-->

رواية جديدة ظلمات حصونه 2 لمنة أيمن - الفصل 16

 

قراءة رواية ظلمات حصونه الجزء الثاني 

الإنتقال من الظلمة الى النور

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية ظلمات حصونه

الجزء الثاني

الإنتقال من الظلمة الى النور

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة منة أيمن


الفصل السادس عشر



فتحت عينيها بثقل على أشعة الشمس الخافتة التي تسللت إلى الغرفة، لحظات واستعادت كامل وعيها لتتمكن من رؤية المنظر واضحًا، لم يختلف كثيرًا عن قصر عائلتها، ولكن أشعة الشمس ليست حارقة كما الحال في موطنها، فالأجواء هنا هادئة للغاية.


تململت فى نومتها لتُدرك أخيرًا إنها نائمة بالفراش، لوهلة شعرت بالدهشة والتعجب وظلت تتجول بعينيها باحثة عنه فى الجرفة، وجدته نائم فى ذلك المكان التي صنعته ليلة أمس لتنام فيه، أستنكرت متى فعل ذلك وقام بتبديل أماكنهم، سريعًا ما تذكرت ما فعله والمتمثل في..


••


بعد تعمقها فى النوم وإنتظام أنفاسها نهض من فراشه مُتجها نحوها بهدوء، أنحني وأحاط ساقيها بذراعة وكتفيها بالأخرى وبخفة ويسر حملها مُتجهًا نحو الفراش.


شعرت بخفية جسدها كأنها تُحلق فى الهواء، حاولت فتح عينيها بصعوبة وثقل شديد، لتجده حاملًا إياها، هتفت بغير وعي ونعاس:


- بتعمل إيه!


أجابها بحنية طاغية على نبرة صوته:


- نامي أنتي على السرير وأنا هنام هناك.


أنهى جملته وهو يضعها بالفراش، تململت هي به وأحتضنت الوسادة، وهي لا تزال غير واعية تمامًا، وأضافت متمتمة:


- ماشي، روح بقى.


أبتسم بخفة وأنحنى ليقبلها فى مقدمة رأسها هامسًا:


- تصبحي على خير.


•••


كانت تظن إنه مازال نائمًا وقررت أن تنهض وتذهب للإستحمام قبل أن يستيقظ، ولكنه بالفعل كان مستقيظًا من قبلها حتى، وقبل أن تتحرك من مكانها فاجأها بقوله:


- يارب تكون النومه على السرير عجبت معاليكي.


حاولت اصطناع عدم التذكر وهتفت بمراوغة:


- أنا إيه اللي جابني هنا؟


لاحظ مُراوغتها وما تُحاول أن تفعله، رفع حاجبه بنظرة ذات معنى مُعقبًا بسخرية:


- العصافير دخلت شالتك ونيمتك على السرير يا سيندريلا.


بالكاد أستطاعت كتم ضحكتها على تعليقه المرح بالنسبة لها وهي لم تعتاد عليه هكذا، حاولت إحراجة قائلة:


- على فكرة دمك مش خفيف.


أومأ برأسه وأعتدل فى جلسته مُضيفًا ببسمة ثقة:


- أيوه بأمارة ما كاتمة الضحكة.


نهضت من الفراش شاعرة بالحرج لكشفه لأمرها، تحركت بخطواط واسعه نحو غرفة تبديل الملابس مُردفة بحدة:


- ياريت تخرج شوية من الأوضة عشان عايزه أخد شاور.


دلفت وأغلقت الباب خلبها، بينما ابتسم هو بمكر ونهض مُتمتمًا لنفسه بحماس:


- يا صباح الجمال.


خرج من الغرفة وبرأسه فكرة ما يخطط لها، إذا دعينا نمرح قليلًا يا صغيرتي.


❈-❈-❈


دلف إلى البيت ووجدها جالسة أمام شاشة التلفاز تتُابع أحد الأفلام الغربية بإهتمام، وبيدها كوب من الشكولاتة الساخنة، يبدو أن هذا أحد أفلامها المفضلة، تقدم نحوها وجلس بجانبها على الأريكة هاتفًا:


- مساء الخير.


أجابته بغير إهتمام ولاتزال عينيها لا تفارق الشاشة أمهامها:


- مساء النور.


لوهلة شعر بالحرج من تجاهلها له، ولكنه سريعًا ما ذكر نفسه أن هذه ليست أول مرة، يجب أن يكون أعتاد على ذلك منها، قرر هو كسر هذا الصمت مُعرضًا عليها الأمر قائلًا:


- ماما كلمتني وعزمانا بكره على الغدا، إيه رأيك.


كم ودت ان ترفض ذلك العرض لأنها مجبورة أن تُمثل أمام عائلته أن زواجهما طبيعي، وإنهم سعداء كأي زوجان مُتحبان، ولكنها لا تستطيع الرفض حتى لا تحزن والدته، فهو بالنهاية أبنها الوحيد وهي لا تريد أن يأخذ الجميع صورة سيئة عنها، فأومأت له موافقة:


- تمام مفيش مشكلة.


حملت كوب الشكولاتة ونهضت من أمام التلفاز، يبدو إنها فقدت الشغف، أتجهت إلى المطبخ لينهض ويلحق بها مُقترحًا عليها:


- إيه رأيك أجبلك واحدة تساعدك فى شغل البيت؟


لم تلقى تلك الفكرة إستحسانها ورفضت بلباقة:


- ملوش لزوم الموضوع مش صعب يعني، خصوصًا إن أول تلات شهور عدوا وبقيت أحسن.


حاول إقناعها مرة أخرى مُظهرًا مدى حبه وإهتمامه بها، عساها أن تصفح عنه وتعطي لعلاقتهم فرصة أخرى، فأضاف بإلحاح:


- بردو عشان تكوني مرتاحة.


للمرة الأخرى قطعت عليه سُبل الطريق لمُسامحتها، وكأنها تُغلق جميع الأبوابة فى وجه حتى لا تكون له فرصة معاها، تبدو وكأنها لن تعود له مرة أخرى ولو ماذا فعل، فهتفت باصرار:


- أنا مرتاحة كده متقلقش.


لم يعُد يحتمل طريقتها تلك، لقد أخطأ نعم هو يعترف بذلك، ولكن لما كل تلك القسوة منها؟ هو ندم وندم حتى تمنى لو يقتل نفسه، ولكنه فكر بها وإنه لا بريد إلامها أكثر من ذلك، ولكن لما هي تؤلمه هكذا، حتى لو تريد أن يرتمي أسفل قدميها ويطلب العفو سيفعل دون تردد، فقط تطلب وهو سيُنفذ.


تقدم ليقف أمامها مُباشرة مانعًا إياها عن للحركة، رفعت زرقاوتيها نحوه ورأت ذلك الإنكسار في عينيه، مُصاحبة تلك النبرة المُستفسرة بيأس:


- هتفضلي تتعاملي معايا كده لحد أمتى؟


زجرته مانعة إياه عن التحدث فى هذا الأمر مجددًا، فكل مرة يفعل بها ذلك، يذكرها بفداحة ما فعله بها وهو يطلب السماح منها، والذي بالمناسبة لا تستطيع أن تمنحه إياه لأنها وببساطة تحطم قلبها ورحها وإنسانيتها وكل ما كان جميلًا بها فى يوم من الأيام بسبب عملته الفظة تلك، ليتركها فى النهاية تنذف الدماء ألمًا على ما وصلت له، فهتفت بحدة:


- مالك بلاش كلام فى الموضوع ده.


حاولت الرحيل من أمامه ولكنه أعترض طريقها مرة أخرى مُحاولًا إرغامها على الحديث معه مُردفًا بإلحاح:


- زينة عشان خاطر ربنا أديني فرصة تانية، أنا بحبك ومعدتش قادر أستحمل.


أدارت وجهها وشعرت بتلك النغزة المؤلمة فى عينيها وسريعًا ما أمتلئت بالدموع، وهي أيضًا تحبه بل وبشدة، وهذا هو سبب عدم قدرتها على مسامحته، إنها تعلم مقدار حبه لها ولهذا لم تكن تتوقع منه ما فعله، الأمر ليس بيدها إنها تتألم منه حقا شر الألم.


بينما أدرك هو إنها تتألم لتلك الحالة التي وصلوا لها، ولكنه لا يستطيع أن يتحمل أكثر من ذلك، يجب أن تسامحه حتى لو على حساب كرامته وحياته، لن يتردد ولن يتراجع، فهو المُخطئ بالنهاية وعليه تحمُل العواقب أيًا كانت، أمسك بيدها وأضاف بترجي:


- لو لسه غضبانة مني أنا مستعد لأي حاجة ترضيكي، أضربيني، صرخي فى وشي، أعملي اللي يريحك بس أرجوكي كفاية كده.


جذبت يدها منه بحدة وإنفعال وقد قاربت على الانهيار، وستخور قواها وتسقط الأن أسفل قدميه، لتصيح فيه مُتمسكة بأخر ذرة قوة لديها مُردفة بانكسار:


- أرجوك أنت متضغطش عليا أكتر من كده، أحنا اللي كان بينا خلاص خلص.


تركته وتحركت بسرعة إلى غرفتها هاربة منه ومن ذلك الشعور الذي يحثها على إلقاء نفسها داخل صدره والبكاء إلى أن يُغشى عليها، تريد الصراخ فيه وإخباره إنها أيضا تحبه بل تعشقة وإنها تتمنى مسامحته ولكن لا تستطيع، كرامتها تؤلملها، قلبها بنزف خيبة أمل، كل ما بها يصرخ رفضًا من أن تسامحه، تتمنى الموت عساها أن نجد به السكينة.


❈-❈-❈


يُبدل ملابسه بعد أن عاد من الخارج وأمر العاملة أن تُخبر "لبنى" بمجيئه وتبدأ فى نحضير العشاء، نزع سترته وبدأ فى فك أزرار قميصه، دلفت "لبنى" إلى الغرفة لتتلاقى أعينهم، وأضافت بترحاب:


- حمدلله على السلامة.


أبتسم لها بهدوء وبادلها بإقتضاب:


- الله يسلمك.


جلست على طرف الفراش مُتابعة إياه بهدوء مُنتظرة أن يبدأ فى الحديث، ولكنه لم يفعل، فعزمت هي أن تبدأ وأردفت مُستفسرة:


- عملت إيه؟


لم يقصد المغذى من سؤالها أو ماذا تقصد به فعقب بتعجب:


- فى إيه!


أضافت موضحة مقصدها بسؤالها قائلة:


- فى موضوع هناء؟


فهم ما تُعنيه بسؤالها ولكنه لم يكن يريد التطرق فى هذا الموضوع فأجابها بإختصار:


- روحت للدكتور ومضيت الأوراق اللازمة.


لم تكن تلك الأجابة التي تنتظرها، هي تريد معرفة ما حدث بالضبط وما هي الحالة التي وصلت لها "هناء"، فأضافت بمزيد من الاستفسارات:


- وقالك إيه؟


علم أن تلك الاجابة لم تكن كافية بالنسبة لها وإنها تريد معرفة المزيد، فلم يريد أن يُراوغ معها وإطلاعها على كل شيء، هتف بقليل من الحزن على ملامحه:


- قالي إنها محتاجة العملية دي، هتحصلها مُضاعفات كبيرة لو معملتهاش، وبردو لو عملتها نسبة نجاحها بسيطة جدًا وفيه إحتمال تفضل كده طول عمرها اللي مش هيكون طويل.


أعتلى الحزن والشفقة وجه "لبنى"، على الرغم من إنها تعلم إنها أكثر شخص تكره "هناء" إلا إنها أشفقت عليها، وكيف لا تشفق عليها فهي بطبيعتها إنسانة رقيقة ومتسامحة ومرهفة الحس، قد تبدو لك حمقاء ولكن فى الحقيقة هي إنسانة، هتفت بتأثر:


- لا حول ولا قوة إلا بالله.


أضاف "هاشم" مُتحيرًا من أمر "هناء" مُصرحًا:


- اللي محيرني إنها هي نفسها موافقة على العملية.


قربت ما بين حاجبيها مُستفسرة:


- عرفت منين!


أجابها بتوضيح مُخبرًا إياها عما قاله له الطبيب:


- الدكتور قالي كده، رغم إنه قالها إنها نسبة نجاحها بسيطة، وممكن تخسر حياتها.


أدركت ما تُحاول "هناء" فعله، إنها أصبحت يأسة وتريد الموت فى أقرب وقت، ولكيف لا تطلبه فبعد كل ما فعلته بالجميع وإكتساب كراهيتهم جميعًا، ووصولها لهذا العمر دون صديق أو حبيب أو أبن يدعو لها، ماذا تنتظر منها أن تتمنى سوا الموت، هاتفته بشفقة:


- هناء يأست من حياتها يا هاشم.


أكد على حديثها مُضيفًا ببعض من الشفقة الذي يشعر بها تجاهها هو الأخر مُعقبًا بتمني:


- هناء طول عمرها يأسه من حياتها، ربنا يسامحها على اللي عملته فى نفسها وفينا.


تنهدت بقلة حيلة وليس بيدها شيء لتفعله لها الأن متمتمة بتمتي:


- يارب.


❈-❈-❈


دلف إلى الغرفة بهدوء بعد أن تأكد من دخولها المرحاض والبدأ فى الإستحمام، ومن حسن حظه إنها كانت تواليه ظهرها ولم تستطيع رؤيته، ظل يقف ويتابعها من خلف ذلك الزوجاج الشفاف الذي يفصل بينه وبينها.


كانت تضع بعد من سائل الاستحمام على جسدها وتدلكه بحركات دائرية وكأنها تُمسجه وتمنحه بعض من الراحة والإستجمام، بينما كان هو يسير على كامل جسدها بزقاوتيه مُتفحصًا كل إنشًا منها، هذه هي المرة الأولى الذي يتعمق فى النظر إلى جسدها وهي عارية هكذا.


لم تسمح له الفرصة لفعل ذلك من قبل، حتى عندما كان يمارس معها، لم يكن يملك الرفاهية لفعل ذلك حينها، كم تمنى لو يستطيع أن يخلع كامل ملابسه ويفتح ذلك الباب ويخوض معها ذلك اللقاء الممتع أسفل تدفق المياه، ولكنه يعلم جيدًا مدى جنونها وماذا ستفعل إذا فعل ذلك، يقسم أن قارة أمريكا بأكملها ستسمع إلى وابل سُبابها له.


أكتفى بالنظر إليها وصنع بعض الخيالات برأسه كالمراهقين، حقا هذا أخر ما كان يظن أن يفعله، وما هذا أيضًا! هل تأثر إلى هذه الدرجة وأنتشت رجولته؟ أهو مراهق ليحدث له ذلك الشيء من رؤيتها عارية فقط أمامه! أم إنها لها تأثير كبير عليه؟


يبدو إنها أوشكت على الانتهاء، عليه أن يذهب الأن وإخماد ذلك الإنتصاب، تبا لجسده الوقح، دلف غرفة تبديل الملابس، بينما هي التفطت إحدى المناشف الكبيرة وقامت بلفها حول جسدها وأخرى صغيرة لفتها حول شعرعها.


خرجت من المرحاض ودلفت غرفة تبديل الملابس لتجده بالداخل وعاري الصدر أيضًا، شهقة مُفزعة خرجت منها رغمًا عنها وصاحت بصدمة:


- أنت بتعمل إيه هنا؟


رفع كتفيه بالامبلاه وهو ينظر إلى منتصفه العاري مُعقبًا:


- زي ما أنتي شايفه.


أنحنى يخلع عنه بنطاله المنزلي، ليكشف عن سرواله الداخلي وظهرت أثار تأثره بها التي لم تزول كُليًا، أضاف ببرأة وكأنه لا يفعل الأن شيئًا ماكرًا قائلًا:


- بقلع هدومي عشان أدخل أخد شاور.


كانت حقا مصدومة من وقاحته ولكن ما جعلها تثور فى وجهه، هو رؤيتها لأثار تأثيرها عليه وأستنبطت إنها كان يُطالعها وهي تستحم، صرخت فيه بحدة:


- أنت دخلت الاوضة وأنا بأخد شاور!


أومأ لها ببرود مُضيفًا بتأكيد:


- آه، فيها إيه يعني؟


تقدمت لتدفعه فى صدره بغيظ شديد، وصاحت فيه مرة أخرى بحدة:


- أنا مش قولتلك متجيش الأوضة غير لما أخلص!


حاول تأليف كذبة ما تنقذه من بطشها وغضبها الشديد، ولكنه تعمد إغاظتها أكثر دون أن ينكشف أمره، فأجابها بسخرية:


- أسما كانت طالعة على السلم لو كانت شافتني برا كنت هقولها إيه! ديانة بتأخد شاور وأنا طلعت لحد ما تخلص.


كان حديثه مُقنعًا نوعًا ما ولكنه لم يقلل من غضبها تجاهه وإنه وقف ليتفحص جسدها وهي عارية، بينما هو أعطى ادلها الفرصة لصب غضبها عليه مُضيفًا بوقاحة:


- وبعدين هي دي يعني أول مرة أشوفك فيها من غير هدوم؟


لكزته فى صدره بقوة شديدة تلك المرة وتسببت حقا فى إلمه، وصاحت فيه بحدة وغضب مُهاجمة إياه:


- أنت وقح.


كادت أن تخرج من المرة بأكملها هاربة منه ومن تلميحاته الغير بريئة، ولكنها منعها مُمسكُا بطرف المنشفة التي تُحاوط جسها، وطالعها بنظرة ماكرة مُعقبًا:


- أنا لو وقح فعلا كنت دخلت أخد الشاور معاكي بدل ما استناكي برا.


لم يدعها تفيق من صدمة كلماته، وبحركة خاطفة جذب عنها المنشفة بسرعة وتركها عارية الجسد لا يسترها شيء، وتقدم بخطواط واسعة نحو المراحاض قبل أن تقتله وهو يضع المنشفة على كتفه مُعقبًا بنبرة إستفزازية:


- معلش أصلها عجباني.


كل هذا حدث في ثانية واحدة، مما جعلها تٌجحظ عينيها بصدمة من أفعاله التي تزداد وقاحة فى كل مرة، وبسرعة أمتدت يدها لتخفي مفاتنها خوفًا من أن يعود مرة أخرى، غمغمت بحنق:


- حقير.


أرتدت ملابسها بسرعة وقامت بتمشيط شعرها ووضع القليل من عطرها المُفضل وأستعدت للخروج من الغرفة ظنًا منها إنه أنتهى هو الأخر من إستحمامه، خرجت من الغرفة لتجده لايزال يقف أسفل المياة ومُغمض العينين.


ما هذا! أقام بتحديد ذقنه أيضًا؟ لما هو وسيم هكذا فى جميع أحواله! لما يمتلك كل هذه الكارزمة حتى وهو بدون ملابس؟ من حسن حظها إنه مُغمض العنين وإلا كان رأى نظراتها المُتفحصة تلك له.


كانت تسير على جسده بعينيها، بداية من عُرض كتفيه مرورًا بعضلات بطنه الظاهرة والمثيرة نهاية بمنتصفه السُفلي، ظلت لبعض الوقت تنظر إلى تلك المنطقة بتفحص شديد، أهو كان مُنتشيًا منذ بضعة دقائق؟ هل كان هذا بسبب تأثره بها! هل تملك تأثيرًا عليه بالأساس؟


الكثير من الأفكار المُراهقة ضربت برأسها ولاتزال لم تُشيح بنظرها بعيدًا عنه، حتى إنها لم تلاحظ إنه فتح عينيه ورأها وهي تُطالعه بتلك النظرات الجريئة، بينما هي أبتسمت بخجل من شيئًا ما ضرب برأسها وأشاحت نظراتها للأعلى مُتلاشية النظر إلى رجولته.


وقعت عينيها على عينيه التي تُطالعها بخبث شديد وأبتسامة ماكرة أستقلت فمه وهو يرفع بيده للأعلى أمامه مُشيرًا لها بأن تأتي إليه، جحظت بعينيها بصدمة من رؤيته لها وهي تنظر له هكذا وفى لحظة تلاشت تلك البسمة، لتحل مكانها الصدمة.


وبسرعة فرت من أمامه وخرجت من الغرفة بأكملها مُتمنية أن تنشق الأرض وتبتلعها من شدة خجلها، أحقا كان يُشير لها أن تأتي لعنده! كيف فكر فيها؟ أيظنها مُعجبة به أو ما شابه، اللعنة على تسرفها الأحمق هذا.


❈-❈-❈


صعد السيارة ليجلس بجانبها مُلبيًا طلبها وإستدعائها له، هتف بنظرات مُغازلة مُستفسرًا:


- خير يا قمر!


أجابته مُفصحة عن سبب إستدعائها له قائلة:


- عايزاك فى شغل.


قضب ما بين حاجبيه بأستنكار مُضيفًا بتعجب:


- هو أنتي مش بطلتي الشم ولا إيه؟


أجابته "ميار" بتوضيح وحزم:


- عايزاك فى شغل بعيد عن البودرة خالص.


أبتسم بسخرية على حديثها، "ميار" التي لم تكن تستطيع أن تتخلى عن جرعة المخدرات الخاصة بها الأن بعد أن تم علاجها تتكلم عن البودرة وكأنها شيء قذر، أضاف مُتهكمًا:


- وده يبقى إيه الشغل ده!


أجابته موضحة جزء بسيط مما تريده منه كي تتأكد من مُساعدته لها مُردفة بمكر:


- حاجة سهله خالص وهتعجبك أوي ومش هتأخد منك غير ساعتين زمن وهديك عشر ألاف جنية.


أبتسم بخبث وهو مُتأكدًا من إنها تريده في شيء مُمتع جدًا قائلًا:


- رغم إني مش مرتاحلك بس أنا دايس.


بادبته بابتسامة انتصار وثقة وأدارت مُحرك سيارتها مُردفة بحماس:


- اتفقنا، تعالي بقى نطلع على البيت عندي وأقولك الشغل ده هيكون إيه.


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة منة أيمن, لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة