-->

رواية جديدة بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 16

 

 قراءة رواية بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية بدون ضمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


 اقتباس الفصل السادس عشر

❈-❈-❈

وجه حسام نظره بالمنزل بأكمله و هو يبحث عن فريده فكان بالخارج وعندما عاد تفاجا بالمنزل فارغ وهي غير موجوده، تعب من البحث عنها بالشقة وعندما فكر ان يحادثها عن طريق الهاتف تذكر بأنه نمره هاتفها ليس معه.. وعندما لم يجد شيئا يفعلة جلس على الأريكة في انتظار عودة زوجته المصونه التي خرجت دون اذنه!!.


الوقت طال وأصبح وجه كتلة نارية مشتعلة.. كان بركانه الثائر يتأجج بداخله وهو يفكر إين ستكون ذهبت؟ وكيف تستهين به ولا تخبره بمكانها؟ تنهد بغضب شديد فالى متى ستظل تعاملة هذه الفتاه بتلك الطريقه المهينة و تتجاهل صفته لديها بانه زوجها ولديه حقوق عليها.. ويجب ان تستمع اليه رغم عنها.


ظل مكانه بانتظارها حتى أخيرا عادت، إستدار نحوها بسرعه مبدية تحفزه لسؤاله الغامض وهو يقول بصرامة


= كنتي فين يا بنت انتٍ؟ انا جاي من بره بقيلي ساعه وقاعد لوحدي وما لقيتكيش في البيت وفضلت مستنيكي


انزعجت من أسلوب شبيه الرجال هذا معها، فيكفي أنه دائما يذاقها العذاب والذل وتجرعت على يده ألوانًا مختلفة من المهانة والإذلال حتى قسى قلبها وأصابه الحقد والغل تجاة، أفاقت من شرودها المؤقت مرددة بامتعاض عابس


= وانت ليه قاعد لوحدك ما تروح تشتغل زي اي راجل ومسؤول عن بيته .. 


لتضيف بنبرة حادة مقصودة إهانته مثل ما  يفعل فهو لم يعبأ يومًا بمشاعرها ولا برغباتها، فقتل فيها كل شيء وتحولت إلى ما هي عليه، وما عزز من ذلك جحود عائلتها وشراسه المجتمع معها


= انا ملاحظه صحيح من ساعه ما اتجوزنا ولا شفتك بتنزل شغل ولا حاجه هي مش والدتك برده لما جت تطلبني قالت ان انت بتشتغل وعندك محل بقاله فين ده .. ولا دي كانت اشتغاله منها؟ وناوي بقى تفضل معتمد على فلوس امك كده كتير 


صدم مما قالته و أسود وجه بتشنج ونظراته النـارية كانت توشك على الفتك بها، فصاح بقوة


= وانتٍ مال اهلك مش اللي عاوزه بيجيلك دخلك ايه اشتغل ولا ما اشتغلش، وبعدين ما تغيريش الموضوع كنتي فين كل ده بره وازاي تخرجي من ورايا ومن غير ما تستاذني مني؟ هو انا مش نبهت عليكي ما تنزليش من البيت


لم تدرك هي حجم الغضب المستعر بداخله ، فاقتربت منه قائلة بعدم مبالاة


= بطل صداع في علاج كانت كاتبهلي الدكتوره و خلص والست والدتك عقبال ما بتصل بيها وتفضي بتاخد وقت.. وانت وجودك زي قلته ولا بستفيد منك بحاجه ولو كنت قلت لك كنت هتكبر دماغك مني .. عشان كده نزلت اشتريته أنا .


صـرخ فيها بصوت صـارم وهو جاحظ العينين 


= والمفروض انا بقى اصدق الاسطوانه الحمضانه بتاعتك دي؟ عشان لو كلامك صح ما في اتنين صيدليه تحت البيت وكنت وانا طالع هاخد بالي منك ولا حتى انتٍ هترجعي  على طول قبل مني 


نظرت له ببرود وهي تجيبه بنبرة فاترة


= ما كانش عندهم العلاج ده عشان كده رحت لي صيدليه تانيه، عاوز تصدق مش تصدق مش مشكلتي، و اتفضل وسع بقي من قدامي أنا مش فايقه ليك 


ضرب بيده المتكورة بعصبية على كتفها وصرخ من بين شفتيه بغل محتد


= ليه يا روح امك قوليلك عليا مركب قرون انتٍ كنتي فين يا بنت؟ شكلك كنتي بتقابلي خطيبك القديم من ورايا ولا في واحد ثاني اصلا؟ انا اساسا شاكك فيكي من الاول أنك كنتي مدوراها قبل ما تعرفيني ومش بعيد اما صدقتي واحد زيي لبسك بدل خطيبك اللي سابك بعد ما شاف حاجه انا لسه ما اعرفهاش .


ليكمل بطريقته الهمجية صارخاً بهياج أكبر


= طبعاً ، انتٍ تخططي مع أهلك وتنفذوا وأنا ألبس في مصايبكم و أتلط معاكي وكل ده عشان خاطرك، عاوزة تعملي نمرة وانك كنتي شريفه يبقى بعيد عني مش تكسبي بونط على حسي ! 


اشتدت قسمات وجهها حدة وكزت على أسنانها قائلة بهياج بائن في نبرتها وحركاتها


= انت بتقول ايه يا زباله يا واطي انا شريفه غصب عنك وعن اللي جابوك، عارف فين المشكله في حياتي اني دايما بقع ما اشباه  مفكرين نفسهم رجاله وجايين يشوفوا نفسهم عليا انت بتحاسبني على ايه؟ وشاكك فيا كمان وانت أصلا السبب في كل اللي حصل لي 

بس العيب مش عليك العيب على اهلي وامك اللي ما عرفتش تربيك وتعرفك يعني ايه مسؤوليه؟ اذا هي اللي بتصرف عليك لسه وأنت شحط كبير كده و عامل فيها راجل وبتتشطر عليا   


لم تدرك فريدة أنها بعبارتها تلك قد نزعت الفتيل عن قنبلة غضبه الموقوتة لتنفجر في وجهها، صرخ بها بعنف شديد وقد برزت عروقه 


= ماتستهبليش على اللي جابوني !! انتٍ كنتي فين يا بنت؟ كنت بتقابلي خطيبك ولا واحد ثاني يا فاجرة يا.. .


توقف عن إتمـام جملته بسبب صفعتها التي سقطت علي وجنتيه بقوة شديدة، لم يبدي عليه أي رد فعل وإكتفى بالإشــارة بعينيه الشرسه، ثم انفجرت فيه بصوت شبه محتد وهي تشير بيدها بعصبية شديدة فلم تعد تتحمل إهانته المستمرة 


= انت احقر و اوطي شخص قابلته في حياتي، ودايما الزباله اللي زيك مفكر الناس كلها ذيه عشان كده بيشك فيهم .. هو انت مفكر انا معتبرك راجل في حياتي و جوزي فعلا؟ طب اعملك على أساس ايه؟ طب اديني اماره تخليني احترمك ولا اشوفك راجل بحق وحقيقي ، احترمك عشان خدتني بالغصب مرتين مره قبل الجواز ومره بعد! احترمك عشان مش بتشتغل ولا بتصرف على البيت من حر مالك ومستني امك هي اللي تديك المصروف! عارف انت ساعات بتصعب عليا وبشفق عليك عشان ما لقيتش اللي يعرفك يعني ايه رجوله بجد .. انت جبان يا حسام وكل اللي انت بتعمله ده بس عشان تحاول تبين قد ايه انك قوي مع انك جبان، عشان لما بتفكر تضرب الضربه بتختار نقطه ضعف اللي قدامك ومش بتواجهة وهو وشه في وشك !. 


احتقنت عيناه بحمرة شيطانية مخيفة ، ودنا منها مهدداً بنبرة عدوانية


= متخلقش لسه اللي أخاف منه يا روح امك ! 

وأنا هاعرفك معنى القلم دي كويس ! وان انا مش راجل! انتٍ كان لازم من الاول تاخدي مني العلقة التمام عشان تعرفي مقامك وما تكررهاش تاني.. بس ملحوقه احنا فيها اهو وانا هربيكي من اول وجديد .


انقض عليها فجأة قابضاً على شعرها الذي لفه حول قبضته بقسوة لتصرخ متآلمة، و جذب إياها بكل قوته وصفعها عدة مرات بعنف شديد دون ان يعطيها فرصه للدفاع عن نفسها، ظل ينهـال عليها بصفعات قاسية على وجهها آلمتها بشدة، و تأوهت صارخة وهي تجاهد لحماية وجنتيها من بطشه لكن كأن وكأنه خرج عن شعوره الواعي ليتحول إلى شخص أخـر غير طبيعي يدمر بإهتياج ما تطاله يده.


عجزت عن التنفس وجاهدت لإلتقاط أنفاسها وشعرت بسائل دماء يخرج من شفتيها بسبب ضربه المستمر علي وجنتيها، و أرخى أصابعه عن شعرها وتوقف عن صفعها ليمسك بها من رأسها بقسوة .. سعلت بشدة في تلك اللحظة، 

وشعرت هنا بحجم الجحيم القادم عليها من ضربة ونظراته الغير مطمئنة على الإطلاق فتراجعت للخلف بندم شديد .


لكنه لم يمهلها الفرصة للهروب من عقابه الحيواني حيث جذبها بعنف من ذراعها ولواه خلف ظهرها بقسوة شديدة الخطورة لتسمع صوت تكسير عظامها وروحها المنتهكة،صرخت بصوت مقهور بحرقة من الوجع، لتصيح بصوت باكي محاولة استجدائه عل قلبة يرق 


= آآآآه ، سيبني .. دراعي اتكسر ! انا حامل ، حرام عليك خلاص ! 


وكانه لم يسمعها، عجزت عن التنفس بسهولة وجاهدت لنزع يده الحديدي عن ذراعيها المكسور قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.. ومع ذلك لم يرفق بها، بل استمر في ضربها حتى خبت قوتها وتخدل ذراعها نوعًا ما، تجمدت أنظار فريدة المرتعدة وتحركت رأسها بصورة هيسترية محاولة البحث عن شيء ما لتستخدمه كوسيلة لحمايتها من ذلك الوحش لكنها لم تجد وهو مستمر في ضربها و اهانتها بطريقه وحشية، رأته قادم نحوها مجدداً خفق قلبها بذعر علي طفلها فهي أرادت التخلص منه، وليس من طفلها فصرخت مذعورة  


= آآآآه بس كفايه حرام عليك انا حامل آآآآه 


تابع بتهور و أسقطها أرضاً واقترب ليكمل ما بدأ، ثم بكل شراسة ضربها في ساقيها مسببًا لها ألمًا مبرحًا انتاب جسدها ألم رهيبة خاصة في منطقة معدتها بسبب سقوطها، فهي لم تعدْ تشعر بأي شيء بعد و لم تتوقف عن البكاء المرير.. توقف هو دقيقه يلتقط انفاسه من المجهود .


لتستغل هي الفرصة و زحفت على مرفقيها رغم ألمها، لتصل إلى باب المنزل تريد الهروب من غضبة الجحيمة و الذي تحول مثل الثور الهائج وبالفعل وصلت الى باب المنزل وفتحته لكن قبل ان تصل بالخارج ..


قام حسام بسحلها على الأرض الخشنة حتى تمزقت ثيابها وتقطعت جلودها من سحبها بالأرض وضربة العنيف، تركها أمامه و ركلها بقسوة في أجزاء متفرقة من جسدها مسبباً لها آلاماً رهيبة،شعرت بنغزات حادة تعتصر معدتها من قوة الضربات الشرسة فوضعت يدها أسفل بطنها تحميها وهي تتوسل له من بين شفتيها الملطختين بالدماء بصوت ضعيف


= ابـني لأ لأ، آآآآه آآ هـ هـيموت، مــش عــاوزه يــمـوت ارحــمنــي هـتمـوتـنـي .


ركلها مرة أخرى لكن هذه المرة في أسفل معدتها بعنف أشد فصرخت بكل ما لديها من قوه و ببكاء متوسل وهي تقاوم ضرباته المتلاحقة 


= آآه كفاية آآآه، حــد يــلحــقــني آآآآآآآه .  


استغرق الأمر للحظات لتشعر بأن روحها تنسحب منها بالبطيء ولم تعد تقاوم أي شئ بالحياة.. فربما تلك هي النهايه حقا هذه المرة، كان جسدها يعاني من آلام رهيبة خاصة في منطقة بطنها ولم تستطع تحمل تلك الوخزات العنيفة، فالتفتت على نفسها وارتعش جسدها بشدة... في حين تدفق خيط رفيع من الدم من بين ساقيها ، مما ينذر بشيء غير مقبول على الإطلاق !!!!!... 


إزداد نحيبها، وعويلها وظلت تهز رأسها رافضة واقعها وإمتزجت دموعها بدمائها .


لم تكن تعتقد أنها ستتعرض لمثل هذه الإهانة والإذلال طوال حياتها على يد شخص حقير مثله. لم تحلم قط بالزواج من شخص مثله! لم تتخيل أبدًا أن عائلتها ستتخلى عنها مقابل صمت المجتمع!


رمشت بعينيها بصعوبة بالغة وانفاسها اصبحت غير منتظمة، وبدأت تستمع إلى عدة أصوات حولها لا تعرف من أين قادمه .. لكن ربما تلك الأصوات لنداء استغاستها لكن قد تأخرت كثيراً.. كثيراً جدا . مما يظنون .


بدأوا الجيران حولها الذي اقتحموا المنزل لمساعدتها وابعاد زوجها عنها، فهي من ساهمت بفتح باب المنزل إليهم .. لم تكن بوعيها لما يحدث حولها حالياً غير أنها ارادت ان كتبت لها الحياه فرصة تانيه وعاشت؟ ستكون لاجل طفلها فقط. وليس لاي غرض آخر؟ فتلك الحياه أصبحت لا ترادها لانها لم تقدم اليها شيء جيد .

يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية بدون ضمان, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة