-->

غِنى بيجاد رواية جديدة بقلم سيلا وليد - الفصل 38

 

رواية ونوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية


غِنى بيجاد

نوفيلا جديدة بقلم سيلا وليد



الفصل الثامن والثلاثون


في قانون العشق يقولون... 

‏في العشــــــــــق يُلغى المنطق

و يُترك القلب لينطق ..

في العشـــــق ننسى من نكون

نجهل ذاتنا تقف عقولنا مكبّله 

أمام جنــــــــــون قلوبنا ..

في العشق كل خطيئه تُغتفر 

و كل عيب لا نراه ..

أوليس_العشــــــــق_آعمى ! 

النظرة لمن نحب كالجرعة المهدئة عندما نصاب بألم الاشتيــــــاق. ...


❈-❈-❈ 


قوس جاسر فمه وهو ينظر لبيجاد بصمت.. خرجت من فمه زفره وهو يهز رأسه

- "موافق "

كطالب مجتهد نال شهادة تكريم خطى بيجاد متحركا وهو يدندن متجها لزوجته..  إلى أن وصل أمام الباب وقام بمهاتفها 

خرجت غنى بعد لحظات متجهة إليه.. توقفت أمامه 

- فيه حاجة ياحبيبي؟ 

سحبها من كفيها وتحرك بعيدا عن الأنظار.. خطى إلى أن وصل أمام حمام السباحة 

توقفت مرفرفة بأهدابها 

- بيجاد واخدني فين.. إنت ناسي عندنا حنة ومش حلوة خالص تجرني كدا 

لف خصرها بذراعيه واضعاً جبينه فوق جبينها مطبق الجفنين 

- الحفلة دي هتخلص إمتى ياغنى؟ 

رفع أنامله يتحسس وجنتيها.. ناظرا لرماديتها وصدره يعلو ويهبط ثم همس أمام شفتيها: 

- وحشتيني وخايف عليكِ من الصبح وإنتِ قدامي زي الفراشة اللي مبطلتش طيران وجذباني بطريقة جننتني 

رفعت كفيها تضم وجنتيه ورفعت قامتها واختطفت قبلة بجانب شفتيه 

- وحبيبي وحشني أوي.. لكن مينفعش ياحبيبي أسيب البنات كدا وأجي لك.. عيب يقولوا عليا إيه 

حملها بخفة ووضعها على الجدار أمامه لاففا ذراعيه حولها 

- وماله ياقلبي.. بس نسرق لحظات كدا يعني أحاول أنسى بعدك 

سحبته من عنقه سريعا وانزلت بجبينها 

- حبيبي باقي ساعتين بس وارجعلك تمام.. ممكن تنزلني علشان أتأخرت 

أقترب يضم وجهها بين كفيها يقتنص قبلته المفضلة لتعيد روحه بطعمها المسكر 

ثم حاوط جسدها وأنزلها بخفة 

- عايز منك خدمة بما إنك اخت العريس وتوأمه 

رفع ذقنها ملمسا خديها بتمهل 

- ينفع تاخدي عروسته قبل مايباركلها ياروحي.. دا ظلم حبيبي 

❈-❈-❈ 


رفعت كفيها على وجنتيه 

- حبيبي الحنون العاشق اللي بيحب يساعد العاشقين اللي زيه 

اطلق ضحكة من بين شفتيه وهو يقهقه على زوجته داعب أنفها ثم تحدث قائلاً: 

- فيه حاجه نسيتها كمان ياروحي.. إن حبيبك  مابيعملش حاجة لله في لله 

ضيقت عيناها وسألته 

- تقصد إيه مش فاهمة؟ 

سحبها متحركا: 

- حبيبي تعالي هاتِ مرات اخوكي خليه يباركلها.. الولد شكله هيتجنن عشان يدوق الكريز والصراحة هو معذور 

لكزته بجنبه وتحدثت غاضبة

- احترم نفسك يابيحاد.. وإياك عينك اللي هعمهالك دي تتبجح في حد  

قبّل جبينها عندما وجد جاسر مقبلا عليهما يخطو بخطواته النارية وهو يطلق شرزا الى بيجاد 

- دا إتفاقك معايا.. تمام، خليك فاكر 

جذبه بيجاد وهو يغمز لزوجته 

- مش قولتلك مجنون وعايز يدوق 

دفعته غنى بعيدا وتحركت تسبه ثم اتجهت بنظرها لأخيها 

- هجبلك فيروز.. ثم أشارت لبيجاد وتحدثت: 

- إياك تسمع كلامه بقولك اهو.. قالتها مغادرة سريعا 

على مهلك ياحبيبة بيجاد لتوقعي.. ضربت بقدمها الأرض وهي تصيح بوجهه 

- قليل أدب... 

بالحديقة.. اتجه الجميع للحفلة التي أقامتها غزل.. 

كانت الحديقة تزين ببعض الأنارة الخافتة.. ويوجد بها بعض الطاولات.. وهناك القلة الذين ينظمون الأطعمة والمشروبات على الطاولات.. دلف بعض المدعون القرباء للعائلتين من السيدات 

على الجانب الأخر 

ذهبت فيروز حيث وجود جاسر بالحديقة 

كان يقف خلف شجرة ينتظرها بلهفة.. لمعت عيناه عندما وجدها تخطو خطواتها البريئة الهادئة.. كملامحها التي خطفت لب قلبه وعقله 

سحبها بقوة عندما وصلت إليه.. حاوطها من خصرها 

شهقة قوية خرجت من جوفها جراء صدمتها من فعلته 

- جاسر خضتني فيه حد يعمل كدا.. ألقت كلاماتها بملامح مرتجفة وعينين تهتز من نظراته التفحصية لها 

- قوليلي اعمل فيكِ إيه.. فيه واحدة في الدنيا تعمل اللي عملتيه الليلة 

رفعت نظرها وتسائلت 

- قصدك إيه؟  هو أنا عملت  حاجة 

ضغط على خصرها وبداخله نيران تغلى وتحرق اوردته التي ثارت عليه تطالبه بتذوق كريزيتها المنتفخة 

رفع ذقنها وحاوط وجهها بكفيه ينظر لفيروزتها 

- بجد مش عارفة عملتي إيه.. يعني معقول متكونيش حاسة بيا.. أنتِ دلوقتي مراتي فاهمة يعني إيه الكلمة دي 

أصبح جسدها يرتعش بين يديه.. لأول مرة يكون قريبا منها بهذا الحد.. ارتجفت شفتيها وحاولت الحديث ولكن كأنها هربت من مخارجها الحروف.. ولم تعد تقو على الحديث 

نزل برأسه يضعها بحجابها يستنشق رائحتها التي وصلت إلى رئتيه كالمخدر أصاب جسده بالكامل... أحاسيس جديدة عليه ولكن بنكهة السعادة 

رفع رأسه ينظر لفيروزتها التي اغلقتهما حينما شعرت بفراشات تغدغد معدتها ولم تقو على فتحهما 

- فيروز.. همس بها جاسر بجانب أذنيها 

افتح فيروزتي الحلوة عايز أشوف نفسي فيهم حبيبي 

انزلت بكفيها وهمهمت 

- جاسر لو سمحت مينفعش كدا.. حد يشوفنا.. دنى من شفتيها وهمس امامها

- اللي يشوف يشوف ياقلبي.. نسيتي إنك مراتي دلوقتي ولا إيه 

رجعت بجسدها للخلف عندما علمت بما ينوي عليه 

- لازم ارجع ياجاسر.. ممكن والدتك تسأل عني لو سمحت متحطنيش في موقف صعب.. لو سمحت 

أخرج تنهيدة من جوفه وهو يشير إليها 

-خلاص يافيروز ارجعي 

اقتربت تحتوي كفيه وتضمهما  لقلبها 

- متزعلش مني.. شايف قلبي بيدق بأسمك إزاي.. رفعت نفسها وطبعت قبلة على وجنتيه ثم تحركت سريعا 

اهتز جسده من فعلتها.. فقد شعر بملمس شفتيها الناعم على خديه.. فماذا سيحدث له  لو تذوقها.. 

ولكن مهلا لا يفصلهما سوى ساعات قليلة 

هذا ماحدث نفسه به 

عند أوس وياسمينا 

كانت ترتدي رداء حريري من اللون الأحمر الناري يبرز جمالها.. ذو فتحة صدر واسعة.. يضيق من عند الصدر.. محدد منحانيتها بحذر ثم ينسدل بإتساع بسيط 

دلف للغرفة التي تتجهز بها.. تسمر بوقفته عندما وجدها بتلك الطلة.. تحرك متجها إليها بخطى سلحفية حتى وصل أمامها مباشرة وتحدث

- إيه الجمال دا.. صورها  بعينيه.. إلى أن وصل لفتحة صدرها المغرية.. رفع نظره إليها.. وأهتزت نظراته وامنيات كثيرة تضاربه بقوة.. ورغم ذلك أشار إليها متحدثا

- هتنزلي كدا.. رمشت بأهدابها وهي تفرك كفيها ببعضهما.. ثم رفعت زيتونتها وتقابلت بسمرة عينيه 

- لا "أنت ازاي تتخيل ممكن أنزل كدا.. حاوطها بذراعيه 

- تعرفي كان ايه اللي ممكن يحصل لو دا حصل 

رفعت بصرها إليه 

- ايه اللي هتعمله أكتر من اللي عملته.. قلبي وخطفته.. وعقلي وسلبته.. ناقص اي تاني... وبعدين دي حفلة نسائية وعلى فكرة فيروز نزلت بشعرها وفستان زيه 

ضغط على خصرها بقوة 

- ماليش دعوة باي واحدة غير مراتي وبس.. إياكِ اشوف حتى بنت تقرب وتشوفك كدا.. سمعاني، علشان منزعلش من بعض 

- على اد ماانت غيور الا انا بعشقك ياأوس 

ضمها بقوة وانزل بشفتيه يلتقط ثغرها بقبلة شغوفة جعلت كلا منهما يطالب بالأكثر لولا طرقات الباب التي فصلت  حالتهما 

حمحم محاولا اخراج صوته وهي ماتزال بأحضانه ثم اردف قائلا: 

- ادخل.. دلفت العاملة وهي تنظر للأسفل 

الدكتورة بتقول انزلوا للحفلة تحت 

أومأ براسه.. ثم اتجه لزوجته

- كملي لبسك حبيبي ومش عايز ولا شعر حتى المحها 

هزت رأسها بزفرة غاضبة من غيرته  المجنونة.. وجد غضبها على ملامح وجهها الجميل.. رجع خطوة للخلف.. يداعب خصلات شعرها الحريري.. ثم نزل لوجنتيها يلامسها بأنامله.. رفع ذقنها 

وطبع قبلة مطولة على شفتيها وتحدث 

- ماتبقيش تغضبي قدامي تاني.. الصراحة وقتها ماتلوميش غير نفسك.. قالها ثم خرج سريعا 

ابتسمت بخفوت تضع أناملها على شفتيها وشعور السعادة يغمرها.. استدارت للمرآة تنهي زينتها سريعا 

بعد قليل دلفا العروسين للحفلة.. أمسكت غنى بيد ياسمينا.. في حين ربى دلفت للحفل وبيدها فيروز.. حقا فقد كانتا جمالهما الساحر يخطف انظار الجميع 

قامت البنات بحلقة دائرية حول العروسين.. صدحت الأغاني بالمكان..

أشار جواد لربى 

- مامتك فين ياحبيبتي 

بحثت بعيناها ولكن تذكرت 

- طلعت فوق من شوية 


كانت غزل بمرحاضها عندما شعرت بتقلب بمعدتها التي اجزمت على القئ ظلت تخرج بما في جوفها حتى شعرت بإنسحاب أنفاسها.. جلست بأرضية المرحاض.. وقامت بنزع حجابها حينما شعرت بتعرقها 

دلف جواد يبحث عنها.. نادى بصوته متجها للمرحاض.. تصنم بوقفته عندما وجدها بتلك الحالة.. أسرع إليها.. حاول على إيقافها  ولكن ساقيها لم تساعدها.. انحنى بجسده يضمها لصدره.. متجها لفراشهما.. وضعها  على الفراش بهدوء.. كانت قطرات  العرق تتصبب بغزارة على جبينها 

جلس بجوارها يزيل عرقها بكفيه المرتعشتين...  لم يتحدث كأن انفاسه سحبت منه.. ظل صامتا لبعض اللحظات.. ورغم ذلك نظرات معاتبة من عينيه ونظرات الماً من عينيها 

دنى من وجهها يضمها لأحضانه ولم يتحدث.. ظل يمسد على ظهرها بهدوء فحالتها لم تدعيه للجدال 

- جواد... همست بها غزل 

وضع اصبعه على شفتيها

- إشش اهدي.. حاولي ترتاحي وتاخدي نفس.. مش هنتكلم دلوقتي.. المهم ترتاحي دلوقتي 

اطبقت على جفنيها 

- مينفعش لازم انزل تحت.. الولاد ممكن ياخدو بالهم من غيابي 

هب واقفا كالملسوع وصاح بغضب: 

- متخلنيش اروح اولع في الحفلة علشان اريحك.. ارتاحي ياغزل.. كفاية اللي أنا فيه متخلنيش اتعصب عليكِ لو سمحتِ 

اعتدلت جالسة.. وامسكت كفيه حتى جلس أمامها.. اخذت تتأمل ملامحه الحنونه.. رغم عصبيته ولكنها عنده اغلى الأشياء.. رفعت كفيه وطبعت قبلة حنونة عليهما ثم رفعت بصرها تبتسم إليه 

- أنا كويسة.. الدكتورة قالتلي هتحسي بشوية ترجيع ودا عادي في حالتي.. وبعدين متنساش أنا داخلة على سن اليأس يعني هكون متقلبة مزاجية شوية.. 

اخمدت بركانه الثائر بلمستها الحنونة وكلماتها الرطبة لقلبه.. جذبها لأحضانه ولا يعلم لماذا انزلقت دمعة غائرة من عينيه 

حاوطها بذراعيه القويتين.. عانقها بقوة وتحدث بصوته الحنون: 

- غزل مش كل شوية هقولك أنا بعشقك أد ايه.. لكن المرادي هقولك مقدرش اعيش واتنفس وأنا حاسس إنك تعبانة 

عصرت نفسها بأحضانه وسحبته بقوة كأنه سيتركها 

- وأنا كمان بعشقك بجنون ياجود مش لسة هقولك بعد السنين دي كلها.. حبيبي لو سمحت لازم انزل ووعد هقعد على الكرسي ومش هتحرك 

أخرجها من أحضانه يضم وجهها بين راحتيه وتحدث بصوتا متحشرج 

- زوزو حبيبة قلبي مفيش داعي لنزولك..هي حفلة خاصة بالبنات.. ونغم معاهم تحت لو سمحتِ متوجعيش قلبي عليكِ... لو بتحبي جود بجد 

قبلت كتفيه ونظرت برماديتها لمقلتيه تحاور عيونها برجاءً خاص 

انا مش بحب جود بس أنا بعشقه وأموت لو متنفستش انفاسه 

تنهض بصوتا عال لدرجة إنها لاحظت إرتفاع صدره ثم اتخذ نفسا طويلا.. فهو قليل الحيلة أمام رجائها وعينيها المهلكة لعينيه تترجاه 

هز رأسه مغلوباً على أمره ثم احتوى كفيها 

- خلي بالك من نفسك لو فعلا بتحبي جود.. اعرفي ان وجودك كويسة جنبي كأنك بتحيي روحي 

رفعت كفه مرة أخرى ثم طبعت قبلة مطولة عليهم وهي تربت عليه 

- ممكن تساعدني البس حجابي زمان بناتك قلقوا عليا. 

أومأ برأسه ثم تحرك ليجلب لها حجابا 


بالأسفل بجناح عز أقام الشباب حفلة لتوديع العذوبية 

قاموا بتشغيل بعض الموسيقى وجلسوا يضحكون 

جلس بيجاد بجوار عز 

- ايه الحفلة الباردة دي يلا.. ماتروح تصطلنا حد نسهر عليه 

رفع عز جانب وجهه وابتسم بسخرية 

- وماله ياخويا نجبلك نجوى الشغالة.. بس مقولتليش المحروس هو اللي هيودع ولا إيه 

رمقه بيجاد بنظرة مشمئزة

- واطي واطي.. دا اللي فهمته.. أنا قصدي حمايا العزيز يحلي لنا السهرة ولا عمو صهيب بدل ماهو قاعد حارس بناته كدا... توقف فجأة ثم نهض وهو يتحرك 

- لا أنا هجبلكم الأستاذ نفسه 

ضيق عز عيناه.. 

انت اتجننت يابني.. عايز عمو جواد وبابا يحضرو حفلة زي دي 

تحرك بيجاد متجها بنظره لجلوس والده مع صهيب.. جذب المقعد بغضب حتى اصدر صوتا ثم جلس ينظر اليهم 

- أنا مخنوق وعايز ارقص 

رمقه ريان بنظره سريعة 

- نعم ياخويا مخنوق وعايز ترقص.. وصل جواد بتلك الأثناء وهو يردف: 

- حزمه ياريان خليه يورينا حركاته المغرية 

قهقه بيجاد وهو يشير إليه: 

- كنت فين ياراجل ياكُبرة إنت.. وليك عليا حلفان آه حياة النعمة.. أنا جتلك مخصوص 

حدجه جواد بنظرة مشمئزة وتحدث قائلاً: 

- معرفش إزاي كنت اعمى لما وافقت عليك.. ياخي ياريت حد ضربني قلمين وفوقوني أن كان إنت ولا الحلوف التاني 

اطلق ريان ضحكات صاخبة على جواد 

- عشان تعذرني وتعرف أنا مستحمل أد إيه 

توقف بيجاد وهو يجذب جواد ومازال يضحك بصوتا مرتفع: 

- بعدين اخليك تربينا انا وعز المهم دلوقتي 

تعالى والله الحفلة ماهتحلو غير بيكو.. اتجه بنظره لوالده وصهيب 

ياله بدل الملل اللي فوق دا 

ثبت ريان نظره على ابنه: 

- بلاش ياحبيبي دي سهرة شبابي بينكم.. بلاها مننا.. مد يديه يسحب والده 

- هو انت كبرت ياريو ولا إيه.. تعالى نضحك شوية.. اصلي اروح ارقص مع البنات فلموني والله هعملها 

ظل ريان يرمقه بنظرات تفحصية ثم همس إليه 

- انت بتخطط لأيه يايلآ

عند البنات 

جلست غنى تضع الحناء لفيروز 

- قوليلي يافيروزة اكتبلك اسم الواد جاسر فين... أنا بقول اكتبه على كتفك 

ابتسمت بخجل ثم تحدثت 

- ميرسي ياغنى.. أنا هكتب اسمه.. 

دققت غنى النظر بعيناها 

- آه فهمت.. طيب ياختي انتِ حرة كنت عايزة اساعد.. ثم دنت منها 

- على فكرة عملتها قبلك.. ونصيحة مني 

هتشوفي المرار.. لكن معرفش الصراحة اخويا محترم ولا 

لكزتها رُبى التي تجلس بجوارها وتستمع لحديثهما 

- اتلمي ياغنى والله لأقول لجوزك مراتك فضحاك في كل حتة 

اطلقت غنى ضحكة ساخرة

- دا ياحبيبتي مش مستني أعمله اعلانات في كل حته.. صمتت تنظر لربى ثم شاكستها 

- نسيت المعدول جوزك الغالي... ماهو فرعونك خليفته في الوقاحة نسيتي بابا قاله ايه 

انتهت الفتيات من رسم الحنة.. ثم اكملوا سهرتهما بالغناء والرقص 

عند الشباب 

وضعت العاملة المشروبات الباردة أمامهم.. وبدأو يتحدثون عن طفولتهم ويمزحون مع بعضهم البعض وقصص جواد عن المجرمين مع باسم 

مر بعض الوقت 

اتجه جواد يجلس بجوار ريان ولكن قلبه منشغلا بزوجته.. قاطع شروده ريان 

-  جواد مقولتش هتكمل المستشفى اللي في اسكندرية ولا هتسبها على كدا 

- عز هيواصل ويشوف ناقصها إيه.. أنا سبتله الموضوع دا.. نظر حوله يبحث عنه 

- هو راح فين هو بيجاد مش ظاهرين 

دار بجميع الاتجاهات ثم توقف يتأفف 

- شوف العيال.. قال عايزين يحتفلوا.. معرفش راحو فين 

جذبه ريان وهو يضحك عليه 

- سبهم ياجواد اكيد بيجاد راح لمراته.. متنساش انها تعبانة 

دفع ريان وتحرك وهو يردف بغضب

- قولت لهم هيباتوا عندي وممنوع واحد  يقرب منهم 

عند بيجاد 

وقف أمام المسبح ينتظر زوجته وهو جالسا على المقعد يتناول المثلجات.. وصلت غنى إليه 

- بيجاد مالك..؟  منى قالتلي إنك تعبان 

سحبها من يديها واجلسها على ساقيه 

- عايز احضنك شوية وحشتيني وعارف أن ابوكي القادر دا عايز يخطفك الليلة مع اننا حاولنا أنا وجاسر لكنه رافض خالص 

قادر والله حمايا دا 

❈-❈-❈ 


وضعت رأسها على صدره فهي تشعر بتعبا ثم تحدثت قائلة: 

- حبيبي معلش عدي الليلة ومتزعلش بابا منك.. حاوطها بذراع ثم بدأ يطعمها من المثلاجات التي بيديه 

- شوفي الولد جعفر هيحب الايس كريم ولا لا 

ابتسمت له وأردفت: 

- جعفر بيحب أي حاجة من باباه اكيد 

وضع الكوب أمامه ثم رفع كفيه يضم وجهها 

- تعرفي نفسي اشوفك مامي أوي.. هتكوني لذيذة ياعمري 

ضمت وجهه هي كذلك ثم تحدثت 

- وانت هتكون أحن بابي في الدنيا 

دنى وهمس 

- عايز ادوق 

ابتسمت واجابته: 

- انت على طول عايز تدوق 

همس بصوتا حنون وهو يشير، على الأيس كريم 

- لا عايز ادوق الايس كريم من شفايفك 

وماله ياحلوف تعالى ادوقهولك 

هبت غنى من على ساقيه عندما 

وجدت جواد يقف خلفهما.. خطى جواد وهو يرمق بيجاد بنظرات لو تقتل لقتله في الحين 

- لا والله بقى جي وعامل فيها ابو جلمبو وعايزين نفرح ياعمو عشان اصدقك.. وأنا زي الاهبل وافقت.. 

دنى ينظر إليه ثم اتجه بنظره لأبنته وهمس 

- علمناهم السرقة سابقونا على الأبواب يلا 

دا  أنا صايع قديم.. بتلعب عليا يابيجاد انت والحلوف التاني 

اتجه يبحث بعينيه عن عز.. ثم اتجه مرة اخرى لبيجاد 

- فين الزفت عز مكنش معاك 

رفع حاجبة يتراقص بهما كالأطفال وهو يتحدث 

- لا بقولك إيه متعمليش فيها دراكولا وتخوفني عشان اقولك إن عز اخد مراته وهيبات عند البيسين يتخبى منك.. لا فوق ياحمايا دا أنا مصحصح أوي 

اطلقت غنى ضحكة صاخبة بالمكان.. رمقها بيجاد بغمزة من عينيه

- إيه ياحبي حبيبك عجبك.. 

دفعه جواد وهو يصيح بوجهه 

- حبك برص واربع ثعباين.. أنا مطلبتش منك ياحلوف منك له تسيبوا البنات قاعدين مع فيروز وياسمين.. حبكت ياخويا الحب.. اللي يسمع يقول الحب ولع في الدرة 

اقترب بيجاد ينظر لجواد وأمسك ياقة قميصه ثم نفضه وتحدث

- الحب مش ولع في الدرة ياحمايا.. قلبي اللي ولع من بُعد مراتي عني 

دفعه جواد بقوة حتى سقط بالمسبح 

- طيب انزل عشان اطفيك ياخويا 

اتجه بنظره لغنى التي اسرعت لزوجها 

- بيجاد.. صاحت بها غنى 

- عارفة لو اتحركتي خطوة كمان وحياة أمك لقعدك لحد ماتولدي عندي.. وشوفي بقى الحلوف دا وقتها هيعمل ايه.. 

اتجه وجلس كقرفصاء ورمقه بسخرية

- ايه ياحبيبي نار قلبك طفيت 

هز بيجاد رأسه حتى تناثرت المياه على وجه جواد الذي نصب عوده ينظر اليه بشماته.. يبقى غير هدومك لتبرد يابيجو.. ولا روح نام في حضن عديلك دفيه 

تحرك وهو يجذب ابنته التي تعلقت عيناها بعين زوجها.. توقفت أمام والدها 

- بابي لو سمحت.. خليه يدخل يغير هدومه هيبرد 

سحبها من رسغها وتحدث

- أنا ماسكه.. لكن وحياتك لوحده.. هو عارف مكان الهدوم كويس ياختي متخافيش عليه.. دا بسبع أرواح