رواية جديدة بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 10
قراءة رواية بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية بدون ضمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباس
الفصل العاشر
ودعت فريدة أمها بنظرات مليئه بالعتاب وخيبه الأمل بالجميع، بينما الاخرى رحلت بقله حيله دون أن تنطق بحرف واحد، ظلت مكانها في أحد الغرف بالمنزل الخاص بزوجها حسام!
وفي ذلك الأثناء دلف حسام الغرفة بعد رحيل الجميع بالخارج وأصبحت بمفردها معا !!. انتبهت هي لصــوت غلق الباب بالخـــارج فنهضت من جلستها و إنتفضت بذعر فقد تفاجات بدخوله حقا وكأنها نست أنه معها هنا !. ارتفع حاجبي حسام للأعلى مستنكراً خوفها وهو يقول بسخرية
= مالك شفتي عفريت امال فين الهيرو الشجاع و الأسد اللي كان واقف قدامي في الأقسام ومش فارقه معاها حاجه.. ولما نبقى لوحدنا ؟ .. وشك في وشي تخافي
تنهدت فريدة بثبات وهي تجيب عليه بهدوء مثير للأعصاب
= انا مش خايفه منك وانت اخر واحد ممكن اخاف منه اصلا !. بس اصل ما طلعش بس العفاريت اللي بتخوف ! لا كمان قلوب البشر اللي مليان غل .
حدج هو فريدة بنظرات أكثر قسوة ثم بكل فظاظة نطق قاصد استفزازها و إهانتها
= الله انتٍ كمان بتقولي حكم.. يعني ما اتجوزتش واحده اكبر مني على الفاضي لا طلع ليها فوايد.. ما هو اكيد برده فرق السن اللي بينا علمك من تجاربكٍ السابقة، لكن انا يا دوبك لسه بشق طريقي .. بس منك نتعلم برده ما انتٍ كبيره واكيد عاقله وفاهمه الدنيا عني .
تطلعت فيه باشمئزاز حيث كانت تريد صـفعه.. تريد ضـربه.. تريد الثـأر.. تريد الأنتـقام؟ فمن أمامها الآن من أغتال شرفها وعرضها دون رحمة.. هو من تسبب في ضياع حياتها.. هو الذي جعلها ضعيفه ومكسوره في تلك الدنيا؟ وهو السبب فيه قله حيله أسرتها .. وبعد كل ذلك لم تستطيع أخذ حقها منة، طال صمتها لينظر لها باستهزاء وقال بخبث متسائلا
= ايه بقالك ساعه عمل تبصي! ايه عجبتك؟
صمتت للحظة قبل أن تتحدث بسخرية مريرة
= مش شرط الوحد بيبص على حاجه فتكون عجبته ساعات بيبص ليها عشان قرفان
منها
قبض على ذراعها وغرز فيه أظافره بقوة مسبباً الآلم لها وهو يرد بصوت مهتاج
= لسانك عاوزه يتقطع بس مش مهم لان احنا كده كده شكلنا مش هنعمر مع بعض كتير وانتٍ بصراحه مش ذوقي؟ ولا جاي على هوايا اني اخد واحده سبق وعملت معاها علاقه.. كلها شهور وهنطلق عشان كده احترامنی و واحترمي نفسك، اصل لو على السان انا ممكن ارد رد عليكي يزعلك ! عشان كده اتلمي .
ثم دفعها بعنف للخلف هاتف وهو يسخر منها باستفزاز بارد
= ارضی وعیشی وانتٍ ساكته..وبلاش شغل
السبع رجاله في بعض اللي انتٍ عاملاه عشان انتٍ مش قدي واديكي جربتي بنفسك؟ رفعتي قضيه وفضحتيني وفضحتي نفسك واهلك وفي الاخر انتٍ اللي اتنازلتي عن القضيه و استسلمتي للأمر الواقع! عارفه ليه؟ عشان انتٍ ضعيفه يا حبيبتي وكل اللي انتٍ عملتيه كان هوا !! ولا اي حاجه مجرد استعراض عملتي عشان تخوفي بي اللي قدامك، بس في الاخر رقبتك اتكسرت واتهزمتي .
صمتت تُطالعه بملامح باهته ولكن عيناها مازالت تتوهج ببريق الغضب وعاد القهر ينبض بقلبها من جديد
= لو الدنيا كلها كانت قالتلي ان في اللحظة دي؟ مش هاكلك بسناني مكنتش صدقتهم .. لكن انت الموت رحمة ليك
هدر بها قائلاً بصوت مهتاج بتحذير
= بــت انتٍ.. انتٍ مش قدي بلاش تستفزيني
انتٍ مش هتاخدي في ايدي غلوه علقه واحده بس! هتعرفك مقامك وانتٍ زي العاده هتجيبي وراء قوام .. عارفه بقى اللي من عينتك بنسميهم ايه؟؟ بق ! انما فعل ما فيش .
