-->

رواية جديدة بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 19

 

 قراءة رواية بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية بدون ضمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


اقتباس

 الفصل التاسع عشر



لا تسأل الكاذب لماذا كذب، لأنه حتمًا سيجيبك بكذبة أخرى .


في نفس التوقيت ، توقفت سيـارة الأجرة أمـام بوابة منزل عابد وترجل منها عماد عم حسام بمفرده بعد أن دفع الأجرة ، ثم صعد الى الأعلى وطرق باب منزل عابد.. 


جلس عابد أمامه علي الأريكة وقال بعصبية شديدة


= اهلا يا استاذ عماد لسه فاكر تشرفنا وتتكرم وترد عليا، انا افتكرتك نسيتنا كنت موجود بس ساعه الجوازه عشان ابن اخوك يطلع من السجن واول ما حصل المراد اختفيتوا كلكم ولا شفنا حد منكم، طبعا هتورينا وشكم ازاي بعد اللي ابن اخوك عمله في بنتي 


رد عليه بحدة وهو عاقد لحاجبيه


= حقك تقول كل اللي انت عاوزه ومعاك حق انا مش هعترض ولا اتكلم بس نفسي تسمعني زي ما سمعت بنتك، ابن اخويا غلطان طبعا ما فيهاش كلام وما كانش ينفع يوصل الامور لكده بس سالت نفسك إيه اللي حصل وصله لكده؟ ما هو اكيد مش هيصحى الصبح كده من نفسه وينزل ضرب في بنتك من غير سبب 


كانت تجلس بينهما خيريه و تقوست شفتيها وهي تجيبه بصوت شبه منزعج


= نعم انت كمان هتجيب الحق على بنتي لا بقول لك ايه احنا سكتنا لكم كثير و اللي بتعملوا ده ولا يرضي حد بس هي غلطتنا من الاول ان احنا اتنازلنا وجوزنا البنت لواحد زي ابن اخوك عيل فاشل وصايع وبيشوف نفسه على بنتي ويستقوى عليها .


رمقها بنظرات محتجة وهو يهتف بإعتراض 


= يا مدام خيريه بنتك برده غلطانه ما كانش ينفع تخرج من غير ما تستاذن جوزها، وحتى لما رجعت فضلت تبجح فيه وتقل ادابها عليه بدل ما تهاود معاه عشان الامور تهدى .. ده غير كل شويه في الراحه وفي الجايه عماله تقول عليه مش راجل!! حط نفسك مكانه يا استاذ عابد عاوزه يعمل ايه لما يرجع من بره يلاقي بنت حضرتك مش موجوده في البيت وبدل ما تشرح لي بهدوء كانت فين فضلت تقل ادابها عليه وتعلي صوتها وتشتمه 


في نفس اللحظه قبل ان يتحدث احد خرجت فريده من غرفتها بخطوات عصيبة وصـاحت غاضبة مقاطعاً إياه


= انا محترمه غصب عنك وعن ابن اخوك وعن امه سامع ! وما فيش سبب في الدنيا يديله الحق يعمل اللي عمله فيا؟ و زي ما انت كمان سمعت ابن اخوك اسمعني، بس انا بتكلم مع مين مش وافقت ذيهم على الجريمه اللي حصلت وان اتجوز اللي اغتصبني يبقى هتبرر له اي مشكله تحصل بعد كده ..


تابع عمار ما يحدث بنظراته الساخطة ، ولوت فمه في إمتعاض ثم أردف بصوت شبه حـاد


= اتفضلوا سامعين بنفسكم اهو الوضع ده كل يوم والاسلوب ده اللي بتتكلم بيه مع الولد وفي الاخر ترجع تزعل لما يضربها 


لم يجيب والدها حيث كأن يفكر؟؟ فعندما تنفصل عن حسام كيف ستكون حياتها بعد؟ فهى بالبدايه اغتصبت وأصبحت بلا شرف والآن لا تستطيع الإنجاب؟ و ستكون مطلقة !. يجب أن يطلب منها التريث والتحمل فإمرأة مثلها مطلقة ولا تستطيع الإنجاب ستكون فرصها قليلة جدا للزواج إن طلقها حسام بذلك الوقت وبعد زواج دام لمدة أربع أشهر! ستعود أحاديث الآخرين من جديد حول سمعه أبنته بالتاكيد، بالاساس صارت تلك الزيجة حتي يقطع كلام الجميع حول شرفها الذي أفقدته وسمعتها التي أصبحت على لسان كلا من؟ 


نظرت فريدة إلي عماد بعينيها الحمراوتين ، 

ثم غمغمت بخفوت وهي تحدجه بنظراتها الإحتقارية قائلة


= بقول لك ايه اطلع بره مش عاوزه اشوف وشك ولا وش المحروس ابن اخوك اللي عامل فيها راجل ومش عاوز يجي هنا بنفسه عشان هو جبان و ابقي قول للست ام ابتدي يلا داري عليه عشان انا ناويه اطلع عليه القديم والجديد ويمين بالله العظيم ما هسكت بعد كده على اي حد يدوس لي على طرف مهما كان مين ؟؟ 


بينما كانت تقترب منه وهي تضيف من كلماتها 

بحقد دفين


= و قول لابن أخوك كمان ان الايام اللي جايه مش هعمل حاجه في حياتي غير اني هفضل ادعي عليه في صلاتي، و مش هعفي من ولا حته صغيرة قد كده، من ذنبي اللي في رقبته 

   

تنهدت في حزن مرير وهي تتابع وصرخت بمرارة كبيرة


= هي الناس المؤذيه اللي ذيكم بيناموا وضميرهم مرتاح.. يعني مش بيخافوا يموتوا علي سهوه بذنوبهم وقرفهم ده.. والله ماهاعفيكم من اى ذنب ولا اى خذلان ولا كسره قلب و وجع واحساس بالقهر والله مش مسامحه اى حد اذانى وجه عليا و وجعنى حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم والله مش مسامحه يااااارب انت على الظالم يااارب


أصابت الكلمات صدرها لتصرخ كمن ذبح للتو

وتتابع الانتفاض بينما تراجع عماد للخلف وظل مكانه يراقب بكاءها الذي تحول لأنين ليصل في النهاية إلى شهقات مكتومة وفى خلال دقائق بدأت تلتقط أنفاسها بصعوبة في حين رحل هو للخارج كما جاء، بينما اقتربت منها والدتها لتتحدث بقلق شديد


= اهدي يا بنتي خلاص انتٍ لسه خارجه من المستشفى وجرحك هيفك كفايه، أنتٍ حتي خرجتي قبل ميعادك ونشفتي راسك هم ما يستاهلوش حرقه الدم دي 


رمقتها بنظرات جـادة وهي ترد بصرامة عليها


= انتوا اصلا السبب ازاي تستقبلوا واحد زي ده في بيتكو عادي وبعدين بتتكلموا معاه بالراحه وبهدوء كده عادي بعد إللي حصل، انا خلاص قريبه هتطلق منه وارفع عليه قضيه واجيب حقي .


انتفض عابد لينهض من مكانه قائلا


= طلاق إيه يا فريدة انتٍ اتجننتى؟ انتٍ عارفه بقيلك قد ايه متجوزه عشان تطلقي؟ اذا كان احنا جوزناكي لي عشان نخلص من كلام الناس، شوفي دلوقتي هيقولوا ايه لما يلاقوكي راجعه ومطلقه !!. 


نالت نصيبها من الفزع والصدمة فلم تصدق كلمات والدها تلك، وغامت عينيها وهي تتسائل بسخرية مريرة


= اتجننت !! بابا انت شايف عامل فيا ايه؟ المفروض انت اللي كنت اقترحت حاجه زي كده من نفسك، هو انت مستني ايه عشان تطلقني منه بجد إني أموت .. وناس إيه و فضيحه إيه اللي لسه بتفكر فيهم هو انا مش هخلص من ام كلام الناس اللي هفضل شايلاه زي الجبل فوق كتافي وهم مالهم ! يجيوا يعيشوا مكاني ويشوفوا حياتي و هيستحملوا إللي انا استحملته ولا لأ وبعد كده يجيوا يتكلموا عليا انا انسانه ولي حقوق يا بابا .. انا مش جارية عنده 


فرك عابد وجهه مستغفرا وقال


= بلاش تتسرعي وفكري في الموضوع كويس

انتٍ مش هتستحملي كلام الناس لما تكوني مطلقه لا وكمان مش بتخلف! اوعدك المره دي هاخذ كل الضمانات اللي انتٍ عاوزاها عليه عشان ما يكررهاش تاني.. وبعدين

ماتكبريش الموضوع يا بنتي بتحصل و رجالة كتير بيضربوا حريمهم، و لو كل واحدة جوزها ضربها طلبت الطلاق البلد كلها هتطلق 


كادت أن تتحدث خيرية لكن عابد حذرها بعينه لتصمت، ثم التقط نفسا عميق وتحدث بتوضيح وجدية لواجهه نظره 


= افهمينى انتٍ ليكي ظروف خاصة و الحياة دايما بتجبرنا على شوية تضحيات .. وانا مسكتلوش من اول ما دخل عشان مش راضي عن اللي حصل ومش هسكت برده على اللي عمله معاكي، و خلينا نربيه بس بلاش حكايه الطلاق دي 


انتفضت فريدة تجيب عليه بمرارة


=انا مش مضطرة اقبل وضع ذي ده تحت اي ظرف حتي وأنت هتقبل لى العيشة دى عادي؟ انا مش موافقه والمره دي محدش هيجبرني طاوعتكم مره ودفعت الثمن و انا مش معيوبة علي فكرة! و لما انت ابويا بتقول كده يبقى لي حق يبيع ويشترى فيا هو وأمه. 


زم فمه في تأفف ، وحدثها بضيق قائلاً 


= يابنتى انا خايف عليكي.. يا فريدة إحنا عايشين في مجتمع ضاغط، الي يتصرف فيه بإنسانية وبساطة .. يفتكروه مجنون .


هزت رأسها باليأس والكرب تمكن منها ، لأنها أنهت حياتها سابقة بسبب شرفها، لتدخل مرة أخرى في دائرة طلاقها واهتمام والدها بمحادثات الآخرين والمجتمع، فمن الواضح أن هذه القضايا لم تنتهي أبدًا في حياتها


= أنا مش عايزة أقعد أقول أنا بعمل إيه وبعمل ليه، مش عايزة أبقى خايفة وأبقى ببرر .. انا عايزة أعيش مرتاحة هل ده كتير عليا! ، كتير ؟؟ 


أدمعت عينيها وهي تكمل بنبرة حزينة بحرقة


= لا دين ولا قانون ولا انسانيه يسمحوا باللي انتم عملتوا ده !!؟. 


تحدث عابد وكانه هو المذنب الوحيد في تلك المساله 


= للاسف هو ده بس اللي حسي بيه لكن مش حاسه بكم الضغط والخوف والقلق اللي احنا فيه وعايش فيه بكميه الصراعات اللي جوايا

واهم صراع اني عايز اعمل علشانك كل حاجه لي مصلحتك بس فعلا مش عارف.. مش قادر

حتي العصبيه اللي بتخرج مني غصب عني نتيجه اني عايز اعمل كل جاحه ليكم كلهم 

ومش مهم انا، كل اللي بعمله عشان بفكر فيكي و في مصلحتك وبالنهاية برضه اتهمتني بالتقصير .. انا خايف عليكي بجد انتٍ مش قد الناس وكلامهم .


نظرت له بإستهزاء وهي ترد عليه بسخرية


= لو خايف عليا فعلا؟ تقف تتفرج عليا وهو بيقتلنى بالبطئ.. لو خايف عليا؟ تطلب منى اتهاون فى حقوقى كإنسانة .. واذا كنت مش مهتم بحقوقي انا بقى مش هسكت وهعرف ازاي اجيب حقي؟ حتى لو بالغصب.


فالحقوق لا تمنح الحقوق تغتصب .!!


انطلقت مغادرة غرفتها ولم يحاول أبيها إيقافها دلفت غرفتها باكية كما خرجت باكية لكن بجرح أعمق .


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية بدون ضمان, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة