غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد - الفصل 37
رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
غِنى بيجاد
نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد
لا شيء بيني وبينك ، لكن بين قلبي وقلبك قد حصل كل شيء .!
❈-❈-❈
كان الرعب قد تسلل لقلبه عندما وجدها بتلك الطريقة.. هرول إليها وحملها وهو يصيح بصوتا صاخب على إبنته
- إتصلي بالدكتورة بسرعة.. أومأت برأسها وعبراتها تغسل وجنتيها عندما رأت والدتها بتلك الحالة
أسرع عز لعمه يحاول أن يفهم ماصار
- شوف ربى أتصلت بالدكتورة ولا لا..
قالها جواد واتجه لغرفته.. قابله أوس
تسمر بوقفته عندما وجده يحمل والدته وهي فاقدة وعيها بالكامل
- بابا قالها بصوتا مرتعش..
مفيش حاجه ياحبيبي متخفش شكل ماما أُرهقت شوية.. قالها وهو متجه لغرفته
وصل لغرفته ووضعها بهدوء على فراشها كأنها أغلى الجواهر لديه... ولما لا وهي زوجته حبيبته
اتجه لقنينة عطره وحاول إفاقتها عندما قرب القنينة لأنفها وهو يمسد على خصلاتها بعدما حررها من حجابها
وصلت ربى وأوس إليها.. أسرعت ربى بزجاجة المياة وحاولت أفاقتها
صرخ والدها بوجهها..
-هو مش المفروض إنك في كلية طب.. مامتك مابتفوقش ليه
بكت بنشيج وكأن عقلها توقف وهي تهز راسها
- معرفش يابابا.. حاول اوس أن يهدأ من وضع والده عندما وجد الغضب والعصبية تسيطر عليه
- بابا ممكن تهدى.. حضرتك مش شايف حالتها إيه.. أغمض جواد عينيه وكل ذرة بمشاعره تنتحب وحزينة على حالة زوجته
أخيرا تسلل لقلبه ضوء الشمس عندما رمشت بعينيها تهمهم بإسمه
- "جواد".. أقترب جواد جاثيا على ركبتيه أمامها يحتضن كفيها بيد والأخرى تمسد على خصلايتها
-" حياة جواد ياملكة روحه".. فتحت عيناها تنظر حولها.. كانت ربى تجلس بالجانب الأخر على الفراش.. ودموعها تنزرف بغزارة
حاولت غزل الأعتدال.. جذبها جواد لأحضانه ينظر لأولاده
- ماما كويسة.. شوفوا الدكتورة جت ولا لا
تفهم أوس حالة والده فنظر لأخته وأنسحب
رفعت ربى كف والدتها وقبلته
- حاسة بإيه يامامي.. هروح اجيب قياس الضغط.. خرجت من أحضان زوجها وضمت ربى لأحضانها عندما وجدت حالتها وبكائها
- أنا كويسة حبيبة مامي.. شوية أرق وهبوط في الدورة الدموية إيه يادكتورة هو أنا اللي هفهمك
تنهد جواد بوجع على أبنته فلقد فقد نفسه وأحزنها.. أشار بيديه إليها:
- تعالي يابابي.. قبّلت جبين والدتها
- ألف سلامة عليكي يامامي ثم نهضت متجه لوالدها.. وهي تزيل عبراتها..
توقفت أمامه تنظر للأسفل:
- نعم يابابي.. شعر بفداحة تعصبه عليها فزفر بحزن ورفع نظره إليها
- آسف يابابي.. أتعصبت عليكِ،، لما شوفت حالة مامي معرفتش أتحكم في غضبي،، أنا قولتلك خلي بالك من ماما لأنها تعبانة
نهض يقبل جبينها ثم رفع ذقنها
- متزعليش من بابا ياحبيبتي
ألقت نفسها بأحضانه وبكت بنشيج مرتفع
- آسفة والله يابابي مكنتش متخيلة إنها تكون تعبانة كدا
ضمها لصدره بحنان أبوي يمسد على ظهرها
- إشش إهدي خلاص هي كويسة والدكتورة دلوقتي هطمنا
أرجعت غزل لظهر فراشها وهي تغمض عيناها وتحدثت
- أنا كويسة ياقلبي.. أنزلي تحت عشان أخواتك مايقلقوش
أومأت برأسها وخرجت سريعا... جلس جواد بجوارها يضمها لأحضانه
- حاسة بأيه ياحبيبي.. كدا توجعي قلبي عليكِ.. همست بصوتا يكاد مسموعا بسبب تعبها
- سلامة قلبك ياحبيب غزل.. أخرجها من أحضانه ورغم تشبسها به إلا أنه ابعدها ينظر لمقلتيها
- زوزو إنتِ مخبية عليا حاجة؟ أنا شوفت الأختبار ياغزل
تسائل بها جواد عندما اخترق الشك قلبه
صدمة أصابت عقلها كليا ورغم ذلك
وضعت رأسها على كتفه وهزت رأسها بالرفض
- لا ياحبيبي.. رفعت رأسها مرة اخرى وأردفت
- أنا بس عملت تحليل الحمل ياجواد وفيه حمل
صمت برهة يستوعب ماإستمع إليه ثم فجأة اطلق ضحكة صاخبة مماادت إلى لمعان الدموع بعينيه
- ألف مبروك يانانا.. هتكوني مامي جديد ونانا كمان
لكمته بصدره وبكت:
- جواد متتريقش من فضلك.. ممكن تقولي هعمل إيه دلوقتي وأقابل ولادي بأنهي وش
اقف كدا وأقولهم باركولي يارجالة أمكم هتجبلكم اخ او أخت والصغير فيكم عنده واحد وعشرين سنة
جحظت عيناه وهز رأسه رافضا حديثها:
- إيه اللي بتقوليه دا ياغزل.. هنعترض على ربنا.. حبيبتي دا رزق من ربنا.. منقدرش نعترض على حكمه ابدا
بعد قليل وصلت الطبيبة وقامت بالكشف عليها وأكدت بحملها
كان يزرع الردهة امام غرفته ذهابا وإيابا وبجواره عز وأوس.. بينما رُبى التي دلفت مع الطبيبة
ابتسمت الطبيبة لغزل وتحدثت
- إيه يازوزو متعرفيش عندك إيه ولا إيه يادكتورة.. اتجهت غزل لأبنتها وتحدثت قبل حديث الطبيبة
- حبيبتي اعملي للدكتور قهوة.. أومات وخرجت.. حمحمت غزل تنظر للطبيبة
- عفاف مش عايزة حد يعرف بموضوع الحمل دا.. فركت يديها وأكملت
- أنا عندي مشاكل في القلب ولازم الجنين دا ينزل بس من غير ماحد يعرف وخصوصا جواد.. هتخرجي دلوقتي وتقوليله حمل كاذب وبتحصل كتير في السن دا
جلست الطبيبة تستمع إليها بإهتمام ثم تحدثت بإبانة
- غزل اللي بتقوليه دا مينفعش.. اعتدلت غزل واكدت حديثها
- دا اللي لازم يتقال.. جواد مينفعش يعرف بمرضي ياعفاف ولو الحمل كمل هيعرف وأنا مش مستعدة أوجع قلبه.. لو سمحتِ اسمعي مني
تنهدت بحزن وأكملت:
- الوجع مابيكنش في المريض أد مابيكون في أهل المريض ياعفاف.. وأنا مش مستعدة اشوف نظرة حزن من عيون حد من ولادي ولا جوزي..
رفعت نظرها إليها وأكملت
- ولادي المفروض فرحهم بعد يومين.. فلو سمحتِ مش عايزة أقلب الفرح لحزن.. وبما إن الحمل لسة في شهوره الأولى واللي متأكدة منه إنه لسة مكملش التاني حتى فاتصرفي بأي علاج.. والشرع بيقول كدا... يعني بدل هيضرني مباح ليا أنزله
هزت الطبيبة رأسها بالموافقة
- ربنا يستر وجواد ميعرفش.. وقتها صدقيني هيو.. لع فيا
ربتت على كفيها وتحدثت
- لا متخافيش جواد مش هيعرف
عند نغم وريان
كان يجلس مع المسؤلين ويتناقش عن إعداد حفل الزفاف الذي سيقام بالقاهرة.. وبعد الأنتهاء دلفت نغم إليه
- إيه ياريان هتفضل شغال لحد إمتى.. حبيبي ممكن تريح شوية
اعتدل متجها إليها
- خلاص ياحبي.. خلصت.. سحب نفسا وهو يسحبها من يدها متجها للخارج
- عندي إجتماع كمان ساعتين كدا.. هحضره وننزل كلنا القاهرة
توقفت أمامه وبدأت تتلاعب بزر قميصه
رفع ذقنها وغمز بعينيه
- إيه يانغوم عايزة تقولي إيه
حمحمت ثم تلاقت بعينيه
- فيه موضوع لازم تعرفه.. ضيق عيناه مع هزة خفيفة برأسه واتجه للأريكة جلس واجلسها بجواره:
- سامعك يانغم
اعتدلت تنظر إليه
-"مالك ".. ضيق عيناه وتسائل
- ماله مالك؟
فركت يدها ثم تحدثت سريعا:
- بيحب تقى بنت حازم الألفي وعايزك تكلم باباها
قوس فمه وهو ينظر بجميع الاتجاهات سوى عيناها التي أربكته ثم ردد بغموض
- ودي حبها إمتى ياربي
ادارت وجهه إليها ونظرت مستفهمة عن حديثه
أجاب تشتتها سريعا:
- مش غريبة إن تقى من كام شهر كانت معجبة بأوس والنهاردة مالك عايز يرتبط بيها.. إفرض البنت لسة بتحب اوس.. هيكون ردة فعل إبنك إيه
نهضت نغم وهي تدور حوله ثم أردفت
- هي ممكن تكون لسة بتفكر في أوس
أطبق على جفنيه وتحدث
- ممكن يانغم.. وممكن لا، الصراحة مقدرش أحكم..
ربت على ظهرها وتحرك للخارج وهو يتحدث:
- هشوف مالك كدا وبناءً على كلامه هعرف إزاي وصل إلى أنه يخطبها
بمنزل حازم الألفي
دلف أوس ينظر لعمته بإبتسامة خلابة
- مساء الفل ياعمتو
نهضت تبتسم إليه
- مساء الورد ياروح عمتو.. تعالى ياحبيبي واقف كدا ليه
تحرك متجها ينظر حوله ثم تسائل
- جواد لسة مرجعش بجنى ولا إيه
قطبت جبينها وتحدثت
- هو جواد عرف مكان جنى؟
هز رأسه بالايجاب
- ايوة كلم عز من شوية وقاله هجيبها ويرجع
اومأت برأسها تبتسم بسعادة
- الحمدلله.. ربنا يكون في عون نهى دلوقتي ياحبيبتي هتتجنن عليها
نادت على العاملة وتحدثت متسائلة
- تشرب إيه ياحبيبي؟
هز رأسه رافضا:
- مفيش ياعمتو.. أنا جاي عايز أقعد مع تقى شوية بعد إذن حضرتك طبعا
القى كلاماته بملامح مرتجفة وهو ينظر لمليكة
نهضت مليكة وجلست بجواره
- فيه حاجة ياأوس؟ ليه عايز تقى.. هي عملت حاجة زعلتك ياحبيبي؟
نهض سريعا وهو يهز رأسه بالنفي
- لا ياحبيبتي.. كنت عايز منها خدمة.. هو مينفعش اطلب خدمة من بنت عمتو ولا إيه
تنهدت مليكة بحزن تنظر إليه بتمعن ثم تحدثت بهدوء رغم الحزن الذي ارتسم على وجهها
- بلاش ياحبيبي.. العلاقة بينكم متوترة،، متزعلش مني يااوس،، لكن بنتي بتصعب عليا ودي لسة صغيرة على الوجع
سحبت نفسا ثم اتجهت متحركة تنظر عليها في الحديقة
- تقى لسة يادوب عشرين سنة.. ويوم ماقلبها دق.. دق للشخص الغلط
استدارت تنظر إليه وأكملت
- أنا مش بحملك دا ياحبيبي ابدا والله.. لكن بحاول أفهمك إن وجع القلب وحش وخصوصا إنك فضلت غيرها عليها
تحرك ووقف أمامها ثم وضع كفيها بين راحتيه وتحدث بصدق:
- مش معنى أننا محصلش نصيب بينا ياعمتو يبقى نبعد عن بعض او ناخد جنب وموقف ونفضل مقاطعين بعض
رفع كفيها وقبله وتحدث بحديث صادقا من عينيه قبل فمه:
- والله مش عيب فيها ابدا.. أنا طول عمري شايفها اختي الصغيرة زيها زي ربى وجنى وعمري ماشوفتها غير كدا..
تنهد بحزن وأكمل مسترسلا
- أنا ياعمتو لو حسيت لو للحظة إني هشوفها غير اخت كنت عمري مااترددت طبعا.. بس حسيت هظلمها معايا لو كنت وافقت.. وكنا هنوجع بعض أوي.. وكان ممكن نمل من بعض بعد فترة يبقى مااخدناش غير وجع قلوبنا لبعض
بعينين حزينتين أكمل حديثه
- عمري مااتخيلت إنها هتشوفني غير أخ ليا.. تطرق بعيونا نادمة مردفا
- والله لو أعرف إنها هتكن ليا مشاعر.. صدقيني عمري ماكنت فكرت.. سحبته قبل مايستكمل حديثه معاتبة
- إيه اللي بتقوله دا ياحبيبي.. هو القلب عليه سلطان ياأوس.. على العموم هندهلك عليها..
ضغطت على كفيه وتحدثت بإبانة
- بلاش تتكلموا في الماضي.. تمام
أومأ برأسه بالموافقة.. خرجت مليكة لأبنتها وتوقف أوس ينظر من النافذة عليها حيث كانت تجلس مشغولة برسمتها ولم تلاحظ وجوده.. ظل يراقبها.. ابتسم بخفوت عندما صورها بوداعة عصفور بجلستها البريئة وألوانها التي كانت تضعها بخصلاتها الحريرية
تراجع للخلف يغض البصر وهو يستغفر ربه ثم ابتسم عندما تخيل ياسمينا حينما تراه ينظر هكذا
دلفت تقى بعدما ارتدت إسدالها مردفة السلامة
- السلام عليكم.. إزيك ياعريس.. قالتها مبتسمة
أشار بعينيه بالجلوس بجواره.. تحركت بهدوء وهي تفرك كفيها وبنظرات مرتبكة
- ماما قالتلي حضرتك طالب تشوفني ياآبيه
اطلق ضحكة خافتة عندما وجدها كالطفلة التي تبلغ العشر سنوات.. رفع حاجبه للأعلى ينظر على وجهها الذي يلطخه آثارا للألوان
ضيقت عيناها عن نظراته وتسائلت
- لا ماهو سكوتك دا خطر.. بقولك أنا بزهق بسرعة ياتقول بتبص على إيه وبلاش حركات الصم والبكم دي
أشاح بعينيه بعيدا عنها يحاول تمالك نفسه من الضحكات..
- شكلك عامل زي البليطشو ياتقى.. تأففت من ضحكاته ثم نهضت وهي تتحدث بغيظ
- ممكن أعرف آبيه أوس ماله وجاي عايز إيه
- طيب اقعدي ومش هضحك تاني.. جلست وتحدثت
- مش المفروض حضرتك عريس ولا أنا غلطانة
استدار بجسده ينظر إليها بتمعن وترقب
- قولي إنتِ ياتقى.. مش المفروض أنا عريس.. يعني مش ملاحظة إن الكل باركلي إلا إنتِ
نهضت سريعا وابتعدت عن جلوسه وبدات تفرك يديها ثم نظرت إليه
- ماهو كنت هباركلك يوم الفرح.. وبما أن الفرح لسة قدامه يومين..
قاطع حديثها عندما نصب عوده وتحرك يقف أمامها
- تقى لسة زعلانة مني؟
نظرت إليه وتقابلت نظراتهما لأول مرة هو بأسفاً حقيقيا وهي بندماً
ازدادت نظراتها حزناً وندما بآناً واحد ثم تحدثت
- وهزعل منك ليه.. إنت اللي المفروض تكون زعلان.. دارت حوله وأكملت بصوتا متقطع
- أوس أنا آسفة بجد.. كنت عيلة طايشة وكنت مفكرة إنك أكبر أحلامي.. اتجهت تقف أمامه وربتت على كتفه
- إنت كنت صح لما جتلي وقولتلي عشان وهمتِ نفسك بيا من صغرك.. محاولتيش تشوفي الناس برة بقلبك كنتِ بتشوفيهم بعيونك بس... مش كلامك ليا
جلست وأكملت حديثها
- تعرف يوم كتب كتابك أنا مازعلتش.. كان عادي، فلو فعلا كنت بحبك حب الحبيب كنت اتقهرت بجد.. لكن الموضوع عدى وكأنك مش تعنيلي ابدا
نهضت وأمسكت كفيه ونظرت إليه
- أنا اللي مفروض أتأسفلك مش إنت.. عشان وجعتك بكلامي.. ورغم كدا مرحتش اشتكيت لبابا وماما بالعكس كنت راجل بجد.. وحاولت تفهمني إن علاقتنا ببعض ماهي الا علاقة اخوة.. وزي ماقولت ياحضرة المهندس إنت كنت إنبهار مش أكتر.. حبيت شخصيتك محبتش أوس ذات نفسه
اقترب يضم كفيها بين راحتيه وتحدث بسعادة تغمر وجهه
- هتفضلي اختي الصغيرة دايما ياتقى ووقت ماتحتاجيني هتلاقيني في ضهرك دايما
أومأت برأسها مبتسمة
- وإنت كمان هتفضل آبيه أوس الحمش ابو دم تقيل اللي كلنا بنترعب من عصبيته
" ألف مبروك وبتمنى لك السعادة بجد من كل قلبي... ياسمينا حد جميل أوي وتستاهل واحد ذيك.. وإنت كمان تستاهل حد جميل زيها "
قبل رأسها سريعا ثم تحرك للخارج دون حديث... كانت تقف على باب الغرفة وأستمعت لحديثهما.. قابلها بإبتسامة
- عايزة حاجة ياعمتو
ضمت وجهه بين راحتيها وقبلت خديه
- ربنا يسعدك ياروح عمتو
قبل جبينها ثم تحرك للخارج وشعور الراحة يطغو عليه بالكامل
أمام البوابة الرئيسية لحي الألفي كان يقف ينتظرهما وهو يزرع الطريق أمام البوابة ذهابا وإيابا.. وجد السيارة تدلف من البوابة
اتجه سريعا يقف أمامه ثم اشار لجواد
- انزل ياجواد
توهجت عين جواد قائلا بتحدي
- لو ماتحركتش من قدام العربية هدوس عليك ياجاسر.. لم يكمل حديثه عندما وجدها ترجلت من سيارته متجه لجاسر
- انت اتجننت ياجاسر إزاي توقف قدام العربية كدا
كان يطالعها بنظرات غاضبة ودّ لو صفعها على وجهها حتى ادمت.. ورغم مافعلته اتت بكل بجاحة تقف أمامه وتتحدث بتلك الطريقة مما شعر بغلي الدماء بعروقه
جذبها بقوة من رسغها ودفعها بعيدا عن السيارة
- ممكن أعرف المحترمة إزاي جالها قلب تسيب بيت ابوها لمدة تلات أيام وهو ميعرفش عنها حاجة.. صاح بها جاسر بغضب
نظرت إليه والكبرياء يعتلي كل ذرة بوجهها واجابته بعيونا مشتعلة
- وانت مالك ياجاسر.. آه، قولي مالك،، لا إنت اخويا ولا خطيبي ولا حتى حبيبي
بعينين مذهلوتين تسمر بوقفته.. ثم اتجه لجواد الذي يقف وعلامة الحزن تمتلكه
نفض يده بقوة كالملسوع عندما اطلقت قذيفة كلماتها حتى اخترقت صدره فأجابها
- عندك حق... أنا مين!! قالها ثم تحرك سريعا من أمامهما
رعشة قوية أصابتها عندما تركها وغادر بتلك الطريقة.. اتجهت بنظرها لجواد كالمشتت الضائع.. حاولت إستجماع نفسها وشجعاتها الواهية فأخذت نفساً عميقاً قبل أن تتحدث
- كل واحد يحترم نفسه ويعرف مكانته بعد كدا معايا.. لا إنت ولا جاسر ليكو الحق تتدخلوا في حياتي
قاطع حديثها عندما وصل إليها بخطوة وسحبها بقوة لداخل السيارة
- اركبي عشان أنا ماسك أعصابي عليكي والله مااتعدلتي ياجنى لأبوسك حتة بوسة هقطع بها شفايفك اللي عمال تشتمي في الكل بيهم.. وهاخد اللسان كمان
شهقت شهقة قوية تضع يديها على فمها من هول مااستمعت من كلاماته.. دفعته ثم
ترجلت سريعا متجه للداخل وهي تسبه
- هستنى ايه من واحد قليل ادب
توجهت سريعا لمنزلها وجدت نهى تنتظرها بالخارج.. وصلت جنى لوالدتها.. وتوقفت أمامها للحظات.. تحركت نهى إلى أن وصلت أمامها ثم رفعت ذراعيها وصفعتها
عند جواد وغزل
خرجت الطبيبة وتحدثت مع جواد مثلما قالت لها غزل .. دلف جواد وهو يرمقها بنظرة خاطفة ثم سحب مقعدا وجلس بجوارها وظل يتابعها بصمت
ارتجفت نظراتها أمامه فتحدثت بصوتا حاولت أن يكون ثابت بقدر المستطاع
- فيه إيه بتبص لي كدا ليه حبيبي
حاولت استجماع نفسها وهو لم يحد بنظراته عنها فاردفت بتوتر
-جود ممكن تطفي النور عايزة ارتاح..
جاء سؤالها بغباء لعقله الذي أكد له إنها تخفي شيئا فأردف بهدوء
- قومي غيري هنروح لدكتور تاني
نهضت كالملسوعة وصاحت بوجهه على غير عادتها
- هو إيه اللي نروح لدكتور تاني دي.. ماهو أنا كويسة.. مالك زعلان عشان مش هطلع اب تاني ولا إيه
كان ينظر لأنفعالات وجهها بثبات وهدوء مميت.. انتهت من ثورانها فنصب عوده يقترب منها بخطوات سلحفيه جعلت دقاتها تهرب من بين ضلوعها حتى اصطدمت بالجدار خلفها فحاوطها بذراعيه وهو يمشط بنظراته على جسدها بالكامل فهمس إليها همساً مميتا
- فيكِ إيه ياحبيبة جود بتهربي مني ليه.. مخبية عني إيه
عند عمر بالأسكندرية
دلفت سيلا إليه بقهوته.. ثم وضعتها أمامه على سطح مكتبه وجلست تنظر بشرود
رفع نظره من جهازه ينظر إليها فتوقف متجها إليها... جلس بجوارها يحاوطها بذراعيه
- مالك ياحبيبي؟.. سرحانة في إيه؟
وضعت رأسها على كتفها وانسدلت عبراتها على وجنتيها
- أنا تعبانة أوي ياعمر.. نفسي ارجع طفلة تاني... أخرجها من أحضانه ينظر إليها بذهول وتسائل
- مالك ياحبيبة عمر.. وليه الدموع الغالية دي
زفرة قوية خرجت من جوفها فتحدثت
- بابا صعبان عليا أوي هو وماما... وسفرهم في الوقت دا تعبني جدا.. أنا محتاجة ماما اوي
ضمها لحضنه ومسد على خصلاتها
- محتاجها وأنا موجود ياسيلا.. يعني أنا مقصر
هزت رأسها بالنفي وأجابته
- إنت جوزي وحبيبي وكل حاجه لكن هي أمي.. هي حناني هي دعوتي الحلوة وقت مااحتاجها هلاقي حضنها اللي ينسيني وجعي كله
كلمات كصاعقة ضربت صدره بقوة فأردف بشفتين مرتجفتين
- وجعك ياسيلا.. يعني شايفة إني ممكن اوجعك عشان كدا ممكن تروحي ترتمي في حضن مامتك
هزت رأسها واكملت
- أفهمني حبيبي.. مفيش بنت بستغنى عن أمها ابداً.. مش عارفة اوصلك إحساسي إزاي
توقف يواليها ظهره وتحدث بحزن:
- اللي اعرفه وافهمه إن الست طول ماجوزها بيعتبرها أغلى حاجة عنده بتكون مش محتاجة حاجة
توقفت ثم اتجهت إليه تلقي نفسها بأحضانه وتبكي بنشيج
- عمر حقيقي أنا تعبانة.. مش عارفة من ماسة ولا من ريان أخويا ولا زعلانة عشان بابا وماما كل اللي حساه إني تعبانة وبس ونفسي ارتاح ومش عارفة
خرجت من أحضانه تنظر لمقلتيه
- متزعلش.. أنا عارفة إنك مش مقصر بس معرفش مالي.. يمكن اللي حصل الفترة الأخيرة هو اللي وجعني اوي كدا
عند مالك أمام حمام السباحة
كان يجلس يستمع للموسيقى.. توجه إليه ريان وهو يطلق صفيرا ثم ضربه على كتفه وتحدث ساخراً
- لا.. دا اللي سمعته حقيقي يلا
ضيق عيناه واعتدل جالساً أمام والده
- مش فاهم حضرتك ياداد.. تقصد إيه..
جلس ريان أمامه وهو يطلق ضحكات صاخبة ثم انحنى يجذبه من تلابيب ثيابه فأردف:
- وأخيراً جيت تحت ضرسي ياحيلة ابوك مستني اليوم ده بقالي كتيير يلا مستني اللحظة دي
قهقه مالك ثم انحنى مثل والده واقترب منه مقوسا فمه وتحدث بتهكم:
- ومين قالك إستاذي العظيم إني مستني إنك تحطني تحت ضرسك.. رفع كفيه وداعب زر قميصه وهو يرمقه غامزا
- لو على موضوع تقى تبقى غلطان ياريو باشا.. أنا بعرفك مش اكتر
قالها مالك ثم تراجع بجسده يستند على كرسيه بفخر
جحظت أعين ريان ثم سبّه بسره وصرخ بصوته:
- قوم فز ياحلوف.. نسيت نفسك ولا أيه علم إيه اللي بتعرفهولي دا.. انا أبوك مش واحد صاحبك
رفرف مالك بأهدابه وهو يزفر ثم اتجه ببصره لوالده
- سامعك اتفضل..
ابتسم ريان بسخرية.. ثم نظر لاصابعه ينفخ فيهم ورجع بنظره لولده وتحدث
- تنزل الشغل مع اخوك.. وسيبك من موضوع الجيم اللي عايز تفتحه دا.. هو أنا كنت بعمل الشغل دا ليه عشان كل واحد منكم ينط لي بمشروع
كز مالك على شفتيه وكاد أن يدميها ثم انتظر إكتمال حديثه
-تلتزم بشركة من الشركات.. يعني هتنزل زي أي واحد محترم بيشتغل وتتعلم كل كبيرة وصغيرة عن الشغل.. الأول هتنزل زيك زي اي موظف ولما تتمكن من الشغل وقتها هسلمك الادارة
توقف وصاح بصوتا صاخب
- ننننننعم.. بتقول أشتغل زي أي موظف
دا ام بوسيبل ياداد.. ريح نفسك
نهض ريان وهو يضع يديه بجيب بنطاله واتجه ينظر للبسين وتحدث بهدوء
- فيه إجتماع بعد ساعة ونص بالضبط من دلوقتي.. قوم اجهز،، ومن أول النهاردة هتتعلم كل حاجة
توقف مالك بمقابلته وتحدث متهكما
- ولو معملتش كدا هيحصل إيه
استدار ريان ينظر لمقلتيه
- يبقى إنسى إني امشي في جوازتك وشوف مين هيوافق بيك.. والحمد لله انها طلعت بنت حازم يعني جاتلي على طبق من ذهب
قطب مابين حاجبيه وتسائل
- يعني إيه بنت حازم؟
- يعني مستحيل يوافق غير بيا.. فهمت ياشملول.. تحرك بهدوء ثم توقف امامه
- مالك أنا خلفتكوا عشان لما احتاجلكم الاقيكم جنبي.. ودلوقتي أنا خلاص تعبت والشغل دا كله لازم انتوا تستلموه
- بابا أنا عايز يكون ليا حياة مستقرة.. مش عايز حد يقولي اعتمدت على فلوس ابوك
أجابه ريان
- ماهو إنت كدا كدا هتعتمد على أبوك.. اي مشروع هتعمله هتحتاج فلوسه مش كدا ولا إيه.. وبعدين إنت هتشتغل بشهادتك
هو مش إنت حاسبات ومعلومات ولا إيه
❈-❈-❈
عند غنى وبيجاد
كانا يجلسان أمام الشاطئ يتسامران بالأحاديث..
- بيجاد هنسافر القاهرة إمتى حبيبي
رجع بجسده للمقعد خلفه وأجابها
- ساعة كدا.. هنسافر طيران عشان متتعبيش في العربية
وضعت رأسها على كتفه وحاوطت ذراعيه
- لو مش فرح أخواتي كنت مستحيل اخرج من باب بيتي.. خايفة أوي يابيجاد على الولد
ملس على وجنتيها بإبهامه وتحدث
- مين قالك ياحبيبي أن رعايتك هي اللي هتحميه.. غلطانه، رعاية ربنا هي الحامي.. أنسي ياغِنى لو سمحتِ عشان تقدري تعيشي
رفعت رأسها ونظرت لعيناه فكان قريبا منها.. وأردفت:
- نفسي أوي يكون ليا أولاد منك يابيجاد.. فاهمة كلامك دا .. أعمل إيه من حبي فيك عايزة يبقى ليا ولاد كتير
اقتربت من شفتيه وقبلته قبلة سطحية ثم وضعت يدها على دقاته التي تتقاذف بقوة بصدره وأكملت
- بحبك حب مش طبيعي.. ممكن تقول كدا حاجة زي جنون عشق.. لم تكمل حديثها عندما التقط ثغرها بخاصتيه لينعم بقبلة شغوفة.. فصلها عندما احتاج كلا منهما لتنفس.. ثم نهض سريعا ونزع كنزته واتجه للبحر وهو يحملها
- تعالي نعوم شوية قبل مانسافر هيوحشنا البحر.. وضعت رأسها بصدره عندما فقدت النطق والحركة حينما علمت بهروبه بتلك الطريقة
بالقاهرة بفيلا صهيب
اتجهت جنى تنظر لوالدها بعبراتها الغزيرة.. وتحدثت
- كنت محتاجة أبعد يابابا.. كنت عايزة أرتاح وأعرف اخد قرار ابني بيه حياتي
كان جالساً ينظر بنقطة وهمية ولم ينظر إليها.. اتجهت تجثو أمامه وأمسكت كفيه وقبلته
- بابا أنا آسفة حبيبي.. بس والله أنا قولت لعمو جواد يعرفك.. وكمان هو فهمني أنك هتتفهمني.. حبيبي لو سمحت متزعلش مني
سحب كفيه من بين يديها وتوقف متجها لغرفة مكتبه دون حديث
- اطلعي فوق.. مش عايزة أشوف وشك.. قالتها نهى ثم تحركت متجهة لغرفتها
عند جاسر
طرق على والديه الباب ثم دلف بعد السماح له بالدخول
- قالولي ماما تعبت.. ممكن أدخل
أومأ جواد براسه.. دخل جاسر متجها لوالدته يقبل جبينها
- ألف سلامة عليكي حبيبتي.. مالك ياماما
ربتت على ظهره وابتسمت
- أنا كويسة حبيبي.. شوية هبوط في الدورة الدموية
تحمحم جواد ثم تحدث
- جهز نفسك ياجاسر.. عشان نروح نطلب لك إيد فيروز من باسم
اتجه لوالده وتسائل
- ليه يابابا.. ماانا سألتها وهي وافقت
نهض جواد يحاوطه بذراعيه
- مينفعش يابابا حتى لو البنت امها اتبرت منها لازم نعملها اهل وبما إنها عند باسم فهنروح نطلبها منه.. أنا كلمته الضهر وقولت له
هز رأسه ونظر لوالدته
- ماما هتيجي معانا وهي تعبانة كدا.. اعتدلت غزل جالسة وتحدثت:
- أنا كويسة ياحبيبي ولازم اروح معاك.. توقفت وتحركت إلى أن وصلت أمامه وضمت وجهه:
- تعرف إن فرحتك دي أهم فرحة عندي.. ورغم إن كلكم غلاوة واحدة.. لكن إنت غير عندي
ضمته بحنان وآهة خرجت من جوفها تبعها عبرة وأكملت مستطردة:
- إنت القلب والحب كله.. إنت أغلى الغوالي عليا ياجاسر.. إنت أول نور دخل لقلبي بعد سنين عذاب وحزن عيشتها.. إنت اول إسم رجعلي اغلى الحبايب..
اخرجته من أحضانها ومازالت دموعها تنسدل كالوديان على وجنتيها
- اول ضحكة بريئة وصلت لقلب مامي.. مستكتر عليا الفرحة اللي بستناها بقالي سنين
أزال جاسر عبراتها بحنان وطبع قبلة عميقة على جبينها:
- حضرتك أعظم ام في الدنيا دي كلها.. وبحبك أد العالم ومافيه من كائنات
جذبه جواد ودفعه للخارج
- طيب روح أجهز ياعريس.. بدل ماأخليك ماتنفعش غفير حتى
رفع حاسر حاجبه بشقاوة كالأطفال
- غيران من إبنك ياجواد
صك جواد على أسنانه بغيظا
- جواد دا بيلعب معاك يابغل.. والله مااتلميت مافيه فرح
أسرع إليه جاسر يقبل كتفه وتحدث بشقاوته:
- مين قال كدا بس.. دا حضرتك سيد الناس كلها
جلست تتأملهما بحب ثم ابتسمت بسعادة على شقاوة جاسر مع والده
خرج جاسر ومازالت تنظر بشرود لهما.. اتجه جواد وجلس بجوارها.. ظل يرمقها بنظرات الحيرة فتحدث
- هتقدري تيجي معانا
نهضت حتى تهرب من سيطرة نظراته عليها.. وأجابته
- هجهز نفسي حالا
بعد قليل وصل جواد وجاسر وغزل لمنزل باسم... استقبلهما باسم بحفاوة
اتجه جواد بنظره في أنحاء المكان وتسائل
- فين فيروز مش باينة ليه؟
وضع باسم ساقا فوق الأخرى ونظر إلى أصابع يديه ثم نظر لجاسر
- بنتنا مش هتظهر على رجالة غريبة.. ولازم نشوف حضرة الظابط هيقدر على مهرها الأول ولا ولا
قطب جواد حاجبه وتسائل:
- وياترى إيه هو مهرها ياحضرة العقيد
مسح باسم على خصلاته وأرجعها للخلف وهو يرمق جاسر
- مهرها لبن العصفور.. ابنك يقدر يجيبه.. ماهي بنتنا غالية بردو
قوس جواد فمه وتحدث:
- قولتلي عايز لبن العصفور.. وماله ياحبيبي.. نجبلك لبن العصفور وريشه كمان
دنى منه ثم تحدث متهكما
- فز ياخويا شوف مراتك عايزين نشوف العروسة