رواية جديدة بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 14
قراءة رواية بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية بدون ضمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباس الفصل الرابع عشر
❈-❈-❈
في منزل تسنيم، نظرت هي إلى ليان بعدم تصديق ثم خلال لحظات بدأت ان تضحك بشده على حديثها، لتتظر نحوها ليان بدهشة و اغتاظت وهي تنهض للرحيل من منزلها بعد أن رأت استخفافها بالأمر وهي تضحك وتستفزها بذلك، زمت فمها قائلة بضجر
= تصدقي انك بارده يا تسنيم و ما عندكيش دم اقول لك اخوكي شكله بيخوني فعلا ولقى اللي بيدور عليها عشان يتجوزها تضحكي عليا؟ ايه الموضوع جاي على هواكٍ انتٍ كمان طب يا اختي ابقي دوري معاه على عروسه أحسن
توقفت عن الضحك ثم أبتسمت لها إبتسامة عريضة وهي تنهض خلفها تحاول منعها من الرحيل من منزلها وهي غاضبه هكذا
= استني بس يا هبله انا بضحك عليكي عشان انتٍ قلتلي في الأول ان أيمن بقى يتاخر الايام اللي فاتت ويرجع متاخر مع انه ما كانش بيسهر برة! وشكله بيقضي وقت سعيد مع العروسه الجديده او احتمال يكونوا كمان بيقضوا شهر العسل.. وانا بضحك عشان المواعيد اللي انتٍ قلتهالي وقت رجوعه بيكون عندي مش مع واحده زي ما انتٍ فاكره
نظرت لها وهي عاقدة حاجبيها في إندهـاش وشعرت بالشك نحوها فسألتها بغيظ
= انتٍ بتاخديني علي قد عقلي وهو هيكون عندك الأيام دي بيعمل ايه؟ ما هو بيروحلك الصبح بدري أو حتى لو بعد الشغل زي ما بتقولي آخره معاكي ساعه ولا ساعتين من امتى وهو بيبات معاكي المده دي كلها .
رفعت حاجبها للأعلى وصرت على أسنانها قائله بجدية
= يا بنتي والله ما بكذب انا الاسبوعين اللي فاتوا وقعت على رجلي في الشغل و ما رضيتش اقول له في الأول بس هو جه مره وشافني ومن ساعتها زعل واتضايق أوي ان انا ما اتصلتش بيه قلتله بس انا كنت عارفه اللي فيها وموضوعكم عشان كده ما رضيتش اشيله همي، ومن ساعتها بقى يجيلي كتير عشان يساعدني في شغل البيت ويقعد معايا وكمان ساعات بيروح معايا المستشفى عشان الجلسات اللي كنت بعملها لرجلي
نظرت ليان لها بنظرات صادمة فإزدادت حيرتها وسألتها متوجسة
= بجد! انا اول مره اعرف موضوع رجلك ده وبعدين انتٍ قدامي كويسه اهو
هزت كتفيها في إيجاز، وأجابتها بخفوت
= عشان الموضوع كان بسيط والجلسات الحمد لله اللي عملتها سرعت شفايه، يا ليان اقسملك بالله ما بكدب وانا لو اعرف حاجه هداري عنه ليه؟ ماهو قالها لك في وشك هتجوز عليكي
بدأت أن تقتنع بالأمر ثم ابتسمت لها قائلة بهدوء
= سلامتك ما كنتش اعرف معلش حقك عليا .. ما هو كله من اخوكي اللي مخليني مش شايفه قدامي ولا عارفه اعمل ايه بسبب موضوع جوازه وانه مش راضي يسامحني .. انا تعبت والله يا تسنيم عملت كل اللي بأيدي عشان يسامحني ويصدقني بس الثقه ما بينا مش عاوزه ترجع تاني .
تنهدت الأخري بهدوء وهي تمعن النظر بعينيها
= عاوزه نصيحتي وتسمعي بيها؟ بصي يا ليان اول ما أيمن اتعرف عليكي واتجوزك انا اعتبرتك زي اختي بجد واحنا الاتنين بقينا نتعامل على الأساس ده وانا بصراحه ما شفتش منك حاجه وحشه من اول جوازك بايمن.. إلا الموضوع ده؟ المهم يعني بلاش نفتح في اللي فات، عارفه اللي خليني ارجع واكلمك تاني بعد ما اتصدمت فيكي .. ان حطيت قدامي انه لو ليا اخت وحصل لها كده هتبرى منها ولا هساعدها خصوصا لو كانت فعلا ندمانه ؟.
نظرت لها بامتنان شديد فهي بحاجه كبيره الى ذلك الدعم، ثم صمتت للحظة ومن ثم تشدقت قائله بتعب
=و رحمه ابويا انا ندمانه فعلا يا تسنيم، عارفه ان انا عملت غلطه صعبه على اي راجل يغفرها بس اهي حصلت! وانا مش هقدر اغير الواقع عشان كده بحاول اصلح اللي جاي بس اخوكي مش مديني الفرصه دي خالص .
نظرت لها بإهتمام وأجابتها بهدوئها المعهود
= اديكٍ قلتيها بنفسك اللي انتم بتعملوا انتم الاثنين ده مش هيغير الواقع، وانا لو كان ليا اخت فعلا وغصب عنها غلطت الغلطه دي! كنت هقف جنبها واساندها واحاول احتويها وافهمها ان ما ينفعش تحت اي ظرف تضعف بالشكل ده ولا تعمل كده عشان ما يتقالش عليها خاينه، وانها كان الافضل ليها تبعد طالما حاسه بالاهمال وانها محتاجه شخص في حياتها بدل ما تخلي واحد زي ده يمسك عليها ذله وينزلها في نظر نفسها ونظر اللي حواليها
تنهدت ليان بعمق وشعرت من تأثير كلمات تسنيم برغبه عنيفه بالبكاء فدائما الجميع يشعرها بالاهانه وكسر كرامتها حول ذلك الخطأ الغير مقصود! وكانها هي البشر الوحيده على الأرض أخطأت .. ولا يريد احد منهم النسيان واعطائها فرصه ثانيه لتثبت للجميع مدى ندمها و انها فتاه على خلق طيبه، فتلك التجربه كسرت بها أشياء كثيره! وليس الكسر داخلها فقط؟ بل تشعر بالانكسار كلما نظرت الى عين احد واشعرها بالاحتقار والاهانه..
وضعت يدها على فمها لتكتم تلك الشهقة المتآلمة والتي صدرت تلقائياً منها ..
ثم هبطت دموعها بمرارة فهي لم تتصور أن تكون زوجه خائنه بيوم وتخون ايضا ثقه الجميع، هي إعتادت أن تري نفسها في أقوى حالاتها لكن فعلتها بالماضي زلزلت كيانها و هـزت بقوة صورتها المحفورة في عقل الجميع...
نظرت تسنيم لها بإشفـاق وهي تقترب منها تربت فوق كتفها تخفف عنها و بهدوء وحــذر اردفت بتوضيح
= انا مش بقول كده عشان تعيطي ولا انا بطل على الغايب عشان اعرف اللي جواكي وانك فعلا لو حصلت تاني وايمن اهملك هتعمليها تاني وتضعفي ولا لاء؟ بس انا ليا في دلوقتي لو عاوزه نصيحتي بجد يا ليان تجاهلي اي كلام يقوله لك أيمن من ناحيه هيتجوز ولا عمر ما يسامحك.. انتٍ تثبتي على موقف واحد و ما تجدليش ولا تردي عليه في النقط دي خالص و تسيبيه يبعبع بكل اللي جواه و على راي اللي قبلنا قاله اللي بيقول ما بيعملش واللي عاوز يعمل حاجه مش هيقول .
بدت تعابيرها غريبة إلى حد ما، وانتابها الفضول لمعرفة سبب تلك العبارات الغامضة، فتساءلت مهتمًا وقد رفعت حاجبها للأعلى
= مش فاهمه وضحي اكتر ؟.
إجابتها هي بجدية واضحة
= قصدي ان ممكن كل اللي بيعمله ده مجرد كلام عشان يحاول يرد اللي عملتيه وان فعلا لو عاوز يتجوز كان هيتجوز النهارده قبل بكره! وحتى لو واخد قرار النهائي انه مش هيسامحك ومش هيكمل في العلاقه دي، كان طلقك وريح نفسه.. بس هو ما عملش كده لحد دلوقتي يبقى معنى ايه؟ انه لسه جو حته صغيره متردد يسامحك ولا لاء ؟ وحته اكبر انه بيحبك بس مش عارف يسامح ازاي .. بس عقله وكرامته رافضين الرجوع ده و دلوقتي فبيحاول يخترع اي أسباب عشان يبين انه
مش فارق معاه وهيردلك اللي عملتيه .
مسحت ليان بأطراف أصابعها العبرات العالقة في أهدابها وهي تفكر بجدية بالحديث ثم اضافت تسنيم بصوت هادئ
= فانتٍ زي الشاطره تعملي ايه؟ تسكتي خالص وما تحاوليش تفتحي الموضوع ده نهائيا معاه ولا اللي حصل مطلقاً و أبدا، عشان يحاول ينسى ويعدي وتاني هام تعيشي حياتك زي ما كانت قبل الجواز عشان من ناحيه تانيه ترجعي جوزك ليكي فهمتيني ولا لاء ؟؟ .
حدقت ليان في وجه تسنيم بنظرات شاردة سارحة بأفكارها في صور أيمن زوجها التي غزت عقلها بالكامل، لم يطرأ ببالها مطلقًا أن تكون هي سبب اذيته في يوم؟ فهي كانت سابق تتلهف عليه بل وتجاذف من أجله.. لكن
قد كانت كالمغيبه عندما تحدثت مع طارق! وبدأت تنجذب الية؟
تحولت تعابيرها للارتخاء عند رأت تلك الابتسامة الصغيرة تتشكل على ثغر تسنيم وهي تدعمها للتغير الى الأفضل والمحاربه لكسب الحرب لصالحها وعوده الحال كما كان سابق بينها وبين زوجها.. فإن خسرت جولة واحدة أو اثنين معه، لا يعني هذا خسارتها للمعركة برمتها، مازال لديها من الفرص ما يمكنها من استعادته.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية بدون ضمان, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية