-->

رواية جديدة بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 11

 

 قراءة رواية بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية بدون ضمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الحادي عشر




نفضت فريدة قبضتي حسام عنها بعصبية أشد لتصرخ به باهتياج متشنج وهي تشعر باشمئزاز من لمسته 


= اوعى يا حيوان سيبني، مستحيل اخليك تقرب مني وتلمسني تاني غصب عني !


ابتسم حسام بطريقة مستفزة قبل أن يرد عليها بوقاحة مبدي استهتاره بتصريحها الأخير


= و ده على أي اساس تمنعيني من حقي؟ هو انتٍ كنتي نايمه واحنا بنكتب الكتاب ولا ايه؟ لا فوقي وصحصحي معايا كده عشان الليله شكلها طويله علينا أوي .. يا مدام !. 


فقدت أعصابها في لحظات وهي تصيح به بقهر 


= دلوقتي بس عامل فيها راجل وليك حقوق وما فكرتش في حقوقي انا !! لما اعتديت عليا وخليتني حامل في طفل ملوش ذنب؟ ده انت خليتني حتى مش قادره احب ابني كل اما افتكر اللي عملته فيا .


لـوى حسام فمه في إمتعاض وبكل إستفزاز تشدق قائلا


= كنتي نزلتي وخلصتي مش انتٍ اللي مصممه تجيبيه على الدنيا اشربي بقى، مع ان الحل كان قدامك سهل وانتٍ ممرضه واكيد هتعرفي تتصرفي


عبست قسماتها بشدة وردت باستحقار ظاهر على محياها 


= إنت مش بني ادم .. إنت .. إنت أكيد مجنون 

خاف ربنا احنا مش عايشين في الدنيا لوحدنا من غير كبير! هيجيلك يوم وهتتحاسب على كل حاجه بتعملها فيا وفي غيري.. ربنا ياخذك ياخي ويريحني منك، انا مش عارفه ليه اللي زيك عايش في الدنيا بيعمل ايه .


رمقها بنظرات نارية وهو يهينها باقسي طريقه ممكنة


= ما انا لو كنت مت يا شاطره مكونتش هاتبقي واقفة قصادي السعادي ولا كنت سترت عليكي، ولا اهلك اللي بعوكٍ ليا عرفوا يرفعوا وشهم للناس بعد اللي حصل والفضيحه .


صمتت للحظة لتسيطر على حالتها وتمنع نفسها من الإنخراط في نوبة بكائها من ورا قهرها من كلماته القاسية، ثم هـدرت هي به بإنفعال


= سترت على مين يا زباله هو انت ليه عمال تتكلم من اول ما دخلنا كان انا اللي قلت لك تعالى اعتدي عليا وخليني حامل! والفضيحه دي انت اللي عملتها لي مش انا؟ واهلي اللي باعوني للاسف ليك؟؟ فعشان احنا عايشين في مجتمع عقيد ما بيحاسبش امثالك .


أسرع بالإمساك بمعصميها بقبضتيه و إعتصرهما بشدة و هو يجذبها عنوة نحوه الفراش الخلفي؟ فإرتطمت بصدره وأصقها به ، وكز على أسنانه بشراسة وهو يحدجها بنظراته المميتة قائلاً 


= محدش ضربك علي إيدك عشان تتجوزيني وغلطتك انك وفقتي على الجواز من الاول؟ 


حاولت أن تتملص منه وتتخلص من قبضته وهي تتجنب أنفاسه الكريهة التي تصيبها بالإختناق.. ألا يكفيها ملامح وجه الحادة التي تشعرها بالإشمئزاز منه ليحاصرها أيضاً بأنفاسه البغيضة فيشعرها أكثر بالغثيان.. فشعرت الانكسار الذي يزيد من خسرتها وهي ترد بانهاك 


= لا انا غلطتي الوحيده ان انا اتجوزت واحد زيك؟ وإني كنت بأدافع عن أهلي اللي كل إللي يفارق معاهم الفضيحه وكلام الناس.. وللاسف في لحظة ضعفت فيها و وافقت؟ طلعت كنت بأحمي واحد زيك بدل ما احاسبه على اللي عمله .


لم يجد حسام أي جدوى من الحديث معها لذا جذبها إليه لتكون في مواجهته وحدجها بنظرات محتقنة ثم أشارت له برأسها تضيف بحسرة 


= هو انا اصلا قاعده بضيع وقت وبتكلم مع مين؟ ليك حق تعمل اكتر من كده طالما في مجتمع بيحاسبني أنا اللي اغتصبت! بدل ما يحاسبك انت .


قرأ حسام في عينيها نظرات الخوف فشعر بالانتصار من حاله وأنه لدي القدرة على إرهابها وبث الرعب في نفسها من مجرد الإقتراب! مـال برأسه أكثر عليها فحاولت أن تبعد وجهها عنه فإقترب من إذنها فلفحتها أنفاسه المحتقنة من الغضب لتشعرت بتلك القشعريرة الرهيبة تصيب عنقها وتتسرب إلى باقي جسدها عندما همس محذراً بمكر 


= صح خلينا نركن كلام حقوق الانسانيه ده على جنب دلوقتي، ونركز في كلام الكبار اللي جاي .


❈-❈-❈


علي مضض ونفاذ صبر ترك زاهر مهرة ان تبدل ملابسها بمفردها، عندما وجد ان الجدال معها سيطال في تلك الليله وهو يريد ان يختصر الطريق امامه بسرعه! وبعد فترة شعر بالملل وقرع الباب فسـارت مهرة بخطوات سريعة تغلق ازرار بيجامتها الحريرية فوجدت زاهر يندفع بعنف للداخل دول ان ينتظر ردها؟ ثم أشار بيده محذرة 


= اظن انا سبتكٍ كتير تعملي اللي انتٍ عاوزاه.. الفستان سبتك انتٍ اللي تقلعي وحتي قميص النوم اللي قلت لك البسيه ما ردتيش وعديتها بمزاجي المره دي .. وقلت معلش مكسوفه وبكره تتعود .


بخطوات مرتعد تحركت وهي تتراجع بظهرها للخلف، ثم وقف في منتصف الردهة وظل يجوب تفاصيل جسدها من خلف ملابسها ببصره وهو في حالة هياج واضحة.. ليجيبها بمكر واضح


= أما دلوقتي جه دوري بقي؟ أخد اللي أنا عاوزه منك؟ 


ارتعدت مهرة من طريقته، وحاولت أن تحافظ على هدوئها لكنه فجاه بدأ يقترب و يفك ازرار البيجامه من الامام ويتحسس جسدها بجراه زائده، لتبعد يدة بعنف عنها وتراجعت للخلف بخوف ورعب ! 


تعجب زاهر من ردة فعلها المبالغ فيها تجاه ثم تحدث في حنق وقال بضيق شديد


= في ايه مالك؟ اتنفضتي كده ليه هو انا لسه عملت حاجه؟ تعالي بس قربي بعدتي ليه ؟ 


فرغت مهرة شفتيها في حيرة واضحة هاتفة

برفض واعتراض 


= حاجه ايه؟ هو انت هتعمل ايه ومالك بتقرب مني كده.. ما يصحش تعمل كده .


احتدت نظراته وقست تعابير وجهه، و أمسك بها من ذراعها وهزها بعنف صارخًا بها بنفاذ صبر 


= نعم يا روح امك هو إيه اللي ما يصحش؟ هم اهلك ولاد الـ*** !! فهموكٍ ايه بالظبط عن الجواز امال انا دافع كل المصاريف دي في ام الليله دي عشان ايه؟ تقولي لي ما يصحش و ما ينفعش .. غير الفلوس اللي أهلك خدوها مني .


هربت الدمـاء من وجهها، وبدى كما لو كان شبحاً أمامه وخرج صوتها متقطعاً 


=مــ.. آآ انا مش فاهمه بتتكلم على ايه وفلوس إيه اللي اهالي خدوها؟ 


قال زاهر بعصبية واضحة وغضب


= فلوس مهرك ! ال ١٠٠ الف اللي خدهم ابوكي غير الفلوس اللي كان كل شويه ياخدها مني اخوكي عشان يمايل دماغ ابوكي ويوافق على الجواز .. 


نظرت له مهرة بإستغراب ومطت شفتيها في تعجب وهي تتحدث بصدمه 


= انا ما كنتش اعرف كل الكلام ده وان في حد من اهلي خد منك فلوس، بس دلوقتي فهمت ! 


الان بالفعل بدات ان تفهم مكيدة حسناء واخيها؟ وأنهما صنعوا خطتهم حتى يتمكن والدها من الموافقه على تلك الزيجة لمصلحتهم، لكن ما الذي مازالت لم تستوعبه حتى الان هل أتفق اخيها ان يطعن في شرفها وعرضها بسهوله هكذا مقابل المال..!! حتى أبيها كان مشترك في تلك الجريمة حينما قبل النقود مقابل زواجها؟ فمن الواضح الجميع لديه مصلحة من وراء ذلك الزواج ؟.. كيف لم تفهم من البداية؟ أنها كانت واقعة بين براثن بشر لا تعرف الرحمة أو الشفقة يذبحون برائتها ويغتالون إنسانيتها بدم بارد ...


مدت مهرة يديها المرتجفتين نحو ياقط البيجامه لتقبض عليها وتخفي جسدها الظاهر امامه، وأردفت بتلعثمٍ خانع وهي ترتعش وتوسلته بأعين لامعة


=و مــ... مـ.. آآ.. و آآ ما اعرفش ايه اللي مفروض اعمله النهارده.. و.. وما حدش قال لي حاجه غير أن.. آآ كل حاجه تقول لي عليها اقول لك حاضر .


بدت ملامحه مدهوشة حينما استمع الى جهلها بمعرفه اتفاقه مع والدها .. و بامور الحياه الزوجيه معه ايضا، لكن لم يعطي للامر اهتمام كبير في كل الحالتين؟. لوي هو شفتيه في تأفف وغيظ وهو يقول بتذمر


= آه من اولها كده الليله هتفكس، بس على مين ده انا زاهر برده !.


ثم تنهد هو في إنزعـاج و مط شفتيه للأمام بعدم إكتراث واردف بنبرة لئيمه 


= وماله يا روحي اعلمك انا وافهمك ايه اللي هيحصل الليله.. واذا انتٍ لسه عروسه جديده، فانا برده قديم وخبره في الحاجات دي .


انتبهت حواسها بالكامل لعبارته وانتفضت مذعـورة من مكانها عندما بدأ بالاقتراب منها وهو يفك أزرار قميصه مع ابتسامة مليئة بالرغبة، تسائلت بخوف وهي ترمش بعينيها الذابلتين


= أنا .. أنا مش فاهمة حاجة !


❈-❈-❈


ظلت حالة الشد والجذب بين فريدة وحسام وهو يحاول أن يغتصبها مره ثانيه وياخذها رغم عنها؟ لتشعر هي بالخوف والنفور منه ناهيك عن جو الفزع الذي أصبحت تشعر به.. وكل ما احاول ان يثبتها لينهال عليها تحاول هي الأخري أن تفلت ذراعها وتحرره ، وظلت تتلوى بجسدها بحركات عنيفة لتتخلص من قبضته، ولكن لفارق الحجم والجسد كانت محاولتها تبوء بالفشل... و أحاط بها فجاه بكل عنف ثم قام بجذبها بعنف نحو الفراش .. 


دفعها حسام أولاً بكل ما أوتيت من قوة على ظهرها... وبسرعه تحركت لتنهض.. ولكنها عجزت عن التحرير منه فنبش أظافره في مرفقها ليؤلمها فصرخت فريدة بحدة من الآلم.. ليصيح بصوت عالي وبنبرة منزعجة 


= ما تهدي بقى وبطلي فرهده.. وفري مجهودك للي جاي احسن 


أصبح في مواجهتها و بصوتٍ شبه متشنج اردفت بصوت مكتوم لتكتم تلك الشهقة المتآلمة والتي صدرت تلقائياً منها 


= لاااا.. مش عاوزاك ، سيبني حرام عليك 


ثم بنظرة قاسية صرخت بتهديد وهي تشعر بالإختناق من أنفاسه التي تزيد من إشمئزازها


= هموتك لو لمستني ، هاقتلك وهقتل نفسي مستحيل اخلي اللي حصل ده يتكرر تاني ومنك انت بالذات .


ارتسم على وجهه ابتسامة ساخرة وهو يتعمد النطق بتهكم 


= يا ريت تعملي ده، هو انتٍ لسه فيكي قوه وبتحاربي يا نيرس، ريحي نفسك اللي زيك ضعيف وما تقدريش تعملي حاجه 


اهتز جسد فريدة من لمسته المفاجئ أعلي جسدها وتذكرت علي الفور ما فعله سابقه بها والذي كانت نتيجه بعد ذلك اوصلها الى هنا ؟ لتبدا الذكريات تعود وتضعف قوتها المتبقيه فإبتلعت ريقها بتوجس ، ونظرت له بإضطراب ثم صرخت بصوت مبحوح 


= لألألألأ، ماتلمسنيش ! أبعد . 


وعندما أبعد يده عنها حتى يخلع قميصه استغلت هي الوضع لتتحرك لتفر هاربة من هنا، لكنه أمسك بها بسهولة وقهقه من محاولتها الفاشلة ونظر إليها بإستخفاف ثم

إبتسم لها بهدوء وهو يقول بمكر 


= رايحه فين؟ ده الليلة ليلتك .. يا عروسة !


استدارت هي برأسها للجانب ثم بكل غل قامت بعض ذراع حسام بقوة ورغم انه تالم لكن لم يتركها؟ تصلبت عروقه وهو يصرخ بخشونةٍ و بفروغ صبر 


=آآآه .. يا بنت العضاضه ما كفايه بقى تعبتني معاكي هي كانت اول مره يعني، يا بنت الـ *** والله ما انا سايبكٍ الليله .


اطرحها على الفراش مره ثانيه بقسوه لتغمض عينيها بيأس وحسرة مع إقترابه منها حتى زادت إنتفاضة جسدها، وإرتعادة أوصالها.. عندما شق مقدم ملابسها.. وفي تلك اللحظة بدات صرختها تتعالى باستنجاد وقهر .


غضبت و اشمئزت من نفسها أنها شهدت على تلك اللحظة مرة أخرى فبذلك ستحفر ذكرى حزينة ثانية في نفسها، لكن لم ترغب مطلقاً في تكرار تلك التجربه الاليمه مجددا ؟ هي بالاساس كانت الفتره الماضيه تحاول ان تمحيها من ذكريتها لكن بذلك الفعل ستوسم في حياتها للأبد .. لتشعرها دوماً بالاهانه والعار .. 


❈-❈-❈


وفي نفس الوقت، تعالي أنفاس خيرية صدرها اللاهث وهي تحاول ضبط أنفاسها المتلاحقة، وعرقها المتصبب من معظم جسدها المنذر وكانها تصارع احدهم في نومها.. ثم صرخت فجاء بذعر وهي تنفض من فوق الفراش بعد أن رأت كابوساً مفزعاً 


= لاااااااااا، بــنــتــي.. فـــريــــدة !!. 


انتفض عابد هو الآخر من فوق الفراش جانبها اثر صياح زوجتة؟ وبدت علامات الإندهاش جلية عليه عقب صراخ خيرية ليهتف بسرعه بقلق


= بسم الله الرحمن الرحيم.. مالك يا خيريه بتصرخي ليه كده ؟. 


تطلعت خيرية حولها بنظرات شـاردة وهي تتنفس الصعداء بصعوبة بالغة، فتكورت على نفسها وجسدها يرتعش بشدة... وهي تتذكر تفاصيل ذلك الكابوس المزعج الذي اقتحم نومها الهادئ، كأنه منذراً بشيء غير محمود مطلقاً يحدث ؟ تحشرج صوتها وهي تحاول أن تجيبه بصعوبة بالغة و تاخد أنفاسها الاهثة 


= اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، شفت كابوس وحش أوي عن فريدة .


أومــأ عابد برأسه قائلاً بتفهم وهو يربت على ذراعها برفق 


= معلش اشربي مياة وارجعي نامي تانيه، تلاقيكي قلقانه عليها عشان اول مره تبعد عنك وتسيبي البيت.. بكره تتعودي .


ابتلعت ريقها متوجسة لتبعد الفراش عنها لتنهض وهي تقول بنبرة ذات مغزى بعد أن شردت نظراتها نحو المجهول بقلب مفتور 


= قلبي واكلني عليها أوي يا عابد يا رب تكون بخير فعلا، انا هقوم اصلي ركعتين وادعي لها .. ربنا يسترها عليها .


❈-❈-❈


في ثواني تفاجات مهرة بأنه أمامها بصدره العاري والقى قميصة بالارض باهمال وبدأ في نزع باقي ملابسه دون حياء، لتركض علي الفور قاصده الخروج من باب المنزل لكنه أسرع نحوها بخطوات سريعة وهو يجذبها من ذراعها بقسوة وضيق من تصرفاتها الغير متوقعة.. حدقت مهرة في زاهر بنظرات مصدومة، وإزداد صراخها بخوف ورعب


= إلحقيني ياما .. هيموتني .. ابعد حرام عليك.. بالله عليك ما تعملش كده فيا .


سحبها بعيد عن الباب بحدة وصاح بها بنبرة عنيفة 


= امك ايه انتٍ كمان دلوقتي؟ ما تبطلي تنشفي نفسك و ليني معايا في إيه؟ هو أنا هموتك.. أنا شكلي خدت أكبر مقلب في حياتي لما فكرت اتجوز عيله زيك .


سحبها تجاهه لتشعر بأنفاسه أعلي بشرتها الذابله ! في حين صرخت مهرة عالياً وهي تتلوى بجسدها في كل الإتجاهات ثم نظرت في اتجاه زاهر وبنبرة راجية إستنجدته 


= ارحمني ، لألألألأ.. أبعد بقى مش عاوزه كده 

متـ...


قاطعها هو بنبرة صوت غاضبة وهو يشيح بكلتا يديه 


= وبعدين بقي انا ابتدأت اتعصب كده.. أخرك معايا لحد هنا ، لأن أنا ماليش في الدلع المرق ده أصلاً ! 


بدأت قوتها ترتخي و تضعف مقاومتها، ربما خوفها مما قد يصدمها جعلها عاجزة عن التحرك بصورة طبيعية، رجته بإستعطاف بادي في نبرتها 


= لا مش عاوزه ! 


توقف عما يفعله بحدة للمره التي لا يعرف عددها؟؟ وحدجها بنظرات قوية وهو يحذرها بعصبية شديدة 


= بتعصيني يعني؟ مــهــرة أنا جوزك وكلامي أوامر ! سامعه ولا لاء. 


نظرت له برعب وهي ترى تلك الحالة الغريبة التي تسيطر عليه ولا تفهم حقا لما يفعل ذلك معها؟ لذا صاحت بضعف وتعب 


= ما انت بتخوفني، سيبني عشان خاطري امشي وديني لاهلي.. انا مش عاوزه اقعد هنا؟ مش عاوزه شقه جديده، مش عاوزه لبس مش عاوزه دهب، مش عاوزه حاجه غير انك تسيبني.. انا ما كنتش عاوزه اتجوز اصلا .


نظر لها بلؤم وهو ينطق بإستخفاف قاصد ارعبها 


= شكلك مش بتيجي بالهداوه، تمام انتٍ اللي طلبتي؟ نمشيها غصب ! 


ثم لف ذراعه حولها بعد أن ألصق ظهرها بصدره وإنحنى قليلاً بجذعه ليضع ذراعه الأخـر أسفل ركبتيها ليحملها بقسوة بين ذراعيه.. إنتفضت بجسدها بالكامل محاولة الإفلات منه ولكن بلا جدوى سـار وهو يحملها بقوة في إتجاه غرفة نومهما.. وظلت تركل بقدميها ، وتصرخ مستغيثة أن يتركها .. حتى اسقطها فوق الفراش ! ونظر نحوها متسائلا بتهكمٍ ساخط 


= امال انتٍ مفكره الجواز ايه ؟ اكل وفلوس ودهب و بس! الجواز ده عامل زي مساله تفاوض تاخد وتدي.. و ذي ما هتاخدي اللي انتٍ عاوزاه انتٍ واهلك؟ انا كمان ليا حق وعاوزه .. واللي انا عاوزه لي علاقه بالمسائل إياها ؟؟. 


اقترب منها و بدأ في خلع ملابسها رغم عنها وقلبها يكاد ينفجر في ضلوعها من فرط التوتر الممزوج بالخوف، و ردت عليه بإنكار وهي تهز رأسها بصورة هيسترية 


= مكونتش أعرف ، مكونتش أعرف !!


أمسك زاهر بذراعيها وهزها بعنف وهو يهتف بها بنفاذ صبر 


= ما عدتش تفرق بالنسبه لي تعرفي ولا ما تعرفيش؟ انا ليا دلوقتي أن انتٍ مراتي و هااخد حقوقي منك بالرضا؟ .. او بالغصب !. 


إنتحبت بصعوبة فتأوهت من الآلم عندما القى الجزء الأعلى من ملابسها بالارض بعشوائيه ليظهر امامة جسدها الشبة العاري، تبدلت ملامحة للتجهم وبرقت عينيه بصورة مخيفة وهو يحدق بها بقوة ليقول بابتسامة خبيثة 


= يعني يرضيكي أهلك ياخدوا الفلوس وهم الكسبانين ! وأنتٍ تعيشي في العز وأنا اطلع الخسران الوحيد في الليلة ! 


ترقرقت العبرات بشدة في مقلتيها ، ولم تقـــاوم إنسيابها وبنبرة يائسة توسلت مرة أخرى


= صدقني انا مش فاهمه بتتكلم عن ايه.. و معرفش والله إللي عاوزه؟ ولا فاهمه حاجه؟ 

انا مش عاوزه اتجوز خلاص.. روحني لأهلي 


حرك زاهر يديه بعصبية، وبنبرة شبه منفعلة أجابها 


= ما انتٍ هتعرفي دلوقتي قصدي لو هديتي وسبتبني أقرب 


وبدأ بالفعل في الاقتراب مره ثانيه، اخترق آذانها صوت دقات قلبها المتلاحقة وشعرت بدمائها تتدفق بغزارة إلى عروقها، و جف حلقها وزادت مرارته وتمتمت برعب رهيب 


= حد يلحقني .. متقربش مني ولا تاجي جمبي ، والله لأصوت وألم عليك الناس


لمعت عيناه ببريق شر مخيف وهو يحدجها بشراسة وتهكم


= لا ولله، خوفت انا كده؟ وناويه تقولي ليهم ايه الناس اللي هتلميهم 


ظلت تراقب إياه بأعين زائغة وبقلب منقبض جاهدت لتسيطر على إرتجافتها المستمرة ، لكنها عجزت فكل شيء بداخلها غير مستقر .. حتى أنفاسها ، هتفت بصعوبة بالغة 


= أبوس ايدك سيبني، حرام عليك اللي بتعمليه فيا ده ! 


انفجـــر فيها بصوت جهوري وهو يصفع مهرة بقسوة على وجنتيها ليجبرها على الاستسلام 


= اخررررسي بقي يا بت .. انا جبت اخري منك خلاص.. إحنا مش هانقضي الليل كله بتحايل عليكي تديني حقي . 


إتسعت مقلتيها في صدمة غير مستوعباً لتلك الفكرة التي عجز لسانها عن النطق بها.. فهي لا تفهم ما دخل ما يريده! بنزع ثيابه وثيابها؟ والاقتراب الزائد عن الحد؟ ولمساته الجريئه؟ وباي حق يطالبها؟ لتتساءل نفسها بتوجس هل هكذا يتم الزواج بين الرجل والمرأة ! بالتعنيف كما يفعل الآن . 


رأت إقتربه منها المهلك عليها بآخر اللحظات؟ وكأنه ذئب يفترس فريسته ولقد أوشك على نهش لحمها.. والنيل منها. 


إرتسمت نظرات الذعر على عينيها وحاولت أن تتخلص من أذرع زاهر القابضة عليها ، ولكنه لم يكنْ ليدعها تفلت منه بسهولة فإزداد صراخها وهو يقول بتحدي شرس 


= مش هاتعرفي تهربي مني ، ولا من اللي جاي ..! 


كـادت تفقد وعيها فهي ليست على ما يرام لما يحدث فيها، فالمجهود العصبي والخوف أكبر من طاقتها على التحمل، لذا تشبثت بفراشها ولم تتمالك نفسها عندما بدأ يعود بلمسها بتلك الطريقة الجريئه وصعب فهمها، لتصرخ متآلمة وهي تشعر ببراءتها تغتال على يد ذئب، زاد تشنج قسمات وجهها، وبصوت ضعيف مبحوح توسلت له ببكاء حــارق 


لألألأ.. ابعد عني .. الحقوووني ، آآآآآآه .. لأ لأ 

يا ماااااما .


كانت تلك أخر صرخات قالتها قبل أن يلقي بها زاهر على فراشه ليشل حركتها تماماً بكل سهوله نظرا لحجمها الصغير ، ليتمكن منها ويثبتها بمهارة إعتادها مع زوجه وفاء الزوجه الاولى حين كانت تتمرد عليه في بعض الأوقات وترفض العلاقه بينهما بعد أن كأن يضربها بعنف! ويأتي بعدها يطالبها بحقه بكل بساطه.... لكن وفاء كانت تصمت وتتركه ياخذ ما يريد دون مقاومه حينما تشعر بالياس؟ لكن مهرة كانت عكس ذلك! متمرده لبعض الشيء؟ تقوم رغم ضعفها واذلالها .. وتصرخ من الالام وعدم استوعبها للامر؟ فهي تخوض تجربه جديده عليها وبشكل مؤسف وصعب التحمل وفهم عقلها الصغير.. 


ولكنه هو كان كالصنم لا يسمعها ولا يرى سوى ارضاء غريزته المحتوم منها. 


قاومته بضراوة حتى خارت قواها واستسلمت لمصيرها معه! مصيرها المظلم مع من لا يعرف الرحم .. اما هو قسوته تلاشت بعدما وجد اللين منها؟ لكنها بدأت تضعف وتستسلم أمام قوته الفولاذيه!. لتشعر بعدها بذراعيه تضمها إليه ولصقها به أكثر ليأخذ مراده على الفور ... مع صوت أنفاسه بدأت تتعالى بالغرفة .


اكثر ما يحزن أننا نشاهد امرأة مظلومة وطفولة مسلوبة ،هنا نرى الحقيقة المرة اننا بالرغم من التقدم والتطور الا ان هناك فئة كبيرة لا تزال تعيش الجهل والتخلف والحرمان، فلا تزال المرأة تضطهد ولا تزال الطفولة تسلب، اما ان للمجتمع الإنساني ان يتحرك لأجل هؤلاء...الا يجب تسن

قوانين عاجلة وخاصة تحد من هذه الظاهرة 


❈-❈-❈


بالصباح، طالعت هيئتها في الظلام وهي قابعه فوق الفراش تدفن رأسها بين ركبتيها.. كانت ثائراً من الجميع حولها والانهيار كان واضحاً فوق ملامحها ، عيناها لا تحمل الا الوجع والكسره والخيبه... وانطفئت لمعت عيناها والسبب هو لأنها سعت خلف حقها؟ هي فقط أرادت أن تسترد كرامتها إليها و تحاسب الجاني! أرادت أن ترفع رأسها بين الجميع بفخر؟ واهلها ايضا.. أرادت القصاص.. وأرادت و أرادت الكثير لكن كانت اراده الآخرون اصعب !. 


كان القهر يغزو قلبها وروحها الجريحة صرخ بها القلب ينبض حسرة ما بعدها حسرة... فلا امل من هذه الحياة دون ضمان لها.. و ماذا اذا ظلت حياتها هكذا بدون ضمان ! . 


لم تعرف للراحه عنوان بحياتها بعد الآن؟ حتي النوم جف جفنها تلك الليلة و قضتها ليلتها وهي تبكي بحسرة على حالها.. لم تتخيل أن تقع مرة أخرى فريسة سهلة في براثن ذلك الحقير واستغل الظروف حتى يذلها ويهنها ويشعرها بالإهانة.. ابتسمت بسخرية مريرة علي إصرار أسرتها علية لترتبط به وكأنه الملاذ لها..و اتضح أنها هربت من واقع آليم إلى واقع أسوأ بكثير مما تخيلت، وهذه المره لم يساعدها أحد بالتاكيد.. وفي النهايه وبذلك المجتمع هي الوحيدة الملامة على ذنب لم تفتري؟ وبدلا من أن يحاسب على فعلته هو؟.. بل اعطاء المجتمع فرصه اخرى ليعود ويفعل ما يريد دون حساب . 


إلى متى ستظل داخل هذه الدوامه ومن يفتري في حقها هو من ينتصر ويكمل في ازايتها هي و الاخرين.. فقدت معنى الحياة عندما ظهر بحياتها .. إنهالت الدموع أكثر لتبلل وجنتيها وعنقها لكنها لم ترمش عينيها إلا لتزيح تلك العبرات العالقة بأهدابها .. و لم تكنْ لتطفيء النيران المتأججة بصدرها ... 


عضت على شفتيها السفلى وهي تقاوم الشعور بالآلم الجسدي تشعر بالغضب و الضعف الشديد وهي تتذكر ابتسامة إنتصـار تطفو على ثغـره عندما نال منها ..! أرادت الصراخ ولكن كان صوتها مكتوماً فمن سيساعدها ؟ هي بادت تعرف وتدرك الحقيقة المفزعة.. بأن ضحيه المغتصب تعيش بكماء .. وتفقد القدرة على أخذ حقها بذلك العالم.. 


اقترب حسام منها وهو يجفف شعره بالمنشفه، ووقف قبالتها يرمقها بنظرات مهينة ثم أردف بنبرة ساخراً 


= ايه يا مزه مش ناويه تقومي ولا لسه تعبانه من مجهود امبارح... صباحيه مباركه يا عروسه.


ضيقت عينيها المتورمتين وهي تسأله بغضب


= أنا عملتلك إيه عشان تعمل فيا كل ده ؟!


إستدار برأسه نصف إستدارة ناحية فريدة قبل أن يعود النظر إليها و أجاب بجدية 


= اول حاجه انك ما جيتيش معايا سكه من الاول؟ وثاني حاجه انك وافقتي تتجوزتيني


اقترب من الفراش و تحسس بأصابعه أثار الخدوش و الصفع أعلي وجنتيها مع ابتسامة إنتصـار وتحدي كأنه قاصد يظهر ضعفها أمامها لتبعد يده عنها بنفور وعنف.. ثم رفعت وجهها لتنظر له بعينيها الحمراوتين ، وهتفت متحدية 


= أبعد عنى انا بكرهك .


قطب حسام جبينه متساءلاً بإستفهام زائف وهو يردف باستفزاز بارد 


= ومين قالك تحبيني أصلاً ده حتى وحشة في حقي.. و أنا عاوزك كده كرهاني وقرفانة مني ! يعني اکرهینی براحتك.. بس هتفضلى على ذمتي وليا حقوق عليكي ومستحيل اطلقك يا فريدة إلا بمزاجي.


ثم جلس هو إلى جوارها على الفراش ، ونظر لها بإستهزاء وهو يضيف بنبرة ماكرة 


= برده مش هتقومي من مكانك؟ ماشي! شكلك كده عاوزه نعيد امجاد الليله اللي فاتت من تاني بس مكسوفه تقولي لي؟ وانا ما عنديش مانع .. اصلي بصراحه بتلكك عشان أشوفك مذلوله بين أيدي من تاني .


صرت على أسنانها وهي ترمقه بنظرات نارية ، ثم هتفت بصوت مختنق 


= واطي ومقرف .


حدف المنشفه أعلي الأريكة خلف منه بعدم مبالاة ثم هتف بنبرة ساخطة 


= أحسنلك تلمي لسانك ده بدل ما أندمك على كل كلمة هاتقوليها ! وبعدين بذمتك بيني وبينك ما اتبسطتيش .. انا عن نفسي طالما شايفك كده مبسوط ؟ 


ضيقت عينيها باشمئزاز وانسابت دموعها والقهر يُغلف صوتها قائله دون تردد 


= وأنا قرفـانة منك ! 


إبتسم لها إبتسامة صفراء برزت من خلف أسنانه الغاضبة وهو يغمز لها قائلاً بتحدي 


= قرف بقرف بقى تعالي .


ثم دفعها للخلف بعنف فإختل توازنها و مددت جسدها على الفراش.. حاولت بسرعه أن تلملم شتات نفسها وهي مرتعد من أن يعود لفعل ذلك و يفترس جسدها مرة ثـالثة !. انتفضت وتحركت فريدة مذعورة من مكانها وأدارت رأسها للخلف لتجدة متجهم الوجه يرمقها بنظرات ساخطة.. وهنا أدركت حجم الكارثة التي أوقعت نفسها فيها.. فلا مهرب الآن لها من مصيرها المحتوم .. شعرت بنبضات قلبها تخفق بفزع ، بينما هربت الدمـاء من وجهها ، فشحب لونه على الفور وهي تراة علي وشك اخذها من جديد عنوة ليفقدها اخر ما تبقى من قوتها .


لكن قبل ان يقترب منها أستمع الى طرقات قوية فوق باب المنزل !!. 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية بدون ضمان, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة