولت لك لو بتحبها أثبت لها.. عملت أيه.. دار جواد واجابه
- ولا حاجة ياجواد للأسف.. لو مش أثبت إنك بتحبها يبقى متستهلش.. ودلوقتي بقولك انك متستهلهاش.. سيب البنت في حالها خليها تعرف تلملم نفسها..
اتجه لصهيب وربت على كتفه وأستطرد
- هي قالت عايزة تفضل بعيدة شوية.. متخفش بنتك متربية عشان تهرب ياصهيب.. هي جاتلي وأستأذنت وأنا وافقت وادتلها الحرية.. إيه أنا مش مكفيك
تحرك للخارج ثم توقف
- عندنا فرحين بعد أسبوع.. متنسوش داخلين على الشهر الفضيل.. وأنا عايز أفرح بولادي مش فاضي ادور على جنى.. فلو جواد دور عليها معنديش مانع.. يمكن لو لاقها وقتها نعرف نقنعها بيه
❈-❈-❈
بعد قليل توجهت غزل إلى نهى بعدما علمت بما صار لجنى
دلفت تنظر لتلك التي تبكي وتنظر لهاتفها كل لحظة.. جلست بجوارها تربت على ظهرها
- هترجع يانهى صدقيني والله هترجع
القت نفسها بأحضانها تبكي
"بنتي وحشتني أوي ياغزل.. ليه تعمل فيا كدا"
وصل عز ينظر لوالدته وصاح بصراخ
- كدا بابا مرتاح.. يعني مبسوطين كدا.. مبسوطين خليتوا البنت تهج ومحدش يعرف مكانها
ظل يدور كالمجنون وهو يحاول الأتصال بها وكالعادة الهاتف الذي تحاول الأتصال به ربما يكون مغلقا
ألقى الهاتف بقوة بالحائط حتى تهشم وهو يصرخ
-اعمل إيه دلوقتي قولوا لي أعمل أيه
تنهد يمسح على وجهه يحاول السيطرة على أعصابه
- ياترى روحتي فين ياجنى.. وليه تكسريني كدا.. تحركت غزل تقف تربت على كتفيه
- عز حبيبي ممكن تهدى.. تلاقيها راحت في مكان ترتاح فيه شوية
ابتلع غصة وخزت جوفه بأشواك حادة.. ثم أشار على صدره وأردف
- أهدى إزاي ياطنط ودا حاسس إنشي فيه بركان ومش قادر اسيطر على اعصابي.. وأنا مش عارف أختي فين
جذبته ربى على الأريكة
- عز إهدى عشان نعرف نفكر هي ممكن تروح فين.. وبعدين هدوء بابا دا مش غريب شوية
بعد قليل
دلف جواد لمكتبه وهو يزفر بغضب..
واستدعى الضابط المسؤل عن الأجهزة الألكترونية
وضع أمامه رقم الهاتف وتحدث
- خلال ربع ساعة عايز أعرف مكان التليفون دا فين
أومأ الضابط برأسه وخرج.. وبعد دقائق معدودة اتجه إليه
- مزرعة على طريق القاهرة اسماعلية الصحروي
نهض سريعا متجها لسيارته فأردف
- ابعت لي اللوكيشن
استمع لرنين هاتفه.. رفع الهاتف ينظر إليه.. وقام بالرد سريعا
- أيوة ياخالو.. خلاص خمس دقايق وأكون عندها .. أنا عرفت مكانها.. ايوة طبعا مزرعتك ياخالو.. بس إزاي مخفتش عليها
تحدث جواد
- بدل عرفت مكانها روح هاتها وبلاش صهيب يعرف.. عايز افوقه شوية.. عز شوية وهيلحقك.. صمت لبرهة وأكمل
- جواد دي فرصة تصلح أخطاءك.. لازم تقنع جنى
هز رأسه موافقا واجابه
- وعد ياخالو.. أنا اصلا مش محتاج غير فرصة أصلح فيها أغلاطي .. شكرا ياخالو ربنا يخليك ليا
حمحم جواد وتحدث
- كلم إنت عز وفهمه إنك اللي عرفت مكانها لوحدك
ضحك جواد وأجاب خاله
- طيب ماهو أنا اللي عرفته لوحدي.. شكرا ياحضرة اللوا على خدعة التليفون ابو شبكة دا.. عارف ومتأكد دا تخطيطك
قهقه جواد بصوتا مرتفع
- لا ذكي ياخبيتها.. ياله عايز اشوف ولاد الألفي كلهم بكرة مولعين الفرح
- عُلم يافندم.. قالها جواد ثم أغلق الهاتف ويكاد قلبه يقفز من الفرحة.. نظر لنفسه بالمرآة وتحدث مع نفسه
- مهلا حبيبتي فأني قادم إليكِ بقلبا يحرقه الشوق ويعانده الجفاء
قاد سيارته بسرعة جنونية وقلبه يكاد يتوقف من قفزاته فرحا كمعزوفة موسيقية
اتجه يتصل بعز
عز عرفت مكان جنى ورايحلها.. وكلمت خالو جواد.. ابتسم واستطرد
- خالو جواد كان عارف مكانها.. وخلال ساعة هتكون عندك متخافش عليها.. وعد مني ارجعها والابتسامة منورة وشها.. لو سمحت ياعز عايزك تثق فيا
كان يقف أمام حمام السباحة بجواره جواد وربى
- تمام ياجواد.. هستنى اختي ترجع ووشها يرجع ينور زي زمان
بعد إغلاقه نظر لجواد
تهكم جواد وهو يرفع حاجبه بسخريه لعز
- ارتحت ياخويا.. يارب تتحط كدا بدل ماانت عامل فيها فرقع لوز
اقترب عز يقهقه على كلمات عمه.. فجلس على ذراع مقعده وهو يداعب خصلات جواد
- أسد ياعمو جواد.. حد يشكك بقدراتك برضو يانمس
رمقه جواد بسخرية فرفع حاجبه وتحدث
- من شوية كنت عامل فيها دراكولا.. واختي وابويا وامي.. ايه يلآ دا صدقتك شوية كنا هناخدك تلف على مسلسلات رمضان كلها
قهقهت ربى على حديث والدها وهي تداعب زوجها بضحكة طفوليه تتراقص بحاجبها
رمقها بنظرة تحذريه
- بطلي ضحك ياربى إيه فرحانة ياختي.. ابوكِ دا مفتري آه وحياة النعمة
مشط جواد المكان بعينيه ثم نظر لربى
- مامي فين حبيبتي.. هي مكنتش معاكي من شوية... أشارت ربى للحديقة الخلفية
- قالت هروح أجيب ورد من اللي بيجاد كان زرعه عشان تحطه في جناحهم قبل مايجوا
هب مهرولا يبحث عنها
- مامي تعبانة وقولت لك متخلهاش لوحدها ينفع كدا... قالها جواد بصياح مهرولا يبحث عنها
تصنم بوقفته عندما وجدها ملقية على الأعشاب ومغشيا عليها.. أسرع جواد يصيح على ربى التي هرولت بدموعها لوالدها الذي لأول مرة يرفع صوته عليها
جحظت عيناها عندما وجدت والدتها فاقدة الوعي كجثة هامدة
❈-❈-❈
بمنزل المزرعة
وصل جواد سريعا متجها للمنزل.. وجد عاملا يحرص البوابة الرئيسية وبجواره ابنة تبلغ من العمر عشر سنوات وزوجته
أسرع إليهما واردف بصوتا متقطع من كثرة ركضه بعدما ترجل من سيارته
- فين جنى أنا ابن عمتها وخطيبها
نظر لزوجته ثم رجع لجواد
- اسمك ايه
مسح جواد على وجهه وهو يصيح بصوته على جنى بإسمها
-" جنننننننى"ثم هرول للداخل.. حاولت زوجة الرجل إيقافه ولكن أشار إليها
- خليه دا اللي باشا قال عليه.. ماهو مش معقول حد غريب هيدخل الدخلة دي... وعلى العموم هنعرف لما يوصل للست جنى
وصل للغرفة المنشودة بعد بحثه بكل الغرف
قبضة قوية اعتصرت قلبه وهو يرى شحوب ملامح وجهها وحزن عيونها.. كانت تجلس بالشرفة تسبح بشرودها بالسماء
أقترب بهدوء يطالعها للحظات ثم رفع كفيه يمسد خصلات شعرها.. رفعت نظرها إليه وتحجرت عبراتها بمقلتيها.. وهمست
-"جواد"
تقابلت النظرات، القلوب تحترق بهدوء قاتل والألسنة عاجزة عن الحديث فأي كلام يقال يخفف من حزنهما الكبير.. هي بطيشها وهو بثورانه وذهاب عقله
جثى على ركبتيه أمامها ثم وضع وجهها بين كفيه
- كدا هونت عليكِ تعملي فيا كدا
- رفع كفيها يقبل بطنها وتحدث بصوتا حزين مع تساقط دموعه
- مهما أتأسف عارف إني مستحقش الغفران.. رفع نظره وتقابلت نظراتهما
- أنا عارف إن قلبك رحيم وهيغفرلي.. وعارف مهما تزعلي مني لكن قلبك دا ملكي لوحدي.. ثم وضع كفيه موضع نبض قلبه وأكمل
- زي ما دا بيتجنن عليكي وعلى وجعك..
سامحيني حبيبتي
قلبي بيوجعني كل ماأشوفك كدا.. نهضت تنظر إليه
- مين قالك على مكاني.. وضع يديها على صدره وأردف
-"قلبي"
عند حياة وباسم بالمزرعة
دلفت لغرفة فيروز وجدت فستان زفافها معلقا بالغرفة.. اتجهت تنظر إليه بحبور ثم رفعت كفيها تتلامسه بيديها.. تمنت بيوم إنها ترتديه
عبرة انسدلت من جفنيها مسحتها سريعا عندما استمعت لخطوات خلفها
امال برأسه يقبل خديها
- إيه حبيبتي عاجبها الفستان اوي.. أستدرات بجسدها إليه ثم رفعت نظرها لعيناه وارتجفت شفتيها
- يعني.. شكله حلو
سحبها من يديها متوجها لغرفتهما.. دلفا الغرفة وإذ بها تنصدم من فستان الزفاف الذي يوضع على فراشها
اتجهت بنظرها إليه واتسعت إبتسامتها فأردفت متسائلة
- دا عشاني ياباسم
جثى على ركبة واحدة ثم رفع يديه بعلبة مخملية بها خاتم من الألماس ثم رفعه إليها
- تقبلي تكملي حياتك مع واحد بيعشقك قد عشق الكون دا كله
وضعت يديها على فمها بذهول ثم امسكت كفيه ترفعه وهي تهز رأسها بالموافقة
- تقبلي تتجوزيني ياحياتي.. تقبلي تكملي حياتك معايا نكبر ونعجز مع بعض.. ابتسم ونظر لمقلتيها
- مع إني عجوز لكن تقبلي تكملي الباقي من عمري معايا
القت نفسها بأحضانه وهي تصيح وتتقاذف بفرح
- " أقبل أعيش عمري الباقي كله في حضنك "
يتبع...