فهمت فريدة من حديثه و تهديد بانه يوحي باستفزازها والسخريه من قوتها لتري ملامح الإنتصار تلتمع بعينه بشماته وذلك اشعرها بالغضب بالفعل عندما تذكرت بانها تنازلت عن القضية وقد اصبح زوجها الان بالفعل، والآن يهددها بالضرب اذا لم تتادب بالحديث معه؟ لتردف فريدة بتهكم صريح
= وانت عارف اللي بيضرب مراته دا بیبقی
ايه ؟!!!..
ثم صمتت لثانية قبل أن تنطق وهي تضغط على كل كلمة بتحدي وشماته
= بيبقى معدوم الرجوله .
لا تعلم كيف جاءتها الشجاعه لتقول ذلك؟ لكن كانت محقة فهو ليس رجلاً !! فكل رجل يستلذ بإهانة المرأة، إلا وهو مهان بين أوساط الرجال ..!!.
لم يجد حسام الكلمات التي يستطيع بها الرد عليها، وإشتعلت الدمـاء في عروقه فصاح منفعلاً
= يا بنت الكلب، مين اللي معدوم الرجوله؟؟ أنا؟؟ ماشي انا هوريكٍ دلوقتي مين اللي مش راجل !.
فقد توقع ان يجدها ضعيفه.. مكسوره الخاطر بعد ما حدث! لكنها ما زالت تعافر حتى رغم ضعفها! ثم تابع صائحاً بعصبية واضحة
= حاولت اكون هادي معاكي وقلت بلاش اوريكي الوش التاني من اولها بس انتٍ اللي مصممه بقى تعرفي مقامك، بقى انا مش راجل طب خلي واحده تانيه تتكلم باماره اللي في بطنك يا .. يا مدام فريدة .
زمت شفتيها بنفور ونظرت إليه بإحتقار مردده بحدة
= ليه هو انت مفكر الرجوله بانك تغتصبني !!. على كده القطط والكلاب أرجل منك بقى ؟ ما هو في منهم بيعملوا عملتهم ويجروا .. يا دكر .
جز على اسنانه بنفاذ صبر منها فهي مستمره باهانته بدل ان يكسرها ويهنها هو كما خطط! لذا صاح حسام قائلاً بشراسة مقلقة
= آه انتٍ هتعملي عليا كبيره بجد وجايه تربيني .
نظرت له في قرف وهي تقول باهانة لاذعة
= هو اللي زيك متربي ولا يعرف تربيه ولا شافها .
وقبل أن تستوعب كانت صفعته هي ما يجيب
بها؟ حيث باغتها هـو علي الفور صفعة قوية بغل أعلي وجنتيها كادت أن تطريحها ارضا من عنف قبضتيه... كانت المرة الأولى التي يضربها فيها رجل !. بل المرة الأولى التي تضرب فيها على الإطلاق لكنها من الواضح لم تكن الأخيرة !
لكن لا إلا ولحظات استعادت السيطرة على نفسها وردت فريدة اليه الصفعة الضعف !!. حيث صفعته مرتين علي وجنتيه بقوة أكبر دون أن تفكر مرتين بنتيجه العواقب بعد ذلك.. أنصدم هو من فعلتها المتهوره !. ليعلم حسام بانه تلك الليله ستكون طويله مع خصمه حتى يحصل علي الانتقام المراد .. الذي يبرد القلب .
اسود وجه حسام من الغل ثم كور قبضته في حنق، وقال بتوعيد
= انا هوريكٍ دلوقتي مين اللي محتاج تربيه فينا ؟؟... مش انتٍ لابسه أسود؟ هي شكلها فعلا هتكون ليله سوداء عليكي !!.
اقتباس (2) من الفصل العاشر .
❈-❈-❈
صف زاهر سيارته أسفل البناية الخاصة بعش الزوجيه، ترجل هو من السيارة أولاً ثم لوح لأقاربه وأصدقائه بيده مشير ليهم التحيه بابتسامة مجامله قبل ان يرحلوا، ثم دار حول السيارة ليخرج زوجته الصغيرة.. اعتدلت مهرة في وقفتها وسارت بخطوات متمهلة في اتجاه بوابة البناية التي ستسكن بها، وبعد فترة صعوداً إلى داخل مدخل البناية حتي وصلوا أمام المنزل! وقف زاهر يفتح الباب بالمفتاح بينما انشغلت هي في التأمل ورفعت بصرها للأعلى قليلاً لتتأمل المكان .. ليفتح زاهر الباب ويلتفت اليها بابتسامه صغيره واشار بعينه إليها لتدلف.. رفعت فستانها لتتمكن من السير بخطوات منتظمه وقبل ان تدخل قال بصوت خشن حازم
=استني بس رايحه فين يا قمر؟
فغرت شفتيها وتسائلت في إستغراب
= ايه مش هدخل؟
لم يتحدث لكن فجأة شعرت بالفزع والخوف عندما أصبحت ساقيها معلقتين في الهواء وهو يطوقها من خصرها بخفة فنظرت إلى الجانب بعينيها فوجدت زاهر يحملها بين ذراعيه وكان يبتسم ويغمز بطرف عينه لها وهو يردف
= هي في عروسه تدخل برجليها يوم فرحها كده.. انا بنفسي اللي هادخلك لجوه وانا شايلك بين دراعي .. بس اعملي حسابك المرة دي بس عشان عروسه جديده .
أخفضت رأسها وعينيها للأسفل في إستحياء
فلأول مره يعاملها أحد بحنان واهتمام كذلك؟ لذا لم تجد كلمات للحديث، بينما دفع هو باب المنزل بساقه ثم أنزل زوجته على ساقيها فسارت هي بخطوات خجلة وأطرقت رأسها بالصاله وهو اغلق الباب.. ثم هز زاهر رأسه وقال بإبتسامة عريضة على محياه
= ما قلتليش رايك عجبتك الشقه؟ مش كده! دي كلها ذوقي أنا
هزت راسها وهي مقطبه لجبينها، ونظرت حولها بنظرات متفحصة ثم أردفت بصوت مرهق وموجز
= آآه .. شكلها حلو
ابتسم زاهر مجدداً لها وبصوت رخيم قال
= حبيبتي، المهم عندي إنك تكوني مبسوطة
بصي طول ما انتٍ بتقولي لي حاضر ونعم على كل حاجه هتلاقي مني معامله فوق الخيال وهعاملك كانك ملكه هنا.. والكلمه هنا كلمتي وما تفكريش في مره تعصيني .
كانت تنظر حولها بنظرات مرتبكة وظلت تفرك في أصابع يدها في توتر واضح، ليضيف بصوت جاد بحذر شديد
= اما بقى لو حاولتي تعصيني؟ هتشوفي مني وشي مش هتحبيه خالص .
لم تجبه مهرة، بل نظرت له بخوف وهي تستمع لأوامره في صمت، وفي ذلك الأثناء اقترب منها بنظرات متنمره بتراقب ..
بينما اتسعت هي عينها في ذهـول حينما شعرت به خلفها يحاول فتح سوسته الفستان من الخلف! دب الذعـر في جميع أنحاء جسدها وبسرعه لفت وجهها إليه لتقابل وجه أمامها الذي كأن يحمل تعابير غامضة وشعرت بالرعب يتسرب إلى بدنها ولكنها جاهدت لتحافظ على رباطة جأشها أمامه .. وهي تسأله بعدم استيعاب
= آآ انت.. انت بتعمل ايه ؟
اعتلى ثغر زاهر ابتسامة واسعة متشفية وشعر بالإنتشاء لأن خطته أوشكت على النجاح وسوف ينال ما يريده! ثم سار في اتجاه مهرة وهو يرمقها بتلك النظرات المترقبة .. وأجاب بابتسامة لئيمة
= ايه مالك خفتي كده ليه؟ هساعدك تقلعي الفستان وبعدين تاني مره ما تبعديش كده لما اقرب عشان انا خلاص ما بقيتش حد غريب عنك .
عضت هي على شفتيها في قلق بالغ وهي تجيب عليه بخجل شديد
= بس انا بعرف اقلعه لوحدي وما طلبتش مساعده .
رمقها بإمتعاض و أردف في وجهها بصبر زائف
= لا يا حبيبتي ما انتٍ مش لازم تطلبي؟ انا بس هنا اللي بطلب وانتٍ تنفذي.. وبعدين امال انا ايه لازمتي في الليله دي مش عشان اقلعك الفستان... والبسك كمان .
هتفت مهرة وهي غير مستوعبة للغرض من تلميحاته المريبة تلك
= بس كده آآ عيب .. وما ينفعش.
انزعج زاهر منها قليلا وانحنى بجذعه للأسفل ونظر إلى مهرة بنظرات جادة قبل أن ينطق بنبرة شبه فولاذية
= لا مش عيب عشان انا جوزك ! وكلمه ما ينفعش دي ما تتقاليش تاني ؟
ودون مقدمات حاول مره ثانيه ان يفتح سوسته الفستان، اكتست وجنتيها سريعاً بحمرة الخجل و ركضت بالمنزل تمنعة من الاقتراب صائحة بفزع
= لأ لأ، ما تقربش مني انا هعرف اقلع الفستان لوحدي زي ما لبسته .. ارجوك سيبني براحتي
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية بدون ضمان, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية