رواية جديدة بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 8
قراءة رواية بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية بدون ضمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباس من الفصل الثامن
❈-❈-❈
في منزل زكريا بداخل أحد الغرف والتي كانت حبيسة بها مهرة! تعالت صرخاتها المتحسرة وزاد عويلها، في حين ضربت بيدها علي اعلي الباب المغلق حتي يفتح لها، ظلت هكذا منذ ساعة وأكثر تستنجد بأحدهما فاليوم هو امتحانها الأول و تريد ان تخرج من هنا وتلحق للذهاب إلى المدرسه .
بينما في الخارج كأن يسمعها الجميع لكن لم يتجرأ أحد علي مساعدتها، خوفاً من غضب والدها.. وفي ذلك الوقت كانت حسناء مشغولة في ترتيب المنزل وتجهيزه الطعام بمفردها فكانت من قبل تساعدها مهرة وهي الآن حبيسة بالغرفة ولم تخرج منها، و الآخرين لم يأتي أحد منهما لمساعدتها، لذا صاحت عالياً
= ما تفزي يا بنتي انتٍ وهي يا اللي قاعدين جوه و تيجوا تساعدوني، أنا مش الخدامه اللي جابهالكم اخوكم .. قومي منك ليها شوفوا كوم الغسيل اللي جوا واغسلوه عقبال ما احضر الطفح اللي هتطفحوه النهارده
ثم مصمصت شفتيها قائلة بازدراءٍ
= بلا هم، أمتي هترحم بقى من الشقى بتاع كل يوم ... داهيه تاخدكم كلكم .
ضربت مهرة علي الباب بيدها بألم رغم ضعفها عن ذي قبل، وهي تتوسل ببكاءٍ أشد حرقة
= حد يفتح الباب عاوزه اخرج من هنا.. يابا رد عليا عندي امتحان ولازم اخرج دلوقتي .. انتم يا اللي بره ردوا عليا .
بينما في تلك الأثناء بداخل غرفه زكريا كأن يتململ فوق الفراش بانزعاج وهو يسمع صوت صراخ منذ الصباح، حاول ان يضع الوساده فوق راسه لعله ينام براحه ولا يستمع لها لكن صوت صراخها جعل النوم يرحل بلا عودة.. نهض من فوق الفراش بغضب ثم ذهب باتجاه غرفتها وفتحها، و علق عليها بزفيرٍ منزعج
= في ايه يا بنت عامله دوشه ليه على الصبح
و امتحان ايه اللي بتتكلمي عنه وانا مش قلت لك ان ما فيش خلاص خروج ولا تعليم.. ناويه تكسري كلمتي ولا ايه؟
تحركت مهرة وهي مسلوبة الإرادة نحو والدها لتقف قبالته بوهن رغم ذبول ملامحها ضغطت على نفسها وهي تهتف بصوت مبحوح اثر صراخها تتوسله
= اقسملك يا يابا إني مظلومة واخويا ومراته بيفتروا عليا! ابوس ايدك خليني اروح الامتحان النهارده وبعد كده اعمل اللي انت عاوزه فيا .
نظر لها بقسوة ولوي شفتيه الكبيرتين في سخرية ، وقال بسخط
= ومين هيصدقك؟ فكرك أنا هاعدي اللي عملتيه بالساهل، تبقي غلطانة يا روح أمك! واعملي حسابك رجلك مش هاتخطي من هنا إلا على بيت جوزك .. زاهر باشا .
لتنظر إليه بذهول رغم السحابة الكثيفة من العبرات التي تغلف مقلتيها، اكتست تعبيراتها بالصدمة، واجتاحها شعورًا عجيبًا بغضب فور أن أخبرها والدها بموافقته على ذلك الرجل بان يصبح زوجها ويحرمها من التعليم ايضا،
ثم ما لبثت أن تحولت صدمتها إلى انزعاجٍ غاضب، وصاحت بعنف كبير
= لا مش هيحصل على جثتي! اني اتجوز الراجل ده، كفايه ظلم وافتراء بقى ابنك هو اللي كداب ومراتة .. مش هتفضل طول عمرك تظلمني واسكت ولا راضي حتى تسمعني.. ده انت اما صدقت عاوز تجوزني لاي واحد عشان تخلص من همي وننقص واحد
لوت فمها للجانبين بمرارة ثم رمقته بنظرات أكثر سخطاً وهتفت عالياً فيه دون وعي
=واضربني زي ما انت عاوز بس برده مش هتجوز الراجل ده!! وهكمل تعليمي غصب عن اي حد مش هسيبك تتحكم فيا زي اخواتي ولا تضيع مستقبلي .. كفاية ظلم بقي .
برقت عينا زكريا بوهجٍ شرير وبصراخ حاد
هدر
= يا بنت الكلب بتعلي صوتك عليا وتبجحي فيا، ماشي انا هربيكٍ دلوقتي من اول وجديد مش عامله فيها شجاعه ومش خايفه اضربك وانا فعلا مش هضربك المره دي؟؟ بس هعمل حاجه تانية ؟؟.
تراجع للخلف في إتجاه مكتبها الصغير الذي كأن فوق منه كتب خاصةً بدراستها وامسك بأول كتاب وأشـار لها بعينيه الحادتين وهو يصيح فيها مزمجرة بتهديد
= مش الكتب دي اللي بسببها بتبجحي فيا وبتكلمي ولاد من ورانا ؟؟ انا هخلصك منها دلوقتي خالص !!.
إنتفضت هي مذعورة في مكانها مصدومة على إثر صوت تقطيع كتاب دراستها بعنف !! هربت الدماء من عروقها وشهقت مهرة صارخة من هول المفاجأة و ركضت تمنعة وهي تستنجد بأي أحد رغم أنها تعلم جيدا لم يساعدها أحدهما مهما حاولت، ثم صرخت تتوسله عله يرفق بها
= لا ابوس ايدك يابا ما تعملش كده .. لااااا حرام عليك سايبهم.. لااااا بلاش دول، عشان خاطري .....
لم تجد لصرخاتها المستغيثة أي صدى، و اغرورقت عيناها بالعبرات حتى بدت الرؤية مشوشة وهي تشاهد مستقبلها يضيع أمام عينيها.. استمر الأمر على ذلك الحال بين شد وجذب للحظات وفشلت مهرة محاولاتها في منع والدها من تمزيق الكتب.. لذا وقفت مكانها تشاهد الموقف في صمت مقهور .!
فلقد تأهب عقله ولم تستطيع أن توقفة حتي انتهي هو من تمزيق كل الكتب بغلٍ، أخفضت نظراتها لتحدق في هيئتها المزرية، و الكتب ممزقة بالأرض، و وجهها مليء بالكدمات والتورمات، ناهيك عن باقي جسدها الصارخ بألمه، و نتيجة كل ذلك ضرب والدها المبرح السابق؟ وكل ذلك حدث وهي لم ترتكب اي ذنب لتستحق ذلك العقاب القاسي، نظرت إلى الاوراق الممزقة بحسرة علي ضياع آخر بارقة أمل كانت متمسكة بها، رمقتها بنظرات أخيرة حزينة قبل أن تنطق بمرارة
=أنا عملت إيه لكل ده؟ انا ما ليش ذنب انا مظلومه.. حــرام عــلــيكــم
كانت حسناء بالخارج تقف علي عتبة باب الغرفة ملامحها هادئة للغاية، بل الأجدر أن يُقال مستمتعه بما يدور بالداخل، ثم همست لنفسها بابتسامة متشفية
= يالا في داهية .
تركته حسناء يفعل ما يريد دون ان تقترب وتمنعه من التمادي في أذية ابنته في غمرة غضبه الأعمى، بينما لم تتوقف مهرة عن البكاء المرير بعد تلك المذلة التي تتعرض لها، زحفت على مرفقيها لتصل إلى الكتب التي مزقها والدها كلها، امسكت بحسرة بالبقايا الممزقة للأوراق كلها الى اشلاء .
ثم اقتربت حسناء وتنحنحت بتوتر، ووضعت يدها على ذراع حماها ليتوقف عما يفعله و تصنعت الصدمه، ثم اردفت بإرتباك يشوبه القلق زائف
=يا مصيبتي ليه كده بس يا حمايا، ما كانش لي لزوم تعمل كده.. دي روحها في الكتب دي وعلى طول كانت وجعه دماغنا بيها .
سحب زكريا ذراعيه ليتملص من قبضتيها
بعنف ليتحرر منها، قبل أن يدير رأسه نحوها هاتف بتحذير شديد
= محدش يدخل في اللي بعمله فيها، بنتي وبربيها .. مش هستنى لما تحط شرفنا في الوحل! ولما يرجع جوزك أبقي عرفيه ان انا وافقت على جواز مهره من زاهر .
اعتلى ثغر حسناء إبتسامة شيطانية وهي تستمتع إلي كلماته الأخيرة وأنه وافق علي زواج مهرة اخيرا من زاهر، وبتلك الطريقة ستفتح لها ابواب الثري كما تظن! اعتدلت في وقفتها وهي تشاهد زكريا يغلق باب غرفه مهرة مجدداً كما كأن وتحرك بخطوات ثابتة وهي تتابعة بعينيها ثم قالت بنبرة انتصار ماكرة
= واخيرا هتتفتحلك طاقه القدر يا حسناء، وهيكون معايا فلوس كتير ملكي لوحدي .
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية بدون ضمان, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية