-->

رواية جديدة البحث عن هوية لهالة محمد الجمسي - الفصل الأخير

 

رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي

رواية البحث عن هوية



رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل الأخير

تبسمت الأقدار 



نظر فتيح إلى حاتم ورامي في عمق ثم قال: 


_الشرط الأول هو كتابة  بعض العقاقير الجيدة سريعة  الفاعلية  التي تعطي الهدوء الى عضلة القلب هناك صعوبة في التنفس ليلاً


هز حاتم رأسه علامة الموافقة ثم قال: 

_أمر بسيط، ولكن عليك أن تقلل من شراهة التدخين لديك 


قال فتيح في صوت به من الاستنكار الكثير: 

_ليس أنا من أعاني ميمون هو المريض

 

قال رامي في لهجة تحذير: 

_هل تتلاعب بنا؟ 

أعقب فتيح وهو ينظر له في صرامة: 

_أنت تهتم لرفيقك لم تبال بالخطر الذي قد يصيبك إذا حضرت إلى هنا رافقته، ميمون أيضاً  رفيفي ويدي اليمنى 


أشار حاتم إلى رامي علامة الصمت ثم قال وهو ينظر إلى المكان: 

_المكان سيء التهوية، القرد يستنشق الكثير من الدخان الخاص بسجائرك 

يجب أن تفتح نوافذ هذا المكان كثير، ويمكن القرد أن يتناول بعض الأدوية الخاصة بالتنفس ويحصل على جزء كبير من الراحة، أنه يركض كثير 


سادت لحظات صمت بين الجميع مما دفع رامي أن يقول: 

_ما هو الشرط الثاني؟ 


نظر له فتيح في تحدي ثم قال وهو يشير إلى يده: 


_ساعتك الذهبية 


في هدوء ودون تفكير خلع رامي ساعته ثم أعطاها إلى فتيح الذي تابع وهو يضعه في يده: 


_ أنا لا أغادر تلك الأرض، جميع من هنا من نساء ورجال لا يجرئون على النظر في وجهي مباشرة ومراجعة أي أمر أقوم على إصداره أو التردد في فعله أو محاولة التهرب منه، لهذا جرأتك وشجاعتك تروق لي،

صمت دقيقة ثم نظر إلى كل من حاتم ورامي قائلاً 

 مضى زمن طويل لم أشاهد مثل تلك الصداقة والتآخى 

قفز القرد إلى جوار فتيح الذي فتح النافذة ثم قال محدثاً ميمون : 

_ لقد نال منك الأذي لهذا من الأفضل أن تخرج من المنزل بعض الوقت 

قفز القرد أعلى النافذة ثم جلس  رافضاً أن يغادر، في حين قال فتيح وهو ينظر إلى كلا من الشابين: 

_كنت أجوب بميمون كافة أنحاء الجمهورية، بلاد وزقاق وشوارع أدق على رق صغير وهو يرقص ويطالب الناس بالمال والتصفيق، يلقى له البعض المال والبعض الآخر يعترض ولكن ميمون كان يأخذ أي شيء له بريق ذهبي ساعات خواتم بعض القلائد، من أولئك الذين لا يمنحونه شيء، فلنقل 

أنه مبدأ تأديب لهم،

كان كثير من الأطفال يرافقون ميمون بغض الوقت بعد أنتهاء العرض الراقص له، البعض يجلب له الحلوى أو الفاكهة وأحيانا يجلبون له ألعاب تخصهم هم، وهو كان يتقبل كل هذا ويصافحهم، لم نكن نستقر سوى يوم واحد فقط  في أي مكان نذهب له، وربما عدد من الساعات فقط قبل أن نرحل إلى بلده مجاورة 


حين ذهبت إلى بلدة قارب الخير كان الوقت هو الظهيرة وقدمت العرض لم ينال ميمون أي شيء لم يحصل على أي شيء ذو بريق ذهبي 

لأن القرية فقيرة جداً 

البيوت جميعها كانت من القش، الرجال في الحقول والنساء  أمام موقد الخبز الخاص بهم، 


 لم يحصل ميمون في هذا اليوم سوى على رغيف خبز واحد فقط 

تناوله هو من شدة الجوع، وأنا اكتفيت بالنوم إلى جوار أحد 

البيوت بعد أن أتعبتني أشعة الشمس الحارقة، 


ما أيقظني من النوم هو صراخ ميمون الفزع ويده التي تطالبني بالرحيل فوراً، شعرت بقوى الحرارة ولكن للوهلة الأولى ظننتها الشمس 

ولكن حين شاهدت صراخ النساء وهرولة 

الجميع في اتجاه معين 

حاملين أناءات مختلفة الأحجام من الماء أيقنت أن حريق كبير قد شب في أحد المنازل، سرعان ما انتقل الى كل منازل القرية فالقش كان يتوهج 

من النار والحرارة و ينتقل بسرعة غريبة 

من بيت إلى آخر 

لم أفكر كثير كان على الرحيل من المكان، 

أصدرت إلى القرد الأمر أن تغادر سريعاً ونترك البلدة قبل أن نحترق نحن هنا، سارع ميمون بالقفز أمامي وقد أصابته 

نوبة هلع شديدة كنت أسير في إتجاه القطار 

ما كدت اصل حتى أدركت أني فقدت القرد 

لم يكن القطار قد جاء بعد، مما دفعني أن أعود 

 أدراجي مسرعاً

وأنا أسب وألعن ميمون الغبي، أين توقف؟ ولماذا؟ لقد كان يرتعش من هول النيران وهي تشتعل تكاد تصل إلى عنان السماء 


حين شاهدته عن بعد 

كان يقف إلى جوار طفلتين كانت تبكيان 

في خوف شديد وهو يمسك يد أحدهم في تشبثت غريب  أدركت 

إنها الطفلة  التي أعطته رغيف الخبز وهي التي نال الحريق من منزلها 

صرخت عليه أن يأت 

فصاحب الفتاتين وجاءوا لي، لم يكن لدي نية مسبقة  في اخذهم، ولا أعلم كيف جاءت لي الفكرة في تلك اللحظة؟ 

كان الأمر وليد اللحظة


سمعت صوت صفارة القطار وهو يستعد للرحيل، فكانت اللحظة التي ألقيت بهم في القطار وأنا خلفهم والقرد يقفز الى جوارهم أيضاً 


وجاءت لي رجوات في المساء من هذا اليوم 

كانت الأفكار تختمر في رأسي أن إطلاق الطفلتين في العمل بالمنازل لا يزال مبكر جدا 

الطفلتين لن تقويا على الكنس أو الطبخ 

وربما لن تتفهم الطفلتين 

ما أريد معرفته من خفايا المنازل أو أين يضع أهل البيت الذهب أو النقود؟  

وأستقرت الأفكار أخيراً

حين شاهدت وجه شقيقتي، لقد أيقنت 

أن الطفلتين لن يستطيعا البقاء معي، بل ربما كانا هما الخيط والشاهد والدليل الدامغ  الذي سوف يقود الشرطة لي 


 سمعت صوت صفير القطار وهو يستقر  في المحطة أدركت أنها بضع دقائق ونرحل عن البلدة إلى الأبد حاملاً معي الطفلتين 



أودعت الطفلتين إلى رجوات، دون أن أخبرها 

من أين جاءوا؟ وهي لم تهتم، كانت تريد الطفلتين من أجل التسول والسرقة أيضاً

على شرط أن أنال الربع  

من حصيلة ما تحصل عليه  

 

ولكن الأمر لم يستمر كثير، لقد أخبرتني ذات يوم 

بعد خروجها من السجن 

  أن الطفلتين تم ايداعهم 

إحدى دار الأيتام، وأنها 

تفضل العمل بمفردها 

سرقة كان أو تسول


❈-❈-❈


كان على حاتم  أن يتوقف عدة  مرات حتى يتم تزويد سيارته 

بالوقود الذي يكفي رحلته في الذهاب الى بلدة قارب الخير، صرح رامي في شيء من القلق: 


_هناك احتمالات أكيدة أن تكون البلدة قد تغيرت معالمها، وربما لا نجد المنزل مثل ما تم وصفه من خلال ابو الحيلة فتيح 

قال حاتم وهو يشاهد عن بعد بعض حقول البلدة: 

_ولكن البحث في قرية صغيرة لن يكون شاق، سوف نسأل كبار السن عن هذا اليوم، لقد شهدت القرية يوم حريق كبير منذ سنوات، هذا يوم  لا ينسى  لديهم، 


توقفت السيارة أمام إحدى المدارس قال حاتم وهو يترجل من السيارة: 

_نحن في بلدة غريبة نسأل عن أمر قد مضى، يجب أن نتجه إلى عمدة البلدة مباشرة نطلب العون 

أشار رامي إلى حاتم علامة النصر ثم قال وهو ينظر إلى بوابة المدرسة: 

_يمكننا سؤال أحد المدرسين هنا 


بعد قليل كان حاتم ورامي في ضيافة عمدة البلدة، الذي أبدى ترحيب شديد قائلاً

_الإقامة سوف تكون في منزلي خلال فترة تدريب كل منكم 

تبادل رامي وحاتم نظرات الدهشة قبل أن يفطن حاتم إلى كلمات العمدة واختلاط الأمر قائلاً: 

_لم نأت إلى هنا من أجل عمل حكومي، نحن نبحث عن  أهل طفلتين تم سرقتهم من البلدة في يوم حريق شب منذ سنوات عديدة 


نظر لهم العمدة في عمق قبل أن يشرد لحظات ثم قال: 


_لم تفقد أي من الأطفال يوم الحريق؟ 

قال حاتم  في صوت به لهجة استنكار وعدم تصديق : 

_محال لقد تم سرقة الطفلتين من هنا 


ساد صمت بين الجميع، شق ستار الصمت حاتم وهو يتساءل: 

_من أين بدأ الحريق؟ كان المنزل به يوم خبازة عيش


قال العمدة في صوت مرتفع وهو يهز رأسه وجسده الضخم: 

_هذا صحيح لقد بدأت النيران في منزل سعفان شيخ الجامع وامتدت إلى بيت شقيقه الملاصق له ثم طالت النيران كل المنازل والبلدة 


تساءل حاتم  في سرعة : 

_أين شيخ الجامع؟ 

اتكيء العمدة توفيق في مقعدة الكبيرة وارخى جسده به وهو يقول في صوت به من الحسرة الكثير: 


_لقد احترق هو وكل أسرته في هذا اليوم وشقيقه  وأسرته أيضاً كان الجميع في منزل الشيخ سعفان في هذا الوقت كل من الزوجات يقومون بإيقاد الفرن الطيني والازواج يستعدون لتناول الغذاء والأطفال معهم حين شب الحريق حاول الأزواج إنقاذ نساءهم ولكن نفذ أمر الله احترق الجميع وطالت النيران ما تبقي من المنازل 

هتف حاتم في هدوء: 

_هل كان سعفان وشقيقه  لديهم  أطفال؟

 

اغمض العمدة عينيه وكأنه يتذكر هذا اليوم قائلاً: 

_الشيخ سعفان كانت لديه طفلة وكذلك شقيقه 


تبادل كل من رامي وحاتم نظرات النصر فلقد فطن كل منهم أن الطفلتين قد فزعا من الحريق وهربا فتمت سرقتهم في حين اعتقد أهل البلدة أن الطفلتين قد احترقتا مع أسرهم 


تابع العمدة في صوت يحمل أسف وحزن: 

_لم يتبق سوى حسناء أم الشيخ سعفان وشقيقه، لقد فقدت بصرها من كثرت البكاء على عائلتها التي فقدتها وكذلك ذهب جزء من عقلها فهي تزعم في بعض الأوقات أنها سوف تحظى بلقاء مع أفراد أسرتها في الحياة 


تساءل حاتم في توسل ورجاء: 

_ أين هي؟ أين تسكن؟ أريد مقابلة الجدة، إذا سمحت لي


أغلقت غادة زر الإضاءة ثم فردت جسدها في الفراش وتنهدت في صوت مسموع مما جعل أشجان تهتف: 

_أنت حقاً غريبة الشأن يا عزيزتي، دكتور حاتم تحدث لك، قال أن هناك كثير من الأمور عليه إتمامها قبل الزفاف، عليك فهم الأمور، أنت لست صغيرة السن، هو ايضاً في حاجة إلى اختيار بذلة العرس


 ويحتاج وقت حتى يتم دعوات اصدقاء ومعارف 

قالت غادة وهي تغلق عيناها: 

_أنا أتفهم كل هذا، ولكن 

نهضت أشجان من فراشها جلست إلى جوار غادة وقالت في صوت به لهجة تعجب:

_ولكن ماذا؟ 

تمتمت غادة في خجل: 

_شعور مجهول يدق في قلبي وجوارحي احيانا أجده سار ومبهج وأوقات أخرى مخيف ويدعو إلى القلق 

قالت أشجان وهي تلكز غادة( إيمان)  في كتفها:


_انها مخاوف عادية نتيجة التفكير الحاد في ليلة الزفاف،  وأحيانا كثيرة تكون إشارات خاطئة وهواجس لا أساس لها من الصحة 

قالت غادة وهي تتابع أشجان بنظراتها وهي تعود إلى الفراش: 

_غياب حاتم يومين كاملين يثير داخلي القلق 

فقط وجوده هو ما يطمئن فؤادي 


أشجان هل يمكن أن أشاهد العروس الآن؟


أطلقت أشجان زغرودة عالية قبل أن تفتح الباب قائلة في صوت صاخب: 


_بالطبع يمكنك 

 

تأمل حاتم غادة قليلاً قبل أن يقول: 


_فاتنة حقاً

هتفت اشجان في صوت منخفض: 


_مبارك لكم 

ابتسمت (غادة) في حين قال حاتم وهو يضع يد على ذراع غادة: 

_ يجب تقديم هديتي قبل أن يتم عقد القرآن 


قالت غادة في صوت به نبرة عتاب: 

_أنت هديتي 

اتجه حاتم في خطوات سريعة إلى الخارج ثم  عاد وهو يتأبط ذراع المرأة العجوز قائلاً: 

_هذة هي حفيدتك إبنة الشيخ سعفان 


نظرت له غادة في عدم تصديق،حاولت أن تصوغ الكلمات في عقلها عدة مرات فقالت في صوت متردد: 

_حفيدتها!!! هي أنا 

وضع حاتم يد على يد غادة التي اهتز جسدها في قوة وهي تنظر إلى المرأة العجوز التي تقترب منها في بطء شديد نتيجة فقدان البصر  يوجهها مصدت الصوت التي أدركت أنها فقط بضع خطوات

مدت حسناء يدها تحسست وجه غادة ثم قالت: 

_لقد أخبرت الجميع أن بذوري في الأرض لا تزال موجودة لا تزال براعم عمري في أرض الله، لقد شعرت بكم، أعلم أن لا يزال لي أمتداد في هذا الكون 


ضمت حسناء غادة(إيمان) إلى صدرها ثم قالت: 

_أنت حفيدتي قلبي يراك جيداً 


همست غادة في خفوت: 

_جدتي  لقد تمنيت كثير أن يكون لي عائلة، لقد كان حلم صعب المنال ولكنه تحقق

 

ثم نظرت إلى حاتم وقالت: 

_ليتني أستطيع أن أهبك عمري كله ليت، لا أعلم كيف أفيك حقك؟ لقد فعلت المستحيل من اجلي، أعطيتني كيان بعد أن كنت ظل شارد، أعطيت لي حياة بعد أن كنت اذوب في العدم 


كفكفت أشجان دموعها وقالت وهي تفتح الباب: 

_ مثل تلك الليلة لا يجب ذرف دموع، هيا الآن يجب أن نذهب لقد تأخرنا كثيراً عن موعد عقد القرآن


تأبطت غادة ذراع حاتم، في حين أمسكت أشجان في حنان ورفق  يد  السيدة  حسناء  



أين شهود الزواج 

قال المأذون تلك الكلمات وهو  ينتهى من كتابة عقد الزواج ، لوح رامي

ببطاقته قائلاً: 


_هذا أنا الشاهد الأول 


هتف المأذون وهو يتأمل بطاقة رامي: 

_وماذا عن الشاهد الثاني؟ 

جاء صوت صغير خجول  من الخلف: 

_أنا 

أطلقت غادة شهقة فرح ودهشة وهي تشاهد كريم يندفع بين الحضور حتى يحظي بمكان قريب من غادة التي ضمته إلى صدرها قائلة: 

_لقد اشتقت لك كثير 


هتف كريم وهو ينظر إلى الخلف: 

_جدتي إيفون أخبرتني أن الزيارات سوف تظل مستمرة إلى الأبد لأنك بمثابة خالتي

ثم نظر إلى حاتم الطبيب  وقال: 

_كذلك أخبرتني أن على أن أكون مهذب جداً مع زوج خالتي 

صافحت إيفون غادة ثم قالت: 

_لقد أخبرني الطبيب حاتم أنك والجدة حسناء من جذور عائلة ريناد، وأرجو أن تستمر العلاقات بيننا من أجل كريم، وأعتذر عن عدم حضور إسماعيل هو في عمل خارج البلاد 


وضعت غادة يد على رأس كريم وقالت: 


_هذا أكيد 


هتف المأذون في صوت به بعض الضجر: 


_أين الشاهد الثاني؟ 

قالت أشجان وهي تشير إلى الدكتور شرف: 


_الجميع ينتظرك هنا 


بارك الله لكم وجعل من ذريتكم الصالحون 

ارتفعت الزغاريد في أرجاء المكان، في حين قالت غادة وهي تنظر إلى حاتم: 

_تبسمت لي الأقدار يوم أن شاهدتك، معك تحققت كل الأحلام، وتلألأت  النجوم  في راحة يدي وحلقت بين عنان السعادة، لقد جعلتني أميرة متوجة  فوق عرش الأيام 


هتف حاتم وهو ينظر لها في إعجاب: 

_وعدتك أن تظل رأسك مرفوعة إلى الأبد هل تعديني أنت  الإ تتركِ يدك  يداي؟ لم بعد القلب يتحمل لحظة فراق أخرى


همست غادة في صوت خافت: 

_أعدك أن لا أفلت يدي من يدك أبداً


قسما برب السماء 

أنت  سعادتي بدنياي. 

غيابك لم ينسيني إياك 

فأنت أقوى من النسيان 

عطرك يتجول بأوردتي 

شذاها  رحيق الحياة 


 حلم من طيش مراهقة 

وعنفوان عشرينية. ونضوج ثلاثينية. حين جئت تحققت الأحلام  

من بين أناملك  همس وحياة 

حين تحاور خصلات شعري

خلق الله الحب 

وقسمه بين العباد 

رضيت بالهوى  معك 

كثير هو أو فتات 

نظرة عينيك 

زاد  وزواد 

تروي عطش من بعد عذاب 

حضورك أمان بعد كثرة ترحال

وقالوا تقاته القلوب 

هي ود ووصال  فريضة  على من آلفناه 

يا هدية الله لي. لا تبتعد 

فليس لي بعدك حياة

وأول الكلام وآخره 

(أحبك ) 

قسما برب السماء 


 

أقترب كريم من غادة ثم همس في أذنها بضع كلمات، نظرت غادة(إيمان) إلى إحدى زوايا المكان، شاهدت طيف نوراني يطوف في المكان، يبتسم لها  ينثر بعض من زخات ملح ناعمة ذات رائحة نفاذة 



جلس كريم  إلى جوار حسناء التي احتضنته قائلة: 

_هناك شذي زهور قادم من الجنة يا حفيدي الحبيب  

همس كريم في أذن حسناء: 


_أن أمي هنا 


هتفت المرأة وهي تضع يد على شعر كريم: 

_أعلم أن الملاك هنا يا عزيزي 


وضع حاتم يد على خصر غادة ثم ضمها له

على أنغام أغنية زيديني عشقاً زيديني يا احلى نوبات جنوني 

 عادت أشجان من جديد تطلق الزغاريد حتى كاد صوتها يعلو صوت الموسيقى


تمت بحمد الله

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة هالة الجمسي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة