-->

رواية جديدة البحث عن هوية لهالة محمد الجمسي - الفصل 29

 

رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي

رواية البحث عن هوية



رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل التاسع والعشرون




شوكت وتهاني 



أنها السابعة   صباحاً واليوم عطلة رسمية إلى أين تذهب؟ 



تساءلت تهاني وهي تنظر إلى شوكت في حيرة في حين قال شوكت وهو يعدل من رابطة العنق الخاصة به: 


_أحتفال مع اصدقائي 


تمتمت تهاني في صوت به لهجة استهزاء: 


_حفلات قمار صباحية، لا ريب أن المال الوفير في حوزتك 


أطلق شوكت صفير طويل ثم قال وهو يسكب عطر فرنسي على ملابسه: 


_هذا صحيح أيتها العجوز، لقد تم صرف مكأفاة مالية لي بالأمس، 


ثم أقترب منها قائلاً وهو يشير إلى ملابسه: 


_هل أبدو أنيق؟ العطر أيضاً يبدو جذاب أليس كذلك؟ 

قالت تهاني في سخرية: 


-هذا العطر الذي احضره لك  إسماعيل زوج المرحومة  ريناد ذات يوم  

وكذلك البذلة


هز شوكت رأسه في علامة الموافقة ثم تابع: 


_ هذا صحيح،  هناك امرأة  شأنها يهمني تجلس معي على الطاولة وقد يتطور الأمر ويصبح زواج لهذا أريد أن أكون أنيق 


لوت تهاني فمها ثم قالت: 

_متصابي يريد صيد مال ثان

قال شوكت وهو ينظر لها في مكر:

_لا تمتلك مال أنها شابة صغيرة السن وجميلة لهذا أريدها أن تكون زوجة لي، أريد أن أشعر أن لا زلت على قيد الحياة


أدارت تهاني عجلات الكرسي المتحرك بعيداً عنه ثم قالت في صوت يحمل ضحكة رنانة: 


_القرد يحلم بسوق الزواج 


بصق شوكت على وجهها ثم أسرع في الخروج وهو يلقي سيل من السباب ، مما جعل تهاني تذهب مباشرة إلى حيث صنبور المياة قامت بغسل وجهها، وهي تلعن شوكت ألف مرة وتتمنى أن ينال منه الموت، ما كادت تجفف وجهها حتى ارتفع رنين الهاتف محدث ضجيج في المنزل الخاوي إلا منها أسرعت تلتقط سماعة الهاتف وهي تعلم جيداً  أن المتصل هو يوحنا فليس هناك  أحد غيره يقوم على الاتصال بها: 



_ مرحباً يوحنا 


يوحنا:  مرحباً سيدة تهاني، سوف أمر عليك مساء اليوم ومعي إيرادت العقارات


تهاني في فزع وخوف : لا، لا تجلب كل المال، ضع  المبلغ المتفق عليه في الحساب البنكي الخاص بي، والمبلغ الزهيد الذي احضره كل مرة فقط ما يكفى مأكل وشرب هذا هو ما أريده 


يوحنا في صوت مرتفع جداً: 


_سوف أسافر مساء إلى رفح المصرية في طريقي إلى  فلسطين،   في منتصف الليل، واليوم عطلة رسمية ولا اريد أن يكون في حوزتي أي أموال  أو أمانات خاصة بك، أريد أن أحضر  صلوات اسبوع الآلآم  وعيد القيامه المجيد بمدينة القدس الأسبوع القادم ،أرجو منك المسامحة سيدتي، ولكن بعد موت زوجتي تريز وسفر إبنتي الوحيدة إلى الصعيد مع زوجها ليس هناك أي أحد  

أستطيع أن أترك معه المال حتى أعود من شعائر المقدس


قالت تهاني في هلع: 


_ولكن 


يوحنا في سرعة: 


_سوف أقوم على وضع المال في دمية من قماش ، إلى حين عودتي  هل هذا يأمن خوفك قليل؟ 

تهاني في استسلام وخضوع بعد تردد: 


_بعض الشيء 



أغلقت تهاني سماعة الهاتف وهي تشعر ببعض القلق والتوتر، رفعت بصرها إلى أعلى ثم شعرت بإنقباص حاد في قلبها وانتفضت في عنف وهي تهز رأسها في عدم تصديق، فركت عيناها في حدة عدة مرات قبل 

أن تحرك تنظر في عمق إلى حيث جذب انتباهها 

هتفت في صوت مرتعش وعدم تصديق: 


_ريناد 

هناك على الحائط كان جسم شفاف أبيض نوراني يظهر أمام بصر تهاني


اقتربت تهاني من الحائط ثم لمسته  ويدها ترتعش بعد تردد،


 صوت رفرفة عالية  على زجاج النافذة جعل تهاني تدير رأسها إلى حيث النافذة  كانت يمامة بيضاء تخبط في عنف زجاج النافذة مما جعل تهاني تسرع إلى  حيث تقف اليمامة وهي تقول في حيرة: 


_كيف دخلت الى المنزل؟ 


ومع دهشة تهاني اندفعت اليمامة عبر جزء صغير جدا مفتوح من النافذة وعبرت من خلاله إلى الخارج تاركة إحدى الريشات تقع على وجه المرأة العجوز التي انتفضت في خوف إلى الخلف وهي تصيح: 


_ما هذا؟ ما هذا؟ يا الله 


ثم ألقت نظرة  على الحائط تحاول أن تبحث عن أثر الظل الأبيض التي شاهدته منذ ثوان ولكنها لم تجد له أثر،

ومع دهشة المرأة العجوز 

لم يجلب لها هذا الأمر 

أي مصدر إلى الأمان 

بل زاد من الخوف والرعب والفزع في قلبها 

وهي تحاول أن تطرد 

فكرة الخوف من كيانها

وهي تحاول أن تفهم سبب هذا الخوف الذي ربط بين الظل و الراحلة ريناد واليمامة البيضاء، شعرت بخفقات قلبها تزيد في صورة جنونية 

مما جعلها تضع يدها على 

قلبها وهي تتوهم أن هذا الأمر سوف يوقف خفقات القلب التي تبدو مثل من يعدو خلف قطار متحرك أفلت دون أن يلحق به، ورغم ضوء النهار القوي الذي يتخلل أرجاء منزل تهاني الإ أنها شعرت أن ثمة ظلال سوداء قد صبغت على  الجدران منذ أن اختفى الظل الذي  شاهدته 


❈-❈-❈


هبط شوكت خمس درجات إلى أسفل ثم دق الباب الازرق الخشبي مضت ثوان قليلة قبل أن يفتح الباب له وصوت مرتفع يقول: 


_هذا هو شوكت، ليس هناك داع إلى القلق 


اتخذ شوكت طريقه إلى الداخل وهو يقول: 


_ما الأمر؟  لماذا الخوف يا كامل؟  


قال الرجل الضخم الجثة: 


_احتياطات امنيه فقط 


ألقى شوكت نظرة في الوجوه أمامه ثم قال وهو يقترب من امرأة في الثلاثين من عمرها قائلاً: 


_ليس هناك داع إلى الخوف سيدة لينا 


نظرت له المرأة في عدم اهتمام وقالت وهي تتابع الورق الذي يوزع في سرعة أمامها: 


_ ومن أي شيء يجب أن خائفة؟ لست خائفة 


نظر شوكت لها في عمق، ولم ينتبه كثيراً إلى كلمات الآخرين مما دفع صابر أن يقول في لهجة تعنيف: 


_شوكت هل سوف تنضم لنا الآن؟ أو تنتظر ساعة أخرى 


هتف شوكت وهو يلقي بالمال على المائدة: 


_الآن طبعاً وبمبلغ الف جنيهاً كاملاً


أخرجت ليان سيجارة ثم قامت على إشعالها وقالت: 


_ليس لدي حظ نهائي خسائر متتالية، ربما من الأفضل أن أجد مكان آخر يجلب لي الحظ


نظر لها شوكت في فزع وقد ألمه كلمات الحسناء  ثم قال في سرعة والكلمات تتقاذف من فمه: 


_سوف يأتي لك الحظ سريعاً لا تتعجلي، الأوراق حين تعطي حظها مرة واحدة إلى الشخص تجعله ينسى كل الخسائر التي مر بها 


تأففت الفتاة في صوت مسموع إلى الجميع، في حين جذب صابر يد شوكت وهمس في أذنه: 


_تريد كسب الفتاة

نظر له شوكت ثم نظر إلى ليان مما دفع صابر أن يكمل: 


_الحسناء لن تنظر إلى مالك الذي تلقيه على المنضدة ، سوف تنظر إلى المال الذي تضعه في يدها هي 


القي شوكت نظرة على ليان التي أعطت كل انتباهها إلى الأوراق، وكذلك فعل الجميع وهم يتمنون أن يقف الحظ إلى جوارهم 

قال شوكت وهو يفرد الأوراق أمام الجميع 

_أنا الفائز 


نهضت حسناء في ضيق مما دفع شوكت أن ينهض خلفها قائلاً: 


_سوف أعطيك ما فزت به كاملاً، اريدك أن تتابعي اللعب 


نظرت المرأة الحسناء إلى المال الذي يضعه شوكت أمام عيناها ثم قالت في تردد: 


_ولكن ربما خسرت المال مرة ثانية وهذا لن يفيدك في شيء 


هتف شوكت في عجالة: 


_سواء كسبت الجولة القادمة أو خسرت سوف يكون المال لك، يمكنك النظر له أنه هدية من معجب بك 


نظرت له ليان في دهشة ثم قالت في اعتراض ممزوج بنبرة دلال: 


_ولكن 


قال شوكت في صوت به استنكار: 

_هل مللت اللعب؟ 


هزت ليان رأسها علامة النفي مما دفع شوكت أن يجذب يدها إلى حيث الطاولة وهو يقول: 


_هيا نبدأ الجولة الجديدة ، ونتمنى جميعاً الفوز ل ليان 


تبادل الجميع نظرات ساخرة في حين قال صابر وهو يغمز له: 


_ونتمنى لك أيضاً فوز قريب


نهض صابر وكامل وهم يلعنون الحظ السيء 

في حين ابتسمت ليان ونظرت الى شوكت قائلة: 

_لقد ربحت 

قال شوكت وهو يبتسم: 

_تابعي اللعب 

صرخ صابر في حدة: 


_نحن نمتلك متاجر يجب أن نقوم على فتحها يا صاحب المركز المرموق، اليوم عطلتك ولكن نحن لا نمتلك عطلات


نظر له شوكت في ضجر في حين تساءلت ليان: 

_ما هي وظيفتك؟ 


دون أن يترك له فرصة إلى الإجابة قال صابر: 


_مكان هام جداً ويمتلك أيضاً مرتب مرتفع 


نظرت له ليان في لهجة تساؤل تنتظر إجابة منه في حين قال صابر: 


_سوف نواصل اللعب ليلاً 


هزت ليان رأسها علامة الموافقة، ثم اتخذت طريقها إلى الخارج  تتابعها عين شوكت في لهفة ونهم حقيقي، قال صابر وهو يجذب رأس شوكت حتى ينظر له : 


_لقد خلقت لك كل الطرق 


ابتسم شوكت وتابع: 

_لقد لمست هذا 


هتف صابر في صوت منخفض بعض الشيء: 


_عليك ملاحقاة الطير بالحبوب إذن 

لم يجب شوكت في حين تابع صابر: 


_عليك محو الفارق العمري الذي يفصل كل منكم عن الآخر الفارق ليس صغير سبع و  عشرون عام على الأرجح، الفتيات يحببن الهدايا والذهب والمال والحسناء مقامرة مثلك لن ترفض طلب مغري لها بالزواج لقد أيقنت أن المال متواجد شهرياً  في يدك ووظيفتك قد تحقق لها أحلام ما، عليك الطرق على الحديد وهو ساخن 


غمز صابر بعينيه قائلاً: 

_زواج قادم ميمون يا شوكت 


عاد شوكت إلى منزله يفكر في كلمات صابر، صابر محق في كل كلمة 

هناك فارق عمري بين الحسناء وبينه، وهو يحتاج لها في حياته 

حين شاهدها لأول مرة 

شعر أن جزء ما من عالمه مفقود، وهذا هو الجزء الذي يريد، فاتنة صغيرة حسناء تظلل أيامه بالفرح 

توقظ ما تبقي من أيامه 

وتحيل ما تبقى من شيخوخته إلى شباب، تروي ظمأ سنوات سابقة وسنوات قادمة أيضاً

لقد مرق العمر وهو يعيش مع عجوز لا تقدم له سوى بيت   ملك لها يأويه، تبعثرت كل أحلامه 

يوم ارتبط بها، بعد أن علم على يقين أنه لن ينجب أبداً، اختار من تحمل الإعاقة والجمال القليل حتى يتعامل مع زواجه بها أنه منحة منه لها، عليها أن تكون شاكرة له أن تزوجها، والمال هو ما يجب أن يكون مكأفاته، لقد  ظن  

أنه فاز ب ثراءها ولكنه 

نال من بخلها وتسلط قراراتها ما جعله يعف ذاته عنها ويهرب إلى ممارسة لعبته التي يدمن 

مزاولتها القمار  


ألقى شوكت نظرة على تهاني  العجوز التي تغط في النوم رغم أن الساعة تقترب من الخامسة عصراً، لقد أخبرته أنها تشعر بألم شديد لا تعرف 

مصدره وهو قد أستمع إلى كلماتها دون تعقيب 

ودون إهتمام أيضاً

أنها المرة الأولى التي تذكر له فيها تهاني أمر 

ما عن نقطة ضعف تمر بها، وما حدثته به أيضاً 

عن اليمامة الحبيسة التي 

مرقت من جزء صغير من النافذة لم يهتم له شوكت 

لقد كاد يصرخ في وجهها أن تكف عن الثرثرة التي 

لا طائل منها ولكن كلمات تهاني عن رغبتها في النوم جعل ثورته تخمد 

في مهدها، كانت كلمات صابر لا تزال تدوى في أذنه عن أمر تقليص الفارق العمري بين كل

منهم بواسطة المال والهدايا والذهب 



تذكر القلادة الذهبية  الأخيرة التي جلبها كريم إلى تهاني واهتدى أن يتم تقديمها إلى ليان الحسناء حتى تقبل دعوته على العشاء 

خاصة أن القلادة ثقيلة الوزن وتحمل لمسات فنية راقية وتصلح هدية لها، بحث عنها في أغراض تهاني في خزانة الملابس  ولكنه لم يجدها



 استيقظت تهاني العجوز على صوت الجلبة المنبعثة  من الخزانه  قالت في صوت حاد: 


_عن اي شيء تبحث؟ 


نظر لها شوكت في حقد ثم تابع: 

_القلادة الذهبية التي جلبها كريم، أريد القلادة 


وضعت تهاني يد على عنقها وقالت في غضب: 


_لن تحصل عليها 


ابتسم شوكت في ظفر و  هو يقترب من العجوز: 

_القلادة لي، 


وضعت تهاني كلتا يدها على القلادة وهتفت في تصميم: 


_لن تحصل عليها يا شوكت 

وضع شوكت يد على يد تهاني يحاول أن ينزع يد تهاني التي تغطي  القلادة، ولكن العجوز تشبثت بها في حزم 

مما دفع شوكت أن يجذب العجوز من الفراش ويطرحها أرضاً 

قائلاً في صوت منخفض: 


_عليك ترك القلادة لي، سوف أحصل عليها مهما تكلف الأمر 

رغم الألم الذي شعرت به تهاني ولكنها رفضت أن تزيح يدها عن القلادة 


مما دفع شوكت أن يقوم 

بغرس اضافره داخل يد العجوز التي حركت جسدها بعيد عنه وهي تصرخ من الألم 

جثم شوكت فوق جسدها الذي يتلوى في حركته 

يحاول أن يفر مبتعداً  

عنه قال وهو يشل حركتها تماماً: 


_انها هدايا ريناد لنا، هي ملك لي 

هتفت تهاني في صوت منخفض: 

_شوكت أيها الملعون لن تحصل عليها

أمسك شوكت تهاني من ملابسها ثم جذبها إلى أعلى ومد يده في استماتة يحاول أن يقتنص القلادة ولكن تهاني أبعدت يده في عنف وهي تقول: 


_أبتعد عني 

ثم صرخت بكل ما أوتيت من قوة وعزم مما دفعه أن يضع يد على فمها ثم رفع رأسها عالياً وهوى بها إلى الأرض وهو يقول: 


_الآن كفاك مقاومة سوف اظفر بها 

زادت قبضة تهاني على القلادة مما دفع شوكت أن يرفع رأسها مرة ثانية ويهوى بها إلى الأرض، تراخت قبضة تهاني من القلادة مما دفع شوكت أن يجذب القلادة من عنقها وهو يقول: 


_والآن عليك الأستماع لي، سوف اتزوج في وقت قريب جداً وسوف أقيم في الطابق العلوي


نهض شوكت من أعلى جسد تهاني وهو يمسك القلادة الذهبية في ظفر ثم ألقى نظرة على تهاني التي جحظت عيناها وسكن جسدها، للحظة الاولى تخشب جسد شوكت وهو ينظر إلى تهاني ثم مد يده التي ترتعش إلى جوار الدماء التي انسابت من رأس تهاني وقال في صوت يرتعش: 


_سوف أعيد لك القلادة


مد يده في فزع أمام أنف تهاني يحاول أن يستشعر ببعض أنفاس لها  ثم مد يده أمام عين تهاني يحركها يمين ويسار  لا فائدة، فرد يده ثم وضعها على بركة الدماء التي تجلطت تحت رأس المرأة العجوز،  ثم أدرك أن العجوز قد ماتت بعد ضرباته المتتالية للرأس على الأرض مما جعله 

يجلس إلى جوارها في وهن وذل وضعف قائلاً:


_لماذا؟ لماذا؟ لم يكن عليك المقاومة، لديك الكثير والكثير


شعر بدوار حاد يحيط برأسه وهو يدرك حجم الجرم الذي فعله نظر لها في حزن ثم قال: 


_لم أكن أريد قتلك، فقط كنت أريد القلادة، لقد كانت مجرد ضربات لم اقصد إزهاق روحك 

 

انتبه إلى صوت الطرقات على الباب، طرقات متتالية لا تريد أن تكف شعر بالهلع والفزع وهو ينظر إلى الباب، هناك من يحاول أن يشاهد جريمته، نظر إلى جسد تهاني المسجى على الأرض، ثم نظر إلى الباب، حاول أن يتحدث ولكن صوته رفض أن يخرج من بين شفتيه ولم يؤت قوة ولا عزم 

عادت الطرقات من جديد 

بكل استماتة وقوى وجاء صوت يوحنا من خلف الباب يردد في صوت عالي: 


_سيدة تهاني لقد جئت  حسب  الاتفاق الذي بيننا 


نظر شوكت إلى الباب ثم قال وهو ينظر إلى الق*تيلة تهاني: 


_لماذا ارسلت إلى يوحنا يا زوجتي؟ لماذا جئت به؟ تريدن أن تضعي شوكت خلف أسوار السجن


عادت الطرقات من جديد وصوت يوحنا يقول في لهجة تحمل الاستماتة: 


_سيدة تهاني سيدة تهاني 

قال شوكت في صوت به صيغة ألم:


_يوحنا لن يترك المنزل دون أن يتم مهمته، أعلم جيداً أن ولاء الرجل لك ولعائلتك منذ زمن بعيد، لقد جاء حتى يكشف جريمتي، لقد أوصت والدتك بك له منذ أول يوم زواجك بي، لقد جاء الرجل حتى يتفقد أمرك بل أمرنا معاً


نهض شوكت بأقدام مرتعشة نظر إلى جسد زوجته ثم جذبه الى غرفتها وأغلق الباب خلفه ، ثم ذهب وفتح الباب، قال يوحنا وهو ينظر إلى شوكت في سرور: 

_كيف حالك يا سيد  شوكت؟ مضى زمن طويل لم أشاهدك 


هز شوكت رأسه دون أن يتحدث مما دفع يوحنا أن يقول  وهو يحتضن العروسة المصنوعة من القماش:

_أين السيدة تهاني؟ 


في عين زائغة أشار شوكت إلى باب غرفتها، مما دفع يوحنا أن يقول: 


_من فضلك أخبرها أن العم يوحنا هنا 


نظر شوكت في عين زائغة إلى يوحنا الذي نظر إلى ملابس شوكت التي تلطخت بالدماء ثم قال في فزع وخوف : 

_ما الأمر وما تلك الدماء ؟


نظر يوحنا إلى الدماء التي تغطي الصالة ثم قال في صوت يحمل هلع كبير: 


_أين السيدة تهاني؟ 

أشار شوكت إلى غرفة النوم الخاصة بهم مما دفع يوحنا أن يدلف في سرعة إلى الداخل مما أتاح فرصة إلى شوكت أن يركض إلى الخارج



ما كاد يوحنا يفتح الباب حتى شاهد جسد تهاني الملقى على الأرض فاقد الحياة،  وضع العروسة القماش التي تحتوي على المال أرضاً ثم انحنى يوحنا على جسد العجوز وهو يقول في صوت مرتفع: 

_ما بك يا إبنتي؟ 

تحسس يدها الباردة ثم نظر إلى رأسها المتهشم من أسفل  قال في صوت مرتفع وهو يكتشف أن العجوز فارقت الحياة: 


_المجرم ق* ت#ل تهاني المجرم زوجها 

ثم نهض في سرعة إلى حيث النافذة وقام على فتحها في عنف ثم أشار إلى المارة المتواجدين بالشارع قائلاً: 


_الم#ج*رم قتل تهاني الم#ج*رم شوكت، عليكم الإمساك به 

ومع ذهول المارة المتواجدين بالشارع ركض شوكت محاولاً الفرار وكلمات يوحنا وصراخه من أعلى المنزل يلاحقة مما دفع بعض المارة إلى اللحاق بشوكت الذي أطلق إلى ساقيه الفرار  دون أن يحدد إلى أي اتجاه يذهب، ينظر خلفه يحاول أن يشاهد هل يلاحق خطواته أحد؟ 

دون أن يعي جيداً أن خطوات قدمه قادته إلى طريق السيارات وابتعد عن الطريق المشيد إلى المشاة  اصطدم جسده بالسيارة التي تحاول أن تجد لها سبيل من خطوات شوكت المجنونة 

طار جسد شوكت إلى أعلى ثم ارتطم مرة ثانية بالارض، راقبت عيناه السماء شاهد بعض خيوط دموية تزين السماء، هل كانت دماءه ودماء تهاني؟ أو هي مجرد بقايا شفق شمس المغيب وهي تحتضر؟ 

رفع يده في استماتة يحاول أن يخبر السائق الذي هرع له بعد أن ترك سيارته انحنى بجسده كله يحاول أن يتفقد أمره 

صرخ  قائد السيارة في الجميع يطلب عون: 

_سيارة إسعاف


رفع شوكت اصبع يده حاول أن يخبره إنه لم يقصد قتلها ثمة طائر طاف في السماء تعلقت به عين شوكت ومع خفقات جناح الطائر الأبيض ووجه الطائر

الذي ينظر من علو إليه 



شعر شوكت بخوف كبير 

قبل أن يغمض عينيه إلى الأبد



(في منزل أشجان)


قال حاتم وهو ينظر إلى غادة في ود: 

_هل وقع اختيارك على فستان الزفاف؟ 

هزت غادة(إيمان)  رأسها علامة الموافقة، في حين قال رامي: 

_ينبغي أن نرحل الآن


قال حاتم وهو ينظر لها في حنان: 

_سوف أعود في المساء


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية البحث عن هوية لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة